حد من الوادي
12-20-2006, 05:50 PM
سيدي الرئيس ..متى سينتهي '' عهد الدجل والكذب''. ؟ ( لطفي شطارة)
التاريخ: الثلاثاء 19 ديسمبر 2006
الموضوع: كتابات حرة
لندن/عدن برس/ خاص 20/12/2006
من عدن قال الرئيس علي عبد الله صالح وأمام عدد من العسكريين من خفر السواحل قبل أيام قليلة " لقد انتهى عهد الدجل والكذب " وأشاطره الرأي بأن عصر الضحك على الشعوب قد ولى ، وعهد صوت السلطة الواحد قد أفل أيضا ، ومحق الرئيس في عبارته هذه ، فالكذب والدجل لم يعد ينطلي على الشعب
في ظل ثورة الاتصالات التي جعلت مواطن يمني في أقصى بقعة في المعمورة أن يضغط على زر جهاز الكمبيوتر ليتحدث وبوضوح مع صديق له في اليمن .. فالشعارات لا تؤكل الشعب خبزا وتوزيع التهم لا يعني أن من يطلقها بريء منها.. ومن يكذب على العالم بريادية ديمقراطية اليمن لا يصف معارضيه بالمتسولين والكذابين والدجالين ولا يزج بصحافييه السجون بسبب أرائهم . . ومن يريد أن يحلق بأجنحة حمامة السلام ويوهم الشعب أن اليمن لن تحترم الا عبر لعب هذا الدور ، ويتصرف بمليارات الدولة من أجل حل مشاكل الآخرين ، لا يعني أنه سيخفي الشرخ الاجتماعي بين الناس في اليمن ، او سيجعل الشعب يقبل أن يجوع من أجل أن يوصف رئيسه بأنه رجل سلام وباحث زعامة فقدها في بلده بسبب أزمات كثيرة من حروب داخلية إلى كوارث اقتصادية ومن فساد مستفحل كالسرطان إلى تثبيت وترسيخ دولة الصوت الأعلى فيها للعسكر .
هذا هو حال اليمن، ولا ادري متى ستتوب هذه السلطة من الضحك على الشعب وإيهامه بإمكانية التغيير.. ومتى ستنهي خداع الغلابة الصابرين على نظام لا يجيد مسئوليه إلا فنون الكذب والدجل .. ومتى سيعي إعلام الدولة أن التضليل لم يعد ينفع لان الحقائق والمعلومات لم تعد حكرا لهم.. ومتى ستتوقف الدولة من سياسة اللف والدوران التي لن تنتج إلا مزيدا من الأزمات .
ولتأكيد ما قاله الرئيس في عدن بأن " عهد الدجل والكذب قد انتهى " فأنني أسوق لفخامته فضيحة لا يمكن أن تقوم بها إلا أيادي لها مصلحة في تلميع وجه السلطة.. فقبل عدة أيام قرعت طبول إعلام التضليل للتهليل حول ما أسمته تارة بالمؤتمر الاقتصادي الأمريكي اليمني لرجال الأعمال وتارة أخرى بالمنتدى الاقتصادي لبحث فرص الاستثمار الأمريكي في اليمن.. جاءونا بمركز خاص للعلاقات الإستراتيجية والبسوه ثوبا أكبر من ثوبه ليوهموا الشعب أن وعود الرئيس التي أطلقها في حملته الانتخابية بدأت تتحقق ، وان الوفود الأجنبية ستتزاحم في المطارات وستمتلئ الفنادق برجال الأعمال والتجار وممثلي الشركات الأجنبية ، فعقدوا في صنعاء ما أسموه بـ "مؤتمر" ، وفي عدن بـ "منتدى" أمريكي لبحث فرص الاستثمار .. جاؤوا بمحافظ أمريكي سابق وهو " السيد ديفيد بيزلي" ترك وظيفته قبل سبع سنوات في ولاية كارولينا الأمريكية وأسس مركزا للعلاقات الإستراتيجية .
فاليمن لا تحتاج أن يؤكد محافظ سابق أنها أرض واعدة وغنية بفرص الاستثمار .. كما أن عدن ليست بحاجة من أن يأتيها رجلا أمريكيا ليقول لرجال الأعمال في المدينة: " معكم ميناء عدن ميناء عظيم وأمامه فرصة طيبة لأن يكون بوابة اليمن مع العالم الخارجي»، ففي المدينة كوادر قالت وتقول ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي.. ربما احتاجت ذلك الصوت الأمريكي قيادة المحافظة التي يربطها بعدن قرار سياسي لإدارتها لا الانتماء إلى المدينة ومينائها العظيم، وإلا لما أهملت خيرة كوادر المحافظة في بيوتهم وبقي الوضع في المدينة أسميا فقط بأنها منطقة حرة " مجمدة " منذ 16 عاما ، ويؤكد محافظها أحمد الكحلاني أن الميناء سيسلم لدبي في نهاية المطاف ضاربا عرض الحائط كل المحاذير التي أثبتناها من أن هذه الصفقة مشبوهة ومضرة لعدن وللاقتصاد بشكل عام ، ولكن تصريح الكحلاني الأخير يؤكد أن وقف الصفقة كان مؤقتا لتمرير الانتخابات والضحك على الدول المشاركة في مؤتمر لندن للمانحين للحصول على معونات ومن تم العودة إلى مسلسل " بيع التيس " .. إنها سلطة غير مسئولة ولا تريد أن تتحمل مسئولية الحفاظ على المؤسسات السيادية ، دولة تبيع كل شيء ولمن يدفع أكثر للمتنفذين بعد أن انتشر الفساد في كل هياكلها كالسرطان .
في بلادنا تعمل الدولة وباستمرار على تأصيل سياسة الكذب عوضا عن الشفافية ، ولان الكذب حباله قصيرة فقد تكشفت خديعة التضليل الإعلامي لا على الخارج الذي يعرف أكاذيب السلطة ، بل على الداخل الذي يعيش أسير لإعلام بليد يكرس ثقافة التجهيل والتضليل .. إعلام لا يستطيع أن يتفاعل مع متغيرات ثورة الاتصالات العالمية الحديثة ولا مع حقيقة أن المعلومة لم تعد حكرا على أحد.
بالأمس قامت وسائل اعلام السلطة بالتهليل للوفد الأمريكي " الاقتصادي " الذي يترأسه السيد ديفيد بيزلي محافظ ولاية كارولينا الجنوبية السابق ، وفتحت أمامه كل الأبواب من صالة التشريفات في مطار صنعاء الدولي إلى باب مكتب الرئيس في القصر الجمهوري ليستقبله رئيس الجمهورية شخصيا .. هذا التضخيم إعلاميا للحدث وأطلقت عليه مؤتمر "اليمن والاقتصاد العالمي : استراتيجيات النمو" وراؤه إعلام " بليد " ومسئولين وتجار احترفوا الكذب على رئيس الدولة الذي ربما لا يقدم له مستشاروه كثير من حقائق الأحداث ، وعلى الشعب الذي يعلمون أنه لن يكذب ولن يناقش ما تطرحه عليه ماكينة الكذب والدجل والتجهيل الإعلامي الرسمي في اليمن ، والذي يقوده مجموعة من العسكر والمخبرين او الممتهنين فن التلميع ، والمهووسة بتضخيم الأحداث لاستنزاف الأموال وجعلها مبررا للإنفاق غير الضروري من أموال الشعب
يتبع
التاريخ: الثلاثاء 19 ديسمبر 2006
الموضوع: كتابات حرة
لندن/عدن برس/ خاص 20/12/2006
من عدن قال الرئيس علي عبد الله صالح وأمام عدد من العسكريين من خفر السواحل قبل أيام قليلة " لقد انتهى عهد الدجل والكذب " وأشاطره الرأي بأن عصر الضحك على الشعوب قد ولى ، وعهد صوت السلطة الواحد قد أفل أيضا ، ومحق الرئيس في عبارته هذه ، فالكذب والدجل لم يعد ينطلي على الشعب
في ظل ثورة الاتصالات التي جعلت مواطن يمني في أقصى بقعة في المعمورة أن يضغط على زر جهاز الكمبيوتر ليتحدث وبوضوح مع صديق له في اليمن .. فالشعارات لا تؤكل الشعب خبزا وتوزيع التهم لا يعني أن من يطلقها بريء منها.. ومن يكذب على العالم بريادية ديمقراطية اليمن لا يصف معارضيه بالمتسولين والكذابين والدجالين ولا يزج بصحافييه السجون بسبب أرائهم . . ومن يريد أن يحلق بأجنحة حمامة السلام ويوهم الشعب أن اليمن لن تحترم الا عبر لعب هذا الدور ، ويتصرف بمليارات الدولة من أجل حل مشاكل الآخرين ، لا يعني أنه سيخفي الشرخ الاجتماعي بين الناس في اليمن ، او سيجعل الشعب يقبل أن يجوع من أجل أن يوصف رئيسه بأنه رجل سلام وباحث زعامة فقدها في بلده بسبب أزمات كثيرة من حروب داخلية إلى كوارث اقتصادية ومن فساد مستفحل كالسرطان إلى تثبيت وترسيخ دولة الصوت الأعلى فيها للعسكر .
هذا هو حال اليمن، ولا ادري متى ستتوب هذه السلطة من الضحك على الشعب وإيهامه بإمكانية التغيير.. ومتى ستنهي خداع الغلابة الصابرين على نظام لا يجيد مسئوليه إلا فنون الكذب والدجل .. ومتى سيعي إعلام الدولة أن التضليل لم يعد ينفع لان الحقائق والمعلومات لم تعد حكرا لهم.. ومتى ستتوقف الدولة من سياسة اللف والدوران التي لن تنتج إلا مزيدا من الأزمات .
ولتأكيد ما قاله الرئيس في عدن بأن " عهد الدجل والكذب قد انتهى " فأنني أسوق لفخامته فضيحة لا يمكن أن تقوم بها إلا أيادي لها مصلحة في تلميع وجه السلطة.. فقبل عدة أيام قرعت طبول إعلام التضليل للتهليل حول ما أسمته تارة بالمؤتمر الاقتصادي الأمريكي اليمني لرجال الأعمال وتارة أخرى بالمنتدى الاقتصادي لبحث فرص الاستثمار الأمريكي في اليمن.. جاءونا بمركز خاص للعلاقات الإستراتيجية والبسوه ثوبا أكبر من ثوبه ليوهموا الشعب أن وعود الرئيس التي أطلقها في حملته الانتخابية بدأت تتحقق ، وان الوفود الأجنبية ستتزاحم في المطارات وستمتلئ الفنادق برجال الأعمال والتجار وممثلي الشركات الأجنبية ، فعقدوا في صنعاء ما أسموه بـ "مؤتمر" ، وفي عدن بـ "منتدى" أمريكي لبحث فرص الاستثمار .. جاؤوا بمحافظ أمريكي سابق وهو " السيد ديفيد بيزلي" ترك وظيفته قبل سبع سنوات في ولاية كارولينا الأمريكية وأسس مركزا للعلاقات الإستراتيجية .
فاليمن لا تحتاج أن يؤكد محافظ سابق أنها أرض واعدة وغنية بفرص الاستثمار .. كما أن عدن ليست بحاجة من أن يأتيها رجلا أمريكيا ليقول لرجال الأعمال في المدينة: " معكم ميناء عدن ميناء عظيم وأمامه فرصة طيبة لأن يكون بوابة اليمن مع العالم الخارجي»، ففي المدينة كوادر قالت وتقول ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي.. ربما احتاجت ذلك الصوت الأمريكي قيادة المحافظة التي يربطها بعدن قرار سياسي لإدارتها لا الانتماء إلى المدينة ومينائها العظيم، وإلا لما أهملت خيرة كوادر المحافظة في بيوتهم وبقي الوضع في المدينة أسميا فقط بأنها منطقة حرة " مجمدة " منذ 16 عاما ، ويؤكد محافظها أحمد الكحلاني أن الميناء سيسلم لدبي في نهاية المطاف ضاربا عرض الحائط كل المحاذير التي أثبتناها من أن هذه الصفقة مشبوهة ومضرة لعدن وللاقتصاد بشكل عام ، ولكن تصريح الكحلاني الأخير يؤكد أن وقف الصفقة كان مؤقتا لتمرير الانتخابات والضحك على الدول المشاركة في مؤتمر لندن للمانحين للحصول على معونات ومن تم العودة إلى مسلسل " بيع التيس " .. إنها سلطة غير مسئولة ولا تريد أن تتحمل مسئولية الحفاظ على المؤسسات السيادية ، دولة تبيع كل شيء ولمن يدفع أكثر للمتنفذين بعد أن انتشر الفساد في كل هياكلها كالسرطان .
في بلادنا تعمل الدولة وباستمرار على تأصيل سياسة الكذب عوضا عن الشفافية ، ولان الكذب حباله قصيرة فقد تكشفت خديعة التضليل الإعلامي لا على الخارج الذي يعرف أكاذيب السلطة ، بل على الداخل الذي يعيش أسير لإعلام بليد يكرس ثقافة التجهيل والتضليل .. إعلام لا يستطيع أن يتفاعل مع متغيرات ثورة الاتصالات العالمية الحديثة ولا مع حقيقة أن المعلومة لم تعد حكرا على أحد.
بالأمس قامت وسائل اعلام السلطة بالتهليل للوفد الأمريكي " الاقتصادي " الذي يترأسه السيد ديفيد بيزلي محافظ ولاية كارولينا الجنوبية السابق ، وفتحت أمامه كل الأبواب من صالة التشريفات في مطار صنعاء الدولي إلى باب مكتب الرئيس في القصر الجمهوري ليستقبله رئيس الجمهورية شخصيا .. هذا التضخيم إعلاميا للحدث وأطلقت عليه مؤتمر "اليمن والاقتصاد العالمي : استراتيجيات النمو" وراؤه إعلام " بليد " ومسئولين وتجار احترفوا الكذب على رئيس الدولة الذي ربما لا يقدم له مستشاروه كثير من حقائق الأحداث ، وعلى الشعب الذي يعلمون أنه لن يكذب ولن يناقش ما تطرحه عليه ماكينة الكذب والدجل والتجهيل الإعلامي الرسمي في اليمن ، والذي يقوده مجموعة من العسكر والمخبرين او الممتهنين فن التلميع ، والمهووسة بتضخيم الأحداث لاستنزاف الأموال وجعلها مبررا للإنفاق غير الضروري من أموال الشعب
يتبع