الدكتور أحمد باذيب
09-14-2006, 05:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا ونحن ،، والعمل الخيري - إحصائيات وأرقام - أفكار وتوصيات
تناقلت الأخبار في الأشهر الأخيرة بعد أحداث 11 سبتمبر هجمات شرسة من الصحافة الأمريكية على بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية ووصفتها بالإرهاب دون تقديم أي أدلة يمكن الاعتماد عليها سوى تخرصات وأوهام مدعومة بالكامل بآلة القدرة على تجميد الأموال المودعة لدى البنوك الأمريكية والبنوك العالمية ، و لا تزال الهجمة قائمة وكل نصف شهر يطالعنا الرئيس الأمريكي بإضافة جمعيات خيرية إسلامية لقائمة تجميد الأرصدة والإرهاب ، ولعل آخرها الجمعيات الكويتية ، وحيث أنه لابد من بحث الأسباب الحقيقية لهذه الهجمة المفتعلة ، ولاسيما وأنها لا تتوقف عند حد معين فيما يظهر، ويتسأل البليد قبل اللبيب أين كانت أمريكا من كل هذه الجمعيات من السابق وكيف كانت تعمل جمعيات ومؤسسات خيرية في أمريكا منذ سنوات دون أدنى شبهه ؟ والآن فجاءة قفلت ! ومن المستفيد الحقيقي لهـــذه الهجمة ؟ وما هي الأبعاد التي ستتركــها على المسلمين شعوباً وحكومات ؟ كل هذه التساؤلات جديرة بالطرح والمناقشة وسنتعرض لها إن شاء الله تعالى ولكن قبلاً لا بد أن نستعرض خلفية وحجم الإنفاق الأمريكي للعمل التطوعي ومفهومه لدى الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي في أرضه.
ان كل العمل التطوعي والخيري في أمريكا يندرج تحت ما يسمى بالجمعيات اللاربحية واللاحكومية:
( Non Profit Organization ( Non Government Organization
وتختصر بعبارة (NGO) ( NPO) وإذا دخلت شبكة الإنترنت وحدها تجد هناك قرابة 2 مليون موقعا تحت كلمة ً (NGO،
وتشكل الجمعيات اللاربحية عاملاً فعالاً في خدمة الناتج المحلي للاقتصاد الأمريكي ( GDP ) وحتى نشعر بأهمية هذا الدور أقدم الأرقام الآتية لعام ( 1998م) وهي الإحصائية المتوفرة لدي حالياً من ورقة عمل قدمتها جمعية NCRP الأمريكية ومقرها واشنطون لدعم العمــــل التطوعي في منطقة الخليــج وجاء فيها :
قد بلغ حجم التبرعات الخيرية لعام ( 1998م) 175 بليون دولار يذهب تسع أعشار هذا المبلغ لدعم الكنائس والأنشطة الدينية الأخرى والنواحي التعليمية المؤسسات الصحية، بينما 3% فقط لجمعيات البيئة وحماية الحياة الفطرية ، في حين يذهب 6% فقط من ذاك المبلغ لجمعيات حماية المستهلكين وجمعيات مكافحة العنصرية والتفرقة العرقية .
ويضيف التقرير أن 44% من هذا الرقم يخصص لدعم الكنائس والتنصير وبعض الجمعيات الدينية الأخرى مثل اليهودية ومن ضمنها على استحياء الجمعيات الإسلامية بأمريكا فقط ،
واذا نظرنا إلى نسبة 44% فإنها تشكل ما يساوي 70 مليون دولار تدفع للكنائس والأنشطة الدينية التنصيرية وهو يساوي 245 بليون ريال سنوياً وإذا تتبعنا مصادر هذه الأموال الفلكية فـإن 85% جاءت كتبرعات من الأفراد وهو ما مقداره 148 بليون دولار أما الشركات الكبيرة والمؤسسات الخاصة فقد تبرعات بـ(27) بليون دولار كمنح وتبرعات وكل ذلك في إحصائية عام 1998م .
ومن المعروف أن القانون الأمريكي يفرض على الشركات بأن تتبرع بـ 5% من عوائدها للجمعيات اللاربحية الخيرية سنويا .
• والسؤال الذي يطرح نفسه أين نحن من هذه الأرقام التي يشكل الأفراد في التبرع بها نسبة 85% من إجمالي التبرعات ، أي ما يزيد على ثلاث أرباع الحصة المتبرعة ثم هم يريدون مراجعة الإنفاق والتبرعات الفردية في الدول الإسلامية قاتلهم الله أنى يؤفكون .
• إن الناظر لحال الجمعيات الخيرية بالمملكة على سبيل المثال يرى العجز السنوي في ميزانيات التشغيل ولقد صرحت بذلك للصحف عدد من الجمعيات الخيرية في شهر رمضان لعام 1422هـ ، في حين انه من المعلوم ان رمضان يعتبر الشهر الذهبي للتبرعات ، إضافة إلى الحال الضعيف في قلة المتعاونين بها احتساباً مما يدل على تقاعس المجتمع وبعده عن التبرع بالوقت والمال والفكرة والجهد للجمعيات الخيرية فماذا سيكون الحال بعد الهجمة .
• وسؤال آخر إلى الشركات العاملة بالمملكة هل يتبرع أصحــابها بـ (2.5) فقط للجمعيات اللاربحية وهو قيمة الزكاة الشرعية مقارنـــــــة بــــــ (5%) قيمة تبرعات الشركات الأمريكية حسبما نص القانون الأمريكي.
إن الهجمة التي تريدها أمريكا بالجمعيات الإسلامية الخيرية في إطار ما تسميه (بتجفيف المنابع) . الأولى أن تقوم بها في أرضها التي أشرنــــا أن ( 77 ) بليون دولار سنوياً على الأقل تصرف للجمــعيات الدينية .
فالتنصير القسري لشعوب المسلمين تارة بالطعام وتارة بالدواء والعلاج وتارة بأعمار الأرض – بزعمهم- وحفر الآبار وتقديم الخدمات كالطرق وغيرها وأخرى ببناء المدارس الكنسية ومرة بالتدريب والتطوير كل ذلك من التدخل المقيت والإرهاب الديني التنصيري المدروس والمخطط لأفريقيا وأندنوسيا خاصة وغيرها عامة .. وأين نحن من هذه الأرقام الفلكية التي تتدفق على الجمعيات التنصيرية.
وماذا لو كانت لدينا منظمات تنويرية دعوية للإسلام على غرار تنصيرهم ؟؟ لكان لحقها قرارات الإقفال وتجميد الأموال بزعم أننا ندرس الناس القرآن والأصولية الدينية .
• وليس من العجب أن كل المنظمات الإسلامية الموجودة ما هي إلا منظمات إغاثية بالدرجة الأولى و لا يجرؤ أحد منها على الدعوة للإسلام علنا ً، بالطريقة التي يقوم عليها المنصرون.
• إنني أرى أن الإرهاب الحقيقي هو التنصير الذي تدعمه أمريكا باقتصادها لفتنة الشعوب عن دينها ودين آبائها وأجدادها وراجع توصيات مؤتمر كولورادوالتنصيري ومذكرات زويمر .
• وأعتقد أن الأهداف للحملة الأمريكية على الجمعيات اللاربحية الإسلامية تتركز في الآتي :
1- استنبات كراهية العمل التطوعي اللاربحي في نفوس ناشئة المسلمين وفي الأجيال القادمة بدعوى الإرهاب .
2- إقامة سدود بين المتبرع سواءً كان فرداً أو تاجراً وزعزعة الثقة في أهلية العمل التطوعي الإسلامي لقبول التبرع وأهلية القائمين عليه لصرفه في قنوات الحاجة الصحيحة .
3- إيراد الحسرة والندامة في نفوس المنفقين حينما يرون أموالاً لهم تبرعوا بها قد تم تجميدها مع العلم أنها لا تضيع عند الله كما هو معلوم من نصوص الشريعة حيث أنها وقعت في محلها وليس هذا مكان تفصيل ذلك .
4- إفساح المجال تلقائياً للمجال التنصيري عند غياب العمل الدعوي التطوعي الإسلامي وإحجام المسلمين عنه أو قلة الراغبين فيه .
5- بث رسالة غير مباشرة لمحتاجي الإغاثة والرعاية والمتضررين بأنه ليس لهم إلاّ المنظمات التنصيرية في حين أن العمل التطوعي الإسلامي يعود عليهم بويلات أكبر مما هم فيه من ضرر حالي إضافة لما في ذلك من تهيئة لقبول الدين النصراني المسيحي عند ضعاف العقول من الشعوب الفقيرة .
6- تخذيل المسلمين المتضررين المحتاجين للمعونات والدعوة وفتنهم عن دينهم بدعوى أن لا أحد جاء لإغاثتهم من المسلمين .
7- تشويه صورة الإسلام في أعين وسائل الإعلام ومحطات التلفزة وقرنة بالإرهاب للتنفير المباشر من قبول الدعوة للإسلام، مع عدم تقديم الدليل على الأسباب الداعية لقفل وتجميد الحسابات والأرصدة بزعم أن التصريح بها يضر الأمن القومي الأمريكي، وعدم السماح لوسائل الإعلام الأمريكية بإجراء أي لقاءات مع أصحاب الحسابات المجمدة ، وتكميم أفواه أي قناة عربية تقوم بذلك مثل الحــــــــال مع قناة الجزيرة ( راجع مقال د / حمود البدر في جريدة عكاظ ليوم 29/11/1422.
• ان هذه هي بعض الأسباب الحقيقية وراء الهجمات على العمل الخيري التطوعي الإسلامي وبقيت بعض التساؤلات الهامة للطرح :-
1- أين الحكومة الأمريكية من التعرض للمنظمات المتطرفة اليهودية والمنظمات اليهودية النصرانية الساعية على دعم ( صندوق الهيكل في القدس ) والذي يجمع التبرعات من أتباع الطائفة الإنجيلية التي يصل أعضائها إلى خمسين مليوناً من الأمريكان والذين يتبرعون بانتظام لهذا الصندوق والذي يهدف لهدم المسجد الأقصى المبارك وإنشاء هيكلهم المزعوم ، (راجع المصدر الخلفية التوارتية للموقف الأمريكي تأليف إسماعيل الكيلاني )
2- وهل علمت أن هناك أكثر من 37600 موقعاً على الإنترنت لمنظمات يهودية تطوعية خيرية في أمريكا فقط . راجع محرك بحث جوجل Google بادخال كلمة usa+ synagogue .
3- وماذا عن البابا والكنيسة الكاثوليكية في روما ومعلوم أن الفاتيكان يمتلك الطائرات الخاصة النفاثة والمراكب البحرية بل وحتى جيشا خاصا به ويمكن القول أنه دولة داخل دولة إيطاليا ، والتساؤل البريء لو كان واحد من مشايخ المسلمين لديه طائرة بمحرك واحد لأصبح إرهابياً يستحق تجميد الأموال والملاحقة !؟ أليس هذا هو إرهاب الفكر وإرهاب الباطل !
4- قامت ( 250 ) مائتان وخمسون منظمة نصرانية يهودية بأمريكا بتقديم ورقة عمل موحدة يطالبون فيها بوضع حد لتزايد أعداد المسلمين في أمريكا ( راجع المصدر الخلفية التوارتية للموقف الأمريكي تأليف إسماعيل الكيلاني )
5- أين الحكومة الأمريكية من مؤسسة تطوعية أمريكية واحدة تدعى ( يونايتد ويز united ways) لديها 1400 فرع حول أمريكا، لو جمعت كل المؤسسات الإسلامية بالعالم لما وصل عددها لهذه المؤسسة لوحدها .
6- أين نحن من جمعية مكافحة السرطان بأمريكا والتي تتلقى 400 مليون دولار سنوياً كتبرعات من الأفراد ولها فروع في كل ولاية، ولتحقيق المقارنة لا توجد بالمملكة سوى جمعيتان لمكافحة السرطان تعانيان من عجز دائم بالميزانية وللمقارنة فقط فان الندوة العالمية للشباب الإسلامي بلغت ميزانيتها 70 مليون ريالا فقط خلال العام الماضي صرفتها على جميع مشاريعها وبرامجها بالعالم الإسلامي كله شرقه وغربه ، لاحظ مرة أخرى 400 مليون دولار و70 مليون ريال !!!! أين نحن منهم ؟؟.
7- تبرعت شركة ليلي Lilly لمدينة نيويورك ب 30 مليون دولار بعد الاحداث ، وقد بلغ اجمالي التبرعات الى قبل شهر 700 مليون دولار لاغاثة نيويورك من الجمعيات اللاربحية فقط .
•
أمريكا ونحن ،، والعمل الخيري - إحصائيات وأرقام - أفكار وتوصيات
تناقلت الأخبار في الأشهر الأخيرة بعد أحداث 11 سبتمبر هجمات شرسة من الصحافة الأمريكية على بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية ووصفتها بالإرهاب دون تقديم أي أدلة يمكن الاعتماد عليها سوى تخرصات وأوهام مدعومة بالكامل بآلة القدرة على تجميد الأموال المودعة لدى البنوك الأمريكية والبنوك العالمية ، و لا تزال الهجمة قائمة وكل نصف شهر يطالعنا الرئيس الأمريكي بإضافة جمعيات خيرية إسلامية لقائمة تجميد الأرصدة والإرهاب ، ولعل آخرها الجمعيات الكويتية ، وحيث أنه لابد من بحث الأسباب الحقيقية لهذه الهجمة المفتعلة ، ولاسيما وأنها لا تتوقف عند حد معين فيما يظهر، ويتسأل البليد قبل اللبيب أين كانت أمريكا من كل هذه الجمعيات من السابق وكيف كانت تعمل جمعيات ومؤسسات خيرية في أمريكا منذ سنوات دون أدنى شبهه ؟ والآن فجاءة قفلت ! ومن المستفيد الحقيقي لهـــذه الهجمة ؟ وما هي الأبعاد التي ستتركــها على المسلمين شعوباً وحكومات ؟ كل هذه التساؤلات جديرة بالطرح والمناقشة وسنتعرض لها إن شاء الله تعالى ولكن قبلاً لا بد أن نستعرض خلفية وحجم الإنفاق الأمريكي للعمل التطوعي ومفهومه لدى الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي في أرضه.
ان كل العمل التطوعي والخيري في أمريكا يندرج تحت ما يسمى بالجمعيات اللاربحية واللاحكومية:
( Non Profit Organization ( Non Government Organization
وتختصر بعبارة (NGO) ( NPO) وإذا دخلت شبكة الإنترنت وحدها تجد هناك قرابة 2 مليون موقعا تحت كلمة ً (NGO،
وتشكل الجمعيات اللاربحية عاملاً فعالاً في خدمة الناتج المحلي للاقتصاد الأمريكي ( GDP ) وحتى نشعر بأهمية هذا الدور أقدم الأرقام الآتية لعام ( 1998م) وهي الإحصائية المتوفرة لدي حالياً من ورقة عمل قدمتها جمعية NCRP الأمريكية ومقرها واشنطون لدعم العمــــل التطوعي في منطقة الخليــج وجاء فيها :
قد بلغ حجم التبرعات الخيرية لعام ( 1998م) 175 بليون دولار يذهب تسع أعشار هذا المبلغ لدعم الكنائس والأنشطة الدينية الأخرى والنواحي التعليمية المؤسسات الصحية، بينما 3% فقط لجمعيات البيئة وحماية الحياة الفطرية ، في حين يذهب 6% فقط من ذاك المبلغ لجمعيات حماية المستهلكين وجمعيات مكافحة العنصرية والتفرقة العرقية .
ويضيف التقرير أن 44% من هذا الرقم يخصص لدعم الكنائس والتنصير وبعض الجمعيات الدينية الأخرى مثل اليهودية ومن ضمنها على استحياء الجمعيات الإسلامية بأمريكا فقط ،
واذا نظرنا إلى نسبة 44% فإنها تشكل ما يساوي 70 مليون دولار تدفع للكنائس والأنشطة الدينية التنصيرية وهو يساوي 245 بليون ريال سنوياً وإذا تتبعنا مصادر هذه الأموال الفلكية فـإن 85% جاءت كتبرعات من الأفراد وهو ما مقداره 148 بليون دولار أما الشركات الكبيرة والمؤسسات الخاصة فقد تبرعات بـ(27) بليون دولار كمنح وتبرعات وكل ذلك في إحصائية عام 1998م .
ومن المعروف أن القانون الأمريكي يفرض على الشركات بأن تتبرع بـ 5% من عوائدها للجمعيات اللاربحية الخيرية سنويا .
• والسؤال الذي يطرح نفسه أين نحن من هذه الأرقام التي يشكل الأفراد في التبرع بها نسبة 85% من إجمالي التبرعات ، أي ما يزيد على ثلاث أرباع الحصة المتبرعة ثم هم يريدون مراجعة الإنفاق والتبرعات الفردية في الدول الإسلامية قاتلهم الله أنى يؤفكون .
• إن الناظر لحال الجمعيات الخيرية بالمملكة على سبيل المثال يرى العجز السنوي في ميزانيات التشغيل ولقد صرحت بذلك للصحف عدد من الجمعيات الخيرية في شهر رمضان لعام 1422هـ ، في حين انه من المعلوم ان رمضان يعتبر الشهر الذهبي للتبرعات ، إضافة إلى الحال الضعيف في قلة المتعاونين بها احتساباً مما يدل على تقاعس المجتمع وبعده عن التبرع بالوقت والمال والفكرة والجهد للجمعيات الخيرية فماذا سيكون الحال بعد الهجمة .
• وسؤال آخر إلى الشركات العاملة بالمملكة هل يتبرع أصحــابها بـ (2.5) فقط للجمعيات اللاربحية وهو قيمة الزكاة الشرعية مقارنـــــــة بــــــ (5%) قيمة تبرعات الشركات الأمريكية حسبما نص القانون الأمريكي.
إن الهجمة التي تريدها أمريكا بالجمعيات الإسلامية الخيرية في إطار ما تسميه (بتجفيف المنابع) . الأولى أن تقوم بها في أرضها التي أشرنــــا أن ( 77 ) بليون دولار سنوياً على الأقل تصرف للجمــعيات الدينية .
فالتنصير القسري لشعوب المسلمين تارة بالطعام وتارة بالدواء والعلاج وتارة بأعمار الأرض – بزعمهم- وحفر الآبار وتقديم الخدمات كالطرق وغيرها وأخرى ببناء المدارس الكنسية ومرة بالتدريب والتطوير كل ذلك من التدخل المقيت والإرهاب الديني التنصيري المدروس والمخطط لأفريقيا وأندنوسيا خاصة وغيرها عامة .. وأين نحن من هذه الأرقام الفلكية التي تتدفق على الجمعيات التنصيرية.
وماذا لو كانت لدينا منظمات تنويرية دعوية للإسلام على غرار تنصيرهم ؟؟ لكان لحقها قرارات الإقفال وتجميد الأموال بزعم أننا ندرس الناس القرآن والأصولية الدينية .
• وليس من العجب أن كل المنظمات الإسلامية الموجودة ما هي إلا منظمات إغاثية بالدرجة الأولى و لا يجرؤ أحد منها على الدعوة للإسلام علنا ً، بالطريقة التي يقوم عليها المنصرون.
• إنني أرى أن الإرهاب الحقيقي هو التنصير الذي تدعمه أمريكا باقتصادها لفتنة الشعوب عن دينها ودين آبائها وأجدادها وراجع توصيات مؤتمر كولورادوالتنصيري ومذكرات زويمر .
• وأعتقد أن الأهداف للحملة الأمريكية على الجمعيات اللاربحية الإسلامية تتركز في الآتي :
1- استنبات كراهية العمل التطوعي اللاربحي في نفوس ناشئة المسلمين وفي الأجيال القادمة بدعوى الإرهاب .
2- إقامة سدود بين المتبرع سواءً كان فرداً أو تاجراً وزعزعة الثقة في أهلية العمل التطوعي الإسلامي لقبول التبرع وأهلية القائمين عليه لصرفه في قنوات الحاجة الصحيحة .
3- إيراد الحسرة والندامة في نفوس المنفقين حينما يرون أموالاً لهم تبرعوا بها قد تم تجميدها مع العلم أنها لا تضيع عند الله كما هو معلوم من نصوص الشريعة حيث أنها وقعت في محلها وليس هذا مكان تفصيل ذلك .
4- إفساح المجال تلقائياً للمجال التنصيري عند غياب العمل الدعوي التطوعي الإسلامي وإحجام المسلمين عنه أو قلة الراغبين فيه .
5- بث رسالة غير مباشرة لمحتاجي الإغاثة والرعاية والمتضررين بأنه ليس لهم إلاّ المنظمات التنصيرية في حين أن العمل التطوعي الإسلامي يعود عليهم بويلات أكبر مما هم فيه من ضرر حالي إضافة لما في ذلك من تهيئة لقبول الدين النصراني المسيحي عند ضعاف العقول من الشعوب الفقيرة .
6- تخذيل المسلمين المتضررين المحتاجين للمعونات والدعوة وفتنهم عن دينهم بدعوى أن لا أحد جاء لإغاثتهم من المسلمين .
7- تشويه صورة الإسلام في أعين وسائل الإعلام ومحطات التلفزة وقرنة بالإرهاب للتنفير المباشر من قبول الدعوة للإسلام، مع عدم تقديم الدليل على الأسباب الداعية لقفل وتجميد الحسابات والأرصدة بزعم أن التصريح بها يضر الأمن القومي الأمريكي، وعدم السماح لوسائل الإعلام الأمريكية بإجراء أي لقاءات مع أصحاب الحسابات المجمدة ، وتكميم أفواه أي قناة عربية تقوم بذلك مثل الحــــــــال مع قناة الجزيرة ( راجع مقال د / حمود البدر في جريدة عكاظ ليوم 29/11/1422.
• ان هذه هي بعض الأسباب الحقيقية وراء الهجمات على العمل الخيري التطوعي الإسلامي وبقيت بعض التساؤلات الهامة للطرح :-
1- أين الحكومة الأمريكية من التعرض للمنظمات المتطرفة اليهودية والمنظمات اليهودية النصرانية الساعية على دعم ( صندوق الهيكل في القدس ) والذي يجمع التبرعات من أتباع الطائفة الإنجيلية التي يصل أعضائها إلى خمسين مليوناً من الأمريكان والذين يتبرعون بانتظام لهذا الصندوق والذي يهدف لهدم المسجد الأقصى المبارك وإنشاء هيكلهم المزعوم ، (راجع المصدر الخلفية التوارتية للموقف الأمريكي تأليف إسماعيل الكيلاني )
2- وهل علمت أن هناك أكثر من 37600 موقعاً على الإنترنت لمنظمات يهودية تطوعية خيرية في أمريكا فقط . راجع محرك بحث جوجل Google بادخال كلمة usa+ synagogue .
3- وماذا عن البابا والكنيسة الكاثوليكية في روما ومعلوم أن الفاتيكان يمتلك الطائرات الخاصة النفاثة والمراكب البحرية بل وحتى جيشا خاصا به ويمكن القول أنه دولة داخل دولة إيطاليا ، والتساؤل البريء لو كان واحد من مشايخ المسلمين لديه طائرة بمحرك واحد لأصبح إرهابياً يستحق تجميد الأموال والملاحقة !؟ أليس هذا هو إرهاب الفكر وإرهاب الباطل !
4- قامت ( 250 ) مائتان وخمسون منظمة نصرانية يهودية بأمريكا بتقديم ورقة عمل موحدة يطالبون فيها بوضع حد لتزايد أعداد المسلمين في أمريكا ( راجع المصدر الخلفية التوارتية للموقف الأمريكي تأليف إسماعيل الكيلاني )
5- أين الحكومة الأمريكية من مؤسسة تطوعية أمريكية واحدة تدعى ( يونايتد ويز united ways) لديها 1400 فرع حول أمريكا، لو جمعت كل المؤسسات الإسلامية بالعالم لما وصل عددها لهذه المؤسسة لوحدها .
6- أين نحن من جمعية مكافحة السرطان بأمريكا والتي تتلقى 400 مليون دولار سنوياً كتبرعات من الأفراد ولها فروع في كل ولاية، ولتحقيق المقارنة لا توجد بالمملكة سوى جمعيتان لمكافحة السرطان تعانيان من عجز دائم بالميزانية وللمقارنة فقط فان الندوة العالمية للشباب الإسلامي بلغت ميزانيتها 70 مليون ريالا فقط خلال العام الماضي صرفتها على جميع مشاريعها وبرامجها بالعالم الإسلامي كله شرقه وغربه ، لاحظ مرة أخرى 400 مليون دولار و70 مليون ريال !!!! أين نحن منهم ؟؟.
7- تبرعت شركة ليلي Lilly لمدينة نيويورك ب 30 مليون دولار بعد الاحداث ، وقد بلغ اجمالي التبرعات الى قبل شهر 700 مليون دولار لاغاثة نيويورك من الجمعيات اللاربحية فقط .
•