فؤاد ناصر البداي
01-07-2007, 07:41 PM
[بعد أكثر من ستة عشر عاماً من اندلاع أزمة الخليج الثانية وما أفرزته تلك الأزمة المشئومة من تداعيات سلبية على مجمل العلاقات العربية – العربية بشكل عام، والعلاقات اليمنية الخليجية بوجه خاص، وظلت هذه التداعيات تلقي بضلالها على كل محاولة لإعادة الصف وتضميد الجراح فترة من الزمن كانت فيه أمتنا العربية في أحوج ما يكون إلى ذلك للتصدي لما يحاك ضدها من مؤامرات تستهدف بقائها كأمة لها كرامتها بين الأمم، وتصفية قضاياها العادلة مثل القضية الفلسطينية بكل أبعادها. ذلك فضلاً عن تكاليف معالجة تلك الأزمة بالتحيز للخيار الأجنبي الذي ركز اهتمامه على تدمير إمكانيات وقدرات الأمة العربية في العراق، أكثر من تركيزه على تحرير الكويت. لتأتي الولايات المتحدة بعد أكثر من عقد من ذلك لتكمل ما تبقى، بل وتسعى إلى تمزيقه والقضاء على أي أمل في بناء قوته من جديد، ذلك فضلاً عن ما ألحقته من دمار هائل في البيئة العراقية نتيجة استخدام القوات الأمريكية أسلحة محرمة دولياً باحتوائها على اليورانيوم المنضب الذي يستمر تأثيره لأكثر من ملياري سنة سيظل المواطن العراقي يعاني من تأثيراتها.
وبعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وإعدام رئيسه والذي كان آخر حلقة في المسلسل الأمريكي الذي بدأ أولى حلقاته منذ اليوم الأول لظهور الأزمة بين العراق والكويت إلى العلن؛ اعتقد الكثيرون أن العودة إلى تذكر أوجاع ومآسي تلك الأزمة وتداعياتها لن يكون إلا من باب، الموعظة واستخلاص العبر والدروس للحيلولة دون تكرارها. وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات اليمنية الخليجية تطوراً نوعياً وتتجه أكثر فأكثر باتجاه تحقيق التكامل الاستراتيجي في المنطقة؛ تفاجئنا بعض الشخصيات الكويتية بتصريحات تعيدنا إلى تذكر مآسي الماضي الذي كانوا هم أحد مسببيها، فقبل نحو ستة أشهر تفاجئنا ً بقيام الأخ مسلم البراك (لا سلمه الله من كل شر ولا بارك فيه) وهو أحد الأخوة أعضاء مجلس الأمة الكويتي خلال حملته الانتخابية، بانتقاد لا يخلوا من حقد دفين لا يليق إلا بناقص العقل والعقيدة، موجها انتقاده إلى الحكومة الكويتية لنهجها المتسامح على حد زعمه مع ما أسماه بدول الضد!، وفي الحقيقة لسنا وحدنا اليمنيون من استغرب من إطلاق مثل هذه الشعارات في هذا الوقت بالذات، إنما حتى إخواننا في دولة الكويت الشقيقة التي ذكر سفيرها في صنعاء، الدكتور/ علي حسن الأحمدي "أن ما صدر عن البراك لا يعكس موقف الحكومة والشعب الكويتي الذي تربطه علاقات أخوية متميزة" واصفاً كلام البراك بأنه "كلام ممجوج دأب على ترديده منذ سنوات ثلاث، وتأكد للشعب الكويتي وقيادته السياسية كذب ادعاءاته وعدم صحتها". وهنا نسجل للأخ السفير وحكومة الكويت الشقيقة شكرنا واعتزازنا بذلك الموقف ألأخوي الحكيم. واليوم وعلى خلفية اعتراض اليمن على الطريقة التي تم فيها اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله، وهي الطريقة التي لقيت استهجان وإدانة أعدائه قبل أصدقائه، تعود هذه الشخصيات من جديد ومعها بعض ألأقلام التي عجزت عن البحث عن حلول لواقعنا العربي المغدور به من قبل بعض حكام المنطقة وزبانيتهم، لتتحدث عن الموقف القومي المشرف لليمن من الأزمة بأكاذيب لا يؤيدها دليل إلا في عقولهم المريضة، وبأساليب لا تعكس سوى خلوا عقول أصحابها من أي أفكار للبناء والتطور، وتقوقعها فقط حول أفكارها الضيقة، فلم تجد إلا السب والشتم لليمن ورئيسه وسيلة لها للتعبير عن أزمتها النفسية العميقة. ولم يعد لها هم في خضم هذه الأحداث المصيرية سوى تلفيق الأكاذيب التي تفتقر إلى أي دليل في محاولة منها للإساءة لهذا البلد أو ذاك ولكن هيهات أن يقدروا على ذلك فقد باتت حقيقتهم واضحة للجميع. أما اليمن وحكومته فهي أكبر قدراً وأكثر حكمة من الانجرار وراء مثل تلك الهتافات التي تطلقها تلك الشخصيات الناقصة الهوية المسيئة لنفسها ولمن حولها.
ثم أن هناك تساؤل نجد أنفسنا مضطرين إلى طرحه على إخواننا في الكويت، ألا يحق للحكومة اليمنية محاسبة حكومة الكويت على موقفها من الفتنة الأهلية في عام 1994 التي تسببت في مقتل أكثر من عشرة آلاف مواطن يمني، وكانت الكويت داعم أساسي من بين دول أخرى للمتمردين بالمال والسلاح الذي دمر الكثير وتسبب بخسائر اقتصادية زادت على إحدى عشر مليار دولار؟ وكم حجم مساعدات الكويت لليمن إذا ما قورنت بذلك الدمار؟ ثم وهل بعد ما باتت حقائق ونتائج التدخل الأجنبي لحل أزمة الخليج الثانية واضحة للعيان يصر إخواننا على انتقاد موقف اليمن الرافض لاحتلال العراق للكويت والرافض في نفس الوقت للحل الأجنبي؟ هل ما زالوا مصرين بعد الدمار الذي ألحقه ذلك التدخل بالعراق والمنطقة على أن موقفهم هو الصواب وموقف اليمن الداعي لحل عربي لإخراج العراق من الكويت هو الخطاء؟ ثم هل الكويت محقة عندما فتحت حدودها أمام القوات الأمريكية لاجتياح العراق حتى تتطلع اليوم إلى محاسبة الآخرين؟ وهل بعد أن التهمت إيران العراق وأخذت في تصفية الوجود السني هناك وعيونها على المنطقة يأتي البعض لينبش في قضايا الماضي وأخذ كل ما يمكن أن يسمم العلاقات بين دول المنطقة في وقت هي فيه أحوج ما يكون لتوحيد صفوفها وتدعيم قواها؟ يمنون على شعبنا بعدد من المشاريع التي تسببوا في تدمير أضعافها عشرات المرات ونسوا بأن اليمن بحضارته ورجاله الذين انتشروا في الأرض لخدمة الدين لا يمكن أن يساوموا على مواقفهم القومية النبيلة رغم العروض المالية التي عرضت عليه لتغيير موقفه الذي ظل ثابتاً ثبوت الجبال منطلقاً من قيم مجتمعنا اليمني الأصيل المتمسك بدينه وعروبته وكرامته.
وبعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وإعدام رئيسه والذي كان آخر حلقة في المسلسل الأمريكي الذي بدأ أولى حلقاته منذ اليوم الأول لظهور الأزمة بين العراق والكويت إلى العلن؛ اعتقد الكثيرون أن العودة إلى تذكر أوجاع ومآسي تلك الأزمة وتداعياتها لن يكون إلا من باب، الموعظة واستخلاص العبر والدروس للحيلولة دون تكرارها. وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات اليمنية الخليجية تطوراً نوعياً وتتجه أكثر فأكثر باتجاه تحقيق التكامل الاستراتيجي في المنطقة؛ تفاجئنا بعض الشخصيات الكويتية بتصريحات تعيدنا إلى تذكر مآسي الماضي الذي كانوا هم أحد مسببيها، فقبل نحو ستة أشهر تفاجئنا ً بقيام الأخ مسلم البراك (لا سلمه الله من كل شر ولا بارك فيه) وهو أحد الأخوة أعضاء مجلس الأمة الكويتي خلال حملته الانتخابية، بانتقاد لا يخلوا من حقد دفين لا يليق إلا بناقص العقل والعقيدة، موجها انتقاده إلى الحكومة الكويتية لنهجها المتسامح على حد زعمه مع ما أسماه بدول الضد!، وفي الحقيقة لسنا وحدنا اليمنيون من استغرب من إطلاق مثل هذه الشعارات في هذا الوقت بالذات، إنما حتى إخواننا في دولة الكويت الشقيقة التي ذكر سفيرها في صنعاء، الدكتور/ علي حسن الأحمدي "أن ما صدر عن البراك لا يعكس موقف الحكومة والشعب الكويتي الذي تربطه علاقات أخوية متميزة" واصفاً كلام البراك بأنه "كلام ممجوج دأب على ترديده منذ سنوات ثلاث، وتأكد للشعب الكويتي وقيادته السياسية كذب ادعاءاته وعدم صحتها". وهنا نسجل للأخ السفير وحكومة الكويت الشقيقة شكرنا واعتزازنا بذلك الموقف ألأخوي الحكيم. واليوم وعلى خلفية اعتراض اليمن على الطريقة التي تم فيها اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله، وهي الطريقة التي لقيت استهجان وإدانة أعدائه قبل أصدقائه، تعود هذه الشخصيات من جديد ومعها بعض ألأقلام التي عجزت عن البحث عن حلول لواقعنا العربي المغدور به من قبل بعض حكام المنطقة وزبانيتهم، لتتحدث عن الموقف القومي المشرف لليمن من الأزمة بأكاذيب لا يؤيدها دليل إلا في عقولهم المريضة، وبأساليب لا تعكس سوى خلوا عقول أصحابها من أي أفكار للبناء والتطور، وتقوقعها فقط حول أفكارها الضيقة، فلم تجد إلا السب والشتم لليمن ورئيسه وسيلة لها للتعبير عن أزمتها النفسية العميقة. ولم يعد لها هم في خضم هذه الأحداث المصيرية سوى تلفيق الأكاذيب التي تفتقر إلى أي دليل في محاولة منها للإساءة لهذا البلد أو ذاك ولكن هيهات أن يقدروا على ذلك فقد باتت حقيقتهم واضحة للجميع. أما اليمن وحكومته فهي أكبر قدراً وأكثر حكمة من الانجرار وراء مثل تلك الهتافات التي تطلقها تلك الشخصيات الناقصة الهوية المسيئة لنفسها ولمن حولها.
ثم أن هناك تساؤل نجد أنفسنا مضطرين إلى طرحه على إخواننا في الكويت، ألا يحق للحكومة اليمنية محاسبة حكومة الكويت على موقفها من الفتنة الأهلية في عام 1994 التي تسببت في مقتل أكثر من عشرة آلاف مواطن يمني، وكانت الكويت داعم أساسي من بين دول أخرى للمتمردين بالمال والسلاح الذي دمر الكثير وتسبب بخسائر اقتصادية زادت على إحدى عشر مليار دولار؟ وكم حجم مساعدات الكويت لليمن إذا ما قورنت بذلك الدمار؟ ثم وهل بعد ما باتت حقائق ونتائج التدخل الأجنبي لحل أزمة الخليج الثانية واضحة للعيان يصر إخواننا على انتقاد موقف اليمن الرافض لاحتلال العراق للكويت والرافض في نفس الوقت للحل الأجنبي؟ هل ما زالوا مصرين بعد الدمار الذي ألحقه ذلك التدخل بالعراق والمنطقة على أن موقفهم هو الصواب وموقف اليمن الداعي لحل عربي لإخراج العراق من الكويت هو الخطاء؟ ثم هل الكويت محقة عندما فتحت حدودها أمام القوات الأمريكية لاجتياح العراق حتى تتطلع اليوم إلى محاسبة الآخرين؟ وهل بعد أن التهمت إيران العراق وأخذت في تصفية الوجود السني هناك وعيونها على المنطقة يأتي البعض لينبش في قضايا الماضي وأخذ كل ما يمكن أن يسمم العلاقات بين دول المنطقة في وقت هي فيه أحوج ما يكون لتوحيد صفوفها وتدعيم قواها؟ يمنون على شعبنا بعدد من المشاريع التي تسببوا في تدمير أضعافها عشرات المرات ونسوا بأن اليمن بحضارته ورجاله الذين انتشروا في الأرض لخدمة الدين لا يمكن أن يساوموا على مواقفهم القومية النبيلة رغم العروض المالية التي عرضت عليه لتغيير موقفه الذي ظل ثابتاً ثبوت الجبال منطلقاً من قيم مجتمعنا اليمني الأصيل المتمسك بدينه وعروبته وكرامته.