المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انخفاض سعر النفط ووعود الصالح.. عندما يفقد المواطن قيمته


حد من الوادي
01-22-2007, 07:05 PM
22/01/2007
انخفاض سعر النفط ووعود الصالح.. عندما يفقد المواطن قيمته
ياسر العرامي - نيوز يمن

"أنتم أخس وأقذر ناس على وجه الأرض .. وليس لكم أي قيمة" بهذه العبارة الشتيمة بالأصح تفوه سائق الباص مخاطباً الركاب بكل جرأة وثقـة تامة بما يقول.. اشرأبت الأعناق باتجاه السائق بنظرات تستغرب المصدر المتحدث.. بادر أحدهم بسؤاله تخاطبنا هكذا وكأنك لست يمني فأكد ذلك السائق وأصر على أنه أصبح "سعودي" بعد أن أغترب هناك ولم تعد تمثل له اليمن شيء سوى الزيارة لأقاربه.. استمر في خياله الواسع وظل يخاطب الركاب حالما استوقفه أحدهم للنزول: بالقول "بعد الجولة .. أنزل يا أبو يمن".
هذا المواطن تنكر لبـلده بكل سهولة ضارباً بكل تاريخها وحضارتها عرض "المنجزات"، وأعتقد جازماً أن الكثير من أبناء هذا الوطن صاروا يتمنون العيش في بلاد أخرى مهما كلف الثمن بعد أن ضاق الحال بهم ذرعاً.. وأصبحنا مغتربين في وطننا بل أشد من ذلك.
فوطن الاغتراب رغم ظروف الغربة القـاسية إلا أن الإنسان في الأخير يحصل على دخل مادي يساعده على ظروف المعيشـة وينسيه آلام الفراق والشوق لأهلـه..
عندما أستأثر "كبار القوم" بثروات هذا الوطن المعطاء.. وفقد الإنسان قيمته.. وغابت حقوق المواطنـة المتساوية.. وسلبت الكرامة في وطنـه "الأم" أصبح المواطن يحلم بالسفر خارج "بلاد واق الواق" غير مكترث لعواقب الغربة الصعبة وما يتعرض له اليمنيين في بلاد الاغتراب المختلــفة.. حتى الدول الأخرى أصبحت تعامل "المغترب اليمني" معاملة سيئة، وكل ذلك ناتج عن إهدار حكومتنا لكرامة هذا الوطن والمواطن معاً.
الشباب وهم صناع الحاضر وأمل المستقبل ليسوا أقل رغبة في السفر للاغتراب في أي دولة أخرى بعد صاروا أكواماً على الأرصفــة وفي "الحراج" يعانون من البطالة، رغم حصول الكثير منهم على شهادات عليا.
ومع كل ذلك لم تبارح مسامعنا الخطب "الرنانة" والتصريحات النارية، والإصلاحات القادمة والخطط والإستراتيجيات، ومكافحة الفساد والقضاء على الفقر وإنعاش التنمية، والوطن المزدهر بشبابه العاطل، والمثمر بتهريب الأطفال، واليانع بالشحاتين والمتسولين أطفالاً ورجالاً ونساء.
لا تبتئسوا أبداً فقد أوفى "صالح" بوعوده الانتخابية وحين وعد بالقضاء على البطـالة –مثلاً- فقد كان محقاً في ذلك وهانحن كل يوم نشاهد العشرات ينظمون إلى "قافـلة التسول" بعد بطالة دامت سنوات ولن تنتهي فترة حكم "صالح" إلا وقد قضى على البطـالة وتحول كل الشعب اليمني إلى متسول.. وهذا هو ما تقصـده حكومتنا بالقضاء على البطـالة باعتقادي.
لأنه إلى حد اللحظة تمر الشهور ولم نر أي إصلاحات جدية أو توجهات صادقة نحو انتشال هذا الوطن من المستنقع الوخيم الغارق فيه منذ 28 عاماً.
اليوم متخصصو الاقتصاد يؤكدون أن انخفاض أسعار النفط عالمياً ستؤثر على موازنـة اليمن كون البلد يعتمد اعتمادا كلياً على عائدات النفط.. وبهذا تكون حكومتنا قد وجدت لها مبرراً لفشلها المستمر..
في النهـاية يبقى المواطن هو الخاسر الوحيد في هذه البلاد وحينها يبقى من حق "سائق الباص" آنف الذكر التنكر لوطنـه ولا يطالب بتاتاً بالاستتابة.