abu khaled 003
01-14-2007, 09:56 PM
قسماً إنا يوماً سنغني
خالد سلمان ( 14/01/2007 )
لندن – خالد سلمان
بكل وجع الدنيا صرخ بابلو نيرودا: "إنهم يغتالون تشيلي مرة ثانية".
آه بابلو: لو تعلم كم أوطان اغتالوها العسكر..
وكم مرات سفح دم حلمها بحراب جنرالات متعددي البزات والرطانات واللغات.. آه بابلو: انهم يغتالون آدميتنا كل يوم.. يرمون جثة إنسانيتنا.. على طاولة إعادة تقبيح الشكل.. يرسمون على وجوهنا قباحاتهم.. يخلعون عن أرواحنا المعلقة بقناديل سماوية نظارة الطهر.. يجردونها من فضاءات الحلم والقدرة على الابتسام.. هؤلاء العسكر الحكام القتلة يضفون عليها سحناتهم النحاسية الميتة..
آه بابلو: هؤلاء يغتالون أرواحنا ثانية.. عقب كل دورة زمن مقدارها يوماً واحداً.. كل يوم يوغلون أنصالهم الدامية في أفئدة الناس.. يسلخون بخناجر البؤس والقمع والحاجة الجلد والشفاة معاً.. يقذفون بنا إلى وحل الصمت الجبان.. عبثاً يحاولون كسر رجولتنا يفرغون شرايينها من الرفض والمقاومة والكبرياء.
بابلو: هؤلاء يغتالون الوطن للمرة الألف.. يبعثرون الإنسان.. يشقون قنوات ومسارب تغويل ثقافاتهم الدموية المتوحشة.. يعيدون صياغة زوايا التفكير فينا ونقاط الابصار.. يعلمونا كيف نكره بعضنا.. كيف ننصب في وجه الغد عظمتين وجمجمة ونكتب على جباهنا: خطر ممنوع المرور ممنوع الاقتراب.. كيف نتطير من القادم.. نتهاون مع الفاسد القائم.. ونعلن ان الراهن "الجني" خير واسلم لنا وابقى.. من الغد المؤنسن.. وانبلاجات الصباح.
بابلو: الموتى وحدهم لا يصرخون.. يتعايشون مع كل هذا الدمار.. الموتى وحدهم لا يصرخون يتخذون مواقع الحياد الأبله البليد.. الموتى وحدهم في فمهم تراب وصمت جثة هامدة، الموتى لا يصرخون.. وحدهم.. لا يستشعرون بقيم الحياة.. لديهم سيان التسمية:
أحياء موتى.. موتى أحياء، هكذا بابلو احالونا الجنرالات أو أرادوا.. بعد أن جعلوا من أعناقنا كراسي بسط لأقدامهم.. من عمودنا الفقري.. سلم مرور لأحذيتهم الموحلة.. من ضفائر بناتنا.. وسائد قهر وحبل غسيل ألم ومشانق..
آه بابلو نيرودا انهم يغتالون تشيلي ثانية.. انهم يغتالونا للمرة الألف.. هؤلاء الأوباش العسكر.. انهم يأكلون قلب هذه البلاد.. يعصرون فاكهة أحلامها.. دمها يشربونه نبيذ عيد فصح معتق.. بنزيف الصلب ودرب آلام الانعتاق.
آه بابلو: ان غبار أحذية فرق الاغتيال ما زال يطرق أبواب القلب.. ما زال غبارهم يغشى أفق البلاد.. وجنازيرهم لم تتخم بعد من لحمنا.. لم تصب بعد بشيخوخة الخلود إلى مقبرة الدشم..آه بابلو: انهم يكرسون ابتسامات الصفاء تضبط ضحكاتهم في مراكز التفتيش.. تخفر في نقاط المراقبة.. تعدم بديباجة حكم بات: انها خطر على الأمن.. انها أشد فتكاً من مولوتوف اشعال انتفاضة وحريق.. هكذا نيرودا تفعل بهم ابتسامة حالمة بغد.. لا يرتدي بزات فرق الاعدام وقع الشعب.. هكذا على صيحات وحشيتهم يمضون بنا من موت عابث ماجن.. إلى موت مشرعن.. حقير.. موت التعايش مع أوحال الأمر الواقع.. والرقص سعادة على طبول مارش انتهاك الآدمية.. واحتفاء اجسادنا بالأحذية والهراوات والسياط(!!)
آه بابلو: بينوشيه اغتال تشيلي لمرة أخرى.. ونحن يسرق ذات الجنرال منا الوطن الحلم للمرة الألف.. من ملعب سانتياجو صرخت بكل وجع الإنسانية المعذبة.. جمعت في قلبك انداء القول.. وأطلقت له نشيد الزحف المقدس.. من قبر الديكتاتور إلى ضفاف وبساتين الوطن..
رحل بينوشيتكم.. وما زال بينوشيه هذه الأرض يجثم على الانفاس يصطاد بقبضته الجنرالية بعصاه المارشالية اشراقات آتي البلاد.. يمارس ولعه في نصب الكمائن للعصافير والفراشات.. للصباحات ولفصول البذار واللقاح.
سننتصر يوماً بابلو كما فعلت.. ونشرع الأبواب لطرد عساكر الغبار.. جنرالات المسالخ قصابي الأمنيات.. معك ذات يوم سنغني:
سرقوه ثانية.. ولكن ها نحن للمرة الألف من بين مخالبهم نستعيد الوطن.. ونطلق لأغانينا المكبلة العنان.. لحناجرنا المخفورة الصراخ.. لأجسادنا المكفنة بجبروتهم شق رداء الموت الأبيض.. التمرد والرقص احتفاءً بتباشير الخلاص.. لقلوبنا المكلومة الفرح..
سنطلق بابلو لشفاهنا المصادرة.. البوح في مسكوت الكلام.. الهزج والابتهال بمواسم قطاف الياسمين.. سنطلق بابلو لقلوبنا المكلومة.. ساحات النشيد والغناء ونرقص على إيقاع الجنرال الراحل:
إنه ينزع.. يتحشرج.. اننا نقلع أنيابه أضراسه.. ونستعيد من تحتهما الوطن.
بابلو ياصديقي: قسماً إنا يوماً سنغني.
خالد سلمان
خالد سلمان ( 14/01/2007 )
لندن – خالد سلمان
بكل وجع الدنيا صرخ بابلو نيرودا: "إنهم يغتالون تشيلي مرة ثانية".
آه بابلو: لو تعلم كم أوطان اغتالوها العسكر..
وكم مرات سفح دم حلمها بحراب جنرالات متعددي البزات والرطانات واللغات.. آه بابلو: انهم يغتالون آدميتنا كل يوم.. يرمون جثة إنسانيتنا.. على طاولة إعادة تقبيح الشكل.. يرسمون على وجوهنا قباحاتهم.. يخلعون عن أرواحنا المعلقة بقناديل سماوية نظارة الطهر.. يجردونها من فضاءات الحلم والقدرة على الابتسام.. هؤلاء العسكر الحكام القتلة يضفون عليها سحناتهم النحاسية الميتة..
آه بابلو: هؤلاء يغتالون أرواحنا ثانية.. عقب كل دورة زمن مقدارها يوماً واحداً.. كل يوم يوغلون أنصالهم الدامية في أفئدة الناس.. يسلخون بخناجر البؤس والقمع والحاجة الجلد والشفاة معاً.. يقذفون بنا إلى وحل الصمت الجبان.. عبثاً يحاولون كسر رجولتنا يفرغون شرايينها من الرفض والمقاومة والكبرياء.
بابلو: هؤلاء يغتالون الوطن للمرة الألف.. يبعثرون الإنسان.. يشقون قنوات ومسارب تغويل ثقافاتهم الدموية المتوحشة.. يعيدون صياغة زوايا التفكير فينا ونقاط الابصار.. يعلمونا كيف نكره بعضنا.. كيف ننصب في وجه الغد عظمتين وجمجمة ونكتب على جباهنا: خطر ممنوع المرور ممنوع الاقتراب.. كيف نتطير من القادم.. نتهاون مع الفاسد القائم.. ونعلن ان الراهن "الجني" خير واسلم لنا وابقى.. من الغد المؤنسن.. وانبلاجات الصباح.
بابلو: الموتى وحدهم لا يصرخون.. يتعايشون مع كل هذا الدمار.. الموتى وحدهم لا يصرخون يتخذون مواقع الحياد الأبله البليد.. الموتى وحدهم في فمهم تراب وصمت جثة هامدة، الموتى لا يصرخون.. وحدهم.. لا يستشعرون بقيم الحياة.. لديهم سيان التسمية:
أحياء موتى.. موتى أحياء، هكذا بابلو احالونا الجنرالات أو أرادوا.. بعد أن جعلوا من أعناقنا كراسي بسط لأقدامهم.. من عمودنا الفقري.. سلم مرور لأحذيتهم الموحلة.. من ضفائر بناتنا.. وسائد قهر وحبل غسيل ألم ومشانق..
آه بابلو نيرودا انهم يغتالون تشيلي ثانية.. انهم يغتالونا للمرة الألف.. هؤلاء الأوباش العسكر.. انهم يأكلون قلب هذه البلاد.. يعصرون فاكهة أحلامها.. دمها يشربونه نبيذ عيد فصح معتق.. بنزيف الصلب ودرب آلام الانعتاق.
آه بابلو: ان غبار أحذية فرق الاغتيال ما زال يطرق أبواب القلب.. ما زال غبارهم يغشى أفق البلاد.. وجنازيرهم لم تتخم بعد من لحمنا.. لم تصب بعد بشيخوخة الخلود إلى مقبرة الدشم..آه بابلو: انهم يكرسون ابتسامات الصفاء تضبط ضحكاتهم في مراكز التفتيش.. تخفر في نقاط المراقبة.. تعدم بديباجة حكم بات: انها خطر على الأمن.. انها أشد فتكاً من مولوتوف اشعال انتفاضة وحريق.. هكذا نيرودا تفعل بهم ابتسامة حالمة بغد.. لا يرتدي بزات فرق الاعدام وقع الشعب.. هكذا على صيحات وحشيتهم يمضون بنا من موت عابث ماجن.. إلى موت مشرعن.. حقير.. موت التعايش مع أوحال الأمر الواقع.. والرقص سعادة على طبول مارش انتهاك الآدمية.. واحتفاء اجسادنا بالأحذية والهراوات والسياط(!!)
آه بابلو: بينوشيه اغتال تشيلي لمرة أخرى.. ونحن يسرق ذات الجنرال منا الوطن الحلم للمرة الألف.. من ملعب سانتياجو صرخت بكل وجع الإنسانية المعذبة.. جمعت في قلبك انداء القول.. وأطلقت له نشيد الزحف المقدس.. من قبر الديكتاتور إلى ضفاف وبساتين الوطن..
رحل بينوشيتكم.. وما زال بينوشيه هذه الأرض يجثم على الانفاس يصطاد بقبضته الجنرالية بعصاه المارشالية اشراقات آتي البلاد.. يمارس ولعه في نصب الكمائن للعصافير والفراشات.. للصباحات ولفصول البذار واللقاح.
سننتصر يوماً بابلو كما فعلت.. ونشرع الأبواب لطرد عساكر الغبار.. جنرالات المسالخ قصابي الأمنيات.. معك ذات يوم سنغني:
سرقوه ثانية.. ولكن ها نحن للمرة الألف من بين مخالبهم نستعيد الوطن.. ونطلق لأغانينا المكبلة العنان.. لحناجرنا المخفورة الصراخ.. لأجسادنا المكفنة بجبروتهم شق رداء الموت الأبيض.. التمرد والرقص احتفاءً بتباشير الخلاص.. لقلوبنا المكلومة الفرح..
سنطلق بابلو لشفاهنا المصادرة.. البوح في مسكوت الكلام.. الهزج والابتهال بمواسم قطاف الياسمين.. سنطلق بابلو لقلوبنا المكلومة.. ساحات النشيد والغناء ونرقص على إيقاع الجنرال الراحل:
إنه ينزع.. يتحشرج.. اننا نقلع أنيابه أضراسه.. ونستعيد من تحتهما الوطن.
بابلو ياصديقي: قسماً إنا يوماً سنغني.
خالد سلمان