حد من الوادي
11-08-2006, 01:27 AM
كتب/مروان دماج 24/05/2006
جمع قرابة مليون دولار ومهنة تدر ذهباً من غربة ثلاثين سنة في السعودية التي دخلها بداية عهد الحمدي مع احد رجال قريته دون أوراق ثبوتية.. صبي في الثانية عشرة من عمره ودعته أمه الى اطراف قريته، وشيعته الى أن غاب.
عند بلوغه الأربعين جمع كل مايملك واصطحب اسرته وعاد الى وطنه ليستقر..!
في شارع مارب أقام مصنعاً لتشكيل الالومنيوم وورشة حديد وفي غضون سنوات قليلة أقل من اصابع اليد.. انتهى رجلاً شائباً يحدق في الظلام بين اطلال آلاته المحطمة ويحرس دم (قط) اسود مذبوح.
حينما قدم عبدالحق محمد سيف الصلوي الى الصحيفة في اصيل الثلاثاء الآخير بدا رجلاً اكبر من عمره، بوجه مهموم نبتت عليه لحية بيضاء يحدق بنظرات واجمة.. وقد غادره شوقه (الأرعن) الى الابد ليحل محله انتظار ممض لجلسة نطق بالحكم ارجئت مرات عديدة من قبل محكمة شمال الأمانة الابتدائية التي لم تفصل في القضية منذ خمس سنوات.
وصل عبدالحق الى صنعاء مطلع العام 90م قبل حرب الكويت -كما يسميها- ومعه 500 ألف دولار وترافقه شاحنتان محملتان بمعدات وآلات تبلغ قيمتها الشرائية حينذاك (450) ريالاً سعودياً، وسرعان ما انشأ مصنعاً للألمونيوم وبجواره استأجر محلاً من ثلاث فتحات في شارع مارب وبدأ عملاً مزدهراً.
بعد اشهر قليلة كان عبدالحق مرغماً على القبول برفع الايجار بخلاف العقد الذي ابرمه لمدة ست سنوات، إلاَّ أنه كان عنيداً عندما طلب منه حمل آلاته المنصوبة وأعماله التي تنتظر الانجاز، ومواعيد السوق والتزامات التسلم.. وكل مالايمكن صره في بقشة واحدة.
*في العادة يدرك رجال الاعمال ان عليهم القبول بترك شيء على الطاولة، ولكن ليس ترك اعمالهم؟!
تعرض المذكور اكثر من مرة لاعتداءات من قبل المالك واولاده ونسبه بما في ذلك اطلاق النار عليه واختطافه وايداعه سجن البحث الجنائي و... و... و...
وفي كل مرة يتنازل عن مخاسيره وما الحقتها اغلاقات مصنعه وورشته المتكررة من اضرار مادية ومعنوية.
يقبل عبدالحق تدخل الوجاهات التقليدية ويوافق على التحكيم.
لايحصل على شيء، يرضي فقط بضبط الجناة وعدم التعرض له.
كل هذا ولم يهرب رأس المال بحثاً عن الأمان
* هو يريد ان يشكر احد الوسطاء من ارحب عبدالجليل سنان..
في مساء أحد أيام 2002م أثناء قضائه اجازة عيد الاضحى في قريته -بعد ان اطمأن ان جميع مشاكله قد انتهت- عبر خصومه من شق أحدثوه في جدار شقة ملاصقة للمحل، وقاموا بسرقة الورشة والمصنع الخاص بالألمونيوم وكل ماكان بداخلها من نقود ورهنيات واتلاف وتعييب مالم يقدروا على حمله.
ويحكي ملف القضية الواقعة كالتالي (.... أن الجناة صعدوا جميعاً الى سطح منزل المتهم الأول ومكثوا هناك الى بعد صلاة العشاء وقاموا بكسر نافذة المنور المطلة على المصنع والورشة حيث دخلوا إليها وقاموا بسرقة كافة محتوياتهما المنقولة من المعدات والآلات التي استطاعوا حملها ومالم يقدروا على حمله قاموا بإتلافها وتعييبها كالمواطير والسيارة وغيرها بأن خربوها ثم وضعوا مادة السكر والملح في محركاتها مما أدى الى تلفها كما اقدموا على كسر الخزنتين الحديديتين للمصنع والورشة وسرقوا ماكان بداخلها من نقود ومستندات وفواتير شراء المعدات والبصائر ومقتنيات ذهبية وسلاحاً شخصياً وساعتين رادو ورولكس بعضها تخص موكلنا والبعض الآخر وضع لديه كرهونات عن أعمال قام ببيعها، حتى الدفاتر والسجلات الخاصة بأعماله لم تسلم هي الأخرى من بطشهم وذلك كما هو ثابت في محاضر المعاينة المرفقة بملف القضية، وهي كل مايملك والتي اكتسبها من الغربة خلال ثلاثين عاماً.
ثم قاموا بذبح (قط) اسود في الورشة قبل مغادرتهم..
لم يعرف عبدالحق الصلوي ماذا يعني ذلك.. ولكنه بقي يحرسه منذ اربع سنوات حفاظاً على معالم مسرح الجريمة..
في اليوم الأول -عند عودته وقف اخوه الى جواره- سمعه يقول (يلعن ابوها بلد...) وغاب ولم يسمع عنه شيئاً منذ ذلك اليوم وكان هو قد قرر البقاء في هذه القضية الى النهاية.. لم يسأل عن شيء أو يأمل شيئاً..
* لقد ذهبوا الى اقصى ما يمكنهم فعله مشفوعين ببديهة عدوانية حاضرة.. حتى وكأنهم عند تحطيمهم واتلافهم يلهون ويلعبون مستغرقين تماماً.
وما كان ممكناً ان يطلقوا لانفسهم العنان! لولا شعور المالك في حقه وبعلو بالمكانة تجاه من هو ادنى منزلة واقل مرتبة وما كان يمكن أن يتلبسهم ذلك لولا احساسهم بالطمأنينة والبعد عن المساءلة والعقاب.. شمل هذا كله وجعله يتحقق على هذا النحو المريع.
والأكثر ترويعاً ان احساسهم بالنجاة لم يكن اوهاماً إلاَّ ان هذا المواطن منع ان تكون النتائج حسب ماتوقعوه دافعاً ثمناً ماساوياً.
عائلته في احدى قرى الصلو لم يعرف عنها شيئاً.. وماتبقى من ثروته أبتلعت دون أثر في الجوف الرمادي لمؤسسات الدولة.
مايقارب ستة ملايين ريال دفعها في جهاز الشرطة وجهاز القضاء ومساعيه عبر الوجاهات.
لديه اوامر من كل الجهات.. خسر 400 ألف حق طقومات للقبض على غرمائه.. وعندما يئس تولى مطاردتهم بنفسه وكلما احضر احد غرمائه تفرج اقسام الشرطة والنيابة عنهم يقول خسرت اربعة ملايين وأنا اتابعهم.
يعرف عبدالحق الصلوي ان بقاء المحل بقبضته يعني بقاء ملف قضيته مفتوحاً، محافظاً على مسرح الجريمة كما هو منذ اربع سنوات.. يومياً يظل محدقاً عبر الظلام يحرس اطلال ورشته حتى الصباح وهو على هذه الحال.. ويسرق ساعتين أو ثلاثاً من ظهيرة كل يوم ينام في محل لتغيير الزيوت أو محلات بيع الخردة ومواد البناء قبالته.
إدراك غرمائه انه لن يبارح المحل إلاَّ جثة هامدة.. ومعرفة الناس من حولهم لفداحة ما ارتكبوه في حقه حالا دون اخراجه من المحل.
* شعور عميق بالخيبة يجعل الحياة تتوقف بالنسبة لمثل هذه الشخصيات وهؤلاء الناس.
صدمة لاتحتمل تلحق اصحاب النوايا الصادقة والمشاعر المخلصة. وفي واقعنا تصيب من احبوا بلادهم بلا حدود.
عرفت مرة رجل مثله عبدالله سعد اليمني من اهالي مدينة يريم صاحب ورشة حديد ولحام كتبت عنه في صحيفة «الناس» وناشدت وزير الداخلية في صحيفة «الشورى».. كان اليمني يحتفظ بصورة له -استعراض في عيد العمال جرى في مطلع ثمانينيات القرن الماضي وهو يسير في مقدمة مجسم معدني كبير صنعوه في ورشتهم بمدينة يريم مثبت على قاعدة قاطرة تجره ببطء وساروا به الى صنعاء للاحتفال بعيد العمال.. كان يبدو مزهواً وهو يسير جوار الشاحنة مرتدياً بدلة صيفية بنية اللون وملوحاً بذراعيه العاريتين.
عندما عرفته أواخر التسعينيات في ساعة متأخرة من المساء في صحيفة «الناس» كان شعره قصيراً ومسرحاً دون قصد الى الأمام في الصورة كان شاباً وصاحب قعشة سوداء كثيفة مسرحة قسراً الى جانبه.
في ذلك المساء بدا رجلاً في منتصف العمر متوسط الجسم يلقي على كتفيه غترة دون اهتمام ليست متسخة بحسب التقدير العام وكوتاً اسوداً اكثر اغبراراً لايمكن تمييز هيئته ابداً في سوق قات. أخذ يحكي قصته باسهاب ممتعضاً من تثاءبي. هو كذلك أخذ يفقد عائلته ايضاً..
امثال هؤلاء الناس لايستطيعون النجاة بحياتهم.. وهم عندما يحاولون مجاراة الواقع عبر الاستعانة باصحاب النفوذ ودفع الرشاوى المالية للاطراف التقليدية والأمنية والقضائية يكونون أكثر من ينفق ولا يظفرون بشيء عادة.
***
عندما سرقوه أخذوا أيضاً كل مالاينفعهم ويلحق أفدح الضرر به جميع اوراقه ورهوناته ووثائقه الشخصية ووثائق ما يمتلكه ومن جملتها شهادة ولده الذي حصل على منحة للدراسة في ألمانيا سرقت: اضاعت الدولة عليه سنة (بعد الثانوية) وهم اضاعوا عليه سنة أخرى.. كما يقول الصلوي.
رفضت جميع الجهات التعامل مع شهادة طبق الأصل صادرة عنها.. لتحرم شاباً نجيباً (أحد اوائل الجمهورية) من فرصته ويدفع والده البائس مائة وخمسين ألف ريال ليقبل في كلية الاعلام وهو يعمل الآن ويسكن في ورشة لاحد ابناء قريته في منطقة ذهبان..
قسوة الحياة والفساد وغياب الدولة وفقدان القانون مجسدان في هذه القضية.
هاذه المشاريع ولا بلاش حكومة القبيله لاعودهاالله
المصدر الشورىنت
جمع قرابة مليون دولار ومهنة تدر ذهباً من غربة ثلاثين سنة في السعودية التي دخلها بداية عهد الحمدي مع احد رجال قريته دون أوراق ثبوتية.. صبي في الثانية عشرة من عمره ودعته أمه الى اطراف قريته، وشيعته الى أن غاب.
عند بلوغه الأربعين جمع كل مايملك واصطحب اسرته وعاد الى وطنه ليستقر..!
في شارع مارب أقام مصنعاً لتشكيل الالومنيوم وورشة حديد وفي غضون سنوات قليلة أقل من اصابع اليد.. انتهى رجلاً شائباً يحدق في الظلام بين اطلال آلاته المحطمة ويحرس دم (قط) اسود مذبوح.
حينما قدم عبدالحق محمد سيف الصلوي الى الصحيفة في اصيل الثلاثاء الآخير بدا رجلاً اكبر من عمره، بوجه مهموم نبتت عليه لحية بيضاء يحدق بنظرات واجمة.. وقد غادره شوقه (الأرعن) الى الابد ليحل محله انتظار ممض لجلسة نطق بالحكم ارجئت مرات عديدة من قبل محكمة شمال الأمانة الابتدائية التي لم تفصل في القضية منذ خمس سنوات.
وصل عبدالحق الى صنعاء مطلع العام 90م قبل حرب الكويت -كما يسميها- ومعه 500 ألف دولار وترافقه شاحنتان محملتان بمعدات وآلات تبلغ قيمتها الشرائية حينذاك (450) ريالاً سعودياً، وسرعان ما انشأ مصنعاً للألمونيوم وبجواره استأجر محلاً من ثلاث فتحات في شارع مارب وبدأ عملاً مزدهراً.
بعد اشهر قليلة كان عبدالحق مرغماً على القبول برفع الايجار بخلاف العقد الذي ابرمه لمدة ست سنوات، إلاَّ أنه كان عنيداً عندما طلب منه حمل آلاته المنصوبة وأعماله التي تنتظر الانجاز، ومواعيد السوق والتزامات التسلم.. وكل مالايمكن صره في بقشة واحدة.
*في العادة يدرك رجال الاعمال ان عليهم القبول بترك شيء على الطاولة، ولكن ليس ترك اعمالهم؟!
تعرض المذكور اكثر من مرة لاعتداءات من قبل المالك واولاده ونسبه بما في ذلك اطلاق النار عليه واختطافه وايداعه سجن البحث الجنائي و... و... و...
وفي كل مرة يتنازل عن مخاسيره وما الحقتها اغلاقات مصنعه وورشته المتكررة من اضرار مادية ومعنوية.
يقبل عبدالحق تدخل الوجاهات التقليدية ويوافق على التحكيم.
لايحصل على شيء، يرضي فقط بضبط الجناة وعدم التعرض له.
كل هذا ولم يهرب رأس المال بحثاً عن الأمان
* هو يريد ان يشكر احد الوسطاء من ارحب عبدالجليل سنان..
في مساء أحد أيام 2002م أثناء قضائه اجازة عيد الاضحى في قريته -بعد ان اطمأن ان جميع مشاكله قد انتهت- عبر خصومه من شق أحدثوه في جدار شقة ملاصقة للمحل، وقاموا بسرقة الورشة والمصنع الخاص بالألمونيوم وكل ماكان بداخلها من نقود ورهنيات واتلاف وتعييب مالم يقدروا على حمله.
ويحكي ملف القضية الواقعة كالتالي (.... أن الجناة صعدوا جميعاً الى سطح منزل المتهم الأول ومكثوا هناك الى بعد صلاة العشاء وقاموا بكسر نافذة المنور المطلة على المصنع والورشة حيث دخلوا إليها وقاموا بسرقة كافة محتوياتهما المنقولة من المعدات والآلات التي استطاعوا حملها ومالم يقدروا على حمله قاموا بإتلافها وتعييبها كالمواطير والسيارة وغيرها بأن خربوها ثم وضعوا مادة السكر والملح في محركاتها مما أدى الى تلفها كما اقدموا على كسر الخزنتين الحديديتين للمصنع والورشة وسرقوا ماكان بداخلها من نقود ومستندات وفواتير شراء المعدات والبصائر ومقتنيات ذهبية وسلاحاً شخصياً وساعتين رادو ورولكس بعضها تخص موكلنا والبعض الآخر وضع لديه كرهونات عن أعمال قام ببيعها، حتى الدفاتر والسجلات الخاصة بأعماله لم تسلم هي الأخرى من بطشهم وذلك كما هو ثابت في محاضر المعاينة المرفقة بملف القضية، وهي كل مايملك والتي اكتسبها من الغربة خلال ثلاثين عاماً.
ثم قاموا بذبح (قط) اسود في الورشة قبل مغادرتهم..
لم يعرف عبدالحق الصلوي ماذا يعني ذلك.. ولكنه بقي يحرسه منذ اربع سنوات حفاظاً على معالم مسرح الجريمة..
في اليوم الأول -عند عودته وقف اخوه الى جواره- سمعه يقول (يلعن ابوها بلد...) وغاب ولم يسمع عنه شيئاً منذ ذلك اليوم وكان هو قد قرر البقاء في هذه القضية الى النهاية.. لم يسأل عن شيء أو يأمل شيئاً..
* لقد ذهبوا الى اقصى ما يمكنهم فعله مشفوعين ببديهة عدوانية حاضرة.. حتى وكأنهم عند تحطيمهم واتلافهم يلهون ويلعبون مستغرقين تماماً.
وما كان ممكناً ان يطلقوا لانفسهم العنان! لولا شعور المالك في حقه وبعلو بالمكانة تجاه من هو ادنى منزلة واقل مرتبة وما كان يمكن أن يتلبسهم ذلك لولا احساسهم بالطمأنينة والبعد عن المساءلة والعقاب.. شمل هذا كله وجعله يتحقق على هذا النحو المريع.
والأكثر ترويعاً ان احساسهم بالنجاة لم يكن اوهاماً إلاَّ ان هذا المواطن منع ان تكون النتائج حسب ماتوقعوه دافعاً ثمناً ماساوياً.
عائلته في احدى قرى الصلو لم يعرف عنها شيئاً.. وماتبقى من ثروته أبتلعت دون أثر في الجوف الرمادي لمؤسسات الدولة.
مايقارب ستة ملايين ريال دفعها في جهاز الشرطة وجهاز القضاء ومساعيه عبر الوجاهات.
لديه اوامر من كل الجهات.. خسر 400 ألف حق طقومات للقبض على غرمائه.. وعندما يئس تولى مطاردتهم بنفسه وكلما احضر احد غرمائه تفرج اقسام الشرطة والنيابة عنهم يقول خسرت اربعة ملايين وأنا اتابعهم.
يعرف عبدالحق الصلوي ان بقاء المحل بقبضته يعني بقاء ملف قضيته مفتوحاً، محافظاً على مسرح الجريمة كما هو منذ اربع سنوات.. يومياً يظل محدقاً عبر الظلام يحرس اطلال ورشته حتى الصباح وهو على هذه الحال.. ويسرق ساعتين أو ثلاثاً من ظهيرة كل يوم ينام في محل لتغيير الزيوت أو محلات بيع الخردة ومواد البناء قبالته.
إدراك غرمائه انه لن يبارح المحل إلاَّ جثة هامدة.. ومعرفة الناس من حولهم لفداحة ما ارتكبوه في حقه حالا دون اخراجه من المحل.
* شعور عميق بالخيبة يجعل الحياة تتوقف بالنسبة لمثل هذه الشخصيات وهؤلاء الناس.
صدمة لاتحتمل تلحق اصحاب النوايا الصادقة والمشاعر المخلصة. وفي واقعنا تصيب من احبوا بلادهم بلا حدود.
عرفت مرة رجل مثله عبدالله سعد اليمني من اهالي مدينة يريم صاحب ورشة حديد ولحام كتبت عنه في صحيفة «الناس» وناشدت وزير الداخلية في صحيفة «الشورى».. كان اليمني يحتفظ بصورة له -استعراض في عيد العمال جرى في مطلع ثمانينيات القرن الماضي وهو يسير في مقدمة مجسم معدني كبير صنعوه في ورشتهم بمدينة يريم مثبت على قاعدة قاطرة تجره ببطء وساروا به الى صنعاء للاحتفال بعيد العمال.. كان يبدو مزهواً وهو يسير جوار الشاحنة مرتدياً بدلة صيفية بنية اللون وملوحاً بذراعيه العاريتين.
عندما عرفته أواخر التسعينيات في ساعة متأخرة من المساء في صحيفة «الناس» كان شعره قصيراً ومسرحاً دون قصد الى الأمام في الصورة كان شاباً وصاحب قعشة سوداء كثيفة مسرحة قسراً الى جانبه.
في ذلك المساء بدا رجلاً في منتصف العمر متوسط الجسم يلقي على كتفيه غترة دون اهتمام ليست متسخة بحسب التقدير العام وكوتاً اسوداً اكثر اغبراراً لايمكن تمييز هيئته ابداً في سوق قات. أخذ يحكي قصته باسهاب ممتعضاً من تثاءبي. هو كذلك أخذ يفقد عائلته ايضاً..
امثال هؤلاء الناس لايستطيعون النجاة بحياتهم.. وهم عندما يحاولون مجاراة الواقع عبر الاستعانة باصحاب النفوذ ودفع الرشاوى المالية للاطراف التقليدية والأمنية والقضائية يكونون أكثر من ينفق ولا يظفرون بشيء عادة.
***
عندما سرقوه أخذوا أيضاً كل مالاينفعهم ويلحق أفدح الضرر به جميع اوراقه ورهوناته ووثائقه الشخصية ووثائق ما يمتلكه ومن جملتها شهادة ولده الذي حصل على منحة للدراسة في ألمانيا سرقت: اضاعت الدولة عليه سنة (بعد الثانوية) وهم اضاعوا عليه سنة أخرى.. كما يقول الصلوي.
رفضت جميع الجهات التعامل مع شهادة طبق الأصل صادرة عنها.. لتحرم شاباً نجيباً (أحد اوائل الجمهورية) من فرصته ويدفع والده البائس مائة وخمسين ألف ريال ليقبل في كلية الاعلام وهو يعمل الآن ويسكن في ورشة لاحد ابناء قريته في منطقة ذهبان..
قسوة الحياة والفساد وغياب الدولة وفقدان القانون مجسدان في هذه القضية.
هاذه المشاريع ولا بلاش حكومة القبيله لاعودهاالله
المصدر الشورىنت