حد من الوادي
01-15-2007, 02:30 PM
;kai الوحدة اليمنية – حاكم وشعبين ( بقلم : د-عبد الله عبد الصمد )
التاريخ: الأحد 14 يناير 2007
الموضوع: كتابات حرة
لندن / " عدن برس " خاص : 14 /1/2007
منذ الطفولة المبكرة ونحن نرضع من شعارات الوحدة ,وخاصة في الجنوب اليمني ,ومازلت أتذكر ذلك الطابور الصباحي في المدرسة الابتدائية والثانوية ,وحتى فترة الخدمة العسكرية التي كانت الزامية على الجميع .
وعبر تلك السنيين كنا نردد وبشكل يومي ( لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية إلى ان نصل إلى تحقيق الوحدة اليمنية ) .. الوحدة اليمنية هذا الأمل والحلم الكبير الذي ضحى من اجله الشعب في الجنوب اليمني , وهب الجنوبيين من كل حيد وسهل للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ,وبعدها فك حصار صنعاء .
هؤلاء الأبطال الأحياء منهم والشهداء الذين قدموا أرواحهم من اجل يمن واحد, ومن اجل الدفاع عن الثورة السبتمبرية وعادوا إلى تحرير الجنوب من الاستعمار وكانت ثورة أكتوبر من جبال ردفان الشامخة – حتى الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 م .
كانت النكسة الأولى للثورتين انقلاب 5 نوفمبر 1967 م ضد الرئيس السلال, ومقتل العديد من قيادة الثورة السبتمبرية والعودة بمسار الثورة الى الخلف والفوضى, حيث تمكن قادة مؤتمر خمر من القبائل والمعاديين لنهج الثورة في السيطرة على مقاليد الحكم في الشمال, والذين وقعوا اتفاقية الطائف مع الجانب الملكي في 1965 وهم الحكام الفعلين والى يومنا هذا ,
واستمرت الحروب الأهلية والقبلية والتدخلات الخارجية في الشمال, لأكثر من 9 سنوات بعد قيام الجمهورية, واختلط الحنابل بالنابل جمهوريين وملكيين ,وهذا يعود الى عدم امتلاك ثورة 26 سبتمبر الى قيادات او جبهة او حزب يقود الجمهورية – كما كان في الجنوب اليمني حيث قادة الثورة والدولة الجبهة القومية ولها قواعدها وكوادرها وشعبيتها ,رغم الاختلافات داخل إطار الجبهة القومية ومن ثما الحزب الاشتراكي من تلك المسميات التي كانت تطلق من يسار ويمين وشرعية وزمرة ,إلا ان الجبهة والحزب ظلت تقود الدولة وقامت بإجراءات اقتصادية واجتماعية وبثورة ثقافية ووسعت سلطتها الى كل إطراف البلاد – عكس الجمهورية العربية اليمنية الذي لم يتغير بها الكثير حيث مازال الشيخ وعلاقات الدم والولاء المطلق لشيخ القبيلة هوا الحاكم الأول والقبيلة والعسكر فوق القانون, مع تطور جديد في صيغة الحكم في الأعوام الثلاثين السابقة الانفراد بالحكم للأسرة الحاكمة
اي ان قيادات الجمهورية اعتمدت على العمق القبلي والطائفي .
كانت الاتفاقيات واللقاءات التي تجمع القيادات في الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تاتي بعد حرب- وهذا ما حدث في 1972 و 1979 – فبعد تلك الحربين وقعت العديد من الاتفاقيات والوثائق الوحدوية مرورا بطرابلس والقاهرة والجزائر والكويت.
والنكسة الأخرى في تاريخ الجمهوريتين وتقاربهما هي مقتل الزعيمين الرئيس ألحمدي والرئيس سالمين ,الذين كانا قريبين في مواقفهم الداخلية وفي إحداث إصلاحات جذرية في المجتمع وخاصة ما اقدم علية الرئيس الحمدي في اليمن الشمالي من تغيرات أرهبت الطبقة المسيطرة على مقدرات الشعب والخروج عن النمط التقليدي للقبيلة والعادات والتقاليد وسحب البساط على الشيوخ ,وتنفيد سلطة القانون – وهذا ما قامت بة اليمن الجنوبي ونجحت في فرض سيطرة القانون في البلاد
اما النكسة الكبرى كانت أحداث 13 يناير 1986 في الجنوب اليمني وقتل العديد من قيادات وكوادر الدولة ونزوح الرئيس علي ناصر محمد مع الكثير من المجاميع العسكرية والمدنية الى اليمن الشمالي .
هذه النكسة التي أضعفت اليمن الجنوبي إضافة الى بداية انهيار الاتحاد السوفيتي او مشروع التغيير
السوفيتي البيروستريكا ,وانهيار جدار برلين وتقلص الدعم الخارجي الذي اعتمدت علية السياسة الخارجية للجنوب اليمني ,وتلاشى التحالف الاقتصادي والحماية العسكرية من قبل المعسكر الاشتراكي .
اعتمد الرئيس علي عبدالله صالح على العوامل والمتغيرات العالمية ,وعلى ضعف الدولة في الجنوب والى الاكتشافات النفطية بين اليمنيين , والخلافات بين القيادات الجنوبية .
وبداء من تلك اللحظات التخطيط للتوحد مع الجنوب بالحرب او السلم وكادت تتفجر الأوضاع بين اليمنيين في عام 1988م
وهنا ومن جديد يبدأ التفاوض السريع كما هي العادة بعد الحروب والصراعات اليمنية من حالة الحرب الى حالة الوحدة ,وقد تهيأت كل الظروف لصالح اليمن الشمالي – لعدم وجود توازنات دولية كما في السابق الحرب الباردة ونتيجة العداء الكبير من قبل الأنظمة العربية و الأوروبية للنظام القائم في الجنوب اليمني الذي يصف بالنظام الماركسي في المنطقة وعند خوض حرب في هذة الظروف ستكون النتائج لصالح اليمن الشمالي وبمساعدة إقليمية دولية كبيرة .
هذه الأخطاء التي وقعت بها القيادات الجنوبية عبر عدة مراحل من معاداة الجيران والخيار الاشتراكي والاقتتال الدائم والتصفيات. وعدم الانفتاح على العالم اقتصاديا وغيرة لا حصر من الأخطاء السياسية التي ارتكبت بحق الشعب في الجنوب اليمني , وعدم الإدراك لمرحلة ما بعد الحرب الباردة وتغير سياساتها الخارجية والداخلية – رغم ما قامت بة الدولة في التعليم والصحة وشبة القضاء على الأمية
وبناء مؤسسات الدولة الحديثة والمدنية والأمن وبناء قوات مسلحة ومصانع ومنشآت وتعليم عالي في الجامعة وتوظيف الكوادر بعد التخرج وبناء المساكن للموظفين ودعم للسلع وأسعار زهيدة للماء والكهرباء والحفاظ على العملة الوطنية قوية ولم تكن توجد مظاهر للرشوة والفساد.
اعتمدت القيادة في اليمن الجنوبي على الهروب من الواقع والوضع الداخلي والخارجي نتيجة للمتغيرات السريعة الى الهروب الى الوحدة بأسرع وقت وبظروف غير متساوية .وبدون الرجوع الى الشعب او حتى قواعد حزبها – اي تصرفت بمحض إرادتها وتسرعه بالمفاوضات وحسم أمر الوحدة في عدن قبل ثلاثة أشهر من موعدها الحقيقي ونكس علم اليمن الجنوبي في عدن وبدون تنكيس العلم الشمالي ورفع علم الوحدة .
يتبع
التاريخ: الأحد 14 يناير 2007
الموضوع: كتابات حرة
لندن / " عدن برس " خاص : 14 /1/2007
منذ الطفولة المبكرة ونحن نرضع من شعارات الوحدة ,وخاصة في الجنوب اليمني ,ومازلت أتذكر ذلك الطابور الصباحي في المدرسة الابتدائية والثانوية ,وحتى فترة الخدمة العسكرية التي كانت الزامية على الجميع .
وعبر تلك السنيين كنا نردد وبشكل يومي ( لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية إلى ان نصل إلى تحقيق الوحدة اليمنية ) .. الوحدة اليمنية هذا الأمل والحلم الكبير الذي ضحى من اجله الشعب في الجنوب اليمني , وهب الجنوبيين من كل حيد وسهل للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ,وبعدها فك حصار صنعاء .
هؤلاء الأبطال الأحياء منهم والشهداء الذين قدموا أرواحهم من اجل يمن واحد, ومن اجل الدفاع عن الثورة السبتمبرية وعادوا إلى تحرير الجنوب من الاستعمار وكانت ثورة أكتوبر من جبال ردفان الشامخة – حتى الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 م .
كانت النكسة الأولى للثورتين انقلاب 5 نوفمبر 1967 م ضد الرئيس السلال, ومقتل العديد من قيادة الثورة السبتمبرية والعودة بمسار الثورة الى الخلف والفوضى, حيث تمكن قادة مؤتمر خمر من القبائل والمعاديين لنهج الثورة في السيطرة على مقاليد الحكم في الشمال, والذين وقعوا اتفاقية الطائف مع الجانب الملكي في 1965 وهم الحكام الفعلين والى يومنا هذا ,
واستمرت الحروب الأهلية والقبلية والتدخلات الخارجية في الشمال, لأكثر من 9 سنوات بعد قيام الجمهورية, واختلط الحنابل بالنابل جمهوريين وملكيين ,وهذا يعود الى عدم امتلاك ثورة 26 سبتمبر الى قيادات او جبهة او حزب يقود الجمهورية – كما كان في الجنوب اليمني حيث قادة الثورة والدولة الجبهة القومية ولها قواعدها وكوادرها وشعبيتها ,رغم الاختلافات داخل إطار الجبهة القومية ومن ثما الحزب الاشتراكي من تلك المسميات التي كانت تطلق من يسار ويمين وشرعية وزمرة ,إلا ان الجبهة والحزب ظلت تقود الدولة وقامت بإجراءات اقتصادية واجتماعية وبثورة ثقافية ووسعت سلطتها الى كل إطراف البلاد – عكس الجمهورية العربية اليمنية الذي لم يتغير بها الكثير حيث مازال الشيخ وعلاقات الدم والولاء المطلق لشيخ القبيلة هوا الحاكم الأول والقبيلة والعسكر فوق القانون, مع تطور جديد في صيغة الحكم في الأعوام الثلاثين السابقة الانفراد بالحكم للأسرة الحاكمة
اي ان قيادات الجمهورية اعتمدت على العمق القبلي والطائفي .
كانت الاتفاقيات واللقاءات التي تجمع القيادات في الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تاتي بعد حرب- وهذا ما حدث في 1972 و 1979 – فبعد تلك الحربين وقعت العديد من الاتفاقيات والوثائق الوحدوية مرورا بطرابلس والقاهرة والجزائر والكويت.
والنكسة الأخرى في تاريخ الجمهوريتين وتقاربهما هي مقتل الزعيمين الرئيس ألحمدي والرئيس سالمين ,الذين كانا قريبين في مواقفهم الداخلية وفي إحداث إصلاحات جذرية في المجتمع وخاصة ما اقدم علية الرئيس الحمدي في اليمن الشمالي من تغيرات أرهبت الطبقة المسيطرة على مقدرات الشعب والخروج عن النمط التقليدي للقبيلة والعادات والتقاليد وسحب البساط على الشيوخ ,وتنفيد سلطة القانون – وهذا ما قامت بة اليمن الجنوبي ونجحت في فرض سيطرة القانون في البلاد
اما النكسة الكبرى كانت أحداث 13 يناير 1986 في الجنوب اليمني وقتل العديد من قيادات وكوادر الدولة ونزوح الرئيس علي ناصر محمد مع الكثير من المجاميع العسكرية والمدنية الى اليمن الشمالي .
هذه النكسة التي أضعفت اليمن الجنوبي إضافة الى بداية انهيار الاتحاد السوفيتي او مشروع التغيير
السوفيتي البيروستريكا ,وانهيار جدار برلين وتقلص الدعم الخارجي الذي اعتمدت علية السياسة الخارجية للجنوب اليمني ,وتلاشى التحالف الاقتصادي والحماية العسكرية من قبل المعسكر الاشتراكي .
اعتمد الرئيس علي عبدالله صالح على العوامل والمتغيرات العالمية ,وعلى ضعف الدولة في الجنوب والى الاكتشافات النفطية بين اليمنيين , والخلافات بين القيادات الجنوبية .
وبداء من تلك اللحظات التخطيط للتوحد مع الجنوب بالحرب او السلم وكادت تتفجر الأوضاع بين اليمنيين في عام 1988م
وهنا ومن جديد يبدأ التفاوض السريع كما هي العادة بعد الحروب والصراعات اليمنية من حالة الحرب الى حالة الوحدة ,وقد تهيأت كل الظروف لصالح اليمن الشمالي – لعدم وجود توازنات دولية كما في السابق الحرب الباردة ونتيجة العداء الكبير من قبل الأنظمة العربية و الأوروبية للنظام القائم في الجنوب اليمني الذي يصف بالنظام الماركسي في المنطقة وعند خوض حرب في هذة الظروف ستكون النتائج لصالح اليمن الشمالي وبمساعدة إقليمية دولية كبيرة .
هذه الأخطاء التي وقعت بها القيادات الجنوبية عبر عدة مراحل من معاداة الجيران والخيار الاشتراكي والاقتتال الدائم والتصفيات. وعدم الانفتاح على العالم اقتصاديا وغيرة لا حصر من الأخطاء السياسية التي ارتكبت بحق الشعب في الجنوب اليمني , وعدم الإدراك لمرحلة ما بعد الحرب الباردة وتغير سياساتها الخارجية والداخلية – رغم ما قامت بة الدولة في التعليم والصحة وشبة القضاء على الأمية
وبناء مؤسسات الدولة الحديثة والمدنية والأمن وبناء قوات مسلحة ومصانع ومنشآت وتعليم عالي في الجامعة وتوظيف الكوادر بعد التخرج وبناء المساكن للموظفين ودعم للسلع وأسعار زهيدة للماء والكهرباء والحفاظ على العملة الوطنية قوية ولم تكن توجد مظاهر للرشوة والفساد.
اعتمدت القيادة في اليمن الجنوبي على الهروب من الواقع والوضع الداخلي والخارجي نتيجة للمتغيرات السريعة الى الهروب الى الوحدة بأسرع وقت وبظروف غير متساوية .وبدون الرجوع الى الشعب او حتى قواعد حزبها – اي تصرفت بمحض إرادتها وتسرعه بالمفاوضات وحسم أمر الوحدة في عدن قبل ثلاثة أشهر من موعدها الحقيقي ونكس علم اليمن الجنوبي في عدن وبدون تنكيس العلم الشمالي ورفع علم الوحدة .
يتبع