المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو مصير الفكر القومي العربي بعد اعدام صدام حسين ؟ !!!!


مسرور
01-25-2007, 12:00 PM
اخوتي الكرام

تعلمون جيدا التقاطع والتنافر القائمين بين الفكر القومي العروبي العلماني وفكر الاخوان المسلمين وبقية القوى الراديكالية الإسلامية التي تنادي بالوحدة الإسلامية وإعلان دولة الخلافة والتي يدخل التيار الوهابي الذي لا يؤمن بالتحزب السياسي ضمن المتبنين لفكرها ، وتنظر هذه القوى الراديكالية الإسلامية الى التاريخ العثماني كإمتداد للتاريخ الإسلامي ... في الوقت الذي يعتبر فيه العروبيون القوميون أن تلك الحقبة من التاريخ كانت بمثابة استسلام لسلطان أجنبي عليها .

لا ينكر العرب أن اعدام صدام حسين بما رافقه من شعارات تكرس للطائفية المتحالفة والمتزاوجة مع القومية الفارسية كان بمثابة اعدام للفكر العروبي وللقومية العربية وللصمود العربي في وجه المد الإستعماري الجديد وبعيدا عن بقايا المد القومي الذي لا زالت سوريا ترفع شعاراته فمن منظوري الشخصي أرى أن التعجيل بإعدام صدام حسين عنى لنا كعرب التعجيل بدفن الإرث الثقافي الذي تعد اللغة والتاريخ المشترك والترابط القومي وأدبياته مقوما أساسيا له ومدخلا وبالتعاون والتنسيق مع القوة العظمى المتسيّدة على العالم لإطلاق يد القومية الفارسية لمعاودة السيطرة التي سبقت الإسلام وتلته في بعض مراحل التاريخ على أمة العرب مقابل تقاسم المصالح وتحديد مناطق النفوذ وإقامة الكانتونات الطائفية الهزيلة والغاء الهوية العربية المشتركة للأمة العربية .


يرى ساطع الحصري وهو أحد رواد القومية العربية أن القومية العربية لم تأت كاستجابة للعوامل الخارجية فقط وان الهزيمة يمكنها أن تفعل بالعرب ما فعلته في الألمان بعد معركة يينا إذ أثبتت الحاجة الى الوحدة والمشاعر الوطنية ويدلل على هذا المسار بأن العرب لم يخسروا معركة فلسطين برغم امتلاكهم سبع دول في نهاية عقد الخمسينات من القرن الماضي بل خسروها بسبب انعدام الوحدة والمشاعر القومية ولذا فينبغي أن تكون هزيمة فلسطين حافزا للعرب على فحص ذواتهم وحاجاتهم ومعينا لهم على أن يدركوا أن الوحدة واجب مقدّس .... وبالنظر الى ما قاله ساطع الحصري فهل تمكن العرب خلال تاريخهم الحديث والمعاصر من تجاوز العقبات واقامة الرباط الوحدوي القومي ؟

بالطبع لا .... وتعثرت أكثر من تجربة وحدوية عربية وانفرط عقدها وبقت أمة العرب مثلما هي يرفع المؤمنون بالقومية فيها شعاراتهم ويتحالف آخرون تحت ذرائع ومبررات المنافع والمصالح وتشابه الأنظمة السياسية وليس المنظور والبعد القومي ، وساهمت بعض الدول العربية في تفتيت ما تبقى من رباط قومي مقدّس حين أعلنت قبولها بالإنضمام الى التحالف الدولي الذي اتخذ من أراضيها ممرا لما أسماه بتحرير الكويت ورفضت الحلول والمساعي العربية لإنهاء احتلال العراق للكويت وساهمت من حيث لا تدري في فرض الحصار على الشعب العراقي وعاودت الكرة مجددا حينما سمحت لقوات الغزو بالإنطلاق من أراضيها لإسقاط المد القومي العربي ممثلا في صدام حسين .... خلال الحرب الأخيرة التي لم تدم طويلا وما سبقها من حصار زاوج صدام مرغما بين القومية والدين وأوجد قواسم مشتركة بينهما وتخلى عن العلمانية كمبدأ يحيد الدين ويستبعده من الفكر القومي أو شأن تسييس الدولة وشحذ همم التيارات الإسلامية للوقوف الى جانبه ورفع شعاراتها الى جانب الشعارات القومية وأخفق ( كما يبدو لي ) في تجييش القوى الإسلامية الراديكالية لصالحه ولصالح مبادئه وقيمه العروبية القومية لتقاطعها مع نهج تلك القوى الإسلامية ، وهاهي اليوم تعمل منفردة في الساحة العراقية باسم الإٍسلام وتحت شعاراته وبعيدا عن التوجه العروبي والقومي ولا نلحظ أي دور يذكر ولو معنويا لمن يسمون ببقايا البعث في العراق ولا بقاياه في الأقطار العربية لرفد الفكر القومي واعادة إحياءه في بقعة كانت مرتعا من مراتعه الخصبة .


هل انتهى المد القومي بإعدام صدام ؟

هل أعدمت أمة العرب بإعدام صدام حسين ؟

هل ستقوم قائمة للفكر القومي ؟

هل لازالت جذوة الفكر القومي مشتعلة أم أنها خبت بسقوط وإعدام آخر روادها ؟

ما هو مستقبل المواجهة الحضارية والقومية بيننا وبين القومية الفارسية المجاروة ، وهل سنفلح بتشرذمنا في مواجهتها ولو بشعار إسلامي سني كما نلحظ حاليا تبنيه من قبل دول معينة في المنطقة ربما بقصد تأمين نفسها من غائلة انفصال أجزاء عنها لصالح الطائفية الشيعية المتناغمة فكريا مع القومية الفارسية ؟


تساؤلات جمة تدور في الذهن أرجو من اخوتي الرواد الكرام التكرم بالإجابة عليها في حدود معارفهم ومنظور كل منهم وقراءته للخارطة السياسية للوطن العربي بعد ذهاب صدام .

تحياتي .
http://www.alshibami.net/saqifa/uploaded/1_saddam2.jpg