المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا فتحتم النار على جامعة عدن؟


حد من الوادي
02-21-2007, 12:23 PM
لماذا فتحتم النار على جامعة عدن؟
نجيب محمد يابلي:
يقف الأكاديميون في جامعة عدن ومعهم الطيبون من أبناء المجتمع المدني على أطراف أصابعهم في مواجهة تداعيات حرب صيف 94 . رأيت بأم عيني شبح هذه التداعيات وهي تطل بقضها وقضيضها على جامعة عدن، ديوانا وكليات، مضمونا وتداعيات.

أفهم ويفهم غيري أن الإدارة عندنا قائمة على قاعدة «سمعا وطاعة يا مولاي» وهي إدارة متخلفة ساقت وتسوق البلاد إلى المراتب الدنيا في مؤشرات التنمية البشرية والفساد وغيرها من المؤشرات التي تصدر من منظمات دولية وإقليمية (خذ مثلا التقرير الاقتصادي العربي الموحد والبنك الدولي وغيرها)، وبسبب هذا التخلف ظلت الجامعات تعاني إرباكا في أدائها لسنوات طويلة ولم تتمكن من إرساء تقاليد أكاديمية رغم التراكم الكمي والكيفي لجامعتي عدن وصنعاء الذي تجاوز الـ 35 عاماً.

أفهم ويفهم غيري أن الإدارة عندنا لم ترتق بعد إلى مستوى يمكنها من «إدارة الأزمات»CRISIS MANAGEMENT ويقاس رقي الدول بامتلاكها تلك المزية ، وأفهم ويفهم غيري أن «الوقت» في هذه البلاد لا يحظى بأي اعتبار، حيث ترى مواطنين متكدسين عند باب هذا المسؤول أو ذاك لأنه «يوم المقابلات» فيفاجأ المساكين بأن المسؤول عنده اجتماع مع مسؤول أكبر منه، لأن المسؤول الكبير في هذه البلاد يوازي بقوته وأهميته شعبا بأسره، فالمجتمعات الراقية التي حققت وتائر عالية في النمو وأصبحت من مجتمعات الرفاه والرعاية لم يتحقق لها ذلك إلا لأنها اعتمدت في قاموسها مفردة «إدارة الوقت» TIME MANAGEMENT.

أفهم ويفهم غيري أن ظلما يطال هذا الموطن أو ذاك الموظف بمصادرة أرضه أو حقوقه في تسوية أوضاعه المالية والأكاديمية قبل إحالة ملفه إلى التأمينات وذلك لأننا في دولة أو سلطة غير مؤسسة أو بالعربي الفصيح أو المختصر المفيد «دولة اللانظام ..دولة اللاقانون.. دولة المزاج.. دولة الاستهداف..دولة مملكة الجعاشن».

لكن الذي لا أفهمه ولا يفهمه غيري أن مثل هذا الإجراء التسعفي ينال ويطال أعضاء الهيئة التدريسية والهيئة المساعدة بجامعة عدن وجلهم وإن لم يكونوا كلهم قامات أكاديمية وعلمية قدمت ومازالت تقدم للوطن عصارة خبراتها وقراءاتها النوعية لأجيال بعد أجيال وتشهد لهم إصداراتهم من الكتب والبحوث العلمية في مجالات شتى ولماذا جامعة عدن بالذات؟

الذي لا أفهمه ولا يفهمه غيري أن نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة صنعاء هددت بتصعيد الاحتجاجات ضد محاولة إدارة جامعة عدن إحالة 140 أستاذا جامعيا إلى التقاعد وجاء هذا الموقف على لسان الأخ د. عبدالله فارع العزعزي المسؤول الإعلامي والثقافي بنقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء وهو موقف يستحق منا كل الاحترام.

لطالما مس هذا القرار التعسفي التمييزي جامعة عدن فبوسعي أن أجزم بالقول:«إنها تداعيات حرب صيف 1994م» لكني متفائل بأن المجتمع المدني الذي اعتصم لمدة عشرة أيام وانتقل بعد ذلك إلى القضاء سينتصر حتما على تلك التداعيات في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم.

حد من الوادي
02-21-2007, 12:26 PM
اسكو برابر كيسه سندي!
سعيد عولقي:
المعاملة التي يلقاها قطيع المسافرين على طيران اليمنية لا تقل كثيراً عن المعاملة التي يلاقيها قطيع البهائم من كباش وتيوس وغنم وبرابر بصفة عامة.. معناته أنه اسكو برابر كيسه سندي.. ليكن مقدر مش بيدي.. وهذا بيت من الشعر التيوسي قاله الأخ حسن فرور كبير الجسة حقنا أثناء استقبال قطيع من الوافدين إلى عدن عبر مطارها الدولي- أو الذي كان دولياً- وعندما نقول قطيع فنحن لا نحقر من شأن الناس فكلنا بهائم ربنا ومخلوقاته ولكن الذي يحقر من آدمية المسافر هي الشركة اليمنية للطيران والاسكو برابر كيسه لأنه معاملتها للمسافرين - إلا لمن كان عاصر شنبه ولابس جنبيته ومشدته مزركشة ومشقره أخضر وحراسته سامرة ونجمته لاصية - معاملة مش تمام.. بالكل مش تمام.

من ساعة ما يبدأ الناوي على السفر باليمنية وهو يتلطم من مكان إلى مكان إلى أن يستقر يوم السفر على موعد معلوم وفي أغلب الأوقات لا يكون هذا الموعد مضبوط إلا إذا كان الواحد حظه من السماء.. وكثيراً ما حدثت شرشحة للمسافرين من بيوتهم أو من حيث يقيمون إلى المطار والعودة إلى أن يتم ضبط الوقت الحقيقي والنهائي للإقلاع بالفكس دي برفكس مثلما هو في الاسكو برابر كيسه عند حسن فرور.. القضية وما فيها ياناس الله أنه هذي الشركة بعكس كل شرايك الطيران في الدنيا تتعامل مع الزبائن وكأنهم بس هم اللي محتاجين لها وهي مش محتاجة لهم ولفلوسهم لهذا يجيء مبدأ التعامل معهم وكأنهم بهائم باستثناء القلة التي أشرنا إليها أعلاه حسب الشنب المعصور والجنبية والمشقر الأخضر.

طيب.. إذا قلنا للمواطن بهذي البلاد.. وانته يا مواطن بهذي البلاد أيش اكلفك تسافر مع هذي الشركة إذا كانت شركة جعاثة زيما تقول وتلعب على الزبائن شوطح يا مسلماني؟ يقول لك: لأنه هي هذي الشركة الحكومية الوحيدة المسموح لك بالسفر فيها إذا كنت من خارج صنعاء.. أما إذا كنت من سكان صنعاء الحبيبة أو إذا سافرت إليها فمن هناك يمكن أن تسافر على أي خطوط للطيران غير اليمنية و أن تتحرر بعض الشيء من القيود الكباشية البرابرية.. وبالتالي يفتهم لنا أن قبضة الهيمنة والاستبداد والاستحمار والاستحمار الجديد تكون أشد وطأة على الذين لا يملكون الخيار البديل وهم أولئك الذين ينطلقون للسفر من أي مطار غير مطار صنعاء الدولي.. هذولا لا يقدرون أن يركبوا سوى طيارات «اليمنية» أو بالأصح أنها هي التي تركبهم على مزاجها وفي الوقت الذي تحدده أكثر من مرة.

في كمان واحد شيء ثاني هو أنه المغتربين أبو يمن الذين يأتون لزيارة الوطن الحبيب فوق أنهم يدفعون دم قلبهم بالعملات الصعبة لركوب طيران اليمنية إلا أنها فوق هذا وذاك تمارس عليهم نفس الشوطح يا مسلماني وتتبق عليهن بيت الشعر تبع حسن فرور حق الاسكو برابر كيسه سندي.. مع أنه الله سبحانه وتعالى أعطاهم سمع وبصر وحرية اختيار.. ليكن أيش تقول إذا كان ابن آدم أسود رأس.. يقول عوض ماطر من أبناء محافظة لحج وهو من العائدين على الخطوط اليمنية المباركة المشاركة المواركة أنهم هنوك حيثما كان في البلاد اللي اغترب إليها هب إلى مكتب طيران اليمنية وقطع تكت السفر إلى الوطن الحبيب ودفع الفلوس الذي طلبوها منه مثلما هو محدد ومقرر على كل الناس.. هيا يوم السفر شل نفسه وساني إلى المطار هو وعفشه وما حمل حمله.. وهنوك سأل ودلوه أهل الخير على الحفيص حق اليمنية.. هو مش حفيص زيما تقول يعني بمعنى حفيص، وإنما هكذا زيما يقولوا بالأنجريزي «كونتر» وجنبه ميزان.. المهم المكان فخم والموظف مهندم زيما تقول كذا في غاية الهندمة.. وقف حسب الأصول في الطابور ولما أجا دوره سلم أوراقه فقام الموظف بفحص الأوراق كلها.. وضرب على حروف الكمبيوتر للتأكد ثم قال لبن ماطر: «الحجز حقك مش مؤكد!» كيف يعني؟ أشار إلى أحد مساعديه لكي يفهمه على جنب حتى لا يتعطل الخلق في طابورهم.

قال المساعد لماطر:«كيف تجي المطار وأنته الحجز حقك مش مؤكد؟» سأل ماطر:«كيف يعني مش مؤكد؟ وأنا قطعت التكت وسلمت الفلوس هنوك في الحفيص.. وقالوا ان السفر بتاريخ اليوم زي هذي الساعة وجيت حسب الأصول!» قال المساعد: «الأصول انك تراجع المكتب قبل السفر بأربع وعشرين ساعة منشان يكون السفر مؤكد يعني أوكي!» سأل ماطر:«وذلحين كيف البصر؟» قال المساعد:«ذلحين حسب علمي انه الرحلات كلها محجوزة هذا الشهر كله.. ما معك إلا تشل نفسك وترجع إلا..إلا إذا.. إلا!» قال ماطر:«إلا إذا شوه؟ اتكلم!» اقترب منه المساعد وهمس في أذنه وبعد أخذ ورد وهزوز رأس وحلفان يمين.. خرج ماطر فلوس من جيبه ومدها للمساعد الذي تأكد منها تماماً وقال له:«خلاص مشكلتك محلولة.. طلع العفش فوق الميزان!».

وقال ماطر في آخر الكلام وهو يروي لنا حكايته انه سلم حوالي ربع قيمة التكت رشوة على الفاضي لأن الطيارة تحركت بنص عدد الركاب لأنه ما كانش في مسافرين غيرهم.