الدكتور أحمد باذيب
09-27-2006, 04:21 PM
جمعية خيرية مصرية تعيد للحمار اعتباره
أول جمعية لرعاية الحمير تم إشهارها مؤخرا في مصر، ويترأس مجلس إدارتها د. عادل كشك مدير الطب البيطري بمحافظة الجيزة.
وبدأت عملها فعلا لرعاية ما يزيد على نصف مليون حمار يعيش في بر مصر.ويشير د. عادل إلى جهود سابقة لإنشاء جمعية للحمير ولكن فشلت طوال السنوات السبع الماضية بسبب رفض وزارة الشئون الاجتماعية المصرية السماح بترخيص الجمعية احتجاجا على اسمها «الحمير».
لأنه غير مناسب ويتنافى مع التقاليد، خصوصا أن أعضاء الجمعية تطلق عليهم ألقاب غريبة تتناسب مع مدد العضوية مثل «جحش» و«حمار صغير» و«حمار كبير».
ويرجع نشاط هذه الجمعية إلى عام 1930 الذي تأسست فيه كجمعية خيرية برئاسة الفنان الراحل زكي طليمات حيث ضمت في عضويتها عددا كبيرا من الفنانين والصحفيين والكُتّاب، أمثال طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم وأحمد رجب والسيد بدير ونادية لطفي وغيرهم، وقد جاء تأسيس الجمعية التي اشتهرت كجمعية خيرية في بدايته كنوع من التحدي للقصر الملكي في ذلك الوقت.
والاحتلال الإنجليزي بعدما أوعز الإنجليز للملك فؤاد بإغلاق معهد الفنون المسرحية الذي أنشاه طليمات بهدف إيجاد مسرح مصري خالص لا يترجم الروايات الغربية فقط، إذ اختار طليمات ومعه شكري راغب ـ مدير الأوبرا في ذلك الوقت ـ اسم «الحمار»، باعتباره الحيوان الأكثر قدرة على التحمّل ليكون اسم جمعيتهم الجديدة لمواصلة النضال من خلالها من أجل إنشاء المسرح، ثم تحول الأمر للعمل الخيري والدفاع عن الحمير بالفعل في بعض الأحيان، والأهم هو العمل الخيري وجمع التبرعات.
ويتركز نشاط الجمعية الجزئي في المجال الطبي وتقديم العلاج المجاني للمرضى غير القادرين، وإن الجمعية قدمت طوال تاريخها مساعدات لعدد من المستشفيات الحكومية المتخصصة، مثل الأجهزة الطبية والأدوية حيث قدم على سبيل المثال في أوائل التسعينيات وحدة لعلاج السرطان بالإشعاع لمستشفى كلية الطب جامعة طنطا و 10 وحدات لغسيل الكلى لمستشفيات الحوامدية جنوب مصر وقصر العيني والدمرادش، فضلا عن توفير فرص عمل للعاطلين وتقديم مساعدات مالية وملابس للمحتاجين.
الطريف في الأمر أن الجمعية التي اشتهرت بشكل أكبر في فترة الثمانينيات مع تزايد نشاطها الخيري تعطي رتبا ودرجات لأعضائها حسب فترة عضويتهم، وتتدرج هذه الرتب من الجحش إلى الحمار الصغير ثم الحمار الكبير.
وكل رتبة حمار تتضمن رتبا داخلها مثل «حمار لجام» الذي يرقي إلى «حمار ببردعة» ـ وهو الفراش الذي يوضع على ظهر الحمار قبل ركوبه ـ ثم «حمار حدوة»، ثم حمار كبير، أما رؤساء الجمعية في المدن المصرية وخارج مصر فيطلق عليهم لقب «كبير الحمير»، أما رئيس جمعية الحمير في مصر فكان يطلق عليه «الحمار الأكبر»!!.
وقد حصل على هذا اللقب الأخير كل من المؤسس زكي طليمات، والفنانة نادية لطفي، ومرسي خفاجي،ووزير الصحة المصري الأسبق محمود محفوظ.
أيضا ظهرت للجمعية أفرع في عدد من الدول العربية، وخصوصا سوريا، وكذلك في دول أجنبية مثل فرنسا وأميركا، حيث كان يترأس هذه الجمعية غالبا مثقفون مصريون انتقلوا لهذه الدول، مثل الفنان التشكيلي المصري رشيد إسكندر الذي سافر لأميركا وأسس فرعا لجمعية الحمير هناك، بل وظل يكتب عمودا في إحدى الصحف الأميركية العربية باسم «الحمار»!.
أما تمويل الجمعية فكان من تبرعات أعضائها الموسرين والأغنياء، غير تبرعات واشتراكات أعضائها، ووفقا للاحصائيات المشهرة في نهاية الثمانينيات.. فقد بلغ عدد الأعضاء 30 ألف عضوا.
ونسأل رئيس «جمعية الحمير» الدكتور عادل كشك عن جهود الجمعية في رعاية الدواب بشكل عام والحمير بشكل خاص فقال: الجمعية تعيد لكل حمار كيانه الحيواني، وذلك بالرأفة والرحمة وحمايته من أي قسوة أو اعتداء من بني البشر، خاصة أن الحمير هى الفئة الوحيدة من الحيوانات التي تلقى ظلما شديدا من البشر.
وتوجد بالجمعية عيادات طبية متنقلة، كل عيادة عبارة عن سيارة بها طبيب بيطري، ومساعدون له بجانب الأدوية والتجهيزات الأخرى، وتنتقل السيارة ميدانيا إلى أماكن تواجد الحمير، وذلك لتفقد حالتها وتوقيع الكشف الطبي عليها، وقد بدأت جولات العلاج المجاني في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
وقد تبين لنا خلال تنفيذ هذا البرنامج أن قطعان الحمير تعاني من العرج والهزال والجروح المختلفة الأنواع والناتجة عن ضربها ضربا مبرحا على أيدي أصحابها، ولذلك فإننا حريصون على أن يواكب برنامج الرعاية الطبية برنامج آخر للتوعية يتم من خلاله إرشاد أصحاب الحمير إلى كيفية الاهتمام بها والتأكيد على أن الأديان السماوية تقر مبدأ الرحمة بالحيوان.وسألناه: هل صحيح أن الحمار حيوان غبي؟.
فأجاب قائلا: بالعكس، الحمار حيوان زكي، والدليل أنه يعرف طريقه إلى البيت والحقل دون أن يرشده أحد بجانب أنه يقوم بتوصيل صاحبه الضرير إلى حيث يريد، لكنهم يصفوه بالغباء لأنه يتحمل ومشهور بالصبر، يتحمل فوق طاقته ويعمل 20 ساعة عملا شاقا قاسيا، والغريب أنه يعول أسرا في الريف والحضر ويعمل دون كلل ليوفر لها احتياجاتها المعيشية ثم يكون مصيره الإهمال والذل.
والحقيقة أن الجمعية لها دور كبير في رفع هذا الظلم عن الحمير حيث يمكننا أن نشكو من يقسو على الحمار في قسم الشرطة ومن واجب الشرطة أن تحقق في البلاغ لرفع هذا الظلم.
القاهرة ـ مكتب البيان:
أول جمعية لرعاية الحمير تم إشهارها مؤخرا في مصر، ويترأس مجلس إدارتها د. عادل كشك مدير الطب البيطري بمحافظة الجيزة.
وبدأت عملها فعلا لرعاية ما يزيد على نصف مليون حمار يعيش في بر مصر.ويشير د. عادل إلى جهود سابقة لإنشاء جمعية للحمير ولكن فشلت طوال السنوات السبع الماضية بسبب رفض وزارة الشئون الاجتماعية المصرية السماح بترخيص الجمعية احتجاجا على اسمها «الحمير».
لأنه غير مناسب ويتنافى مع التقاليد، خصوصا أن أعضاء الجمعية تطلق عليهم ألقاب غريبة تتناسب مع مدد العضوية مثل «جحش» و«حمار صغير» و«حمار كبير».
ويرجع نشاط هذه الجمعية إلى عام 1930 الذي تأسست فيه كجمعية خيرية برئاسة الفنان الراحل زكي طليمات حيث ضمت في عضويتها عددا كبيرا من الفنانين والصحفيين والكُتّاب، أمثال طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم وأحمد رجب والسيد بدير ونادية لطفي وغيرهم، وقد جاء تأسيس الجمعية التي اشتهرت كجمعية خيرية في بدايته كنوع من التحدي للقصر الملكي في ذلك الوقت.
والاحتلال الإنجليزي بعدما أوعز الإنجليز للملك فؤاد بإغلاق معهد الفنون المسرحية الذي أنشاه طليمات بهدف إيجاد مسرح مصري خالص لا يترجم الروايات الغربية فقط، إذ اختار طليمات ومعه شكري راغب ـ مدير الأوبرا في ذلك الوقت ـ اسم «الحمار»، باعتباره الحيوان الأكثر قدرة على التحمّل ليكون اسم جمعيتهم الجديدة لمواصلة النضال من خلالها من أجل إنشاء المسرح، ثم تحول الأمر للعمل الخيري والدفاع عن الحمير بالفعل في بعض الأحيان، والأهم هو العمل الخيري وجمع التبرعات.
ويتركز نشاط الجمعية الجزئي في المجال الطبي وتقديم العلاج المجاني للمرضى غير القادرين، وإن الجمعية قدمت طوال تاريخها مساعدات لعدد من المستشفيات الحكومية المتخصصة، مثل الأجهزة الطبية والأدوية حيث قدم على سبيل المثال في أوائل التسعينيات وحدة لعلاج السرطان بالإشعاع لمستشفى كلية الطب جامعة طنطا و 10 وحدات لغسيل الكلى لمستشفيات الحوامدية جنوب مصر وقصر العيني والدمرادش، فضلا عن توفير فرص عمل للعاطلين وتقديم مساعدات مالية وملابس للمحتاجين.
الطريف في الأمر أن الجمعية التي اشتهرت بشكل أكبر في فترة الثمانينيات مع تزايد نشاطها الخيري تعطي رتبا ودرجات لأعضائها حسب فترة عضويتهم، وتتدرج هذه الرتب من الجحش إلى الحمار الصغير ثم الحمار الكبير.
وكل رتبة حمار تتضمن رتبا داخلها مثل «حمار لجام» الذي يرقي إلى «حمار ببردعة» ـ وهو الفراش الذي يوضع على ظهر الحمار قبل ركوبه ـ ثم «حمار حدوة»، ثم حمار كبير، أما رؤساء الجمعية في المدن المصرية وخارج مصر فيطلق عليهم لقب «كبير الحمير»، أما رئيس جمعية الحمير في مصر فكان يطلق عليه «الحمار الأكبر»!!.
وقد حصل على هذا اللقب الأخير كل من المؤسس زكي طليمات، والفنانة نادية لطفي، ومرسي خفاجي،ووزير الصحة المصري الأسبق محمود محفوظ.
أيضا ظهرت للجمعية أفرع في عدد من الدول العربية، وخصوصا سوريا، وكذلك في دول أجنبية مثل فرنسا وأميركا، حيث كان يترأس هذه الجمعية غالبا مثقفون مصريون انتقلوا لهذه الدول، مثل الفنان التشكيلي المصري رشيد إسكندر الذي سافر لأميركا وأسس فرعا لجمعية الحمير هناك، بل وظل يكتب عمودا في إحدى الصحف الأميركية العربية باسم «الحمار»!.
أما تمويل الجمعية فكان من تبرعات أعضائها الموسرين والأغنياء، غير تبرعات واشتراكات أعضائها، ووفقا للاحصائيات المشهرة في نهاية الثمانينيات.. فقد بلغ عدد الأعضاء 30 ألف عضوا.
ونسأل رئيس «جمعية الحمير» الدكتور عادل كشك عن جهود الجمعية في رعاية الدواب بشكل عام والحمير بشكل خاص فقال: الجمعية تعيد لكل حمار كيانه الحيواني، وذلك بالرأفة والرحمة وحمايته من أي قسوة أو اعتداء من بني البشر، خاصة أن الحمير هى الفئة الوحيدة من الحيوانات التي تلقى ظلما شديدا من البشر.
وتوجد بالجمعية عيادات طبية متنقلة، كل عيادة عبارة عن سيارة بها طبيب بيطري، ومساعدون له بجانب الأدوية والتجهيزات الأخرى، وتنتقل السيارة ميدانيا إلى أماكن تواجد الحمير، وذلك لتفقد حالتها وتوقيع الكشف الطبي عليها، وقد بدأت جولات العلاج المجاني في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
وقد تبين لنا خلال تنفيذ هذا البرنامج أن قطعان الحمير تعاني من العرج والهزال والجروح المختلفة الأنواع والناتجة عن ضربها ضربا مبرحا على أيدي أصحابها، ولذلك فإننا حريصون على أن يواكب برنامج الرعاية الطبية برنامج آخر للتوعية يتم من خلاله إرشاد أصحاب الحمير إلى كيفية الاهتمام بها والتأكيد على أن الأديان السماوية تقر مبدأ الرحمة بالحيوان.وسألناه: هل صحيح أن الحمار حيوان غبي؟.
فأجاب قائلا: بالعكس، الحمار حيوان زكي، والدليل أنه يعرف طريقه إلى البيت والحقل دون أن يرشده أحد بجانب أنه يقوم بتوصيل صاحبه الضرير إلى حيث يريد، لكنهم يصفوه بالغباء لأنه يتحمل ومشهور بالصبر، يتحمل فوق طاقته ويعمل 20 ساعة عملا شاقا قاسيا، والغريب أنه يعول أسرا في الريف والحضر ويعمل دون كلل ليوفر لها احتياجاتها المعيشية ثم يكون مصيره الإهمال والذل.
والحقيقة أن الجمعية لها دور كبير في رفع هذا الظلم عن الحمير حيث يمكننا أن نشكو من يقسو على الحمار في قسم الشرطة ومن واجب الشرطة أن تحقق في البلاغ لرفع هذا الظلم.
القاهرة ـ مكتب البيان: