المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيش المهدي... من مؤسسات المجتمع المدني في الاستراتيجية الامريكية الجديدة!


dr_kareem
02-08-2007, 09:28 PM
جيش المهدي... من مؤسسات المجتمع المدني في الاستراتيجية الامريكية الجديدة!

--------------------------------------------------------------------------------

ستراتيجية بوش الجديدة في العراق، ليست استراتيجية ولاجديدة، اما نسبتها الى الرئيس بوش، فهي نسبة غير منصوص عليها بوضوح، ما دامت الادارة الامريكية تريد دعم حكومة الملالي في بغداد، وهي لاتكف عن تصوير المالكي وزبانيته بانهم يطلعون على كل خطوة تريد الادارة الامريكية ان تخطوها في العراق، بل لديهم القدرة على الاعتراض، وعلى اقتراح المشاريع والخطط، مثل خطة بوش الاخيرة، التي يريدون نسبتها الى حكومة المالكي زوراً!
دع عنك اللغط في واشنطن فانه سينتهي بتسوية لاتؤثر على ما يجري في العراق، والاعتراضات على ارسال اكثر من (20) الف جندي اضافي الى بغداد ثم الانبار، لن تؤثر على جوهر المسألة فقد حزم الرئيس امره وبدأ التنفيذ!
خطة بوش ابتدأت عملياً باعدام صدام حسين في ظروف تورط فيها قادة الشيعة بوقوف المسلمين والعرب في كل مكان ضدهم على ما ظهر في عملية الشنق من وحشية وانتهاكات فاظحة، جعلت الصورة واضحة لمن كان لايريد ان يعترف ان الذين يحكمون في بغداد هم عصابة مجوسية، الامريكان سلموا رأس صدام حسين الى الحكومة، وجيش المهدي اراد ان يفوز وحده بهذا “الانتصار” ويشتم رجلاً في طريقه الى الموت، ثم يدوس على جثمانه بتشفٍ غي معهود ولا معروف، لدى من تأخر الفهم عنده، ولم يكن يصدق اطنان التقارير والمقالات والوثائق والصور التي فضحت منذ وقت مبكر حقيقة عصابة الملالي الصفوية، واذرعها المتعددة!
ثم جاءت الخطوة الثانية في سياق الخطة بضرب شارع حيفا والمناطق السنية القديمة المحيطة به، ومشاركة القاصفات الامريكية في ضرب ازقة بيوتها متداعية، لقتل اكبر عدد ممكن من المسلمين وهي خطوة فسرها البعض على انها رسالة وصلت نسخة منها الى مقتدى الصدر وجيش المهدي، ورفعت الحرج عن المالكي في حال تكرار الاسلوب نفسه في مدينة “الثورة” البؤرة الاجرامية الاولى التي تتحض بها عصابات مقتدى الصدر وفرق الموت التي يديرها ؟؟؟؟؟؟ ومكاتبه وهناك تفسير آخر اكثر وضوحاً ومباشرة واتفاقاً مع طبيعة الصراع ودور كل طرف فيه، هذا التفسير يشير الى ان الهدف النهائي في العمليات القادمة هم المسلمون السنّة، وقد صرّح بذلك بشكل سافر حسن السنيد النائب في مجلس النواب، والذراع اليمنى للمالكي في الحكومة وفي قيادة حزب الدعوة، قال: ان الخطة سوف تقتصر على ضرب المناطق الغربية من بغداد!
وبعد اعلان تفايل الخطة كان هذا الامر واضحاً بشكل لايحتمل اللبس، ففي الخطة ان المالكي وافق على ضرب قيادات في فرق الموت والمليشيات، ولكنهم ليسوا من طبقة المشاركين في العملية السياسية مباشرةً! وهي موافقة حاول الامريكان نفخ المالكي من خلال نسبتها اليه، لكن الامر الذي اثار التساؤلات هو المعنى الآخر الذي يعترف ان المالكي لم يكن يوافق على ضرب قادة فرق الموت ورؤساء العصابات الشيعية، وانه وافق مؤخراً كما وافق على امكانية استهداف مدينة الثورة، اما التعامل مع جيش المهدي فكان الامريكان واضحين في تجنبهم لضربه الا في حالة ان بادر ذلك الجيش المهدي بالهجوم، وهي هدية نفيسة قدمها الامريكان لمقتدى الصدر، الذي لم يعرف عنه ولا عن عصاباته انها تهاجم الامريكان منذ هزيمته المنكرة في النجف، وتحوّله الى قتل المسلمين العزّل وحرق المساجد والبيوت، وهو تحوّل اشارت اليه تقارير وصلت الى بول برايمر عندما كان يعالج مشكلة مقتدى الصدر مع القيادات العسكرية والاستخباراتية الامريكية، وقد ضمّن برايمر هذا التحوّل/ البشارة في مذكراته!
مقتدى الصدر تحركت له ابواب كثير للنجاة، منها ان يحذو حذو صاحبه عبد العزيز الحكيم الذي غيرّ اسم فيلق بدر الى منظمة بدر، التي تعنى بحقوق الانسان وبتقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية لفقراء الشيعة! فكان على عصاباته ان تستمر في تنفيذ مهامها الاصليّة، فيقتلون ويذبحون تحت عنوان جديد، ومن المتوقع ان يحوّل مقتدى الصدر جيشه الى منظمة سياسية اجتماعية عقائدية، وهو عنوان اكثر ملائمة لتنفيذ الاهداف الاصليّة، بدون احراج الامريكان او احراج المالكي!
نعم سوف تقع مواجهات ومداهمات محدودة، يقتل الامريكان فيها بضعة افراد من جيش المهدي او يعتقلون بضعة افراد لذر الرماد في العيون، فيما يقتلون في الوقت نفسه العشرات والمئات من المسلمين (اهل السّنة) في بغداد والانبار وديالى والموصل.
هذه اللعبة الدموية تتكرر، ومنذ ان اشار كاظم الحائري الاب الروحي لمقتدى الصدر الى الاخير ان يؤسس جيش المهدي تحت سمع وبصر الامريكان، وتستهدف الحثالات للتسجيل في المكاتب، وتستعرض قوتها في المدن علناً، كان من الواضح ان هذه العصابة ليست عدوة” في التصنيف الامريكي، وكل الذي كان يحصل من استهداف فهو لمخادعة المشاركين في مايسمى بالعملية السياسية من اهل السنة، من جانب، وتأديب محدود لمقتدى الصدر بانه اولاً وآخراً تحت المصابيح الكاشفة، وان صولاته وجولاته على العزّل الآمنين والنساء والاطفال والشيوخ، وفتوحاته التي يحرق بها بيوت الله، ليست من انجازاته وحده، وان عليه ان لاينسى افضال الامريكان، ويبالغ في ادعاء الوطنية في حين الى آخر!
وقف افراد جيش المهدي في صفوف طويلة ليبيعوا اسلحتهم الى الشيطان الاكبر بعد صفقة الامريكان مع السستاني وقائمة الائتلاف، وكان يعني ان هذا الجيش لم يعد مسلحاً الا بالايمان والعقيدة لاغير! ولايهم بعد ذلك انكار الذي يعرفه العراقيون جميعاً ويعرفه الامريكان، وبين ذلك مساحة من التقيّة والفجور والجريمة والولوغ بدماء المسلمين، يتحرك فيها مقتدى الصدر، ويتبادل الادوار مع عصابات عبد العزيز الحكيم، فيترك للحكيم الجرائم النوعيّة والاهداف الصعب، ويباشر هو الجرائم السهلة التي يكون ضحاياها في الاغلب الاعم من العزّل والضعفاء الذين لايحميهم احد، بعد ان جردهم الامريكان والقوات الحكومية من وسائل الدفاع عن النفس.
انتظروا ولادة تنظيم سياسي جديد يقوده مقتدى الصدر، يماس تحت عنوانه جرائمه القذرة، فتقر لذلك عيون المرجعية وقائمة الائتلاف الشيعي، وتقر عيون الامريكان، والاعزاء للمنخرطين في “العملية السياسيّة” من العرب السنّة، فهنالك قوائم جاهزة للمتهمين بالقتل والذبح وحرق المساجد، يمكنهم الحصول على نسخ منها، لتوحيد الخطاب الاعلامي للحكومة ومجلس النواب!.