حد من الوادي
02-15-2007, 03:41 PM
على خلفية أحداث صعده ...مهاترات الرئيس والمعارضة
بقلم: رحمة حجيرة
مأرب برس – خاص
متى تقررون البدء في بناء اليمن الحديث ؟
مرت حتى الآن خمسة أشهر فقط على تنصيب الرئيس علي عبد الله صالح نفسه رئيسا لليمن بعد أن تداول السلطة سلميا مع نفسه وفق نتائج أول انتخابات رئاسية فعلية في اليمن في 20 سبتمبر 2005. وبرغم غياب الفرص المتكافئة بين المرشحين الرئيسيين إذ يملك المرشح الأول قيادات أكبر مؤسسة رسمية في اليمن وهي المؤسسة العسكرية التي يديرها الرئيس المرشح وأسرته بالإضافة إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وخزينة الدولة وأخيرا وزارة الشباب والرياضة بينما لا يملك الثاني سوى 29 مليون من وزارة المالية ومساندة رجال الإعمال القلة في أحزاب المعارضة إلا إن النتيجة كانت النتيجة مرضية قياسا لنسبة الجهل والفقر والفساد في اليمن التي تصل تقريبا إلى 70 % بينما نسبة اليمنيين المقتنعين بالتغيير ومستعدين للتضحية من أجله 30 % أو أقل .
فقبلت المعارضة فوز الرئيس ولم تقبل نسبة فوزه والحق أنها كانت محقة في ذلك حيث تعد فترة الحكم هذه الفترة الشرعية الوحيدة في تاريخ حكم الرئيس صالح لليمن 29 سنة .
ذهبت معركة الانتخابات مخلفة حراكا إيجابيا حقيقيا في العملية الديمقراطية في اليمن إذ أتيح المجال ل28 % من الشعب اليمني أن يقولوا لأول مرة لرئيس حكمهم هذه الفترة الطويلة لا نريدك ولست أهلا لها وربما كانت النسبة أكبر لكن الرائع أنه وحده من يعرفها وهو المعني بالرسالة .
ثم أتت معركة أخرى أكثر تحديا للرئيس صالح ومعارضته, معركة البناء الحقيقي لليمن الحديث الذي ذكرها في برنامجه الانتخابي والدعائي أكثر من أربع عشرة مرة ! فأوفى أصدقاء اليمن بوعدهم وحصل نظام الرئيس صالح على وعود متوجسة بحوالي 5 مليار دولار لدعم التنمية في اليمن وكانت الخطوة التالية المتوقعة لكل من النظام والمعارضة , تشمير السواعد والبدء يدا بيد لمواجهة الفساد لكن الواقع يعكس بوضوح شديد سطحية النظام السياسي في اليمن سواء كان سلطة أو معارضة لكنها استبدلت بمعارك وشتائم تحت مسمى التحديث والتغيير وكان اليمن الغائب الرئيسي فيها .
وبدلا من أن تمنح أحزاب المعارضة النظام فرصة أخرى حتى وإن اقتنعت بشعار الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي " المجرب لا يجرب مرتين " وتتجه لتقييم أدائها في الانتخابات السابقة مؤسسيا من القاعدة إلى القمة وترسم ملامح الحضور القادم لها في الشارع اليمني واصلت معركة المواجهات الكلامية مع النظام .
وعلى الجهة الأخرى فاق الأمر وصف السطحية عند الحديث عن دور الرئيس القديم الجديد بعد الانتخابات ليصل إلى الرجل الذي لا يتعلم بل ويزداد الوصف حدة عند قراءة ما نسب لأحد أبناء أخ الرئيس, طارق صالح, من تصريحات تحريضية للحرس الخاص ضد المعارضة وتمجيد عمه وإنجازاته الخاصة المرتبطة به وبأسرته أكثر من ارتباطها بمصالح الوطن وكل اليمنيين . وخلاف لمتطلبات مرحلة مابعد الانتخابات التي تستدعي إقامة حوار حقيقي مع كافة ممثلي اليمن (معارضة في الداخل والخارج ومشايخ ونساء وأقلية و...و... الخ) لبناء اليمن الحديث وتعزيز وحدته الوطنية أنجر الرئيس صالح للمهاترات الكلامية كرئيس لجزء من اليمن وعدو للجزء الأخر ولم يحدث أي تغيير فعلي يطمئن المواطنين بأن الرئيس هذه المرة كان صادقا وسيفي بوعوده , فلم تتغير حكومة باجمال ومازالت ملامح استقلالية الهيئة الخاصة بمحاربة الفساد لم تتضح بعد ولا نتائج الطاقة النووية !! وقبل كل هذا لم يتحقق الحوار كمطلب رئيسي لمرحلة مابعد الانتخابات ومازال اليمنيون والأصدقاء في الخارج ينتظرون لبنات الإصلاحات الموعودون بها جميعا .
يتبع
بقلم: رحمة حجيرة
مأرب برس – خاص
متى تقررون البدء في بناء اليمن الحديث ؟
مرت حتى الآن خمسة أشهر فقط على تنصيب الرئيس علي عبد الله صالح نفسه رئيسا لليمن بعد أن تداول السلطة سلميا مع نفسه وفق نتائج أول انتخابات رئاسية فعلية في اليمن في 20 سبتمبر 2005. وبرغم غياب الفرص المتكافئة بين المرشحين الرئيسيين إذ يملك المرشح الأول قيادات أكبر مؤسسة رسمية في اليمن وهي المؤسسة العسكرية التي يديرها الرئيس المرشح وأسرته بالإضافة إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وخزينة الدولة وأخيرا وزارة الشباب والرياضة بينما لا يملك الثاني سوى 29 مليون من وزارة المالية ومساندة رجال الإعمال القلة في أحزاب المعارضة إلا إن النتيجة كانت النتيجة مرضية قياسا لنسبة الجهل والفقر والفساد في اليمن التي تصل تقريبا إلى 70 % بينما نسبة اليمنيين المقتنعين بالتغيير ومستعدين للتضحية من أجله 30 % أو أقل .
فقبلت المعارضة فوز الرئيس ولم تقبل نسبة فوزه والحق أنها كانت محقة في ذلك حيث تعد فترة الحكم هذه الفترة الشرعية الوحيدة في تاريخ حكم الرئيس صالح لليمن 29 سنة .
ذهبت معركة الانتخابات مخلفة حراكا إيجابيا حقيقيا في العملية الديمقراطية في اليمن إذ أتيح المجال ل28 % من الشعب اليمني أن يقولوا لأول مرة لرئيس حكمهم هذه الفترة الطويلة لا نريدك ولست أهلا لها وربما كانت النسبة أكبر لكن الرائع أنه وحده من يعرفها وهو المعني بالرسالة .
ثم أتت معركة أخرى أكثر تحديا للرئيس صالح ومعارضته, معركة البناء الحقيقي لليمن الحديث الذي ذكرها في برنامجه الانتخابي والدعائي أكثر من أربع عشرة مرة ! فأوفى أصدقاء اليمن بوعدهم وحصل نظام الرئيس صالح على وعود متوجسة بحوالي 5 مليار دولار لدعم التنمية في اليمن وكانت الخطوة التالية المتوقعة لكل من النظام والمعارضة , تشمير السواعد والبدء يدا بيد لمواجهة الفساد لكن الواقع يعكس بوضوح شديد سطحية النظام السياسي في اليمن سواء كان سلطة أو معارضة لكنها استبدلت بمعارك وشتائم تحت مسمى التحديث والتغيير وكان اليمن الغائب الرئيسي فيها .
وبدلا من أن تمنح أحزاب المعارضة النظام فرصة أخرى حتى وإن اقتنعت بشعار الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي " المجرب لا يجرب مرتين " وتتجه لتقييم أدائها في الانتخابات السابقة مؤسسيا من القاعدة إلى القمة وترسم ملامح الحضور القادم لها في الشارع اليمني واصلت معركة المواجهات الكلامية مع النظام .
وعلى الجهة الأخرى فاق الأمر وصف السطحية عند الحديث عن دور الرئيس القديم الجديد بعد الانتخابات ليصل إلى الرجل الذي لا يتعلم بل ويزداد الوصف حدة عند قراءة ما نسب لأحد أبناء أخ الرئيس, طارق صالح, من تصريحات تحريضية للحرس الخاص ضد المعارضة وتمجيد عمه وإنجازاته الخاصة المرتبطة به وبأسرته أكثر من ارتباطها بمصالح الوطن وكل اليمنيين . وخلاف لمتطلبات مرحلة مابعد الانتخابات التي تستدعي إقامة حوار حقيقي مع كافة ممثلي اليمن (معارضة في الداخل والخارج ومشايخ ونساء وأقلية و...و... الخ) لبناء اليمن الحديث وتعزيز وحدته الوطنية أنجر الرئيس صالح للمهاترات الكلامية كرئيس لجزء من اليمن وعدو للجزء الأخر ولم يحدث أي تغيير فعلي يطمئن المواطنين بأن الرئيس هذه المرة كان صادقا وسيفي بوعوده , فلم تتغير حكومة باجمال ومازالت ملامح استقلالية الهيئة الخاصة بمحاربة الفساد لم تتضح بعد ولا نتائج الطاقة النووية !! وقبل كل هذا لم يتحقق الحوار كمطلب رئيسي لمرحلة مابعد الانتخابات ومازال اليمنيون والأصدقاء في الخارج ينتظرون لبنات الإصلاحات الموعودون بها جميعا .
يتبع