المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاحتفال بالمولد النبوي حكمه وقول العلماء فيه


الشيخ باجابر
12-25-2006, 03:57 PM
.الاحتفال بالمولد النبوي حكمه وقول العلماء فيه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..أما بعــد ...
سأذكر إن شاء الله بعض الأمور في بدعة المولد ..
أول من أحدث هذه البدعة :
أول من أحدث هذه البدعة هم بني عبيد القداح الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين ويزعمون الإنتساب إلى ولد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
وهم في الحقيقة من المؤسسين لدعوة الباطنية ( وهي فرقة من الغلاة الذين يقولون بألوهية علي - رضي الله عنه - فهم يتظاهرون بالإسلام والتشيع لآل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ، ولا برسوله ، ولا بكتابه ،
ولا بأمر ، ولا نهي ، ولا جنة ، ولا نار فقصدهم إنكار الإيمان فالصلوات الخمس :معرفة أسرارهم ، والصيام: كتمان أسرارهم ، والحج: زيارة شيوخهم ، فظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض...)
(فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (35/145- 161)والشيعة والتشيع ص (255- 258).
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عنهم فأجــــــــاب:
( بأنهم من أفسق الناس ومن أكفر الناس ، وأن من شهد لهم بالإيمان والتقوى أو بصحة النسب فقد شهد لهم بما لا يعلم وقد قال تعالى ((ولا تقف ما ليس لك به علم ...)) وهؤلاء القوم يشهد عليهم علماء الأمة وأئمتها وجماهيرها أنهم كانوا منافقين زنادقة ، يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر....
وكذلك النسب : قد عُلم أن جمهور الأمة تطعن في نسبهم ويذكرون أنهم من أولاد المجوس أو اليهود هذا مشهور من شهادة علماء الطوائف من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وأهل الحديث وعلماء النسب كأبن الأثير الموصلي في (تاريخه ونحوه)فإنه ذكر ما كتبه علماء المسلمين بخطوطهم في القدح في نسبهم))(انتهى كلامه يرحمه الله).
فأول من قال بهذه البدعة –بدعة الإحتفال بالمولد النبوي-هم الباطنية.
موقف أهل السنة من هذه البدعة:
اتفق العلماء من السلف الصالح –رحمهم الله- على أن الإحتفال بالمولد النبوي وغيره من المواسم غير الشرعية أمر محدث مبتدع في الدين .
ولم يؤثر ذلك عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه ولا عن التابعين وتابعيهم ولا علماء الأمة المشهورين كالأئمة الأربعة ونحوهم.
وهذه أقوالهم في بدعة المولد النبوي فليسمع من قال بجواز هذه البدعة قول الأئمة الكبار والعلماء الجِلال .
((تنبيه ذكر أحد الكاتبين في هذا الموضوع كلاماً ونسبه إلى ابن تيمية شيخ الإسلام وهذا ابعد ما يكون عن الحقيقة وأنا أتحداه أن يقول من أين أتى به وليذكر الكتاب فلا يجوز نقل ما هب ودب وتضليل الناس فليتق الله وأن يكون حريصاً على أن ينقل بالأمانة-مرة أخرى أطلب منه الدليل على قول ابن تيمية أو فإنه كلام ملغي)).
وسأذكر بعض قول العلماء الكبار وبعض أقوال السلف الصالح وأبدأ بشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
قول شيخ الإسلام ابن تيمية في بدعة المولد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- (( وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يُقال أنها ليلة المولد .... ((وعدد بعض المواسم المبتدعة))فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ، ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم)).
(( مجموع الفتاوى (25/298 )).
وقال أيضاً-رحمه الله- ((......لا على البدع من اتخاذ مولد النبي –صلى الله عليه وسلم- عيداً مع إختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له ، وعدم المانع فيه لو كان خيراً ، ولو كان خيراً محضاً
أو راجحاً لكان السلف –رضي الله عنهم- أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله–صلى الله عليه وسلم-وتعظيماً له منا وهم على الخير أحرص))
(( اقتضاء الصراط المستقيم ( 2/ 612- 616 )). (هذا ما قاله ابن تيمية بالكتاب والصفحة ).
قول الشاطبــــــــــي –رحمه الله-:
((بعد أن عرف البدعة بأنها:طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه-(وقوله تضاهي الشرعية-يعني أنها: تشابه الطريقة الشرعية ، من غير أن تكون في الحقيقة كذلك ، بل هي مضادة لهـــــا.)نعود لكلام الشاطبي رحمه الله(( ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة، كالذكر بهيئة الإجتماع على صوت واحد، واتخـــاذ يوم ولادة النبي-صلى الله عليه وسلم- عيداً،وما أشبه ذلك....إلخ)).
(( الإعتصـــام (1 / 39 )).
قول ابن الحاج –رحمه الله-:
(( .....ومن جملة ما أحدثوه من البدع ، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات ، وأظهر الشعائر مايفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد ،
وقد احتوى على بدع ومحرمات جملـــــــة)).
(( المــــــــدخل - فصل في المولـــد )).


قول الشيخ تاج الدين المشهور(بالفاكهاني):
((بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهل له والصلاة والسلام على نبينا محمد عبد الله ورسوله وآله وصحبه أجمعين، أما بعد فإنه تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الإجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول ويسمونه المولد، هل له أصل في الشرع ؟ أو هو بدعة وحدث في الدين ؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مبيناً ،والإيضاح عنه معيناً ، فقلت وبالله التوفيق:
(( لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين ، المتمسكون بآثار المتقدمين ، بل هو بدعة أحدثها البطالون ، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون ، بدليل أنَّا إذا أدرنا الأحكام الخمسة قلنا : إما أن يكون واجباً ، أو مندوباً ، أو مباحاً ، أو مكروهاً ، أو محرماً ، وليس بواجب إجماعاً ، ولا مندوباً ، لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه ، وهذا لم يأذن فيه الشرع ، ولا فعله الصحابة ولا التابعون ولا العلماء المتدينون فيما علمت وهذا جوابي عنه بين يدي الله تعالى إن عنه سئلت ،ولا جائز أن يكون مباحاً ، لأن الأبتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين ، فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً أو محرما وحينئذ يكون الكلام فيه في فصلين والتفرقة بين حالتين.... هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه-صلى الله عليه وسلم- وهو ربيع الأول هو بعينه الشهر الذي توفي فيه ، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ، وهذا ما علينا أن نقول ومن الله تعالى نرجو حسن القبول).
((الحـــــاوي للسيـــــوطـــــي (1 / 190 – 192 )) .
قول محمد عبد السلام خضر الشقيري:
(( في شهر ربيع الأول وبدعة المولد فيه : ......ففي هذا الشهر وُلد –صلى الله عليه وسلم- ، وفيه توفي ،فلماذا يفرحون بميلاده ولا يحزنون لوفاته؟؟!
ولو كان في هذا خيراً فكيف يغفل عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي –رضي الله عنهم- وسائر الصحابة والتابعين وتابعيهم ، والأئمة وأتباعهم؟
لا شك أن ما أحدثه المتصوفون الأكالون البطالون أصحاب البدع ، وتبع الناس بعضهم بعضاً فيه إلا من عصمه الله ، ووفقه لفهم حقائق الإسلام ، ثم أي فائدة تعود وأي ثواب في هذه الأمور الباهظة التي تعلق بها هذه التعاليق ، وتنصب بها هذه السرادقات وتضرب بها الصواريخ؟ وأي رضا لله في اجتماع الرقاصين والرقاصات والطبالين والزمارين واللصوص والنشالين والحاوي والقرادتي – (لأن اجتماع هؤلاء يعتبر من مراسم الإحتفال بالمولد عموماً –يُراجع: تاريخ الجبرتي(1 / 304) ذكر فيها ما يفعلونه في مولده وهو مشابه لما ذكره الشقيري في كتابه مما يدل على أن ذلك أمر متفق عليه عند المحتفلين بالموالد منذ دهر طويل)- وأي خير في اجتماع ذوي العمائم الحمراء والخضراء والصفراء والسوداء ، أهل الإلحاد في أسماء الله ......(يذكر بعض ما يقولونه وما يفعلونه في المولد) ما فائدة هذا كله ؟! فائدته سخرية الإفرنج بنا وبديننا وأخذ صور هذه الجماعات لأهل أوروبا ، فيفهمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم –حاشاه حاشاه- كان كذلك هو وأصحابه ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.)).
(( السنن والمبتدعــــــــــات ص ( 143 ) .

الشيخ باجابر
12-25-2006, 03:58 PM
قول الإمام بن حجر –العسقلاني-:
قال الإمام بن حجر –العسقلاني- عن مولد المولد ، فأجاب(( أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة....)).
(( الحـــــــاوي ( 1 / 166 ) كتاب رقم (24)).
قول الشيخ محمد بن ابراهيم آل شيخ:
قال الشيخ محمد بن ابراهيم آل شيخ-رحمه الله- ( وهو عالم أصولي محدث فقيه جده الخامس الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- وهو من أعلم ومن أكبر علماء المسلمين في عصره وكان أبوه عالماً جليلاً وعمه كان مفتي المملكة في عصره وبعد وفاة عمه الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف–رحمه الله- تولى أمور الفُتيا وإمامة المسجد وكان له الإشراف التام على جميع الشئون الإسلامية داخل المملكة وخارجها مما يتصل بالمملكة)-
قال في جواب على سؤال عن حكم الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهل فعله أحد من أصحابه أو التابعين وغيرهم من السلف الصالح؟
أجاب –رحمه الله-((لا شك أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من البدع المحدثة في الدين بعد أن أنتشر الجهل في العالم الإسلامي وصار للتضليل والإضلال والوهم والإيهام ، مجال عميت فيه البصائر ، وقوي فيه سلطان التقليد الأعمى ، وأصبح الناس في الغالب لا يرجعون إلى ما قام الدليل على مشروعيته ، وإنما يرجعون إلى ما قاله فلان وارتضاه علان ، فلم يكن لهذه البدعة المنكرة أثر يذكر لدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا لدى التابعين وتابعيهم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )) (رواه الإمام أحمد في مسنده (4 / 126- 127) ،وقال عليه السلام –أيضاً : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) ،
(رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري(5/301)كتاب الصلح،حديث رقم (2697)،
ورواه مسلم في صحيحه(3 / 1343)كتاب الأقضية ، حديث رقم ( 1718).
وإذا كان مقصدهم من الإحتفال بالمولد النبوي تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإحياء ذكره ، فلا شك أن تعزيره وتوقيره يحصل بغير هذه الموالد المنكرة ، وما يصاحبها من مفاسد وفواحش ومنكرات ، قال الله تعالى))ورفعنا لك ذكرك))(سورة الشرح الآية(4) ، فذكره مرفوع في الآذان والإقامة ، والخطب والصلوات ، وفي التشهد والصلاة عليه ، في الدعاء وعند ذكره.......، فهو أجلّ من أن تكون ذكراه سنوية فقط ، ولو كان هذه الإحتفالات خيراً محضاً ،أو راجحاً لكان السلف الصالح-رضي الله عنهم-
أحق بها منا،فإنهم كانوا أشد منا محبة وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم على الخير أحرص ، وقد كان السلف الصالح أشد ممن بعدهم تعظيماً للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثم للخلفاء الراشدين من بعده ، وناهيك ببذل أموالهم وأنفسهم في هذا السبيل إلا أن تعظيمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين ، لم يكن كتعظيم أهل هذه القرون المتأخرة ، ممن ضاعت مهم طريقة السلف الصالح في الإهتداء والإقتداء ، وسلكوا طريق الغواية والضلال في مظاهر التعظيم الأجوف ........ ،
والخلاصة : أن الإحتفال بالمولد من البدع المنكرة ، وقد كتبنا فيها رسالة مستقلة فيها مزيد تفصيل.....والله ولي التوفيق)) .
(( فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن ابراهيم ( 3 / 54 – 56 )).
وممن كتب أيضاً في إنكار بدعة المولد الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد-رحمه الله- وذلك في رسالة لطيفة ، وكذلك الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز –رحمه الله- والشيخ-عبدالعزيز بن عثيمين-رحمه الله- ، وكذلك الشيخ عبدالله آل شيخ-حفظه الله- مفتي السعودية الآن ، وذلك من خلال الصحف والمجلات ، ولهم رسائل مطبوعة في هذا الموضوع .... إلى غير هؤلاء من العلماء الذين لا يتسع المجال لذكر كتابتهم التي جاءت على شكل ردود وفتاوى على القائلين بشرعية الاحتفال بالمولد النبوي .
وهل قام الذين يحتفلون بالموالد بكل تعاليم الإسلام كبيرها وصغيرها من الأركان والفروض والواجبات والسنن ، حتى يبحثوا عن بدعة حسنة -كما يزعمون- رغبة في زيادة الأجر والثواب من الله ؟! الله أكبر !!! .
وقد يكون البعض منهم عاصياً لله ولرسوله عليه السلام (كأن يكون حالقاً للحيته أو مستمعاً للحرام أو ناظرا للحرام أو غاشاً في تجارته أو لا يصلي أو تكون متبرجة أو نامصة ....إلى آخره من المعاصي) ثم يقول نريد تأكيد محبة الرسول عليه السلام بالاحتفال بمولده ،
سؤال بسيط : ماذا فعلت عندما ظهرت الرسوم الدنمركية المسيئة للرسول عليه السلام ؟ كيف أكدت محبتك للرسول عليه السلام؟
بمقاطعة حليب نيدو وجينة لورباك ؟! هذا الذي استطعت عليه ؟! ويقولون نريد تأكيد محبتنا بالمولد النبوي .
هل اتبعت سنته؟ هل نشرت سنته؟ يا سبحان الله؟!!!
تتركون الأمر البين الواضح وتذهبون إلى المشكوك فيه والبدع والترهات
ولا يخفى على البعض ما يفعله الأغلبية منهم من ضرب الطبول والمزامير والرقص والكلمات المبهمة وقد تصل إلى حد الشركيات في مدح الرسول عليه السلام ويحصل هذا كله في المساجد التي هي لله فقط ، يكون هذا النكران كله في بيوت الله وهذا أمر لا يستطيع أحد نكرانه أو نفيه فالأغلبية تفعله ويقولون نريد تأكيد محبة الرسول عليه السلام بالمولد،
ألم يقول الله في كتابه (( إن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا))
ومحبة رسول الله أساسها العمل بالقرآن الكريم..
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق إلى صراطه المستقيم ، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه . والله أعلــــــــــــــــــــــــم .