الشيخ باجابر
12-25-2006, 07:36 PM
نجاد والخطاب الانفصامي.. ركوب الموجة الأمريكية
مفكرة الإسلام : "لقد أصبح الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد"، كما تصوره الصحافة الدولية ومحللوها، بمثابة الرمز الأكثر "إرهابًا" "لإسرائيل" وأول الأهداف الاستراتيجية لمخططي شن هجوم عسكري على إيران.
فقد بدا أحمدي نجاد منذ انتخابه كرئيس لإيران كخبير في إثارة "غضب" التحالف الإمبريالي الغربي الذي تتزعمه واشنطن، من خلال هتافه بتدمير "إسرائيل" وتكذيبه لرواية الهولوكوست واتهامه "للقوى العظمى الزائفة" بالتآمر من أجل تدمير إيران.
إلا أن الحكومة والحكم الديني الأصولي للدولة الإيرانية لا يتسمان "بالترابط" الفكري مع حربهما (الإعلامية فقط حتى الآن) مع واشنطن والكيان اليهودي "الإسرائيلي".
إن التذبذب في الخطاب الإعلامي لأحمدي نجاد يتراوح بين اعتبار الولايات المتحدة "أسوأ عدو لإيران والإنسانية"، وبين دعوتها للبحث سويًا عن حلول من خلال الحوار والتفاوض من أجل تهدأة "التوترات العالمية"، فالرئيس الإيراني يتسم بألعاب دبلوماسية غريبة الأطوار، مثل رسالته الشهيرة إلى بوش والتي دعاه فيهل "ليتجهان سويًا إلى الله"، تلك الألعاب التي تبدو خاوية المغزى، إلا أنها من جهة اللعبة الدبلوماسية تعمل على "كسب المزيد من الوقت".
وكما يعلم الخبراء، فإن اللغة الدبلوماسية للنظام الرأسمالي تتسم دومًا "بازدواجية الخطاب" والتهديد "المقنع" من أجل التفاوض عقب ذلك في ظروف أفضل، إلا أن أحمدي نجاد والنظام الديني الإيراني يصلان بذلك الفكر إلى أقصاه.
فمنذ أن تفجر النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني في منظمة الأمم المتحدة والرئيس الإيراني يتخذ مواقف حوارية انفصامية، مثل خطابه بشأن محو "إسرائيل" من خريطة العالم، وفي الوقت ذاته تأكيده على أن إيران وحكومتها وبرنامجها النووي "سلميين".
وبنفس الطريقة، يعلن أحمدي نجاد نهاية المفاوضات مع منظمة الأمم المتحدة ويحذر من أنه لن يسمح "بالتدخل" في البرنامج النووي الإيراني ويعرض قواته المسلحة "كجيوش حربية" ويؤكد حيازة دولته لصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل "إسرائيل"، بينما يطلب في الوقت ذاته من المنظمة الدولية للطاقة الذرية أن تعاود إرسال مفتشين للمنشآت النووية الإيرانية.
فقد أشار أمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني "علي لاريجاني"، عقب أسبوعين من العرض المذهل لصواريخ وأسلحة من أحدث جيل في الخليج العربي، إلى أن "طهران على استعداد لاستقبال مفتشي المنظمة الدولية للطاقة الذرية".
وعقب انتخابات 7 نوفمبر في الولايات المتحدة، ذكر نجاد أن "الفوز الواضح للحزب الديمقراطي في انتخابات الكونجرس الأمريكي يؤكد أن الشعب الأمريكي غير راض عن السياسة التي تنتهجها الإدارة الجمهورية الحالية"، كما أشار في 10 نوفمبر إلى أن "نتائج الانتخابات قد أوضحت أن الشعب الأمريكي يشعر بالإنهاك والاستياء من السياسة الراهنة للبيت الأبيض".
وفي نفس الصدد، أشار أمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني "علي لاريجاني" عقب الانتخابات الأمريكية إلى أن السياسيين الديمقراطيين في الولايات المتحدة يقترحون بحث حل للمشكلة النووية الإيرانية، حيث صرح بأن "الديمقراطيين لا يرون أية فائدة من جراء مواصلة إثارة المواجهة مع إيران بل يريدون العمل بفطنة من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة".
وتمامًا عندما بدأ الديمقراطيون في واشنطن، والذين يسيطرون على الكونجرس في الوقت الراهن، يخططون لعقد مباحثات مباشرة مع سوريا وإيران من أجل حل مشكلة "المستنقع العراقي"، خرج الزعيم الإيراني محمود أحمدي نجاد يدعو نظيريه في العراق وسوريا لاجتماع قمة في طهران، الأمر الذي استقبلته الإدارة الأمريكية على الفور بالدهشة والتحفظ.
وفي يوم الاثنين الموافق 20 نوفمبر، بينما كان أحمدي نجاد يهدد "الإمبراطورية" الأمريكية مجددًا محذرًا من أن برنامجه النووي يشكل "خطوة" من أجل تطوير قنبلة نووية، ذكر المتحدث باسم الحكومة أن المشروع النووي الإيراني لا يصبوا سوى "لأهداف سلمية".
ولم يمنع هذا الخطاب المزدوج الانفصامي حكومة رجال الدين الشيعة من التصريح بأن الهدف الرسمي "لقمة السلام في العراق" التي يدفعها أحمدي نجاد يكمن في مناقشة كيفية تعاون الدول الثلاث من أجل "تهدأة العنف" الذي وضع العراق على حافة "الحرب الأهلية".
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا يعتبران سوريا وإيران (المتبنيان الرئيسان للقمة من أجل "وقف العنف") المثيرين الرئيسين "للعنف الإرهابي" في العراق.
وقد تم تقديم الديمقراطيين واللوبي اليهودي "اليساري"، الذي يسيطر حاليًا على الكونجرس، كبديل للوبي اليهودي "اليميني" الذي يسيطر على البيت الأبيض بقيادة الصقور الجمهوريون.
وإذا عدنا للتاريخ نجد أنه في عام 1993 عقب رئاسة بوش الأب، اتحد النظام الديني الإيراني مع إدارة كلينتون الديمقراطية، التي كان يتحكم بها اللوبي الصهيوني "اليساري"، فقد كان "صاموئيل بيرجر" و"ويليام كوهين" و"مادلين أولبرايت" يقومون، خلال إدارة بل كلينتون، للوبي الصهيوني الليبرالي "اليساري" بنفس المهام التي يقوم بها دك تشيني ودونالد رامسفيلد وكوندوليزا رايس للوبي الصهيوني (اليميني) الذي يتحكم في إدارة بوش.
وعقب غزو كلينتون ليوغوسلافيا ميلوسوفيتش، اتحد النظام الديني الإيراني مع الإدارة الديمقراطية من أجل إسقاط و/أو اغتيال صدام حسين.
وهيأت العملية، التي تمت بالاشتراك بين طهران وواشنطن، الظروف للغزو العسكري للعراق في مارس 2003، من خلال جماعات فعالة قامت "المعارضة العراقية" في المنفى- والتي يقودها رجال الدين الإيرانيين- بتزويد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (cia) بها.
وعندما وضعت القوات الغازية بقيادة رامسفيلد واللوبي الصهيوني "اليميني" أقدامها في الأراضي العراقية في أبريل 2003، اتخذ الحلفاء القدامى لواشنطن ("المعارضة العراقية في المنفى" المدعومة من قِبل إيران) الصفة الرسمية في العراق وقاموا بشن حملة مطاردة وحشية ضد العسكريين السابقين المواليين لصدام وزعماء حزب البعث.
بينما ظل النظام الديني الإيراني مستمرًا في "حواره المزدوج" الانفصامي: فبينما يواصل أحمدي نجاد حربه الإعلامية ضد الإمبراطورية الصهيونية للصقور الجمهوريين، يشارك النظام الإيراني إدارة بوش في احتلال العراق من خلال نفوذه على رجال الدين الشيعة والسلطة الشيعية التي تسيطر على الحكومة الموالية للاحتلال في العراق.
واليوم، في ظل النتائج الانتخابية، يعد رجال الدين الإيرانيون مجددًا لمحاولة تقارب مع شركائهم الديمقراطيين القدامى، أملاً في أن يحولوا- من خلال سلطتهم في الكونجرس- دون شن الهجوم العسكري المرتقب على منشآتهم النووية.
كما لو أن الديمقراطيين "دعاة سلام" والصقور ليسوا بالسلطة.
وكما لو أن رجال الدين الإيرانيين لا يعلمون أن الحرب النهائية مع اللوبي اليهودي (اليميني واليساري) من أجل البقاء على قيد الحياة حرب حتمية".
منقول
مفكرة الإسلام : "لقد أصبح الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد"، كما تصوره الصحافة الدولية ومحللوها، بمثابة الرمز الأكثر "إرهابًا" "لإسرائيل" وأول الأهداف الاستراتيجية لمخططي شن هجوم عسكري على إيران.
فقد بدا أحمدي نجاد منذ انتخابه كرئيس لإيران كخبير في إثارة "غضب" التحالف الإمبريالي الغربي الذي تتزعمه واشنطن، من خلال هتافه بتدمير "إسرائيل" وتكذيبه لرواية الهولوكوست واتهامه "للقوى العظمى الزائفة" بالتآمر من أجل تدمير إيران.
إلا أن الحكومة والحكم الديني الأصولي للدولة الإيرانية لا يتسمان "بالترابط" الفكري مع حربهما (الإعلامية فقط حتى الآن) مع واشنطن والكيان اليهودي "الإسرائيلي".
إن التذبذب في الخطاب الإعلامي لأحمدي نجاد يتراوح بين اعتبار الولايات المتحدة "أسوأ عدو لإيران والإنسانية"، وبين دعوتها للبحث سويًا عن حلول من خلال الحوار والتفاوض من أجل تهدأة "التوترات العالمية"، فالرئيس الإيراني يتسم بألعاب دبلوماسية غريبة الأطوار، مثل رسالته الشهيرة إلى بوش والتي دعاه فيهل "ليتجهان سويًا إلى الله"، تلك الألعاب التي تبدو خاوية المغزى، إلا أنها من جهة اللعبة الدبلوماسية تعمل على "كسب المزيد من الوقت".
وكما يعلم الخبراء، فإن اللغة الدبلوماسية للنظام الرأسمالي تتسم دومًا "بازدواجية الخطاب" والتهديد "المقنع" من أجل التفاوض عقب ذلك في ظروف أفضل، إلا أن أحمدي نجاد والنظام الديني الإيراني يصلان بذلك الفكر إلى أقصاه.
فمنذ أن تفجر النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني في منظمة الأمم المتحدة والرئيس الإيراني يتخذ مواقف حوارية انفصامية، مثل خطابه بشأن محو "إسرائيل" من خريطة العالم، وفي الوقت ذاته تأكيده على أن إيران وحكومتها وبرنامجها النووي "سلميين".
وبنفس الطريقة، يعلن أحمدي نجاد نهاية المفاوضات مع منظمة الأمم المتحدة ويحذر من أنه لن يسمح "بالتدخل" في البرنامج النووي الإيراني ويعرض قواته المسلحة "كجيوش حربية" ويؤكد حيازة دولته لصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل "إسرائيل"، بينما يطلب في الوقت ذاته من المنظمة الدولية للطاقة الذرية أن تعاود إرسال مفتشين للمنشآت النووية الإيرانية.
فقد أشار أمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني "علي لاريجاني"، عقب أسبوعين من العرض المذهل لصواريخ وأسلحة من أحدث جيل في الخليج العربي، إلى أن "طهران على استعداد لاستقبال مفتشي المنظمة الدولية للطاقة الذرية".
وعقب انتخابات 7 نوفمبر في الولايات المتحدة، ذكر نجاد أن "الفوز الواضح للحزب الديمقراطي في انتخابات الكونجرس الأمريكي يؤكد أن الشعب الأمريكي غير راض عن السياسة التي تنتهجها الإدارة الجمهورية الحالية"، كما أشار في 10 نوفمبر إلى أن "نتائج الانتخابات قد أوضحت أن الشعب الأمريكي يشعر بالإنهاك والاستياء من السياسة الراهنة للبيت الأبيض".
وفي نفس الصدد، أشار أمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني "علي لاريجاني" عقب الانتخابات الأمريكية إلى أن السياسيين الديمقراطيين في الولايات المتحدة يقترحون بحث حل للمشكلة النووية الإيرانية، حيث صرح بأن "الديمقراطيين لا يرون أية فائدة من جراء مواصلة إثارة المواجهة مع إيران بل يريدون العمل بفطنة من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة".
وتمامًا عندما بدأ الديمقراطيون في واشنطن، والذين يسيطرون على الكونجرس في الوقت الراهن، يخططون لعقد مباحثات مباشرة مع سوريا وإيران من أجل حل مشكلة "المستنقع العراقي"، خرج الزعيم الإيراني محمود أحمدي نجاد يدعو نظيريه في العراق وسوريا لاجتماع قمة في طهران، الأمر الذي استقبلته الإدارة الأمريكية على الفور بالدهشة والتحفظ.
وفي يوم الاثنين الموافق 20 نوفمبر، بينما كان أحمدي نجاد يهدد "الإمبراطورية" الأمريكية مجددًا محذرًا من أن برنامجه النووي يشكل "خطوة" من أجل تطوير قنبلة نووية، ذكر المتحدث باسم الحكومة أن المشروع النووي الإيراني لا يصبوا سوى "لأهداف سلمية".
ولم يمنع هذا الخطاب المزدوج الانفصامي حكومة رجال الدين الشيعة من التصريح بأن الهدف الرسمي "لقمة السلام في العراق" التي يدفعها أحمدي نجاد يكمن في مناقشة كيفية تعاون الدول الثلاث من أجل "تهدأة العنف" الذي وضع العراق على حافة "الحرب الأهلية".
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا يعتبران سوريا وإيران (المتبنيان الرئيسان للقمة من أجل "وقف العنف") المثيرين الرئيسين "للعنف الإرهابي" في العراق.
وقد تم تقديم الديمقراطيين واللوبي اليهودي "اليساري"، الذي يسيطر حاليًا على الكونجرس، كبديل للوبي اليهودي "اليميني" الذي يسيطر على البيت الأبيض بقيادة الصقور الجمهوريون.
وإذا عدنا للتاريخ نجد أنه في عام 1993 عقب رئاسة بوش الأب، اتحد النظام الديني الإيراني مع إدارة كلينتون الديمقراطية، التي كان يتحكم بها اللوبي الصهيوني "اليساري"، فقد كان "صاموئيل بيرجر" و"ويليام كوهين" و"مادلين أولبرايت" يقومون، خلال إدارة بل كلينتون، للوبي الصهيوني الليبرالي "اليساري" بنفس المهام التي يقوم بها دك تشيني ودونالد رامسفيلد وكوندوليزا رايس للوبي الصهيوني (اليميني) الذي يتحكم في إدارة بوش.
وعقب غزو كلينتون ليوغوسلافيا ميلوسوفيتش، اتحد النظام الديني الإيراني مع الإدارة الديمقراطية من أجل إسقاط و/أو اغتيال صدام حسين.
وهيأت العملية، التي تمت بالاشتراك بين طهران وواشنطن، الظروف للغزو العسكري للعراق في مارس 2003، من خلال جماعات فعالة قامت "المعارضة العراقية" في المنفى- والتي يقودها رجال الدين الإيرانيين- بتزويد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (cia) بها.
وعندما وضعت القوات الغازية بقيادة رامسفيلد واللوبي الصهيوني "اليميني" أقدامها في الأراضي العراقية في أبريل 2003، اتخذ الحلفاء القدامى لواشنطن ("المعارضة العراقية في المنفى" المدعومة من قِبل إيران) الصفة الرسمية في العراق وقاموا بشن حملة مطاردة وحشية ضد العسكريين السابقين المواليين لصدام وزعماء حزب البعث.
بينما ظل النظام الديني الإيراني مستمرًا في "حواره المزدوج" الانفصامي: فبينما يواصل أحمدي نجاد حربه الإعلامية ضد الإمبراطورية الصهيونية للصقور الجمهوريين، يشارك النظام الإيراني إدارة بوش في احتلال العراق من خلال نفوذه على رجال الدين الشيعة والسلطة الشيعية التي تسيطر على الحكومة الموالية للاحتلال في العراق.
واليوم، في ظل النتائج الانتخابية، يعد رجال الدين الإيرانيون مجددًا لمحاولة تقارب مع شركائهم الديمقراطيين القدامى، أملاً في أن يحولوا- من خلال سلطتهم في الكونجرس- دون شن الهجوم العسكري المرتقب على منشآتهم النووية.
كما لو أن الديمقراطيين "دعاة سلام" والصقور ليسوا بالسلطة.
وكما لو أن رجال الدين الإيرانيين لا يعلمون أن الحرب النهائية مع اللوبي اليهودي (اليميني واليساري) من أجل البقاء على قيد الحياة حرب حتمية".
منقول