الدكتور أحمد باذيب
10-27-2006, 10:50 PM
غواصات متناهية الصغر تجهز بـ «أسلحة طبية» لتدمير السرطان
http://www.almokhtsar.com/html/best/1/258.php
الشرق الأوسط /
تقنية النانو (النانومتر هو جزء من المليار من المتر) لا حديث للباحثين اليوم في شكل حياة المستقبل إلا عنها، دخلت مجال الطب اليوم في العلاج وخاصة أعقد الأمراض كالسرطان وأوسعها انتشاراً كالأمراض المعدية. وتنهل الأبحاث هذا الشهر حول فائدتها في مجالات شتى.
معهد ماساتشوستس للتقنية أصدر عدة بحوث حول دورها في علاج السرطان ودراسات الحمض النووي «دي إن أيه»، بينما تتحدث مراكز أخرى عن تتبع نسبة السكر في المرضى عبر بطاريات تعمل ببول الإنسان وإنتاج مفاصل صناعية غاية في الإتقان وتكوين عظام جديدة، وأبحاث عن دور فاعل لهذه التقنية في التقليل من عدوى المستشفيات هي عناوين قليلة مما هو أكثر حول فوائد هذه التقنية في الطب. غواصات صغيرة جداً لا ترى بالعين المجردة، تحمل مواداً تقضي على السرطان، تدخل الجسم وتسير إلى حيث مكان الورم، تبدأ مهمتها بسد كل منافذ تغذية الورم أو هروب خلاياه، ثم تخرج من جعبتها حمولة أسلحتها من المواد الكيميائية وتوجهها بكفاءة كي تفتك بالخلايا السرطانية من دون أن تؤذي الخلايا السليمة، فما يلبث الورم السرطاني أن يضمر ويزول تماماً. هذه ليست قصة فيلم من أفلام الكرتون ذات الخيال العلمي بل حقيقة علمية توصل إلى اختراعها العلماء من معهد ماساتشوستس للتقنية في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية أواخر الشهر المنصرم.
ولم تنقطع حتى اليوم ولن تنقطع لسنوات أصداء هذا الحدث، ففي بحث نشر في مجلة «نيتشر» العلمية المرموقة شرح البروفسور رام ساسيسكهاران من قسم الهندسة الحيوية الأمر بأن الباحثين سخروا ثلاثة علوم مجتمعة، علم السرطان وعلم الصيدلة وعلم الهندسة لخدمة علاج الأورام السرطانية ونجحوا في التجارب الأولية علي سرطان الجلد والرئة لدى الفئران في المختبرات. المشكلة العلاجية
* منذ فترة قريبة تطورت أفكار علاج السرطان بالأدوية الكيميائية، وهي ما تعمل على القضاء على الخلايا السرطانية النامية بشكل عشوائي وبطريقة سريعة يصعب على الجسم ضبط انفلاتها، فتسبب بالتالي خللاً لا حصر لجوانبه، يبدأ من بؤرة وينتشر في كافة أرجاء الجسم. وأدوية السرطان في الغالب تتكون من مجموعة من المواد التي تعطى للمريض وفق بروتوكولات تستند على أمرين، الأول تأثير كل منها على جانب من خطوات النمو والانقسام في خلايا السرطان، والثاني التجربة المشاهدة للاستخدام من خلال نتائج الدراسات الطبية العلاجية. أحد أهم أنواع الأدوية الكيميائية هو ما يسد ويغلق الأوعية الدموية التي تغذي الورم بالمواد اللازمة لحياة خلاياه وتكاثرها، وهو ما أثبت جدوى منطقية وبالتجربة المشاهدة، وتسهم هذه المواد بالفعل في سد منافذ الدم إلى كتلة الورم، لكن ليس بالضرورة تقضي على الورم مما يستدعي إعطاء دواء آخر معها ليقضي على خلايا الورم. وهذا كله لا مشكلة فيه، فالمشكلة في المرحلة التي تلي إعطاء المواد المقفلة للأوعية الدموية فلو استدعى الأمر إعطاء مواد كيميائية أخرى في مراحل تالية لتعمل على الفتك بالخلايا السرطانية فإنها لن تصل إلى منطقة الورم لأن الأوعية الدموية الموصلة للأدوية الممتصة من الأمعاء أو التي تحقن في الوريد قد تم قفلها. الحل المنطقي هو خزن كمية كافية من الدواء المدمر لخلايا السرطان قبل إعطاء الدواء المقفل للأوعية الدموية وهو ما لا يستقيم ولا يفيد إذْ المطلوب حصول الأمرين معاً، لذا كان الحل العملي هو إعطائهما في مركب واحد، وهذا لا يتوفر أيضاً بالتقنية البسيطة لإعطاء الأدوية، من هنا كان اللجوء إلى تقنية خلايا النانو كحل عملي منطقي، إذْ بها يتم في وقت واحد تخزين قدر كاف من المواد التي تفتك بالخلايا السرطانية بعد أن تعمل المواد المقفلة للأوعية الدموية عملها.
http://www.almokhtsar.com/html/best/1/258.php
الشرق الأوسط /
تقنية النانو (النانومتر هو جزء من المليار من المتر) لا حديث للباحثين اليوم في شكل حياة المستقبل إلا عنها، دخلت مجال الطب اليوم في العلاج وخاصة أعقد الأمراض كالسرطان وأوسعها انتشاراً كالأمراض المعدية. وتنهل الأبحاث هذا الشهر حول فائدتها في مجالات شتى.
معهد ماساتشوستس للتقنية أصدر عدة بحوث حول دورها في علاج السرطان ودراسات الحمض النووي «دي إن أيه»، بينما تتحدث مراكز أخرى عن تتبع نسبة السكر في المرضى عبر بطاريات تعمل ببول الإنسان وإنتاج مفاصل صناعية غاية في الإتقان وتكوين عظام جديدة، وأبحاث عن دور فاعل لهذه التقنية في التقليل من عدوى المستشفيات هي عناوين قليلة مما هو أكثر حول فوائد هذه التقنية في الطب. غواصات صغيرة جداً لا ترى بالعين المجردة، تحمل مواداً تقضي على السرطان، تدخل الجسم وتسير إلى حيث مكان الورم، تبدأ مهمتها بسد كل منافذ تغذية الورم أو هروب خلاياه، ثم تخرج من جعبتها حمولة أسلحتها من المواد الكيميائية وتوجهها بكفاءة كي تفتك بالخلايا السرطانية من دون أن تؤذي الخلايا السليمة، فما يلبث الورم السرطاني أن يضمر ويزول تماماً. هذه ليست قصة فيلم من أفلام الكرتون ذات الخيال العلمي بل حقيقة علمية توصل إلى اختراعها العلماء من معهد ماساتشوستس للتقنية في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية أواخر الشهر المنصرم.
ولم تنقطع حتى اليوم ولن تنقطع لسنوات أصداء هذا الحدث، ففي بحث نشر في مجلة «نيتشر» العلمية المرموقة شرح البروفسور رام ساسيسكهاران من قسم الهندسة الحيوية الأمر بأن الباحثين سخروا ثلاثة علوم مجتمعة، علم السرطان وعلم الصيدلة وعلم الهندسة لخدمة علاج الأورام السرطانية ونجحوا في التجارب الأولية علي سرطان الجلد والرئة لدى الفئران في المختبرات. المشكلة العلاجية
* منذ فترة قريبة تطورت أفكار علاج السرطان بالأدوية الكيميائية، وهي ما تعمل على القضاء على الخلايا السرطانية النامية بشكل عشوائي وبطريقة سريعة يصعب على الجسم ضبط انفلاتها، فتسبب بالتالي خللاً لا حصر لجوانبه، يبدأ من بؤرة وينتشر في كافة أرجاء الجسم. وأدوية السرطان في الغالب تتكون من مجموعة من المواد التي تعطى للمريض وفق بروتوكولات تستند على أمرين، الأول تأثير كل منها على جانب من خطوات النمو والانقسام في خلايا السرطان، والثاني التجربة المشاهدة للاستخدام من خلال نتائج الدراسات الطبية العلاجية. أحد أهم أنواع الأدوية الكيميائية هو ما يسد ويغلق الأوعية الدموية التي تغذي الورم بالمواد اللازمة لحياة خلاياه وتكاثرها، وهو ما أثبت جدوى منطقية وبالتجربة المشاهدة، وتسهم هذه المواد بالفعل في سد منافذ الدم إلى كتلة الورم، لكن ليس بالضرورة تقضي على الورم مما يستدعي إعطاء دواء آخر معها ليقضي على خلايا الورم. وهذا كله لا مشكلة فيه، فالمشكلة في المرحلة التي تلي إعطاء المواد المقفلة للأوعية الدموية فلو استدعى الأمر إعطاء مواد كيميائية أخرى في مراحل تالية لتعمل على الفتك بالخلايا السرطانية فإنها لن تصل إلى منطقة الورم لأن الأوعية الدموية الموصلة للأدوية الممتصة من الأمعاء أو التي تحقن في الوريد قد تم قفلها. الحل المنطقي هو خزن كمية كافية من الدواء المدمر لخلايا السرطان قبل إعطاء الدواء المقفل للأوعية الدموية وهو ما لا يستقيم ولا يفيد إذْ المطلوب حصول الأمرين معاً، لذا كان الحل العملي هو إعطائهما في مركب واحد، وهذا لا يتوفر أيضاً بالتقنية البسيطة لإعطاء الأدوية، من هنا كان اللجوء إلى تقنية خلايا النانو كحل عملي منطقي، إذْ بها يتم في وقت واحد تخزين قدر كاف من المواد التي تفتك بالخلايا السرطانية بعد أن تعمل المواد المقفلة للأوعية الدموية عملها.