حد من الوادي
01-07-2007, 11:55 PM
صفويون أم قزلياش؟
الأحد 07 يناير-كانون الثاني 2007 القراءات: 55
( طباعة)
بقلم/ عبد المجيد محمد الغيلي
مأرب برس – القاهرة – خاص
في 19 من شهر المحرم عام920 هـ ـ جمع السلطان سليم العثماني رجال دولته من قواد وأمراء وعلماء، في مدينة أدرنة التركية، وذكر في هذا الاجتماع أن إسماعيل بن حيدر الصفوي ـ شاه إيران ـ وحكومته الشيعية بمثابة خطر كبير على العالم الإسلامي ، وأن الجهاد ضد الزنادقة واجب ديني على جميع المسلمين... فمن هو إسماعيل؟ وما قصة الدولة الشيعية في إيران؟ دعونا نعود قليلا إلى القرن السابع الهجري، حيث بدأت الدولة الصفوية في إيران، والصفويون ينسبون إلى صفي الدين الأردبيلي – الذي ولد عام ( 650هـ )، وهو الجد الخامس للشاه إسماعيل ـ وكانت نشأته صوفية، فاكتسب التفاف المريدين حوله، وادعوا نسب آل البيت، وبدأوا يسعون إلى السلطة في إيران، وقد جرت بينهم وبين الأسر الحاكمة آنذاك عدة معارك، باءوا أولا فيها بالفشل، ولكن أحد أحفاد صفي الدين ـ وهو السلطان حيدر ـ عاد لينتقم، فأعد جيشاً جعل أفراده يرتدون القبعات الحمراء ومنذ ذلك الوقت صار أتباعه يعرفون بـ (القزلباش)أي حمر الرؤوس . ولكن الدولة الصفوية لم تقم إلا على يد الشاه إسماعيل ـ الذي يعد المؤسس الحقيقي لها، وبدأ في توحيد الدولة الفارسية تحت إمارته، وعند تتويجه ملكا ـ كان ثلاثة أرباع الدولة الإيرانية من أهل السنة، لكنه فرض المذهب الشيعي مذهبا رسميا، وللأسف فإن أهل السنة هم من نصروه قبل ذلك، ولكنهم خدعوا به، حيث لم يكونوا ـ أعني الصفويين ـ قد أعلنوا تعصبهم للرافضية ـ أو المجوسية المتسترة بالتشيع ـ وقد مورس مع أهل السنة أبشع أنواع القتل، حتى قيل إن عدد من قتلوا في مذبحة تبريز أكثر من عشرين ألف شخص ، وقطعت أوصال الرجال والنساء والأطفال ومُثل بالجثث، فاستسلم الناس، واعتنقوا المذهب الشيعي . وعندما شعرت الدولة العثمانية بخطر الدولة الصفوية ـ بدأت معها الحروب، في عهد سليم العثماني، وأشهر المعارك هي جالديران التي هزم فيها الصفويون هزيمة نكراء. وقد كانت حروب العثمانيين مع الصفويين سببا في إضعاف جبهة القتال مع أوروبا، وكان سببا لتقهقر العثمانيين من دول أوروبا، وتسليمهم الأقاليم التي كانوا فتحوها في أوروبا، بل إن الصفويين تحالفوا مع نصارى المجر في القضاء على الجيش العثماني، في عهد سليمان القانوني. جاء في كتاب "الحروب العثمانية الفارسية" لهريدي:"وهكذا بدلاً من أن يضع الصفويون يدهم في يد العثمانيين لحماية الحرمين الشريفين من التهديد البرتغالي ولتطهير البحار الإسلامية منهم وضعوا أنفسهم في خدمة الأسطول البرتغالي ، لطعن الدولة العثمانية من الخلف ، ورغم انتصار العثمانيين عليهم فإن الحروب معهم كانت استنزافاً لجهود العثمانيين على الساحة الأوروبية وعرقلة للفتوح الإسلامية ".
وفي القرن العاشر الهجري احتل الصفويون بغداد، وحاولوا فرض المذهب الشيعي في العراق، فاستغاث أهل السنة بالسلطان سليمان، فقدم بغداد عام 941 هـ، ودخلها دون مقاومة تذكر، حيث قاد علماء السنة في العراق الشعب في جهاد قضى على زعماء الشيعة والجنود الإيرانيين الذين كانوا يضطهدون أهل السُنة. وقد استغل الصفويون فرصة ضعف العثمانيين في القرن الحادي عشر الهجري، واحتلوا بغداد مرة ثانية، وظل الأمر بينهم سجالا، ودخل الصفويون في حروب أيضا مع الأفغان، والروس، حتى انتهت الدولة الصفوية على يد القائد الأفغاني نادر شاه في منتصف القرن الثاني عشر الهجري. وقد كانت الفترة التي قضتها الأسرة على كرسي الحكم قرنين ونصف. وإذا أمكن قول شيء ـ فهو أن الصفويين أسدوا أعظم خدمة لأوروبا بحروبهم مع العثمانيين، حيث أضعفت الحروب هذه العثمانيين، وقللت من مواردهم الاقتصادية، ويكفي أن نذكر قول بوسيك سفير فرديناند في بلاط السلطان محمد الفاتح حين صرح قائلاً : " إن ظهور الصفويين قد حال بيننا ( يقصد الأوروبيين ) وبين التهلكة ( يقصد الهلاك على أيدي العثمانيين )"
يقول أحد كتاب التاريخ:" وبشهادة الجميع فقد كان عهد الدولة الصفوية هو عهد إدخال قوى الاستعمار في المنطقة حيث مهدت له الطريق" .
ولقد شهد التاريخ كثيراً من تلك المؤامرات وخاصة التي كانت في عهد الشاه إسماعيل الصفوي ، فبعد الهزيمة المرة التي لحقت به في موقعة جالديران أمام السلطان سليم تحرك للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة التي لحقت به في هذه الموقعة فأقام العلاقات معهم والذين هم أنفسهم كانوا يبحثون عنها فقد كانوا جزءاً من أوروبا التي فرحت بظهور الدولة الصفوية حين لاحت لهم بظهورها فرصة انفراج الضغط العثماني عليهم وعلى تجارتهم ، ولذلك فقد سعت الدول الأوروبية إلى إسماعيل تعرض عليه تثبيت عُرى الصداقة والمودة لحضه على إيجاد علاقات سياسية واقتصادية.
وأما البرتغاليون فقد تمت اتفاقية بين الشاه إسماعيل والبوكرك ، الحاكم البرتغالي في الهند نصت على أربع نقاط هي :
يتبع
الأحد 07 يناير-كانون الثاني 2007 القراءات: 55
( طباعة)
بقلم/ عبد المجيد محمد الغيلي
مأرب برس – القاهرة – خاص
في 19 من شهر المحرم عام920 هـ ـ جمع السلطان سليم العثماني رجال دولته من قواد وأمراء وعلماء، في مدينة أدرنة التركية، وذكر في هذا الاجتماع أن إسماعيل بن حيدر الصفوي ـ شاه إيران ـ وحكومته الشيعية بمثابة خطر كبير على العالم الإسلامي ، وأن الجهاد ضد الزنادقة واجب ديني على جميع المسلمين... فمن هو إسماعيل؟ وما قصة الدولة الشيعية في إيران؟ دعونا نعود قليلا إلى القرن السابع الهجري، حيث بدأت الدولة الصفوية في إيران، والصفويون ينسبون إلى صفي الدين الأردبيلي – الذي ولد عام ( 650هـ )، وهو الجد الخامس للشاه إسماعيل ـ وكانت نشأته صوفية، فاكتسب التفاف المريدين حوله، وادعوا نسب آل البيت، وبدأوا يسعون إلى السلطة في إيران، وقد جرت بينهم وبين الأسر الحاكمة آنذاك عدة معارك، باءوا أولا فيها بالفشل، ولكن أحد أحفاد صفي الدين ـ وهو السلطان حيدر ـ عاد لينتقم، فأعد جيشاً جعل أفراده يرتدون القبعات الحمراء ومنذ ذلك الوقت صار أتباعه يعرفون بـ (القزلباش)أي حمر الرؤوس . ولكن الدولة الصفوية لم تقم إلا على يد الشاه إسماعيل ـ الذي يعد المؤسس الحقيقي لها، وبدأ في توحيد الدولة الفارسية تحت إمارته، وعند تتويجه ملكا ـ كان ثلاثة أرباع الدولة الإيرانية من أهل السنة، لكنه فرض المذهب الشيعي مذهبا رسميا، وللأسف فإن أهل السنة هم من نصروه قبل ذلك، ولكنهم خدعوا به، حيث لم يكونوا ـ أعني الصفويين ـ قد أعلنوا تعصبهم للرافضية ـ أو المجوسية المتسترة بالتشيع ـ وقد مورس مع أهل السنة أبشع أنواع القتل، حتى قيل إن عدد من قتلوا في مذبحة تبريز أكثر من عشرين ألف شخص ، وقطعت أوصال الرجال والنساء والأطفال ومُثل بالجثث، فاستسلم الناس، واعتنقوا المذهب الشيعي . وعندما شعرت الدولة العثمانية بخطر الدولة الصفوية ـ بدأت معها الحروب، في عهد سليم العثماني، وأشهر المعارك هي جالديران التي هزم فيها الصفويون هزيمة نكراء. وقد كانت حروب العثمانيين مع الصفويين سببا في إضعاف جبهة القتال مع أوروبا، وكان سببا لتقهقر العثمانيين من دول أوروبا، وتسليمهم الأقاليم التي كانوا فتحوها في أوروبا، بل إن الصفويين تحالفوا مع نصارى المجر في القضاء على الجيش العثماني، في عهد سليمان القانوني. جاء في كتاب "الحروب العثمانية الفارسية" لهريدي:"وهكذا بدلاً من أن يضع الصفويون يدهم في يد العثمانيين لحماية الحرمين الشريفين من التهديد البرتغالي ولتطهير البحار الإسلامية منهم وضعوا أنفسهم في خدمة الأسطول البرتغالي ، لطعن الدولة العثمانية من الخلف ، ورغم انتصار العثمانيين عليهم فإن الحروب معهم كانت استنزافاً لجهود العثمانيين على الساحة الأوروبية وعرقلة للفتوح الإسلامية ".
وفي القرن العاشر الهجري احتل الصفويون بغداد، وحاولوا فرض المذهب الشيعي في العراق، فاستغاث أهل السنة بالسلطان سليمان، فقدم بغداد عام 941 هـ، ودخلها دون مقاومة تذكر، حيث قاد علماء السنة في العراق الشعب في جهاد قضى على زعماء الشيعة والجنود الإيرانيين الذين كانوا يضطهدون أهل السُنة. وقد استغل الصفويون فرصة ضعف العثمانيين في القرن الحادي عشر الهجري، واحتلوا بغداد مرة ثانية، وظل الأمر بينهم سجالا، ودخل الصفويون في حروب أيضا مع الأفغان، والروس، حتى انتهت الدولة الصفوية على يد القائد الأفغاني نادر شاه في منتصف القرن الثاني عشر الهجري. وقد كانت الفترة التي قضتها الأسرة على كرسي الحكم قرنين ونصف. وإذا أمكن قول شيء ـ فهو أن الصفويين أسدوا أعظم خدمة لأوروبا بحروبهم مع العثمانيين، حيث أضعفت الحروب هذه العثمانيين، وقللت من مواردهم الاقتصادية، ويكفي أن نذكر قول بوسيك سفير فرديناند في بلاط السلطان محمد الفاتح حين صرح قائلاً : " إن ظهور الصفويين قد حال بيننا ( يقصد الأوروبيين ) وبين التهلكة ( يقصد الهلاك على أيدي العثمانيين )"
يقول أحد كتاب التاريخ:" وبشهادة الجميع فقد كان عهد الدولة الصفوية هو عهد إدخال قوى الاستعمار في المنطقة حيث مهدت له الطريق" .
ولقد شهد التاريخ كثيراً من تلك المؤامرات وخاصة التي كانت في عهد الشاه إسماعيل الصفوي ، فبعد الهزيمة المرة التي لحقت به في موقعة جالديران أمام السلطان سليم تحرك للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة التي لحقت به في هذه الموقعة فأقام العلاقات معهم والذين هم أنفسهم كانوا يبحثون عنها فقد كانوا جزءاً من أوروبا التي فرحت بظهور الدولة الصفوية حين لاحت لهم بظهورها فرصة انفراج الضغط العثماني عليهم وعلى تجارتهم ، ولذلك فقد سعت الدول الأوروبية إلى إسماعيل تعرض عليه تثبيت عُرى الصداقة والمودة لحضه على إيجاد علاقات سياسية واقتصادية.
وأما البرتغاليون فقد تمت اتفاقية بين الشاه إسماعيل والبوكرك ، الحاكم البرتغالي في الهند نصت على أربع نقاط هي :
يتبع