المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة ال 5000ميل جميع الحلقات :شرح+ صور لليمن


بومحكم
12-12-2006, 04:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

نقلا من منتدى المسافرون العرب من العضو الجبل الأخضر

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/7497.jpg

ونحن نودع سويا شمس اليوم الأول أصدر الأمير أوامره بأن نستغل تلك اللحظات في الأذكار وقراءة سورة الكهف ... فنحن في آخر ساعة من يوم الجمعة و على خطوات السفر ... اجتمع الفضلان فكانت لحظات إيمانية لا تنسى ...
... البعض قرأ من حفظه والبعض من جواله ...
وإني حين أذكرها الآن لأترحم على أميرنا –وفقه الله- وقد استغلقت علىَّ الذاكرة ...في استحضار حسنة أخرى له ... فلم أجد (أمزح) !
وصلنا صعدة مع غروب الشمس ...فدار بيننا حديث حول مسألة المبيت فيها أو مواصلة المسير إلى صنعاء ... إذ هي الهدف الأول في خطتنا المرسومة ...
لا أخفيكم بأن الطريق إلى الآن كان مريحا ومطمئنا بشكل كبير ... مما جعل صوت التهور والنشوة والاندفاع يعلو على صوت الحكمة والعقل والمنطق ... ولا أزكي نفسي على الله !!!!!!!!!! ...
قررنا بالأغلبية مواصلة السير ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/8452.jpg

فأرخى ظلام الليل سدوله بعيد تجاوزنا لمدينة صعدة ... مدينة العنب والرمان اليماني ... ومن أكبر مصادر الفواكه اليمنية ... إذ تتحرك منها قوافل الفاكهة في موسمها جنوبا لكافة أرجاء اليمن ... وشمالا للسوق السعودية !
فأقبل الليل من هاهنا ...وأدبر النهار من هاهنا ... وسط ضحكات تعلو من داخل السيارة ولحظات أنس لا تنسى مع ابن القرية الهمام ... لم نكن على درجة واحدة من الشعور بالأمن فالطريق يضيق... ويخلو من السيارات ...والجبال تعلو بنا وتهبط ... ونبضات أصاحب الحكمة والحذر تزداد اضطرابا ...
مررنا في الطريق بقرى غريبة ... أنوارها بدائية وهي إما معدومة أو خافته ... البعض يتحلقون قرب المطبات الاصطناعية ... نلمح في الأعين نظرات التوجس يزيد من الشعور بها توشح الجميع بالسلاح على الأكتاف ... لكن ابن القرية يتكفل بإخراجنا من هذا الجو المشحون كالعادة بطرفه اللذيذة!!!
بعد حوالي ساعة ونصف أو ساعتين من السير باتجاه صنعاء ... وقد كنا نلاحظ عدم وجود سيارت قادمة بالاتجاه المعاكس ... وندرتها معنا في نفس الاتجاه ...وفجأة وبدون مقدمات وفي مكان قفر بين جبال شاهقة ... شاهدنا أمامنا رتلا من السيارات والأنفس والثمرات ... واقفة في وسط الطريق قد أطفأت الأنوار ... وقفنا في مكاننا المحدد خلفها ... ظنناها نقطة تفتيش في البداية ... لا حظنا أن السيارات أيضا قد أطفئت ... الظلام الدامس يلف أرجاء المكان ... وصمت أوقات السحر رأيناه في أول الليل ... أطفأنا الأنوار فاشتدت الظلمة ... الشيء الوحيد الذي يشعرنا بمظاهر الحياة هنا ... شعلة السجائر حين تشدها الأنفاس ... نلمحها هنا وهناك فنشعر بمظاهر الحياة البائسة ...وجوه ليست كالوجوه عابسة قمطريرة توشحت السلاح وتدثرت بالصمت ... وحين أطفأنا محرك السيارة ... خشعت الأصوات فلا نسمع إلا همسا !!!
ماذا يحصل هنا ؟؟؟ تساؤل دار بيننا ... لم نجرؤ على الحديث والسؤال عن أسباب هذا الطابور الطويل !

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/23198.jpg

وعلى ضوء سيارة قادمة من بعيد لمحنا صورة شخص منتفخ الأوداج سمح المحيا يقدم إلينا... قد توشح السلاح ... وقال يخصنا بالحديث دون سؤال منا وربما لفته منظر السيارة الغريب : أولاد الحرام ... قطعوا الطريق بالأحجار ... وتجمعوا متسلحين على جنباته مهددين ومتوعدين ... ثم غاب عنا وهو ينظر بخلسة للخلف !!
قلت في نفسي :
ما الذي جاء بي وسط هذه الجبال؟ ... تذكرت حينها طبق المكرونة بالبشميل وكيف أني أستلذ بطعمه من يد إم محمد وكم كنت أغضب حين تنسى أو تتناسى سلطة اللبن بالخيار آآآآآآه ... تذكرت والدتي وهي تعود من فناء المنزل بخبز التنور ورائحته يسيل لها لعاب الجيران ،أقسمه نصفين قبيل المغرب على براد حليب الزنجبيل فأرى القاهرة من داري بنيلها ... تذكرت حياتي بين أطفالي ... ماذا سيفعلون من بعدي ... وهل ستتزوج أمهم من بعدي وتتركهم وشأنهم وهل سيكون عمهم على قدر المسؤولية ويرعاهم كأبنائه ... كثيرة هي الأشياء التي تذكرتها ... ربما ذكرت منها الأكل لأني كنت جائعا في حينها ...
أليست تلك الحياة الأسرية الوادعة أحق بي من جبال الظلام والرصاص والقتل !!!
قتلي هنا لا يكلف قاتلي أكثر من طلقة في البطن (البطن مرة أخرى... للسبب السابق)!!
ما أسهلها على مجرم ... وما أعظم أثرها على مسلم مسالم ... هناك من ينتظره !
هبني سأموت بالرصاص ... أليست ساحات الجهاد وجبهات القتال في الثغور أولى بي من هذا المكان وبهذه الطريقة ... على الأقل سيقولون مات شهيدا ... وأولادي أبناء الشهيد ... لكن هنا ماذا يقولون : مات وهو يسربت في اليمن (الداشر) ويمكن يزيدها بعض الحساد ... ويقول : إنهم وجدوني والتخزينه ما زالت في فمي ... وأولادي حتى لو كانوا من حفظة القرآن ... فهم عوال (أولاد)السربوت !!!!
لو اجتمع مائة من أشكال صاحبنا ولد القرية ليخرجوني من هذا الجو ما خرجت !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!
حاولت أن أستجمع قواي لألتقط صورة معبرة من هنا ... لكني حسبت لفلاش الكاميرا ألف حساب ... فألغيت الفكرة !!!!
المهم بأمر من الأمير صدر الإيعاز لقائد المركبة بالتقدم قليلا لنستطلع ما الأمر ... فما دخلنا نحن فنحن غرباء على البلد وضيوف عليهم ... سرنا ببطء جنبا إلى جنب مع السيارت والشاحنات الواقفة ... وأنا ألمح بعضهم في سيارته قد راح في سبات عميق ينتظر الفرج وما باليد حيلة ... عجبا لهم كيف أمنوا فناموا !!!
وقفنا في منتصف الطريق على صوت أحدهم من أصحاب السيارات الواقفة وهو يقدم أشد أسفه واعتذاره مما يحصل لنا نحن بالذات ... فوقفنا وسألناه ما الأمر بالضبط ... فقال : هذه قبيلة (....) لها عدد من السجناء موقوفين ولم تحرك الدولة ساكنا في أمرهم ولم تتجاوب مع القبيلة ! فلم يجدوا وسيلة ليوصلوا صوتهم للمسئولين إلا بهذه الطريقة (قطع الطريق على المارة) !!
بدا لنا أن هذا الرجل على علاقة حديث مع أفراد هذه القبيلة حيث يقوم بدور الواسطة بين المحتجزين وأفراد القبيلة المسلحين ... تأكد لنا ذلك بعد أن قلنا له : نحن غرباء وضيوف من السعودية ولا علاقة لنا بما يحصل ... قال : قبل قليل جاءت سيارة سعودية وأخبرتهم بأن هؤلاء ضيوف علينا جميعا نريدهم يعبرون (كالعادة في مثل هذه الخلافات حيث يحيد فيها الغريب ... ما لم يكن من احتجازه هدف أبعد) ... لكنهم قالوا لو اقتربوا لأطلقنا عليهم ... ولندع سفارتهم تحل الأمر وتعلم بالقضية ونُسمع صوتنا !!!
مر أحدهم من خلف محدثنا قائلا : اهربوا ارجعوا !!!!!!!!!!!!!
عدنا أدراجنا بتثاقل وحسرة ... فالطريق متعب وطويل حيث إن أقرب مدينة من هنا "صعدة" ... وعلى بعد حوالي خمسة كيلو من مكان الاحتجاز ... نقطة تفتيش (مظلمة ... لا تختلف كثيرا عن مكان قطاع الطريق ... اللهم الزي الرسمي) مررنا بها قبل نصف ساعة ... فاستغربنا عدم علمهم بالأمر لعدم إخبارهم لنا بذلك أو إشعرنا بالأمر... وأردنا أن نحرز سبقا صحفيا بإخبارهم ... فبادرنا الشرطي كلنا يسعى لإحراز هذا الشرف .... ترا فيه ناس مسلحين هناك حاجزين السيارت ما تمر ... قلناها بإنفعال وخوف وثقة بوصولنا للأمان !!!!!!!!
لم يبد الشرطي أي انفعال ... فالسبق الصحفي منا هو في الحقيقة خبر بايت!!
قال : إيوه مقطوع لكن ... اجلسوا هنا بالقرب منا لحين وصول طقم من لواء صعده ويتفاهموا مع الجماعة !!! (الجماعة هكذا ... لا مجرمين ... ولا قطاع طريق ...ولا يحزنون) !
وبالقرب من نقطة التفتيش أوقفنا السيارة ... وأنزلنا "البسط" والفرش والمراكى ... وجلسنا في ظلام دامس ليلة أول الشهر نرقب الحركة عن قرب ... اجتمع حولنا بعض المواطنين المقطوعين ورجال الأمن ... كلهم يبدي أسفه على ما حصل ... ويعتذرون بكل طريقة ممكنة منا على ما حصل من رجال تلك القبيلة .. وأن ما حصل ليس في العادة ... فالعربي على وجه الخصوص له تقديره واحترامه ولا علاقة له بالخلافات ... يتوددون إلينا بطيب الحديث ويسلونا عنا بأعذب القصص ... أناس كرماء الطبع والأخلاق ... كلهم يعتذر بطريقته ... بالكاد نعرف المدني من الشرطي منهم لأننا لا نرى وجوههم من شدة الظلام فقط شعلة السيجارة في يد كل منهم وهم يحدثوننا ... ومن يجرؤ منا على نهيهم عن المنكر بإطفاء السجائر ... هنا كل شيء يسير على غير عادتنا !!!!!!
بعد حوالي ساعة شعروا برغبتنا في مد ظهورنا والراحة في هذا الجو اللطيف ...
فانصرفوا عنا غير بعد ... ورمينا بأجسادنا متلحفين بعض فرشنا ... لنبدأ من دون شعور أو كلام ... في عبادة غفلنا عنها ... وهي التفكر ... لم يكن منظر السماء الصافي تلك الله بديعا فحسب ... بل كان مهيبا بصفاء لا يوصف ... كان عدد نجوم السماء أكثر من العادة ... كلها تتلألأ وتتوهج ثم ترمي بشهب من هنا وهناك ... فسبحان الخالق البديع ما أعظم خلقه ... قلت لأحدهم –بحكم دراستي السابقة - : بعض هذه النجوم قد انتهى وتبدد من آلاف السنين إلا أن ضوءه ما زال في الوصول إلينا لبعده ... وهو في الحقيقة لا وجود له ... لك أن تتخيل هذه العظمة إذا علمت أن ضوء الشمس التي تبعد 93 مليون ميل يصل في 8 دقائق فقط ... فكيف بنجوم يستغرق ضوءها للوصول 100 سنة .... كم تبعد منا هذه النجووووم ؟!؟!؟!
مساحة هائلة في هذا الكون ... وهي ليست إلا كالحلقة الصغيرة في الفلاة قياسا بعرش الرحمن ... ما أضعفك أيها الإنسان ؟!
سبَحان سويا في عبادة التفكر ... حتى قطعناها بعبادة أخرى ... كان سببها صوتا وجلبة شعرنا بها في المكان حول نقطة التفتيش ... فانتبهنا من فرشنا ... لنشاهد أربعة جيوب مصندقة محملة بالجنود ... والرشاش عيار50 برصاصه المهول موجه للأمام ... ترجل أحدهم وأشار إلى قطعتين من الأربع مع رجالها بالدخول للموقع ... وبقيت قطعتان أمام أعيننا ... أخذنا نرقبها ... ودخلنا في عبادة أخرى كما أسلف ... فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ... من لم يغز أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق .. أو كما قال عليه الصلاة والسلام ...
في تلك الليلة ذكرنا لبنان وأحوال المسلمين المرابطين على الثغور ... تخيلنا أنفسنا هناك ... عشنا أجواء عجيبة ... وأظننا من غير أن نشعر قد رصدنا في ميزان الحسنات شيئا ... فسبحانه يعلم خائنة الأعين وما تحفي الصدور .
بعد ساعة من دخول القوات المسلحة ... جاء الخبر بأن الطريق سااااااااابر (قد فتح) أما طاقم الجند فلم نر له أثرا ... قيل بأنه لاحق القطاع لديارهم مهددا ومتوعدا ... عبرنا الطريق بسرعة ... وخلدت أنا للنوم بعد أن تنفست الصعداء وأزلت من ذهني أفكاري السوداء ... تنبهت من نومي ... فسألتهم أين نحن ؟!؟! قالوا : نحن الآن في "ريدة" موطن اليهود في اليمن ...

قلت : يا دي الليلة اللي مش فايته على خير!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

بومحكم
12-12-2006, 04:16 PM
http://www.travel4arab.com/photo/data/500/11935.jpg

وصلنا صنعاء ... وفي الطريق مررنا بمدينة "ريدة" عبرناها في وقت متأخر نوعا ما ... وهي بلدة صغيرة ربما نالت بعض الشهرة لدينا من كونها موطن اليهود في بلاد اليمن وهم أقلية مهمشة ... هاجر بعضهم لفلسطين المحتلة ... وهم من فقراء اليهود الذين سارت بحالهم أمثلة الركبان فصاروا مضرب مثل لمن خسر كل شيء ... دنياه وأخراه !!!
أما من بقي منهم في اليمن فهم أصحاب زراعة وحرف يدوية متقنة ... ولا غضاضة في نسبتهم إلى اليهودية ... فهذه "الجنبية" من ماركة سعيد اليهودي ... وتلك السكين من صناعة موسى اليهودي ... وهكذا !!

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/21539.jpg

حال وصولنا لصنعاء ...وجدنا غير بعيد من مدخلها الشمالي شقق مفروشة ونظيفة من الخارج ... وكانت كذلك من الداخل ... استأجرنا فيها ... ثم صلينا المغرب والعشاء جمع تأخير متأخر !... ثم رميت جسدي أنا وصاحبي (أبو عبدالله) (الروم ميت تبعي طول الرحلة )

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/31320.jpg

نامت الحكمة في أثوابي ... وبقيت أشباح التهور تبحث عن عشاء بارد ساعات السحر في بلدة تنام بعد العشاء ... وكان لهم ما أرادوا !
استيقضنا لصلاة الفجر ... ثم عدنا للنوم حتى وقت الضحى ... وفي حوالي التاسعة ولأن فندقنا (أجنحة صنعاء السياحية ) يقبع فوق مطعم الشيباني الشهير ... نزلنا للمطعم ...وطلبنا سمكتين كبيرتين وطبقين من الشكشوكة و حوالي 21 كأسا من الحليب العدني !

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/19223.jpg

ثم عدنا إلى الغرفة نقر سويا خطة السير في هذا اليوم ... بعدها خرج الشباب إلى محل قريب لشراء شرائح جوال ... وبقيت مع أبي عبدالله نرقب من شرفة الفندق اجتماع الغيوم وتراصها في لوحة بديعة مؤذنة بأمطار غزيرة ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/51072.jpg

وكانت الأمطار غزيرة بعد وصول البقية من الخارج ... ثم استعدينا للخروج مع صوت الأمطار... هذا يلبس الجديد وذاك يغتسل وآخر يشحن الكاميرا ورابع يتابع الأخبار ... وفي تمام الواحدة انقطع سقوط المطر وبقيت السماء ملبدة بالغيوم والجو منعش ورائق ...
خرجنا متوجهين إلى صنعاء القديمة ... وفي الطريق آثار أمطار الضحى ما زالت في الشوارع والطرقات ... حتى وصلنا صنعاء القديمة وسط المدينة لنشاهد بوابة صنعاء التاريخية وقد غسلتها أمطار الصيف العابرة ..


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/61000.jpg

دخلنا التاريخ من هنا ... وتجولنا في سوق الملح الماتع بمسوقيه وبضائعه ومتسوقيه .. تجولنا في أزقته القديمة .. وطرقاته المرصوفة بالحجارة .. والجو الغائم يجعل من السير متعة عجيبة .. وإن من أمتع لحظات السفر أن تخالط الناس في أسواقهم ومقاهيهم وتجمعاتهم ... فتقلب النظر في عادات الشعوب وطبائعهم .. وإن أكثر من يلفت في اليمن هو بساطة حياة الناس وسهولتها وبعدها عن المثالية والتصنع !
http://www.travel4arab.com/photo/data/500/7504.jpg

رأينا أثناء التجوال مقهى شعبيا قديما ... وأشتهينا مع هذا الجمع العجيب كأسا من الشاي ... فاتجهنا إليهم ولأننا 5 أشخاص والمكان مزحوم فتوقعنا ألا نجد مكانا يجمعنا .. وكنا على خطأ ... فبمجرد أن رآنا رواد المقهى حتى انفضوا عن طاولة كبيرة تسعنا ... وأشاروا لنا بالجلوس سويا وكأننا ندخل بيوتهم ... وهذا من كرمهم ولطيف معشرهم ... ومتى رأوا مجنونا أو متطفلا يقدم إلينا ينهرونه ... ليوفرا الجو المناسب لنا ... فأي حفاوة بربكم أبلغ من هذا ؟!
وما النتيجة والفائدة المرجوة منا ...(5 ) كاسات من الشاي بقيمة 50 ريال ... أي قل من ريال سعودي ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/8459.jpg

لا يغرنكم شكله ... ولا طريقة تقديمة ... فلذته لا تقاوم !
لم ننس أثناء التجوال أن نشترى بعض الأغراض التي نحتاجها للطبخ والنفخ ... فاشترينا (دافور) و(ضغط) و (صحن) ...
لما هممنا بالخروج من صنعاء القديمة ... رأينا فوق البوابة بعض الأجانب الغربيين رجالا ونساء ... فقلنا في أنفسنا : أفا !؟! ونحن لماذا لا نصعد هناك ... ونلتقط أجمل الصور من فوق هذه البوابة التاريخية ... فذهبنا إلى مكتب سياحي مجاور للبوابة فاستأذنا بالدخول للصعود على البوابة ... فأذن لنا بالدخول ... وللعلم فالدخول مجاني ولغير أهل البلد من السواح حصرا .
صعدنا فرأينا جمال المدينة الساحر ... فأخذا بعض الصور من هناك ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/9426.jpg

بقينا فوق البوابة فترة ليست باليسيرة نمتع الأنظار في بديع خلقه وصنع الإنسان..
وهذه صورة أميرنا "المحبوب" وهو يلتقط بعض الصور من الكاميرا التي سبق أن أهداها لـ(أبو يزيد) !!!

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/10390.jpg

ونحن نهم بالنزول من البوابة ... صعد إليها فتاتان فرنسيتان ... ما يلفت حقيقة أن الصغرى منهما تكبر جدتي "معدية" حفظها الله سنا ... وجدتي هذه من 10 سنوات لم تجاوز المنزل ... وإذا أرادت التمشية وشم النسيم ... خرجت لفناء المنزل ساعة من نهار ...لتعود بعدها لغرفة الجلوس مرهقة من طول المشوار وبعد الطريق ... أما هؤلاء الغربيين فإنهم يتفاخرون بأبعد بلد وأغرب ديار يزورونها يستوى في ذلك الشاب والشيخ الكبير والذكر والأنثى !!!!
ولأنني -غفر الله ذنبي-اعتبرتهما من القواعد من النساء فطلبت منهما أخذ صورة لأريها جدتي ... وكنت أتوقع الرفض القاطع...لكنهما قالا : وبصوت واحد ... (وي) (وي) بالفرنسي وليس بالعربي !!! ربما وجدتا في شكلي ما يثير الانتباه ... وقد تعتبران الحديث معي من ضمن البرنامج السياحي المثير هذا اليوم ! ...المهم ... أخذت كل واحدة من هاتين العجوزين مكانها المناسب –استعدادا للتصوير- بعد أن قامت بحركة سريعة لتصفيف شعرهما الأبيض ... إحداهما وضعت نظارة شمسية ... وهذا جعل من الصورة غير مناسبة هنا ... فقد بدتا أجمل من الواقع بكثير ... حينها علمت لماذا يصر ولد القرية على لبس نظارة شمسية !!!!!!!!
اتجهنا بعدها لمقهى إنترنت ... وبقينا إلى ما بعد المغرب خرجنا من المقهى ورذاذ المطر يتساقط ... فركبنا السيارة وقررنا أخذ جولة مسائية في صنعاء ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/8452.jpg

بومحكم
12-12-2006, 04:17 PM
عدنا للمنزل وصلينا المغرب والعشاء ثم استعرضنا صور اليوم ... وفي تمام العاشرة تقريبا ونحن نصلي ... إذا بالعواصف والرعود تذكرنا بأجواء الشتاء الماطر ... وبالفعل هطلت الأمطار بغزارة شديدة ... ولأننا من عشاق أمطار المساء فقد بتنا نرقبها من النافذة وكلنا سعادة وأنس بهذه الأجواء الرائعة ... توقف المطر ونامت المدينة ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/11937.jpg

تذكرنا في غمرة نشوتنا برائحة المطر الزكية ... أمرا مهما وخطبا جلالا ... وهو أن آخر وجبة تناولناها كانت وجبة الفطور ... وحين سمع أبو عبدالله بهذا الخبر كاد أن يسقط مغشيا !!!
تذكرنا عدة الطبخ الحديثة ... وأن لها علينا حق الإكرام ... انبرى لمهمة الطبخ الشيف (أبويزيد) وانبرى لمساعدة المعلم (أبومحمد ابن القرية اللذيذ) ... لكننا نحتاج للحم وخضروات وملح وغيرها ... فقام أميرنا لشراء الأغراض ورافقته إلى السوق والساعة تقرب من الحادية عشر فلم نجد إلا دجاجا مجمدا أما بقية الأغراض فقد وجدنا سوقا كبيرا يهم بالإغلاق ... أخذنا منه ما نحتاج وعدنا أدراجنا لنجد أبا عبدالله يغط في نوم عميق أو هي غيبوبة – الله أعلم -!
أما الشباب فقد أعدوا نفسهم للطبخ ...
http://www.travel4arab.com/photo/data/500/21540.jpg

سلمناهم الأغراض ... وأخذنا نشاهد آخر الأخبار العالمية ... انهمك أبويزيد في الطبخ داخل المطبخ أما أبومحمد فقد كلفه الشيف بتقطيع السلطة ... فخرج للصالة بأغراضه ... فأخذت له هذه الصورة ... ولاحظ القلم الأحمر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/31321.jpg

لم يمض وقت طويل على دخولنا للشقة ... حتى فاحت رائحة الطبخ الشهي ... فلا نعلم هل الجوع يكبر الموضوع أم أن الطبخة ستكون لذيذة ...
جهز الشباب العشاء ... والحق أنه كان لذيذ وابن القرية كان ذويقا جدا في السلطات وكأنه عاش جل حياته في لبنان ... فقد جمعا لنا بين لذة الطعااااااام وحسن المظهر والذوق الكبير في السفرة ... تفضلوا ...


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/41226.jpg

نمنا تلك الليلة ... على خير ونعمة فلله الحمد والمنة ... أمطار وأرزاق وأمن وصحبة صالحة ... فأكرم بها من أوقات وأسعد بها من أيام مرت سريعا كعادة أيام السعد والهناء ....
ومع بزوغ فجر اليوم الثاني وبعد صلاة الفجر ... اشتهينا شايا عدنيا ... فبعثنا أحدنا لمطعم الشيباني بعد الفجر بثلاجتنا ... وعاد بها معبأة وزاد قرصين من خبز الملوح الطازج لشهي ... تسلينا به مع الشاي قبل شروق الشمس ... ثم سحبنا أنفسنا بهدوء من امام بعضنا ... وبتلقائية إلى فراش النوم ... ونمنا حتى الساعة العاشرة تقريبا !!!
استعدينا للخروج من السكن وتسليمه ... وانطلقنا ظهرا إلى بيت الحجر بوادي ظهر شمال شرقي صنعاء ... ومن مرتفع مطل على الوادي أخذنا بعض الصور منها ..

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/51073.jpg

ونحن على ظهر الجبل حصل موقف محزن ... أثار بعض الشباب من أصحاب الحس المرهف وكانوا يذكرونه دوما في رحلتنا وحق لهم... حيث قدم إلينا 3 فتيات صغيرات يقتربن من سنة الخامسة ... طلبونا صدقة ومظهرهن هو البؤس والشقاء والفقر بعينه ... ناولناهن ما فيه النصيب ...ثم التفت الأمير إلى السيارة فوجد علبتا عصير في السيارة عند أرجلنا ... فناولهن العصير ... فانزوين غير بعيد منا وعلى مسمع من بعضنا وبتلقائية الطفولة البريئة ... قالت أكبرهن ... سنترك أحدى هذه العلب لوالدتي في المنزل ... ونحن نشترك في علبة واحدة ... فتحت هذه العلبة ... وكل منهن تأخذ رشفة وتمد لأختها لتأخذ نصيبها ... وهكذا ! ... والكبرى منهن قد تأبط علبة جديدة لتفرح بها ولدتها ... فعجبنا لفعلهن واحترامهن لأمهن ولو شربن العلبتين ما علمت أمهن ... لكنه تقدير الأم وحبها المتأصل فيهن ... وليس من رأى كمن سمع فالمشهد كان موثرا !
نزلنا للوادي واقتربنا من بيت الحجر ..

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/61001.jpg

دخلناه وكان رسم الدخول 500 ريال يمني (10 رس) ...وتجولنا فيه ووجدنا المرشدين السياحيين مشغولين بغيرنا ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/7506.jpg

رأينا كافة أقسام الدار وعجائبها ... ولما خرجنا منها رأينا مجلسا جميلا خارج المنزل له إطلالة رائعة على الوادي ... وأمامه نوافير الماء المشيعة لجو البهجة في المكان ... سألنا فقالوا :هذه دار الإمام لكبار زواره من مختلف الوفود الدولية والعربية ... كانت مغلقة بالكامل بالزجاج ... ومن حولها هذه الإطلاله ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/8460.jpg

وفي مقهى شعبي تابع لقصر الإمام شربنا راني الحبيبات بعلبته االقديمة وطعمه الأصيل ... ثم خرجنا من الدار ... ولفت الانتباه زي النساء الصنعاني القديم المحتشم ... والحجاب في اليمن مازال له لحد الآن هيبته وحضوره المميز في أوساط النساء ... وإن كانت أجزاء اليمن تتفاوت في المحافظة عليه...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/9427.jpg

خرجنا من وادي ظهر مع أذان العصر ... وعدنا أدراجنا باتجاه صنعاء ... ومن ثم الخروج منها جنوبا إلى إب ... ولما وصلنا صنعاء هطلت أمطار غزيرة ... حدت من مدى الرؤية ....

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/10391.jpg

طرأت لنا فكرة الغداء ... فاتجهانا إلى أفضل مكان في صنعاء وهو شارع حدة ... وهو من أكثر الشوارع تطورا في صنعاء ... ومحلاته التجارية مميزة وحديثة ... وهذه الأفضلية له نسبية بالطبع ... وفيه عمدنا مطعم الأرض الخضراء ... وأديناها غدوة محترمة بحوالي 3000ريال (60رس)
ومع غروب الشمس ودعنا صنعاء ... وخرجنا من جنوبها قاصدين ذمار فإب ... محطتنا القادمة ...
ولما شارفنا على الخروج من صنعاء ... كان لنا موعد آخر مع الأمطار الغزيرة ... وهذا جعلنا نسير في ظلام دامس باتجاه إب وبسرعة متدنية ... فأخذنا ضعف الوقت المعتاد للوصول إلى ذمار ...


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/11938.jpg

وهذا كان له الأثر في إحداث تعديل طفيف على سير الرحلة ... فرأينا أن نبيت في ذمار ... ويبقى على إب تقريبا 80 كيلو ... نتركها لصباح الغد ... وكان قرارا موفقا وصائبا ... فقد كان لنا في صباح الغد موعد مع المتعة والإثارة والتجديد ... فكان يوما مميزا من أفضل أيام الرحلة إن لم يكن أفضلها على الإطلاق !!!
فابقوا معنا ...
الجبل الأخضر

علي فدعق الهاشمي
12-14-2006, 12:46 AM
بومحكم

هنا وهنا وهنااااااااك

ماشاء الله جميل جميل

رحله ممتعه بمعنى الكلمه دام فيها بومحكم

ياعسى الخير فالك

وتعود بالسلامة

الشبامي
12-14-2006, 01:23 AM
يعطيك الف عافيه اخي بومحكم
موضوع ورحله من اجمل مايكون

محمد بن سلم
12-14-2006, 03:56 PM
اسمحلي أنقل الرحلة يابومحكم في موضوع واحد

بارك الله فيك

الحلقة الثانية

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/11939.jpg

نمنا باكرا في فندق "26"سبتمبر بذمار ... وهو فندق لا بأس به ... بعد أن صلينا المغرب والعشاء مع صوت الرياح والأمطار الغزيرة ... كانت ليلة باردة لكن تجهيزات الفندق جيدة من حيث البطانيات الممتازة والنظيفة ... والتي كانت بدفئها الملاذ الآمن من برد تلك الليلة ... لم يطل بنا حديث السمر .... فدفء الفراش وصوت الرعد والأمطار ليالي الشتاء الباردة كفيل بجلب النوم ولو كان في الصين الشعبية !!!!!
استيقظنا بلا تعب مع صوت أذان الفجر ... صلينا ثم جهزنا أغراضنا واتجهنا مباشرة بعد تسليم الفندق إلى "إب" بعد أن قررنا أن نشتري لنا "ذبيحة" من أي الأسواق على الطريق ... وننصب الخيمة ونبقى فيها يومنا ننهي فيها ذبيحتنا ونحمد ربنا على النعمة !!
انطلقنا من ذمار قبل بزوغ الشمس في جو غائم بارد ..


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/21541.jpg

وصلنا مدينة صغيرة قبل "يريم" لم يلفت أنظارنا فيها غير رؤية بعض الجزارين على جنبات الطريق يذبحون ويسلخون فاستبشرنا خيرا بأننا سنجد بغيتنا ... لكنا اكتشفنا بعد طول تأمل أن تلك الذبائح الصغيرة ... ليس من الضأن أو الماعز ... بل هي بقر (حسلان) ويسمونه (تبيع) وهو المقصود بـ(لحم صغار) في المطاعم ... أبقار صغيرة تؤخذ من خلف (أمهاتها) قسرا إلى المجزرة ... وهي ما زالت في سن الطفولة (ترضع) ... حاولوا إغراءنا بهذا اللحم إلا أننا لم نطق هذا النوع من اللحم و (عافته أنفسنا ) ... وللعلم لا نمانع في أكل اللحم البقري ... لكن بهذا السن لالالالا !

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/31322.jpg

تركناهم على أمل أن نجد سوقا للغنم في "يريم" ... وقد وصلناها وسألنا عن سوق للأغنام ... فما وجدنا إجابة شافية ... بعضهم يفكر ثم يحاول أن يدلنا على آخر وهكذا ... حتى تأكدنا أننا لن نجد سوقا متكاملا للأغنام في هذه البلدة ... على الصورة التي كنا نتوقعها ونعرفها هنا ! ففكرنا بطريقة أخرى ...
سألنا أصحاب الأعلاف وهم يبيعونها على جنبات الطريق عن شخص لديه غنم لنشتري منه ... فدلنا أحدهم على الحاج "فلان" نسيت اسمه ... ثم اصطحبنا لداره وسار بنا في طرقات جانبية مليئة بالوحل عقب أمطار المساء وكان الجو مايزال غائما ... سار بنا في الطرقات حتى وصلنا لدار من الحجر والطين وبابها من الخشب القديم ... فصاح على صاحبها ... فاستمع إلينا من نافذة خشبية صغيرة من الطابق العلوي ... ثم نزل إلينا وحاول في إكرامنا والدخول لداره ... فرفضنا وأخبرناه أمرنا ... فقال : أغنامي نقلتها لقرية بعيدة بعد أن توالى سقوط المطر ... فانصرفنا عنه شاكرين...
ذكرت هذه القصة الجانبية لأننا أنا وأميرنا المبجل ... تذكرنا سويا تاريخا مضى كنا نذكره كأنه من أحلام الطفولة ... حين كان الناس ببساطتهم يعيشون ... (طارق بعد الفجر) و(مناداة بصوت مرتفع مع قرع للباب الخشبي) و(إجابة من الطابق العلوي) و(بيوت الطين والحجر) و(رائحة خبز التنور في دهاليز القرية القديمة) ... كل ذلك أدخلنا جوا لا يوصف وأنسانا لذة البحث عن ذبيحة اليوم !!!!!
لكننا لم نترك يريم قبل أن نأخذ منها نصيبنا ... فقد سمعنا صوت أئمة الحرم يهز شارع المدينة الرئيسي مع الصباح ... فاكتشفنا أنه يصدر من محل متخصص في إعداد الحليب العدني فقط ... فأخذنا الثلاجة واتجهنا إليه فوجدناه شابا يافعا يصنع الشاي العدني بطريقة عجيبة وسريعة وهو جالس لا يبرح مكانه ..

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/41227.jpg

لا تهتموا كثيرا بالنظافة أو الأتيكيت ... فالنتيجة واحدة ... لذة عجيبة !!!!!!!!!
خرجنا من البلدة ... وعلى مشارفها باتجاه إب مجمع استراحات ومطاعم ومحطات وقود للمسافرين ... دخلنا أحد المطاعم وسألناه عن سوق للأغنام في الطريق إلى إب ... فقال : أنا عندي أغنام ... يا قاااااسييييييييييييييييييييم ... نادى "قاسم" ... وقال : خذ الجماعة للزريبة ليختاروا لهم ذبيحة ... وهنا انبرى للمهمة وزير المالية وهو من أهل الأغنام قديما وحديثا ... فلم يجد إلا تيسا جذعا ... أكبر من الأرنب بقليل ...
http://www.travel4arab.com/photo/data/500/51074.jpg

والبقية من الضأن ... فاشتراه على شرط أن يتم ذبحه هنا ... فأخذناه إلى السيارة بعد لحظات مذبوحا... واشترينا خبزا طريا طازجا من مخبز مجاور ... وانطلقنا باتجاه إب ... وكانت النية أن نخيم على الطريق إلى إليها ... فهناك منطقة خضراء في عقبة تسمى "سمارة" ..
http://www.travel4arab.com/photo/data/500/61002.jpg

أخذنا في صعود الجبال الخضراء ... لا نفتر عن البحث عن مكان مناسب للتخييم ... وكنا نذكر نبع ماء في الطريق نرجو أن نجده مناسبا لتخييم ... ولما وصلناه لم نجده مكانا مناسبا ... إذ يجتمع حوله رواد الطريق من المارة وأهل البلدة ... فاستمرينا حتى بدأنا في الهبوط ومباشرة وقعت أعين الصقر "أبويزيد" وزير الإسكان ... على مكان مناسب جوار الخط ... فأنزلنا الخيمة وشرعنا في نصبها ...


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/7507.jpg

وعلقنا الذبيحة .. على باب السيارة ..

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/8461.jpg

كان منظر الخيمة والسيارة بجوارها ملفتا للأنظار ... فلم نسلم من نظرات المتطفلين والمعجبين...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/9428.jpg
ولأن الموقع بجوار الخط ... فأنواع البواري والتحايا نسمعها ... أشاعت جو البهجة في المكان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولما استوينا داخل الخيمة....

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/10392.jpg

قام أميرنا وفقه الله وبحركة سريعة وغير مستغربة ... بإعداد طعام الإفطار ... مقلقل لحم ... مع الكبدة ... وبرادا من الشاي ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/11940.jpg

أفطرنا إفطار مميزا وشهيا ... ثم شربنا الشاي وجلسنا داخل الخيمة مع برنامج خفيف وطريف من إعداد أبي يزيد ...مسابقات للأذكياء ... حصل فيها الأمير على المركز الأول وشعاره (من كان له حيلة فليحتل )!!!!!!!!!... ولن أقول من الذي حصل على المركز الأخير .

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/12368.jpg

خلال هذه الفترة كان بعض الأطفال والكهول يمرون من جوار الخيمة وينظروا ماذا بالداخل (فرررري) ... حتى قدم أحدهم وهو يريد أن يبيعنا "بلس"(تين شوكي ) (برشوم) ... فسألناه عن كثرة الأولاد الذين يمرون من هنا وهناك جوار الخيمة ... فأخبرنا بأنهم طلاب حلقات تحفيظ القرآن خرجوا من الحلقة إلى قريتهم في الجهة المقابلة من الخط ... مرورا بخيمة السيرك على الطريق !!!!!!!!!!!!
منظر لإطلالة الخيمة على إحدى القرى المجاورة ..
http://www.travel4arab.com/photo/data/500/13329.jpg

أخذت أنا وأبومحمد قيلولة خفيفة ... اتجه فيها البقية لقرية مجاورة ... للشراء بعض الأغراض ... وفي حوالي الثانية ظهرا... شمرت عن ساعد الجد ... بعد وعد مني للجميع بطبخة مميزة نقضي فيها على معظم الذبيحة ... فقمت بعمل كبسة من نوها بشاهدة الصديق والشامت ولله الحمد ... بذلت قصارى جهدي في إقناع الشباب بعدم أكل أصابعهم بعدها !!!!


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/14291.jpg

وبعدها رأينا أن يكون براد الشاي في أحد المرتفعات المطلة على مدينة إب إذ لم يبق على دخولنا إياها إلا حوالي 20 كيلو ... وخاصة بعد أن رأينا السحب تستعد لسقيا الأرض بماء منهمر ... فأنزلنا الخيمة ..
وأقبل علينا بعض طلاب الحلقات من القرية ... فكان لنا معهم هذه الصورة الجماعية ..

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/15274.jpg

وسار بعدها ركبنا المبارك إلى إب الخضراء ... بين الأودية الشعاب ...
وصلنا إب قبيل المغرب ... وكانت كعادتها في انتظارنا ... متزينة بأجمل حلة ...وهذه إطلالة على وادي السحول ... من على مشارف إب ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/16265.jpg

نطل المقام في إب وإن كانت تستحق الكثير ... لكن الطريق أمامنا طويل والوقت يدركنا ... والآمال معلقة بصلالة ... فبتنا فيها تلك الليلة ... وفي الصباح الباكر ... اتجهنا إلى المكلا ... فابقوا معنا لحلقة قادمة نصف فيها طريقنا ... وأكبر مفاجآت الرحلة مــــدينة المكلا !!!!

محمد بن سلم
12-14-2006, 04:08 PM
الحلقة الثالثة


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/11941.jpg

هبت على إب عواصف شديدة تلك الليلة تبعتها أمطار غزيرة ، وعلى ذكر أمطار إب ... فقد ذكر لي من زارها هذه السنة أنه ورفاقه تناولوا طعام الغداء بعد الظهر مباشرة ... ثم اتجهوا إلى الفندق وأعدوا القهوة والشاي استعدادا للخروج قبل العصر، لكن المطر فاجأهم ، فقرروا الانتظار حتى ينقطع ، فبقوا في انتظار انقطاعه حتى أذن للفجر لم ينقطع المطر لحظة واحدة !!!!!
المهم ذهبنا لاستئجار سكن مناسب وقد أعيانا ذلك ... فقد وجدنا فيها زحمة على غير العادة ... سيارات خليجية رابضة أمام مجمعات سكنية جديدة ... والتطور السياحي ملحوظ على المنطقة ... وبعد جهد جهيد سكنا في الرياض !!! وهو فندق جيد نوعا ما على طريق مشورة بـ(2500ري) أي (50رس) غرفة وصالة ... وبيتنا فيها !
وفي تلك الليلة كان نومي جوار النافذة الوحيدة للغرفة ... والتي فتحتها قبل نومي "للبراد" فأنا من هواته ولعدم وجود مكيفات في الفندق ... مر نصف الليل والشباب نيام ...فجأة بدأت أستيقظ على ألم شديد في العظام والمفاصل ... عضلات جسمي تتحرك وتنتفض لا إراديا وأسناني تصطك بصوت مسموع وصوت تأوهي من الألم ورعشات البرد يرتج في الغرفة ... والكل نيام !!
سمع الأمير صوت تأوهي ...فهب فزعا بنخوته المعهودة ... وكان فراشه على الأرض من تواضعه ... وقام بجواري سألني ما الأمر ... شعرت حينها كأنني طفل شعر بدفء حضن الأم الحنون ... كم شعرت بصغري أمام عظمة موقفه ... زملني بفراشه ... وخرج لاهثا خارج الغرفة يطلب النجدة ... أحضر فراشا من السيارة ... وحبتين بندوال ... رمى علي الفراش وناولني كأس ماء فاتر مع حبوب البندول ...ثم أشار علي بالانتقال إلى فراشه بعيدا عن النافذة ... فذهبت وذهب بدفء مضجعه عن جسدي ألم المرض وتأوه المعاناة ...فجزاه الله عني كل خير !!!!
استيقظنا باكرا ... صلينا ثم بقينا في فرشنا نتجاذب أطراف الحديث العذب ... كان جل حديثي عن تقصيري في جنب الأمير ... ومقابلته الإساءة بالإحسان ... الكاميرا لأبي يزيد .ومعروفه الليلة جعلتا من نصف الركب رقيق الإحسان وذليل الإكرام !!!
خرجنا بعد شروق الشمس ... لمطعم فول نعرفه جيدا ... وعلى الرصيف كانت ألذ أكله للفول اليماني ...شعارنا (لا خوارم للمروءة في بلد لا يعرفك فيه أحد )!
ثم ودعنا إب جنوبا باتجاه عدن ... ومن أطلالها


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/21542.jpg

مررنا أثناء خروجنا من إب ببلدة صغيرة ... كان يوم السوق فيها ...فرأينا زحمة الناس ...وتجارتهم وتباسطهم حتى في البيع والشراء ... والقات له نصيب الأسد من سوق يوم الثلاثاء ...

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/31323.jpg

وفي بلدة القاعدة بين تعز وإب وقفنا للتسوق وشراء بعض لأشرطة من تسجيلات إسلامية ...فيها كل قديم وجديد ...وقبل وصولنا لتعز وفي بلدة تسمى (حوبان) نجد نقطة تقاطع ... فإما الاستمرار إلى تعز 10 كيلو ... أو الاتجاه جنوبا (يسار) لعدن تقريبا 150 كيلو ... اتجهنا لعدن وصلناها قرب الظهر ولم ندخلها بل خرجنا من أول تقاطع فيها متجهين جهة اليسار (شرقا) إلى المكلأ ...
لا أحد يعرف كم تبعد المكلأ تحديدا ... حتى رجال الأمن في مراكز التفتيش ... ما يعرفونه عنها أنها بعيد !!!
خرجنا من عدن مسايرين للطريق الساحلي ... وأنواع الغبار والعج على الطريق ..

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/41228.jpg

سرنا تقريبا 60 كيلو حتى وصلنا زنجبار (أبين) ... ومنها شعرنا بأننا نتجه شمالا مرة أخرى (يسار) ... ولما خرجنا منها قابلتنا مزارع العنبرود على جنبات الطريق ... وأصحاب الحقول يبيعون على جنباته محصول مزارعهم ... عندها خفت الرياح الرملية ... وبدا الطريق أجمل ..!!

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/51075.jpg

لما تجاوزنا أبين بقليل وجدنا نقطة تفتيش ... سألنا عن الطريق الساحلي "المختصر" إلى المكلا ... قال : من هنا من جوار المركز ... لكنه لم يكتمل ، ما من طريق إلا من هنا (وأشار بالاستمرار شمالا )
سرنا بطريق موحش وطويل باتجاه (شبوة) لا جديد فيه إلى المكلا سوى بعض القرى والهجر على الطريق ... وجبال نحتتها عوامل التعرية ....وطريق في وسط الوادي ... وقصور من الطين ... وأشجار النخيل .... باختصار كنا نظن أن حضرموت كل ما ذكرنا فقط ... حتى وصلنا للمكلأ ... وسيئون ...وشبام ... ولن نستعجل الأحداث ...فهي أمامنا ... نبقى مع طريقنا الذي بقينا فيه من بعد الظهر وحتى بعد صلاة العشاء ... لكننا قطعنا رتابته وملله ببرنامج ثقافي كنت قد أعددته مسبقا تحسبا لمثل هذا الظروف ... أعرض لكم نماذج منه ... مع صور مختارة من الطريق ... حتى نصل سويا للمكلأ ...
قسمنا الشباب لمجموعتين : (الأمير – وأبو عبدالله ) فريق الصدر (راكبين في المرتبتين اللي قدام )!
(وأبويزيد – وأبومحمد) فريق بدر !!!


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/61003.jpg

المسابقة الأولى ..
القرآن الكريم في جوالي ...نسأل الفريق عن آية ... في أي سورة وكم رقمها (غالبا تخميني) ؟ وله 3 محاولات في اسم السورة إن أجاب في الأولى يأخذ 10 درجات ويكون له 3 محاولات تخمين في رقمها ... إن أجاب في أي محاولة حصل على 10 درجات ... أما إن أجاب على اسم السورة في ثاني محاولة ...تقلصت محاولات تخمين الرقم إلى اثنتين ...و إن أجاب في المحاولة الثالثة ... كانت له محاولة تخمين واحدة !!!!!
فاز فريق الصدر ... بامتياز !!! أظنها 90 درجة مقابل 30


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/7508.jpg

المسابقة الثانية ..
نشغل في المسجل مقطع نشيد أو محاضرة ...تكون جديدة غير مسبوقة من قبل ... ثم أعد منها مباشرة أسئلة ... مثلا :
ذكر في المقطع السابق أحد فصول السنة !؟؟!؟!؟!
" " " " عضو في جسم الإنسان ؟!؟
وهكذا لقطات خفية من المقطع بعد أن يطلب منهم التركيز !!!!!!
أول من يجيب يأخذ الدرجة . وفاز فريق الصدر


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/8462.jpg

المسابقة الثالثة ..
كلمات وأوزان ... نبدأ من عند (س) يقول كلمة ... والذي بعده يقول كلمة من نفس الوزن ... وهكذا حتى يسقط أحدهم بتكرار كلمة قد قيلت أو التلعثم والتأخر ... مثلا : بدأ الأول (أنا أسميه فجأة من المتسابقين الأربعة) قال مثلا : فار ... الثاني : نار .. الثالث :سار ...الر ابع : كار (أهم شيء كلمة لها معنى مفيد )
الذي يبقى لنهاية اللعبة يعطي فريقه 10 درجات ... وهكذا تكرر عدة مرات


http://www.travel4arab.com/photo/data/500/9429.jpg

السابقة الرابعة ...
المناقصة ... فمثلا أقول لهم : (من يستطيع أن يعدد لنا أكثر عدد من دول أمريكا الجنوبية ) هذا يقول : 4 ... وذاك يزيد : 5 ...وآخر أو نفسه يزيد 6 ... وهكذا يرسو المزاد عند أحدهم : فيعدد حسب ما ذكر في المزاد فإن أجاب أذ 10 درجات وإن أخفق استحقها الفريق المقابل .
مثلا ... كم تستطيع أن تعدد من سور القرآن فيها سجدة ؟
كم تستطيع أن تعدد صحف ودوريات سعودية ؟!؟!
وهكذا !
وغير ذلك كثير ...
المهم مرت ساعات اليوم ونحن في طريق طويل ... قطعناه بالحديث والمسابقات والقصص ... حتى غابت الشمس ... وكم مررنا على مركز للشرطة ولا أحد يعرف بالضبط كم بقي على المكلأ ... إلا واحدا فقط ... قال : هذا آخر مركز يقابلكم قبل المكلأ ... وحين نظرنا في الأفق البعيد ...رأينا أنوار المدينة ... وقد شعرنا حينها أننا على مقربة من البحر ... فرائحة المميزة تعطر الأجواء ... وبالفعل صرنا حتى نسمع صوت هدير الأمواج ... وما زلنا كذلك حتى دخلنا المكلأ ...
مدينة حضارية بمعنى الكلمة ... زالت دهشتي واستغرابي حين علمت أن ولي العهد الأمير سلطان قد وقع الاتفاقية الحدودية بين البلدين هنا في المكلا قبل حوالي 5 أشهر ... معقول ...كيف يتركون صنعاء وعدن وهل في اليمن من يقوم بهذا الواجب ... ولما رأينا المكلأ علمنا أنها شيء آخر ليست كعدن وصنعاء ... مدينة واسعة الطرقات ومنظمة ومبانيها حديثة ... وشواطئها جميلة ومرتبة ... دخلنا المدينة ... وما زلنا مع الطريق الرئيسي نسير على غير هدى ... حتى توقفنا فجأة في وسط الطريق ...لم نأبه بما قد نسببه من زحام واختناق ... أطلقنا لأنفسنا عنان الاستمتاع على الجسر الصيني المطل على خور المكلا ... ورمينا من جنباته متاعب الطريق وبعد الشقة ... وجددنا الهمة والنشاط لقادم أجمل ...من هنا بدأنا رحلتنا ... فرحة لا تعدلها فرحة ... خور المكلا شبيه النيل في أرض الكنانة ...
و مخيم البحر الصيفي !!!
وصلنا يوم افتتاح مخيم البحر الصيفي ... والشيخ محمد الهبدان يلقي كلمته

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/10393.jpg

حيث نصب هذا المخيم في مكان استراتيجي ... على خور المكلا

http://www.travel4arab.com/photo/data/500/11942.jpg

محمد بن سلم
12-14-2006, 04:12 PM
تابع الحلقة الثالثة

http://naser95.jeeran.com/1ص.JPG

خور المكلأ هو جزء من البحر يمتد داخل المدينة بعرض حوالي من50 إلى 60 مترا ... وعلى جنباته ممشى مرصوف ... ويحيط به من جهتيه طريق واسع ومعبد ... مما يضفي على الخور هيبة وجمالا لا تقل عن روعة نهر النيل ... وقد أنشأت عليه جسور للمشاة تربط بين طرفيه ... وجسور للسيارات ... وأقيمت على جنباته مبان سكنية فاخرة تطل على الخور ... فتشرح النفس وتسعد الفؤاد ... فضلا عن أهل المكلأ الكرام ... أصحاب الرقة والأدب والاحترام...
أقمنا في فندق الخليج المطل على الخور... وهذه صورته في اليوم التالي من الخارج ...
http://naser95.jeeran.com/2ص.JPG

وهذه صورة بعد الفجر من نافذته على الخور ... وكان سعره (4000ري) (80رس

http://naser95.jeeran.com/3ص.JPG

كان الجو جميلا حتى في وسط النهار ... لكن طريق الأمس رمي بثقله علينا ... فنمنا حتى الساعة الحادية عشر ضحى ... ثم استيقظنا لشرب الشاي وبعض العصائر من الفندق ووضع الملابس في المغسلة ... واستعد الشباب للخروج ... وأثناء ذلك نزلت للاستقبال لأسأله عن أفضل مطعم مندي في المكلأ ... وأماكن للنزهة !
خرجنا بعد الظهر من الفندق باتجاه مندي العامري ... وأخذنا 5 نفر لحم مندي لذيذ ... وكعادة الحضارم قبل الوجبة ... لابد من المرق !!!!

http://naser95.jeeran.com/4ص.JPG

أديناها غدوة ... وعندهم عصير يسمونه "مجموع" أي "كوكتيل" لكنه أقرب إلى "الملكشيك" لذيذ ويطنخ !!!

http://naser95.jeeran.com/5ص.JPG

اتجهنا بعد ذلك إلى مقهى إنترنت ... وخرجنا منه أذن العصر ... في جو غائم ساحلي بديع ... تسوقنا بعض الملبوسات ... ودرجنا مع الناس في سوقهم ... فالمدينة قديما وحديثا تعتبر مركزا تجاريا مرموقا ... انطلق منها رجالات حضرموت برؤوس الأموال والتجارة إلى شرق آسيا وشرقي أفريقيا ... لذا فإنا نجد وجودا وبشكل ملحوظ للأندنوسيين والماليزيين ... فلا نعلم هم من أهل البلد الأصليين أم زوار وطلاب علم ...

http://naser95.jeeran.com/6ص.JPG

عدنا مرة أخرى للسكن... والسير في هذه المدينة الهادئة متعة لا تقاوم ... فشوارعها مرصوفة ونظيفة ... والسيارات قليلة وحديثة ... والناس كل في همه وشغله ...

http://naser95.jeeran.com/7ص.JPG

صلينا الظهر والعصر ... ثم خرجنا للخور للتجوال على كورنيشه ... وقد تم تطويره من قبل أحد التجار اليمنيين المقيمين في الخليج ... بعد أن طلب من الدولة أرضا على شاطئ البحر ... في مقابل تطوير الخور ...وجعله بهذا الشكل البديع الرائع ...

http://naser95.jeeran.com/8ص.JPG

توجهنا بعد ذلك نحو الشاطئ ... وهو شاطئ جميل ومنظم وقد استغل استغلال مناسبا ونال حظا من التطوير ... فأصبح متنفسا لأهل المكلأ ... وكان الجو فيه معتدلا والرطوبة تكاد تكون معدومة ...وهيجانه أضفى جوا من المتعة على المكان...

http://naser95.jeeran.com/9ص.JPG

فجأة ... ونحن نمتع الأنظار بأمواج البحر والسفن المارة ... سمعنا خلفنا موجا آخر ... من نوع آخر ... أمواج بشرية تصطدم وتتلاطم ...

http://naser95.jeeran.com/10ص.JPG

مضاربة مشوقة بعد مباراة مملة ... نزل أحدهم من حولنا فزعا ليستطلع الأمر ... وما هي إلا لحظات حتى أنسحب من مكان المعركة ملطخا بدمائه ... فآثرنا السلامة وضربنا للصورة ألف حساب ... فعدنا مرة أخرى لأمواج البحر ... ولما غربت الشمس ...

http://naser95.jeeran.com/11ص.JPG

اشتقنا لكؤوس الشاي ... فانهالت على طاولتنا تترى ... حتى بلغ الحساب 300 ريال يمني ... علما أن كأس الشاي بـ10ريالات !!!!!!!!!!!!!!!!!
وفجأة ونحن في خضم الحديث ... تذكرنا ......هذا

http://naser95.jeeran.com/12ص.JPG

انطلقنا لمكان المخيم يحدونا أميرنا المبجل ... أردنا القرب من المسرح لندخل الجو بشكل أكبر ...فجئنا من الخلف ...ومسكنا أقصى اليسار ... وسرنا نحو المسرح ... حتى أخذنا مكانا مناسبا ...ونحن وقوف نرقب فعالياته ... فجاء إلينا أحد المنظمين ...وقال : لو سمحتوا ممنوع الوقوف في هذا المكان ... فاعتذر أميرنا وانسحبنا بهدوء نحو الخلف لنجلس في مكان مناسب بين الجموع الهائلة ...
كانت كلمات الاعتذار (بالإضافة لشكل الأمير) كافية ليعرف المنظمون من أين نحن ... حيث جاء خلفنا اثنان من الشباب ... ونادونا وقالوا :الإخوان من السعودية؟؟ ... قلنا : نعم ! ... فرحبوا بنا وأخذوا بأيدينا ... وعدنا معهم متجاوزين مكان وقوفنا السابق ... حتى وصلوا بنا للصف الأول ... فأقاموا بعضهم من مكانه ... وزادوا بعض الكراسي ... حتى أصبحنا على مرمى الهمس من المسرح ... وأحضروا العصير البارد والماء ... والناس من حولنا يتعجبون من هؤلاء العظمااااااااء !!!!
شاركناهم في مسابقة جائزتها الكبرى دباب (دراجة نارية) وكان سؤلا صعبا ذاك الذي وجه لممثلنا الوحيد في المسابقة !(أبومحمد) وهو من رواد المسرح ورجالاته الذين لا يشق لهم غبار لكنه في تلك الليلة ...عاد إلينا حاملا جائزة ترضية في يد ...وفي اليد الأخرى خفي حنين !!!

http://naser95.jeeran.com/13ص.JPG

طلبوا منا أن نكون في ضيافة المخيم ... ونشاركهم مساء الغد بنصف ساعة على المسرح ... فوعدناهم خيرا إن بقينا أن نشاركهم وإن سافرنا أن يعذرونا ... ولم ننس أن نسألهم عن الطريق إلى المهرة ... فقالوا :أمامكم طريقان ... الأول طويل وممتع والثاني قصير وممل ... فأي الطريقين اخترنا ؟! سنعرف ذلك في حلقة قادمة ..
الحاصل ... بقينا في المخيم واستمعنا لمحاضرة الشيخ محمد الهبدان (وسائل نصرة المسلمين ) وكان كلاما ثمينا وجهدا موفقا وعرضا رائعا ... وفقه الله وزاده من فضله ..
عدنا من مقر المخيم سيرا على الأقدام ... وللسير ليلا على كورنيش الخور متعة أخرى ...
http://naser95.jeeran.com/14ص.JPG

بقينا في الفندق ... ولما أحسسنا بالجوع ... خرجنا للبحث عن مطعم ... وبعد جهد جهيد وجنا مطعما مميزا على الخور ... فطلبنا العشاء ... وأثناء ذلك لا حظنا طقوسا غريبة في الزواج عندهم ... إذ مر بنا تلك الليل مالا يقل عن 10 مواكب للأفراح ... يسير فيها النساء والأطفال والشباب والكهول والفرق الشعبية خلف سيارة العريس وعروسة وهم في باصات وقلابات وسيارت خاصة (لا يهم نوع السيارة)... يطوفون المدينة بالطبول والأهازيج الشعبية ... يصعدون من هنا وينزلون من هناك ... صفير وتصفيق وإزعاج لا مثيل له ... لكني أراها عندهم متعة لا مثيل لها

http://naser95.jeeran.com/خور%20المكلا.JPG

بعد حضورنا القسري لهذه الأفراح كلها ...وتناولنا طعام العشاء ... ذهبنا للنوم نهيئ الأبدان ليوم آخر مليء بالمتعة والإثارة ...
فابقوا معنا ... يا من وعدتمونا بالبقاء .

مدهون
12-14-2006, 05:11 PM
رحله سعيده ومن غاب جاب الغنايم وهذه الكبر غنيمه رحله الى اليمن السعيد مشكور


ملاحضاتى مشاء الله الصحون ملينه بالخيرات الى يمدرون مابيخلصونها ههههههههههههههههههههه

بومحكم
12-16-2006, 11:07 AM
http://naser95.jeeran.com/1ق.JPG

استيقظنا صباحا ... وأخذنا في النقاش الجاد ... هل نبقى ليوم آخر في المكلأ الجميلة ... أم ننطلق في رحلتنا الاستكشافية هذه لوجهة أخرى ؟!
كان رأي الأغلبية أن ننطلق من المكلأ ... لكن هل نسلك طريق الساحل شرقا إلى المهرة ... أم طريق الوادي شمالا مرورا بسيؤن وشبام؟! ...
ترك الأمير لي أنا وأبي عبدالله دراسة الأمر وذلك بالخروج حالا لشراء خريطة لحضرموت ... وسؤال أهل الخبرة من أهل التكاسي العاملين على خطوط السفر !!
فخرجنا قبل الظهر للمكتبات واشترينا خريطة لحضرموت ... ثم سألنا عن موقف سيارات الأجرة نحو المهرة ... فقالوا لنا : الطريق من الوادي طويل وصحراوي ومهجور سيأخذ منكم ما لا يقل عن 10 ساعات... أما طريق الساحل فممهد وقصير ومطروق وحوالي 5 ساعات...
عدنا للسكن ... وأحضرنا الخريطة ... وكلام أهل الطريق ... ونصيحة شباب المخيم ليلة البارحة (وهي أن طريق الوادي يمر بالكثير من مدن الآثار) ... وجلسنا ندرس الأمر ...

http://naser95.jeeran.com/2ق.JPG

وبعد أخذ ورد قررنا طريق الآثار ... فحب اكتشاف الجديد والمثير له ضريبته من التعب لكن لا بأس ما دمنا هنا ... فلا نفوت على أنفسنا لقاء "منهاتن الصحراء" كما يقولون .
وبالفعل خرجنا من الفندق بعد الظهر مباشرة ... وتوجهنا لمطعم آخر بجوار العامري وهو أيضا من المنادي المعروفة لديهم ... ومتعة أكل المندي هنا كمتعة أكل البيتزا في إيطاليا ... والأندومي في أندونيسيا ... والبرجر في أمريكا ... والفتوش في (المانويلا) !!!! ... وخاصة إن كان طازجا لتوه خرج من مدفنه ..

http://naser95.jeeran.com/3ق.JPG

تغدينا ثم خرجنا من المكلأ ...
(وهنا وياللأسف ...في هذا المقطع ... أضعت أثمن صور وأحبها إلى نفسي ... (64)صورة ضاعت ولا أعلم أين ذهبت بحثت عنها في كل مكان في جهازي وفي الكاميرا ... وحتى في حقيبة السفر ... فالحمد لله على كل حال !!)
خرجنا من المكلأ ... متجهين شمالا ... نحو الجبال الشاهقة ... وقد فعلت فيها عوامل التعرية والريح الشديدة الأفاعيل ... لكنها بقيت صخرية عصية شاهدة على قوة الخالق المتجبر ... صعدنا الجبال في طرق معبدة ... يبتعد منفذوه عن شق الأنفاق ... فأتبعوا أنفسهم وأتعبونا بكثرة المنعطفات والالتفافات وتطويل الطريق ... مناطق شبه خالية من السكان ... إلا من قرى متباعدة فقيرة ... وبعد أن سرنا قرابة ساعتين أو أكثر ... بدأنا في النزول من هذه الجبال والمرتفعات ... لنأخذ (وادي العين) وسط حضرموت من أوله ... وهو واد متسع يضيق أحيانا ويتسع أخرى ...ما يلفت فيه كثرة القرى وأشجار النخيل ... والبيوت الطينية ذات الاتفاعات الشاهقة لا تغيب من أبصارنا لكنها كما نلحظها شبه مهجورة ...

http://naser95.jeeran.com/4ق.JPG

جفاف الأرض وجلافتها واضح في هذا الوادي ... وقفنا بعد فترة من سيرنا ... ودخلنا حمامات أحد المساجد للوضوء ... وأثناء ذلك ذهبت لبعض الشباب الجالسين على قارعة الطريق ... قلت لهم : كم بقي على سيئون ... قالوا : ممكن 3 ساعات ... قلت : أنتم من أهل البلد قالوا: نعم ... فسألتهم عن سر البيوت الكثير المهجورة هنا ... وعن أبرز الأعمال التي يقومون بها في هذا البوادي المملة ... فقالوا لي كلاما يربط بين جزئي سؤالي السابق ...: فهذه الديار ليس فيها ما يساعد على البقاء والعمل ... فكلنا هنا نقتات مما يبعث به أهلونا في الخليج ... وطموح الشاب هنا هو الخروج لتلك الأرض والارتزاق ... حينها علمت سر البيوت المهجورة ... كما علمنا سر أسماء بعض المنادي عندنا هنا ... فهي مسماة على قراهم !!!!! فمثلا ... الهشم ودوعان ووادي حضرموت ... مناطق في تلك الديار مررنا بها في هذا الوادي ...وهي مطاعم مندي مشهورة عندنا ...
أكملنا المسير ... وبعد وقت يسير ...وفي مكان فسيح من الوادي ... نزلنا للصلاة ... ولأن الجو غائم نوعا ما ...و الهواء عليل قررنا أن نشرب كأسا من الشاي هنا ... فأنزلنا عزبتنا وشربنا الشاي ...ولما قرب وقت الغروب ... أكملنا المسير وأيضا في وسط الوادي العظيم ...
وعند المغرب ... شاهدنا على يسارنا طريقا قادما من جهة الغرب يكون تقاطعا مزدحما مع طريقنا ... ثم شاهدنا لوحة إرشادية تقول صنعااااااااااااااء 600 كيلو !!!!!!!!
يااااااااااااااااااااااااااااه مؤشر السيارة يقول قطعتم من صنعاء إلى هنا 1400كيلوا !
الحاصل ... مررنا في الليل بقرى عدة وبمدينة كبيرة نوعا ما ... وخارجها صالة للأفراح ... وقفنا بجوارها نريد معرفة عاداتهم في الأفراح ... وننتظر من يدعونا للدخول ... وخاصة أنا شاهدنا أمرا غريبا وهو طريقة الترحيب بالضيف ... حيث يقدم الضيف وسيتقبله على الباب أهل العرس ... ويتحلق الجميع وأيديهم على الأكتاف مطأطئي الرؤوس (مثل لعبة الكورة قبل السنتر) ... ثم فجأة ينفض الجميع بصوت واحد غير واضح ... ويدخل الضيف ... جلسنا في السيارة نرقب هذه الحركة الغريبة ... وقد لا حظنا أن أغلب السيارات من السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي من الإمارات والسعودية وقطر ... وأخيرا وقع ما كنا نتمنى ... قدم إلينا أحدهم قد عصب الشماغ على رأسه ... وقال : تفضلوا ! ... أردنا أن نخبره أمرنا وأننا لسنا أشعبيين أو متطفلين بل باحثين عن عادات الشعوب وتقاليدهم في الأفراح ... فقلت له : الله يسلمك ... بس حنا نتمنى نشوف أعراسكم يالحضارم (وابتسمت ابتسامة الواثق )... فتغيرت نظرته ... وبت أرقب الشرر من عينيه ... وقال بحده : نحنا بدو محنا حضارم !!!!!!!!!!!!! ... وكأني أراه قد سحب دعوته لنا ... فودعناه بسرعة وانطلقنا !!! ... وبالرغم أن مسيرنا كان في الليل ... إلا أننا نشعر بحقول النخيل على جنبات الطريق ... وكم آلمنا أننا لم نسر في هذا الطريق نهارا ... وبعد مدة ... أصبحنا على مرمى مدفعية من مدينة أثرية قالوا عنها أنها أول ناطحات سحاب في العالم ... وأطول مبان طينية ... كانت فيما مضى عاصمة ملك ...ومهد حضارة ... لكن تقلب الأيام وأعاجيب الزمن جعلت منها تراثا إنسانيا ... يمتع الناظرون فيها أنظارهم ثم يخرجون من مملكة التأريخ بعد أن مدوا أيديهم بصدقة أوعطاء يدفعونها إحسانا وتكرما ... بعد أن كانوا يدفعون مال الجزية عن يد وهم صاغرون ... فسبحانه يداول الأيام بين الناس !
رأيناها من بعيد ... لؤلؤة في وسط الوادي ...


http://naser95.jeeran.com/5ق.JPG

لم يشبع نهمنا في رؤياها نظرة الليل العابرة ... فرأينا الانطلاق حالا لسيئون والتي تبعد 36كيلا ... والعودة صباح الغد إلى شبام حضرموت .
فانطلقنا إلى سيئون ... وبحثنا عن سكن ...فوجدنا في فندق سبأ جناحا لا بأس به... ثم انطلقنا في المدينة التاريخية ... وقد هالنا ما رأيناه فيها من قصور أثرية هنا وهناك ... فهذا قصر فوق ربوة في طرف المدينة ...


http://naser95.jeeran.com/قصر%20سيئون.JPG


وهذا قصر أو متحف "الكثيري" في وسط المدينة ..

http://naser95.jeeran.com/6ق.JPG

عندها عرفنا سر تواجد الغربيين هنا ... يسيرون آمنين ليلا وسط المدينة ... دون نظرات الفضول والتطفل من أهل البلد الذين ربما اعتادوا على رؤيتهم ... بحثنا عن مطعم جيد فلم نوفق ... فوقفنا عن جمع من الشباب أحدهم يركب دراجة نارية ... وطلبنا منه مشورا لمطعم مميز في المدينة ... فسار أمامنا مسافة لا بأس بها بين أحياء المدينة ... حتى أشار لنا بيده إلى مطعم ... وجدناه مميزا نسبيا ... ناديناه لأخذ أجرته فتركنا وانطلق بدراجته رافعا يده محييا وذهب لحال سبيله ... وفي المطعم أكلنا شيئا يسمونه عندنا بروست !!!
وبعده ... عصيرنا المميز (العرايسي ) وهو مكون من العنب والزبيب والعسل والتوت والتفاح والكمثرى والمانجو وجوز الهند وأشياء أخرى... وقد سمعنا عنه أنه من المشروبات الخاصة بالعرسان ليلة الدخلة فقط !!!!!
فكنا نتواصى بعدم الشرب منه أول الأمر ... حتى تجرأ الأمير وحاشيته على شربه ... فوجدوه لذيذا ومميزا ... من دون أي آثار جانبية !... فاستعنا بالله وأكلناه أو شربناه تلك الليلة ... وهذه صورته !!!!


http://naser95.jeeran.com/7ق.JPG
عدنا لمقر سكننا ... ونمنا حتى الصباح .. ولما أردنا الخروج ... اكتشفنا أن المدينة لها جو غريب ... حااااااار ومشمس مع رياح رملية ... فآثرنا السلامة مع صوت المكيف وضوء الغرفة الخافت وشخير (الروم ميت) .... فنمنا حتى الحادية عشر صباحا ...
عدنا لشبام حضرموت ... وسرنا وسط حقول النخيل وقلاع الطين ...

http://naser95.jeeran.com/8ق.JPG

حتى وصلنا قصور شبام وسط وادي حضرموت ... وهي ما زالت مأهولة بالسكان من أهلها الأصليين ...

http://naser95.jeeran.com/9ق.JPG

كان يوم الجمعة... فتوقعنا أن نجد المتاحف في داخلها مغلقة وخاصة أنا قبيل الصلاة ... فاكتفينا برؤيتها من سورها ... ونزلنا لبطن الوادي لأخذ منظر عام لها ...


http://naser95.jeeran.com/منهاتن.JPG

وهذه صور من زاوية أخرى ... وعلى ما يبدو فيها آثار الانبطاح عند أخذ الصورة ....

http://naser95.jeeran.com/10ق.JPG

وقد تجولنا لتصويرها من عدة أماكن ... ومن يرانا ونحن نصورها ... يجزم بأننا ننقب عن النفط !... فهذا يصور قائما ... وذلك يصور قاعدا... وآخر يصور على جنبه !!!!!!!!!!!!!

http://naser95.jeeran.com/11ق.JPG

بعدها عدنا لسيئون وخرجنا منها نريد منطقة الشحن (الخريطة في الحلقة 1)... وقد سألنا كم تبعد قالوا : حوالي600 كيلو ... وهي المنطقة الحدودية مع عمان ... لكنها تقع في الشمال عن المهرة المنطقة الحدودية الأخرى على الساحل ...
توقفنا للغداء في "تريم" وهي مدينة فيها من المتاحف والآثار الشيء الكثير ... وقد وجدنا في المطعم أحد طلاب العلم ويدرس في جامعة الأحقاف... سألناه عن المهرة ... فقصم ظهورنا ... وقال : أفضل لكم من المكلأ ومع الطريق الساحلي !!!!!!!!!!!!!
قلنا : دعوكم منه فلو سرنا 10 ساعات في طريق جديد ... أهون على أنفسنا من السير ساعة في طريق قديم ... وتوكلنا على الله ... وقد وجدنا أننا بعد ساعة نودع وادي حضرموت ... فصعدنا طريقا بين الجبال ... وصار الوادي الذي قضينا في وسطه يومين ماتعين وراء ظهورنا ....

http://naser95.jeeran.com/12ق.JPG

لكن ماذا استقبلنا أمامنا ... بعد وداع الوادي !!!
هذا ما سنعرفه في حلقة قادمة ....

حد من الوادي
12-16-2006, 09:18 PM
تسلم ياابومحكم لقدشاركتكم الرحله من خلال متابعتي لها وانا احب واعشق هيك شغلات ننتضر اكمال الرحله
شكري لك انهاممتعه لمن يقراهاويتابعها ويتصورالموقف وكانه زميلكم

علي فدعق الهاشمي
12-16-2006, 11:26 PM
تسلم اخوووي رحلة موفقة وممتازة

نتابع جديدك بشغف هنا وهنا وهناك

دمت بود

بومحكم
12-18-2006, 09:23 AM
http://naser95.jeeran.com/1W.JPG

خرجنا من وداي حضرموت ... وكان لزاما أن نصعد الجبال مرة أخرى ... لنسلك طريقا نحو الحدود العمانية ...


http://naser95.jeeran.com/2W.JPG

بعد أن ودعنا هذا الوادي العظيم وما فيه من تاريخ قديم ... وشعب خلوق مهذب ... خلد الشباب للنوم ... وبقيت مع القائد الهمام ... مرة مع صوته الشجي بأناشيده القديمة ... ومرة مع أناشيد من الأشرطة ... وخاصة (عشقت الفن) لأبي عابد ... النشيد الأول في الوجه الثاني ... نعيد ونكرر (دعاية بالمجان) ... والمهم بعد أن أعتادت النفس على السير في الوديان ورؤية الجبال ... خرجنا من الوادي واستقبلتنا أرض الربع الخالي ...

http://naser95.jeeran.com/خطططططط.JPG

فسرنا حوالي 500كيلو في أرض صحراوية قاحلة ... ونحن نحدث الأنفس: أبعد هذا القحط سنجد الرذاذ والأمطار والمروج الخضراء ؟... هل نحن نسير بالاتجاه الصحيح؟ ... كان الخط ممهدا بطريقة جميلة لحداثته ... وطويلا بشكل ممل ... لو نام قائد السيارة مثبتا المقود برجله فترة من الزمن ... ما خرجت السيارة عن مسارها ... وفعلا كما قالوا ... وجدنا الخط شبه مهجور ... فسرنا مئات الكيلو مترات لم نجد بشرا ولا حجرا ولا سيارة ...حتى خشينا أن ننقطع من البنزين ... وفعلا أشارت إشارته ... ولم يكن هناك أي دليل على بلدة قريبة ... حتى رأينا من بعيد بلدة هي على الخارطة تسمى( ثمود) وهي قريبة من قبر (هود عليه السلام) ... فوجدنا محطة قديمة لكن تقوم بالغرض ... وبعدها بلدة أخرى صلينا فيها العصر والظهر وشربنا راني الحبيبات ...
الحق أننا هنا بدأنا نشعر بشيء من الخوف فالسيارت هناك ذات دفع رباعي لا تحمل اللوحات ... والبشر (لابانوا يمنيين ... ولا عمانيين ) وهي بلا شك ديار المهربين ... ونحن نسير فنرى السيارة الواحدة ... مرة خلفنا ...وبعد فترة على جنب الطريق أمامنا ... وتارة قادمة من الصحراء نحونا ... ونحن فقط على هذا الطريق ... ولا أثر لمراكز شرطة البتة ... وساعات النهار تنقضي ...وبدأ الليل في هجومه ... ولا أحد يعرف بالضبط متى نصل "الشحن" ...


http://naser95.jeeran.com/قرار.JPG

ونحن في مركبنا نزيل الهم والخوف ...بنكات ساذجة ... وضحكات صفراء باهتة لا لون لها ولا طعم !!!! تذكر الأمير حينها أننا في آخر ساعة من يوم الجمعة ... فأمر بقراءة سورة الكهف .... عندها فقط تذكرنا سيناريو ليلة الحصار ...فما أشبه الليلة بالبارحة !!!!!!!!!
مازلنا كذلك حتى قابلنا في منتصف الطريق مركزا للشرطة ... سألناه كم بقي على الشحن ...قال : هكذا ربع ساعة يعني أو هي ساعتين ونص تقريبا !!! قال : ربع ساعة !
كنا نمي النفس أن نتنفس الصعداء ... حتى وصلنا "الشحن" فما استطعنا حتى أن نخرج الصعداء من حلوقنا ... وشعرنا أن طريقنا السابق آآآآمن بكثير ... فأنت هناك تخاف من قاطع طريق واحد ... أما هنا فقد أصبحت بين جمع غفير من قطاع الطريق ...

http://naser95.jeeran.com/3W.JPG

الشحن هذه عبارة عن تقاطع مظلم لطريق قطاع الطريق والعرب المسافرين ... فيها مئات من البشر تعرف منهم تنكر ... وثلاثة مبان قديمة ومحطة للوقود ... وتتوسط هذه الطرق بناية قديمة يسمونها عندهم (فندق) ... السيارات تقدم للمحطة تنزل شخصا وتحمل آخر ثم تغيب عنا في ظلام الربع الخالي الدمس ... هناك على الزاوية ثلاثة من ذوي البشرة السوداء بسلاحهم يستمعون للمذياع ناطق بلهجة أفريقية ... كل شيء غريب ... كسرتُ حدة التوتر بمهاتفة لوالدتي وأطفالي وزوجتى أطمئنهم فيها أننا بخير والأجواء في المدينة هنا ماطرة والناس غاية في اللطف والتودد !!!!
بتنا ليلتنا باكرا في هذا الفندق بعد أن تعشينا في صالة مجاورة تشبه المطعم إلى حد كبير ... على ذكر هذا – أحد الزملاء يقص لي في زيارة له لليمن سبب امتناعه عن الأكل في أحد المطاعم ، أن السبب هو أن هذا المطعم هو في الأصل بنشر تم التعديل البسيط عليه فأصبح مطعما!!!!
والحق أن كثيرا من مطاعم الطريق في بلدنا لا تختلف كثيرا عما شاهدنا هنا !
الشحن تقع على مقربة من منفذ بري لسلطنة عمان وهو المزيونة ... لكننا نريد المهرة قبل دخول عمان فكان لابد من الاتجاه جنوبا مباشرة ... والطريق من هنا للمرة جنوبا حوالي 300كيلو ... قررنا أن نسلكها قبيل الفجر حتى نأخذ اليوم من أوله ... خصوصا وأن نومنا في هذه الشحن كان مبكرا نوعا ما ...
وبالفعل استيقظنا في وقت السحر نشيطين ... وخرجنا من سكننا وسلكنا الطريق المتجه جنوبا للمهرة ... بعد أن سألنا الاستقبال في الفندق والذي أيضا أشار علينا بالاتجاه إلى مديرية حوف بالمهرة ... ومفرقها قبل الغيظة يسار باتجاه عمان ... وفعلا ...صلينا الفجر في الطريق على قطرات من المطر ... وفي حوالي الثامنة وجدنا مفرق الحوف ... وهي المنطقة الحدودية مع عمان ... ومنطقة رائعة وجميلة .. عبارة عن مرتفعات جبلية على البحر ... وفي طريقنا لها بدأنا نراها من بعيد ... بوصفها المعهود ... هكذا فجأة وبدون مقدمات

http://naser95.jeeran.com/4W.JPG

هالنا ما رأينا وكيف أن الجو بدأ في الاعتدال مذ أن شارفنا على تلك الربوع ... فوقفنا قبيل تلك الجبال في لحظات تأمل وخشوع ... وتصوير لعظمة الخالق البديع ...


http://naser95.jeeran.com/5W.JPG

هذه الجبال الشاهقة ... ذات القمم الضبابية ... والمسطحات الخضراء ... أنستنا تعب وخوف وإرهاق الطريق ...

http://naser95.jeeran.com/6W.JPG

عجيب ! كيف أهملت هذه القطعة من الأرض سياحيا ... لا أثر للدولة هنا سوى شق الطريق – وقد أجادوا فيه – ولوحة جميلة على مدخل الجبال تفيد بأنها محمية طبيعية ... أما ما عدا ذلك ... فلا أثر ...
والحق أن الطريق قد شق في تلك الجبال بطريق جميلة لا بأس بها ...

http://naser95.jeeran.com/7W.JPG

وقفنا كثيرا على جنبات الطريق ... وهالنا ما رأينا من ارتفاع شاهق للجبال ... وصرنا نستمتع بمنظر البحر من هذا العلو الشاهق ... وصوت أمواجه الهائجة ... وهي تلتطم بصخور سفح الجبل في الأسفل ...
توفر الصخور الكبيرة على جنبات الطريق ... وارتفاع الجبال ... ومنظر البحر في الأسفل ... أثار شجونا في قلب الأمير وأبي يزيد ... اللذين أعادا ذكريات الأمس ... والطفولة الشيطانية ... فتذاكرا كيف كانا يهويان لعبة (دهراب الحيود) ... أي رمي الحجارة الكبيرة في الوديان من المرتفعات الشاهقة ...
لم يمضيا كثيرا حتى صارت الأحلام واقعا ملموسا ... بذلا في تنفيذها جهدا كبيرا وعملا مضنيا ... بمساعدة بقية أعضاء الرحلة ...!!!

http://naser95.jeeran.com/8W.JPG

اللذيذ في هذه اللعبة هنا ...والذي يختلف عن عملها في أي مكان ... أنك تميط الأذى عن الطريق ... وتسهم في جعل منظر الخط أجمل ... إذا فأنت تسهم في البناء بمتعة ... بعد أن كانت هذه اللعبة معول هدم وخراب وإزعاج في سابق الأيام !!
انطلقنا بعد هذه الهواية الممتعة ... لا تتخيلوا مدى المتعة وأنت ترى الصخرة العظيمة تتهاوى إلى الأسفل ثم تسقط في البحر بصوت له نغمة لذيذة ونشوة لا تقاوم !
سرنا بعد ذلك ... يعلوا بنا الطريق ...فنبتعد عن البحر ... ويهبط حتى نكون على الساحل ...


http://naser95.jeeran.com/9W.JPG

وهكذا سار بنا الطريق ... وكنا نسمع فيما مضى أن الشعب الأمهري له لغته الخاصة ... وهي من اللغات القديمة التي تفرعت عن اللغات الهندية الأوروبية ...كالعربية والعبرية وغيرها ... وشعبها شعب قديم له تاريخه وعاداته وتقاليده الخاصة ... لم نلحظ طيلة مرورنا بتلك السلسة من الجبال أي أثر لبشر سو ى بعض البيوت من الحجر المبنية على ساحل البحر في سفوح الجبال ... على شكل غرف دائرية الشكل ... وآثار الفقر والعوز ظاهر للعيان ...
ولما انتهينا من تلك السلسلة ...صرنا نرى قرى طينية على ساحل البحر ... لكن البشر أيضا قلة على الطريق ...

http://naser95.jeeran.com/10W.JPG

وكانت خطتنا ترمي إلى المبيت هذه الليلة في المهرة ... ومن ثم نصب الخيمة صباح الغد في هذه الغابات المطلة على البحر ...

http://naser95.jeeran.com/11W.JPG

وبعدها ندخل من منفذ المهرة لعمان ... لكننا لم نجد من نسأله عن مكان نسكن فيه ... فندق أو شقق مفروشة ... كل ما رأيناه ... تلك القرى ولا أثر لمدينة حديثة نلقي فيها عصى الترحال ونمتع الأنظار بهذه القطعة من الجنان ...
بدأنا نبتعد عن تلك القرى ... ونصعد المرتفعات من جديد ... وأجواء البرد والخضرة من حولنا ..


http://naser95.jeeran.com/12W.JPG

وما هي إلا لحظات حتى بدأ الضباب يلف أجواء المكان ... والرذاذ يجعلك تسبح في عالم من الأحلام ... منظر الخضرة الفسفورية في كل مكان ...

http://naser95.jeeran.com/13W.JPG

والطريق جميل جدا وممتع وخيالي ... لم ينغصه إلا منعطفاته الخطيرة ... أو هذا الشيء ورفاقه الطيبين ...


http://naser95.jeeran.com/14W.JPG

وفجأة ونحن في أحد المنعطفات الخطيرة ... وبدون مقدمات حصل ما لم يكن في الحسبان !
نعرف ذلك تفصيلا في حلقة قادمة ....






انتظرونا في الحلقة القادمة

محمد بن سلم
12-18-2006, 09:32 AM
الله يالمهره محلاكي

لو محمد بن راشد حاكمك

تسلم عزيزي وننتظر البقية

.

بومحكم
12-19-2006, 08:28 AM
http://naser95.jeeran.com/1q.JPG

ونحن في وسط الطريق الأخضر الفسفوري ... نمني النفس بغدٍ حافل بالمتعة بين هذه القمم الخضراء على ساحل البحر العربي الهائج ... فجأة وفي أحد المنعطفات ... وجدنا مركزا للشرطة ... يختلف بعض الشيء عما عهدناه في مراكز التفتيش لديهم ... حيث وجدنا شرطيا قد وضع عارضة من الحديد وسط الطريق ... توقفنا عند الشرطي ففتح لنا الطريق بعد النظر في محتوى السيارة من البشر والأمتعة ... فسألناه : كم بقي على مدينة الحوف ؟! ... قال : الحوف خلفكم أتيتم منها ... هذا منفذ صرفيت ! ... ماذا ؟ منفذ صرفيت على عمان ... قلنا له : يعني خلاص انتهت اليمن ... قال :نعم !!!!!!!!! ... وكأن لسان حاله يقول : نعم انتهت يعني مش عاجبك لك أسبوع تمشي فيها !!!!!!
حقا لكل شيء نهاية ... وفرنا من الوقت يوما كاملا (قلبناها حول العالم في 80 يوم) المهم ... دخلنا الحدود العمانية ... وبإجراءات ميسرة نوعا ما ... سألنا في المنفذ عن صلالة ... قالوا : على طول يمكن 150 كيلو تقريبا ... ثم أستطرد أحدهم : بس انتبهوا من الخط ضباب وزلق ومنعطفات خطيرة وحيوانات سائبة ... لكن أحدا منهم لم يقل مع انتبهوا : واستمتعوا بجمال تلك المنطقة وروعتها ...


http://naser95.jeeran.com/2q.JPG

دخلنا عمان ... والمنطقة الأولى تسمى ضلكوت ... وهي عبارة عن سلسلة من الجبال الشاهقة ... يخترقها طريق معبد ... متعب نوعا ما لكنه ممتع لغاية لا توصف ...

http://naser95.jeeran.com/3q.JPG

نسير في الطريق مسافة ... ثم نصيح بصوت عال على قائد المركبة : قف هنا ...منظر ما يفوت ... وعلى هذا الحال مرات ومرات ... عرفنا بعدها أننا في قطعة من الجنان كلها مناظر ما تفوت ... التقطت عدسة الكاميرا طرفا من تلك المناظر... وما عجزت عنه كان أعظم ...


http://naser95.jeeran.com/4q.JPG

العجيب والملاحظ هو قلة الناس على هذا الطريق بل انعدامهم تقريبا ... لم نجد أحدا معنا في هذا الجمال الفاتن ... ربما لبعد المسافة من صلالة ... ووجود بعض الحواجز الأمنية قبل هذه المنطقة ... لكن الحق أنها منطقة تستحق العنوة والتخييم للشباب بجوار ينابيع المياه وكهوف الجبال الخضراء ...

http://naser95.jeeran.com/5q.JPG

سار مركبنا وسط هذه المروج والتي تذكرك بهايدي وبيتر وشيخ البرغر أقصد شيخ الجبل ... سرنا نمتع الأنظار في عظيم خلق الله ...


http://naser95.jeeran.com/6q.JPG

وبعد أن تجاوزنا هذه السلسة الجميلة من الجبال ... وصعدنا إلى الأعلى ... قابلتنا نقطة تفتيش لا تقل منظرا وتعاملا عن مركز المنفذ الحدودي ... أخذوا الجوازات وسجلوها ... ثم فتحت لنا البوابة للنطلق راشدين تجااااه صلالة ... وقد رأينا أن مظاهر الخضرة قد خفت نوعا ما لكن الضباب يزداد لارتفاع المكان ...
وهنا استسلمنا للنوم ما عدا قائد المركبة وأميرنا المبارك ... أنهض أحيانا من غفوتي في المرتبة الخلفية ... فأسمع الهمس بينهم : يا رجال توكل على الله بس لا تغير تعشيق بكثرة .... فأعود للنوم هنينهة .. ثم أصحو على صوت القائد يقول: دعنا نسأل هذا لو نسحب منهم ياخي للضرورة أحكام ما ندري وش قدامنا ... فأعود للنوم وأنا أشعر أن هناك أمرا جعلهما يعيشان في توتر وقلق ... وبعدها استيقظت على صوت التكبير والحمد والثناء ... حينها قلت لهم : ما الأمر وش السالفة ... قالوا : وجدنا محطة بنزين الحمد لله ... قلت : طيب وش يعني ... قالوا : وش رايك ترجع تنام !!!!!!!!!!!!!!!!
أثناء تعبئة السيارة بالوقود ... استيقظ الجميع ...وقال الأمير : هذه أول بلدة مأهولة نجدها على الطريق ... وش رايكم نتغدى فيها ... قلنا : ما بدها مشوره أحسن رأي ... سألنا عامل المحطة عن مطعم ... فأشار بيده إلى مبنى جميل مكتوب عليه ... مطعم شاطئ المغسيل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

بومحكم
12-19-2006, 08:33 AM
http://naser95.jeeran.com/7q.JPG

نزلنا للمطعم وصعدنا للسطح المطل على البحر ... وعلى طاولة متوسطة طلبنا مالذ وطاب من أكل بحري وغيره ... مشاوي وأرز وشربة دجاج ... أكلناها وكأننا لأول مرة بعد طول انقطاااااع ... ونكهة طبخ الهنود تؤكد أننا قد انتقلنا من عالم لآخر ..

http://naser95.jeeran.com/8q.JPG

تغدينا وصلينا في المطعم للظهر والعصر ... ثم سألنا كم الحساب قال : 12 ريال ... قلنا : سبحان الله عجيبة هذه الدنيا ... ليلة البارحة في الشحن أكلنا شكشوكة وجبنة كرافت وتميس وحليب بـ1500 ريال ... واليوم ما لذ وطاب بـ12 ريال !!!!!!!!!!!!!!!!!!
ونحن على كاونتر الحساب ... سألنا العامل : ما سر اجتماع الناس في ذلك المكان ... قال : إنته ما فيه معلوم !!!!! ... قلنا : لا حن بقراطيسنا ما نعرف شيء نبغى صلالة وبس وإذا وصلناها عينا من الله خير ... واللي يسأل ما يتوه ... فقال : كله ناس يجي من صلالة هنا ... ثم ناولنا خريطة سياحية لصلالة ... كانت رفيقتنا طوال مدة إقامتنا ... وعرفنا أننا هنا وبقدرة قادر على مرمى سهم من نوافير شاطئ المغسيل الطبيعية ... والتي تشد إليها الرحال من صلالة ...
فاتجهنا لها ... وفي طريق مررنا بهذا المهرج ...

http://naser95.jeeran.com/9q.JPG

ينادينا بأعلى صوته لحضور عروض الساحر !!!! وما درى أن حد الساحر ضربة بالسيف !!!! ينادي ولا من مجيب ... ثم أخذ في الرقص لنا لله دره ... وما عرف أن حد الراقص عندنا قشطة بالعصا !!!!!!!!!... المهم تركناه لغيرنا ... وانطلقنا لنوافير شاطئ المغسيل ...


http://naser95.jeeran.com/10q.JPG

هكذا ودون مقدمات وجدنا أنفسنا مباشرة نبدأ مشوارنا السياحي في عمان ... سارت الأمور بتدبير الواحد الأحد ... وكانت مفاجأة كبيرة لنا ... فالانتقال المفاجئ من اليمن لعمان ... له طعمه ولذته ... صحيح أننا في صباح اليوم كنا في اليمن وفي مسائه في عمان ... لكننا شعرنا وكأنها أيام نقلتنا بين المكانين والعصرين إن صح التعبير ... قبل النزول للنوافير .. نعبر كهف "المرنيف" عساني قلت اسمه صح ... لأني أتحدث من الذاكرة العتيقة ..

http://naser95.jeeran.com/11q.JPG

ومن الكهف تسبح بنظرك في إطلالة ولا أروع على أمواج البحر الهائجة ... وهي تصطدم بصخور الشاطئ البركانية ...


http://naser95.jeeran.com/12q.JPG

نزلنا إلى النوافير الطبيعية ... والتي تخرج من الأسفل بارتفاع حوالي 5 أمتار بفعل ضخ الأمواج عبر فتحات ضيقة إلى السطح ... ومرات لا تخرج مياه البحر ... بل هواء يضغطه الموج فيخرج محدثا صوتا رهيبا ... هو سمفوانية المتعة واللذة على شاطئ المغسيل ...


http://naser95.jeeran.com/13q.JPG

تجاوزناها واقتربنا من الشاطئ أكثر ... يلفح وجوهنا رذاذ أمواج البحر حين تعانق الصخور في منظر خلاب بديع ... وعلى تلك الصورة كانت لنا هذه الصورة ..
http://naser95.jeeran.com/14q.JPG

وتأملوا معي الأمواج العاتية بزرقتها الصافية حين تخرج على سطح الصخور ثم تعود في جزر بديع تجتمع على أطرافه الماء والخضرة ووجه المصور ...

http://naser95.jeeran.com/15q.JPG

خرجنا بعد هذا التجوال ... واشتقنا لكؤوس الشاي ... فاتجهنا إلى مقهى مجاور له إطلالة رائعة على البحر وشاطئ النوافير ...


http://naser95.jeeran.com/16q.JPG

وهنا شربنا الشاي ... وودعنا ساعات نهار ممتع بدأ من باحة قطاع الطريق وانتهى بجلسة هانئة على شاطئ المغسيل البديع ...
واستقبلنا ليل صلالة الأول ... فما الذي حصل مع الأمير والقائد ... وأي معاناة وجدناها تلك الليلة ... وكيف أفرجها الله على يد إبي أحمد أحد شباب صلالة الأخيار ... سنعرف التفاصيل في حلقة قادمة ...
أما الآن فإني بحاجة ماسة للذهاب للقرموشي ... فلذة معصوب القشطة بالتمر الآن لا تقاوم





انتظرونا في الحلقة القادمة

المدني
12-19-2006, 10:45 AM
شكرا ابو محكم علي هذا النقل الموفق ولاكن لي عتب عليك انك لم تنسب الرحله الي كاتبها الاصلي وهو الكاتب المسمي المسمى ( الجبل الاخضر)على هذا الرابطhttp://www.travel4arab.com//////////showthread.php?t=84612وكذلك علي الذي تكرم بتثبيتها فله جزيل الشكر ولاكن التثبيت غير منسق فارجو منك تنسيق الموضوع من البدايه وجعل كل اضافه علي رابط المثبت فالرحله مشتته كل شوي في مكان فاجعلوها موضوع واحد وليس عدة مواضيع منفصله ولكم فائق الاحترام وعفوا علي تتطفلي عليكم وهذا ليس انتقاد ولاكن راي قد يكون صواب وقد يكون خطاء

بومحكم
12-20-2006, 11:29 AM
http://naser95.jeeran.com/1z.JPG

في جو تحيط به مشاعر الثقة بالنفس شربنا الشاي على شاطئ المغسيل ... شعور الثقة ناتج عن رحلة طويلة لا نعلم كيف تسير أمورها ثم نراها تترتب على أحسن وجه وأفضله ...
خرجنا من المقهى قبيل المغرب ... واتجهنا نحو صلالة والتي تبعد 30 كيلو تقريبا ... دخلنا مدينة منظمة ومرتبة ومتطورة نوعا ما وشوارعها فسيحة ... فلا نعلم هل هي كذلك بالفعل أو الذهن قارن مباشرة بين آخر بلد في اليمن وأول بلد في عمان ... أو أن الأمر لا هذا ولا ذاك بل هو شعور الفخر المغروس في نفوسنا بكل ما هو خليجي ... وربما جميع ما سبق ...
المهم –وباختصار- من بعد المغرب وحتى الساعة الواحدة ليلا (فجرا) ونحن نبحث عن سكن نأوي إليه !!!!... أكثر من 40 مجمعا سكنيا وفندقا ومكتب عقار نريد أن ننااااااام مثل أمة محمد –عليه الصلاة والسلام- ... ولا أحد يجيب ... تخلل تلك الفترة عشاء باكستاني الطعم لبناني التسمية ... فهو كالغراب الذي يريد تقليد مشية الحمامة ... فلا بقي غرابا ولا ارتقى لجمال الحمام !!!
الرذاذ لا يتوقف أبدا ... إلا حينما تمطر ... وأميرنا فاجأه ألم القيلون (القولون) ... وقائد المركبة هجم عليه النوم والإعياء -وحق له- ... ونحن من هنا لهناك ... بعض الشوارع مررنا به أكثر من 10 مرات ...أدخل على بعض مكاتب العقار فأقول وقد كدت أجن : هل لديكم شقق للإيجار ... قالوا : فل ... غرف ....فل ... فلل ...فل ... فأقول : طيب عندكم أراضي للبيع ... فيحمدون الله على نعمة العقل ... ويعودون لحديثهم ... فأخرج أسلم على من عرفت ومن لم أعرف ...
وأخيرا جاء الفرج في منتصف الليل من أحد مكاتب العقار الذي اتصل بنا بعد تركنا لرقمنا لديه ... أعطانا رقم صاحب مكتب لديه شقة ... واتصلنا به ... وصف لنا مكانه .. وتهنا ثم عاد وخرج لنا في مكان بارز والتقيناه أخيرا ... وبواسطة نور السيارة ... تم اللقاء ... وسرنا خلفه ومشينا مسافة طويلة بين البيوت والحواري ... حتى وصلنا لمكتبه أخيرا ... ولما نزل وألقى نظرة في السيارة ... قال : شباب وإلا عوائل ... قلنا والخوف يتملكنا : شباب ... وأضفنا وبسرعة ...ملتزمين ومرهقين من الطريق ... ولو ليلة واحدة فقط ... فقال : آسف صاحب الشقة ما يأجر عزاب ... توسلنا إليه فأعطانا رقم صاحب مكتب آخر ... وهكذا !!!!!!!!! وكنا قد اتصلنا في أول الليل على الهليتون فقال الغرفة بـ (700ريال سعودي ) قلنا : 1400 كثير ... وسنجد شقة ممتازة بنصف هذا الكلام ... وما علمنا أننا في آخر المطاف ... سنستجدي تلك الغرفة من الاستقبال بأي مبلغ كان ... وكان ذلك ... لكننا وجدناه أيضا ...فل!!
قررنا دون مشاورة الأمير الذي أعياه تعب بطنه ... والقائد الذي استسلم للنوم ... أن ننصب الخيمة في مكان مناسب جوار أحد المساجد لنستفيد من دورات المياه ... وبدأنا في تنفيذ الفكرة بشراء فرش للنوم وكمية من الماء ... وعندما كنت أنا وأبو محمد نشترى الأغراض ... رأينا أبا يزيد يتحدث في الهاتف بحماس ... ثم ناول جواله مجموعة من شباب الأرصفه ... الذين أشاروا له بوصف معين ... وحين قدمنا عليه ... بادرنا قائلا : أبشركم إن شاء الله تفرج ... قلنا : كيف ؟ ... قال : لما خرجنا من المطعم وجدت لوحة مكتوب عليها [شقق وغرف للإيجار ... للاتصال جوال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟] ... قلت : فعلناها من قبل فلم تجد نفعا ... قال : بس كلمت الرجال وأخبرني إن عنده غرفه ... لكنها لا تليق بالمقام ... قلنا : كل شيء الآن سيكون أكبر من مستوانا ...الساعة 1 ليلا ووضعنا صعب... نشوفها وخير ... وينه ؟... قال: وصف لي مكانه فما عرفت فناولت الشباب وقالوا :بعد ثاني إشارة يمين ووصفوا مكانه وهو الآن ينتظرنا ... فانطلقنا له ... وبنفس الطريقة السابقة ... سرنا خلفه ... ووسط حارات طينية قديمة ... وطريق ضيق موحل موحش مظلم .. بدأنا نلتفت في بعض ونتحدث عن مكان مناسب للخيمة !!!!!
وصلنا لبيت قديم له باب من الزنك ... نزلنا وسلمنا عليه ... وإذا به شاب مستقيم له ابتسامة ساحرة وخلق رفيع جم (شروى من عندي ... شرواك الطيب) ... بدأ يحادثنا باستحياء ويتعذر عن المكان وقال : بكره إن شاء الله بأغير المكان وأحطكم في شقة ممتازة وواسعة... قلنا: لا بأس ... نريد سريرا للقائد وحماما للأمير على وجه السرعة ... قال : تفضلوا ... دخلنا خلفه في حوش صغير حتى وصلنا لغرفة جميلة ونظيفة ... صغيرة نوعا ما لكنها مرتبة وهادئة وبها دورة مياه لها بابان !!!
... قال لنا : هذا منزل والدتي وهذه غرفة للأسعاف لمن هم في مثل حالتكم ...لأننا نعاني هذه السنة من زحمة الناس بشكل لم يحصل أبدا ... ووصول المسافر بعد المغرب يصعب من إمكانية وجود سكن له ... قالنا : كم الإيجار .. قال : لو أنها لي ما أخذت منكم شيء لكنها لوالدتي ... وهي تأجرها بـ10ريالات (100ريال) ... لكن سآخذ منكم 5 ريالات فقط ... قلنا : لا ... أنت أكرمتنا كثيرا وهذا تكرم منك ... وأصرينا على أخذه للعشرة ... فقال : لن آخذ إلا خمسة .. والسبب أن هذه الغرفة قد دفع فيها بالأمس 15 ريال قسط أول ,,على أن تؤخذ ثلاث ليال من قبل شباب سعوديين ... لكنهم خرجوا منها ظهر اليوم لسكن آخر، واتصلوا بي (جوال) وقالوا : فرغنا الغرفة والخمسة حلال عليك ... وعليه فالغرفة مدفوع فيها نصف قيمة الليلة ..!!!!
فأخذناها ... وذهبنا للأمير والقائد ... اللذين اتجها بسرعة للغرفة أحدهما للحمام والآخر للفراش ... ونمنا ليلتنا في فندق 5 نجوم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تذكرت حينها مقولة أحد الحكماء الذي حضرته الوفاة وكان فقيرا معدما فنادي ابنه ووصاه بوصايا من ضمنها : لا تأكل إلا أطيب طعام .. ولا تنم إلا على أوثر فراش ... فقال الابن : كيف ذلك ؟! والحال من الحاجة ما تعلم ... فقال والده الحكيم : لا تأكل إلا إذا اشتهيت الأكل بشدة عندها سيكون أي طعام هو أطيب طعام وأهنئه ... ولا تنم إلا عندما تحتاج النوم بشدة عندها سيكون أي فراش هو أوثر فراش وأنعمه !!!!
استيقظنا في الصباح الباكر ... فرحين بصلالة التي لم نرها نهارا ... ولما خرجنا لا أثر للشمس فشعرنا بسرور أكبر ... رذاذ وجو بديع وأشجار جوز الهند سامقة الاتفاع وأرض موحلة بفعل الرذاذ والأمطار المستمرة ... هذه ملامح المكان ...وكان أول عمل لنا هو استلال الخريطة من درج السيارة لتحديد أين سيكون الاتجاااااه ؟


http://naser95.jeeran.com/2z.JPG

نعم ... نعم ... قلتها بعد أن سمعت أحدهم يقول : دربات ... قلت : قرأت عنه في المنتدى بأنه واد جميل ورأيت منه صورا رائعة ... فكان هو وجهتنا الأولى صباح هذا اليوم ...


http://naser95.jeeran.com/3z.JPG

سرنا مايقرب من 30 كيلو في طريق معبد ... حتى وصلناه ... وقد هالنا أول ما رأينا إطلالته الرائعة من طريقه المعبد ...

http://naser95.jeeran.com/4z.JPG

وكالعادة ... قف قف !!! منظر ما يفوت ... وقفنا وأخذنا من إطلالة الوادي عشرات الصور البديعة ... وجدت الحيرة الكبيرة في الاختيار منها ... فهذه إطلالة مباشرة على الوادي من علو ..


http://naser95.jeeran.com/5z.JPG

وهذه إطلالة جانبية على أطرافه ...

http://naser95.jeeran.com/6z.JPG

نزلنا الودي ... وخطواتنا تسبقنا ... والألسن تلهج بالتسبيح ...فما رأينا فاق الوصف والخيال ...

http://naser95.jeeran.com/7z.JPG

تذكرت حينها أننا في جزيرة العرب ... الأرض القاحلة ...التي ورد في الأثر أنه لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا وأنهارا ... وهذا يدل على أنها كانت كذلك في غابر الأيام وسالفها ...

http://naser95.jeeran.com/8z.JPG

فما عرفنا هل ما نراه من مروج وأنهار ... هي بقايا الأمس العتيق ... أم إرهاصات المستقبل القريب ... وعلى كل فللتفكر في بديع صنع خلق الله لذة وروحانية ...

http://naser95.jeeran.com/9z.JPG

انطلقنا نمشي في هذه الجنة ... -ولم يصلها لحد الآن أحد قبلنا فالوقت مبكر- ... نسبر الأغور بالسير الماتع ..

http://naser95.jeeran.com/10z.JPG

ومرات نلتقط بالصورة أجمل اللقطات ... وقد حرصنا أن نكون في كثير من الصور ... لنؤكد لأحبابنا أن هذه الصور لصلالة وصلالة فقط ...


http://naser95.jeeran.com/11z.JPG


ودعنا هذا الوادي الجميل ... بأشجاره المميزة ... وخضرته الفسفورية ...

http://naser95.jeeran.com/13z.JPG

ووجهتنا الأخرى ... والتي اتجهنا إليها وكانت قريبة نوعا ما من وادي دربات ... هي عين (حمران) ... وما أكثر العيون الجارية في صلالة !!!!!

بومحكم
12-20-2006, 11:37 AM
http://naser95.jeeran.com/1r.JPG

خرجنا من وادي "دربات" متجهين نحو صلالة ... وبعد حوالي 5 كيلو وجدنا تقاطعا ... وسيارت تتجه نحو اليمين ... ثم لمحنا لوحة إرشادية تشير إلى (عين حمران )... بحثنا عنها في الخارطة فلم نهتد لمكانها ... فاختلفنا في الانطلاق لها بادئ الأمر ... ثم قلنا ما المانع (ما ورانا شيء) ... وسرنا تقريبا حوالي 10 كيلو في طريق ممهد ومعبد ... حتى وصلنا هذا المكان ..


http://naser95.jeeran.com/2r.JPG

ورأينا السيارت مجتمعة ... وعلمنا فعلا من هذا التجمع الكبير أن المكان يستحق الزيارة ... أوقفنا السيارة وترجلنا إلى الداخل ...


http://naser95.jeeran.com/3r.JPG


الحق أن هذه العين أو العيون المجتمعة لها قوة اندفاع هائلة وسط الوادي ... وقد كونت سيلا جرارا من الماء العذب المتدفق ... والذي شكل مع صخور الوادي الضاربة للسواد منظرا بديعا مأنوسا وممتعا ...

http://naser95.jeeran.com/4r.JPG

شاهدنا الكثير من الناس ... يتجهون إلى علو في هذا الوادي البديع ... فسرنا فيه ما شاء الله وأخذنا من الصور الكثير ... ومتعنا الأنظار بعظيم خلق الله ...


http://naser95.jeeran.com/5r.JPG

عجيبة هذه الأرض .. ومخلوقاتها ... فحتى الحرباء التي تتكيف بلون المكان ... أراها هنا وفي صلالة ... قد رمت خلف ظهرها معطفها الأسود والبني والأصفر ... واستبقت المعطف الأخضر ... إذا لا مكان لغيره في هذه الجنة ...


http://naser95.jeeran.com/6r.JPG

خرجنا من هذا الوادي ... نريد العودة إلى صلالة ... بعد أن بدأت بطونونا تقول في حسرة وألم : ألا تخافون الله هل صدقتم أن الأكل (الباكسناني) [كلمة منحوتة من لبناني وباكستاني]قد أغنى أو أسمن من الجوع ؟! ...
عدنا وفي التقاطع السابق ذكره ... رأينا من بعيد أعمدة الدخان تتصاعد ... وأناس على قارعة الطريق يشوون اللحم الطازج ويقدمونه مع الخبز الطري ... في منظر يشبع وراحة تسفع (تسفع ذي ما أدري وش معناها بس كذا جت من شان السجعة)

http://naser95.jeeran.com/7r.JPG


وقفنا هنا وطلبنا 15 سيخا من اللحم (تصبيرة) وقيمته (200بيسة-2ريال س)
فرمنا في لحظات هذه النعمة ... وقد لاحظت أن طعمها على غير المعتاد ... فتناقشنا في ذلك فقلت : لأنها من الضأن وصغيرة في السن (أتفلسف مسوي مرشد سياحي) ... ولما انتهينا سألنا الشواء عن لحمته ... فقال : هذا لحم إبل !
عدنا إلى صلالة ... وسرنا في طرقاتها العجيبة ...


http://naser95.jeeran.com/8r.JPG

وقد استوقفتنا أماكن بيع الموز والجوز وغيرها ..

http://naser95.jeeran.com/9r.JPG

وقفنا عندها ... من باب حب الفضول ... وأشبعنا رغبتنا في تذوق الجديد ...على تفاوت في هذه التذوق !

http://naser95.jeeran.com/10r.JPG

وبعدها اتصلنا برفيقنا أبوأحمد (منير) ... وسألناه عن موضوع الشقة الجديدة ... فقال : لا عليكم بعد فترة سوف تجهز ... لكن هذا لا يمنع إنكم تبحثون عن شقة إن كنتم في صلالة ... لأن هذه الفترة مثالية جدا في إيجاد الشقق فهي فترة تسليم للسكن وستجدون ما يناسبكم قطعا ... أو دعونا على اتصال لحين خروج المستأجرين من الشقة ... عندها انطلقنا للغرفة وأخذنا حقائبنا في السيارة استعدادا لسكن جديد مع منير أو غيره ...
وبعد أخذ الشنط فكرنا في جلسة على شاطئ صلالة (المُهْمَل)... وبالفعل توجهنا للشاطئ ... وعلى جلسات مطعم مطل على البحر رأينا أن نتناول طعام الغداء ... فطلبنا أكلا له مسميات فخمة ومضمونه لا يختلف عن عشاء ليلة البارحة ... ثم شربنا عصيرا طازجا وكان أجمل ما قدم لنا ... بعدها استأذن أبويزيد في البحث عن سكن في هذه المباني المطلة على البحر ... وماهي إلى دقائق حتى وجد سكنا مناسبا وبقيمة مناسبة (32ريال-320رس) على البحر مباشرة ...
فأنزلنا أغراضنا ... وخلدنا إلى قيلولة لذيذة !
ثم استعدينا للخروج بعد سؤال الاستقبال الذي أشار علينا بالتوجه إلى منتزه أتين ... فذهبنا إليه راشدين ... وقد يكون هو أقرب المنتزهات إلى صلالة ...










http://naser95.jeeran.com/11r.JPG

انطلقنا إليه ... وفي الطريق رأينا أمرا عجبا ... استوقفنا كثيرا ولا أعلم ما السبب ...

http://naser95.jeeran.com/12r.JPG

هذا كم هائل من الدجاج المظبي ... ولا داعي لأسرد لكم ماالذي حصل بالضبط بعد رؤيتنا لهذا المنظر... فكلكم يعرف بلا شك !!!!
وجدنا منتزه أتين وبعدها عين جرزيز ... وهذان المكانان متقاربان ... ولأن الوقت بدأ يدركنا ...فضلنا المرور بأتين المزدحم ... وتجاوزه إلى عين جرزيز..


http://naser95.jeeran.com/13r.JPG

لكن الرذاذ كان لنا بالمرصااااااااااد ...

http://naser95.jeeran.com/14r.JPG

فاحتمينا من تساقطه الجميل ... بكهف مطل على العين التي قد تجمع الناس حولها ... ومن داخل الكهف كانت هذه الصورة ..

http://naser95.jeeran.com/15r.JPG

ولما أظلم الليل سرنا وسط المدينة ... نجوبها بأنفس غير التي ليلة البارحة ... نمر بالجوار من مكاتب العقار ... ونشاهد السائح يدخل المكتب سريعا ... ثم يخرج سريعا يسلم على من عرف ومن يعرف !!!!!!!
عدنا بعد جولة على هذه المدينة ... وزيارة لمقهى إنترنت ... وصلاة في مساجدها التي تفوح من جنباتها رائحة البخور العماني ... وقد رأيت في مكتبات بعض المساجد هناك كتبا لابن باز وابن عثيمين ... فأزلت من ذهني بعضا من الأفكار السوداء ... وخففت من الوطء على أديم هذه الأرض الطيب أهلها !
عدنا للسكن ... ولما انتصف الليل ... جاءت فكرة الخروج على ساحل صلالة ... والجلسة على أطراف البحر الهائج ... وبالفعل أخذنا (بساط الريح الأخضر) واتجهنا إلى الشاطئ لشرب الشاي والأنس بأحاديث السمر ...

http://naser95.jeeran.com/16r.JPG

وهناك أنزوى الأمير في خلوة مع موج البحر ... كأني به يريد أن يبث شكواه لهذا الكائن الذي ما فتئ منذ وطئت أقدامنا هذه الأرض عن الاستعراض والتعالي بصوت الأمواج العاتية ... خيلاء وزهو رأي أميرنا أنه بها أهل لسماع الشكوى وتخفيف الهموم ... فأخذ يرمي بهمومه على هذه الأمواج ... فتذهب الهموم غير بعيد ...ثم ترجع إلى قدميه مع موجه أخرى ... وهكذا يرمياها فتعود ... حتى اتجه إليه أحد الشباب ... ورمحه في ظهره وقال : (هيا ارقد فكنا من الكذاب والرومنسية حقتك هذي بكرة ورانا يوم) ... فعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ... وخلد مع رفاقه للنوم!!







إنتظرونا في حلقة قادمة

أبوعوض الشبامي
12-20-2006, 12:43 PM
.


حملت السقيفه الصور والموضوع الطويل الموضوع .ان كان ريحتنا وحطيت والرابط هذا . الذي نقلت موضوعك ورحلتك منه

http://www.travel4arab.com//////////showthread.php?t=84612


وكعادتك يابومحكم ( تنقل مواضيع ) ثم تقول وصلتنا بالبريد الممتاز من ( قرن باحكيم ) هههههههههههه



.





.

الدكتور أحمد باذيب
12-20-2006, 11:40 PM
موضوع رائع جدا اخي بومحكم شوقتنا لزيارة صلاله

بومحكم
12-23-2006, 11:50 AM
http://naser95.jeeran.com/1ن.JPG

استيقظنا في الصباح الباكر ... صلينا الفجر ثم انسحب كل منا إلى فراشة ... والأمير يغض الطرف عن هذا وكأن الأمر لا يعنيه ...بل ربما أسعده ذلك !!!
نمنا حتى الحادية عشر صباحا ... ثم استيقظنا لرسم جدول مناسب لهذا اليوم ...
... فقررنا أن نذهب لفندق الهليتون (المسبح – السونا ... وكنا في حاجة ماسة له –الصالة الرياضية)... فخرجنا نسير في شوارع المدينة الجميلة ...

http://naser95.jeeran.com/2ن.JPG

واتجهنا لعدد من مغاسل الثياب ... وهناك وجدنا غسيل المستعجل يخرج بعد يومين !!! فتحطمنا ...وقررنا الاتجاه للسوق في المساء !
وصلنا فندق الهلتون صلالة ...

http://naser95.jeeran.com/3ن.JPG

دخلنا إلى داخل الفندق ... وبالتحديد إلى المسبح المكشوف على البحر ... وكان منظما وجميلا ... زاد من جماله المسطحات الخضراء من حوله ..
http://naser95.jeeran.com/4ن.JPG

لكني أعتقد أن ما زاده بهاء وجمالا ... هو الجو البديع الملبد بالغيوم في وسط الظهيرة ... وكان وقتا مناسبا له ... فلو تقدمنا قليلا لكان الجو باردا نوعا ما..

http://naser95.jeeran.com/5ن.JPG

نزلنا للمسبح بعد أن دفعنا 5 ريالات عن الفرد الواحد (50ريال) ... ولم يكن فيه غيرنا فانبسطنا على الآخر ...
ولما انتهينا بعد نزولنا بحوالي الساعة ... استرخينا على جانب المسبح في جلسة منعشة ولا أروع ...



http://naser95.jeeran.com/6ن.JPG

ثم اتجهنا إلى السونا والصالة الرياضية ... ولما انتهينا قرب العصر ... وجدنا البوفيه المفتوح في الفندق قد أغلق !!!
فخرجنا نبحث عن مطعم فاخر ... فقالوا في قرية (سمهرم ) فاتجهنا إليه ... فلما رآنا عزاب قال : عفوا ممنوع الدخول ... اليوم مخصص للعائلات ... ودلنا على مطعم ومدحه كثيرا ووصفه لنا ... فلما اقتربنا منه ... شعرنا بأن هذا الوجه مألوف لدينا ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه الآن تذكرنا إنه المطعم صاحب الأكل (الباكسناني) فرجعنا نبحث عن مطعم آخر حتى وجدناه أخيرا ... وتغدينا ثم ...مررنا قبيل المغرب بالسوق الشعبي وسط المدينة ...ووسط رذاذ المطر وجدنا فرقة شعبية يرقصون وسط السوق ...


http://naser95.jeeran.com/7ن.JPG

تركناهم ثم دخلنا وسط سوق البخور ... واشترينا منه ما شاء الله من بخور ومداخن ولبان ...

http://naser95.jeeran.com/8ن.JPG

ثم سألنا عن محلات لبيع الملابس ...فدلونا واشترينا منها ثيابا عمانية ... وكملناها بالطواقي العمانية المميزة ...وأخذنا فيها صورا تاريخية ... وانظروا للأمير إين وضع يديه بشكل يوحي بفرض السيطرة !!!!!!!!!!!!!

http://naser95.jeeran.com/9ن.JPG

ثم عدنا لمقر سكننا المبارك ... وبعدها نزلنا على شاطئ البحر ... وكان الجو تلك الليلة ولا أروع ... وشربنا هناك الشاي والعصير الطازج ... ثم ختمناها ببعض من الهمبرجر ... وعدنا للشقة ... ونمنا باكرا نوعا ما ... استعدادا ليوم السفر ... وطريق العودة ...
وبالفعل ما إن حل وقت أذان الصبح حتى استيقظ الجميع ... وأمام مقر السكن وقبل الصلاة ... رتبنا العفش في السيارة ...

http://naser95.jeeran.com/10ن.JPG

وصلينا الفجر ثم اتجهنا إلى مخرج صلالة ...
وبنظرة حزينة ...قبل طلوع الشمس ... ودعنا تلك الديار والقلب يخفق بالحسرة على تركها ...فالوقت داهمنا ولم نر من صلالة إلا القليل ... فلم نصحو بعد من نشوة اللقاء ... حتى داهمتنا حسرة الفراق ... نتصبر بحديث تجاذباه عن سفرة قادمة بالعائلات لهذه المدينة الجميلة ...

http://naser95.jeeran.com/11ن.JPG

وداعا صلالة ...
وارقبينا في عام قادم ...
وانتظري فرسان أبها الذين تركوا مدينتهم الجميلة ...
وقطعوا الفيافي والقفار لك أنت أيها الحسناء البهية!!
..........

بومحكم
12-23-2006, 11:58 AM
http://naser95.jeeran.com/1س.JPG

خرجنا من صلالة ... ولا ندري هل شرقت الشمس أم لا ... لأننا منذ أن وطئت أقدامنا أرض المهرة منذ 4 أيام لم نر الشمس ... وبعد أن تجاوزنا سلسلة جبال صلالة ... تغير كل شيء ... حتى الشمس التي اختفت عنا كثيرا ... هاهي تطل علينا من جديد ... وهاهي صورتها أثناء مرور الغيوم من أمامها متجهة لصلالة ...


http://naser95.jeeran.com/2س.JPG

عادت الأرض للطبيعة التي نعرف ... فسبحان الله ... ننظر للخلف فنرى الغيوم والجبال الشاهقة الخضراء ... ثم نلتفت للأمام فلا نرى إلا شمس الجزيرة الحارقة ... وذرات الرمال المتحركة ...

http://naser95.jeeran.com/3س.JPG

سرنا في هذا الطريق الطويل الممل بحق ... حتى محطات الوقود متباعدة ومن لم يأخذ حذره فسيضطر للانتظار في طابور طويل أمام محطة نفذ منها الوقود ... كما حصل معنا بالضبط ...

http://naser95.jeeran.com/4س.JPG

أفطرنا جوار المحطة التي نفذ منها البنزين ... ننتظر حاملة الوقود لتنهي تفريغها في المحطة ... وبعد الإفطار وتعبئة الوقود ... لم يبقى أمامنا إلا طريق الـ1000 كيلو الصحراوي للخروج من عمااااااااان ...
وحين بلغ بنا الجهد مبلغ ... أتت نفحات طلب العلم لأبي محمد ... فألح على الأمير لكي يعطيه دروسا في العروض ... وأوزان الخليل ...

http://naser95.jeeran.com/5س.JPG

وبعد شرح استمتعنا به طويلا ... خصوصا مع التمارين الجماعية التي لا تخلو من أبيات الشعر الغزلي التي استحضرها أميرنا أخضر القلب !!!!
جاء وقت الجد ... وأعطى الأمير أمتحانا فرديا لأبي محمد ... قطَّع نصف البيت ثم خلد في نوم عميق !!!
والحق أننا كلنا استسلمنا للنوم مع الخط الممل ... إلا قائد السيارة والذي شككنا كلنا في أمره ... وخفنا من أنه يتعاطى بعض ما يكون !!!!!
انتبهت من نومي فجأة ... لأنظر في البنزين ... لأني كنت قلق من قلة محطات البنزين ... والموتر يصرف .... فهاااااااالني ما رأيت ...

http://naser95.jeeran.com/6س.JPG

وااااااااااااااااااااااااااااااااااو ... ماهذا يا مجنون ؟! ... أنا الجبل الأخضر والذي ما إن يسمع جرس السرعة يصل للـ120ك ... حتى ترتعد فرائصه وربما وقف على جانب الخط ... ويرتد أنفاسه... وقد يتصل بأهله يطمنهم على سلامته ... أنا أركب في سيارة تسرع 200ك مرة واحدة .... أنا ما تعديت في حياتي 140 إلا في الطائرة !!!!
طار النوم من عيني ... وعادت السرعة لسابق عهدها ... ومن العجيب إنه لما وصل إلى 140ك ... قلت : إيوه ياخي كذا بلاش تهورررررر !!!!!!!!!!!!!!!!
المهم ...
مازلنا في طريقنا حتى قبيل العصر بقليل ... وصلنا المنفذ العماني على الإمارات ... وأنهينا إجراءات الدخول ودفع 100 ريال تأمين ... وأول ما يقابلنا مدينة العين ...

http://naser95.jeeran.com/7س.JPG

سرنا نتتبع اللوحات الإرشادية ... وعلى مخرج المدينة ... وقفنا جوار مسجد جميل ... توضأنا ودخلناه ... كان الجو في الخارج شديد الحرارة ... أما داخل المسجد فالجو بارد بفعل التكييف ... فلم ننس لذة الصلاة تلك وجلسة الاسترخاء في ذلك المسجد بعد الصلاة والطريق الطويل ... وهذا هو من الخارج ..

http://naser95.jeeran.com/8س.JPG

خرجنا من المسجد ... وسرنا في طريق رائع جدا إلى أبو ظبي ... وفي طريق بدأت بطوننا تزأر ... لكن روعة الطريق المذهلة ... ووعود الأمير المسلية بوجبة عشاء فاخر في أبو ظبي تهون المصاب ...وفي هذه الأثناء اتصل أبويزيد بأحد الشباب ليحجز لنا 5 مقاعد على أي رحلة بعد غد من أبها للرياض ... ولم يمض وقت حتى أخبرنا بأنه حجز وقطع التذاكر على رحلة السابعة من صباح الخميس ...

http://naser95.jeeran.com/9س.JPG

ولما شارفت الشمس على المغيب ... كنا على مشارف أبو ظبي ... المدينة الرائعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ... حضارة وتقدم ونظام أذهلتنا ... سرنا في شوارعها على غير هدى ... نمتع الأنظار ونبحث عن مطعم بعد أن صرفنا من محل صرافة في مجمع تجاري على مدخل المدينة ...

http://naser95.jeeran.com/10س.JPG

ولما بلغ السيل الزبى ... وجدنا مطعما راقيا جدا ... ولما رأى مديره (من جنسية عربية) في هيئتنا وعثاء السفر ... وعلى وجوها كآبة المنظر ... قادته خبرته ومكره لفكرة أسعدتنا وأراحتنا ... قال : (إيه رأيكم ... باين عليكم عوزين ترتاحم ... عندى تحت صالة فاخرة للعائلات ... حتخدم فيها رحتكم عالآخر) قلنا: بيض الله وجهك ... ممتاز ... وتعشينا في المطعم عشاء فاخرا ...
بعد ذلك فكرنا في الخروج من أبوظبي والاتجاه إلى الحدود السعودية التي تبعد 350 كيلو تقريبا ... وفي الطريق يمكن البحث عن مكان مناسب للنوم والراحة ... وفعلا خرجنا من أبوظبي وعلى مشارفها صلينا المغرب والعشاء ... وسألنا صاحب ليموزين عن مكان مناسب للمبيت ... فدلنا على فندق المرفأ والذي يبعد مسافة 150كيلو تقريبا ...
وصلنا قرب الواحدة فندق المرفأ الجميل على ساحل البحر ... ولما رأينا هذه ارتمينا عليها دون أحم أو دستور ...

http://naser95.jeeran.com/11س.JPG

نمنا على أحسن حال ... واستيقظنا في الضحى قبيل انتهاء وجبة الإفطار المتميزة ... وقد أخذنا بعض الصور للفندق ... فهذه صورة المقهى في اللوبي ..

http://naser95.jeeran.com/12س.JPG

ونحن نسكن غرفتين بقيمة 900 ريال في آخر هذا الممر الجميل ..

http://naser95.jeeran.com/13س.JPG

سلمنا الغرف بعد صلاة الظهر والعصر جمع تقديم ... وخرجنا من الفندق ... لنأخذ هذه الصورة لجانب منه ..

http://naser95.jeeran.com/14س.JPG

خرجنا في رياح رملية عاصفة ... ودرجة حرارة بلغت53 درجة مئوية ... مررنا في الطريق باستراحة للمسافرين ... تشمل على مركز للتسوق ومطعم 5 نجوم ... تغدينا أسماك وروبيان ... وواصلنا المسير حتى وصلنا للحدود السعودية ... ودخلنا بعد العصر تقريبا ... واخترنا طريق حرض – الخرج – الرياض ...
سرنا في طريق صحراوي قاحل أينما اتجهت بنظرك لا ترى إلا بحرا من الرمال ... مر من أمامنا شريط الذكريات ... ما أجملها من رحلة وما ألذها من لحظاااات ... جبال شاهقة ... تأريخ قديم ... أرض خضراء ... أنهار جارية ... أودية سحيقة ... مرت سريعا وكأن شيئا لم يكن ... أترك الشباب لأنظر عن يميني ... أشاهد بحر الرمال ...و أستلذ بشريط الذكريات ... بالضبط هذا ما رأيت ...


http://naser95.jeeran.com/15س.JPG

أنتبه من سكرة الذكرى ... على صوت نشيد من أبي عبدالله ... فأردد معه بصوت متقطع والعبرة تكاد تخنقني ... على هذه الصحبة الرائعة وهذا التنوع الأروع ...
حقا ... إن ما مررنا به يمثل وبإيجار فكرة هذه الدنيا ... فما نحن فيها إلا رحالة نستظل بظل شجرة ساعة من نهار ... ثم نواصل الرحلة وكأن شيئا لم يكن ... فهنيئا لمن ارتاح قليلا في الظل وواصل المسير ... ما أتعس من ألهته فراشات الحقل عن هدفه المنشود ...
وإنني إذ أسطر أسطري هذه في ساعات السحر ... لأدعو المولى عز وجل ... أن يعيننا على أنفسنا ... وأن يجمعنا بأحبابنا ... في جنات عدن على سرر متقابلين ... نتذكر سويا تلك الأيام واللحظات الرائعة ... لا تلوموني في استطرادي فأنا :
أعلل النفس بالآمال أرقبها ................ ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
0
0
0
http://naser95.jeeran.com/16س.JPG

بومحكم
12-23-2006, 12:03 PM
الاخوة الكرام

ذكرت ان الموضوع منقول

ومن بداية الصور سيظهر اسم المنتدى

واسم صاحب الرحلة

وذكرت لكم انها من احدى المنتديات

ولم اضع رابط

لانه وكما هو متعارف عليه

سيتم حذف الرابط
من قبل ادارة المنتدى


ولكني ارى ماشاء الله

ولاول مرة على صعيد المنتديات الحضرمية هنا وفي منتى اخر

لم يتم حذف الرابط


الرجاء ابلاغنا من قبل الادارة

وبنحط لكم روابط على طول مايهمكم

السامر
12-24-2006, 08:56 PM
مشكووووووووووووووووووووووور

اخوي على هذا التفصيل الواضح

وياليتني كنت معكم شكلها رحله جميلة وخاصة الصو الحلوه المرفقة

اذا بتروحون مره ثانية بروح معكم .... ههههه ...


يعطيك العافية اخوي