المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة تطفيش الشرفاء بقلم : حسام حسن


حد من الوادي
02-18-2007, 01:24 PM
مدرسة تطفيش الشرفاء بقلم : حسام حسن
التاريخ: السبت 17 فبراير 2007
الموضوع: كتابات حرة


لندن " عدن برس " 17 / 2 / 2007
ملهاة اللجوء للخارج .. لقد أصبح من المعلوم بالضرورة أن من يجد في بلده قلة الرزق أو قلة الأمن أو قلة الحرية وازدياد القهر والظلم ، لايجد أمامه غير فضاءات الهجرة وأبوابها المشرعة أمام كل طالب حرية وقارع طريق في ظلمات القمع والاضطهاد ، وكذلك لكل طالب علم وكل ذو لب وعقل صافي ، يبحث عن بقعة ينهل منها شتى أنواع العلوم ويتعرف على مشارب شتى تثري فكره وعقله قبل ان ينضب مابه من فكر ويتحول رأسه إلى وعاء يحوي كومة من لحم تنفع آكلي لحوم البشر أكثر من نفعها لخير الناس ، لكن أن تصبح بلداً بعينها تشهد نزوحاً جماعياً من قمتها الفكرية والسياسية إلى قاعها ، بالرغم من عدم وجود حروباً ضروس ولا تناطح للتروس ولا حرباً كحرب البسوس !! ، فبشكل عام تعيش اليمن سلاماً ولو كان هشاً ، ففيها في الحقيقة حرباً من نوع آخر ، حرباً غير معلنة ومن تحت الطاولات فهل هذه الحرب المخفية هي سبب في تلك الهجرات العلنية ؟! .
لكم طالعتنا الصحف خلال سنوات معدودة بأخبار لجوء الكثير من مواطني بلاد العربية السعيدة إلى الخارج للحماية من غطرسة المتنفذين ، ومطاردة الأمنيين ، وإرهاب العسس والجلادين ، فالأفواه تكمم ، والحريات تؤمم ، فلم يبقى للأحرار غير الفرار ، فعندما أردت أن أجد مقولة تنفع لهذه الحال لم أجد أحسن ما يقال غير كلام سيدنا علي بن ابي طالب عندما قال ( الغنى في الغربة وطن ,والفقر في الوطن غربة ) ولعلي أضيف على الفقر (( القهر والظلم والإحباط .....)) .. وأقول كما قال الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
هناك الكثير الكثير ممن غادروا اليمن منهم البسطاء المعدمين ومنهم من غادر اليمن لأنه سياسي وعسكري مغدور كالسفير الحسني ، وهناك القانونيون كالدكتور عبد الله عبد الصمد ، وهناك الصحافيون كالصحفي خالد سلمان ، و هناك الرياضيون مثل الرياضي الشهير وجدان الشاذلي ، ومن قبلهم كثير وسيليهم الكثير .


شهادات حية لقيادة تطرد أبنائها ...
وللتأكد بأن ملهاة اللجوء للخارج هي صناعة رئاسية يمنية بحتة فقد قمت بالبحث والتنقيب والتمحيص والنبش في خبايا ما يسمى نظام ( النبش في المعلومات لا في رفات مقبرة معسكر طارق ) ، فقد استوقفتني عدد من المشاهدات التي أدلى بها لي عدد ممن طالتهم عمليات التطفيش ، والتي تعطينا صورة بانورامية نستشف منها جمالية وسحر العرض المسرحي الرئاسي ( مدرسة تطفيش الشرفاء ).


المشهد الأول :
( أشتي واحد زي فضل محسن يركب في آخر سيارة حراسة وما يفتحش لقفه إلا لقولة حاضر، أما صاحبك يشتي صلاحيات ويشتي يأمر وينهي ) انتهى كلام ولي الأمر !!!!
نعم هذا كلام قاله ولي الأمر لأحد كبار الشخصيات عند اقتراح الأخير لأحد الأسماء لشغل منصب ما في حكومة ( مولاي كما أمرتني ) ، فلا عجب من فرار السياسيين .
المشهد الثاني :
( أيش يبيع هذا ؟؟!! خليه يدور له على مهره سع الناس ) انتهى كلام ولي الأمر !!!!
نعم هذا كلام قاله ولي الأمر لأحد كبار الشخصيات عندما طلب منه الأخير مساعدة مالية لعلاج أحد الفنانين الكبار من أبناء عدن ، فلا عجب من فرار الفنانين والأدباء والمفكرين .

المشهد الثالث :
( هذولا ما بالله إلا هنود وصومال ، مكنتونا عدن عدن عدن ) إنتهى كلام أحد كبار شيوخ السلطة في حضرة مقيل لأحد قيادات السلطة الكبااااااااااار ، واصفاً أبناء عدن بأنهم مجموعة من الصومال والهنود فلماذا تبحثون لهم عن دور في السلطة !!!!!! فلا عجب من فرار أبناء عدن .
المشهد الرابع :
( يا ....... شل وبعدين طالب ، أحسن ماتلاقيش حاجة ، هذه توجيهات من فوق ) انتهى كلام مسئول منازل مشروع الوحدة الذي بنته الجماهيرية الليبية هدية لمسئولي الجنوب الذي انتقلوا الى صنعاء ، الى..... الذي فوجئ بأن منزله من الفئة ( أ ) قد تحول بقدرة قادر الى فئة (ب) لأن أحد حمران العيون من العسكريين استولى عليه ، مع العلم أن الـ ...... احد قياديي الشرعية كذلك ! فالسلطة تمارس التأميم ولكن الشرعي !!!.

هذه عدد من المشاهد والمسرحية مليئة بالدرر، وللمشاهد بقية إن اطال الله في عمرنا .
الختام أقول كما قال الشاعر :


طفح الكيل .. وقد آن لكم
أن تسمعوا قولاً ثقيلاً
نحن لا نجهل من أنتم ..
غسلناكم جميعًا
وعصرناكم .. وجففنا الغسيلا