مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى العدوان على العراق-"و اسألوا أهل الذكر"
ود علي
03-21-2003, 06:57 AM
عندما تدلهم الأحداث و تتكالب الخطوب تختلط أصوات الحق بالباطل و يتكلم كل بحق و بغير حق .. بعلم و بغير علم .. بوعي و بغير وعي ...و هنا يستغل العدو هذا الخلط و الهرج و يسخر آلته الإعلامية كي تحث الناس على تقبل الأمر الواقع و التسليم بأن أمريكا هي وراء كل حدث و هي القادرة على توجيهه أينما شاءت .. و فيما لا تنطلي هذه التضليلات على من تبصر و وثق بالله يبقى هؤلاء في بحث على إجابة للسؤال: ما الواجب عمله إذن. و لأن مثل هذه الأحداث العظام ليست مجرد أزمات عابرة بل هي جزء من سلسلة طويلة من صراع الحق و الباطل و جب علينا التعامل معها بمستوى أثرها و طول فترة الصراع. و لن تجدي فورات من الغضب المؤقت الذي سرعان ما يخبو عندما نسمع بأن العدو حقق نصر هنا أو هناك ثم نقول أن ما حصل مقدر و ربما كان العدو محقا و ربما كان الضحية مخطئا و ربما و ربما و نغوص في دوامة التيه من جديد بحثا عن حدث آخر يستفز مشاعرنا و يخرج شحنات الفضب المتراكمة و هكذا.
و غاب عنا أن الأمة لا تزال تعج بعلماء و دعاة و مصلحين و مفكرين مخلصين (نحسبهم و الله حسيبهم) ينطلقون في تقييمهم للأحداث من منطلق إدراك طبيعة الصراع التى تتجاوز الزمان و المكان بعيدا عن حسابات الحكام و مطامع السلطان و مستشعرين خطورة العواقب لفتوى متساهلة و أخرى قصيرة النظر. و نحن العامة ان لم نبحث عن الدواء عند علمائنا فمن عساه يخبرنا...هذا و من المعلوم أن الفتاوى قد لا تتفق على توصيف العلاج و ان اتفقت على تشخيص الداء و للمسلم منا أن يتحرى لنفسه و لدينه و يتبع من يثق به في ذلك و في الأخير هي أمانة فرديه على كل واحد منا.
و هنا سنفتح باب رصد لفتاوى تخص الأحداث الحالية من علماء متعديين. و لأن الفتاوى ستكون منقولة بنصها من مصدر النشر و نسبته لعالم معين فنرجو عدم التعليق أو النقد على الفتاوى لأن ذلك ببساطة ليس مخولا للعامة و من يفدون للمواقع بأسماء لا نعرف ماهيتها و لا من هو وراءها ...اللهم الا من اكتشف خطأ في النقل أو أراد ان يسوق فتاوى أخرى من علماء آخرين و نرجو من المشرف جزاه الله خيرا ان يراقب هذا الأمر حتى لا يتحول الأمر الى ميدان للتهجم على العلماء او مناقشتهم بدون اهلية لذلك أو الافتراء و تقويلهم ما لا يقولونه كما يرجى توثيق مصدر النقل الذي يجب ان يكون جهة واضحة و ليس من منتديات أخرى مثلا.
و الله نسأل أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
ود علي
03-21-2003, 07:04 AM
السؤال:
شيخنا الفاضل نسمع جميعا عن الحملة التي تعدها أمريكا للاعتداء على شعب العراق الأعزل ولا نعرف ماذا نصنع فما واجبنا نحو هذه الحملة الشرسة ؟؟
المصدر: موقع إسلام أون لين
المفتي: مجموعة علماء (أنظر القائمة أدناه)
نص الإجابة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإنه بالإضافة إلى النوازل الخطيرة والكوارث العظيمة التي لا تزال تغشى المسلمين في ديارهم وفي مقدمتها كارثة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فإن هناك كارثة عظيمة ونازلة خطيرة تقع على المسلمين في ديارهم وهي ما تقوم به أمريكا من عدوان واضح على العراق واحتلال كامل لأرضه، وقد حشدت له قوة هائلة في البرّ والبحر والجو مع إعلان صريح واضح بعزمها على ما تريد فعله من غزو للعراق وحكم مباشر له.
فما حكم الإسلام في هذه النازلة العظيمة والكارثة الخطيرة التي توشك أن تحلّ في العراق وشعبه المسلم؟
هذا ما نريد بيانه للناس وللمسلمين على وجه الخصوص، ليحيا من حيّ عن بينة ويهلك من يهلك عن بينة، والله تعالى حسبنا ونعم الوكيل.
والأدلة على وجوب نصرة شعب العراق على المسلمين كثيرة نذكر منها:
أولا: من كتاب الله العزيز:
1-قال ربنا تبارك وتعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. ووجه الدلالة بهذه الآية الكريمة أنها توجب على المسلمين قتال من يقاتلهم من الكفار، والأمريكان جاءوا بجنودهم من وراء البحار وحشدوا قواتهم ليقاتلونا في ديارنا، فواجب علينا قتالهم استجابة لأمر الله الصريح بهذا الوجوب لأنه جاء بصيغة الأمر الدالة على الوجوب من غير قرينة تصرفه عن هذا الوجوب.
2-وقال ربنا جلّ جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} الآية، وهذه الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حيث كتب إلى أناس من المشركين في مكة يخبرهم بعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على غزوهم وفتح مكة لما نقضوا العهد. ووجه الدلالة بهذه الآية أنها تنهى عن مناصرة أعداء الإسلام ولو بإخبارهم عما يعزم عليه المسلمون، فيكون نهي المسلمين لأعدائهم عن مناصرتهم بما هو أخطر من مجرد الإخبار أولى بالمنع والتحريم كتقديم المعونة الفعلية المادية لهم. ولا يقال إن هذه الآية تتعلق بتلك الحادثة فقط لأن القاعدة الأصولية تقول "العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب".
3-وقال ربنا تعالى: {لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} الآية. وقد جاء في تفسير هذه الآية الكريمة: "الولي هو المحب المناصر…"، وعلى هذا لا يجوز للمسلم أن ينصر الأمريكان المعتدين على إخوانهم المسلمين في العراق.
ثانيًا: من السنة النبوية المطهرة
1- جاء في حديث أخرجه الإمام الجليل شيخ المحدثين البخاري يرحمه الله "… المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه…"، ومعنى لا يسلمه: "أي: يحميه من عدوه ولا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه، بل ينصره ويدافع عنه"؛ فواجب على كل مسلم أن ينصر شعب العراق المسلم في محنته وفي الكارثة التي ستحلّ فيه بكل ما يستطيع من وسائل النصرة حتى يندفع شر الأمريكان المعتدين ومن يواليهم عن العراق وأهله.
2- وفي الحديث النبوي الشريف: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قيل: يا رسول الله ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: تمنعه من الظلم"، أو كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه، فعلى المسلمين واجبان: (الأول) منع الظالم من ظلمه بما يمنعه من الظلم بكل وسيلة ممكنة، ومن ذلك عدم معاونته على ظلمه، وهذا أقل أنواع منعه من الظلم. (الثاني) أن يقف المسلمون بجانب المظلوم يدافعون معه ضد الظالم.
وعلى هذا يجب على المسلمين نصرة شعب العراق المسلم في دفع عدوان الأمريكان عليه بكل وسيلة ممكنة، والامتناع التام من نصرة الأمريكان المعتدين.
ثالثًا: من أقوال الفقهاء
1- قال فقهاؤنا يرحمهم الله تعالى: إن جهاد (الدفع) هو قتال الكفار المعتدين إذا احتلوا بلدا من دار الإسلام أو عزموا على ذلك وباشروا مقدماته، ففي هذه الحالة يجب هذا الجهاد –جهاد الدفع– على كل مسلم قادر على قتال الكفار؛ لأن قتالهم في هذه الحالة فرض عيني قال الفقهاء فيه: "تخرج المرأة القادرة على القتال بدون إذن زوجها، ويخرج الولد بدون إذن والديه، ويخرج العبد بدون إذن سيده"، وحيث إن الأمريكان قد عزموا على احتلال العراق المسلم وباشروا مقدماته فعلى جميع المسلمين في العراق قتالهم والاستعداد لهذا القتال؛ لأن قتالهم صار فرض عين على المسلمين في العراق.
2- وقال فقهاؤنا يرحمهم الله تعالى: وإذا لم تحصل الكفاية بأهل البلد المسلم المحتل من قبل الكفار، في دفعهم وإخراجهم من هذا البلد فإن الوجوب الشرعي العيني ينتقل إلى الأقربين فالأقربين من هذا البلد. وحيث إن أهل العراق لا يقدرون وحدهم على دفع عدوان الأمريكيين المعتدين ولا يقدرون على إخراجهم من العراق إذا دخلوه، نظراً للقوة المادية الهائلة عند الأمريكيين المعتدين، فإن الواجب الشرعي العيني ينتقل إلى المسلمين في البلاد المجاورة للعراق، وعلى المسلمين من هذه البلاد المجاورة أن يقوموا بواجبهم الشرعي في قتال الأمريكيين المعتدين نصرة لإخوانهم في العراق، وعلى حكام هذه البلاد المجاورة تمكينهم من ذلك، وأن يمتنعوا امتناعاً تاماً من معاونة الأمريكيين المعتدين.
3- قال بعض الفقهاء كما جاء في تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل: "إن مناصرة الكفار على المسلمين توجب الكفر"، فليحذر المسلمون من هذه المناصرة للأمريكيين المعتدين.
رابعًا: النصيحة لعموم المسلمين:
ومن باب النصيحة للمسلمين أن نبين لهم أنه يحرم على المسلم أن يحب بقلبه مجيء الأمريكيين واحتلالهم للعراق مهما كان الدافع لحبه الخبيث هذا؛ لأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، ومعنى الحب في الله والبغض في الله أن يكون حب المسلم لما يحبه وبغضه لما يبغضه تبعاً لما يحبه الله أو يبغضه.
ولا شك أن الله تعالى لا يحب تسلط الكفرة على بلد مسلم أو على شعب مسلم، فعلى المسلم أيضاً ألا يحب تسلط الأمريكيين على العراق وشعبه المسلم، وكل مسلم يحس بميلٍ أو محبة لمجيء الأمريكيين إلى العراق واحتلاله، أذكره بما جاء في أول سورة (الروم) وفيها أخبر الله تعالى المؤمنين بنصر الروم على الفرس في بضع سنين، وأن المسلمين سيفرحون بهذا النصر فقال تعالى {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ}، وقال المفسرون في قوله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ}، أي يفرح المؤمنون بتغليب الله تعالى من له كتاب وهم الروم على من لا كتاب لهم وهم أهل فارس.
فإذا كان شأن المسلم أنه يفرح بنصر من هو أقرب للإسلام لمعنى من المعاني على الأبعد عن الإسلام، فهذا يعني أيضاً حسب مفهوم المخالفة ألا يفرح المؤمن بنصر الأبعد عن الإسلام على الأقرب من الإسلام.
وبناء على ذلك فإن فرح المسلم ينبغي أن يكون بانتصار أهل العراق على الكفرة الأمريكيين المعتدين، وأن المسلم لا يفرح أبداً بانتصار الأمريكيين الكفرة على أهل العراق المسلمين.
ومن البدهي أن الفرح بالشيء وحصوله يتضمن محبة ذلك الشيء وحصوله. فعلى المسلم أن يلاحظ هذه المعاني، وخلاصتها ألا يحب غلبة الأمريكيين على شعب العراق لأن هذا حرام.
خامسًا: الالتزام بأحكام الإسلام مقدم على ما سواه: </< B>
ونود أن نذكر إخواننا الحكام المسلمين في سائر البلاد الإسلامية أنه لا يجوز مطلقاً معاونة الأمريكيين في عدوانهم على العراق بحجة أن أقطارهم أعضاء في هيئة الأمم المتحدة، وأن هذه العضوية تلزمهم بما يقرره مجلس الأمن، فإذا أذن هذا المجلس لأمريكا شن عدوانها على العراق وأن على جميع الدول المشاركة في عضوية هيئة الأمم المتحدة معاونة أمريكا في عدوانها على العراق فإن هذه المعاونة لا تجوز شرعاً؛ لأن التزام المسلم بأحكام الإسلام مقدم على ما سواه من الالتزامات، لا فرق في ذلك بين حاكم ومحكوم.
ونذكر إخواننا الحكام المسلمين بموقف ألمانيا وهي دولة غير مسلمة فقد قررت وصرحت بأنها لن تشارك أمريكا في حربها ضد العراق ولو صدر لها الإذن بذلك من مجلس الأمن، فهل تبقى بعد ذلك حجة لأي حاكم مسلم بالتعاون مع أمريكا في عدوانها على العراق بحجة أن مجلس الأمن أذن لها بذلك وأن على كل دولة المعاونة لأمريكا في تنفيذ هذا الإذن؟
سادسًا: أمل ورجاء
وإننا نأمل ونرجو من إخواننا علماء الإسلام أن يقوموا بواجبهم الشرعي في هذه النازلة العظيمة التي توشك أن تقع على العراق وما سيعقبها من كوارث ومصائب، فيقوم سادتنا العلماء بتوعية الأمة وتبصيرها بالواجب الشرعي عليها إزاء هذه الهجمة الشرسة التي تعد لها أمريكا لضرب العراق واحتلال أرضه، وأن يتصل سادتنا العلماء بالحكام المسلمين ويذكرونهم بواجبهم الشرعي نحو العراق ونصرته باعتبارهم حكاماً وبأيديهم الأمر والنهي، وأن يكون هذا التذكير بالبلاغ الواضح الصريح وهو المطلوب في كل تبليغ لشرع الله، وهو ما أمر الله به رسله فقال تعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ}، أي البلاغ الواضح الصريح، وبهذا يخرجون من العهدة ويوفون بما ألزمهم الله به من بيان وتبيين وتبصير للأمة بما يجب عليها شرعاً.
وفّق الله تعالى علماءنا وحكامنا وجميع المسلمين لما يحب ويرضى، وأن يرينا الحق حقاً ويوفقنا إلى اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويوفقنا إلى اجتنابه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(جمع من أهل العلم الشرعي العراقيين المقيمين في الخارج)
عنهم:
1.د.عبد الكريم زيدان
2. د. أحمد عبيد الكبيسي
3. د. هاشم جميل
4. د. حارث سليمان الضاري
5. د. علي محيي الدين القره داغي
6. د. مصطفى البنجويني
7. د. أكرم ضياء العمري
8. الشيخ أحمد حسن الطه
9. د. عبد القهار العاني
10. د. مساعد مسلم آل جعفر
11. د. طايس الجميلي
12. د. عبد القادر السعدي
13. د. محمد عياش الكبيسي
ويمكن للسائل الاستزادة بقراءة هذه الفتاوى :
المعارضة العراقية والدور الأمريكي.. رؤية شرعية. (http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=75802)
دور الشباب في نصرة الإسلام . (http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=50771)
الجهاد بالمال ودوره في نصرة قضايا المسلمين (http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=70024)
مساعدة الحكومات للأمريكان خيانة أم ردة؟ (http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=86069)
والله أعلمموقع إسلام أون لاين (http://www.islamonline.net/fatwaapplication/arabic/display.asp?hFatwaID=85375)
ود علي
03-21-2003, 07:05 AM
السؤال:
إذا استطاع مسلم السفر إلى العراق فهل يجب عليه ذلك بنية الجهاد ضد الغزو الأمريكي المعتدي، أنا أردني وإذا كنت أستطيع السفر فهل هذا يكون فرض عين علي؟
المصدر: موقع اسلام أون لاين – بتاريخ: 2003/3/19
المفتي: الشيخ فيصل مولوي
نص الإجابة :
بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فالجهاد فرض عين على القادر المستطيع ، وإذا كان الذي يريد السفر للعراق من الجنود المسلحين المدربين على استخدام وسائل الحرب الحديثة، فقد يكون هذا واجبا عليه، أما من لا خبرة له في الحرب العسكرية ، فلا يجب عليه ، لأنه قد يكون عائقا أكثر منه مساعدا ومشاركا في الدفاع عن أرض العراق.
يقول المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء :
إذا دخل الأعداء بلداً من بلاد المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على أهل هذا البلد وعلى إخوانهم المسلمين القريبين منهم حتى يتم دحر العدوان.
هذا هو رأي جمهور الفقهاء، ونحن نضيف إلى هذا القول أن الجهاد في هذه الحالة فرض عين على المستطيع. والمستطيع هنا لا يقصد منه من استطاع الانتقال إلى أرض العراق، وإنما المقصود من استطاع المشاركة في دحر العدوان.
إذ من المعروف أن الحرب اليوم أصبحت بحاجة إلى كثير من التدريب، وإلى استعمال كثير من الوسائل التي لا يستطيعها الإنسان العادي. فإذا كان المسلم قادراً على الانتقال إلى العراق ولكن أقصى ما عنده أن يحمل سلاحاً فردياً ليقاتل القوات المعتدية به، حتى إذا ذهب للعراق تعرض لقصف الطائرات بالقنابل التي تزن آلاف الأطنان، وعرض نفسه للموت قبل أن يتمكن من إطلاق رصاصة على العدو.
في هذه الحالة لا نستطيع أن نفتيه بجواز السفر إلى العراق. وهذا على ما أظن هو حال أكثر الشباب المسلم المتحمس الذي يريد الذهاب إلى العراق للمشاركة في الدفاع عنه ضد المعتدين.
والله أعلم
ود علي
03-21-2003, 07:06 AM
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركات،
أنا أب لأربعة أولاد , وأريد أن أذهب للعراق مجاهداً ؛ لأدافع عن إخوتي المسلمي. سؤالي : إذا ذهبت هناك بنية نيل رضوان الله ثم تم قتلي فهل أكون شهيداً ؟ عندي حياة واحدة فقط ولا أريد أن أضيعها ، أريد الجواب مؤيداً من الكتاب والسنة , وأقوال السلف الصالح .والسلام .
المصدر: موقع الأسلام اليوم – بتاريخ: 17/1/1424هـ
المفتي: الشيخ سلمان بن فهد العوده
نص الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الأخ/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً : إذا لم نتصارح ونتعامل بالصدق التام فيما بيننا في مثل هذه الظروف الحرجة البالغة الخطورة فلا خير فينا !
ولا أزعم - أيها الأخ الحبيب - أن ما أقول لك هو بالضرورة صواب ، ولكنني أؤكد لك أن الحامل عليه هو ما يعلمه الله في قلوبنا من الشحّ بدماء المسلمين وأرواحهم ، والحدب عليهم ، وتلمس مصلحتهم العاجلة والآجلة .
ولا أحد من المسلمين إلا وفي قلبه من الحنق والغيظ على هذا العدوان الفاجر ما يكاد أن يودي بسكينته وعافيته ، وكفى بالقهر داءً .
ولكننا لا نريد أن نزيد في المحنة بزهوق أرواح خلّص أتقياء صلحاء ذوي نيات طيبة ، دون أن يكون في ذلك نكاية بالعدو .
إن الله تعالى يحب حياة المؤمنين وبقاءهم وعبادتهم وصلاتهم وقرآنهم ولذلك خلقهم ، ولا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا ، وخيركم من طال عمره وحسن عمله .
فرحيل المؤمن عن هذه الدار ليس مطلوباً بذاته ، ولكن يشرع حين تترتب عليه مصلحة أعظم من مصلحة بقائه ، فإذا عدمت هذه المصلحة أو ضعفت وجب تقديم اعتبار الحياة والبقاء .
وقبل أن أستطرد أنقل لك هذين النصين من كلام الإمام الفقيه العز بن عبد السلام في كتابه ( قواعد الأحكام في مصالح الأنام ) ج1ص95 :
- قال رحمه الله : " انهزام المسلمين من الكافرين مفسدة , لكنه جائز إذا زاد الكافرون على ضعف المسلمين , مع التقارب في الصفات تخفيفاً عنهم , لما في ذلك من المشقة ودفعا لمفسدة غلبة الكافرين لفرط كثرتهم على المسلمين . وكذلك التحرّف لقتال , والتحيّز إلى فئة مقاتلة بنية أن يقاتل المتحيز معهم ؛ لأنهما وإن كان أدباراً إلا أنهما نوع من الإقبال على القتال "
- وقال رحمه الله : " التولي يوم الزحف مفسدة كبيرة , لكنه واجب إذا علم أنه يُقتل من غير نكاية في الكفار ؛ لأن التغرير بالنفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في المشركين , فإذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام , لما في الثبوت من فوات النفوس مع شفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام وقد صار الثبوت ههنا مفسدة محضة ليس في طيها مصلحة "
إن من الحق والعدل أن يدافع الشعب العراقي قدر مستطاعه عن دينه وأرضه وعرضه وخيراته ، ونحن على ثقة أن دخول الإدارة الأمريكية في هذا المستنقع خطأ غير محسوب ، وأن الأحداث ستثبت على المدى الطويل أن الأمر كان حماقة من غير مجرب .
لكننا لا نرى ما يدعو إلى ذهاب أحد من المسلمين إلى العراق للمشاركة في الحرب لأسباب منها :
1- معظم الحرب سيكون ضربات جوية مدمرة ، وهذه يستوي عندها أن تقتل ألفاً أو مائة ألف ، والآلة ستكون ذات أثر في حسم نتيجة المعركة على المدى القصير .
2- أهل مكة أدرى بشعابها وظروفها وطبيعتها الجغرافية ،وليس بالناس حاجة إلى الكثرة العددية ، وربما كان الذاهب عبئاً عليهم بدلاً من أن يكون عوناً لهم .
3- ربما استشرف العدو وتمنى القبض على بعض المتطوعين في العراق لغايات سياسية وإعلامية ومصالح داخلية وخارجية ، وقد تنقطع ببعض الذاهبين السبل ويقعون في أيدي من لا يخاف الله ولا يراقبه .
4- عدم وضوح الصورة العملية للحرب الآن وماذا ستكون عليه ؟ وهل ستطول أم تحسم عاجلاً ، وكيف سيكون الوضع الداخلي ... فهذه وأمثالها اعتبارات ذات أهمية، وبالتزام شيء من الصبر وضبط النفس فقد تنجلي عن نتائج لها تأثير في القرار.
5- ثمت قوى متصارعة متناقضة ، وكلها مخوف ، ومن نجا من هذه فربما لم ينج من تلك ، فالقوات الغازية من جهة ، والمعارضة الموالية للغرب من جهة أخرى ، وبعض القوى المحلية الطائفية أوالعرقية ، وبعض الجيران المتربصين ، وبعض الأطراف المرتبطة بالنظام ... والذاهب يسير بين هذه القوى وكأنما هو في حقل ألغام ، إن أخطأه هذا أصابه ذاك ، وقد يجد نفسه في طريق لم يقصد إليه ولم يرده .
6- من الصدق أن نقول لإخواننا : على رغم المرارة والهزيمة النفسية إلا أن الأمة يجب ألا توقف مشاريعها المستقبلية الفردية والجماعية بسبب الأزمة ، بل يجب أن نجتهد في صناعة المستقبل وأداء الأفعال المثمرة المنتجة ، ولو لم تكن ذات ارتباط مباشر بالحدث .
وهذا لايعارض أن نعطي الأزمة المتفاقمة مزيداً من جهدنا ومتابعتنا واهتمامنا وكلماتنا ومواقفنا ودعواتنا ومشاعرنا .
7- سيكون إخواننا بأمس الحاجة إلينا فيما نملك تقديمه لهم وإعانتهم به بحسب ما يتطلبه المقام ، فهذه الحرب الظالمة ستخلف أعداداً هائلة من الجرحى والمشردين واللاجئين والفقراء والأيتام والأرامل والمحطمين ...
فلنصدق الله تعالى في مواساتهم ، ومداواة جراحهم ، ومشاركتهم بكل ما نملك ، والوقوف إلى جانبهم ، والتلطف في دعوتهم وتوجيههم .
8- لسنا نعلم بالضبط ما تريد القوات الغازية بهذه الأمة بعد العراق .. وأين تضع عينها .. فلها مطامع في كل بلد , وهي تسير وفق خطة غامضة يشارك في صناعتها اليهود , ومن الخير والحكمة أن يكون لنا من بُعد النظر وطول النفس ورباطة الجأش وحسن التخطيط ما نعلم به جيدا أين موضع أقدامنا .. فإن أي عمل لا يكون مبنيا على رؤية جيدة ونظرة بعيدة قد لايعطي النتائج المطلوبة , بل ضر ولم ينفع !
هذا ما أراه اجتهادا في هذه المسألة الخاصة , المتعلقة بذهاب بعض الشباب وغيرهم للقتال في العراق .
والله يشهد أنني ما قلت الذي قلت إلا محضاً للنصيحة وإعذاراً .
وإذا كان الأمر كذلك فإنني أسأل الله أن يشرح صدور الإخوة المؤمنين لما كان فيه من حق وصواب , وأن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل , ونسأل الله سبحانه أن يكف بأس الذين كفروا, والله أشد بأساً وأشد تنكيلا , والعاقبة للمتقين .
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir