المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلامنا .. وذكرى الاستقلال


حد من الوادي
11-29-2006, 04:36 PM
أحلامنا .. وذكرى الاستقلال

علي صالح محمد:


علي صالح محمد
تهل علينا يوم غد الذكرى التاسعة والثلاثون للاستقلال الوطني لجنوب الوطن اليمني من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، وهو الاستقلال الذي سعى إليه الوطنيون ممن امتلكوا أحلاماً كبيرة لتحقيق السيادة الوطنية على الأرض بعد استعمار للأرض والإنسان دام نحو 139 عاماً، ولكي يبزغ هذا اليوم المجيد كان لابد أن يقدم الشعب في هذا الجزء من الوطن التضحيات الكبيرة بعد نضال طويل وانتفاضات مسلحة عديدة في عدد من المناطق الجنوبية، وآخرها كانت الثورة المسلحة التي انطلقت في الرابع عشر من أكتوبر لتستمر أربع سنوات سقط خلالها الكثير من المناضلين، أولئك الذين كانوا شعارهم يوم التحقوا بمهمة النضال وتمثلوا قوله تعالى {ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً} صدق الله العظيم.

المؤكد أن هؤلاء حين عاهدوا الله يومئذ كانوا يحملون أحلاماً كثيرة هي وراء تقديم أرواحهم قرابين للانتصار ووراء إصرارهم لتحقيق التحرر والانعتاق من الاحتلال البريطاني، وقيام السلطة الوطنية التي تؤمن للناس حق العيش الكريم والمتساوي والعدالة للجميع في المدينة والريف وفي كل أرجاء الوطن بعيداً عن التمييز والتفرقة ونهب الثروات وممارسة التجهيل وسياسات فرق تسد وغيرها من السياسات التي هدفت إلى عزل مناطق الريف وحرمان أبنائها من الحياة الطبيعية وإبقائها أسيرة الثالوث المريع: الفقر والجهل والمرض.

وبعد تحقيق هذا الحلم الكبير وخلال فترة الحكم الوطني انتصرت بعض الأحلام وهزمت أحلام، انتصرت قوى وهزمت أخرى، ابتسمت فئات وحزنت أخرى، سادت توجهات وأفكار لتقصى أخرى، وباختصار أصبح الصراع عنوانا يختزل هزيمة أحلام الجميع، لينتصر الجهل كعنوان لهذا الصراع.

واعتقد الكثير من هؤلاء أنهم حين يتجهون نحو تحقيق الحلم الأكبر أي (وحدة شطري اليمن) فهم بذلك قد وجدوا البلسم الشافي الذي يداوي كل الجراح وكأنهم على يقين بأن الوحدة هي مصدر (للداء والدواء معاً) ويتحقق الحلم في 22 مايو 1990م ليستمر العناق الصوري أربع سنوات فقط، وإذا بالحلم يتحول إلى مصدر جديد للأذى والهوان ولكن هذه المرة لفئات أوسع وأشمل وتتبدد معه أحلام الكثيرين وتنتصر أحلام البعض، لتنتصر مجدداً راية الصراع وتؤسس لشجرة صراع جديدة ويصبح الحزن والبؤس والجوع أهم الرفاق على مائدة الهزيمة، والجهل أهم العناوين لانتصار رماح القبيلة. قبل أيام كنت أتحدث إلى أحد هؤلاء الذين صنعوا هذا اليوم وحمل روحه على كفيه يوما ما في سبيل تحقيق بعض من الحلم، سألته بعد أن استجر بعضاً من الذكريات وموقعه من الأحداث، لو عاد الزمان يا (فلان) هل ستقوم بنفس الدور الذي قمت به؟ أجاب بعفوية بالغة وبصوت عال متسم بالحزم والجدية والأسى يشع من عينيه: لمَن؟

بهذه الكلمة الوحيدة اختزل الإجابة لتشمل وتعني كل صنوف المرارة والأسى على عمر مضى، بعد أن وجد نفسه فجأة في بلد الاغتراب على غير ما كان يحلم به، ليبدأ ومعه أولاده الخمسة ممن أمكن تأهيلهم في فترة الحكم الوطني ومنهم الطبيب والمهندس والطيار، رحلة عمر جديدة في وطن آخر يحاولون معاً أن يحققوا فيه ما عجزوا عن تحقيقه في وطنهم الأم، كحال غيرهم ممن سبقهم إلى ذلك أو ممن سيلحق بهم، بعد أن وئدت الأحلام مجدداً وأصبحت أحلامنا الكبيرة مصدراً للأذى والآلام، أكثر منها مصدراً للفرح والمسرات.
________________________________
لازلنا مستعمرين ومحتله ارضنا وكرامتنا وثروتنا وحريتنا في بلدنا
لقد جاناتتارجددغزاه متوحشون متخلفون مستعمرين قبليين مسلحين بسلاح الدول وليس سلاح القبيله
انها قوةالقبيله في القرن 21 ويقولون نحن شراكه توحدنا كذب لقد تجاهلو دولةالجنوب وحضرموت وارضهاوثروتها
وامموهالقبيلتهم وخدمهم ومرتزقتهم واصبحنا كاالغرباءفي ارضناوننتضرالفرج لم نيئاس ولن نسكت وسنصل الى حقناوارضنا لقدضلم الوطن والمواطن وضلم الشهداوالمناضلين وتورث الجبناءوالخونه واللصوص مجد الاماجد
نعم انهم جبنا انذال ناكرين العهود والمواثيق ولاذمه لهم ولاامان فيهم ولالهم

حد من الوادي
11-29-2006, 04:51 PM
29/11/2006
بين الاستقلال وبين الاستغلال
لطفي فؤاد أحمد نعمان- نبوزبمن:


يحتفل اليمن هذه الأيام بالذكرى التاسعة والثلاثين لاستقلال الجنوب اليمني عن الاستعمار البريطاني 30 نوفمبر 1967م وهي مناسبة جدير بنا اغتنامها لاستخلاص الدروس ومراجعة مختلف المواقف وقتها بشكل متأن وغير مستفز..
لا شك أن موقع اليمن الجغرافي في الشمال والجنوب سابقاً أسال لعاب القوى الدولية في القرون الماضية ودعاها للسباق على بسط نفوذها فيه، أفلح في ذلك من أفلح كالبريطانيين والعثمانيين وخاب في ذلك من خاب كالإيطاليين والفرنسيين.. ومع خروج كل قوة دولية واستعمار خارجي من اليمن شعر المواطنون اليمنيون باستقلالهم وتنفسوا الصعداء إذ تمكنوا من تحديد مصيرهم بأنفسهم.. إلا أنهم يتذكرون أن الاستقلال عن الاستعمار لا يمكن أن تجنى ثماره في ظل الاستبداد الرجعي والتقدمي على حد سواء.. أي من المستعمر العلني إلى المستعمر السري!..
وليس يقوى الوطن على الحفاظ على الاستقلال في ظل الاستغلال.. فسوء الاستغلال من شأنه إضعاف الاستقلال.. والاستغلال أمر وارد في كل الأحوال:
فالمستعمر الأجنبي يستغل الموقع الجغرافي لتسهيل مهامه الخاصة التجارية والاقتصادية والعسكرية..
والحاكم المحلي يستغل الموقع السياسي لتنفيذ مخططاته ومشاريعه الذاتية إما بالتعاون مع عناصر خارجية أو وفقاً لأهداف الزمرة الحاكمة معه أو المؤثرة فيه.. أو يكون مطية لنظام خارجي..
* *
يذكر معالي اللواء محمد علي الأكوع لدولة الدكتور حسن محمد مكي أنه قال عن الاستقلال الذي ناله اليمن الشمالي بقيادة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين عام 1918م عن الحكم العثماني إنه استقلال أجوف، إذ لم تنشأ على إثرها نظم حديثة متطورة بل تقليدية جامدة.. ولم يستغل وضع اليمن المتقدم باستقلاله، على كثير من البلدان العربية الرازحة تحت حكم الاستعمار حتى ذلك الوقت، لتحديث اليمن بحق..
ووصف بعض المؤرخين استقلال اليمن الجنوبي عن الاستعمار البريطاني بالاستقلال الضائع.. إذ تخلصوا من التبعية لبريطانيا ليتبعوا النظم الشيوعية!..
وقد ظل هذا لوقت ليس بالقصير..
ولعل الاستقلال ضاع في غمرة الصراعات الدموية والانقلابات المتوالية بتشجيع من الأطراف الخارجية التي لا هم لها إلا تعزيز نفوذها في المنطقة مواجهة لنفوذ قوى منافسة لها تأثيرها وحضورها.. وأخذت تعبئ أنصارها تعبئة فكرية خاطئة، وتنفخ في أوداجها الرغبة في التسلط والنفوذ الثوري ونشر الفكر المخالف للمعتقدات السائدة في المنطقة.. مستغلة الموقع والوضع العام..
ولم يكن الشمال فيما سبق بأحسن حال من الجنوب.. وإن لم يتدخل الأجنبي.. بيد أنه ظل مطمعاً للأجنبي والعربي واليمني الجنوبي..
لقد عُدّ الشمال ساحة صراع وسباق لمختلف القوى السياسية.. البعثي والشيوعي.. التقدمي والرجعي.. العسكري والمدني والقبلي.. والأجنبي هنا متفرج أو داعم لمن تحالف معه ويسير نحو تحقيق هدفه!..
وعلى الرغم من استقلال الشمال مبكراً.. لم يواكب ركب التقدم إلا متأخراً!..
وعلى الرغم من بقاء النظام البريطاني في هيكل إدارة المؤسسات في الجنوب الذي استدعى الثوريون فيه خبراء عرب لتقييمه وأوصى الخبراء بالإبقاء عليه لتقدميته، لم يُبقوا عليه حتى تتمكن الأخت روسيا من لعنة أختها بريطانيا! (كل أمة تلعن أختها)!
وعلى الرغم من تأكيد كل القوى المتصارعة في اليمن على حرصهم على استقلال اليمن، لم يعززوا استقلاله قدر ما اجتهدوا في جعله تابعاً لهم!..
جاء الاستقلال اليمني، نصاً ولم يكن واقعاً إلا متأخراً.. وقد توحد بشطريه بعد اندثار المؤثرات الخارجية أو استسلامها لواقع الحال..
وعلى كل حال، لا يتحقق الاستقلال فيما المواطن غير مقتنع بأساليبه ووسائله وأدواته وسياساته.. ولم تصل خيراته إليه.. (وهذا أساس العلاقة بين النظام والمواطن!)..
ومتى ما شعر المواطن بذلك شمَّر عن ساعديه مجاهداً ومكافحاً ومدافعاً عن ثورته واستقلاله، وكثير من المواطنين تطوع وتشجع لأن يهب مدافعاً عن فكرة الاستقلال، ومحارباً في سبيله.. لكنه سرعان ما يترحم على الاستعمار وغيره من القيود الجديدة التي فرضتها قوى الاستغلال وشوهت الاستقلال.. لافتقاد المكاسب التي كان يحظى بها في العهد السابق رغم اختلافه معه! ولسان حاله:
رب يوم بكيت منه فلما
صرت في غيره بكيت عليه!
**
قلة الخبرة، ندرة الكفاءة والتقليد والانصياع الأعمى.. أعمى كثيراً من السياسيين يومها عن سواء السبيل مما جر الصراع وراء الصراع وأسال الدم بعد الدم، وأساء الاستغلال في عهد الاستقلال!..