حد من الوادي
01-16-2007, 07:24 PM
نفوذ القاعدة في اليمن .. هل تفلح سياسية صالح في تقليصة والقضاء عليه ؟
بتاريخ 16 / 01 / 2007
الموضوع: حوارات
خاص ـ أحمد غراب : حادث هروب مجموعة ارهابية من سجن الامن السياسي في صنعاء اثار في حينه حفيظة الكثير حول جوانب قصور في دور صنعاء في مكافحة الارهاب الا إن هذا الهروب سرعان ما انعكس بجوانب ايجابية تمثلت في تطوير اداء اجهزة الامن اليمنية وفي بروز دور جهاز الامن القومي اليمني بشكل فعال.
والاهم من ذلك هو انحسار واضح لنفوذ القاعدة في اليمن وهو ما اعتبر نجاحا لسياسة الرئيس علي عبدالله صالح .
ويحاول البعض إلصاق تهمة الارهاب باليمن مع إن الواقع يؤكد إن الجماعات والعمليات الارهابية موجودة في جميع دول العالم وبشكل اكبر مما هو عليه في اليمن وفي هذا السياق نتذكر ان احدى الصحفيات الاجنبيات بسؤال للرئيس صالح اثناء احدى المقابلات التلفزيونية بسؤال يتعلق بالارهاب واليمن فأجابها صالح بعبارة موجزة مفادها إن الارهاب موجود في كل مكان وبدرجة اكبر مما هو عليه في اليمن ولعل هذه الاجابة طرحت تساؤلا مهما اود طرحه في هذا المقال وهو لماذا يتم التركيز على اليمن دون غيرها فيما يخص ملف الارهاب ؟
كما إن اليمن تعتبر من اكثر البلدان العربية خصوصا من ناحية التحركات الامنية المكافحة للأرهاب والمستمرة بشكل دؤوب منذ فترة غير يسيرة وبالتحديد منذ تفجير المدمرة الاميركية كول والتي شكلت محورا هاما للأنتقال إلى التحالف مع اليمن في مجال مكافحة الارهاب ومنذ تلك الفترة واليمن تتحقق انجازات مستمرة ومتلاحقه في هذا المجال بدليل انخفاض العمليات الارهابية بشكل لم تتكن تتوقعه الكثير من الاطراف الدولية
ورغم إن حادث هروب مجموعة ارهابية من سجن الامن السياسي في صنعاء اثار حفيظة الكثير حول جوانب قصور في دور صنعاء في مكافحة الارهاب الا إن هذا الهروب سرعان ما انعكس بجوانب ايجابية تمثلت في تطوير اداء اجهزة الامن اليمنية وفي بروز دور جهاز الامن القومي اليمني بشكل فعال على المستوى الداخلي والاقليمي وكان من نتائج هذه التطورات الامنية اليمنية النجاح في القبض على معظم الفارين والذين كان اخرهم ياسر الحميقاني بحيث لم يتبق من الهاربين سوى سبعة اشخاص وهذا بحد ذاته يعد انجازا يحسب لصنعاء
وما يثير الدهشة إن البعض يتوقع لليمن إن تتحول إلى ميليشيات قبلية ارهابية وهذا في اعتقادي يعد ضربا من المستحيل لعدة اسباب اولها إن اليمن بلد قبلية لكن جميع القبائل اليمنية تنتمي تقريبا إلى جذور موحدة سواء كانت هذه الجذور مذهبيه او عرقيه اوما شابه وبالتالي فلايوجد أي دواعي لاي اختلافات قبلية في اليمن والشئ الثاني هو إن الجماعات الدينية في اليمن غير مسلحة والرئيس صالح مسيطر عليها بشكل تام بالاضافة إلى سيطرته على جميع القبائل وبمعنى مباشر فإن نجاح صالح في سياسة التوازن الديني من ناحية والقبلي من ناحية اخرى مكنه من توظيف التيارين الديني والقبلي في حملة مكافحة الارهاب وهو مافشلت فيه الكثير من الدول المشاركة في حملة مكافحة الارهاب
أن تصبح اليمن دولة طاردة للإرهاب بجميع اشكاله فذلك ما لم يكن يتوقعه الكثير من السياسيين والمنظرين الغربيين والاميركيين لولا ان هذه الحقيقة باتت واقعا ملموسا يشاهدونه ويلمسونه ثم ما يلبثون ان يثيروا الكثير من الاسئلة المحيرة والغامضة بالنسبة لهم والتي تدور كلها حول اسباب انحسار الارهاب عن اليمن وتلاشي نفوذ الجماعات الارهابية وخصوصا تنظيم القاعدة.
إذ كيف يمكن لدولة كان يتوقع لها الكثير من ارباب السياسة والفكر العالميين ان تكون المعقل الثاني للإرهاب بعد افغانستان ان تصبح في فترة قياسية دولة طاردة للإرهاب وشريكا اساسيا لواشنطن في حملة مكافحة الارهاب الدولية؟
السؤال ذاته اثارته قناة الجزيرة الاخبارية في فيلم وثائقي بثته في ذكرى احداث سبتمبر حيث تساءل احمد زيدان في نهاية فيلمه الوثائقي عن الاسباب الغامضة الكامنة وراء انحسار تنظيم القاعدة عن اليمن وافترض الفيلم عبثا ومبالغة ان يكون لدى الحكومة اليمنية قدرة على تحريك عناصر تنظيم القاعدة وإبعادها عن اليمن وهو الشيء الذي يتجاوز المنطق والواقع معا. إذ كيف يمكن لحكومة ان تمتلك القدرة على تحريك عدو تتربص به الدوائر وتشن حملات مسعورة ضده وتقوم بحملة واسعة لاعتقال اعضائه وتسعى للقضاء على أي وجود له على ارضها وحدودها.
ومن خلال البحث والدراسة والتقصي حول الاجابات الواقعية للاسئلة المثارة يمكن الوصول الى جملة من الاستنتاجات التي تمثل في مجملها العوامل التي تقف وراء انحسار الارهاب عن اليمن ويمكن تلخيصها في عامل هو الاهم والاقوى والاكثر فاعلية وهو نجاح الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في ايجاد محور داخلي ثلاثي لمواجهة الجماعات الارهابية ودحرها عن اليمن والتقليل من خطرها. ويتكون هذا المحور الدفاعي والهجومي في ان واحد من ثلاثة اطراف هي: القبيلة، والجماعات الدينية الموالية للسلطة، بالاضافة الى القوات الامنية. ولعل اهم عنصر استطاع من خلاله صالح دحر الجماعات الارهابية هو التوظيف الذكي الذي اظهره من خلال استثمار القبائل اليمنية ووضعها في مواجهة مع الجماعات الارهابية. وقد ساهمت علاقات صالح القوية بمختلف القبائل اليمنية وخبرته القبلية الكبيرة باعتباره ينتمي الى اكبر القبائل اليمنية. والعامل الاهم هو خبرة صالح الكبيرة التي تتجاوز العقدين ونصف في السيطرة على القبائل اليمنية وكبح جماحها وتوظيف نفوذها لما يخدم سياسته الداخلية والخارجية والتي يندرج ضمن اطارها توفير الامن الداخلي للبلد ومنع أي عمليات ارهابية تعود بالضرر على استقرار البلد واقتصاده وعلاقاته بجيرانه وبالدول الكبرى.
وفي ذات الاتجاه استفاد صالح من دعم القبائل اليمنية ونفوذها ومساندتها لتنفيذ التزاماته تجاه واشنطن في اطار حملة مكافحة الارهاب الدولية من خلال جملة خطوات اهمها نجاح صالح في خلق اجماع قبلي لدى مختلف القبائل اليمنية على اهمية محاربة الارهاب وعدم توفير أي حماية قبلية لاي فرد او جماعة ارهابية من منطلق ان أي هجوم ارهابي يستهدف امن اليمن واستقراره فهو يستهدف جميع القبائل اليمنية باعتبار هذه القبائل من المكونات الاساسية للمجتمع اليمني.
والخلاصة ان شراكة صالح مع واشنطن التمست الكثير من عوامل النجاح والتميز من خلال جملة مؤشرات ابرزها ان صالح نجح في اليمن فيما فشل فيه برويز مشرف في باكستان حيث استطاع صالح ان يؤلب القبائل اليمنية ضد الجماعات الارهابية مما ساهم في اندحارها في حين فشلت باكستان في الحصول على الولاء الكامل من القبائل الباكستانيه ضد الجماعات الارهابية
بتاريخ 16 / 01 / 2007
الموضوع: حوارات
خاص ـ أحمد غراب : حادث هروب مجموعة ارهابية من سجن الامن السياسي في صنعاء اثار في حينه حفيظة الكثير حول جوانب قصور في دور صنعاء في مكافحة الارهاب الا إن هذا الهروب سرعان ما انعكس بجوانب ايجابية تمثلت في تطوير اداء اجهزة الامن اليمنية وفي بروز دور جهاز الامن القومي اليمني بشكل فعال.
والاهم من ذلك هو انحسار واضح لنفوذ القاعدة في اليمن وهو ما اعتبر نجاحا لسياسة الرئيس علي عبدالله صالح .
ويحاول البعض إلصاق تهمة الارهاب باليمن مع إن الواقع يؤكد إن الجماعات والعمليات الارهابية موجودة في جميع دول العالم وبشكل اكبر مما هو عليه في اليمن وفي هذا السياق نتذكر ان احدى الصحفيات الاجنبيات بسؤال للرئيس صالح اثناء احدى المقابلات التلفزيونية بسؤال يتعلق بالارهاب واليمن فأجابها صالح بعبارة موجزة مفادها إن الارهاب موجود في كل مكان وبدرجة اكبر مما هو عليه في اليمن ولعل هذه الاجابة طرحت تساؤلا مهما اود طرحه في هذا المقال وهو لماذا يتم التركيز على اليمن دون غيرها فيما يخص ملف الارهاب ؟
كما إن اليمن تعتبر من اكثر البلدان العربية خصوصا من ناحية التحركات الامنية المكافحة للأرهاب والمستمرة بشكل دؤوب منذ فترة غير يسيرة وبالتحديد منذ تفجير المدمرة الاميركية كول والتي شكلت محورا هاما للأنتقال إلى التحالف مع اليمن في مجال مكافحة الارهاب ومنذ تلك الفترة واليمن تتحقق انجازات مستمرة ومتلاحقه في هذا المجال بدليل انخفاض العمليات الارهابية بشكل لم تتكن تتوقعه الكثير من الاطراف الدولية
ورغم إن حادث هروب مجموعة ارهابية من سجن الامن السياسي في صنعاء اثار حفيظة الكثير حول جوانب قصور في دور صنعاء في مكافحة الارهاب الا إن هذا الهروب سرعان ما انعكس بجوانب ايجابية تمثلت في تطوير اداء اجهزة الامن اليمنية وفي بروز دور جهاز الامن القومي اليمني بشكل فعال على المستوى الداخلي والاقليمي وكان من نتائج هذه التطورات الامنية اليمنية النجاح في القبض على معظم الفارين والذين كان اخرهم ياسر الحميقاني بحيث لم يتبق من الهاربين سوى سبعة اشخاص وهذا بحد ذاته يعد انجازا يحسب لصنعاء
وما يثير الدهشة إن البعض يتوقع لليمن إن تتحول إلى ميليشيات قبلية ارهابية وهذا في اعتقادي يعد ضربا من المستحيل لعدة اسباب اولها إن اليمن بلد قبلية لكن جميع القبائل اليمنية تنتمي تقريبا إلى جذور موحدة سواء كانت هذه الجذور مذهبيه او عرقيه اوما شابه وبالتالي فلايوجد أي دواعي لاي اختلافات قبلية في اليمن والشئ الثاني هو إن الجماعات الدينية في اليمن غير مسلحة والرئيس صالح مسيطر عليها بشكل تام بالاضافة إلى سيطرته على جميع القبائل وبمعنى مباشر فإن نجاح صالح في سياسة التوازن الديني من ناحية والقبلي من ناحية اخرى مكنه من توظيف التيارين الديني والقبلي في حملة مكافحة الارهاب وهو مافشلت فيه الكثير من الدول المشاركة في حملة مكافحة الارهاب
أن تصبح اليمن دولة طاردة للإرهاب بجميع اشكاله فذلك ما لم يكن يتوقعه الكثير من السياسيين والمنظرين الغربيين والاميركيين لولا ان هذه الحقيقة باتت واقعا ملموسا يشاهدونه ويلمسونه ثم ما يلبثون ان يثيروا الكثير من الاسئلة المحيرة والغامضة بالنسبة لهم والتي تدور كلها حول اسباب انحسار الارهاب عن اليمن وتلاشي نفوذ الجماعات الارهابية وخصوصا تنظيم القاعدة.
إذ كيف يمكن لدولة كان يتوقع لها الكثير من ارباب السياسة والفكر العالميين ان تكون المعقل الثاني للإرهاب بعد افغانستان ان تصبح في فترة قياسية دولة طاردة للإرهاب وشريكا اساسيا لواشنطن في حملة مكافحة الارهاب الدولية؟
السؤال ذاته اثارته قناة الجزيرة الاخبارية في فيلم وثائقي بثته في ذكرى احداث سبتمبر حيث تساءل احمد زيدان في نهاية فيلمه الوثائقي عن الاسباب الغامضة الكامنة وراء انحسار تنظيم القاعدة عن اليمن وافترض الفيلم عبثا ومبالغة ان يكون لدى الحكومة اليمنية قدرة على تحريك عناصر تنظيم القاعدة وإبعادها عن اليمن وهو الشيء الذي يتجاوز المنطق والواقع معا. إذ كيف يمكن لحكومة ان تمتلك القدرة على تحريك عدو تتربص به الدوائر وتشن حملات مسعورة ضده وتقوم بحملة واسعة لاعتقال اعضائه وتسعى للقضاء على أي وجود له على ارضها وحدودها.
ومن خلال البحث والدراسة والتقصي حول الاجابات الواقعية للاسئلة المثارة يمكن الوصول الى جملة من الاستنتاجات التي تمثل في مجملها العوامل التي تقف وراء انحسار الارهاب عن اليمن ويمكن تلخيصها في عامل هو الاهم والاقوى والاكثر فاعلية وهو نجاح الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في ايجاد محور داخلي ثلاثي لمواجهة الجماعات الارهابية ودحرها عن اليمن والتقليل من خطرها. ويتكون هذا المحور الدفاعي والهجومي في ان واحد من ثلاثة اطراف هي: القبيلة، والجماعات الدينية الموالية للسلطة، بالاضافة الى القوات الامنية. ولعل اهم عنصر استطاع من خلاله صالح دحر الجماعات الارهابية هو التوظيف الذكي الذي اظهره من خلال استثمار القبائل اليمنية ووضعها في مواجهة مع الجماعات الارهابية. وقد ساهمت علاقات صالح القوية بمختلف القبائل اليمنية وخبرته القبلية الكبيرة باعتباره ينتمي الى اكبر القبائل اليمنية. والعامل الاهم هو خبرة صالح الكبيرة التي تتجاوز العقدين ونصف في السيطرة على القبائل اليمنية وكبح جماحها وتوظيف نفوذها لما يخدم سياسته الداخلية والخارجية والتي يندرج ضمن اطارها توفير الامن الداخلي للبلد ومنع أي عمليات ارهابية تعود بالضرر على استقرار البلد واقتصاده وعلاقاته بجيرانه وبالدول الكبرى.
وفي ذات الاتجاه استفاد صالح من دعم القبائل اليمنية ونفوذها ومساندتها لتنفيذ التزاماته تجاه واشنطن في اطار حملة مكافحة الارهاب الدولية من خلال جملة خطوات اهمها نجاح صالح في خلق اجماع قبلي لدى مختلف القبائل اليمنية على اهمية محاربة الارهاب وعدم توفير أي حماية قبلية لاي فرد او جماعة ارهابية من منطلق ان أي هجوم ارهابي يستهدف امن اليمن واستقراره فهو يستهدف جميع القبائل اليمنية باعتبار هذه القبائل من المكونات الاساسية للمجتمع اليمني.
والخلاصة ان شراكة صالح مع واشنطن التمست الكثير من عوامل النجاح والتميز من خلال جملة مؤشرات ابرزها ان صالح نجح في اليمن فيما فشل فيه برويز مشرف في باكستان حيث استطاع صالح ان يؤلب القبائل اليمنية ضد الجماعات الارهابية مما ساهم في اندحارها في حين فشلت باكستان في الحصول على الولاء الكامل من القبائل الباكستانيه ضد الجماعات الارهابية