مشاهدة النسخة كاملة : الانتماء لمنطقة الرئيس يحمي مجرمين في صنعاء ، ويشعل حربا على قرية في الجوف
حد من الوادي
11-18-2006, 09:18 PM
الانتماء لمنطقة الرئيس يحمي مجرمين في صنعاء ، ويشعل حربا على قرية في الجوف
العدالة بين جريمتين !
الشورى نت-تقرير خاص ( 27/05/2006 )
تخرج قوات عسكرية في الجوف من ثكناتها تنفيذا لأوامر بملاحقة مطلوبين في قضية جنائية فيما فتور جمد أمر إلقاء قبض قهري على جناة ارتكبوا جريمة مشهودة إذ أزهقوا روحا لمواطن في قلب صنعاء ولاذوا بأسلحتهم في رابعة النهار بحماية نافذين هم أيضا يتمترسون بانتماء لذات منطقة اكبر رأس في البلد تضج باسم القانون والعدالة.
وليس ثمة فرق حسبما يتفق اليمنيون وعقدهم الاجتماعي -الدستور- يين دم مواطن وآخر. لكن النصوص المعبأة في الكتيبات لا يبدو أنها قادرة على الوقوف في وجه سلطة تواصل سياسة الشرخ والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد فثمة ما تراه امتيازا لمنطقة عن أخرى.
في الجوف دار اشتباك مسلح الأربعاء الماضي بين مدرسين سئموا التعبير عن معاناتهم بالأقلام ليروا خاطئين في الكلاشنكوف لغة قادرة على الانتقام و مرافقين لمدير مكتب التربية بالمحافظة عقب خروجه من المجمع الحكومي في مدينة الحزم.
حسب ما تأكد من معلومات فإن يأس المدرسين من جدوى شكاوى طالما رفعوها للأجهزة المختصة عن استقطاعات مالية يمارسها المدير بحقهم قادهم إلى لغة أخرى تجيدها المناطق القبلية التي فضل النظام تركها نهبا للاقتتال والصراع بل وتغذية أطرافها وفق شكاوى مريرة لمشائخ تلك المناطق.
قتل اثنان من مرافقي المدير أمين الغذيفي ليصاب هو بجروح طفيفة فيما قتل واحد من المدرسين المهاجمين وجرح ثلاثة آخرين وكانت الحصيلة بشعة بكل المقاييس وهي تعكس يأس المواطنين من أجهزة الدولة في حل مشكلاتهم أولا بأول.
ولم يمر أكثر من ثلاثة أيام على الحادثة لتأخذ القضية منحى تصعيديا وصل حد إخراج لواء عسكري للمطالبة بالجناة أو القصف .
قبل أسبوعين بالتمام شهدت صنعاء أبشع جريمة قتل مشهودة.
أكثر من عشرين مسلحا يطوقون سوق الحراج بشارع 45 وكان مقصدهم متجرا صغيرا لمواطن من مديرية حبيش بمحافظة إب.
أمام طفليه زكريا 8سنوات، ويوسف 13 سنة سقط محمد الحامدي قتيلا بعد أن أمطره المهاجمون ضربا بالعصي ليقرروا الإجهاز عليه بإطلاق الرصاص صوب رأسه. ولم يأبهوا بالأمر.
غادروا بثقة على متن ثلاث سيارات وكان مصدرأمانهم انتماءهم لمنطقة الرئيس مديرية سنحان خارج العاصمة ليكشف عن هويتهم فقط التقاط رقم لوحة معدنية لواحدة من السيارات التي كانوا يستقلونها.
لقد تبين أن الجريمة ارتكبت بدم بارد وحين تكشفت حقائق حمايتهم من بعض وجهاء منطقة سنحان بينهم خال الرئيس علي عبد الله صالح ويدعى علي مقصع لتسري برودة بلغت حد الصقيع لدى الأجهزة الأمنية.
كل ما فعلته تلك الوجاهات إبداءها الرغبة بحل المشكلة "الجريمة" قبليا وهو حل لا يكلف شيئا غير مجموعة من قطع السلاح ومبلغ مالي في أحسن الأحوال ليعود الجناة للعبث مرة أخرى بأرواح المواطنين ، ولا يبدون شيئا غير ذلك سوى الإصرار على الجريمة بحماية مرتكبيها .
ورغم التزامهم بتسليم الجناة وطرح قطع سلاح لدى أحد مشائخ منطقة القتيل كإعتراف بارتكاب الجريمة فلم يتم شيء سوى أن يأس أبناء منطقة القتيل الذين تجمهروا للمطالبة بالقبض على الجناة ازداد كثافة.
وتضع منطقة العمري الأمنية المختصة مكانيا بالعاصمة أمرا للقبض القهري على الجناة في درج مقفل بإحكام حد إفادة أهالي القتيل منذ الأربعاء الماضي فيما تماطل النيابة حتى في استصدار تقرير للطبيب الشرعي، وأبلغت أهل الضحية بأن القضية في أيدي محكمين .
هكذا تستسلم أدوات تنفيذ القانون ببساطة لنفوذ القتلة.
لم يبرد بعد دم القتيل "الحامدي" ويرفض أهاليه قطعا حسب تصريحات لـ" الشورى نت "الحلول القبلية في جريمة عكست حجم الاستخفاف بأرواح الناس لمجرد أنهم فقط ينتمون لمناطق مسالمة.
تضج خطابات رئيس الجمهورية بالحديث عن النظام والقانون والعدالة والمساواة التي حققها نظامه لليمنيين ، وبات الناس على قناعة بأن إكثار الرجل الحديث عن هذه القيم حسب تعليقات مراقبين يعني فقدانها لا أكثر سيما من يخبر خطاباته وطبيعة الوضع الذي تعيشه البلاد.
على النقيض من البرود الذي أصاب أجهزة الدولة إزاء قضية الحامدي فإن قضية الهجوم المسلح على مدير مكتب التربية بالجوف استدعت تدخل اللواء التاسع ميكانيكي المرابط بالقرب من مديرية الحزم لملاحقة الجناة.
حسب الأهالي وتأكيدات مشائخ لـ "الشورى نت" فإن قوات اللواء بدأت الانتشار خارج نطاق المعسكر وتهدد بقصف قرى مديرية الحزم إذا لم تسلم المتورطين في مهاجمة مدير التربية ليبدأ الأهالي أطفالا ونساء مغادرة منازلهم تحسبا لتنفيذ التهديدات خلال ساعات رغم تأكيدات للأهالي بان من تبحث عنهم السلطات قد فروا .
في قضية الحامدي بات الحل القبلي مطروحا بقوة نفوذ القتلة إذ يسندهم انتماؤهم الجغرافي لمسقط رأس المسؤول الأول عن تطبيق القانون والعدالة ،غير أن الأمر بالنسبة لقضية أمين الغذيفي مرفوضا من قبل الدولة نفسها حسب تصريحات الشيخ محمد صالح حزام احد وجهاء الجوف.
ليس ثمة سبب آخر سوى أن مدير مكتب التربية الغذيفي هو أيضا من أبناء مديرية سنحان المدججة بالرئيس .
في كلا القضيتين كان احد الطرفين من أبناء منطقة سنحان ونحت مسلكين مغايرين ، فحين كان المجني عليه ينتمي إلى منطقة الرئيس ارتفعت سخونة الطلب على الجناة متجاوزة أجهزة الأمن والنيابة إلى القوات المسلحة.
وعندما كان الجناة في القضية الثانية من ذات المنطقة انقلبت المعادلة : دمه ليس محرضا لتطبيق العدالة، وقيمته ليست أكثر من بضعة قطع كلاشنكوف ومبلغ مالي، وربما يستكثرون عليه أيضا قطع رأس ثور!!
ويمر الوقت ليدرك اليمنيون أكثر أن القانون والنظام والعدالة والمساواة ليست أكثر من كلمات إما لا تبرح الكتيبات أو جمل في خطابات رئيس الجمهورية لم يمل من ترديدها منذ 28 عاما فيما يحتاج اليمنيون لمرة واحدة مشاهدة ظلها على الواقع
__________________________________________________ ________________
الحامدي قالو له لغلغي وقتلوه في موكب من عيال سنخان امام الملاء وبدم بارد وتحميهم دار الرياسه وزبانيتها
تبا للقوم الضالمين لقد ضربوه ضربا مبرحا الى ان خلصو عليه بطلقات في راسه وهو واحد وهم عشرون
والسبب لي مكنسه اشتراه احدهم واعاده له صباح اليوم الثاني وقال رجع فلوسي ما اشتيه اجابه ابدله قال لااشتي فلوسي اجابه الآن ماعندي تعال العصر اكون قد بعت ومعي فلوس واعطيك اصر عليه وشتمه بقوله له يالغلغي فرد عليه بما يناسب فذهب واتى بقبيلته من عيال سنحان الاشاوس وفعلو فعلتهم حتى بني اسرايئل
ما يفعلو مثلهم
حد من الوادي
11-18-2006, 09:28 PM
اللهم «سَنْحِنّا» أو.. «لغلغهم» شويَّه؟!
فكري قاسم ( 01/06/2006 )
عندما تظلم السماء، وتنخفض حرارة مقياس الضغط الجوي - وليس لهذه علاقة بالدفاع الجوي - فإننا نتوقع أن السماء سوف تمطر.
وعندما يتباهى فخامة رئيس الجمهورية، بأنه - كما قال في أحد خطاباته الأخيرة- لا يركع أو يرضخ لأية ضغوط لأنه أصلاً من «سنحان». فإننا نتوقع - في المقابل - أن السماء سوف تمطر «خناجر» و«جنابي» و«كاتيوشا» فوق رؤوس المطالبين بتسليم قتلة المواطن «الحامدي» لأن القتلة (أصلاً) من سنحان!! آاااه.
ريت الرئيس كان «لُغلغي» ليشعر قليلاً بمرارة الأمر؟!.. ومع هذا فإن للرئيس قلباً بحجم الوطن بأكمله، لكن بعض الحاشية ياسيدي، مثل (الأرضة) يأكلون قلبك الفلاحي الأصيل. و..أنت داري!!!..
الحامدي المولود في العام 1962، ولد مع الثورة، ومات مع احتفالات بلادنا بالعيد الوطني الـ16 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.
ربمان كان قد علق (الحامدي) - في واجهة عرض باب متجره -في حراج «45» بصنعاء- علم الجمهورية، واستعد لسماع خطاب فخامة الرئيس، لكن «20» مسلحاً حرموه من ذلك، ومنحوا أولاده الإثنين -الصغار- فرصة لمشاهدة ماهو أهم؛ ضرباً مبرحاً، وطلقتي رصاص (جمهوري) في رأس والدهم، ثُم..... ثم ماذا؟..
لاشيء غير أن الجناة لاذوا بالفرار الى قريتهم الحصينة في (سنحان العظمى) و.. (عررررررر) حد يتجرأ أو يتحمس -في لحظة طيش- ويذهب لإلقاء القبض على القتلة البواسل؛ (دول عصابة يابابا) حسب مسرحية «محمد نجم». < للقتيل (الحامدي) ذرية عددهم (7) وزوجة ستشتاق يداها لغسل (مشدته) المعبأة بعرق طازج.
كما سيشتاق نظراءه من بائعي حراج «45» ليديه وهما تنزعان نفس (المشدة) من فوق رأسه، ليضعها بين يدي (زبون) متعجرف، صارخاً في وجهه بضيق (رعوي): - جاه الله عندك، خلينا نطلب الله على جُهالنا؟! ولأن جاه «اليمن الأسفل» في دولة النظام والقانون(!!) مجرد قيمة ناقصة، شأنه شأن أي بضاعة معروضة في سوق الحراج، فإن امتهان آدميته أو طعنه، أو ضربه بكام عيار ناري، سيفضي -كالعادة- الى ذبح ثور «هجر» مصحوباً بصلح قبلي لايستطيع -مهما كان- أن يرمم ماعلق في ذاكرة الناس من غُبن، وقهر، ودونية. > للحامدي القتيل (7) أبناء، ومتجر في سوق الحراج، يدفع للدولة كل ماعليه من ضرائب، وتحسين مدينة، وزكاة، و... و...الخ.
وله أيضاً (جنبية) ربما ابترع بها ذات عرس في قريته بحبيش، ثم اعادها الى الغمد، ونام. ولـ(ص) إثنان من الأخوة، الأول يعمل قائداً للقصر الجمهوري (بعدن) والثاني يعمل مديراً للدائرة المالية في الحرس الجمهوري.
له أيضاً (جنبية) ما ترجع إلاَّ بـ(دم)!! وراتب شهري يتقاضاه من «الحرس الجمهوري» نظير عمله ككاتب مالي.
دخل هذا الآخير في مجال المقاولات (مقاولة عمارات) بصحبة بعض اقربائه. ولايبدو أمر «المقاولات» صعباً في اليمن، يكفي أن تكون من جماعة (الفندم) أو مسؤولاً كبيراً في الدولة، هذا بحد ذاته يكفي لأن تردد: «وأما بنعمة ربك فحدث»...
:: المهم.. أخذ «الكاتب المالي» في الحرس، مواد بناء كثيرة من (الحامدي) لتسيير بعض مقاولاته، ولأنه حسب مصدر في المنطقة -عديم خبرة في هذا المجال، أخذ مواد أكثر من حاجته، استهلك منها كفايته. ثم أعاد (للحامدي) مافاض منها، و«يشتي حقه الزلط»!!
:: كان بإمكان (الحامدي) أن يسترجع المواد لولم يمض عليها فترة طويلة، هكذا قال أحد شهود العيان، ثم سحب نهدة طويلة وقال بمسحة قهر: «حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم»...
كان بإمكان القانون ان يحضر قبل العضلات، كان بإمكان العقل ان يحضر قبل البندقية، كان بإمكان التوازن الاجتماعي، والمواطنة المتساوية، ان يجنبا الناس شر الاقتتال. كان بإمكان «القدوة» أن يتباهى بأنه «يمني» حكم البلد (28) عاماً، انجز ما أنجز خلالها، ورفع علم الوحدة اليمنية، بغض النظر عمن شاركه ذلك الانجاز العظيم يوم 22 مايو المجيد. كان، وكان، وكان..
لكن هذا الذي حدث. على أية حال، إن ذنوبنا كمواطنين، سواءً كُنا من سنحان، أو حبيش، أو من (البِعرارة) هي أخطاءكم كسلطة. وبين هذا وذاك، فإن أرواح الناس «مُش لعبه»..
(محمد حمود الحامدي).. هذا الاسم الثلاثي، منذ اسبوعين صار في كشف ثلاجة الموتى. وأطقم وزارة الداخلية، مذ ذلك الحين وهي تبحث عن (غريم) بإستطاعتها أن (تسحب أبوه) كما إعتادت فعل ذلك مع مواطنين لاظهر لهم ولاجاه، ولابنادق من الحرس؟!
:: مُذ أسبوعين وعصابة الـ(20) لايزالون في وجه «علي مقصع» شيخ مشايخ المحروسة العظمى «سنحان».. فيما لواء عسكري بأكمله هدد الأسبوع الفائت بضرب بعض من قرى (الجوف) بتهمة أنها تتستر على قتلة إثنين من مرافقي (الغذيفي) مدير مكتب التربية والتعليم بالجوف، فقط لأنه من سنحان، حيث قيمة الآدمي هناك مضاعفة. عموماً لفخامته -إذاً- أن يفخر بأنه من «سنحان»، ذلك لأن لواءً بأكمله تحرك من أجل تسليم قتلة مرافقي (الغذيفي) فما بالكم لو أن عياراً اكبر من الغذيفي) تعرض لمكروه -لاقدر الله- كم لواء سيتحرك؟!
واااااااوه.. أمانة إني (خااااااااااور) (أقع) سنحاني، حتى ولو شهر واحد.. على الأقل سأهنجم في وجه صاحب العمارة التي أسكن فيها، إذا ما أنتهى الشهر وأنا طفران!! (ياااااااارب) بحق جاه النبي الكريم (سنحِنَّا) أو.. (لغلغهم) شوية.
أما حياة على هذا الحال، مافيش خراج إطلاقاً!! وبالمناسبة.. الإمام (الطاغية) أحمد حميد الدين.. من أين كان؟ شخصياً، والله مالي علم، وما علينا. وكل رعاه الله في طبعه. > أعود لموضوع (محمد حمود الحامدي).. وثمة أسماء لدي الآن هنا.. تم إيداعهم في السجن كرهائن حتى يتم تسوية الخلاف قبلياً. (م.ع.م) و(م.ص.ج) و(ع.ش.ز) و(م.أ.س)..
هؤلاء الاربعة الرهائن من (شيعان) وليس لهم أي علاقة بمرتكبي الجريمة، هم فقط متعاونون يدفع لهم راعي الصلح القبلي مبالغ مالية نظير تلك الخدمة، وهم يجلسون في السجن وفي بطن كل منهم (بطيخة صيفي)، وكلها أسابيع، أو حتى شهور، ومن ثم يخرجون لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، في انتظار مهمة «وطنية» أخرى يلعبون فيها نفس الدور «كرهائن» و.. كُله في النهاية «شُغل؟» فيما الجُناة الحقيقيون أشبه بـ(فُص ملح وذاب!!) ولتحيى دولة النظام و..«القولون؟!»..
عموماً يسعى الشيخ علي مقصع منذ اسبوعين، بصحبة محمد اسماعيل ابو حورية، لحل المشكلة قبلياً، وقد اكتفى الأول بتسليم (8) آليات كلاشنكوف، لأهل القتيل (الحامدي) كاعتراف منهم بالجريمة؛ حتى يتم تسليم الجُناة.
ربما أن واحداً من تلك (البنادق الكلاشنكوف) هو نفسه الذي خرجت من فوهته رصاصتا الجريمة. ولكن ذلك لن يضير قضية الصلح في شيء.. فـ«الحجر من القع، والدم من راس القبيلي» وفي المقابل. فإن «البنادق» من «الحرس» والدم من رأس «الحبيشي».. أو هكذا كما يتردد الآن. ملاحظة: سيكون من الظلم حصر «ناس سنحان» كلهم، في تلك الممارسات العنجهية القبيحة.
إننا نتحدث عن «سنحان» المتعجرفة، والمستقوية على الناس بالسلطة، وننحني احتراماً لسنحان الناس الطيبة، والسلوك الإنساني الراقي. سنحان الكاتب الجميل محمد صالح الحاضري، والعميد المتقاعد علي فرحان، والفندم الجميل عبدالله الضبوي، والرجل الأروع عبدالقادر هلال، وامثاله.
إننا نحب ونحترم «سنحان» المواطن البسيط عبدالله الغذيفي (بائع الفواكه) قديماً في تعز. سنحان الفلاح علي عبدالله صالح، وكل من على شاكلتهم الإنسانية. ونرمي باللوم، وغصة المرارة على «سنحان» المستقوية بالسلطة، وبالعسكر.
من الذاكرة في الثمانينيات قُتل د. حُمرة، وسط المدينة في تعز، كل من في الشارع العام شاهدوا القاتل وهو يفرغ الرصاص في جسده، ويزيده فوق ذلك كم طعنة بالجنبية، كمن يوقع بتباه أنه من بيت فلان!! وخلفه سلطة مدعومة، وقبيلة أيضاً، وهو الآن قد ترقى، ويلبس رتبة عسكرية تخوله حماية الأمن، والنظام والقانون؟!!!
ذلك لأنه (القاتل) من بيت معروف في «سنحان» والقتيل مجرد «لغلغي» يتقدمه حرف «دال»، وخلفه مجتمع مدني بحت أصواتهم وهم يطالبون بعدالة النظام و«الجالون؟!».
وكالعادة، كان الصُلح القبلي هو الحل ذلك لأن (الدية) يتم جلبها من جيوب دافعي الضرائب، ولن يضير السلطة في شيء. فـ«الحجر من القع، والدم من رأس اللغلغي»!!..
بالإمكان الآن ان نفتح ملفاً حول ضحايا «القيمة الناقصة».. ضحايا المجتمع المدني، ومن لا قبيلة لهم في السلطة والجيش، لحفظ أرواحهم وكرامتهم، وهم على عرض وطول البلد..
لكن لايزال أملنا أن فخامة رئيس الجمهورية، ونجله العقيد/ أحمد علي عبدالله صالح (قائد الحرس الجمهوري) ينظران الى اليمن ككل بعين واحدة.. ولا بأس من قراءة هذه الفقرة الجميلة التالية من الميثاق الوطني..
اقرأوها جيداً.. وبعناية: «إن التعصب الأعمى لا يثمر إلا الشر، وإن محاولات أية فئة متعصبة للقضاء على الآخرين، وإخضاعهم بالقوة، قد فشلت عبر تاريخ اليمن كُله، وإن الاستقرار الجزئي أو الشامل لليمن في ظل حكم يتسلط بالقوة والدجل والخديعة، لا يدوم طويلاً، وغالباً ما ينتهي بكارثة، بعد أن كان هو نفسه كارثة على الشعب».
حد من الوادي
11-18-2006, 09:47 PM
في البلد الحراج...
جمال أنعم ( 01/06/2006 )
فخامة رئيس الجمهورية، القائد الاعلى للقوات المسلحة والأمن، رئيس مجلس القضاء الاعلى- حتى هذا الاسبوع-، رئيس المؤتمر الشعبي العام الحاكم.
على مقربة من دار الرئاسة-في البلد الحراج- في الـ14/ 5/2006م حدثت جريمة قتل جماعية من قبل مجموعة مسلحة على رأسهم رجل من سنحان، راح ضحيتها (محمد حمود الحامدي) وهو أحد مواطنيك وجيرانك في حراج 45 بصنعاء من أبناء حبيش وحبيشٌ هذه لا علاقة لها بالأحباش أو الحِبْشَة وإنما هي مديرية تقع شمال غرب مدينة إب على بعد25كم ولحزبكم منها دائرتان نيابيتان إحداهما دائرة النائب المخضرم علي عبدالله أبو حليقة رئيس اللجنة الدستورية في مجلس النواب والقتيل المظلوم - تحديداَ- ينتمي إلى "ظَلْمَة" مركز المديرية.
وإبّ محافظة يمنية شهيرة تبعد نحو 250كم جنوب صنعاء، عُرفت باللواء الاخضر وهي 35 دائرة برلمانية لحزبكم منها ما يساوي عمركم في الحكم، 27 دائرة بالتمام ويحلو لكم دائماً نعتها بـ"البطلة" وهي خضراء، فقيرة، مغتربة، مثقفة ومسالمة.
الاخ الرئيس لقد سقط الحبيشي صريعاً على وقع البشارة الرئاسية لـ(إب) باختيارها محظية للوحدة في عامها القادم وانطلق الجناة هادئين إلى كنفٍ حصين مزهوين كأنما عادوا من رحلة صيدٍ في قفر عامرٍ بفرائس سهلة تحيا في عراءٍ مكشوفٍ تتراكض فيه الوحوش.
الاخ رئيس الجمهورية...مر أسبوعان والحامدي في ثلاجة الثورة وفي قلوب بنيه وأهله وشعبه جثة حية الألم، طافحة بعتبٍ لاهبٍ يلفح وجوه الجميع.
يرقد الحامدي شاخص العينين نحو وطن بارد كالموت، لا طنين فيه لغير الذباب.
جراحاته لعنات على رأس وطن، دماؤه المتخثرة بصقات على وجه شعب.
مر أسبوعان وهو جثة ترفض الدفن بحثاً عن كرامة أخيرة لمواطنٍ عزت عليه كرامة الحياة والموت، في بلدٍ يسقط في عين النهار بينما بنوه في غيبوبة الزمن الرسمي يهذون بالسياسة والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وبينما قادته يحيون الليالي الملاح احتفاء بالوحدة التاريخ الذي استحال إلى مدفنٍ عام لشعب ما عاد يرى فيه غير حفاري القبور.
مر أسبوعان من كرنفالاتٍ وأغانٍ مشفوعة بهتاف فقير إلى الروح والدم، بينما الحامدي روح مزهقة، ودم مراق، وكرامة مداسة، لم تجد من يفتديها أو يفديها بروح أو دم. يرقد جثة هامدة في ثلاجة كبيرة يتجمد فيها النظام والقانون، ترتعش الداخلية وتأكل الديدان لحم الدستور، تتعفن العدالة وتفوح روائح الخطب والشعارات خانقة سامة.
مر أسبوعان من صخب ومدائح وإنجازات راقصة بينما الحامدي ممدد في جوف البهجة، يحيط به صغار حزانى لا يدرون لم "انطفأ أبوهم سكتة في الضوء"؟ لم لا يقوم؟ لم لا يعود مالئاً قلوبهم ودروبهم الشحيحة ومأواهم المسكون بوحشة الموت ووطأة القهر.
-يا الله- أي عتبٍ يسكن أعينكم يا يتامى الوطن الحراج؟.
أي أسى أعشب في أحداقكم بعد أن حصد القتلة قلب أبيكم المخضر؟ ومن تراكم تنتظرون بعده؟ من يجيئكم بالأفراح الصغيرة والبهجات المنتظرة؟ من يطوقكم بذراعين من حنان؟ ومن يضمكم إلى صدرٍ من حب في المساءات الباردة؟
أما زلتم تعتادون الحراج؟ تفتحون دكانتكم البسيطة تقفون مكان أبيكم المغدور؟ تبيعون أشياءه للزبائن العابرين دون أن تدققوا في اللهجة المساومة أو تنظروا إلى موت محتملٍ معلقٍ في الخاصرة، لا يكترث أن يعلن عن نفسه بصورة مدوية عند أي بادرة اختلاف وعدم اتفاق أو ممانعة؟ هل ما زال الحراج الشاهد على الجريمة قادراً على مزاولة نشاطه دون خوفٍ من قاتل لا يقدّر قيمة الحياة كما يثمن الاشياء؟
يا أخانا الرئيس..كان يكفي ليحبك الناس أن تقطع جولتك السعيدة بتصريح أو اتصال ينتصر لمواطنك الحامدي من مواطنيك القتلة مطلقي السراح.
كان يكفي أن نسمع أنك عزيت أطفاله وزوجه وأهله باتصال في مهرجان التهاني والتبريكات المرائية.
كان يكفي أن تعلن للشعب أن دم الحامدي لن يكون حراجاً ولا شيئاً مستبخس الثمن، وألا أحداً فوق القانون وآخر تحته.
-بالله عليك- حدق قليلاً في وجوه أطفاله..لترى أي وجه حزين يرتسم للوطن!، فتش في أعينهم المذعورة عن بلد تذرعه الشعارات والمواكب آمنة ما بين صنعاء إلى حضرموت في حين لا يأمن فيه مواطن بسيط من أن يسحق ويكنس من الحياة بيد جهالة متوحشة لقاء مكنسة حقيرة في قلب صنعاء قريباً من دار الحكم في الستين.
سألتك الله...وأنت تغرق في مدائح الكبار والأطفال ما بين الحديدة وريمة! أما تذكرت آل الحامدي وأبناءه المفجوعين وهم مأتمٌ صاخبٌ وأحزانٌ كسيرة تبعث الرجفة في قلب كل لحظة زهوٍ وتطفئ الفرح في المدائن؟
كان يكفي لتحي الوحدة والناس جميعاً أن تأمر بالقبض على القتلة وتسليمهم إلى العدالة.
حدق في أطفاله جيداً..حتى تشعر بمعنى الابوة ومعنى الفقد المهين، أما ترى فيهم أبناءك وأحباءك؟ ألا يستحقون ونستحق وقفة انتصار أو حتى إشارة احترام عابرة.
الأخ الرئيس صحائف الحكومة (الثورة، الجمهورية، 26 سبتمبر، 14 اكتوبر) لم تعر الحامدي أي اهتمام، لم تجزع لقتله كمواطن يمني قامت الثورة والجمهورية لأجله، لم تستقبله خبراً أو تقريراً فاجعاً ولا مقالاً نادباً ولا تعزية هامشية إلى جانب تهاني الوحدة التي احتلت غالبية الصفحات.
صحائف الحزب الحاكم الذي تمنحه إب أصواتها بسخاء-هي الاخرى- لم يعنها الامر ولا يعنيها المواطن حال الموت بل وقت الصوت، وقضايا قتل المواطنين قهراً أو فقراً شأن المعارضة لا شأن حزب الاغلبية.
أهالي قبيلة بني فلاح نفذوا هذا الاسبوع إعداما قبليا بحق قاتل سلم نفسه اليهم بعد قتل أحد أبناء عمومته مفضلاً الموت ثأراً على يد أولياء الدم على دخول المحاكم وهذه صورة للأوضاع المقلوبة في دولة النظام والقانون المبسوطة على أرض الشعارات وفي حال الحامدي يرتكب القاتل جرمه فيلتجئ إلى حام يدرك المسافة بينه وبين القانون وهو ما يفتح الباب لسيناريو تصفية أكثر بعداً وإيغالاً في القتل.
فخامة الرئيس لن نستطيع العيش بسلام مادام للقتلة ملاذات آمنة ممنعة، لن نشعر بالاستقرار والمجرمون مطلقو السراح، سنظل نُقتل كل يوم وليلة، سنظل لعنة تطارد أكاذيب الامن، لن نشعر بأنا أبناء وطن الناس فيه سواسية في الموت والحياة، سنظل نصرخ في موتى الثلاجة وحاكم الثلاجة وسلطان الموت ورعاة القتلة.
لن نحترم الوطن ولا أنفسنا الخانعة فأي وطن هذا الذي لا يكفل أبناءه أحياء آمنين صالحين في حين يتبجح بكفالتهم أيتاماً مكسورين عبر مؤسسات إحسان غير صالحة.
الاخ الرئيس...نحن موتى إلى أن يحيا العدل، قتلى حتى إعدام القتلة
المصدر الشورانت مارب برس
حد من الوادي
11-18-2006, 09:56 PM
سنحان ليست اسرائيل ولغالغة تعز وإب ليسوا عرب 48
نائف حسان ( 13/06/2006 )
ماحدث للحامدي يشبه، في جانب واحد، ماحدث لضحية فيلم «التاريخ الأمريكي -إكس»، ذاك أسود وهذا «لغلغي» من «حُبيش» سفح دمهما على الرصيف، جراء غياب معنى المواطنة المتساوية. يرصد الفيلم جانباً من الموجة العنصرية، التي أُعيد بعثها في الولايات المتحدة تأثراً بالنزعة الهتلرية الممجدة للعرق الأري على حساب احتقار السود واليهود وبقية الأعراق. ينخرط البطل الأبيض «ديريك» في منظمة عنصرية يحلق أغلب أفرادها شعر رؤوسهم ويشِموُّن سواعدهم بالشعار النازي المعروف. اعصاب متوترة تعمل تحت وطأة مشاعر الكراهية. أمزجة مشحوذة بالحقد. اتسع ميدان البطولة العنصري. ضاقت آفاق اصحاب الوعي المحتقن، فكان «ديريك» بطلاً وضحية في آن. شحذ بندقيته، ذات مساء، وخرج ملاحقاً شاباً أسوداً. وسط الشارع وقف هذا مستسلماً لفوهة البندقية. لم يكتف «ديريك» بجثو «الأسود» أرضاً تحت سيل شتائمه، فأجبره على فتح فمه على حافة الرصيف. كان الشاب الأسود يتصبب خوفاً قبل أن تسقط رجل «ديريك» على مؤخرة جمجمته. طريقة بشعة في القتل لم أشهدها من قبل. لا أدري ما الذي سمعته بالضبط، لكنه، على الأرجح، صرخة صغيرة صغيرة للشاب الأسود اختلطت بشيء يشبه قعقعة العظام. كان في وضع من «يجدم» حافة الرصيف، قبل أن تتكسر عظام فكيه، وعظام أخرى في وجهه. في 14 مايو الفائت قتل محمد حمود الحامدي، في صنعاء، تحت موجة العنصرية المناطقية، بصورة أكثر بشاعة. مع اختلافات كثيرة تجعل المقارنة ظالمة في حق «ديريك». اختلف الرجل مع شخص من «سنحان» لم يكن ينقص هذا بندقية، حين فضل الذهاب الى قبيلته واحضار سيارتين مسلحين لتأديب «اللغلغي». في سوق حراج 45، وعلى مرأى الناس، ضرب أبناء «سنحان» الأشاوس صاحب «حُبيش» «اللغلغي». دعسوه، دكموه بالأعصي واعقاب البنادق، متعمدين إهانته أمام العامة، وأكثرهم لغالغة طبعاً، وطفليه الذين شهدا الحادث. ضربوه حتى أغمي عليه. كسروا عموده الفقري ثم افرغت رصاصات في رأسه. إنه «لغلغي» تجرأ على دخول مشادة مع «سنحاني». تكالب أبناء القبيلة الحاكمة على الرجل. كانوا أكثر من عشرين وكان وحده. كانوا مسلحين وكان أعزل. كانوا من «سنحان» وكان من «حُبيش». قابل «ديريك» الحضور الفوري للشرطة برفع يديه مستسلماً، رغم حدوث الجريمة ليلاً في حي خلفي. هنا انتشر أبناء سنحان في سوق الحراج، ثم ارتكبوا الجريمة في وضع النهار، قبل أن يغادروا المكان دون اعتراض حتى من شرطي واحد. كان «ديريك» شجاعاً بما يكفي لمواجهة جريمته، فيما «السنحاني» فضل الفرار متخفياً خلف جماعته، والإختباء، تالياً، خلف شيخ القبيلة. كان «ديريك» ورفاقه يعتبرون السود عبئاً على تقدم الجنس الأبيض. وحين ارتكب «ديريك» جريمته كان هنالك مايبررها: عنصريته المتأججة ناحية السود، ومحاولة الشاب الأسود سرقته. في الحالة اليمنية أتكى صاحب «سنحان» على القبيلة ممثلاً القيد الذي حال بين اليمن والتقدم في مواجهة «اللغلغي»، دون مبرر سوى استسهال القتل. لم يكن هناك، ربما، مناطقية عدوانية متأججة لدى صاحب «سنحان» تجاه صاحب «حُبيش». الأرجح كان هناك غضب آني. وشعور بالإحتقار لـ«اللغالغة» مثل دافعاً حقيقياً لارتكاب «الجريمة». سامية الجنس الأبيض؛ كانت تحرك «ديريك». بالنسبة لـ«السنحاني»، فالإتكاء على سلطة الدولة ونفوذ قبيلته فيها؛ كان محركه الأساس. كانت أسرة «ديريك» ضد عنصريته تجاه السود واليهود. شقيقه الأصغر «داني» خرج خلفه محاولاً ايقافه، وحين رأى الجريمة أصدر صرخة متألمة وجثى على ركبتيه أرضاً. في الحالة اليمنية حضرت العنصرية المناطقية لدى أبناء «سنحان»، الذين اتجهوا، أكثر من عشرين، لقتل الحامدي «اللغلغي»، غير هذا قدمت سنحان نفسها كنصير للقاتل، إذ وفرت له الحماية كفار من العدالة. هناك لم يتدخل البيض للتأثير على القضاء، فأدخل «ديريك» السجن لسنوات، خرج بعدها محارباً للعنصرية. هنا حضرت القبيلة لتسوية الأمر بعيداً عن القضاء والقانون.. مايجعل قتل «اللغالغة» ممكناً في أي وقت ولأي سبب. الدم المستباح يفرخ قتلة. لم يكن الحامدي سارقاً. فقط كان «لغلغياً» تحدى صاحب «سنحان». أن تكون «لغلغياً» يعني ان تكون مدعسة ودمك مستباح، بحيث يسهل قتلك كما لو أنك دجاجة. ماحدث شيء أكبر من مجرد جريمة. عنصرية مناطقية كهذه تسقط دول، تدفع الناس في الشوارع، لكن يبدو أن «اللغالغة» ليسوا بشراً، وليس لدمائهم قيمة. عنصرية أمريكا بائدة قبل عقود من الزمن، وعنصرية «أصحابنا» تمارس يومياً كما لو أنها منتج طازج. السنحاني الجد حمل «السحب» وهو حامي. ذاك حدث قديم، ليس علينا أن نستمر في دفع ثمنه حتى اليوم. سأفترض أن رواية »حمل السحب» هذه صحيحة، لأنها تحيل الى شيء أساس: خجافة القبيلي. لم يكن في ما قام به السنحاني الجد أي شجاعة. وطبقاً للتحليل النفسي فإن الشجاعة المصطنعة كهذه تحمل احدى الأوجه العميقة للجبن. وقد ظهر الجبن في السنحاني الإبن (قاتل الحامدي) على أفضل مايكون. مامعنى أن يحمل انسان حديد حامي؟ لاشيء غير أن العقل لايقوم بدوره كما ينبغي. هناك، لاريب، اشخاص يستحقون الإحترام في سنحان. لكن ماجرى ويجري يسيء لهم اساءة بالغة. وأرجو أن لايفهم ماسبق على أنه تعميم على جميع أبناء سنحان. نحن لانكره هذه المنطقة وغيرها من مناطق النفوذ، بيد أننا ننشد المواطنة المتساوية مع أبنائها. ماجرى يفرض علينا احترام اسرائيل كدولة وشعب فرغم أن عنصريتها كانت دستورية، إلاَّ أنها ليست بقدر دناءة العنصرية الحاصلة لدينا. كانت عنصرية اسرائيل دينية واضحة وهو أمر مبرر، بينما عنصريتنا مناطقية تتخفى خلف نصوص وتبجحات دستورية فضفاضة عن دولة القانون والمواطنة المتساوية التي ليس لها مكان في الواقع. بعد أن كانت اسرائيل دولة لليهود، أصبحت دولة لمواطنيها. نحن ليس لنا دولة ومظاهرها البسيطة تعمل لصالح سنحان وبقية مشايخ الفيد. دم الحامدي في أعناقنا جميعاً. لايقتصر الأمر على وزارة الداخلية. إنه يتجاوزها الى الرئيس الذي يلزمه موقعه بتحقيق المساواة بين جميع أبناء «شعبه». دم الحامدي في أعناقنا جميعاً «لغالغة» و«قبائل»، «زيود» و«شوافع»، شماليون وجنوبيون. دم الحامدي في عنق الرئيس باعتباره المسؤول الأول عن الحفاظ على دماء الناس وتحقيق العدالة. لولم يكن علي عبدالله صالح في الحكم لما تجرأ قتلة الحامدي على ارتكاب جريمتهم. إن هؤلاء من بلاد الرئيس ومن قبيلته ولا أظنه يرضى أن يكون كرسيه في الحكم حامياً لهم. إن الرئيس الذي يحمي القتلة من أبناء قبيلته هو رئيس عصابة لا رئيس دولة، وعلي عبدالله صالح أكبر من ذلك في نظري. أبناء «حُبيش» وبقية «اللغالغة» لايعرفون إلاَّ شيئاً واحداً هو أن هؤلاء القتلة من بلاد الرئيس، لهذا لم يجر القبض عليهم جميعاً حتى اللحظة. الحكمة تقتضي أن يكون علي عبدالله صالح ممثلاً لجميع اليمنيين، وأكبر من الإنتماء القبلي الضيق. وذلك لن يتحقق إلاَّ بإلقاء القبض على جميع القتلة واحالتهم الى محكمة قضائية مستعجلة تهدئ من المشاعر المناطقية التي ثارت لدى أبناء إب وتعز «اللغالغة». هذه هي الحوادث التي تعمق المناطقية والطائفية، لاحرية الرأي والصحافة. كثير من «اللغالغة» تحدثوا بحرقة عما جرى. شعور ما مخلوط بالذل والإهانة يسيطر عليهم، ذلك أن الحامدي كان تعبيراً حقيقياً عنهم جميعاً كاشخاص ليس لهم قيمة. سنحان ليست اسرائيل، وأبناء تعز وإب ليسوا عرب 48. هذه مقارنة ظالمة وبلهاء بالطبع، فالاسرائيلون ماكانوا ليرتكبوا جريمة بهذا القبح. أكثر من مليون ومائتين ألف شخص هم عرب 48 يعيشون في اسرائيل لم يحصل أن تعرض أحدهم لجريمة سحل بشعة كالتي تعرض لها الحامدي. طوال الانتفاضة الثانية قتل نحو 13 فقط من عرب 48 على يد اسرائيليين؛ حوادث قتلهم كانت عادية وفي اشتباكات. قبل سنوات ارتكب عدد من أبناء سنحان جريمة بشعة في حق لغلغي آخر. كان شرعبياً قتلوه بالحيلة والغدر: دخل معهم في صراع على أرض اشتراها بحر ماله، وحين اثبت بسالة في المواجهة لجأوا الى الصلح، فطلب من مسلحي قبيلته مغادرة متاريسهم، غير أنه تفاجأ بخصومه السنحانيين يقتحمون بيته ليلاً، حيث شنقوه واحرقوا جثته. كانت الجريمة جنوب العاصمة صنعاء. قيل الكثير عن هذه الجريمة البشعة، التي تم طيها كما لو أنها لم تحدث. قيل أن الرئيس تدخل شخصياً لإنهاء القضية بقبول الدية، وهذا أمر لا أصدقه شخصياً. عدم التعامل بحزم مع هذه القضية وغيرها فتح شهية «الخُبرة» لسفك دماء «لغالغة» آخرين. «لغالغة» يستحقون القتل لأنهم لايحترمون أنفسهم
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir