حد من الوادي
12-18-2006, 09:55 PM
18/12/2006
اليمن وطوق النجاه الاميركي
أحمد غراب - نيوزيمن
رغم أن لواشنطن سيئاتها الكثيرة في المنطقة إلا أن حسناتها كثيرة تجاه اليمن خصوصا وان واشنطن لعبت دورا كبيرا في عملية الحفاظ على الوحدة اليمنية أثناء تمرد 94م كما أنها منحت اليمن مكانة إقليمية متميزة من خلال منحها دورا الحليف الأساسي في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي كان له ثماره الطيبة في إحداث تقارب كبير بين اليمن والأطراف الدولية الكبرى من ناحية واليمن والدول الخليجية من ناحية أخرى.
وكان لواشنطن أفضال كبيرة في عملية تعزيز قدرات الأمن اليمنية وتطوير إمكانياتها ووسائلها ودفع دول الخليج باتجاه منح اليمن المزيد من الدعم بالإضافة إلى أنها أظهرت دعمها المباشر لقيام اليمن بدور إقليمي بارز سواء فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب أو ما يخص جهود التهدئة في القرن الإفريقي.
ومع التحدي الصعب الذي يواجه اليمن على الصعيد الاقتصادي خصوصا في ظل حقائق الانفجار السكاني المرتقب في اليمن في ظل تزايد معدل النمو السكاني وارتفاع البطالة، وازدياد التعقيدات في الحياة الاجتماعية يمكن القول أن واشنطن هي طوق النجاة الأكثر قربا من صنعاء لتحقيق أهداف النهوض الاقتصادي من خلال حسن استثمار العلاقات اليمنية الأميركية لإحداث المزيد من التقارب اليمني الخليجي من جهة، وفي ذات الوقت لكسب الدعم الأميركي والدولي اللازم لتحقيق النهوض وتجاوز آثار المستوى الاقتصادي القائم.
كما يبدو من المهم أن نشير إلى أهمية الدور الأميركي في دعم اليمن اقتصاديا وامنيا وسياسيا وإقليميا خصوصا خلال السنوات القادمة، ويبدو العام 2008م محطة امتحان هامة للعلاقات اليمنية الأميركية حيث سيشهد هذا العام الانتخابات الرئاسية التي أتوقع أن تكون الأشد سخونة في التاريخ الأميركي باعتبار أن الإستراتيجية الحالية للولايات المتحدة قد تتغير بما فيها موقع اليمن في الإستراتيجية الأميركية رغم وجود احتمالات كثيرة جدا بتزايد الدور الاستراتيجي لليمن ضمن إستراتيجية واشنطن في المنطقة، ومن المدهش للبعض أن الفترة الرئاسية للرئيس بوش التي يعتبرها الكثيرون في المنطقة من أسوء الإدارات الأميركية هي بالنسبة لليمن الإدارة الذهبية التي شكل عهدها قفزة نوعية في العلاقات اليمنية الأميركية وفي الدور الإقليمي لليمن في المنطقة حيث يفرض المنطق الحيادي القول أن سياسة واشنطن إزاء اليمن كان وما زال لها الكثير من الآثار الايجابية المثمرة والداعمة لليمن الأمر الذي يفرض من باب المبدأ الإسلامي القائل ( أحرص على ما ينفعك ) أن نسعى كمثقفين ومواطنين إلى تغيير الصورة النمطية التي تثير الكراهية ضد واشنطن بين بعض الفئات الاجتماعية تجنبا لأي تعكير مستقبلي لهذه العلاقات التي تبدو اليمن أحوج ما تكون إليها في هذا الوقت بالتحديد وتبدي واشنطن حرصها الشديد على أن تكون حليفتها اليمن دولة ناجحة، الأمر الذي يستوجب قطع مسافة غير عادية فيما يخص مكافحة الفساد والسعي إلى النهوض التنموي بطرق سليمة وناجحة قائمة على أسس علمية.
ولعل من المهم على الحكومة اليمنية الحالية أو القادمة في هذا الاتجاه أن تسعى إلى اتخاذ خطوات عملية حقيقية وواضحة على صعيد البناء الناجح الذي يضمن وجود دولة قوية غير هشة ولعل هذا الطريق لا يستجلب دعم واشنطن فقط بل يحظي بدعم جميع الدول الخليجية والأطراف الدولية الكبرى في العالم.
كما أن واشنطن أظهرت مؤخرا عن رغبتها الأكيدة في تطوير علاقاتها مع اليمن وبحسب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى عقب مباحثاته مع الرئيس اليمني فإن واشنطن تساند اليمن وتعتبرها "صديقة وحليفة"، كما وتساند علاقة صنعاء بدول الجوار.
ويمكن القول أن سياسة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كان لها دورا كبيرا في تعزيز وتوثيق العلاقات بين صنعاء وواشنطن منذ أن سعى لاتفاق للتفاهم توصل إليه في زيارة قام بها إلى واشنطن عام 1990، ومنذ ذلك التاريخ والعلاقات بين صنعاء وواشنطن تسير بشكل متميز ومتنامي ومما زاد هذه العلاقات هو أن واشنطن دعمت الموقف الشجاع الذي أظهره الرئيس علي عبد الله صالح في الحفاظ على الوحدة اليمنية في حرب الانفصال عام 1994م وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تزايد التعاون الأمني بين الولايات المتحدة واليمن، بعد أن كانت اليمن ضمن القائمة الأميركية للدول التي تؤوي إرهابيين وبالرغم من أن أحداث 11 سبتمبر 2001، وقبلها حادثة المدمرة كول سلّطتا الأضواء على مسألة التعاون الأمني بين صنعاء وواشنطن فإن ذلك لا يعني أن هذا التعاون وليد تلك الأحداث؛ فقد سبقها بعدة أعوام، وبالتحديد منذ انتهاء حرب الانفصال عام 1994؛ حيث برز ملف الإرهاب والتطرف كقضية محورية في السياسة الخارجية اليمنية مع دول عدة، في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وسارعت الحكومة اليمنية لوضع خطة أمنية ودبلوماسية لمواجهة هذا الملف، وتبديد الشكوك التي كادت تدرج اليمن ضمن قائمة الإرهاب في العالم ولإبعاد شبح الضربة العسكرية توجه الرئيس علي صالح لواشنطن في الثامن والعشرين من نوفمبر 2001، والتقى بالرئيس بوش، وتم الاتفاق على الخطوط العريضة للتعاون الأمني وجاءت زيارة الرئيس صالح للولايات المتحدة بمثابة نقطة تحول في تلك العلاقات
اليمن وطوق النجاه الاميركي
أحمد غراب - نيوزيمن
رغم أن لواشنطن سيئاتها الكثيرة في المنطقة إلا أن حسناتها كثيرة تجاه اليمن خصوصا وان واشنطن لعبت دورا كبيرا في عملية الحفاظ على الوحدة اليمنية أثناء تمرد 94م كما أنها منحت اليمن مكانة إقليمية متميزة من خلال منحها دورا الحليف الأساسي في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي كان له ثماره الطيبة في إحداث تقارب كبير بين اليمن والأطراف الدولية الكبرى من ناحية واليمن والدول الخليجية من ناحية أخرى.
وكان لواشنطن أفضال كبيرة في عملية تعزيز قدرات الأمن اليمنية وتطوير إمكانياتها ووسائلها ودفع دول الخليج باتجاه منح اليمن المزيد من الدعم بالإضافة إلى أنها أظهرت دعمها المباشر لقيام اليمن بدور إقليمي بارز سواء فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب أو ما يخص جهود التهدئة في القرن الإفريقي.
ومع التحدي الصعب الذي يواجه اليمن على الصعيد الاقتصادي خصوصا في ظل حقائق الانفجار السكاني المرتقب في اليمن في ظل تزايد معدل النمو السكاني وارتفاع البطالة، وازدياد التعقيدات في الحياة الاجتماعية يمكن القول أن واشنطن هي طوق النجاة الأكثر قربا من صنعاء لتحقيق أهداف النهوض الاقتصادي من خلال حسن استثمار العلاقات اليمنية الأميركية لإحداث المزيد من التقارب اليمني الخليجي من جهة، وفي ذات الوقت لكسب الدعم الأميركي والدولي اللازم لتحقيق النهوض وتجاوز آثار المستوى الاقتصادي القائم.
كما يبدو من المهم أن نشير إلى أهمية الدور الأميركي في دعم اليمن اقتصاديا وامنيا وسياسيا وإقليميا خصوصا خلال السنوات القادمة، ويبدو العام 2008م محطة امتحان هامة للعلاقات اليمنية الأميركية حيث سيشهد هذا العام الانتخابات الرئاسية التي أتوقع أن تكون الأشد سخونة في التاريخ الأميركي باعتبار أن الإستراتيجية الحالية للولايات المتحدة قد تتغير بما فيها موقع اليمن في الإستراتيجية الأميركية رغم وجود احتمالات كثيرة جدا بتزايد الدور الاستراتيجي لليمن ضمن إستراتيجية واشنطن في المنطقة، ومن المدهش للبعض أن الفترة الرئاسية للرئيس بوش التي يعتبرها الكثيرون في المنطقة من أسوء الإدارات الأميركية هي بالنسبة لليمن الإدارة الذهبية التي شكل عهدها قفزة نوعية في العلاقات اليمنية الأميركية وفي الدور الإقليمي لليمن في المنطقة حيث يفرض المنطق الحيادي القول أن سياسة واشنطن إزاء اليمن كان وما زال لها الكثير من الآثار الايجابية المثمرة والداعمة لليمن الأمر الذي يفرض من باب المبدأ الإسلامي القائل ( أحرص على ما ينفعك ) أن نسعى كمثقفين ومواطنين إلى تغيير الصورة النمطية التي تثير الكراهية ضد واشنطن بين بعض الفئات الاجتماعية تجنبا لأي تعكير مستقبلي لهذه العلاقات التي تبدو اليمن أحوج ما تكون إليها في هذا الوقت بالتحديد وتبدي واشنطن حرصها الشديد على أن تكون حليفتها اليمن دولة ناجحة، الأمر الذي يستوجب قطع مسافة غير عادية فيما يخص مكافحة الفساد والسعي إلى النهوض التنموي بطرق سليمة وناجحة قائمة على أسس علمية.
ولعل من المهم على الحكومة اليمنية الحالية أو القادمة في هذا الاتجاه أن تسعى إلى اتخاذ خطوات عملية حقيقية وواضحة على صعيد البناء الناجح الذي يضمن وجود دولة قوية غير هشة ولعل هذا الطريق لا يستجلب دعم واشنطن فقط بل يحظي بدعم جميع الدول الخليجية والأطراف الدولية الكبرى في العالم.
كما أن واشنطن أظهرت مؤخرا عن رغبتها الأكيدة في تطوير علاقاتها مع اليمن وبحسب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى عقب مباحثاته مع الرئيس اليمني فإن واشنطن تساند اليمن وتعتبرها "صديقة وحليفة"، كما وتساند علاقة صنعاء بدول الجوار.
ويمكن القول أن سياسة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كان لها دورا كبيرا في تعزيز وتوثيق العلاقات بين صنعاء وواشنطن منذ أن سعى لاتفاق للتفاهم توصل إليه في زيارة قام بها إلى واشنطن عام 1990، ومنذ ذلك التاريخ والعلاقات بين صنعاء وواشنطن تسير بشكل متميز ومتنامي ومما زاد هذه العلاقات هو أن واشنطن دعمت الموقف الشجاع الذي أظهره الرئيس علي عبد الله صالح في الحفاظ على الوحدة اليمنية في حرب الانفصال عام 1994م وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تزايد التعاون الأمني بين الولايات المتحدة واليمن، بعد أن كانت اليمن ضمن القائمة الأميركية للدول التي تؤوي إرهابيين وبالرغم من أن أحداث 11 سبتمبر 2001، وقبلها حادثة المدمرة كول سلّطتا الأضواء على مسألة التعاون الأمني بين صنعاء وواشنطن فإن ذلك لا يعني أن هذا التعاون وليد تلك الأحداث؛ فقد سبقها بعدة أعوام، وبالتحديد منذ انتهاء حرب الانفصال عام 1994؛ حيث برز ملف الإرهاب والتطرف كقضية محورية في السياسة الخارجية اليمنية مع دول عدة، في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وسارعت الحكومة اليمنية لوضع خطة أمنية ودبلوماسية لمواجهة هذا الملف، وتبديد الشكوك التي كادت تدرج اليمن ضمن قائمة الإرهاب في العالم ولإبعاد شبح الضربة العسكرية توجه الرئيس علي صالح لواشنطن في الثامن والعشرين من نوفمبر 2001، والتقى بالرئيس بوش، وتم الاتفاق على الخطوط العريضة للتعاون الأمني وجاءت زيارة الرئيس صالح للولايات المتحدة بمثابة نقطة تحول في تلك العلاقات