حد من الوادي
02-15-2007, 03:04 PM
منع الملكية يبدأ من هنا
بقلم: في الأربعاء 14 فبراير-شباط 2007 06:45:33 م
يم
مأرب برس - خاص
شاخ جيل السلطة الحالي وغدا الناس يهتمون بتوقعات مستقبلها في جيل الأبناء. بالنسبة لمنصب الرئيس فإن أغلب تكهنات الناس تصب في احتمال توريثه في عائلة علي عبدالله صالح. لكن لأن التوريث سيمثل مهزلة جمروكية ومشكلة مستقبلية لليمن فإن هناك حاجة لتوجيه مستقبل السلطة وجهة تغيير، مؤتمر حزب الإصلاح القادم يمثل الخطوة الأولى في ذلك.
في الديمقراطيات الناضجة تبحث الأحزاب على الدوام عن قيادات جديدة تمثل رؤى وقدرات وحلولاً أكثر جرأة ونجاحاً، وقد يصل بها الأمر أن توظف ما يسمى بصيادي الأمخاخ كي يعثروا على عناصر قيادية جديدة بتلك الصفات تسلمها القيادات القديمة الراية طواعية لأن المصلحة جماعية وهي إنقاذ السفينة من غرق محتمل. أحزاب المشترك تعتبر محظوظة لأن لديها شخصيات من هذا الطراز ومنها حميد الأحمر، وبالتالي من المنطقي أن يكون مؤتمر الإصلاح فرصة لتصعيد قيادة جديدة يكون محورها حميد. لو فعل الإصلاح ذلك فإنها ستكون الخطوة الأولى في تحديد مستقبل رئاسة الجمهورية في التغيير لا التوريث.
أما إذا أورد الشيخ عبدا لله الأحمر مبررات لعدم تصعيد القيادة الجديدة للإصلاح فأن تلك المبررات ستصب إجمالا في احتمال ما يمكن أن نسميه عقدة الدور الثاني لدى المشايخ الذين تعاملوا مع السياسة من الصفوف الخلفية تاركين الدور الأول للأئمة قبل الجمهورية وللضباط بعدها. الشيخ عبدا لله الأحمر نفسه ساند الرئيس علي عبدا لله صالح دون أن يطمح إلى الرئاسة وربما يفكر بنفس الشيء لابنه حميد. لكن حميد مؤهل لأن يكون رئيساً وبالتالي يتعين على أبيه أن يسنده في ذلك بل وأن يعتبر أنه قد جاء الدور على الرئيس لرد الجميل ومساندة حميد كمرشح تغيير بدلاً من احتكار الرئاسة في عائلته. هناك احتمال أخر قد يدفع الاصلاح للإبقاء على القيادة القديمة وهو أن تصعيد قيادة جديدة محورها حميد سينظر إليه كتحد لتوريث رئاسة الجمهورية ينطوي على مخاطر. لكن الحديث عن مخاطر يفتقد للأسس لأن الأحزاب بما في ذلك الإصلاح تلتزم بقاعدة النضال السلمي ومن حقها اختيار ما تراه مناسباً من وسائله.
عموماً خيارات الاكتفاء بدور ثان أو تجنب مخاطر التحدي تلغي فائدة معارضة الإصلاح وستلغي بالتالي وجوده الفعلي، فالمؤشرات تدل على أن الإصلاح وحتى لو هادن محكوم عليه من إستراتيجية السلطة أن يتكبد خسائر انتخابية إضافية تقضي على طموحه في التأثير كقوة ذات قاعدة عريضة. وبالتالي فإن عدم خوض الإصلاح تحدي التغيير الآن ابتداء من قيادته يجعله في موقع من يرفض العوم فينتهي بالغرق. هناك احتمال إضافي هو أن الإصلاح قد يرى عدم توفر عوامل النجاح اللازمة لرفع التحدي وبالتالي سيطوي شباكه دون خوض البحر. والأمر هنا لن يرتبط بتقدير واقعي لانعدام عوامل النجاح وإنما ربما بمحدودية المعلومات أو بعدم سلامة تأويلها. مشكلة المعلومات قد تفسر إبقاء بعض أجنحة الإصلاح على تحالفها مع الرئيس رغم أن التحالفات القديمة قد فقدت فائدتها لأن احتكار السلطة دخل طوراً جديداً يخدم فقط مصالح أسرة الرئيس، والتوريث بالذات سيقوم على تحالفات جديدة لامكان فيها للحلفاء القدامى ولا لمصالحهم. وبدلاً من مراوحة المكان يمكن للإصلاح معالجة مشكلة المعلومات هذه وتقييم جدية مخاطر رفع التحدي بالاستعانة بخبراء ومستشارين كما تفعل السلطة في مواجهة معارضيها.
الاحتمالات السابقة لو تحققت ستؤدي إلى الاستنتاج المعتاد أن ليس بالإمكان أبدع مما كان وبالتالي فإن التوريث سيغدو أمراً وارداًً وسيخرج مؤتمر الإصلاح بقيادة قديمة لاتعارضه. لم يبق لنا إذاً إلا أن نقيم التوريث لو تحقق فعلاً من خلال مقارنة جدواه بجدوى التغيير المأمول.
يتبع
بقلم: في الأربعاء 14 فبراير-شباط 2007 06:45:33 م
يم
مأرب برس - خاص
شاخ جيل السلطة الحالي وغدا الناس يهتمون بتوقعات مستقبلها في جيل الأبناء. بالنسبة لمنصب الرئيس فإن أغلب تكهنات الناس تصب في احتمال توريثه في عائلة علي عبدالله صالح. لكن لأن التوريث سيمثل مهزلة جمروكية ومشكلة مستقبلية لليمن فإن هناك حاجة لتوجيه مستقبل السلطة وجهة تغيير، مؤتمر حزب الإصلاح القادم يمثل الخطوة الأولى في ذلك.
في الديمقراطيات الناضجة تبحث الأحزاب على الدوام عن قيادات جديدة تمثل رؤى وقدرات وحلولاً أكثر جرأة ونجاحاً، وقد يصل بها الأمر أن توظف ما يسمى بصيادي الأمخاخ كي يعثروا على عناصر قيادية جديدة بتلك الصفات تسلمها القيادات القديمة الراية طواعية لأن المصلحة جماعية وهي إنقاذ السفينة من غرق محتمل. أحزاب المشترك تعتبر محظوظة لأن لديها شخصيات من هذا الطراز ومنها حميد الأحمر، وبالتالي من المنطقي أن يكون مؤتمر الإصلاح فرصة لتصعيد قيادة جديدة يكون محورها حميد. لو فعل الإصلاح ذلك فإنها ستكون الخطوة الأولى في تحديد مستقبل رئاسة الجمهورية في التغيير لا التوريث.
أما إذا أورد الشيخ عبدا لله الأحمر مبررات لعدم تصعيد القيادة الجديدة للإصلاح فأن تلك المبررات ستصب إجمالا في احتمال ما يمكن أن نسميه عقدة الدور الثاني لدى المشايخ الذين تعاملوا مع السياسة من الصفوف الخلفية تاركين الدور الأول للأئمة قبل الجمهورية وللضباط بعدها. الشيخ عبدا لله الأحمر نفسه ساند الرئيس علي عبدا لله صالح دون أن يطمح إلى الرئاسة وربما يفكر بنفس الشيء لابنه حميد. لكن حميد مؤهل لأن يكون رئيساً وبالتالي يتعين على أبيه أن يسنده في ذلك بل وأن يعتبر أنه قد جاء الدور على الرئيس لرد الجميل ومساندة حميد كمرشح تغيير بدلاً من احتكار الرئاسة في عائلته. هناك احتمال أخر قد يدفع الاصلاح للإبقاء على القيادة القديمة وهو أن تصعيد قيادة جديدة محورها حميد سينظر إليه كتحد لتوريث رئاسة الجمهورية ينطوي على مخاطر. لكن الحديث عن مخاطر يفتقد للأسس لأن الأحزاب بما في ذلك الإصلاح تلتزم بقاعدة النضال السلمي ومن حقها اختيار ما تراه مناسباً من وسائله.
عموماً خيارات الاكتفاء بدور ثان أو تجنب مخاطر التحدي تلغي فائدة معارضة الإصلاح وستلغي بالتالي وجوده الفعلي، فالمؤشرات تدل على أن الإصلاح وحتى لو هادن محكوم عليه من إستراتيجية السلطة أن يتكبد خسائر انتخابية إضافية تقضي على طموحه في التأثير كقوة ذات قاعدة عريضة. وبالتالي فإن عدم خوض الإصلاح تحدي التغيير الآن ابتداء من قيادته يجعله في موقع من يرفض العوم فينتهي بالغرق. هناك احتمال إضافي هو أن الإصلاح قد يرى عدم توفر عوامل النجاح اللازمة لرفع التحدي وبالتالي سيطوي شباكه دون خوض البحر. والأمر هنا لن يرتبط بتقدير واقعي لانعدام عوامل النجاح وإنما ربما بمحدودية المعلومات أو بعدم سلامة تأويلها. مشكلة المعلومات قد تفسر إبقاء بعض أجنحة الإصلاح على تحالفها مع الرئيس رغم أن التحالفات القديمة قد فقدت فائدتها لأن احتكار السلطة دخل طوراً جديداً يخدم فقط مصالح أسرة الرئيس، والتوريث بالذات سيقوم على تحالفات جديدة لامكان فيها للحلفاء القدامى ولا لمصالحهم. وبدلاً من مراوحة المكان يمكن للإصلاح معالجة مشكلة المعلومات هذه وتقييم جدية مخاطر رفع التحدي بالاستعانة بخبراء ومستشارين كما تفعل السلطة في مواجهة معارضيها.
الاحتمالات السابقة لو تحققت ستؤدي إلى الاستنتاج المعتاد أن ليس بالإمكان أبدع مما كان وبالتالي فإن التوريث سيغدو أمراً وارداًً وسيخرج مؤتمر الإصلاح بقيادة قديمة لاتعارضه. لم يبق لنا إذاً إلا أن نقيم التوريث لو تحقق فعلاً من خلال مقارنة جدواه بجدوى التغيير المأمول.
يتبع