تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرئيس علي ناصر يكشف خيانة قيادات نظام صدام ويحملها المسئولية


حد من الوادي
01-13-2007, 03:13 AM
الرئيس علي ناصر يكشف خيانة قيادات نظام صدام ويحملها المسئولية
الجمعة, 12-يناير-2007
نبأ نيوز -
كشف علي ناصر محمد – الرئيس الأسبق لليمن- أن القيادات العسكرية والسياسية في نظام الرئيس السابق صدام حسين هي من خذل صدام حسين، واختفت، وتركته وحيداً ليتم أسره، متهماً إياها بالاهتمام بمصالحها الشخصية "أكثر من الدفاع عن الوطن"، وأن الجميع اليوم "يدفع ثمن مواقف هذه القيادات العسكرية والسياسية التي قادته إلى النكبات لعدم إيمانها بقضايا الأمة".
وقال الرئيس علي ناصر: "كان صدام يحلم بدور قومي وإقليمي أكبر من دور الرئيس جمال عبد الناصر في المنطقة والعالم معتمداً على الثروة الهائلة من النفط في العراق وعلى رابع جيش في العالم كما كان البعض يصورونه"، مستدركاً "ومع الأسف فإن الجيش العراقي والحرس الجمهوري قد خذلاه وانسحبا بدلاً من إلحاق الهزيمة بالقوات الأميركية على أسوار وجسور بغداد كما كان يردد الرئيس صدام حسين وبعض قادته العسكريين والإعلاميين"
وأوضح: "كانت إحدى أسباب هزيمة هذا الجيش تخاذل بعض القيادات التي أخفقت واختفت وتركته وحيداً في الحصار والأسر- كما عرفت ذلك من أحد القادة العراقيين أثناء لقاء تم بيني وبينه في إحدى دول الخليج".
وقال: إن " هذا ما يذكرنا بهزيمة الجيش المصري وقيادته عام 1967 عندما ضربت المطارات والطائرات على الأرض، ما اضطر القوات البرية للقتال في جبهات المعركة بلا غطاء جوي".
وأضاف حول عواقب خيانة أولئك القادة: "تسببت هذه الهزائم في هزيمة نفسية للجندي والإنسان العربي وهو اليوم يدفع ثمن مواقف هذه القيادات العسكرية والسياسية التي قادته إلى هذه النكبات لعدم إيمانها بقضايا الأمة واهتمامها بمصالحها الشخصية أكثر من اهتمامها بالدفاع عن الوطن".
ووصف علي ناصر – الذي يرأس حالياً المركز العربي للدراسات الاستراتيجية- دخول صدام حسين للكويت بقوله: "إن نظام صدام حسين دخل مستنقعاً وسيسقط فيه عاجلاً أم آجلاً"، فيما وصف قرار حل مؤسسات الجيش العراقي، واجتثاث البعث بـ"القرار الأحمق"، موجهاً سلسلة من الاتهامات لإدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش فيما يتعلق بإخفاقاتها في العراق.
جاء ذلك في قراءته التحليلية للمشهد العراقي، المعنونة: (ما العمل لمساعدة شعب بلاد الرافدين وحكومته؟).. للإطلاع على النص الكامل ... إنقــــر هنــــا ...

حد من الوادي
01-13-2007, 03:17 AM
نبأ نيوز- الحياة/ بقلم: علي ناصر محمد * -

المشهد العراقي اليوم (1 - 2)
أثبتت الأيام ان نظام الرئيس صدام حسين لم يكن يملك أسلحة الدمار الشامل، وهو ما اعترفت به أميركا ووزير خارجيتها السابق كولن باول الذي اعتذر عن الخطأ والتضليل اللذين أوقعته بهما أجهزة الاستخبارات الأميركية CIA التي وصفها بأنها: «غير دقيقة وخاطئة، وفي بعض الأحيان مضللة في شكل متعمد»، ومن ثم اعترف ممثل بريطانيا السابق في الأمم المتحدة بوقوع حكومته في الخطأ ذاته، وتوالت بعد ذلك تصريحات من كان لهم في شكل أو آخر دور في غزو العراق تحريضاً وإعداداً أو تنفيذاً يقرون فيها بأن غزو العراق كان خطأ جسيماً وأن وعود الانتصار ليست إلا وهماً، ومنهم العقيد الأميركي تيم كولينز وبول بريمر (الحاكم المدني للعراق) وزلماي خليل زادة (السفير الأميركي في العراق) وجاك سترو (وزير خارجية بريطانيا السابق وأحد رموز الحرب) وريتشارد دانات وريتشارد بيرل (أحد عرّابي الحرب) وكين ادلمان ودونالد رامسفيلد وخلفه روبرت غيتس. كما اعترف الرئيس جورج بوش مؤخراً بخطورة الوضع في العراق وكذا وزيرة خارجيته الدكتورة كوندوليزا رايس.
عرف العالم كله ان بغداد ودمشق وطهران والفلسطينيين لم يشاركوا في أحداث واشنطن ونيويورك ولم يساعدوا في تنفيذها وهذا ما كشفه تقرير أعدته لجنة خاصة عن أحداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001، حيث اتهمت هذه الأنظمة بالإرهاب وإيواء الإرهابيين في المنطقة والعالم وأطلق على بعضها «محور الشر».
لا أدافع عن صدام حسين ونظامه، فقد اختلفت معه قبل احتلال الكويت وبعده بسبب اغتيال الأستاذ الأكاديمي العراقي توفيق رشدي في جامعة عدن على أيدي الاستخبارات العراقية، وشعرت حينها وأنا أسمع خبر احتلال الكويت في 2 آب (أغسطس) 1990 ان هذا النظام وقع في فخ نصب له باحتلال الكويت بعد خروجه من الحرب مع ايران، وكتبت في مذكراتي حينها ان نظام صدام دخل مستنقعاً وسيسقط فيه عاجلاً أم آجلاً، وأظن ان الفخ كان بتدبير إما من بعض دول مجلس التعاون العربي الذي تأسس في بغداد عام 1989 أو بضوء أخضر من قبل السفيرة الأميركية في بغداد ابريل غلاسبي أو انه قراءة مغلوطة لموقفها آنذاك.
كان صدام حسين يتحدث على الدوام عن ضرورة قيام دولة قوية ومهابة في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، تسيطر على النفط والممرات الاستراتيجية في مضيق هرمز وباب المندب وخليج العقبة، وقيام هذه الدولة هو الطريق الى تحرير فلسطين، وغير ذلك من الأحلام، وأتذكر انني نصحته في أحد اللقاءات في نهاية السبعينات بأن هذه المشاريع والطموحات غير واقعية وانه من غير المسموح حتى الحديث عنها، وأن القوى الكبرى لن تسمح حتى بالتفكير بذلك، وضحك في حينه وقال: «إن الغرب لا يريد من منطقتنا إلا النفط ونحن مستعدون لبيعه لهم بأقل من السعر العالمي» وهناك تفاصيل كثيرة ستنشر في مذكراتي.
كان صدام يحلم بدور قومي وإقليمي أكبر من دور الرئيس جمال عبدالناصر في المنطقة والعالم معتمداً على الثروة الهائلة من النفط في العراق وعلى رابع جيش في العالم كما كان البعض يصورونه، وقد خاض صدام معارك في شمال العراق وجنوبه وحرب الخليج الأولى والثانية (ايران والكويت)، ومع الأسف فإن الجيش العراقي والحرس الجمهوري قد خذلاه وانسحبا بدلاً من إلحاق الهزيمة بالقوات الأميركية على أسوار وجسور بغداد كما كان يردد الرئيس صدام حسين وبعض قادته العسكريين والإعلاميين، وكانت إحدى أسباب هزيمة هذا الجيش تخاذل بعض القيادات التي أخفقت واختفت وتركته وحيداً في الحصار والأسر كما عرفت ذلك من أحد القادة العراقيين أثناء لقاء تم بيني وبينه في احدى دول الخليج. وهذا ما يذكرنا بهزيمة الجيش المصري وقيادته عام 1967 عندما ضربت المطارات والطائرات على الأرض، ما اضطر القوات البرية للقتال في جبهات المعركة بلا غطاء جوي. تسببت هذه الهزائم في هزيمة نفسية للجندي والإنسان العربي وهو اليوم يدفع ثمن مواقف هذه القيادات العسكرية والسياسية التي قادته الى هذه النكبات لعدم إيمانها بقضايا الأمة واهتمامها بمصالحها الشخصية اكثر من اهتمامها بالدفاع عن الوطن. وشكلت ظاهرة حزب الله وانتصاراته على الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر كما كان يرددون بصيص أمل في الشارع العربي وأثبتت ان ارادة الشعوب قوة جبارة لا تقهر.
ما يجري اليوم في بغداد من أحداث وصراعات ونزاعات دموية كان متوقعاً بعد القرار بحل مؤسسات الجيش والأمن والحزب والإدارة واجتثاث كل ما له علاقة بحزب البعث كما نظّر لذلك الذين كانوا يسعون الى تدمير النظام بأي طريقة، بذريعة الإرهاب تارة او بحجة امتلاك أسلحة الدمار الشامل او بحجة علاقته مع «القاعدة» وارتباطه بأحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في أميركا، وعلى هذا الأساس اتخذوا القرار بإسقاطه ومن ثم محاولة اجتثاث حزب البعث ومؤسساته في العراق. ولو لم يتخذوا مثل هذا القرار الأحمق واكتفوا فقط بإبعاد القيادات والمحافظة على المؤسسات لحكموا العراق بواسطتها وعبرها لأن هذه المؤسسات ورثها وتوارثها حكام العراق السابقون من عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف وعبدالرحمن عارف وأحمد حسن البكر الى صدام حسين فضلاً عن الأسرة الهاشمية ببغداد التي أسست هذه الدولة في عشرينات القرن العشرين، ما دفع المنتسبين الى هذه المؤسسات الى اتخاذ الموقف الهجومي ضد الاحتلال وحكومة بريمر وهنا ينطبق القول المعروف «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق».
احتفظت الحركات الانقلابية الثورية في كل من مصر وسورية والسودان وليبيا واليمن وموريتانيا والجزائر وتونس والصومال بمؤسسات الدولة بعد إبعاد وإقصاء رموزها وقياداتها الملكية والجمهورية. وتشكل الصومال نموذجاً قائماً لتفتت الدولة، فبانهيار المؤسسات وغياب الدولة منذ سقوط نظام الجنرال محمد سياد بري في بداية التسعينات عمت الفوضى والاقتتال الدائر منذ أكثر من خمسة عشر عاماً بين أمراء الحرب، وآخر محطاته الحرب بين المحاكم الإسلامية والحكومة الصومالية الموقتة ثم تدخل القوات الإثيوبية في الصومال لحسم المعركة لمصلحة صدام وعلي ناصر.

يتبع

حد من الوادي
01-13-2007, 03:18 AM
الحكومة الموقتة، ومع الأسف فإن إثيوبيا تكرر الخطأ نفسه الذي ارتكبته حكومة الجنرال سياد بري في حربها ضد إثيوبيا عام 1977، وقد حاولت اليمن الديموقراطية والرئيس الكوبي فيديل كاسترو القيام بالوساطة في عدن بين الرئيس منغستو هيلامريم والرئيس سياد بري، وأتذكر ان اجتماعاً متواصلاً استمر أكثر من 12 ساعة، (من الساعة السابعة مساء الى الساعة السابعة صباحاً) في آذار (مارس) عام 1977 اعتبره الرئيس فيدل كاسترو أطول اجتماع رسمي في التاريخ، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وحل المشاكل بالطرق السلمية ولكن الجنرال سياد بري رفض كل المحاولات ما ادى الى فشل المفاوضات في عدن واحتكم الطرفان الى السلاح وبدأت الحرب التي سميت حينها «حرب القرن الأفريقي في اوغادين»ـ وأدت لاحقاً الى إنهاك الطرفين وسقوط النظامين والرئيسين في كل من مقديشو وأديس أبابا.
اذا كان صدام حسين قد وقع في الأسر وفي الحفرة التي وجدوه فيها، وهو أشعث وأغبر وفي حالة يرثى لها بهدف التشهير به وإرهاب القادة العرب ان فكروا ان يتطاولوا او ان يتجاوزوا حدودهم، وإذا كان صدام حسين قد وقع في هذا الفخ كما أشرنا آنفاً، فقد وقع الرئيس بوش وقيادته في مستنقع العراق حيث ظن في البداية ان الشعب العراقي سيخرج لملاقاته بالورود والرياحين، ولم ينفعه الحديث عن أسلحة الدمار الشامل، وإسقاط صدام حسين ونشر الديموقراطية والحرية في العراق نموذجاً لتعميمه في منطقة الشرق الأوسط، من إخفاء نيته ومآرب صقور إدارته في السيطرة على المنطقة وثرواتها وممراتها الاستراتيجية، وتحقيق أطماع إسرائيل في كسر شوكة الأمة العربية، وإلحاق الهزيمة النفسية بالجماهير العربية التي كانت ولا تزال تبحث عن بطل وطني وقومي يقودها ليس الى الحروب بل نحو تحقيق أهدافها الوطنية والقومية والإنسانية وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لها، بعد أن عانت الفقر والظلم والجوع والاستعمار بكل أشكاله.
اذا كانت أميركا ومستشاروها يبحثون اليوم عن مخرج لانسحاب مشرف من مستنقع العراق، فإن المطلوب هو محاسبة الذين تسببوا في هذا الدمار الذي لحق بالعراق والمنطقة وبالجنود الأميركيين الأبرياء الذين يقتلون يومياً نتيجة هذه السياسة المتهورة في معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، حيث ينفذون سياسة مجموعة مقامرة من أصحاب الشركات والمصالح وفي مقدمهم بوش وتشيني ورايس ووزير الدفاع السابق رامسفيلد وبولتون.
توجت هذه السياسة بالقرار الأكثر غرابة والأكثر استفزازاً لمشاعر المسلمين بمختلف طوائفهم في العالم أجمع وهو توقيت الإعدام مع اول ايام عيد الأضحى وهذا ما سيؤدي الى استمرار وتصعيد العنف والحقد والكراهية ضد الإدارة الأميركية وضد بعض الأطراف التي دفعت ونفذت عملية الإعدام، وقد اعترض على هذا القرار الاتحاد الأوروبي والفاتيكان وبعض الأطراف الدولية انطلاقاً من حرصهم على استقرار العراق.
وأثبتت الأيام ان القيادة الأميركية لا تتقن فن التعامل مع الدول والشعوب التي تحتل بلادهم أو تقيم قواعد فيها، وخصوصاً ان هذا الرئيس لا يعرف تاريخ ولا جغرافية هذه المنطقة (إلا في ما يخص آبار النفط) ويريد ان يغير عالماً لا يعرف عنه شيئاً، على غرار أسلافه البريطانيين الذين كانوا يحكمون امبراطورية لا تغيب عنها الشمس بعدد قليل من الجنود وبأقل الخسائر في الأموال والأرواح، قبل ان تصبح تابعة في سياستها للإدارة الأميركية، وأتذكر ان محميات عدن الشرقية والغربية كانت تحكم بواسطة عدد من الضباط البريطانيين يعدون على أصابع اليدين لأكثر من مئة وتسعة وعشرين عاماً.
بعد ثلاث سنوات من دخولهم واحتلالهم للعراق لم يحققوا للشعب العراقي وللمنطقة أي نجاح أو استقرار مما كانوا يعدون به العراقيين، فلا أمن ولا استقرار ولا اقتصاد ولا عمل ولا طعام ولا ديموقراطية ولا حرية ولا وحدة وطنية... الخ.
لقد دخلوا العراق ومزقوا الشعب والأرض، فالعراق اليوم مقسم الى أكثر من عراق، كل مجموعة تسعى الى تقسيم العراق على أساس فيديرالي وفقاً لمصالحها وفتاوى منظريها. دخلوا وأسقطوا صدام وكان الشعب العراقي يحلم بنظام ديموقراطي وأمن واستقرار وازدهار بعد الصراعات والحروب التي زجهم فيها بدءاً من إيران وشمال العراق وانتهاء بالكويت كما أشرنا آنفاً، ولكن مع الأسف فاليوم يوجد على أرض العراق أكثر من صدام، وأكثر من جيش وميليشيات تزرع الخوف والإرهاب والرعب في كل مكان، فالمواطن ينام على أصوات الرصاص والصواريخ والمدافع ويصحو على أصوات انفجارات السيارات المفخخة التي تحصد مئات من الأبرياء في كل شارع وحي، فالجرح عميق في جسم الوحدة الوطنية، ولم يشهد العراق في كل تاريخه مثل تلك الأعمال الإجرامية، وقد طاول الإرهاب المساجد والحسينيات والكنائس فهو لا يميز بين مسلم ومسيحي، شيعي وسنّي، عربي وكردي وتركماني. لقد تسببت الفوضى في دمار العراق وانتشار الفقر والبؤس والجوع، وهجرة الملايين من أبنائه، وهو الذي يعوم على بحيرات من النفط ويمتلك بيئة اقتصادية متكاملة من حيث الثروات الباطنية والخيرات المادية والخبرات البشرية وخاصة العلماء الذين يغتالون أو يهاجرون خوفاً على حياتهم اضافة الى مئات الآلاف الذين هجروا العراق الى البلدان المجاورة طلباً للأمان فيها.
أما في العراق وفي قلب المعركة الدائرة فقد تداخلت وتشابكت المصالح ليس لها قائد واحد أو قيادات معروفة يمكن الحوار معها فلكل برنامجه وعناصره وأهدافه وأطماعه، وما يجري اليوم هو تصفية حسابات سياسية وإثارة للنعرات الطائفية والاثنية وتأجيج نار الثأر والفتنة والحقد والانتقام. وللخروج من هذه الدوامة لا بد من الاحتكام الى لغة العقل والحوار بدلاً عن لغة القتل والسلاح في العراق وفلسطين ولبنان والصومال ودارفور وعلى الحكماء في هذه الأزمة أن يبادروا ويسهموا في إخماد نار الفتنة التي لا تولد إلا العنف. ومن المهم أن يجري حوار جاد وصادق مع ايران في شأن مستقبل العراق والجزر الإماراتية في الخليج والسلاح النووي بما يخدم مصالح دول المنطقة ويطمئن كافة الأطراف فيها.
أسئلة دائرة وحائرة في ذهن كل منا حول الوضع في العراق نوجهها وهي:
من يقود المقاومة في العراق؟
ومن الذي يشرف على العمليات؟
ومن الذي يصدر التوجيهات؟
ومن الذي يمول العمليات؟
ومن القادر على وقف إطلاق النار والاحتكام الى الحوار؟
ومع من سيجري الحوار؟
ومن له مصلحة في الأعمال الإرهابية؟
وما موقف المقاومة الشعبية مما جرى ويجري؟
ولمصلحة من قتل الأبرياء؟
وهل هناك قوى خفية تقف وراء قتل الأبرياء، ولمصلحة من؟
أسئلة تستجر أسئلة أخرى ضاعت خيوط الإجابة عنها في عقدة تداخل فيها الرأس بالذنب كعقدة الأفاعي. والأمر المهم الذي نطرحه اليوم: ما الذي يجب فعله أو القيام به في بلاد الرافدين لمساعدة الشعب العراقي وحكومته من هذا الوضع المؤلم.



* رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية- رئيس سابق لشطر اليمن الجنوبي .

مايسه
01-13-2007, 11:21 AM
اطلعنا ياحدمن الوادي يأمروا الناس بالمعروف وينسون انفسهم
هذا علي ناصر محمد

النحوي
01-13-2007, 04:32 PM
ياعزيزي
علي ناصر محمد بدلآ من أن يتكلم على انهيار العراق وغلطات صدام حسين
يحكي لنا عن شردته من عدن في 13 يناير والمذبحه الذي خلفها بعده

ورحم الله الامام الشافعي حيث قال:
لسانك لايذكر به عورة امرئ =فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك وأن أبدت لك مساوئ=فدعها وقل ياعين للناس أعين

ابوعقيل
01-13-2007, 10:17 PM
صدام دكتاتور ومن الطبيعي اول من يتخلى عن الدكتاتور الذي حوله!
وماحدث لتشاوشسكو دكتاتور رومانيا وتخلي رفاقه عنه للبلاطجه ليقتلونه شر قتله مع رفيقة دربه
وصدام بدى تصدع الحاشيه عندما فر حسين كامل واخيه مع ابنتي صدام
لكن الذي لم يجد له تفسير هروب ساجده وترك رفيق دربها يلاقي قدره وحيد

النحوي
01-14-2007, 08:56 AM
صدام دكتاتور ومن الطبيعي اول من يتخلى عن الدكتاتور الذي حوله!
وماحدث لتشاوشسكو دكتاتور رومانيا وتخلي رفاقه عنه للبلاطجه ليقتلونه شر قتله مع رفيقة دربه
وصدام بدى تصدع الحاشيه عندما فر حسين كامل واخيه مع ابنتي صدام
لكن الذي لم يجد له تفسير هروب ساجده وترك رفيق دربها يلاقي قدره وحيد


تركت رفيق دربها على شان تكو خنساء زمانها
ماهي ام الشهيدين وزوجة الشهيد وأخت الشهيد
أو انك تريد الامريكان وابناء ليلة الطفيه
من المجوس واعوانهم من الخونه يدنسوا شرفها

حد من الوادي
01-16-2007, 05:31 PM
المشهد العراقي اليوم (2 من 2)
بقلم: علي ناصر محمد في الثلاثاء 16 يناير-كانون الثاني 2007 03:53:01 م

وحدة العراق هدف دائم والحل بتعاون محلي - إقليمي

المخرج من المستنقع العراقي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل هو موقف شجاع للخروج من النفق المظلم، إذ أصبح العراق ساحة مفتوحة للحرب والإرهاب يؤوي القوى المعادية لأميركا التي جاءت من أنحاء العالم بحجة الحرب والجهاد لتحرير العراق من الاحتلال وإلحاق هزيمة سياسية وعسكرية ونفسية لأكبر دولة في العالم، وأصبح من الصعب أن نميز بين المقاومة الشعبية الوطنية العراقية وبين القوى الإرهابية التي تحصد أرواح الأبرياء. وللأسف، فإن أميركا لم تستفد من تجربة الجيش السوفياتي والمجاهدين في أفغانستان، ومن تجربة الجيش الفرنسي في الجزائر، ومن تجربة الجيش المصري في اليمن، ومن الدروس والعبر لحروبها وخسائرها الكبيرة في فيتنام.


أتذكر عندما زرت فيتنام عام 1976 سمعت قصصاً كثيرة ومثيرة عن العمليات الحربية التي قادها الثوار الفيتناميون في مواجهة القوات الأميركية لتحرير التراب الفيتنامي وإسقاط عاصمة الجنوب سايغون، حيث أجبر الأميركيون على الانسحاب بطريقة مذلة لقيادتهم وجنودهم وحلفائهم الذين تخلوا عنهم، حتى ان بعض الجنود كانوا يحاولون التعلق بالطائرات العمودية هرباً من النار وزحف الثوار على أحياء المدينة ومعسكراتها وقصورها ودور الضيافة فيها وعلى السفارة الأميركية، تلك الحرب التحريرية كان يقودها قادة عسكريون وسياسيون يحملون في قلوبهم مبادئ وقيماً أهمها قضية تحرير جنوب فيتنام وتحقيق الوحدة الفيتنامية، وكان في مقدمهم الجنرال جياب، وتحت إمرتهم كانت تنفذ القرارات والعمليات، فعندما يأمرون بالهدنة والحوار ووقف إطلاق النار مع القوات الأميركية يتوقف المقاتلون، وعندما يأمرون بإطلاق النار ينفذونه بلا هوادة أو مماطلة أو خوف من الموت.







جربنا في اليمن مثل هذا الصراع والحروب والتدخلات الإقليمية والدولية وما سمي حينها بالحرب بين الملكيين والجمهوريين التي استمرت أكثر من سبع سنوات أكلت الأخضر واليابس، وكان يقودها قادة معروفون للطرفين، فعندما يقرون الهدنة يلتزم بها الجميع وعندما يعاودون القتال يعود الجميع الى مواقعهم.







وبعد أن أنهكت الحرب أطراف الصراع الداخلية والإقليمية والدولية لجأ الجميع الى الحوار فانسحب الجيش المصري من اليمن بعد اللقاءات التي تمت بين الأطراف المعنية في جدة والاسكندرية والخرطوم وحرض وغيرها، وفي النهاية احتكم الجميع الى لغة الحوار والمصالحة الوطنية بدلاً من لغة السلاح التي كان ضحيتها أبناء الشعبين اليمني والمصري، بينما تحمل الجانب السعودي والمصري والسوفياتي أعباء هذه الحرب التي وضعت أوزارها في بداية السبعينات، وتحقق الأمن والاستقرار في اليمن.







وفي الحروب بين الشمال والجنوب في اليمن احتكم الجميع الى لغة الحوار لتحقيق الوحدة سلمياً عام 1990. وفي لبنان لجأ الجميع الى الحوار في لوزان والطائف بعد حروب استمرت أكثر من خمسة عشر عاماً توجت باتفاق الطائف، ونأمل أن تحتكم القوى السياسية الفاعلة في لبنان هذه الأيام الى لغة الحوار البنّاء لتجاوز الأزمة التي يمر بها الشعب اللبناني الشقيق مستفيدين من الدروس والعبر التي مروا بها جميعاً.







ما حدث في فيتنام وأفغانستان يتكرر في العراق، فأميركا دخلت هذه المغامرة غير المدروسة من غير موافقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، وفي يوم سقوط بغداد لبس الرئيس جورج بوش كل ملابس الحرب وظهر كالطاووس على ظهر إحدى السفن الحربية وهو يضحك ويلتقط الصور التذكارية مع جنوده منتشياً بنشوة النصر الرباني الذي وعد به، إذ يزعم أنه يحمل رسالة خاصة مستمدة من الله لنشر الحرية والديموقراطية في العالم(؟) وهو الذي توعد صدام حسين بالانتقام منه عند زيارته الأولى للعراق بعد اعتقال صدام، حيث أحضر الى قاعدة عسكرية خارج بغداد وقال بوش له: «كيف تجرؤ على محاولة قتل والدي؟ سيكون إعدامك النهاية المحتومة، لكن ليس الآن بل في الوقت الذي أقرره أنا وحدي». وهذا ما حدث في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2006 عندما كان الناس يودعون عاماً ويستعدون لاستقبال عام جديد.







ها ان الرئيس الأميركي بوش اختفت من على وجهه الابتسامة بعد الخسائر التي مني بها جيشه وتزايد عدد القتلى، حيث فاق 3000 قتيل ناهيك عن آلاف الجرحى ومئات البلايين من الدولارات، وتسببت هذه الخسائر المادية والمعنوية في تدني شعبية بوش الى أدنى مستوى، وفي اختفاء بعض صقور إدارته من حوله، وبدأ الاحتكام الى صوت العقل والحكمة عندما بادر بعض الحكماء في أميركا أمثال بيكر وهاملتون وكارتر للبحث عن مخرج ديبلوماسي لهذه الكارثة التي حلت بأميركا وبجيشها واقتصادها ورجالها ونسائها، فهم يشعرون بالخطر على بلادهم وعلى أبنائهم الذين يموتون كل يوم، ويخشون حقد شعوب العالم وكراهيته الشعب الأميركي بسبب الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش وصقوره في العراق وفلسطين وسورية ولبنان وأفغانستان وأخيراًَ في القرن الأفريقي.







كانت لجنة بيكر – هاملتون تقدمت بمقترحات وتوصيات مهمة للخروج من هذه الأزمة وذلك بطلب تعاون دول الجوار في حل المشكلة الأميركية والعراقية، وتباينت وجهات النظر بين مؤيد لهذه المقترحات ومعارض، وإنني أخشى أن الدول التي يتحدثون عنها اليوم ويطلبون مساعدتها ليس في يدها وحدها الحل ما لم تحصل معجزة، فهي غير قادرة على كبح جماح الإرهاب الذي انطلق وخرج من قمقمه بقوة لا مثيل لها في تاريخ شعوب العالم وتفوق كل تصور.







المطلوب من الدول العربية وجامعة الدول العربية والحكماء العرب الاضطلاع بدورهم في المساعدة للخروج من هذه الأزمة الطاحنة الخطيرة، لأن انهيار الوضع في العراق سيسحب نفسه على أوضاع المنطقة كلها بحكم موقعه الاستراتيجي، وإمكان تفجير البركان في أي بلد عربي. وعلى الجميع أن يخاف الله في هذا الشعب الذي عانى طوال تاريخه من الحروب والصراعات والانقلابات الدموية.







وحدة العراق هي الحل:







تستمد فكرة وحدة العراق قوتها من الإجماع العربي والإقليمي، فطوال فترة الحروب الماضية حافظت الدول الإقليمية عليها على رغم تحفظ البعض على السياسات المنتهجة في العراق، وبقيت الوحدة الهاجس الأساسي في السياسات الإقليمية، وإن ما يجري اليوم من نزوع بعض الأطراف بدافع طائفي أو مذهبي أو اثني لتمزيق العراق سيمتد أثره سلباً ليس على العراق فحسب وإنما على المنطقة عموماً طائفياً وسياسياً، فوحدة العراق لا تعني إلغاء خصائص مكونات العراق الأخرى، ووحدته هي لمصلحة دول المنطقة وشعوبها عموماً. ولا شك في أن إيران وتركيا وسورية والأردن والسعودية يهمها وحدة العراق وأمنه واستقراره، لأن ذلك ينعكس إيجاباً على استقرار هذه الدول والمنطقة، ويمكن الإضافة أن وحدة العراق وأمنه واستقراره تشكل مخرجاً للأزمة التي وقعت فيها الولايات المتحدة وتلتقي في هذا الصدد مصلحة واشنطن مع مصلحة بغداد ومع مصلحة دول جوار العراق.







لكن ردود الأفعال على تقرير بيكر – هاملتون أظهرت بوضوح لا لبس فيه أن العنصر الإسرائيلي في السياسة الأميركية هو الوحيد الذي يرى مصلحته متناقضة مع وحدة العراق وأمنه واستقراره، لهذا فالتحدي اليوم أمام الولايات المتحدة في الخروج من المأزق العراقي هو مدى قدرتها على الفصل بين المصلحة الأميركية والتأثير الإسرائيلي في السياسة الأميركية حيث لا تخفي إسرائيل مصلحتها في تفتيت العراق ودول المنطقة ايضاً. وفي تقديري أن الحل يكمن في الآتي:







1 – أن تتفق الأطراف كلها على وحدة العراق واعتبارها قضية مقدسة لا تُمس، وأن أي معالجات أو حلول للمشاكل يجب أن تكون في إطار هذه الوحدة وتحت مظلتها.







2 – عقد مؤتمر للدول الإقليمية والدولية التي لها علاقة بالأوضاع في العراق، بإشراف الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.







3 – عقد مؤتمر وطني يضم القوى والأحزاب والحركات وممثلي القوى الفاعلة والمؤثرة في العراق.







4 – تشكيل حكومة وحدة وطنية من أطراف الصراع في العراق.







5 – وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف.







6 – إحلال قوات عربية محلها يجرى التشاور في شأنها مع الأمم المتحدة والقيادة العراقية، لمدة عامين، وتشكيل قيادة مشتركة عراقية - عربية لقيادة هذه القوى، إذا ارتأت هذه الأطراف أن وجودها يخدم استقرار العراق كما يحدث اليوم في جنوب السودان ودارفور والصومال وجنوب لبنان.







7 – بناء جيش وطني عراقي يجسد الوحدة الوطنية، وحل الميليشيات التي يتعارض وجودها وبقاؤها مع أمن العراق واستقراره، وسحب السلاح ووضع حد للأعمال الإرهابية.







8 – عودة العناصر التي سرحت من الجيش والأمن ممن ليس لهم علاقة مباشرة بالجرائم في حق المواطن العراقي.







9 – وضع حد للتدخلات الخارجية، الدولية منها والإقليمية، أياً كان نوعها ومصدرها.







الولايات المتحدة الأميركية تملك مفاتيح الحل في المنطقة، والحل لا يكون إلا باتخاذ مواقف متوازنة إزاء الصراع العربي – الإسرائيلي بدلاً من الانحياز الكامل الى إسرائيل في هذا الصراع، واستخدام الولايات المتحدة والدول الغربية نفوذها بإلزام إسرائيل احترام قرارات الأمم المتحدة وتنفيذها من أجل تحقيق السلام، فإسرائيل تشكل عبئاً على الإدارة الأميركية وعلى الشعب الأميركي وعلى الدول الغربية المنحازة إليها. ويعرف العالم كله ان مصلحة هذه الدول الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتجارية ومصلحة شعوبها تكمن في العلاقات مع العرب وليس مع إسرائيل وحدها، لأن لها تأثيراً في اللوبي اليهودي في موسم الانتخابات الرئاسية. ونحن لا نطلب موقفاً منحازاً إلينا، لكن المطلوب هو الوقوف الى جانب الحق والعدل في المنطقة، بما يؤدي الى استئصال أسباب التوتر ووضع حد للحروب والاهتمام بمصالح الشعوب. أضف الى ذلك ان استمرار التأييد الأعمى وممارسة الظلم ضد العرب ينذر في المستقبل المتوسط والبعيد بعواقب غير حميدة للجميع بمن فيهم إسرائيل
يتبع

حد من الوادي
01-16-2007, 05:43 PM
في تقديرنا أن حل القضية الفلسطينية حلاً عاجلاً «عادلاً وشاملاً» استناداً الى قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من الجولان وجنوب لبنان وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمنطقة والبدء بمفاوضات جادة من أجل عملية السلام، سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق وفي أفغانستان وفي هذه المنطقة التي عانت من الحروب والتوترات على مدى أكثر من قرن، كما سيسهم في مساعدتها على النمو والتطور.







ولا شك في أن تقديم الدعم والمال لشعوب هذه المنطقة الفقيرة سيساهم في تجفيف منابع الفقر والإرهاب، فالإنسان يحب الحياة ولا يريد الموت أحياناً إلا من أجل الحياة الحرة الكريمة ومن أجل الأهداف النبيلة الكبرى، وأحياناً يموت الإنسان لأنه لا يفقد شيئاً يجعله يندم أو يخسر في هذه الدنيا، وإذا احتلت أرضه واستبيحت كرامته وعرضه فلا معنى حينها للحياة. وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها صرفوا مئات البلايين في هذه الحروب بلا جدوى، فإن اعتماد استراتيجية تنموية دولية لمساعدة هذه الشعوب الفقيرة سيمكنها من النهضة والتطور والخروج من ثالوث الفقر والجهل والمرض التي تعاني منها شعوب المنطقة، فهي تحتاج اليوم الى الغذاء والدواء والأمن والاستقرار بدلاً من ضخ عشرات البلايين في الحروب وشراء الأسلحة للجيوش التي لا تستخدم إلا لقمع هذه الشعوب، والعنف لا يولد إلا العنف.







ما أنفق في حروب اليمن وأفغانستان والقرن الأفريقي وحرب الخليج الأولى والثانية والحرب الأخيرة على العراق، يكفي لتحويل هذه المنطقة الى جنة خضراء، ولإكساب الولايات المتحدة السمعة والصدقية في العالم بدلاً من الكراهية والنقمة.







* رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية - الرئيس السابق لليمن الجنوبي – قبل التوحيد.







- الحياة الندنيه










أتذكر عندما زرت فيتنام عام 1976 سمعت قصصاً كثيرة ومثيرة عن العمليات الحربية التي قادها الثوار الفيتناميون في مواجهة القوات الأميركية لتحرير التراب الفيتنامي وإسقاط عاصمة الجنوب سايغون، حيث أجبر الأميركيون على الانسحاب بطريقة مذلة لقيادتهم وجنودهم وحلفائهم الذين تخلوا عنهم، حتى ان بعض الجنود كانوا يحاولون التعلق بالطائرات العمودية هرباً من النار وزحف الثوار على أحياء المدينة ومعسكراتها وقصورها ودور الضيافة فيها وعلى السفارة الأميركية، تلك الحرب التحريرية كان يقودها قادة عسكريون وسياسيون يحملون في قلوبهم مبادئ وقيماً أهمها قضية تحرير جنوب فيتنام وتحقيق الوحدة الفيتنامية، وكان في مقدمهم الجنرال جياب، وتحت إمرتهم كانت تنفذ القرارات والعمليات، فعندما يأمرون بالهدنة والحوار ووقف إطلاق النار مع القوات الأميركية يتوقف المقاتلون، وعندما يأمرون بإطلاق النار ينفذونه بلا هوادة أو مماطلة أو خوف من الموت.







جربنا في اليمن مثل هذا الصراع والحروب والتدخلات الإقليمية والدولية وما سمي حينها بالحرب بين الملكيين والجمهوريين التي استمرت أكثر من سبع سنوات أكلت الأخضر واليابس، وكان يقودها قادة معروفون للطرفين، فعندما يقرون الهدنة يلتزم بها الجميع وعندما يعاودون القتال يعود الجميع الى مواقعهم.







وبعد أن أنهكت الحرب أطراف الصراع الداخلية والإقليمية والدولية لجأ الجميع الى الحوار فانسحب الجيش المصري من اليمن بعد اللقاءات التي تمت بين الأطراف المعنية في جدة والاسكندرية والخرطوم وحرض وغيرها، وفي النهاية احتكم الجميع الى لغة الحوار والمصالحة الوطنية بدلاً من لغة السلاح التي كان ضحيتها أبناء الشعبين اليمني والمصري، بينما تحمل الجانب السعودي والمصري والسوفياتي أعباء هذه الحرب التي وضعت أوزارها في بداية السبعينات، وتحقق الأمن والاستقرار في اليمن.







وفي الحروب بين الشمال والجنوب في اليمن احتكم الجميع الى لغة الحوار لتحقيق الوحدة سلمياً عام 1990. وفي لبنان لجأ الجميع الى الحوار في لوزان والطائف بعد حروب استمرت أكثر من خمسة عشر عاماً توجت باتفاق الطائف، ونأمل أن تحتكم القوى السياسية الفاعلة في لبنان هذه الأيام الى لغة الحوار البنّاء لتجاوز الأزمة التي يمر بها الشعب اللبناني الشقيق مستفيدين من الدروس والعبر التي مروا بها جميعاً.







ما حدث في فيتنام وأفغانستان يتكرر في العراق، فأميركا دخلت هذه المغامرة غير المدروسة من غير موافقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، وفي يوم سقوط بغداد لبس الرئيس جورج بوش كل ملابس الحرب وظهر كالطاووس على ظهر إحدى السفن الحربية وهو يضحك ويلتقط الصور التذكارية مع جنوده منتشياً بنشوة النصر الرباني الذي وعد به، إذ يزعم أنه يحمل رسالة خاصة مستمدة من الله لنشر الحرية والديموقراطية في العالم(؟) وهو الذي توعد صدام حسين بالانتقام منه عند زيارته الأولى للعراق بعد اعتقال صدام، حيث أحضر الى قاعدة عسكرية خارج بغداد وقال بوش له: «كيف تجرؤ على محاولة قتل والدي؟ سيكون إعدامك النهاية المحتومة، لكن ليس الآن بل في الوقت الذي أقرره أنا وحدي». وهذا ما حدث في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2006 عندما كان الناس يودعون عاماً ويستعدون لاستقبال عام جديد.







ها ان الرئيس الأميركي بوش اختفت من على وجهه الابتسامة بعد الخسائر التي مني بها جيشه وتزايد عدد القتلى، حيث فاق 3000 قتيل ناهيك عن آلاف الجرحى ومئات البلايين من الدولارات، وتسببت هذه الخسائر المادية والمعنوية في تدني شعبية بوش الى أدنى مستوى، وفي اختفاء بعض صقور إدارته من حوله، وبدأ الاحتكام الى صوت العقل والحكمة عندما بادر بعض الحكماء في أميركا أمثال بيكر وهاملتون وكارتر للبحث عن مخرج ديبلوماسي لهذه الكارثة التي حلت بأميركا وبجيشها واقتصادها ورجالها ونسائها، فهم يشعرون بالخطر على بلادهم وعلى أبنائهم الذين يموتون كل يوم، ويخشون حقد شعوب العالم وكراهيته الشعب الأميركي بسبب الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش وصقوره في العراق وفلسطين وسورية ولبنان وأفغانستان وأخيراًَ في القرن الأفريقي.







كانت لجنة بيكر – هاملتون تقدمت بمقترحات وتوصيات مهمة للخروج من هذه الأزمة وذلك بطلب تعاون دول الجوار في حل المشكلة الأميركية والعراقية، وتباينت وجهات النظر بين مؤيد لهذه المقترحات ومعارض، وإنني أخشى أن الدول التي يتحدثون عنها اليوم ويطلبون مساعدتها ليس في يدها وحدها الحل ما لم تحصل معجزة، فهي غير قادرة على كبح جماح الإرهاب الذي انطلق وخرج من قمقمه بقوة لا مثيل لها في تاريخ شعوب العالم وتفوق كل تصور.







المطلوب من الدول العربية وجامعة الدول العربية والحكماء العرب الاضطلاع بدورهم في المساعدة للخروج من هذه الأزمة الطاحنة الخطيرة، لأن انهيار الوضع في العراق سيسحب نفسه على أوضاع المنطقة كلها بحكم موقعه الاستراتيجي، وإمكان تفجير البركان في أي بلد عربي. وعلى الجميع أن يخاف الله في هذا الشعب الذي عانى طوال تاريخه من الحروب والصراعات والانقلابات الدموية.







وحدة العراق هي الحل:







تستمد فكرة وحدة العراق قوتها من الإجماع العربي والإقليمي، فطوال فترة الحروب الماضية حافظت الدول الإقليمية عليها على رغم تحفظ البعض على السياسات المنتهجة في العراق، وبقيت الوحدة الهاجس الأساسي في السياسات الإقليمية، وإن ما يجري اليوم من نزوع بعض الأطراف بدافع طائفي أو مذهبي أو اثني لتمزيق العراق سيمتد أثره سلباً ليس على العراق فحسب وإنما على المنطقة عموماً طائفياً وسياسياً، فوحدة العراق لا تعني إلغاء خصائص مكونات العراق الأخرى، ووحدته هي لمصلحة دول المنطقة وشعوبها عموماً. ولا شك في أن إيران وتركيا وسورية والأردن والسعودية يهمها وحدة العراق وأمنه واستقراره، لأن ذلك ينعكس إيجاباً على استقرار هذه الدول والمنطقة، ويمكن الإضافة أن وحدة العراق وأمنه واستقراره تشكل مخرجاً للأزمة التي وقعت فيها الولايات المتحدة وتلتقي في هذا الصدد مصلحة واشنطن مع مصلحة بغداد ومع مصلحة دول جوار العراق.







لكن ردود الأفعال على تقرير بيكر – هاملتون أظهرت بوضوح لا لبس فيه أن العنصر الإسرائيلي في السياسة الأميركية هو الوحيد الذي يرى مصلحته متناقضة مع وحدة العراق وأمنه واستقراره، لهذا فالتحدي اليوم أمام الولايات المتحدة في الخروج من المأزق العراقي هو مدى قدرتها على الفصل بين المصلحة الأميركية والتأثير الإسرائيلي في السياسة الأميركية حيث لا تخفي إسرائيل مصلحتها في تفتيت العراق ودول المنطقة ايضاً. وفي تقديري أن الحل يكمن في الآتي:







1 – أن تتفق الأطراف كلها على وحدة العراق واعتبارها قضية مقدسة لا تُمس، وأن أي معالجات أو حلول للمشاكل يجب أن تكون في إطار هذه الوحدة وتحت مظلتها.







2 – عقد مؤتمر للدول الإقليمية والدولية التي لها علاقة بالأوضاع في العراق، بإشراف الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.







3 – عقد مؤتمر وطني يضم القوى والأحزاب والحركات وممثلي القوى الفاعلة والمؤثرة في العراق.







4 – تشكيل حكومة وحدة وطنية من أطراف الصراع في العراق.







5 – وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف.







6 – إحلال قوات عربية محلها يجرى التشاور في شأنها مع الأمم المتحدة والقيادة العراقية، لمدة عامين، وتشكيل قيادة مشتركة عراقية - عربية لقيادة هذه القوى، إذا ارتأت هذه الأطراف أن وجودها يخدم استقرار العراق كما يحدث اليوم في جنوب السودان ودارفور والصومال وجنوب لبنان.







7 – بناء جيش وطني عراقي يجسد الوحدة الوطنية، وحل الميليشيات التي يتعارض وجودها وبقاؤها مع أمن العراق واستقراره، وسحب السلاح ووضع حد للأعمال الإرهابية.







8 – عودة العناصر التي سرحت من الجيش والأمن ممن ليس لهم علاقة مباشرة بالجرائم في حق المواطن العراقي.







9 – وضع حد للتدخلات الخارجية، الدولية منها والإقليمية، أياً كان نوعها ومصدرها.







الولايات المتحدة الأميركية تملك مفاتيح الحل في المنطقة، والحل لا يكون إلا باتخاذ مواقف متوازنة إزاء الصراع العربي – الإسرائيلي بدلاً من الانحياز الكامل الى إسرائيل في هذا الصراع، واستخدام الولايات المتحدة والدول الغربية نفوذها بإلزام إسرائيل احترام قرارات الأمم المتحدة وتنفيذها من أجل تحقيق السلام، فإسرائيل تشكل عبئاً على الإدارة الأميركية وعلى الشعب الأميركي وعلى الدول الغربية المنحازة إليها. ويعرف العالم كله ان مصلحة هذه الدول الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتجارية ومصلحة شعوبها تكمن في العلاقات مع العرب وليس مع إسرائيل وحدها، لأن لها تأثيراً في اللوبي اليهودي في موسم الانتخابات الرئاسية. ونحن لا نطلب موقفاً منحازاً إلينا، لكن المطلوب هو الوقوف الى جانب الحق والعدل في المنطقة، بما يؤدي الى استئصال أسباب التوتر ووضع حد للحروب والاهتمام بمصالح الشعوب. أضف الى ذلك ان استمرار التأييد الأعمى وممارسة الظلم ضد العرب ينذر في المستقبل المتوسط والبعيد بعواقب غير حميدة للجميع بمن فيهم إسرائيل
يتع

حد من الوادي
01-16-2007, 06:32 PM
في تقديرنا أن حل القضية الفلسطينية حلاً عاجلاً «عادلاً وشاملاً» استناداً الى قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من الجولان وجنوب لبنان وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمنطقة والبدء بمفاوضات جادة من أجل عملية السلام، سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق وفي أفغانستان وفي هذه المنطقة التي عانت من الحروب والتوترات على مدى أكثر من قرن، كما سيسهم في مساعدتها على النمو والتطور.







ولا شك في أن تقديم الدعم والمال لشعوب هذه المنطقة الفقيرة سيساهم في تجفيف منابع الفقر والإرهاب، فالإنسان يحب الحياة ولا يريد الموت أحياناً إلا من أجل الحياة الحرة الكريمة ومن أجل الأهداف النبيلة الكبرى، وأحياناً يموت الإنسان لأنه لا يفقد شيئاً يجعله يندم أو يخسر في هذه الدنيا، وإذا احتلت أرضه واستبيحت كرامته وعرضه فلا معنى حينها للحياة. وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها صرفوا مئات البلايين في هذه الحروب بلا جدوى، فإن اعتماد استراتيجية تنموية دولية لمساعدة هذه الشعوب الفقيرة سيمكنها من النهضة والتطور والخروج من ثالوث الفقر والجهل والمرض التي تعاني منها شعوب المنطقة، فهي تحتاج اليوم الى الغذاء والدواء والأمن والاستقرار بدلاً من ضخ عشرات البلايين في الحروب وشراء الأسلحة للجيوش التي لا تستخدم إلا لقمع هذه الشعوب، والعنف لا يولد إلا العنف.







ما أنفق في حروب اليمن وأفغانستان والقرن الأفريقي وحرب الخليج الأولى والثانية والحرب الأخيرة على العراق، يكفي لتحويل هذه المنطقة الى جنة خضراء، ولإكساب الولايات المتحدة السمعة والصدقية في العالم بدلاً من الكراهية والنقمة.







* رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية - الرئيس السابق لليمن الجنوبي – قبل التوحيد.







- الحياة الندنيه










أتذكر عندما زرت فيتنام عام 1976 سمعت قصصاً كثيرة ومثيرة عن العمليات الحربية التي قادها الثوار الفيتناميون في مواجهة القوات الأميركية لتحرير التراب الفيتنامي وإسقاط عاصمة الجنوب سايغون، حيث أجبر الأميركيون على الانسحاب بطريقة مذلة لقيادتهم وجنودهم وحلفائهم الذين تخلوا عنهم، حتى ان بعض الجنود كانوا يحاولون التعلق بالطائرات العمودية هرباً من النار وزحف الثوار على أحياء المدينة ومعسكراتها وقصورها ودور الضيافة فيها وعلى السفارة الأميركية، تلك الحرب التحريرية كان يقودها قادة عسكريون وسياسيون يحملون في قلوبهم مبادئ وقيماً أهمها قضية تحرير جنوب فيتنام وتحقيق الوحدة الفيتنامية، وكان في مقدمهم الجنرال جياب، وتحت إمرتهم كانت تنفذ القرارات والعمليات، فعندما يأمرون بالهدنة والحوار ووقف إطلاق النار مع القوات الأميركية يتوقف المقاتلون، وعندما يأمرون بإطلاق النار ينفذونه بلا هوادة أو مماطلة أو خوف من الموت.







جربنا في اليمن مثل هذا الصراع والحروب والتدخلات الإقليمية والدولية وما سمي حينها بالحرب بين الملكيين والجمهوريين التي استمرت أكثر من سبع سنوات أكلت الأخضر واليابس، وكان يقودها قادة معروفون للطرفين، فعندما يقرون الهدنة يلتزم بها الجميع وعندما يعاودون القتال يعود الجميع الى مواقعهم.







وبعد أن أنهكت الحرب أطراف الصراع الداخلية والإقليمية والدولية لجأ الجميع الى الحوار فانسحب الجيش المصري من اليمن بعد اللقاءات التي تمت بين الأطراف المعنية في جدة والاسكندرية والخرطوم وحرض وغيرها، وفي النهاية احتكم الجميع الى لغة الحوار والمصالحة الوطنية بدلاً من لغة السلاح التي كان ضحيتها أبناء الشعبين اليمني والمصري، بينما تحمل الجانب السعودي والمصري والسوفياتي أعباء هذه الحرب التي وضعت أوزارها في بداية السبعينات، وتحقق الأمن والاستقرار في اليمن.







وفي الحروب بين الشمال والجنوب في اليمن احتكم الجميع الى لغة الحوار لتحقيق الوحدة سلمياً عام 1990. وفي لبنان لجأ الجميع الى الحوار في لوزان والطائف بعد حروب استمرت أكثر من خمسة عشر عاماً توجت باتفاق الطائف، ونأمل أن تحتكم القوى السياسية الفاعلة في لبنان هذه الأيام الى لغة الحوار البنّاء لتجاوز الأزمة التي يمر بها الشعب اللبناني الشقيق مستفيدين من الدروس والعبر التي مروا بها جميعاً.







ما حدث في فيتنام وأفغانستان يتكرر في العراق، فأميركا دخلت هذه المغامرة غير المدروسة من غير موافقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، وفي يوم سقوط بغداد لبس الرئيس جورج بوش كل ملابس الحرب وظهر كالطاووس على ظهر إحدى السفن الحربية وهو يضحك ويلتقط الصور التذكارية مع جنوده منتشياً بنشوة النصر الرباني الذي وعد به، إذ يزعم أنه يحمل رسالة خاصة مستمدة من الله لنشر الحرية والديموقراطية في العالم(؟) وهو الذي توعد صدام حسين بالانتقام منه عند زيارته الأولى للعراق بعد اعتقال صدام، حيث أحضر الى قاعدة عسكرية خارج بغداد وقال بوش له: «كيف تجرؤ على محاولة قتل والدي؟ سيكون إعدامك النهاية المحتومة، لكن ليس الآن بل في الوقت الذي أقرره أنا وحدي». وهذا ما حدث في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2006 عندما كان الناس يودعون عاماً ويستعدون لاستقبال عام جديد.







ها ان الرئيس الأميركي بوش اختفت من على وجهه الابتسامة بعد الخسائر التي مني بها جيشه وتزايد عدد القتلى، حيث فاق 3000 قتيل ناهيك عن آلاف الجرحى ومئات البلايين من الدولارات، وتسببت هذه الخسائر المادية والمعنوية في تدني شعبية بوش الى أدنى مستوى، وفي اختفاء بعض صقور إدارته من حوله، وبدأ الاحتكام الى صوت العقل والحكمة عندما بادر بعض الحكماء في أميركا أمثال بيكر وهاملتون وكارتر للبحث عن مخرج ديبلوماسي لهذه الكارثة التي حلت بأميركا وبجيشها واقتصادها ورجالها ونسائها، فهم يشعرون بالخطر على بلادهم وعلى أبنائهم الذين يموتون كل يوم، ويخشون حقد شعوب العالم وكراهيته الشعب الأميركي بسبب الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش وصقوره في العراق وفلسطين وسورية ولبنان وأفغانستان وأخيراًَ في القرن الأفريقي
يتبع

حد من الوادي
01-16-2007, 06:34 PM
كانت لجنة بيكر – هاملتون تقدمت بمقترحات وتوصيات مهمة للخروج من هذه الأزمة وذلك بطلب تعاون دول الجوار في حل المشكلة الأميركية والعراقية، وتباينت وجهات النظر بين مؤيد لهذه المقترحات ومعارض، وإنني أخشى أن الدول التي يتحدثون عنها اليوم ويطلبون مساعدتها ليس في يدها وحدها الحل ما لم تحصل معجزة، فهي غير قادرة على كبح جماح الإرهاب الذي انطلق وخرج من قمقمه بقوة لا مثيل لها في تاريخ شعوب العالم وتفوق كل تصور.







المطلوب من الدول العربية وجامعة الدول العربية والحكماء العرب الاضطلاع بدورهم في المساعدة للخروج من هذه الأزمة الطاحنة الخطيرة، لأن انهيار الوضع في العراق سيسحب نفسه على أوضاع المنطقة كلها بحكم موقعه الاستراتيجي، وإمكان تفجير البركان في أي بلد عربي. وعلى الجميع أن يخاف الله في هذا الشعب الذي عانى طوال تاريخه من الحروب والصراعات والانقلابات الدموية.







وحدة العراق هي الحل:







تستمد فكرة وحدة العراق قوتها من الإجماع العربي والإقليمي، فطوال فترة الحروب الماضية حافظت الدول الإقليمية عليها على رغم تحفظ البعض على السياسات المنتهجة في العراق، وبقيت الوحدة الهاجس الأساسي في السياسات الإقليمية، وإن ما يجري اليوم من نزوع بعض الأطراف بدافع طائفي أو مذهبي أو اثني لتمزيق العراق سيمتد أثره سلباً ليس على العراق فحسب وإنما على المنطقة عموماً طائفياً وسياسياً، فوحدة العراق لا تعني إلغاء خصائص مكونات العراق الأخرى، ووحدته هي لمصلحة دول المنطقة وشعوبها عموماً. ولا شك في أن إيران وتركيا وسورية والأردن والسعودية يهمها وحدة العراق وأمنه واستقراره، لأن ذلك ينعكس إيجاباً على استقرار هذه الدول والمنطقة، ويمكن الإضافة أن وحدة العراق وأمنه واستقراره تشكل مخرجاً للأزمة التي وقعت فيها الولايات المتحدة وتلتقي في هذا الصدد مصلحة واشنطن مع مصلحة بغداد ومع مصلحة دول جوار العراق.







لكن ردود الأفعال على تقرير بيكر – هاملتون أظهرت بوضوح لا لبس فيه أن العنصر الإسرائيلي في السياسة الأميركية هو الوحيد الذي يرى مصلحته متناقضة مع وحدة العراق وأمنه واستقراره، لهذا فالتحدي اليوم أمام الولايات المتحدة في الخروج من المأزق العراقي هو مدى قدرتها على الفصل بين المصلحة الأميركية والتأثير الإسرائيلي في السياسة الأميركية حيث لا تخفي إسرائيل مصلحتها في تفتيت العراق ودول المنطقة ايضاً. وفي تقديري أن الحل يكمن في الآتي:







1 – أن تتفق الأطراف كلها على وحدة العراق واعتبارها قضية مقدسة لا تُمس، وأن أي معالجات أو حلول للمشاكل يجب أن تكون في إطار هذه الوحدة وتحت مظلتها.







2 – عقد مؤتمر للدول الإقليمية والدولية التي لها علاقة بالأوضاع في العراق، بإشراف الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.







3 – عقد مؤتمر وطني يضم القوى والأحزاب والحركات وممثلي القوى الفاعلة والمؤثرة في العراق.







4 – تشكيل حكومة وحدة وطنية من أطراف الصراع في العراق.







5 – وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف.







6 – إحلال قوات عربية محلها يجرى التشاور في شأنها مع الأمم المتحدة والقيادة العراقية، لمدة عامين، وتشكيل قيادة مشتركة عراقية - عربية لقيادة هذه القوى، إذا ارتأت هذه الأطراف أن وجودها يخدم استقرار العراق كما يحدث اليوم في جنوب السودان ودارفور والصومال وجنوب لبنان.







7 – بناء جيش وطني عراقي يجسد الوحدة الوطنية، وحل الميليشيات التي يتعارض وجودها وبقاؤها مع أمن العراق واستقراره، وسحب السلاح ووضع حد للأعمال الإرهابية.







8 – عودة العناصر التي سرحت من الجيش والأمن ممن ليس لهم علاقة مباشرة بالجرائم في حق المواطن العراقي.







9 – وضع حد للتدخلات الخارجية، الدولية منها والإقليمية، أياً كان نوعها ومصدرها.







الولايات المتحدة الأميركية تملك مفاتيح الحل في المنطقة، والحل لا يكون إلا باتخاذ مواقف متوازنة إزاء الصراع العربي – الإسرائيلي بدلاً من الانحياز الكامل الى إسرائيل في هذا الصراع، واستخدام الولايات المتحدة والدول الغربية نفوذها بإلزام إسرائيل احترام قرارات الأمم المتحدة وتنفيذها من أجل تحقيق السلام، فإسرائيل تشكل عبئاً على الإدارة الأميركية وعلى الشعب الأميركي وعلى الدول الغربية المنحازة إليها. ويعرف العالم كله ان مصلحة هذه الدول الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتجارية ومصلحة شعوبها تكمن في العلاقات مع العرب وليس مع إسرائيل وحدها، لأن لها تأثيراً في اللوبي اليهودي في موسم الانتخابات الرئاسية. ونحن لا نطلب موقفاً منحازاً إلينا، لكن المطلوب هو الوقوف الى جانب الحق والعدل في المنطقة، بما يؤدي الى استئصال أسباب التوتر ووضع حد للحروب والاهتمام بمصالح الشعوب. أضف الى ذلك ان استمرار التأييد الأعمى وممارسة الظلم ضد العرب ينذر في المستقبل المتوسط والبعيد بعواقب غير حميدة للجميع بمن فيهم إسرائيل.







في تقديرنا أن حل القضية الفلسطينية حلاً عاجلاً «عادلاً وشاملاً» استناداً الى قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من الجولان وجنوب لبنان وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمنطقة والبدء بمفاوضات جادة من أجل عملية السلام، سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق وفي أفغانستان وفي هذه المنطقة التي عانت من الحروب والتوترات على مدى أكثر من قرن، كما سيسهم في مساعدتها على النمو والتطور.


يتبع

حد من الوادي
01-16-2007, 06:46 PM
كانت لجنة بيكر – هاملتون تقدمت بمقترحات وتوصيات مهمة للخروج من هذه الأزمة وذلك بطلب تعاون دول الجوار في حل المشكلة الأميركية والعراقية، وتباينت وجهات النظر بين مؤيد لهذه المقترحات ومعارض، وإنني أخشى أن الدول التي يتحدثون عنها اليوم ويطلبون مساعدتها ليس في يدها وحدها الحل ما لم تحصل معجزة، فهي غير قادرة على كبح جماح الإرهاب الذي انطلق وخرج من قمقمه بقوة لا مثيل لها في تاريخ شعوب العالم وتفوق كل تصور.







المطلوب من الدول العربية وجامعة الدول العربية والحكماء العرب الاضطلاع بدورهم في المساعدة للخروج من هذه الأزمة الطاحنة الخطيرة، لأن انهيار الوضع في العراق سيسحب نفسه على أوضاع المنطقة كلها بحكم موقعه الاستراتيجي، وإمكان تفجير البركان في أي بلد عربي. وعلى الجميع أن يخاف الله في هذا الشعب الذي عانى طوال تاريخه من الحروب والصراعات والانقلابات الدموية.







وحدة العراق هي الحل:







تستمد فكرة وحدة العراق قوتها من الإجماع العربي والإقليمي، فطوال فترة الحروب الماضية حافظت الدول الإقليمية عليها على رغم تحفظ البعض على السياسات المنتهجة في العراق، وبقيت الوحدة الهاجس الأساسي في السياسات الإقليمية، وإن ما يجري اليوم من نزوع بعض الأطراف بدافع طائفي أو مذهبي أو اثني لتمزيق العراق سيمتد أثره سلباً ليس على العراق فحسب وإنما على المنطقة عموماً طائفياً وسياسياً، فوحدة العراق لا تعني إلغاء خصائص مكونات العراق الأخرى، ووحدته هي لمصلحة دول المنطقة وشعوبها عموماً. ولا شك في أن إيران وتركيا وسورية والأردن والسعودية يهمها وحدة العراق وأمنه واستقراره، لأن ذلك ينعكس إيجاباً على استقرار هذه الدول والمنطقة، ويمكن الإضافة أن وحدة العراق وأمنه واستقراره تشكل مخرجاً للأزمة التي وقعت فيها الولايات المتحدة وتلتقي في هذا الصدد مصلحة واشنطن مع مصلحة بغداد ومع مصلحة دول جوار العراق.







لكن ردود الأفعال على تقرير بيكر – هاملتون أظهرت بوضوح لا لبس فيه أن العنصر الإسرائيلي في السياسة الأميركية هو الوحيد الذي يرى مصلحته متناقضة مع وحدة العراق وأمنه واستقراره، لهذا فالتحدي اليوم أمام الولايات المتحدة في الخروج من المأزق العراقي هو مدى قدرتها على الفصل بين المصلحة الأميركية والتأثير الإسرائيلي في السياسة الأميركية حيث لا تخفي إسرائيل مصلحتها في تفتيت العراق ودول المنطقة ايضاً. وفي تقديري أن الحل يكمن في الآتي:







1 – أن تتفق الأطراف كلها على وحدة العراق واعتبارها قضية مقدسة لا تُمس، وأن أي معالجات أو حلول للمشاكل يجب أن تكون في إطار هذه الوحدة وتحت مظلتها.







2 – عقد مؤتمر للدول الإقليمية والدولية التي لها علاقة بالأوضاع في العراق، بإشراف الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.







3 – عقد مؤتمر وطني يضم القوى والأحزاب والحركات وممثلي القوى الفاعلة والمؤثرة في العراق.







4 – تشكيل حكومة وحدة وطنية من أطراف الصراع في العراق.







5 – وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف.







6 – إحلال قوات عربية محلها يجرى التشاور في شأنها مع الأمم المتحدة والقيادة العراقية، لمدة عامين، وتشكيل قيادة مشتركة عراقية - عربية لقيادة هذه القوى، إذا ارتأت هذه الأطراف أن وجودها يخدم استقرار العراق كما يحدث اليوم في جنوب السودان ودارفور والصومال وجنوب لبنان.







7 – بناء جيش وطني عراقي يجسد الوحدة الوطنية، وحل الميليشيات التي يتعارض وجودها وبقاؤها مع أمن العراق واستقراره، وسحب السلاح ووضع حد للأعمال الإرهابية.







8 – عودة العناصر التي سرحت من الجيش والأمن ممن ليس لهم علاقة مباشرة بالجرائم في حق المواطن العراقي.







9 – وضع حد للتدخلات الخارجية، الدولية منها والإقليمية، أياً كان نوعها ومصدرها.







الولايات المتحدة الأميركية تملك مفاتيح الحل في المنطقة، والحل لا يكون إلا باتخاذ مواقف متوازنة إزاء الصراع العربي – الإسرائيلي بدلاً من الانحياز الكامل الى إسرائيل في هذا الصراع، واستخدام الولايات المتحدة والدول الغربية نفوذها بإلزام إسرائيل احترام قرارات الأمم المتحدة وتنفيذها من أجل تحقيق السلام، فإسرائيل تشكل عبئاً على الإدارة الأميركية وعلى الشعب الأميركي وعلى الدول الغربية المنحازة إليها. ويعرف العالم كله ان مصلحة هذه الدول الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتجارية ومصلحة شعوبها تكمن في العلاقات مع العرب وليس مع إسرائيل وحدها، لأن لها تأثيراً في اللوبي اليهودي في موسم الانتخابات الرئاسية. ونحن لا نطلب موقفاً منحازاً إلينا، لكن المطلوب هو الوقوف الى جانب الحق والعدل في المنطقة، بما يؤدي الى استئصال أسباب التوتر ووضع حد للحروب والاهتمام بمصالح الشعوب. أضف الى ذلك ان استمرار التأييد الأعمى وممارسة الظلم ضد العرب ينذر في المستقبل المتوسط والبعيد بعواقب غير حميدة للجميع بمن فيهم إسرائيل.







في تقديرنا أن حل القضية الفلسطينية حلاً عاجلاً «عادلاً وشاملاً» استناداً الى قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من الجولان وجنوب لبنان وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمنطقة والبدء بمفاوضات جادة من أجل عملية السلام، سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق وفي أفغانستان وفي هذه المنطقة التي عانت من الحروب والتوترات على مدى أكثر من قرن، كما سيسهم في مساعدتها على النمو والتطور.







ولا شك في أن تقديم الدعم والمال لشعوب هذه المنطقة الفقيرة سيساهم في تجفيف منابع الفقر والإرهاب، فالإنسان يحب الحياة ولا يريد الموت أحياناً إلا من أجل الحياة الحرة الكريمة ومن أجل الأهداف النبيلة الكبرى، وأحياناً يموت الإنسان لأنه لا يفقد شيئاً يجعله يندم أو يخسر في هذه الدنيا، وإذا احتلت أرضه واستبيحت كرامته وعرضه فلا معنى حينها للحياة. وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها صرفوا مئات البلايين في هذه الحروب بلا جدوى، فإن اعتماد استراتيجية تنموية دولية لمساعدة هذه الشعوب الفقيرة سيمكنها من النهضة والتطور والخروج من ثالوث الفقر والجهل والمرض التي تعاني منها شعوب المنطقة، فهي تحتاج اليوم الى الغذاء والدواء والأمن والاستقرار بدلاً من ضخ عشرات البلايين في الحروب وشراء الأسلحة للجيوش التي لا تستخدم إلا لقمع هذه الشعوب، والعنف لا يولد إلا العنف.







ما أنفق في حروب اليمن وأفغانستان والقرن الأفريقي وحرب الخليج الأولى والثانية والحرب الأخيرة على العراق، يكفي لتحويل هذه المنطقة الى جنة خضراء، ولإكساب الولايات المتحدة السمعة والصدقية في العالم بدلاً من الكراهية والنقمة.







* رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية - الرئيس السابق لليمن الجنوبي – قبل التوحيد.







- الحياة الندنيه

saroor
01-16-2007, 07:07 PM
كلام جميل جدا وعين العقل في كل ماقاله الريئس السابق لجمهورية اليمن
وكل قائد عظيم لابد ان يمر بظروف صعبة جدا في حياته ولكن الذي يحفض لهذا الزعيم
سمعته الطيبة بين الناس بعد مماته هو موقفه الذي لايتغير حتى ولوضحى بماله ونفسه
وكل مايملك من اجل المواقف الشجاعه والمشرفه وخدمة هذه الامه
والسلام