المدائن
02-19-2007, 11:38 AM
من اقوال الشيخ العلامه المجدد سليمان بن سحمان النجدي الحنبلي رحمه الله رحمة واسعه
صاحب التاليف المقنعه والردود الرادعه على المبتدعه
رَسَائِلُ إخْوَانِ الصَّفَا وَالتَّوَدُّدِ = إلَى كُلِّ ذِي قَلْبٍ سَلِيمٍ مُوَحِّدِ
وَمِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ وَالشُّكْرِ وَالثَّنَا = صَلاةً وَتَسْلِيمًا عَلَى خَيْرِ مُرْشِدِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمُ = بِعَدِّ وَمِيضِ الْبَرْقِ أَهْلَ التَّوَدُّدِ
وَبَعْدُ فَقَدْ طَمَّ البَلاءُ وَعَمَّنَا = مِنَ الْجَهْلِ بِالدِّينِ الْقَوِيمِ الْمُحَمَّدِ
بِمَا لَيْسَ نَرْجُو كَشْفَهُ وَانْتِقَاذَنَا =لِغَيْرِ الإلَهِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ
وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ النَّزْرُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ = يُعَادِيهِمُ مِنْ أَهْلِهَا كُلُّ مُعْتَدِي
فَهُبُّوا عِبَادَ اللهِ مِنْ نَوْمَةِ الرَّدَى = إلَى الْفِقْهِ فِي أَصْلِ الْهُدَى وَالتَّجَرُّدِ
وَقَدْ عَنَّ أَنْ نُهْدِي إلَى كُلِّ صَاحِبٍ = نَضِيدًا مِنَ الأَصْلِ الأَصِيلِ الْمُؤَطَّدِ
فَدُونَكَ مَا نُهْدِي فَهَلْ أَنْتَ قَابِلٌ = لِذَلِكَ أَمْ قَدْ غِينَ قَلْبُكَ بِالدَّدِ
تَرُوقُ لَكَ الدُّنْيَا وَلَذَّاتُ أَهْلِهَا = كَأَنْ لَمْ تَصِرْ يَوْمًا إلَى قَبْرٍ مُلَحَّدِ
فَإنْ رُمْتَ أَنْ تَنْجُو مِنَ النَّارِ سَالِمًا = وَتَحْظَى بِجَنَّاتٍ وَخُلْدٍ مُؤَبَّدِ
وَرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَأَرْفَهِ حَبْرَةٍ = وَحُورٍ حِسَانٍ كَالْيَوَاقِيتِ خُرَّدِ
فَحَقِّقْ لِتَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ مُخْلِصًا = بِأَنْوَاعِهَا للهِ قَصْدًا وَجَرِّدِ
وَأَفْرِدْهُ بِالتَّعْظِيمِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَا = وَبِالْحُبِّ وَالرَّغْبَا إلَيْهِ وَوَحِّدِ
وَبِالنَّذْرِ وَالذَّبْحِ الَّذِي أَنْتَ نَاسِكٌ = وَلا تَسْتَغِثْ إلاَّ بِرَبِّكَ تَهْتِدِي
وَلا تَسْتَعِنْ إلاَّ بِهِ وَبِحَوْلِهِ = لَهُ خَاشِيًا بَلْ خَاشِعًا فِي التَّعَبُّدِ
وَلا تَسْتَعِذْ إلاَّ بِهِ لا بِغَيْرِهِ = وَكُنْ لائِذًا بِاللهِ فِي كُلِّ مَقْصِدِ
إلَيْهِ مُنِيبًا تَائِبًا مُتَوَكِّلاً =عَلَيْهِ وَثِقْ بِاللهِ ذِي الْعَرْشِ تَرْشُدِ
وَلا تَدْعُ إلاَّ اللهَ لا شَيْءَ غَيْرَهُ = فَدَاعٍ لِغَيْرِ اللهِ غَاوٍ وَمُعْتَدِي
وَكُنْ خَاضِعًا للهِ رَبِّكَ لا لِمَنْ = تُعَظِّمُهُ وَارْكَعْ لِرَبِّكَ وَاسْجُدِ
وَصَلِّ لَهُ وَاحْذَرْ مُرَاءَاةَ نَاظِرٍ = إلَيْكَ وَتَسْمِيعًا لَهُ بِالتَّعَبُّدِ
وَجَانِبْ لِمَا قَدْ يَفْعَلُ النَّاسُ عِنْدَ مَنْ = يَرَوْنَ لَهُ حَقًّا فَجَاؤُوا بِمَوْئِدِ
يَقُومُونَ تَعْظِيمًا وَيَحْنُونَ نَحْوَهُ = وَيُومُونَ نَحْوَ الرَّأْسِ وَالأَنْفِ بِالْيَدِ
وَهَذَا سُجُودٌ وَانْحِنَا بِإشَارَةٍ = إلَيْهِ بِتَعْظِيمٍ وَذَا فِعْلُ مُعْتَدِي
إلَى غَيْرِ ذَا مِنْ كُلِّ أَنْوَاعِهَا الَّتِي = بِهَا اللهُ مُخْتَصٌّ فَوَحِّدْهُ تَسْعَدِ
وَفِي صَرْفِهَا أَوْ بَعْضِهَا الشِّرْكُ قَدْ أَتَى = فَجَانِبْهُ وَاحْذَرْ أَنْ تَجِيءَ بِمَوْئِدِ
وَهَذَا الَّذِي فِيهِ الْخُصُومَةُ قَدْ جَرَتْ = عَلَى عَهْدِ نُوحٍ وَالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ
فَوَحِّدْهُ فِي أَفْعَالِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ = مُقِرًّا بِأَنَّ اللهَ أَكْمَلُ سَيِّدِ
هُوَ الْخَالِقُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ مُدَبِّرٌ = هُوَ الْمَالِكُ الرَّازِقُ فَاسْأَلْهُ وَاجْتَدِ
إلَى غَيْرِ ذَا مِنْ كُلِّ أَفْعَالِهِ الَّتِي = أَقَرَّ وَلَمْ يَجْحَدْ بِهَا كُلُّ مُلْحِدِ
وَوَحِّدْهُ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ = وَلا تَتَأَوَّلْهَا كَرَأْيِ الْمُفَنَِّدِ
فَتَشْهَد أَنَّ اللهَ حَقٌّ بِذَاتِهِ =عَلَى عَرْشِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ مُمَجَّدِ
عَلَيْهِ اسْتَوَى مِنْ غَيْرِ كَيْفٍ وَبَائِنٌ = عَنِ الْخَلْقِ حَقًّا قَوْلُ كُلِّ مُوَحِّدِ
وَأَنَّ صِفَاتِ اللهِ حَقٌّ كَمَا أَتَى = بِهَا النَّصُّ مِنْ آيٍ وَمِنْ قَوْلِ أَحْمَدِ
بِكُلِّ مَعَانِيهَا فَحَقٌّ حَقِيقَةً = وَلَيْسَتْ مَجَازًا قَوْل أَهْلِ التَّرَمُّدِ
فَلَيْسَ كَمِثْلِ اللهِ شَيْءٌ وَلا لَهُ = سَمِيٌّ وَقُلْ لا كُفُوَ للهِ تَهْتَدِي
وَذَا كُلُّهُ مَعْنَى شَهَادِةِ أَنَّهُ = إلَهُ الْوَرَى حَقًّا بَغَيْرِ تَرَدُّدِ
فَحَقِّقْ لَهَا لَفْظًا وَمَعْنًى فَإنَّهَا = لَنِعْمَ الرَّجَا يَومَ اللِّقَا لِلْمُوَحِّدِ
هِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى فَكُنْ مُسْتَمْسِكًا = بِهَا مُسْتَقِيمًا فِي الطَّرِيقِ الْمُحَمِّدِ
فَكُنْ وَاحِدًا فِي وَاحِدٍ وَلِوَاحِدٍ = - تعالى -وَلا تُشْرِكْ بِهِ أَوْ تُنَدِّدِ
وَمَنْ لَمْ يُقَيِّدْهَا بِكُلِّ شُرُوطِهَا = كَمَا قَالَهُ الأَعْلامُ مِنْ كُلِّ مُهْتَدِي
فَلَيْسَ عَلَى نَهْجِ الشَّرِيعَةِ سَالِكًا = وَلَكِنْ عَلَى آرَاءِ كُلِّ مُلَدِّدِ
فَأَوَّلُهَا الْعِلْمُ المُنَافِي لِضِدِّهِ = مِنَ الْجَهْلِ إنَّ الْجَهْلَ لَيْسَ بِمُسْعِدِ
فَلَوْ كَانَ ذَا عِلْمٍ كَثِيرًا وَجَاهِلاً = بِمَدْلُولِهَا يَوْمًا فَبِالْجَهْلِ مُرْتَدِي
وَمِنْ شَرْطِهَا وَهْوَ الْقَبُولُ وَضِدُّهُ = هُوَ الرَّدُّ فَافْهَمْ ذَلِكَ الْقَيْدَ تَرْشُدِ
كَحَالِ قُرَيْشٍٍ حِينَ لَمْ يَقْبَلُوا الْهُدَى = وَرَدُّوهُ لَمَّا أَنْ عَتَوا فِي التَّمَرُّدِ
وَقَدْ عَلِمُوا مِنْهَا الْمُرَادَ وَأَنَّهَا = تَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَالتَّفَرُّدِ
فَقَالُوا كَمَا قَدْ قَالَ اللهُ عَنْهُمُ = بِسُورَةِ صَادٍ فَاعْلَمَنْ ذَاكَ تَهْتَدِي
فَصَارَتْ بِهِ أَمْوَالُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ = حَلالاً وَأْغْنَامًا لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَثَالِثُهَا الإخْلاصُ فَاعْلَمْ وَضِدُّهُ = هُوَ الشِّرْكُ بِالْمَعْبُودِ فِي كُلِّ مَقْصِدِ
كَمَا أَمَرَ اللهُ الْكَرِيمُ نَبِيَّهُ = بِسُورَةِ تَنْزِيلِ الْكِتَابِ الْمُمَجَّدِ
وَرَابِعُهَا شَرْطُ الْمَحَبَّةِ فَلْتَكُنْ = مُحِبًّا لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ الْهدِ
وَإخْلاصُ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كُلِّهَا = كَذَا النَّفْيُ لِلشِّرْكِ الْمُفَنَِّدِ وَالدَّدِ
وَمَنْ كَانَ ذَا حُبٍّ لِمَوْلاهُ إنَّمَا = مَحَبَّتُهُ لِلدِّينِ شَرْطٌ فَقَيِّدِ
وَمَنْ لا فَلا وَالْحُبُّ للهِ إنَّمَا = يَتِمُّ بِحُبِّ الدِّينِ دِينِ مُحَمَّدِ
فَعَادِ الَّذِي عَادَى لِدِينِ مُحَمَّدٍ = وَوَالِ الَّذِي وَالاهُ مِنْ كُلِّ مُهْتَدِي
وَأَحْبِبْ رَسُولَ اللهِ أَكْمَلَ مَنْ دَعَا = إلَى اللهِ وَالتَّقْوَى أَكْمَلَ مُرْشِدِ
أَحَبَّ مِنَ الأَوْلادِ وَالنَّفْسِ بَلْ وَمِنْ = جَمِيعِ الْوَرَى وَالْمَالِ مِنْ كُلِّ أَتْلَدِ
وَطَارِفِهِ وَالْوَالِدَيْنِ كِلَيْهِمَا = بِآبَائِنَا وَالأُمَّهَاتِ فَنَفْتَدِي
وَأَحْبِبْ لِحُبِّ اللهِ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا = وَأَبْغِضْ لِبُغْضِ اللهِ أَهْلَ التَّمَرُّدِ
وَمَا الدِّينُ إلاَّ الْحُبُّ وَالْبُغْضُ وَالْوَلا = كَذَاكَ الْبَرَا مِنْ كُلِّ غَاوٍ وَمُعْتَدِي
وَخَامِسُهَا فَالاِنْقِيَادُ وَضِدُّهُ = هُوَ التَّرْكُ لِلْمَأْمُورِ أَوْ فِعْلُ مُفْسِدِ
فَتَنْقَاد حَقًّا لِلْحُقُوقِ جَمِيعِهَا = وَتَعْمَلَ بِالْمَفْرُوضِ حَتْمًا وَتَقْتَدِي
وَتَتْرُك مَا قَدْ حَرَّمَ اللهُ طَائِعًاً = وَمُسْتَسْلِمًا للهِ بِالْقَلْبِ تَرْشُدِ
فَمَنْ لَمْ يَكُنْ للهِ بِالْقَلْبِ مُسْلِمًا = وَلَمْ يَكُ طَوْعًا بِالْجَوَارِحِ يَنْقَدِ
فَلَيْسَ عَلَى نَهْجِ الشَّرِيعَةِ سَالِكًا = وَإنْ خَالَ رُشْدًا مَا أَتَى مِنْ تَعَبُّدِ
وَسَادِسُهَا وَهْوَ الْيَقِينُ وَضِدُّهُ =هُوَ التَّرْكُ لِلْمَأَمُورِ أَوْ فِعْلُ مُفْسِدِ
وَمَنْ شَكَّ فَلْيَبْكِي عَلَى رَفْضِ دِينِهِ *** وَيَعْلَم أَنْ قَدْ جَاءَ يَومًا بِمَوْئِدِ
وَيَعْلَم أَنَّ الشَّكَّ يَنْفِي يَقِينَهَا = فَلا بُدَّ فِيهَا بِالْيَقِينِ الْمُؤَيَِّدِ
بِهَا قَلْبُهُ مُسْتَيْقِنًا جَاءَ ذِكْرُهُ = عَنِ السَّيْدِ الْمَعْصُومِ أَكْمَلِ مُرْشِدِ
وَلا تَنْفَعُ الْمَرْءَ الشَّهَادَةُ فَاعْلَمَنْ =إذَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَيْقِنًا ذَا تَجَرُّدِ
وَسَابِعُهَا الصِّدْقُ الْمُنَافِي لِضِدِّهِ = مِنَ الْكَذِبِ الدَّاعِي إلَى كُلِّ مُفْسِدِ
وَعَارِفُ مَعْنَاهَا إذَا كَانَ قَابِلاً =لَهَا عَامِلاً بِالْمُقْتَضَى فَهْوَ مُهْتَدِي
وَطَابَقَ فِيهَا قَلْبُهُ لِلَسَانِهِ= وَعَنْ وَاجِبَاتِ الدِّينِ لَمْ يَتَبَلَّدِ
وَمَنْ لَمْ تَقُمْ هَذِي الشُّرُوطُ جَمِيعُهُا = بِقَائِلِهَا يَوْمًا فَلَيْسَ عَلَى الْهدِي
إذَا تَمَّ هَذَا وَاسْتَقَرَّ فَإنَّمَا= حَقِيقَتُهُ الإسْلامُ فَاعْلَمْهُ تَرْشُدِ
وَإنَّ لَهُ فَاحْذَرْ هُدِيتَ نَوَاقِضًا = فَمَنْ جَاءَ مِنْهَا نَاقِضًا فَلْيُجَدِّدِ
فَقَدْ نَقَضَ الإسْلامَ وَارْتَدَّ وَاعْتَدَى = وَزَاغَ عَنِ السَّمْحَاءِ فَلْيَتَشَهَّدِ
فَمِنْ ذَاكَ شِرْكٌ فِي الْعِبَادَةِ نَاقِضٌ = كَذَبْحٍ لِغَيْرِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ
كَمَنَ كَانَ يَغْدُو لِلْقِبَابِ بِذَبْحِهِ = وَلِلْجِنِّ فِعْلَ الْمُشْرِكِ الْمُتَمَرِّدِ
وَجِاعِلٍ بَيْنَ اللهِ بَغْيًا وَبَيْنَهُ = وَسَائِطَ يَدْعُوهُمْ فَلَيْسَ بِمُهْتَدِي
وَيَطْلُبُ مِنْهُمْ بِالْخُضُوعِ شَفَاعَةً = إِلَى اللهِ وَالزُّلْفَى لَدَيْهِ وَيَجْتَدِي
وَثَالِثُهَا مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ لِكَافِرٍ = وَمَنْ كَانَ فِي تَكْفِيرِهِ ذَا تَرَدُّدِ
وَصَحَّحَ عَمْدًا مَذْهَبَ الْكُفْرِ وَالرَّدَى = وَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بِإجْمَاعِ مَنْ هُدِي
وَرَابِعُهَا فَالاِعْتِقَادُ بِأَنَّ مَا = سِوَى الْمُصْطَفَى الْهَادِي وَأَكْمَلُ مُرْشِدِ
لأَحْسَنُ حُكْمًا فِي الأُمُورِ جَمِيعِهَا = وَأَكْمَلُ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
كَحَالَةِ كَعْبٍ وَابْنِ أَخْطَبَ وَالَّذِي = عَلَى هَدْيِهِمْ مِنْ كُلِّ بَاغٍ وَمُعْتَدِي
كَمَنْ وَضَعُوا الْقَانُونَ زَعْمًا بِأَنَّهُ = أَتَمُّ وَأَوْفَى مِنْ هَدْيِ خَيْرِ مُرْشِدِ
فَفِي الشَّرْعِ قَتْلٌ بِالْحُدُودِ وَغَيْرهَا = وَبالْمَالُ فِي الْقَانُونِ زَجْرٌ لِمُفْسِدِ
وَبِالْحَبْسِ فِي قَانُونِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ = نَجَاةٌ مِنَ الْقَتْلِ الْمُزَبَّرِ لا الْحَدِ
فَتَبًّا لَهَاتِيكَ الْعُقُولِ وَمَا رَأَتْ = لَقَدْ عَزَلَتْ حُكْمَ الْكِتَابِ الْمُمَجَّدِ
وَقَدْ فَسَخَتْ حُكْمَ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ = وَأَصْحَابِهِ مِنْ كُلِّ هَادٍ وَمُهْتَدِي
وَخَامِسُهَا يَا صَاحِ مَنْ كَانَ مُبْغِضًا = لِشَيْءٍ أَتَى مِنْ هَدْيِ أَكْمَلِ سَيِّدِ
فَقَدْ صَارَ مُرْتَدًّا وَإنْ كَانَ عَامِلاً = بِمَا هُوَ ذَا بُغْضٌ لَهُ فَلْيُجَدِّدِ
وَذَلِكَ بِالإجْمَاعِ مِنْ كُلِّ مُهْتَدٍ = وَقَدْ جَاءَ نَصُّ ذِكْرِهِ فِي مُحَمَّدِ
وَسَادِسُهَا مَنْ كَانَ بِالدِّينِ هَازِئًاً = وَلَوْ بِعِقَابِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ
وَحُسْنِ ثَوَابِ اللهِ لِلْعَبْدِ فَلْتَكُنْ = عَلَى حَذَرٍ مِنْ ذَلِكَ الْقِيلِ تَرْشُدِ
وَقَدْ جَاءَ نَصٌّ فِي بَرَاءَةَ ذِكْره = فَرَاجِعْهُ فِيهَا عِنْدَ ذِكْرِ التَّهَدُّدِ
وَسَابِعُهَا مَنْ كَانَ لِلسِّحْرِ فَاعِلاً = كَذَلِكَ رَاضٍ فِعْلَهُ لَمْ يُفَنَّدِ
وَفِي سُورَةِ الزَّهْرَاءِ نَصٌّ مُصَرِّحٌ = بِتَكْفِيرِهِ فَاطْلُبْهُ مِنْ ذَاكَ تَهْتَدِي
وَمِنْهُ لَعَمْرِي الصَّرْفُ وَالْعَطْفُ فَاعْلَمَنْ *** أَخِي حُكْمَ هَذَا الْمُعْتَدِي الْمُتَمَرِّدِ
وَثَامِنُهَا وَهْيَ الْمُظَاهَرَةُ الَّتِي = يُعَانُ بِهَا الْكُفَّارُ مِنْ كُلِّ مُلْحِدِ
عَلَى الْمُسْلِمِينَ الطَّائِعِينَ لِرَبِّهِمْ = عِيَاذًا بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ كُلِّ مُفْسِدِ
وَمَنْ يَتَوَلَّى كَافِرًا فَهْوَ مِثْلُهُ =وَمِنْهُ بِلا شَكٍّ بِهِ أَوْ تَرَدُّدِ
كَمَا قَالَهُ الرَّحْمَنُ جَلَّ جَلالُهُ = وَجَاءَ عَنِ الْهَادِي النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
وَتَاسِعُهَا وَهْوَ اعْتِقَادٌ مُضَلِّلٌ = وَصَاحِبُهُ لا شَكَّ بِالْكُفْرِ مُرْتَدِي
كَمُعْتَقِدٍ أَنْ لَيْسَ حَقًّا وَوَاجِبَاً = عَلَيْهِ اتِّبَاعُ الْمُصْطَفَى خَيْرِ مُرْشِدِ
فَمَنْ يَعْتَقِدْ هَذَا الضَّلالَ وَأَنَّهُ = يَسَعْهُ الْخُرُوجُ عَنْ شَرِيعَةِ أَحْمَدِ
كَمَا كَانَ هَذَا فِي شَرِيعَةِ مَنْ خَلا = كَصَاحِبِ مُوسَى حَيْثُ لَمْ يَتَقَيَّدِ
هُوَ الْخَضِرُ الْمَخْصُوصُ فِي الْكَهْفِ ذِكْرُهُ = وَمُوسَى كَلِيمُ اللهِ فَافْهَمْ لِمْقَصِدِ
وَهَذَا اعْتِقَادٌ لِلْمَلاحِدَةِ الأُلَى = مَشَايِخ أَهْلِ الاِتِّحَادِ الْمُفَنَّدِ
كَنَحْوِ ابْنِ سِينَا وَابْنِ سَبْعِينَ وَالَّذِي = يُسَمَّى ابْنَ رُشْدِ الْحَفِيدِ الْمُلَدِّدِ
وَثَوْرٍ كَبِيرٍ فِي الضَّلالَةِ صَاحِب = الْفُصُوصِ وَمَنْ ضَاهَاهُمُ فِي التَّمَرُّدِ
وَإيَّاكَ أَنْ تَصْغَى لِقَوْلٍ مُفَنَّدٍ = يَرُوحُ بِهِ فِي النَّاسِ يَوْمًا وَيَغْتَدِي
أُنَاسٌ ذَوُو عِلْمٍ وَلَكِنْ دَهَاهُمُ = مِنَ الْجَهْلِ بِالْكُفَّارِ أَقْوَالُ مُعْتَدِي
يَقُولُونَ مُحْيِي الدِّينِ وَهْوَ مُمِيتُهُ = وَأَكْفَرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ كُلِّ مُلْحِدِ
وَمِنْ قِيلِهِمْ مَنْ كَانَ بِاللهِ عَارِفًا = فَتَبًّا لَهُ مِنْ زَائِغٍ ذِي تَمَرُّدِ
وَعَاشِرُهَا الإعْرَاضُ عَنْ دِينِ رَبِّنَا = فَمَنْ لَمْ يَتَعَلَّمْهُ لَيْسَ بِمُهْتَدِي
وَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ عَامِلاً = بِهِ فَهْوَ فِي كُفْرَانِهِ ذُو تَعَمُّدِ
وَلا فَرْقَ فِي هَذِي النَّوَاقِضِ كُلِّهَا = إذَا رُمْتَ أَنْ تَنْجُوَ وَلِلْحَقِّ تَهْتَدِي
سِوَى الْمُكْرَهِ الْمَضْهُودِ إنْ كَانَ قَدْ أَتَى = هُنَالِكَ بِالشَّرْطِ الأَطْيَدِ الْمُؤَكَّدِ
وَحَاذِرْ هَدَاكَ اللهُ مِنْ كُلِّ نَاقِضٍ = سِوَاهَا وَجَانِبْهَا جَمِيعًا لِتَهْتَدِي
وَكُنْ بَاذِلاً لِلْجِدِّ وَالْجُهْدِ طَالِبَاً = وَسَلْ رَبَّكَ التَّثْبِيتَ أَيّ مُوَحِّدِ
وَإيَّاهُ فَارْغَبْ فِي الْهِدَايَةِ لِلْهُدَى = لَعَلَّكَ أَنْ تَنْجُوَ مِنَ النَّارِ فِي غَدِ
وَصَلِّ إلَهِي مَا تَأَلَّقَ بَارِقٌ =وَمَا وَخَدَتْ قُودٌ بِمَوْرٍ مُعَبَّدِ
تَؤُمُّ إلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَمَا سَرَى = نَسِيمُ الصَّبَا أَوْ شَاقَ صَوْتُ الْمُغَرِّدِ
وَمَا لاحَ نَجْمٌ فِي دُجَى اللَّيْلِ طَافِح = وَمَا انْهَلَّ صَوْبٌ فِي عَوَالٍ وَوُهَّدِ
عَلَى السَّيِّدِ الْمَعْصُومِ أَفْضَلِ مُرْسَلٍ = وَأَكْرَمِ خَلْقِ اللهِ طُرًّا وَأَجْوَدِ
وَآلٍ وَأَصْحَابٍ وَمَنْ كَانَ تَابِعَاً = صَلاةً دَوَامًا فِي الرَّوَاحِ وَفِي الْغَدِ
صاحب التاليف المقنعه والردود الرادعه على المبتدعه
رَسَائِلُ إخْوَانِ الصَّفَا وَالتَّوَدُّدِ = إلَى كُلِّ ذِي قَلْبٍ سَلِيمٍ مُوَحِّدِ
وَمِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ وَالشُّكْرِ وَالثَّنَا = صَلاةً وَتَسْلِيمًا عَلَى خَيْرِ مُرْشِدِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمُ = بِعَدِّ وَمِيضِ الْبَرْقِ أَهْلَ التَّوَدُّدِ
وَبَعْدُ فَقَدْ طَمَّ البَلاءُ وَعَمَّنَا = مِنَ الْجَهْلِ بِالدِّينِ الْقَوِيمِ الْمُحَمَّدِ
بِمَا لَيْسَ نَرْجُو كَشْفَهُ وَانْتِقَاذَنَا =لِغَيْرِ الإلَهِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ
وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ النَّزْرُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ = يُعَادِيهِمُ مِنْ أَهْلِهَا كُلُّ مُعْتَدِي
فَهُبُّوا عِبَادَ اللهِ مِنْ نَوْمَةِ الرَّدَى = إلَى الْفِقْهِ فِي أَصْلِ الْهُدَى وَالتَّجَرُّدِ
وَقَدْ عَنَّ أَنْ نُهْدِي إلَى كُلِّ صَاحِبٍ = نَضِيدًا مِنَ الأَصْلِ الأَصِيلِ الْمُؤَطَّدِ
فَدُونَكَ مَا نُهْدِي فَهَلْ أَنْتَ قَابِلٌ = لِذَلِكَ أَمْ قَدْ غِينَ قَلْبُكَ بِالدَّدِ
تَرُوقُ لَكَ الدُّنْيَا وَلَذَّاتُ أَهْلِهَا = كَأَنْ لَمْ تَصِرْ يَوْمًا إلَى قَبْرٍ مُلَحَّدِ
فَإنْ رُمْتَ أَنْ تَنْجُو مِنَ النَّارِ سَالِمًا = وَتَحْظَى بِجَنَّاتٍ وَخُلْدٍ مُؤَبَّدِ
وَرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَأَرْفَهِ حَبْرَةٍ = وَحُورٍ حِسَانٍ كَالْيَوَاقِيتِ خُرَّدِ
فَحَقِّقْ لِتَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ مُخْلِصًا = بِأَنْوَاعِهَا للهِ قَصْدًا وَجَرِّدِ
وَأَفْرِدْهُ بِالتَّعْظِيمِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَا = وَبِالْحُبِّ وَالرَّغْبَا إلَيْهِ وَوَحِّدِ
وَبِالنَّذْرِ وَالذَّبْحِ الَّذِي أَنْتَ نَاسِكٌ = وَلا تَسْتَغِثْ إلاَّ بِرَبِّكَ تَهْتِدِي
وَلا تَسْتَعِنْ إلاَّ بِهِ وَبِحَوْلِهِ = لَهُ خَاشِيًا بَلْ خَاشِعًا فِي التَّعَبُّدِ
وَلا تَسْتَعِذْ إلاَّ بِهِ لا بِغَيْرِهِ = وَكُنْ لائِذًا بِاللهِ فِي كُلِّ مَقْصِدِ
إلَيْهِ مُنِيبًا تَائِبًا مُتَوَكِّلاً =عَلَيْهِ وَثِقْ بِاللهِ ذِي الْعَرْشِ تَرْشُدِ
وَلا تَدْعُ إلاَّ اللهَ لا شَيْءَ غَيْرَهُ = فَدَاعٍ لِغَيْرِ اللهِ غَاوٍ وَمُعْتَدِي
وَكُنْ خَاضِعًا للهِ رَبِّكَ لا لِمَنْ = تُعَظِّمُهُ وَارْكَعْ لِرَبِّكَ وَاسْجُدِ
وَصَلِّ لَهُ وَاحْذَرْ مُرَاءَاةَ نَاظِرٍ = إلَيْكَ وَتَسْمِيعًا لَهُ بِالتَّعَبُّدِ
وَجَانِبْ لِمَا قَدْ يَفْعَلُ النَّاسُ عِنْدَ مَنْ = يَرَوْنَ لَهُ حَقًّا فَجَاؤُوا بِمَوْئِدِ
يَقُومُونَ تَعْظِيمًا وَيَحْنُونَ نَحْوَهُ = وَيُومُونَ نَحْوَ الرَّأْسِ وَالأَنْفِ بِالْيَدِ
وَهَذَا سُجُودٌ وَانْحِنَا بِإشَارَةٍ = إلَيْهِ بِتَعْظِيمٍ وَذَا فِعْلُ مُعْتَدِي
إلَى غَيْرِ ذَا مِنْ كُلِّ أَنْوَاعِهَا الَّتِي = بِهَا اللهُ مُخْتَصٌّ فَوَحِّدْهُ تَسْعَدِ
وَفِي صَرْفِهَا أَوْ بَعْضِهَا الشِّرْكُ قَدْ أَتَى = فَجَانِبْهُ وَاحْذَرْ أَنْ تَجِيءَ بِمَوْئِدِ
وَهَذَا الَّذِي فِيهِ الْخُصُومَةُ قَدْ جَرَتْ = عَلَى عَهْدِ نُوحٍ وَالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ
فَوَحِّدْهُ فِي أَفْعَالِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ = مُقِرًّا بِأَنَّ اللهَ أَكْمَلُ سَيِّدِ
هُوَ الْخَالِقُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ مُدَبِّرٌ = هُوَ الْمَالِكُ الرَّازِقُ فَاسْأَلْهُ وَاجْتَدِ
إلَى غَيْرِ ذَا مِنْ كُلِّ أَفْعَالِهِ الَّتِي = أَقَرَّ وَلَمْ يَجْحَدْ بِهَا كُلُّ مُلْحِدِ
وَوَحِّدْهُ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ = وَلا تَتَأَوَّلْهَا كَرَأْيِ الْمُفَنَِّدِ
فَتَشْهَد أَنَّ اللهَ حَقٌّ بِذَاتِهِ =عَلَى عَرْشِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ مُمَجَّدِ
عَلَيْهِ اسْتَوَى مِنْ غَيْرِ كَيْفٍ وَبَائِنٌ = عَنِ الْخَلْقِ حَقًّا قَوْلُ كُلِّ مُوَحِّدِ
وَأَنَّ صِفَاتِ اللهِ حَقٌّ كَمَا أَتَى = بِهَا النَّصُّ مِنْ آيٍ وَمِنْ قَوْلِ أَحْمَدِ
بِكُلِّ مَعَانِيهَا فَحَقٌّ حَقِيقَةً = وَلَيْسَتْ مَجَازًا قَوْل أَهْلِ التَّرَمُّدِ
فَلَيْسَ كَمِثْلِ اللهِ شَيْءٌ وَلا لَهُ = سَمِيٌّ وَقُلْ لا كُفُوَ للهِ تَهْتَدِي
وَذَا كُلُّهُ مَعْنَى شَهَادِةِ أَنَّهُ = إلَهُ الْوَرَى حَقًّا بَغَيْرِ تَرَدُّدِ
فَحَقِّقْ لَهَا لَفْظًا وَمَعْنًى فَإنَّهَا = لَنِعْمَ الرَّجَا يَومَ اللِّقَا لِلْمُوَحِّدِ
هِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى فَكُنْ مُسْتَمْسِكًا = بِهَا مُسْتَقِيمًا فِي الطَّرِيقِ الْمُحَمِّدِ
فَكُنْ وَاحِدًا فِي وَاحِدٍ وَلِوَاحِدٍ = - تعالى -وَلا تُشْرِكْ بِهِ أَوْ تُنَدِّدِ
وَمَنْ لَمْ يُقَيِّدْهَا بِكُلِّ شُرُوطِهَا = كَمَا قَالَهُ الأَعْلامُ مِنْ كُلِّ مُهْتَدِي
فَلَيْسَ عَلَى نَهْجِ الشَّرِيعَةِ سَالِكًا = وَلَكِنْ عَلَى آرَاءِ كُلِّ مُلَدِّدِ
فَأَوَّلُهَا الْعِلْمُ المُنَافِي لِضِدِّهِ = مِنَ الْجَهْلِ إنَّ الْجَهْلَ لَيْسَ بِمُسْعِدِ
فَلَوْ كَانَ ذَا عِلْمٍ كَثِيرًا وَجَاهِلاً = بِمَدْلُولِهَا يَوْمًا فَبِالْجَهْلِ مُرْتَدِي
وَمِنْ شَرْطِهَا وَهْوَ الْقَبُولُ وَضِدُّهُ = هُوَ الرَّدُّ فَافْهَمْ ذَلِكَ الْقَيْدَ تَرْشُدِ
كَحَالِ قُرَيْشٍٍ حِينَ لَمْ يَقْبَلُوا الْهُدَى = وَرَدُّوهُ لَمَّا أَنْ عَتَوا فِي التَّمَرُّدِ
وَقَدْ عَلِمُوا مِنْهَا الْمُرَادَ وَأَنَّهَا = تَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَالتَّفَرُّدِ
فَقَالُوا كَمَا قَدْ قَالَ اللهُ عَنْهُمُ = بِسُورَةِ صَادٍ فَاعْلَمَنْ ذَاكَ تَهْتَدِي
فَصَارَتْ بِهِ أَمْوَالُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ = حَلالاً وَأْغْنَامًا لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَثَالِثُهَا الإخْلاصُ فَاعْلَمْ وَضِدُّهُ = هُوَ الشِّرْكُ بِالْمَعْبُودِ فِي كُلِّ مَقْصِدِ
كَمَا أَمَرَ اللهُ الْكَرِيمُ نَبِيَّهُ = بِسُورَةِ تَنْزِيلِ الْكِتَابِ الْمُمَجَّدِ
وَرَابِعُهَا شَرْطُ الْمَحَبَّةِ فَلْتَكُنْ = مُحِبًّا لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ الْهدِ
وَإخْلاصُ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كُلِّهَا = كَذَا النَّفْيُ لِلشِّرْكِ الْمُفَنَِّدِ وَالدَّدِ
وَمَنْ كَانَ ذَا حُبٍّ لِمَوْلاهُ إنَّمَا = مَحَبَّتُهُ لِلدِّينِ شَرْطٌ فَقَيِّدِ
وَمَنْ لا فَلا وَالْحُبُّ للهِ إنَّمَا = يَتِمُّ بِحُبِّ الدِّينِ دِينِ مُحَمَّدِ
فَعَادِ الَّذِي عَادَى لِدِينِ مُحَمَّدٍ = وَوَالِ الَّذِي وَالاهُ مِنْ كُلِّ مُهْتَدِي
وَأَحْبِبْ رَسُولَ اللهِ أَكْمَلَ مَنْ دَعَا = إلَى اللهِ وَالتَّقْوَى أَكْمَلَ مُرْشِدِ
أَحَبَّ مِنَ الأَوْلادِ وَالنَّفْسِ بَلْ وَمِنْ = جَمِيعِ الْوَرَى وَالْمَالِ مِنْ كُلِّ أَتْلَدِ
وَطَارِفِهِ وَالْوَالِدَيْنِ كِلَيْهِمَا = بِآبَائِنَا وَالأُمَّهَاتِ فَنَفْتَدِي
وَأَحْبِبْ لِحُبِّ اللهِ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا = وَأَبْغِضْ لِبُغْضِ اللهِ أَهْلَ التَّمَرُّدِ
وَمَا الدِّينُ إلاَّ الْحُبُّ وَالْبُغْضُ وَالْوَلا = كَذَاكَ الْبَرَا مِنْ كُلِّ غَاوٍ وَمُعْتَدِي
وَخَامِسُهَا فَالاِنْقِيَادُ وَضِدُّهُ = هُوَ التَّرْكُ لِلْمَأْمُورِ أَوْ فِعْلُ مُفْسِدِ
فَتَنْقَاد حَقًّا لِلْحُقُوقِ جَمِيعِهَا = وَتَعْمَلَ بِالْمَفْرُوضِ حَتْمًا وَتَقْتَدِي
وَتَتْرُك مَا قَدْ حَرَّمَ اللهُ طَائِعًاً = وَمُسْتَسْلِمًا للهِ بِالْقَلْبِ تَرْشُدِ
فَمَنْ لَمْ يَكُنْ للهِ بِالْقَلْبِ مُسْلِمًا = وَلَمْ يَكُ طَوْعًا بِالْجَوَارِحِ يَنْقَدِ
فَلَيْسَ عَلَى نَهْجِ الشَّرِيعَةِ سَالِكًا = وَإنْ خَالَ رُشْدًا مَا أَتَى مِنْ تَعَبُّدِ
وَسَادِسُهَا وَهْوَ الْيَقِينُ وَضِدُّهُ =هُوَ التَّرْكُ لِلْمَأَمُورِ أَوْ فِعْلُ مُفْسِدِ
وَمَنْ شَكَّ فَلْيَبْكِي عَلَى رَفْضِ دِينِهِ *** وَيَعْلَم أَنْ قَدْ جَاءَ يَومًا بِمَوْئِدِ
وَيَعْلَم أَنَّ الشَّكَّ يَنْفِي يَقِينَهَا = فَلا بُدَّ فِيهَا بِالْيَقِينِ الْمُؤَيَِّدِ
بِهَا قَلْبُهُ مُسْتَيْقِنًا جَاءَ ذِكْرُهُ = عَنِ السَّيْدِ الْمَعْصُومِ أَكْمَلِ مُرْشِدِ
وَلا تَنْفَعُ الْمَرْءَ الشَّهَادَةُ فَاعْلَمَنْ =إذَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَيْقِنًا ذَا تَجَرُّدِ
وَسَابِعُهَا الصِّدْقُ الْمُنَافِي لِضِدِّهِ = مِنَ الْكَذِبِ الدَّاعِي إلَى كُلِّ مُفْسِدِ
وَعَارِفُ مَعْنَاهَا إذَا كَانَ قَابِلاً =لَهَا عَامِلاً بِالْمُقْتَضَى فَهْوَ مُهْتَدِي
وَطَابَقَ فِيهَا قَلْبُهُ لِلَسَانِهِ= وَعَنْ وَاجِبَاتِ الدِّينِ لَمْ يَتَبَلَّدِ
وَمَنْ لَمْ تَقُمْ هَذِي الشُّرُوطُ جَمِيعُهُا = بِقَائِلِهَا يَوْمًا فَلَيْسَ عَلَى الْهدِي
إذَا تَمَّ هَذَا وَاسْتَقَرَّ فَإنَّمَا= حَقِيقَتُهُ الإسْلامُ فَاعْلَمْهُ تَرْشُدِ
وَإنَّ لَهُ فَاحْذَرْ هُدِيتَ نَوَاقِضًا = فَمَنْ جَاءَ مِنْهَا نَاقِضًا فَلْيُجَدِّدِ
فَقَدْ نَقَضَ الإسْلامَ وَارْتَدَّ وَاعْتَدَى = وَزَاغَ عَنِ السَّمْحَاءِ فَلْيَتَشَهَّدِ
فَمِنْ ذَاكَ شِرْكٌ فِي الْعِبَادَةِ نَاقِضٌ = كَذَبْحٍ لِغَيْرِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ
كَمَنَ كَانَ يَغْدُو لِلْقِبَابِ بِذَبْحِهِ = وَلِلْجِنِّ فِعْلَ الْمُشْرِكِ الْمُتَمَرِّدِ
وَجِاعِلٍ بَيْنَ اللهِ بَغْيًا وَبَيْنَهُ = وَسَائِطَ يَدْعُوهُمْ فَلَيْسَ بِمُهْتَدِي
وَيَطْلُبُ مِنْهُمْ بِالْخُضُوعِ شَفَاعَةً = إِلَى اللهِ وَالزُّلْفَى لَدَيْهِ وَيَجْتَدِي
وَثَالِثُهَا مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ لِكَافِرٍ = وَمَنْ كَانَ فِي تَكْفِيرِهِ ذَا تَرَدُّدِ
وَصَحَّحَ عَمْدًا مَذْهَبَ الْكُفْرِ وَالرَّدَى = وَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بِإجْمَاعِ مَنْ هُدِي
وَرَابِعُهَا فَالاِعْتِقَادُ بِأَنَّ مَا = سِوَى الْمُصْطَفَى الْهَادِي وَأَكْمَلُ مُرْشِدِ
لأَحْسَنُ حُكْمًا فِي الأُمُورِ جَمِيعِهَا = وَأَكْمَلُ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
كَحَالَةِ كَعْبٍ وَابْنِ أَخْطَبَ وَالَّذِي = عَلَى هَدْيِهِمْ مِنْ كُلِّ بَاغٍ وَمُعْتَدِي
كَمَنْ وَضَعُوا الْقَانُونَ زَعْمًا بِأَنَّهُ = أَتَمُّ وَأَوْفَى مِنْ هَدْيِ خَيْرِ مُرْشِدِ
فَفِي الشَّرْعِ قَتْلٌ بِالْحُدُودِ وَغَيْرهَا = وَبالْمَالُ فِي الْقَانُونِ زَجْرٌ لِمُفْسِدِ
وَبِالْحَبْسِ فِي قَانُونِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ = نَجَاةٌ مِنَ الْقَتْلِ الْمُزَبَّرِ لا الْحَدِ
فَتَبًّا لَهَاتِيكَ الْعُقُولِ وَمَا رَأَتْ = لَقَدْ عَزَلَتْ حُكْمَ الْكِتَابِ الْمُمَجَّدِ
وَقَدْ فَسَخَتْ حُكْمَ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ = وَأَصْحَابِهِ مِنْ كُلِّ هَادٍ وَمُهْتَدِي
وَخَامِسُهَا يَا صَاحِ مَنْ كَانَ مُبْغِضًا = لِشَيْءٍ أَتَى مِنْ هَدْيِ أَكْمَلِ سَيِّدِ
فَقَدْ صَارَ مُرْتَدًّا وَإنْ كَانَ عَامِلاً = بِمَا هُوَ ذَا بُغْضٌ لَهُ فَلْيُجَدِّدِ
وَذَلِكَ بِالإجْمَاعِ مِنْ كُلِّ مُهْتَدٍ = وَقَدْ جَاءَ نَصُّ ذِكْرِهِ فِي مُحَمَّدِ
وَسَادِسُهَا مَنْ كَانَ بِالدِّينِ هَازِئًاً = وَلَوْ بِعِقَابِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ
وَحُسْنِ ثَوَابِ اللهِ لِلْعَبْدِ فَلْتَكُنْ = عَلَى حَذَرٍ مِنْ ذَلِكَ الْقِيلِ تَرْشُدِ
وَقَدْ جَاءَ نَصٌّ فِي بَرَاءَةَ ذِكْره = فَرَاجِعْهُ فِيهَا عِنْدَ ذِكْرِ التَّهَدُّدِ
وَسَابِعُهَا مَنْ كَانَ لِلسِّحْرِ فَاعِلاً = كَذَلِكَ رَاضٍ فِعْلَهُ لَمْ يُفَنَّدِ
وَفِي سُورَةِ الزَّهْرَاءِ نَصٌّ مُصَرِّحٌ = بِتَكْفِيرِهِ فَاطْلُبْهُ مِنْ ذَاكَ تَهْتَدِي
وَمِنْهُ لَعَمْرِي الصَّرْفُ وَالْعَطْفُ فَاعْلَمَنْ *** أَخِي حُكْمَ هَذَا الْمُعْتَدِي الْمُتَمَرِّدِ
وَثَامِنُهَا وَهْيَ الْمُظَاهَرَةُ الَّتِي = يُعَانُ بِهَا الْكُفَّارُ مِنْ كُلِّ مُلْحِدِ
عَلَى الْمُسْلِمِينَ الطَّائِعِينَ لِرَبِّهِمْ = عِيَاذًا بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ كُلِّ مُفْسِدِ
وَمَنْ يَتَوَلَّى كَافِرًا فَهْوَ مِثْلُهُ =وَمِنْهُ بِلا شَكٍّ بِهِ أَوْ تَرَدُّدِ
كَمَا قَالَهُ الرَّحْمَنُ جَلَّ جَلالُهُ = وَجَاءَ عَنِ الْهَادِي النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
وَتَاسِعُهَا وَهْوَ اعْتِقَادٌ مُضَلِّلٌ = وَصَاحِبُهُ لا شَكَّ بِالْكُفْرِ مُرْتَدِي
كَمُعْتَقِدٍ أَنْ لَيْسَ حَقًّا وَوَاجِبَاً = عَلَيْهِ اتِّبَاعُ الْمُصْطَفَى خَيْرِ مُرْشِدِ
فَمَنْ يَعْتَقِدْ هَذَا الضَّلالَ وَأَنَّهُ = يَسَعْهُ الْخُرُوجُ عَنْ شَرِيعَةِ أَحْمَدِ
كَمَا كَانَ هَذَا فِي شَرِيعَةِ مَنْ خَلا = كَصَاحِبِ مُوسَى حَيْثُ لَمْ يَتَقَيَّدِ
هُوَ الْخَضِرُ الْمَخْصُوصُ فِي الْكَهْفِ ذِكْرُهُ = وَمُوسَى كَلِيمُ اللهِ فَافْهَمْ لِمْقَصِدِ
وَهَذَا اعْتِقَادٌ لِلْمَلاحِدَةِ الأُلَى = مَشَايِخ أَهْلِ الاِتِّحَادِ الْمُفَنَّدِ
كَنَحْوِ ابْنِ سِينَا وَابْنِ سَبْعِينَ وَالَّذِي = يُسَمَّى ابْنَ رُشْدِ الْحَفِيدِ الْمُلَدِّدِ
وَثَوْرٍ كَبِيرٍ فِي الضَّلالَةِ صَاحِب = الْفُصُوصِ وَمَنْ ضَاهَاهُمُ فِي التَّمَرُّدِ
وَإيَّاكَ أَنْ تَصْغَى لِقَوْلٍ مُفَنَّدٍ = يَرُوحُ بِهِ فِي النَّاسِ يَوْمًا وَيَغْتَدِي
أُنَاسٌ ذَوُو عِلْمٍ وَلَكِنْ دَهَاهُمُ = مِنَ الْجَهْلِ بِالْكُفَّارِ أَقْوَالُ مُعْتَدِي
يَقُولُونَ مُحْيِي الدِّينِ وَهْوَ مُمِيتُهُ = وَأَكْفَرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ كُلِّ مُلْحِدِ
وَمِنْ قِيلِهِمْ مَنْ كَانَ بِاللهِ عَارِفًا = فَتَبًّا لَهُ مِنْ زَائِغٍ ذِي تَمَرُّدِ
وَعَاشِرُهَا الإعْرَاضُ عَنْ دِينِ رَبِّنَا = فَمَنْ لَمْ يَتَعَلَّمْهُ لَيْسَ بِمُهْتَدِي
وَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ عَامِلاً = بِهِ فَهْوَ فِي كُفْرَانِهِ ذُو تَعَمُّدِ
وَلا فَرْقَ فِي هَذِي النَّوَاقِضِ كُلِّهَا = إذَا رُمْتَ أَنْ تَنْجُوَ وَلِلْحَقِّ تَهْتَدِي
سِوَى الْمُكْرَهِ الْمَضْهُودِ إنْ كَانَ قَدْ أَتَى = هُنَالِكَ بِالشَّرْطِ الأَطْيَدِ الْمُؤَكَّدِ
وَحَاذِرْ هَدَاكَ اللهُ مِنْ كُلِّ نَاقِضٍ = سِوَاهَا وَجَانِبْهَا جَمِيعًا لِتَهْتَدِي
وَكُنْ بَاذِلاً لِلْجِدِّ وَالْجُهْدِ طَالِبَاً = وَسَلْ رَبَّكَ التَّثْبِيتَ أَيّ مُوَحِّدِ
وَإيَّاهُ فَارْغَبْ فِي الْهِدَايَةِ لِلْهُدَى = لَعَلَّكَ أَنْ تَنْجُوَ مِنَ النَّارِ فِي غَدِ
وَصَلِّ إلَهِي مَا تَأَلَّقَ بَارِقٌ =وَمَا وَخَدَتْ قُودٌ بِمَوْرٍ مُعَبَّدِ
تَؤُمُّ إلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَمَا سَرَى = نَسِيمُ الصَّبَا أَوْ شَاقَ صَوْتُ الْمُغَرِّدِ
وَمَا لاحَ نَجْمٌ فِي دُجَى اللَّيْلِ طَافِح = وَمَا انْهَلَّ صَوْبٌ فِي عَوَالٍ وَوُهَّدِ
عَلَى السَّيِّدِ الْمَعْصُومِ أَفْضَلِ مُرْسَلٍ = وَأَكْرَمِ خَلْقِ اللهِ طُرًّا وَأَجْوَدِ
وَآلٍ وَأَصْحَابٍ وَمَنْ كَانَ تَابِعَاً = صَلاةً دَوَامًا فِي الرَّوَاحِ وَفِي الْغَدِ