المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب 94 أعادت التشطير في العقول والنفوس


حد من الوادي
12-02-2006, 10:44 PM
حرب 94 أعادت التشطير في العقول والنفوس
التاريخ: السبت 02 ديسمبر 2006
الموضوع: كتابات حرة


لندن/عدن برس : خاص / ناصر الزامكي
أن الحرب التي و ضعت أوزارها , قد خلقت فجوة قاتلة بين الناس و تمخض عنها مشهدين الأول منتصر و الثاني مهزوم بقوة السلاح, مما أدت الى شق البنيان الاجتماعي و النفسي بين الشمال و الجنوب على حد سواء, بسبب ما جاءت به الحرب من إعادة التشطير مرة أخرى , لان تشطير العقول و النفوس أكثر خطرا من تشطير الأرض,

, ووحدة العقول و النفوس لا يمكن لها ان تتحقق الا بالعدل و المواطنة المتساوية و تعويض المتضررين مما لحق بهم من تلك الحرب. ان الجانب الظاهر للحرب هو انتصار جناح صنعاء و من وقف بجوارهم و هزم الاشتراكي و من تعاطف معه , ولكن نتائج الحرب في جوهرها أخذت أبعاد نفسية و اجتماعية شاملة , انعكست نتائجها
على مستقبل الوحدة الطوعية , التي احد أطرافها الفاعلين ,جرى اخراجة من العملية الوطنية بقوة السلاح, ان نشوة الانتصار الوهمي ينبغي ان تكشف الحقائق التي تركها خلفه لحرب سرق فيها نصرا عسكريا في ساحة محددة هم اخترعوها , ولهذا هناك سؤال يتبادر الى ذهن المتابعين للمشهد السياسي اليمني: إلى اي مدى تصل هزيمة الشريك الأساسي و الفاعل لقيام الوحدة؟؟ كثير من المتابعين للأحداث يرون هزيمة الاشتراكي هي هزيمة شاملة بكل المقاييس , و آخرون يرون أنها فقط هزيمة عسكرية على الأرض, أما انا في تقديري الشخصي ان الاشتراكي لم يهزم و لكن الذي هزم هي اتفاقيات الوحدة التي جرى الاتفاق عليها في 22 مايو , و تخلى عنها الطرف المنتصر. إن الأزمة التي تعرض لها الاشتراكي , الا انه لازال يشكل رقما أساسيا و فاعلا في العملية السياسية , رغم كل المحاولات من السلطة لتهميشه و إذابته , وكل ذالك يعود الى وحدويته و إلى جذوره التاريخية و الإرث الذي تمتع به , خلال فترة حكمة في الجنوب, و يصعب على اي طرف تجاوزه وتجاهله .....ان استمرار دولة الوحدة في شقها المادي (توحيد الأرض فقط) و لكنها
فقدت أهم شروط بقاءها وهو شقها المعنوي و السياسي و الإنساني و الأخلاقي التي قامت علية بسبب تداعيات الحرب على شطرها الأخر أدى إلى عدم قبول أهالي الجنوب بالوضع الحالي , بسبب إلحاق و ضم للأرض بمن فيها و ما عليها , وبالتالي ان ما حصل في الجنوب سيؤدي إلى إلحاق الضرر القاتل بالوحدة و مستقبلها, بسبب زيادة نقمة أبناء الجنوب على الممارسات التي تقوم بها حكومة صنعاء في الجنوب, وستدفعهم السلطات إلى تفجير ثورة محتملة لمواجهة مشروع الوحدة المفروض عليهم بالقوة , والذي تغيبت فيه الكرامة الإنسانية وبشكل مزري و مخيف ,وهو الأمر الذي سيدفعهم الى التنظيم و المواجهة لاستعادة كرامتهم و إنسانيتهم التي تغيبت في ظل الوحدة القائمة.... إن عدم حل مشاكل الذين تضرروا من جرى الحرب و عودة الأمور إلى نصابها , فانه سيعطي الجنوبيين قناعة كاملة , بأنهم ليس شركاء في المصير و لكنهم أصبحوا غنيمة , فاقدين ابسط الحقوق أنها المواطنة المتساوية وستدفع الناس إلى مواجهة مشروع الوحدة.ان الحرب الأخيرة على الاشتراكي و شعبة في الجنوب لم يظهر منها سواء جوانبها الظاهرية ,
و خفاياها لازالت غير ظاهرة و قد أصبحت محل إجماع و طني من كل القوى السياسية في الساحة اليمنية , و تحتاج إلى بحث حثيث من تلك القوى الخيرة لكشفها و تعريتها للموطن اليمني البسيط و المتابع لشان اليمني , و محاولة بلورتها لما هو قائم على الواقع .ان تهميش الشريك الأساسي لقيام الوحدة هي احد مكامن الخطر على مستقبل الوحدة الطوعية في 22 مايو من خلال الممارسات الغير عقلانية تجاه الجنوبيين , وقد يدفع الناس لمواجهة مشروعها الوحدوي المفروض بقوة السلاح , وإحكام السيطرة الكاملة على مصير المناطق الجنوبية, من خلال إدارة المراكز العلياء فيها من أهالي الشمال و يزيد التذمر و الاستياء أكثر في نفوس أبناء الجنوب. ان الوحدة التي رسختها الحرب الأخيرة , ستظل ناقصة اذا لم يرسخ فيها الجانب المعنوي بين الناس باعتباره الركيزة الأساسية لبناء اي كيان سياسي متين و صلب لبقائه...... ان الانفجار الأكثر و حشية هو ما تقوم به السلطة من خلال مواجهة الكل ضد الكل , ومن المحتمل ان تقود البلاد إلى الفوضى الغير محسوبة لدى السلطة و سيؤدي إلى الانهيار المفاجئ لنظام ، وبالتالي سيؤدي إلى حرب شاملة على الصعيد ألمناطقي و الطائفي , وليس أمام السلطة مخرج من مأزقها الذي وقعت فيه و أوقعت الوطن معها فيه سوى تحقيق العدل و المساواة و الحرية و الديمقراطية و التنمية المتوازية و بناء دولة المؤسسات على أساس الإجماع الوطني لوثيقة العهد و الاتفاق , و التي مثله إجماعا وطنيا شاملا في سبيل صناعة المستقبل اليمني الجديد .

إن السلطة الحالية هي نتاج للمؤسسات العسكرية و العشائرية و هي التي صنعت السلطة لتتفق مع فهمها و مصالحها , وحين أراد بعض القادة لليمن الشمالي تغيير هذا الفهم ليتجهون بالبلاد في خط مغاير لتلك السياسة سقطوا قتلى و الرئيس الحمدي خير دليل على ذالك. إن الساحة اليمنية تشهد حراكا سياسيا و اجتماعيا و واسعا و نشطا , مما يجعل النظام الحالي عاجزا على أن يستوعب هذا الحراك , في ظل غياب الفرص في المجال الاقتصادي و الاجتماعي , إلى الزحف على المجال السياسي , وهذا الحراك المتصاعد يشكل حراكا كبيرا لأنصار الدولة الديمقراطية و منظمات المجتمع المدني , لو أمكن ان يجد مؤسسات قادرة على استيعابه و بلورته بشكل صحيح, لان الحراك السلمي والجاد هو اقصر الطرق إلى تحقيق التغيير الحقيقي , وليس التغيير الوهمي بالشعارات, لان التغيير بالشعارات سيدخل حركة التغيير في دوامة عنف , يتراجع فيها الفكر و يضعف دور العلم و العقل , وينموا فيها دور القوى الجاهلة و التي تنتهي إلى حكم دكتاتوري عقيم و أكثر جهلا و فسادا

راعي الذاهبه
12-03-2006, 01:33 AM
;كلام في الصميم ودرر0