حد من الوادي
01-22-2007, 08:34 PM
المؤجـــر والمستــأجر .. علاقة القـــــط بالفــــأر
الاثنين, 22-يناير-2007
نبأ نيوز- استطلاع: خالد حسان علي -
• مستأجرون مطلوب القبض عليهم..وإيجار أشبه بالزواج على الطريقة التقليدية
• زيادة في عدد السكان..وقلة في عدد المشاريع السكنية والنتيجة جشع لا حدود له
• المسألة متعلقة بالوعي والضمير..والدعوة للتراحم والتكافل لا تزال قائمة
العلاقة بين المؤجر والمستأجر مثل العلاقة بين القط والفأر بل ويصدق فيها بيت الشعر القائل: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
ذلك هو المؤجر الذي لا يفرق كثيراً عن أي ديكتاتور معروف أو مشهور.. وبالمقابل يظهر المستأجر بمظهر الحمل الوديع المغلوب على أمره لكنه كثيراً ما يخفي في أعماقه غيظاً يصل إلى درجة الحقد على ذلك المؤجر المتغطرس الذي لا تعني له العلاقات الإنسانية غير حفنة من المال يقبضها كل أول شهر كإيجار..فمن أين تبدأ المشكلة؟وإلى أين تنتهي؟ وكيف يمكن الخروج من هكذا وضع طالما وأن الحياة صارت تأخذ أكثر مما تعطي ولم يعد بمقدور أحد التملص من التزامات الحياة أو محاولة السباحة عكس التيار؟
من منزل العائلة إلى بدروم
تبدأ المشكلة عند بداية التفكير بتكوين أسرة أو بترك منزل العائلة اثر خلاف ينشب عادة بين أفرادها فيكون البحث عن مسكن ملائم هو الحل لكنه لا يلبث أن يشكل وجهاً آخر لمشكلة جديدة سرعان ما تبدأ في التعبير عن نفسها وبقوة...هذا هو محمد أحمد صالح «موظف حكومي» له أكثر من ثلاثة أسابيع وهو يتنقل من حارة إلى أخرى بحثاً عن منزل يملأ العين وكل ما يشغل باله هو الحصول على شقة مكونة من ثلاث غرف مع مطبخ وحمام...محمد الذي بدا متفائلاً أول الأمر وهو يتفاوض مع أصحاب المكاتب العقارية والدلالين حول الاشتراطات المطلوبة في شقة العمر وضرورة أن تكون كذا وكذا وجد نفسه وهو المطرود من منزل والده مع زوجته وأولاده مضطراً إلى ترك كل تلك الآمال والاشتراطات والقبول بالسكن ولو في البدروم بعد أن تأكد له أن سعر الشقة التي كان يحلم بها هو فوق قدرته ومعاشه المحدود...يقول محمد:لم أكن أعلم أن الشقق ارتفع إيجارها إلى هذا الحد والأدهى من ذلك أن مواصفاتها هي في الغالب دون المستوى المطلوب..يبدو أن منزل العائلة كان أرحم من هذا كله.. لكن ما باليد حيلة لقد حدث ما حدث وانتهى الأمر.
أشبه بالزواج التقليدي
أبو عبد الرحمن رجل في الخمسينيات من العمر..وقور وتبدو عليه علامات الطيبة والوفاء..التقيناه صدفة في احد المكاتب العقارية وكانت فرصة مناسبة ليحكي لنا عن قصصه مع عالم الإيجارات والمستأجرين..يقول أبو عبد الرحمن: استئجار أي منزل يشبه إلى حد كبير الزواج على الطريقة التقليدية فأحياناً يرزقك الله بمؤجر طيب ومتفاهم وأحياناً بصاحب بيت لا يشم ولا يطعم يعني أنت وحظك..ويضيف: أعتقد أن الطمع هو الذي يعمي البصائر والأبصار ويدفع بصاحب البيت إلى تنغيص وتكدير حياة المستأجر ففي ذات مرة كنت مستأجراً من أحد عقال الحارات وعلى الرغم من أنني كنت أعطيه الإيجار المتفق عليه كل أول شهر إلا أنه كان لا يترك فرصة إلا ويهددني بالطرد وكثيراً ما كان يمن عليّ بأنه قد جاءه من يريد استئجار الشقة وبسعر أعلى وفي ذات يوم فوجئت به وهو يطرق علي باب الشقة في السادسة صباحاً ليعلمني بأن هناك مستأجراً آخر قد دفع له العربون وطلب مني إخلاء الشقة في ظرف يومين وحين رفضت ذلك وذهبت معه إلى قسم الشرطة فوجئت به ثانية يتقول عليّ الأقاويل ويدعي عليّ بأشياء اختلقها من تلقاء نفسه طمعاً في تأجير الشقة لمن يدفع أكثر..ومع أن الحق كان إلى جانبي إلا أنني رأيت أنه من الأفضل لي البحث عن سكن آخر هرباً من جشع وكيد صاحب البيت.
مطلوب القبض عليه
نفس هذا الأمر يؤكده الأخ/ مروان الشرجبي إذ يرى أن البحث عن صاحب المنزل يجب أن يسبق البحث عن المنزل ذاته فهو يؤمن أشد الإيمان بالقول المعروف «الجار قبل الدار» كما أنه هو الآخر قد ذاق الأمرين من المؤجرين الذين سبق له التعامل وهو حريص هذه المرة على أن يستأجر من شخص طيب يخاف الله ويتعامل بذوق واحترام..مروان الذي يقول أنه لم يكن يقصر في أي شيء يؤكد أن كل من سبق له التعامل معهم من أصحاب المنازل والشقق كانوا على شاكلة واحدة وكل منهم كان يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا ما تأخر الإيجار يوم أو يومين.
ويروي أنه ذات مرة استدعته الظروف إلى أن يسافر فجأة إلى القرية وصادف أن كان سفره آخر الشهر وحين وجده صاحب المنزل غير متواجد في الشقة ذهب إلى قسم الشرطة وقدم فيه بلاغاً اتهمه فيه أنه متهرب من دفع الإيجار ويخطط لإخلاء المنزل عبر نقل الأثاث والمحتويات ليلاً ودون علم المالك...ويحكي أنه حال عودته لم يكن يعلم بما جرى بل إنه حضر وفي يده الإيجار ليسلمه للمالك وحين وصل إلى الحارة وهم بدخول الشقة اكتشف ما جرى حين وجد صاحب البيت وقد وضع قفلاً على الباب وسمع صيحات تتعالى من هنا وهناك طالبة من المؤجر سرعة الحضور لمنعه من كسر القفل أو محاولة نقل الأثاث إلى خارج الشقة بحسب ما روج له المالك..
البحث عن الأمان
«أم وائل» التي تحفظت بداية عن الحديث ما لبثت أن انفجرت بعد ذلك بعبارات الغضب والاستياء من أصحاب الأملاك مؤكدة أنها وأمثالها ضحايا لأناس ليس في قلوبهم رحمة، فالشقة التي تسكن فيها مع بناتها الثلاث وزوجة ابنها الوحيد مكونة من غرفتين فقط مع مطبخ صغير وحمام ضيق جداً ورغم ذلك فهي تدفع شهرياً 12ألف ريال كإيجار لشقة لا تصلح أن تكون زريبة للحيوانات هذا طبعاً إلى جانب ما تتحمله هي وأفراد أسرتها من زنط ونخط من قبل صاحب البيت الذي لا يتورع عن تهديدها ومضايقتها مع بناتها مما دفعها للبحث عن شقة جديدة ولو بنفس السعر مع فارق أن تكون أوسع من سابقتها وصاحبها إنسان محتشم ومحافظ على علاقات جيدة مع الجيران فهي كما تؤكد لم تقصر من حيث الالتزام بتسديد الإيجار أولاً بأول بجانب الحفاظ على سلامة ونظافة البيت وبالمقابل فهي تتطلع إلى أن يعاملها المالك بنفس الطريقة فلا يزعجها كما كان يفعل غيره ولا يهددها برمي حاجياتها في الشارع لأتفه الأسباب.
يتبع
الاثنين, 22-يناير-2007
نبأ نيوز- استطلاع: خالد حسان علي -
• مستأجرون مطلوب القبض عليهم..وإيجار أشبه بالزواج على الطريقة التقليدية
• زيادة في عدد السكان..وقلة في عدد المشاريع السكنية والنتيجة جشع لا حدود له
• المسألة متعلقة بالوعي والضمير..والدعوة للتراحم والتكافل لا تزال قائمة
العلاقة بين المؤجر والمستأجر مثل العلاقة بين القط والفأر بل ويصدق فيها بيت الشعر القائل: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
ذلك هو المؤجر الذي لا يفرق كثيراً عن أي ديكتاتور معروف أو مشهور.. وبالمقابل يظهر المستأجر بمظهر الحمل الوديع المغلوب على أمره لكنه كثيراً ما يخفي في أعماقه غيظاً يصل إلى درجة الحقد على ذلك المؤجر المتغطرس الذي لا تعني له العلاقات الإنسانية غير حفنة من المال يقبضها كل أول شهر كإيجار..فمن أين تبدأ المشكلة؟وإلى أين تنتهي؟ وكيف يمكن الخروج من هكذا وضع طالما وأن الحياة صارت تأخذ أكثر مما تعطي ولم يعد بمقدور أحد التملص من التزامات الحياة أو محاولة السباحة عكس التيار؟
من منزل العائلة إلى بدروم
تبدأ المشكلة عند بداية التفكير بتكوين أسرة أو بترك منزل العائلة اثر خلاف ينشب عادة بين أفرادها فيكون البحث عن مسكن ملائم هو الحل لكنه لا يلبث أن يشكل وجهاً آخر لمشكلة جديدة سرعان ما تبدأ في التعبير عن نفسها وبقوة...هذا هو محمد أحمد صالح «موظف حكومي» له أكثر من ثلاثة أسابيع وهو يتنقل من حارة إلى أخرى بحثاً عن منزل يملأ العين وكل ما يشغل باله هو الحصول على شقة مكونة من ثلاث غرف مع مطبخ وحمام...محمد الذي بدا متفائلاً أول الأمر وهو يتفاوض مع أصحاب المكاتب العقارية والدلالين حول الاشتراطات المطلوبة في شقة العمر وضرورة أن تكون كذا وكذا وجد نفسه وهو المطرود من منزل والده مع زوجته وأولاده مضطراً إلى ترك كل تلك الآمال والاشتراطات والقبول بالسكن ولو في البدروم بعد أن تأكد له أن سعر الشقة التي كان يحلم بها هو فوق قدرته ومعاشه المحدود...يقول محمد:لم أكن أعلم أن الشقق ارتفع إيجارها إلى هذا الحد والأدهى من ذلك أن مواصفاتها هي في الغالب دون المستوى المطلوب..يبدو أن منزل العائلة كان أرحم من هذا كله.. لكن ما باليد حيلة لقد حدث ما حدث وانتهى الأمر.
أشبه بالزواج التقليدي
أبو عبد الرحمن رجل في الخمسينيات من العمر..وقور وتبدو عليه علامات الطيبة والوفاء..التقيناه صدفة في احد المكاتب العقارية وكانت فرصة مناسبة ليحكي لنا عن قصصه مع عالم الإيجارات والمستأجرين..يقول أبو عبد الرحمن: استئجار أي منزل يشبه إلى حد كبير الزواج على الطريقة التقليدية فأحياناً يرزقك الله بمؤجر طيب ومتفاهم وأحياناً بصاحب بيت لا يشم ولا يطعم يعني أنت وحظك..ويضيف: أعتقد أن الطمع هو الذي يعمي البصائر والأبصار ويدفع بصاحب البيت إلى تنغيص وتكدير حياة المستأجر ففي ذات مرة كنت مستأجراً من أحد عقال الحارات وعلى الرغم من أنني كنت أعطيه الإيجار المتفق عليه كل أول شهر إلا أنه كان لا يترك فرصة إلا ويهددني بالطرد وكثيراً ما كان يمن عليّ بأنه قد جاءه من يريد استئجار الشقة وبسعر أعلى وفي ذات يوم فوجئت به وهو يطرق علي باب الشقة في السادسة صباحاً ليعلمني بأن هناك مستأجراً آخر قد دفع له العربون وطلب مني إخلاء الشقة في ظرف يومين وحين رفضت ذلك وذهبت معه إلى قسم الشرطة فوجئت به ثانية يتقول عليّ الأقاويل ويدعي عليّ بأشياء اختلقها من تلقاء نفسه طمعاً في تأجير الشقة لمن يدفع أكثر..ومع أن الحق كان إلى جانبي إلا أنني رأيت أنه من الأفضل لي البحث عن سكن آخر هرباً من جشع وكيد صاحب البيت.
مطلوب القبض عليه
نفس هذا الأمر يؤكده الأخ/ مروان الشرجبي إذ يرى أن البحث عن صاحب المنزل يجب أن يسبق البحث عن المنزل ذاته فهو يؤمن أشد الإيمان بالقول المعروف «الجار قبل الدار» كما أنه هو الآخر قد ذاق الأمرين من المؤجرين الذين سبق له التعامل وهو حريص هذه المرة على أن يستأجر من شخص طيب يخاف الله ويتعامل بذوق واحترام..مروان الذي يقول أنه لم يكن يقصر في أي شيء يؤكد أن كل من سبق له التعامل معهم من أصحاب المنازل والشقق كانوا على شاكلة واحدة وكل منهم كان يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا ما تأخر الإيجار يوم أو يومين.
ويروي أنه ذات مرة استدعته الظروف إلى أن يسافر فجأة إلى القرية وصادف أن كان سفره آخر الشهر وحين وجده صاحب المنزل غير متواجد في الشقة ذهب إلى قسم الشرطة وقدم فيه بلاغاً اتهمه فيه أنه متهرب من دفع الإيجار ويخطط لإخلاء المنزل عبر نقل الأثاث والمحتويات ليلاً ودون علم المالك...ويحكي أنه حال عودته لم يكن يعلم بما جرى بل إنه حضر وفي يده الإيجار ليسلمه للمالك وحين وصل إلى الحارة وهم بدخول الشقة اكتشف ما جرى حين وجد صاحب البيت وقد وضع قفلاً على الباب وسمع صيحات تتعالى من هنا وهناك طالبة من المؤجر سرعة الحضور لمنعه من كسر القفل أو محاولة نقل الأثاث إلى خارج الشقة بحسب ما روج له المالك..
البحث عن الأمان
«أم وائل» التي تحفظت بداية عن الحديث ما لبثت أن انفجرت بعد ذلك بعبارات الغضب والاستياء من أصحاب الأملاك مؤكدة أنها وأمثالها ضحايا لأناس ليس في قلوبهم رحمة، فالشقة التي تسكن فيها مع بناتها الثلاث وزوجة ابنها الوحيد مكونة من غرفتين فقط مع مطبخ صغير وحمام ضيق جداً ورغم ذلك فهي تدفع شهرياً 12ألف ريال كإيجار لشقة لا تصلح أن تكون زريبة للحيوانات هذا طبعاً إلى جانب ما تتحمله هي وأفراد أسرتها من زنط ونخط من قبل صاحب البيت الذي لا يتورع عن تهديدها ومضايقتها مع بناتها مما دفعها للبحث عن شقة جديدة ولو بنفس السعر مع فارق أن تكون أوسع من سابقتها وصاحبها إنسان محتشم ومحافظ على علاقات جيدة مع الجيران فهي كما تؤكد لم تقصر من حيث الالتزام بتسديد الإيجار أولاً بأول بجانب الحفاظ على سلامة ونظافة البيت وبالمقابل فهي تتطلع إلى أن يعاملها المالك بنفس الطريقة فلا يزعجها كما كان يفعل غيره ولا يهددها برمي حاجياتها في الشارع لأتفه الأسباب.
يتبع