المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرام من اللجع إلى اللجع [سعيد عولقي ]


حد من الوادي
11-29-2006, 03:39 PM
حرام من اللجع إلى اللجع

سعيد عولقي:


سعيد عولقي
ما عاد ينفعش كما يبان لي القول المأثور:«لا تقل أصلي وفصلي يا فتى إنما أصل الفتى ما قد حصل» ففي أيام زي دي اللي نعيشها يبان انه الزمن عكس المسألة إلى أن خلاها:«لا تقل لي يا فتى ما قد حصل وتدوخ بي في تفاصيل ومتاهات مالهاش داعي ولا تكلمنا عن العدل والمساواة وحقوق الإنسان رجالاً ونسواناً لأن العدالة والشرائح والقوانين كلها تشبعنا كلاماً كثيراً في هذا الشأن».. لكن الحقيقة الماثلة أمامنا تبقى هي ذيك هي وهي انك لازم تخلي ما قد حصل على جنب فهو في الأخير لابد ما يخضع لقانون الأمر الواقع الذي هو:«يا فتى اقطع معي الكلام وقل لي ماهو أصلك وفصلك أنا افدا أبوك ولا تتوّهنا وتتوه معي في تفاصيل ما قد حصل لأن كل شيء عندنا محكوم بما يحدد موقعك من الإعراب في المسألة ومكانتك في الحياة من حيث الأصل والفصل والنسب والكسب وهكذا».

أنا والله شوف يا ابن الناس حبيتك كما تقول أغنية المرشدي وإلا ماكنت با أصارحك بهذا الكلام لانه هذي القضية قديمة قدم التاريخ وموجودة في كل مكان مش إلا عندنا.. قل لي أنت ابن من في البلد أقول لك من أنت في القضية أو أيضاً قل لي كم في جيبك أقول لك من أنت وليش تروح بعيد وتتشكي هنا وهناك وفي الأخير تجي تلاقي انه اذا كانت قضيتك مرتبطة بالتعليم العالي وحريق قسم أو إدارة البعثات اللي اشتعل هناك لا كان بفعل ماس كهربائي ولا سكينة بطاطس ولا عقب سيجارة وإنما عملية مقصودة وبفعل فاعل لأنه حتى الأهبل اللي لا معه تعليم عالي ولا واطي ولا عيال لهم بعثات تعليمية خارج الوطن الحبيب أو داخله بايعرف من كشوفات المتقدمين المقبولين - كل عام وكل دهر وكل حين ومين - أن الذي يتصدر هذه القوائم هو أسماء أبناء المسئولين المبجلين المحترمين المحمولين المشمولين وهم نفسهم أولئك الذين يأكلون خيرات البلد من اللجع إلى اللجع ويكنزون المليارات وفوق ذا وذاك يهطشون المنح المقررة على حساب الدولة من أفواه أبناء الناس المساكين أصحاب أصل الفتى الذي ما قد حصل.

تعالوا يا ناس.. ماله على الأقل اتقوا الله قليلاً خافوا من ربكم يوم الحساب العظيم وخافوا على أولادكم هذه الأيام اللي ما فيها حساب ولا عقاب ولا ماس كهربائي ولا عقب سيجارة ولا جدتي الله شايزيلكم ان شاء الله بحق هذا اليوم المفترج.. ما تشتوش حتى تخلوا قليل من مخصصات هذه الأمة الجيعانة الكحيانة منشان الناس التعابى يقدروا يعلموا عيالهم المبرزين في الخارج اللى قده التعليم فيه معونات ودعومات من دول أجنبية؟ حتى هذه الفتفوتة الصغيرة تشتوا تخطفوها من فم أبناء المساكين وأبناء السبيل من مواطني هذه الأمة التي صار حالها يصعب على الكافر.. وهذا اللي نعتقد أو نظن أو أنه كذلك فعلاً كافر هو الذي يتفضل علينا بالمنح الدراسية في شتى حياتنا البائسة بنت البائسة والكلبة بنت الكلب.. هذا مع العلم أن هذونا المسائيل اللي مش مربايين ويشتوا يربوا أولادهم في الخارج تسعين في المئة منهم طناجيح وبلداء والعياذ بالله ولا يصلحوا لشيء ولا يحتاجوا لشيء لأنهم بفضل السياسة التسامحية مع الفساد والمفسادة عايشين على صحة الوالد أو العم أو الخال أو الجد أو جد الجد وجدة الجدة ومن قال حقي وهو ليس حقه فقد ظلم ووجب عقابه وسلموا لي على خلى كثير، سلموا سلام مش بيس.

هذا العفن كله في التعليم العالي (قسم المنح والبعثات) لا يمكن وحتماً وحزماً ولطماً ودكماً أن يكون السبب فيه مجرد ماس كهربائي أو عقب سجائر.. إلا والله اذا قلتوا لنا أنه عقب سيجار من اللي نسميه نحنا (شروت) وتشتهر به كوبا وتتكلف الحبة الواحدة منه قيمة مصروف معاش تقاعدي زي حق حسن فرور اللي شرب مرة حبة شروت وجلس يسعل مسكين لما كان بايموت علينا..رجع بعدين فكر- زيه زي صاحب الماس الكهربائي المزعوم - وفتفت الحبة الشروت وحولها إلى تمباك نثره على الجمر فوق البوري اللي برأس المداعة ووقعت لك ليلة عادني عادني بالي فيها من الزين ساعة يا قمري البان.

دلحين المسألة وما فيها ما عاد حد يقدر يغطي على مكشوف واللي ما كانش مكشوف- مع أنه مكشوف من زمان بس واحد يتابع- انكشف وبان.. واللي مش مصدق يروح أو يخلي واحد يقدر يروح ويدخل إدارة البعثات هذه ويطلب قوائم المبعوثين للسفر للتعليم في الخارج على نفقة الدولة اليمنية العظمى.. شوفوا كم نسبة أسامي عيال المسائيل في القوايم وشوفوا كم عيال الناس وشوفوا كم الناجحين من عيال الناس اللي يرجعوا ريوس.. وكم المطحلين من عيال المسئولين اللي يتقدموا من الجير الأول وفوق ويرجعوا تيتي تيتي زيما رحتي جيتي وعاده بعضهم يرجعوا أخس واضرط. ومع ذلك يحتلون أرقى المناصب.. اسألوهم بالله هذولا المسئولين الذين يدرسون عيالهم برع من المال العام أحق به غيرهم.. اسألوهم مش حرام عليكم تربوا عيالكم من مال حرام؟ هل تقدروا تحلفوا يمين طاهر على الختمة انكم تصرفون على عيالكم من مال حلال بلال سلال.. أو حتى سلالالا؟ لكن أعتقد انكم تقدروا تصلحوا أي شيء.. تقدروا تحلفوا يمين ونص.. مش قد أقسمتم أمام رئيس الجمهورية بأن تمارسوا عملكم بنزاهة؟ آه .. يا نزاهة.. ترللي.. شلو شلو.. آه.

حد من الوادي
12-06-2006, 11:21 AM
هيا يا كرومايكا سوكو سوكو!

سعيد عولقي:


سعيد عولقي
من كثرة ما تعود الناس على «البرشتة» حق المسئولين و«الكمشنة» على كل مشروع ومستثمر أصبح من الصعب جداً اقناعهم بأن هذا المشروع أو هذا الانجاز أو هذا البناء والتعمير هو «صافي تكت» مئة في المئة. وواجب علينا قبل المضي قدماً في الكلام ان نفسر معاني الكلمات المقوسة أعلاه.. ففي شروح الكلام عند الأولين والآخرين ان المبرشت هو الفاعل الاصل في البرشتة ويقال برشت يبرشت فهو مبرشت بكسر الشين وكسر حقو كل مبرشت أثيم آمين يا رب العالمين.. أما البرشته نفسها والتي هي الفعل فمعناها القحصصة أو القرممة او الجدممة لأبوهم الجذم يجرذمهم وخلاصتها في كل قواميسنا ومجالسنا الشعبية هي المسراقة على شكل رشوة.. يعني أنا اذا أشتي أبني برج أو حتى عمود لأي غرض اتصالاتي مثلاً أجيب المقاول بلا مناقصة ولا مزايدة ولا يحزنون وأسأله كم بايكون حساب انجاز العمل فيتمحكك ويتشحكك وتومايا كرومايكا سوكو سوكو.. فأنهره قائلاً:« بلا محككة بلا سوكو موكو.. قل لي كم تشتي تكاليف؟» فيرد مؤكداً على مسألة السوكو سوكو وضرورة معرفة تفاصيل الصافي تكت.. وأوضح له بالقول: «شوف ياشيكو ميكو.. أنت زيك زي قلتك بلا صافي تكت بلا تعب.. أنا وأنت وناس أصحابي كلهم في اليد بانجهز الورق صافي مصفى ولا لك إلا شغل حسب الاصول.. بس انا أفدا ابوك لا تتعبش قلبي وقل كذا بالمفتوح كم باتشل.. وكم بايصفي لي أنا وأصحابي .. لا تنساش انه في بعدي ناس يشتوا نصيبهم زيك كذا لما بعدك ناس يشتوا سوكو سوكو.. مش كذا وإلا لا؟».

وهكذا يتصور الخيال الشعبي ان الصفقة تتم بين الطرف الأول اللي هو المبرشت والطرف الثاني اللي هو السوكو سوكو على اساس انه: يكتب السوكو المبالغ اللي يحبها قلبه شريطة ان يراعي البرشتة المطلوبة من الأخ المبرشت له ولأصحابه الحرامية.. وفي هذه الحالة يا بايكون البيل (يعني الفاتورة) كبير كثير يا بايكون المشروع من حق أم الجن.. ويا عيال لا تلعبوش بالواير بايمسككم الربل! هذا كله بالرغم من ان كل الاوراق والاتفاقيات صافي تكت على سنجة عشرة.. وصافي تكت معناها شهادة او وثيقة وياعيال اطرحوا الربل خليكم المماساة.

لاحظوا هنا اننا ماقلتش انه كل المشاريع تتم بهذه الطريقة السوكو سوكوية فهناك الكثير من المشاريع في طول البلاد وعرضها تتم بشرف وناموس بفضل مسئولين محترمين عندهم شرف وناموس.. وعندهم واعز وطني كابح يجعل منهم ناس وطنيين يقدمون مصلحة وطنهم عامة على مصلحتهم الخاصة.. لكنهم للأسف مش كثيرين لذلك صار الفساد أكثر منهم.. وجعل كثير من الناس من أمثال محمود شوكرة وعمر طبازة وعمبر ابو علعلة كلما شافوا مشروع جديد في أي مكان باليمن لفتوا الى فوق وقالوا: «الله يعلم كم قرّح المسئول عن هذا المشروع الى جيبه».

شوفوا كيف يا اخواني الفساد كيف يجعل من المسراقة والاعمال السيئة تطغى على الاعمال الزفتة؟ ليش؟ لانه الناس اتعودوا في حياتهم على رؤية الفساد في كل شيء.. واللي ماشافش.. ياعيال احسن لكم اطرحوا الربل قبل ما أقوم أراشخ بكم.. عفواً أعزائي القراء بس ذونا عيال زناقل ماخلوش لنا أحوالنا وأنا والله خايف لا عاد تصعقهم الكرهباء.. إيش كنا نقول؟ أيوه.. واللي ماشافش إلا الفاسدين بايفتكر انه كل الناس فاسدين واللي شاف أي عمل ينجز او بناء يبنى او طريق يرصف باتسمعه على طول يقول:«الله يعلم كم قرح المسؤول على هذا المشروع من زلط».

مع انه المسئول هنا قد يكون شريف ومظلوم لكن تكلم من؟ وعندما حاولت المحاججة انبرى لي الاخ محمود شوكرة واقفاً مثل القلم الرصاص وهو يقول :« انكان تشتي تعرف الحقيقة روح شوف المسائيل دولا أصحاب المشاريع حق السوكو سوكو صافي تيكت.. شوف بيوتهم وكم يملكوا من عمارات وبيوت وبوابير.. منشان كذا نحنا ومن كل بد بانشك انه أي «مكمشن» لازم با يفسد أي «سوكو سوكو» وأي سوكو سيكو بايفعل المثل لانه المصلحة مشتركة.. أنا شوفنا دلاّل وأفهم السوق وماحد يقول للجمل دور وعينه أكبر من عين شوكرة».