المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوش وبعد أن عقر الناقة ..!! ))) قراءة فيما يسمى إستراتيجية النصر


dr_kareem
01-11-2007, 08:38 PM
بوش وبعد أن عقر الناقة ..!! ))) قراءة فيما يسمى إستراتيجية النصر



في يوم تولى حكم الولايات الأمريكية في 20 كانون الثاني / يناير 2001م قالت والدة جورج بوش " ياويل العالم لقد تولى رئاسة أمريكا أكثر أولادى حمقا "

جورج بوش أشقى القوم ، تماماً كما كان أشقى القوم في زمن نبي الله صالح شقياً أحمقاً بعقر ناقة الله فكان الوبال والقاضية على قومه ، ها هو جورج بوش تلبس بذات اللباس فهو الاشقى والأكثر حمقاً وجنوناً بعقره الناقة في الثاني والعشرين مارس / آذار 2003م ، وها هو وحتى مطالع العام 2007م يجر قومه وإمبراطوريته إلى الويلات والعذابات ...

**** **** ****

بعد أشهر من صفعة الشعب الأمريكي للرئيس جورج بوش وصقوره وحمائمه خرج الرئيس بوش ليعلن ما أسماه بإستراتيجية النصر في العراق ، إستراتيجية أنتظرها العالم بشغف خاصة أنها جاءت بعد أيام قليلة من إعدام الرئيس العراقي صدام حسين ، ومؤكد بأن هذا اليوم الخميس الحادي عشر من كانون الثاني / يناير 2007م هو يوم مهم لولوجنا جميعاً في مرحلة جديدة ستشهد ما انتظرناه طويلاً بل طويلاً جداً وضحت لأجله كثير من الشعوب بكل هيئاتها ومذاهبها ...

جانب رائع هو أن خطاب الرئيس الأمريكي لشعبه جاء فيه إقرار واضح بهزيمة السنوات الأربع في العراق ، وهزيمة السنوات الست في بلاد الأفغان ، وهزيمة سنوات طويلة في الشرق الأوسط ، هزيمة وإن جاءت من فم جمهوري إلا أنها تلخص انكسار الولايات الأمريكية في المنطقة ، هذا الانكسار لم يأتي من فراغ بل من مصدر رئيسي ما تزال الولايات الأمريكية تصر على غض الطرف عنه ألا وهو أن وجودها في المنطقة مرهون بسلام حقيقي في أرض فلسطين ، هنا مفصل مهم لم يتنبه له رئيس أمريكي سوى الرئيس بيل كلينتون في ولايته الثانية ...

اليوم وعلى أرض الواقع العراقي الولايات الأمريكية مهزومة ، وهناك اعتراف صريح من البيت الأبيض ، حلفاء واشنطن في العراق وبعد إعدام صدام حسين أصبحوا شركاء في الهزيمة ، هزيمة معنوية أفرزتها الأحداث المتوالية عززت المقدرات بضرورة هزيمة أمريكا في العراق ، هنا جانب مهم وهو النظر إلى هذه الضرورة فإذا كان الرئيس بوش أعلن إستراتيجية النصر فأن المقاومة العراقية بأطرافها الوطنية والقومية البعثية والإسلامية كلها حددت إستراتيجية واحدة هي هزيمة أمريكا ، فحتى الانسحاب الأمريكي من العراق يعد هو المطلب الأدنى وهو ما ورد في رد هيئة العلماء المسلمين في العراق بعد أن أنهى الرئيس بوش خطابه بساعات فقط ...

جورج بوش الذي قرر إرسال عشرين ألفاً من جنوده للمحرقة ، ولبغداد وحدها ، بغداد بسكانها الستة مليون ، بغداد بما فيها من الانتماء السني والبعثي ، بغداد التي ظلت ومنذ التاسع من ابريل 2003م تاريخ سقوطها بيد الاحتلال الأمريكي عصية عن الانصياع لرغبات الاحتلال ، هذه بغداد التي تستعد لمرحلة كسر العظم الأمريكي ستكون حاضرة في الموعد ولن ينتهي العام الساخن 2007م حتى تضع نفسها كواحدة من العواصم التي ستفرض على الولايات الأمريكية شروط الهزيمة في العراق كل العراق ...

جورج بوش الذي تناول في خطابه دول المملكة السعودية ومصر والأردن ودول الخليج العربية طالباً منها التعاون مع الحكومة العراقية لأنه وكما قال تحديداً أن هزيمة الولايات الأمريكية في العراق تعني أن المنتصرين سيقومون بإسقاط هذه الأنظمة السياسية وسيخلقون واقعاً سياسياً سيصعب على المنطقة احتواءه ، قد يكون هذا الحديث الذي جاء به الرئيس الأمريكي محبذاً عن الفئة المخمورة بالليبرالية الممرغ أنفها بين ضفتي دجلة والفرات ، أما عند الحكام والمحكومين في المملكة السعودية اللاعب القادم في العراق فالمسألة تختلف تماماً فالخطر ليس من جهة المتطرفين الإسلاميين كما يوصفون بل أن ما حدث في العراق وخاصة في اليوم ما قبل الأخير من العام المنصرم 2006م بإعدام الرئيس العراقي صدام حسين بالكيفية والتوقيت فيهما إشارة للخطر الإيراني الحقيقي من خلال الأيدلوجية الثورية الخمينية ومن خلال ما يجري على أرض الواقع في بغداد بالذات ...

نقطة مهمة هنا هي مفصل من المفاصل لا يجب تجاوزه فما حدث في الأيام الأخيرة في شارع حيفا من قتال شاركت فيه القوات الأمريكية بطائراتها المقاتلة ، في هذه الحادثة أنموذج مصغر لما يحدث تماماً فما يحدث هو محاولات تفريغ للمناطق السنية من أهلها ومحاولة إحلال أصحاب التيارات المذهبية الرافضية المنتمين للدولة الإيرانية ، ما تقوم به المليشيات المسلحة المدعومة من طرف الحكومة العراقية العميلة والجانب الإيراني والآن تقف الولايات الأمريكية معها هي الأنموذج الأكثر وضوحاً فيما يقع في العراق ، ولهذا لن تكون المملكة السعودية لاعباً لصالح الحكومة العراقية لأنها تعلم تمام العلم بأن المشروع الخميني يهدف إسقاط النظام السعودي الذي يعد الوجه الحقيقي لأهل السنة والحافظ بعد الله تعالى لأطهر بقاع الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة المستهدفة شيعياً ...

إذا كان اللاعبون في الملعب العراقي كثيرون من سنة وشيعة وبعثيين ووطنيين وأمريكيين جمهوريين فاللاعب القادم هم الأمريكيين الديمقراطيين الذين لن يمرروا خطة جورج بوش الأخيرة إلا بشروطهم بغية حضورهم في البيت الأبيض بعد إسقاط الجمهوريين بعد سنتين فقط من يومنا هذا فالشعب الأمريكي الذي ذهب خلف الجمهوريين لرد اعتباره بعد غزوتي نيويورك و واشنطن ها هو يدفع الثمن غالياً ليس فقط من موت جنوده بل من تداعي الوجه الحضاري الإمبراطوري الأمريكي على صعيد العالم ...

في ذات الوقت الذي يحاول الرئيس الأمريكي جورج بوش تحقيق النصر الموهوم في العراق ولو كان عبر الانتحار فأن رفيق دربه طوني بلير الانجليزي قرر تخفيض عدد جنوده في العراق ، إذن التحالف يتهاوى ، وأمريكا يتخلى عنها أقوى مناصريها وكل بدأ يتملص من مغامرة العراق ، والحرب القادمة هي الأشد والأكثر ضراوة ففيها عبور من نفق الاحتلال والدخول إلى نفق مواجهة أخرى بين سنة وشيعة ...

ديلي تليغراف الصحيفة البريطانية الشهيرة تحدث لها الجنرال أمريكي بول هيوز بلفظ جميل هو ( الحماقة مستمرة ) لفظ معبر عن حالة بوش الغارق في لعنة التاريخ البشري فلم تعرف البشرية حماقة كما هي حماقة جورج بوش ومن سار في طريقه ، طريق مؤدية للانتحار ولن تؤدي على أي نصر كان حتى وإن حمل حكومة نوري المالكي مسؤولية الأمن في بغداد والعراق ، فالحكومة العميلة هي مسخ موجود بأمر البيت الأبيض لا يقوى على مواجهة أحد من كان ...

وقبل أن نختم

هل نتذكر نهاية العام 2004م حينما رجح الشيخ أسامة بن لادن كفة جورج بوش في الانتخابات الرئاسية عندما ظهر للشعب الأمريكي يتحدى الولايات الأمريكية فكانت ردة الفعل إسقاط جون كيري وانتخاب جورج بوش ، قلناها آنذاك أنه ـ أي أسامة ـ يريد جورج بوش في العراق يريده هناك يريد تفتيت أمريكا في بغداد أولاً ، بعد عامين يعترف بوش بأن أنف إمبراطوريته يتمرغ الآن في العراق ، بعد عامين بوش يتسول معاونة الخليج والأردن ومصر بعد ن أقصاهم بعد إسقاط صدام حسين ، هنا أسامة بن لادن بقاعدته يطل كصعلوك يأتي بعمامته البيضاء ، ولحيته الطويلة ، يصلي نحو البيت العتيق ، لا أحمر ولا أبيض ، إنما هو البيت العتيق حيث يطوف الطائفيين المؤمنين بأن فئة منهم منصورة لأنها تؤمن برب واحد بيده الخير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة خالية من الشرك بأنواعه ، يذهبون إلى الله ولا يذهبون للموتى في قبورهم ، يحبون الله وأنبياءه وصحابة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، أؤلئكم الماكنون في أرض الجهاد يتربصون بالصليبية العالمية يكسرون الصلبان وإن كانت مصنوعة من ذهب ، أؤلئكم لهم من الله تعالى قبس من نور في هدايتهم ونصرهم وتمكينهم في هذه الأرض ...