المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وتقرير الأمن القومي فضيحة، وصعدة لن تهدأ بالقوة


حد من الوادي
03-10-2007, 10:07 PM
10/03/2007
د. عبد الله الفقيه لـ''نيوزيمن'': هناك توجه في المؤتمر الشعبي يخدم البلاد، وتقرير الأمن القومي فضيحة، وصعدة لن تهدأ بالقوة
خاص، نيوزيمن:

له توصيفه الخاص لما يجري في صعدة.. يرى أن سر صمود الحوثيين الطويل يكمن في المعالجات السلطوية الخاطئة لهذه القضية ويدين قيام جماعة الحوثي برفع السلاح في وجه الدولة.. طالب بإصلاح النظام الانتخابي ويعتقد أن الانتخابات أضعفت الرئيس وجعلته غير قادر على مواجهة الاختلالات وإخضاع أشخاص مثل الشيخ الفاشق والمنصور لسلطة القانون.. متشائم إلى حد بعيد من صورة المستقبل التي تتخلق في رحم المضارع.. لكنه لا يفتأ يعول على المشترك في إحداث التغيير المطلوب.. النتائج التي تمخض عنها المؤتمر العام الرابع للإصلاح نالت قبوله، وأخمدت هواجس ومخاوف كانت تعتمل في صدره.. هذا ما أوضحه أستاذ العلوم السياسية الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الله الفقيه في ثنايا الحوار التالي:


حوار: خالد العـلـواني

د. عبد الله بداية نشكركم على هذه الفرصة ونود أن نتعرف على قراءتكم للنتائج التي خلص إليها مؤتمر عام الإصلاح الرابع؟
-أعتقد أنه حقق العديد من الانجازات، والإنجاز الكبير أنه انعقد في موعده المحدد قبل أن يحدث فراغ في قيادة الحزب، رغم أن ظروف الانعقاد لم تكن سهلة فالبلاد تعيش حالة حرب، كما أنه استطاع إعادة ترتيب البيت الداخلي بطريقة تقوي وتعزز من قدرته على المعارضة، وظهر اتجاه داخل المؤتمر نحو تعزيز العلاقة بالمشترك، وهذا توجه يخدم البلاد، ويخدم الوحدة الوطنية ويبعث على الأمل في المستقبل.
*على أي أساس حكمت أن الإصلاح رتب نفسه بشكل يعزز المعارضة؟
-قوى المعارضة لأنه حافظ على الشخصيات التي لها موقف واضح من المشترك أو كان لها دور كبير في ظهور مبادرة اللقاء المشترك، وفي إنزال مرشح واحد باسم المشترك للمنافسة في الانتخابات الرئاسية، فهذه الشخصيات حافظت على مواقعها وفي مقدمتها الأمين العام الذي أصبح الآن نائباً لرئيس الهيئة العليا، وكذلك الأمين العام المساعد الذي أصبح أميناً عاماً، الاقتصاد اليمني في وضع صعب، والسلطة مستمرة في المغامرة

فبقاء هذه الشخصيات يبعث على الأمل بأن خط الإصلاح المتضامن مع المشترك لا زال حاضراً وبقوة.
*نفهم من كلامك أن القناعة بالمشترك موجودة في مستوى القيادات العليا وأنها إلى اليوم لم تتحول إلى قناعة جمعية داخل أحزاب المشترك؟
-أنا من ضمن النقاط التي آخذها على المشترك هي أنهم لم ينتقلوا بعد بهذا التحالف وهذا التفاهم من إطار القيادات إلى القواعد، وعلى أساس أن يكون برنامج عمل المرحلة القادمة، هو تقوية أطر المشترك على مستوى القاعدة، على مستوى المحافظات والمديريات والمراكز الانتخابية كلنا نعرف أن العلاقة بين القيادات والتفاهم والتحالف لم يصل بعد إلى القواعد بالشكل المطلوب، ما زال هناك قصور في هذا الجانب.
*من خلال متابعتكم لمؤتمر عام الإصلاح وما تمخض عنه.. برأيكم إلى أين تتجه بوصلة الإصلاح؟


-أعتقد أن الإصلاح يتجه إلى تعزيز مؤسساته والسلطات داخله بشكل أفضل من السابق، فكما هو واضح هناك نوع من التناغم والتماسك بين القيادات أفضل بكثير من السابق، فخروج الأستاذ محمد قحطان من الدائرة السياسية، والشيخ/ عبد المجيد الزنداني من رئاسة مجلس الشورى أعطى نوعاً من التفاهم والتناغم والانسجام بدرجة أكبر.
*أنت كمراقب ومحلل سياسي.. ما الأشياء التي لم ترض عنها فيما يتعلق بفعاليات المؤتمر والنتائج التي خرج بها؟
-في الحقيقة تنازعني عاطفتان: عاطفة التغيير، وعاطفة الخوف على المعارضة من أن يؤدي التغيير داخل أكبر أحزاب المعارضة إلى كسر ظهر المعارضة، أو إضعافها في مواجهة السلطة.

*لماذا هذا الخوف؟
-الخوف أنه عندما تصعد وجوه جديدة إلى مواقع متقدمة، ولا يكون لديها الخبرة السياسية الكافية في التعامل، فإنها قد تقع في أخطاء، وقد تكون فريسة سهلة للسلطة، والأحزاب اليمنية بشكل عام –للأسف الشديد- لم تعد الصف الثاني إعداداً قيادياً من وقت مبكر.داخل الحزب الحاكم صراع أعاق تشكيل الحكومة ولم يحسم حتى الآن
*وأين موقع المعارضة في رأيكم؟
-أعتقد أن المعارضة ما زالت في المقدمة رغم كل أخطائها إلا أنها ما زالت أمام الشعب، والدليل المبادرة التي خرجوا بها والتي برهنت على أنهم فعلاً في تفكيرهم وفي تشخيصهم لأوضاع البلاد في المقدمة ربما لا يفصلهم مسافة كبيرة عن الشعب لأن الوعي الآن كبير.
*كيف ترون مستقبل اللقاء المشترك؟
-مستقبل اللقاء المشترك يتحدد على ضوء الخيارات التي يقوم بها القادة داخل اللقاء المشترك، أنا متفائل لأن هناك ناس لديهم النية الصادقة والرغبة في تغيير الوضع، ما ينقصهم ربما هو الأفكار وما عليهم في هذه الحالة إلا الانفتاح على الشعب اليمني والاستماع إلى مختلف التيارات واستخلاص المفيد منها.الإصلاح أعاد ترتيب البيت الداخلي بما يعزز أداءه في المعارضة


*يعني الشعب منبع الأفكار؟
-أقصد النخب، الفئات المثقفة، الناس الذين لديهم تصورات ورؤى، وأنا شخصياً طرحت الكثير من الأفكار في مقالاتي عن اللقاء المشترك، وناس كثير حاوروهم وطرحوا عليهم تصورات.
*ما خلاصة الأفكار التي طرحتها أو ضمنتها كتاباتك؟
-أنا مع تقوية اللقاء المشترك والانتقال به إلى مرحلة متقدمة من الناحية المؤسسية، ومن ناحية الأنشطة.
*وكيف يكون ذلك؟
-أعتقد أنه يجب توسيع قطر اللقاء المشترك واستيعاب كافة القوى الوطنية بغض النظر عن توجهاتها، وألاّ يقتصر اللقاء المشترك على القوى الموجودة الآن، بل يضم قوى أخرى مثل المستقلين حتى فعلاً تتعزز قدرته، لأن المواضيع التي يتم النضال من أجلها هي موضوعات مشتركة بين كل اليمنيين فلا يوجد شيء مختلف حوله، نحن كلنا نريد ديمقراطية نريد انتخابات حرة، ونريد إعلاماً حراً، نحن متفقون على كل هذه الأفكار، برغم الاختلافات الأخرى، لكن اللقاء المشترك هو في الأخير أجندة وطنية تهم كل الناس.
*د. عبد الله، اللقاء المشترك دائماً يقول: نحن نمد أيدينا لكل من يريد الاصطفاف الوطني معنا؟
-يا أخي مد اليد شيء، وإيجاد الأطر المؤسسية شيء آخر، بمعنى أن يصبح الناس شركاء لا مستشارين.
*وما الآليات الكفيلة بالانتقال إلى الشراكة؟


-توسيع هيئات اللقاء المشترك، إيجاد هيئات استشارية موسعة تضم –مثلاً- الوجاهات الاجتماعية، تضم أساتذة الجامعة، بتشكيل لجان مختلفة من كل القوى الوطنية التي لها مصلحة في هذا الموضوع أو التي تؤمن فعلاً بهذه القضايا الوطنية، هذه هي الخطوات التي يمكن أن تتخذ.
*ألا يقتضي هذا التوسع –في اعتقادكم- وجود فكرة يتم التمحور حولها؟
-الفكرة موجودة وهي المبادرة، هي فكرة الانتقال بالبلاد من الاستبداد إلى الديمقراطية، ومن حكم الفرد إلى حكم الشعب، فالانفتاح بالتأكيد يكون على أساس التمحور على القضايا الجوهرية والأساسية، لأنه في القضايا الأخرى الناس مختلفين، وهذا اختلاف طبيعي، لكن المرحلة ليست مرحلة الخلاف حول هذه الأشياء، ولكنها مرحلة الخلاف حول الاستئثار بالسلطة والاستبداد بها وأعتقد أن هناك اتفاق وطني حول هذه الموضوعات.
*كنت قد تحدثت قبل الانتخابات عن وجود عدد من الأوراق التي يمكن للمشترك أن يلعبها.. فهل لا يزال اليوم لدى المشترك شيء من هذه الأوراق؟


-كان بيد المشترك ورقة قوية وهي ورقة عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات وهي في الواقع ورقة ضغط، لأنه لا يمكن أن تستمر البلاد في ظل عدم اعتراف نسبة كبيرة من الناس بشرعية الانتخابات لكن على الأقل كانت هذه الورقة ستمكن اللقاء المشترك كأدنى حد من الدفاع عن قواعده وعن أعضائه الذين أدخلوا السجون وعن المدرسين الذين تم فصلهم وعن الناس الذين تعرضوا لأنواع مختلفة من التعسف لكن اللقاء المشترك لم يلعبها.
*لماذا؟
-لأنه لأول مرة تحدث في اليمن انتخابات تنافسية، ولا يوجد تجربة ولا توجد قدرة للتعلم من تجارب الآخرين لأن هذه مسألة تحتاج إلى إمكانيات وتحتاج إلى دراسات وتحتاج إلى تهيئة مسبقة، أضف إلى ذلك أن المشترك دخل الانتخابات بدون خطة مسبقة. وكانت مفاجئة بالنسبة له، لأنه لم يعرف أنه سينافس إلا قبلها بأسبوع أو أسبوعين، وكان هذا هو الشيء السليم.المعارضة لا تزال في المقدمة رغم أخطائها



*تقصد انحياز المشترك لمنهج السلامة أم تغليب للمصلحة الوطنية؟
-كما ذكرت قبل الانتخابات كانت مصلحة البلاد تقتضي أن يتم حسم الانتخابات الرئاسية بالتوافق، لأن وضع البلاد لا يحتمل التنافس على منصب رئيس الجمهورية في ظل الظروف الحالية، في ظل وجود شخص لن يخرج من السلطة مهما فعلت، وعلى كل تمت الانتخابات وكان لها إيجابيات وكان لها سلبيات والخوف الآن من انسحاب السلبيات على مستقبل الحياة السياسية في البلاد.
*أبرز الايجابيات ؟
-أخرجت منصب رئيس الجمهورية من إطار التوافق إلى إطار التنافس، ورفعت وعي الشعب اليمني بشكل كبير، وأوجدت حراكاً حتى داخل الحزب الحاكم حول قضايا وطنية كثيرة، ووضعت الحزب الحاكم في موقف صعب بحيث غدا مطالباً بتنفيذ برنامجه ووعوده الانتخابية، وصار هذا البرنامج اليوم أساساً لمحاسبته سواء من قبل المعارضة أو من قبل المجتمع الدولي.
*ما منبع الصعوبة إذا كان المؤتمر قادراً على تنفيذ وعوده الانتخابية؟
-لا أعتقد أنه قادر على تنفيذ وعوده، لأنه لو كان قادراً على تنفيذ وعوده ما كنا بحاجة إلى معارضة ولا بحاجة إلى صحف ولا بحاجة إلى أن نتجشم عناء الحياة السياسية والعمل السياسي.*


لكن ألا يعد الحكم المسبق بعجز المؤتمر تجنياً عليه؟
-النتائج تعرف بالمقدمات، فقد مر منذ الانتخابات إلى اليوم حوالي ستة أشهر ولم يحدث شيء حتى الآن.
*ستة أشهر تعتبر فترة وجيزة في عمر الحكومات؟
-إذا لم تعمل شيئاً في ستة أشهر فقد لا تعمل شيئاً في ست سنوات، هذا شيء، والشيء الآخر أن أي إصلاحات سيترتب عليها تكلفة بالنسبة للأشخاص الذين في السلطة، فهل لديهم الاستعداد لتحمل هذه التكلفة، أتمنى ذلك، وهم في الحقيقة سيتحملونها على أي حال، برضاهم اليوم أو عندما يفشلون ويجدون أنفسهم مقصرين في حق الشعب بعدم تنفيذ الوعود التي قطعوها على أنفسهم.
*أعربت عن مخاوفك في أن تنسحب سلبيات الانتخابات على مستقبل العملية السياسية.. ما هذه السلبيات التي تخشى من تمدد رقعتها؟
-أعتقد أن أهم نقطة هي أن الانتخابات الرئاسية أضعفت الرئيس في مواجهة حزبه وفي مواجهة مراكز القوى داخل البلد، وحتى في مواجهة مؤسسات الدولة، فالانتخابات بما خلفته من دعاية ومن حراك أضعفت الرئيس تماماً أمام مراكز القوى داخل الحزب.


*بدليل؟
-بدليل أن الرئيس لم يستطع حتى الآن تشكيل حكومة، وأنت تعرف أنهم أعلنوا عن تشكيل حكومة ولم يحدث ذلك.الانتخابات أضعفت الرئيس أمام حزبه وأمام القوى المتنفذة داخل البلاد


*لم لا يكون هذا الإعلان من باب جس النبض والتسريبات الإعلامية؟
-جس النبض يتم بشائعات وليس بإعلان قيادي حزبي وعلى موقع الحزب الحاكم وفي الوسائل الإعلامية أنه سيغير الحكومة.
*وهل يحمل هذا التصريح ثم التراجع عنه دلالات معينة؟
-أعتقد أن الدلالة هي وجود صراع داخل السلطة أو في إطار الحزب الحاكم حول الكثير من القضايا، وهذا الصراع لم يحسم حتى الآن.
*د. عبد الله، إضعاف الرئيس –حسب قولك- ألم يكن جزءاً من برنامج الإصلاح السياسي الذي يطالب بالتحول من النظام الفردي إلى النظام المؤسسي؟
-المشكلة أن الانتخابات أضعفت الرئيس كرئيس للجمهورية ولم تضعفه كشخص خلفه جيش، أضعفته كشخص يتولى قيادة البلاد، لكنها لم تضعفه كشخص يجمع بين يديه كل الموارد والسلطات داخل البلاد، وهذه إشكالية كبيرة بالنسبة للبلاد، فالرئيس اليوم كشخص يمتلك الكثير من القدرات في مواجهة الشعب اليمني لكنه كرئيس يعاني من نقاط ضعف، أنا أقصد في مواجهة الدستور وفي مواجهة القوانين بإمكان باجمال اليوم أن يقول الحكومة حقي لأنه أمين عام الحزب الحاكم وفي كل الدول الديمقراطية أمين عام الحزب الحاكم هو رئيس الوزراء تلقائياً.

*يعني التقصير يعود إلى طريقة بناء الأحزاب للكوادر؟
-بالتأكيد، يستوي في هذه السلطة والمعارضة، لم يتم تأهيل الصف الثاني بحيث أنهم يتولوا المسؤولية بنفس الفعالية ونفس الكفاءة التي يعمل بها الصف الأول، ومشكلة الأبوية السياسية عندنا في اليمن ظاهرة –للأسف- ثقافية ومتجذرة في تاريخنا وتحتاج إلى تغيير ثقافي واسع حتى نتخلص منها.
*كيف تنظر إلى خطوة تكليف المؤتمر العام للهيئة العليا بإعداد مشروع تعديل شامل لنظم ولوائح الإصلاح؟
-أعتقد أن هذه خطوة صحيحة كان ينبغي أن يتم أخذها في الدورة الثانية من المؤتمر العام الثالث، لكن حدوثها الآن يمثل خطوة جيدة، أعتقد أن الإصلاح بحاجة إلى توسيع صفوفه القيادية الأولى، إيجاد مواقع جديدة، إيجاد هياكل وتوسيع الأطر القيادية وتوسيع المجال للناشطين في الإصلاح بأن يعملوا وأن يتدربوا.


*برأيكم إلى أي مدى وفق الإصلاح في تحديد أولوياته؟

-نستطيع القول أن الإصلاح وفق إلى حد كبير في تحديد أولوياته بدليل أنه أكد على أهمية استكمال بنية اللقاء المشترك، وأهمية استكمال بنية الإصلاح وتنظيمه الداخلي وإحداث التحولات التي تتواكب مع المرحلة، باعتبار أن الإصلاح حزب عمره 16سنة وبعض الوثائق لم تراجع بالشكل الكافي حتى الآن، كذلك هناك تأكيد على مسألة الانتخابات القادمة وحريتها، فالكل متفق على أنه لا انتخابات حرة وعادلة في ظل النظام الانتخابي القائم، وأنا لا أقصد بالنظام الانتخابي القائم قانون الانتخابات، وإنما أقصد القانون بشكل عام، يجب إعادة النظر فيه، اللجنة العليا ينبغي إعادة النظر فيها وفي تشكيلها وفي كيفية تعيينها، فلا يعقل أن أتنافس أنا وعلي عبد الله صالح وفي نفس الوقت يكون هو الذي يختار أعضاء للجنة العليا للانتخابات، وقد اتضح في الانتخابات الأخيرة أنه لا يمكن المراهنة على استقلالية أعضاء اللجنة ما دام أنك تنافس رأس السلطة.


*هل هناك معايير معينة لقياس مدى نجاح العمل السياسي، أو نجاح حزب ما في أدائه السياسي؟
-أولاً ينبغي علينا أن ندرك أننا نعيش في بيئة معينة وواقع معين نحن جزء من الشعب اليمني والحركة السياسية سواء للسلطة أو للمعارضة هي جزء من هذا الشعب ومن ثقافته، ومن تقاليده ومن حركته السياسية بشكل عام، والخطر على المعارضة هو أن تكون خلف الشعب، وعلى السلطة كذلك.. ونجاح العمل السياسي
هو في الأفكار الجديدة، بقدرة القيادة على تقديم أشياء جديدة وحلول للمشاكل، وتقديم بدائل، وهذه أشياء تكتسب من دراسة التجارب المماثلة في الدول الأخرى.

يتبع

حد من الوادي
03-10-2007, 10:21 PM
*هل نستشف من كلامك أن باجمال هو من حال دون تشكيل حكومي جديد؟
-بالتأكيد، فإبطال تشكيل الحكومة يعني أن باجمال وربما قطاع واسع داخل المؤتمر أو ربما شخصيات قيادية كثيرة اعترضت على التشكيل، أو على تغيير رئيس الحكومة.. الصراع داخل الحزب الحاكم واضح، إذا تتبعت صحفهم ومواقعهم ستدرك أن المؤتمر يتكلم بأكثر من صوت.

*لماذا لا يكون هذا التعدد في الأصوات دليل حيوية؟
-لا أعتقد أنه نوع من الحيوية لأنه في الأخير إذا كان الخلاف حول تشكيل حكومة، وأنت بحاجة إلى إعادة تشكيل الحكومة حتى أنك تبدأ في تنفيذ إصلاحات شاملة فهذه إشكالية، فالخلاف الآن حول الإصلاحات، حول الأشياء الأساسية التي ينبغي أن ينفذوها، الخلاف في جزء من أبعاده خلاف حول تنفيذ برنامج الرئيس طالما وأنت بحاجة إلى أن تعيد الهيكلة أو تغير في القيادات حتى تبدأ في التنفيذ، فأصبح الخلاف هذا عائقاً للحركة والعمل.
*تتحدث عن الأخ باجمال وكأنه يمثل مركز قوة داخل المؤتمر في حين أنه جرى حديث واسع أثناء وبعد مؤتمر المؤتمر أن الرئيس هو من فرض باجمال لشغل هذا المنصب؟

-أعتقد أن قواعد اللعبة تغيرت الآن، لأنه في الانتخابات الأخيرة الرئيس نزل ومعه الكثير من القيادات التي نزلت كشريك له وليست تابع، فبالتالي الانتخابات خلقت نوعاً جديداً من التفكير داخل الحزب الحاكم، وهو أنه صار هناك كثير من القيادات تعتقد أنها شريك للرئيس بما حدث في سبتمبر 2006م، ولن يستطيع الرئيس من اليوم فصاعداً أن يتخذ قرارات استراتيجية مثل تشكيل حكومة جديدة أو اختيار رئيس وزراء بدون أن يشاور اللجنة العامة على الأقل.المستقبل يحتاج رئيس وزراء يكون شريكاً لا موظفاً لدى الرئيس


*حرب في صعدة، وحرب بين سنحان وآل عواض، وحديث عن وجود جثث ومقابر جماعية.. ما سر هذا التداعي الخطير؟
-أعتقد أن هذه الحوادث تعد هي الأخرى جزءاً من نتائج الحراك الذي حدث أثناء الانتخابات، والخوف هو أن يتسع نطاق هذه الأحداث ويضعف النظام أكثر فأكثر، والسر في وجود هذه الأحداث كلها هو ضعف النظام العام، أو ضعف لدى الدولة وبالتالي فالشيخ الفاشق يمكن يعمل أي شيء والشيخ/ محمد أحمد منصور ممكن يعمل أي شيء، ونقرأ اليوم في وكالات الأنباء الدولية عن محمد أحمد منصور كما لو كان زعيم حرب في جنوب الصومال وليس عبارة عن مواطن داخل الجمهورية اليمنية، وأعتقد أن الوضع من هذه الناحية مقلق.. ضعف النظام العام أو ضعف قدرة الدولة على الحسم، أو عدم قدرة الرئيس على إخضاع هؤلاء الناس للقانون لكونهم شركاءه في السلطة أمر يبعث على القلق؟

*هل الانتخابات سيئة إلى هذا الحد بحيث أنها تخلق وتتسبب في كل هذه الأوضاع؟
-طبيعي، لأن الانتخابات كانت عبارة عن دعاية وأنت في أثناء هذه الانتخابات تخرج عيوب وأخطاء الطرف المنافس لك، وأعتقد أن خروج أخطاء الرئيس وعيوبه، والنقد الذي تعرضت له سياساته قد أفقده جزءاً كبيراً من الشرعية في عيون أصحابه والملتفين حوله.
*أليس هذا جزء من هدف الدعاية الانتخابية في كل الدول الديمقراطية؟
-هو جزء من هدف الدعاية، لكن السؤال هو هل يحتمل وضعنا السياسي في اليمن أننا نتنافس على كرسي الرئاسة.*

وما المانع من ذلك؟
-لأن السلطة عندنا –كما تعرف- مركبة بطريقة معينة، فالرئيس وأصحابه يمسكون بكل مفاصل الدولة ويعتقدوا أن الشعب اليمني بأكمله عبارة عن ناس وظيفتهم التصفيق لهم.
*لكن الحزب الحاكم أعلن في أكثر من مناسبة أنه استكمل البناء المؤسسي للدولة؟
-المستقبل في الأخير هو الذي سيحسم، إذا استطاع المؤتمر أن ينفذ ولو حتى 40% من وعوده في برنامجه الانتخابي، فسيكون هذا إنجازاً كبيراً له، لكن كما قلت لك الزمان يمر، والظروف تزداد سوءاً، ونحن اليوم نعيش حالة حرب والبلاد لا تحتمل مثل هذه الحرب لأنها تضعفها أكثر فأكثر، والمستثمرون بقراءتهم للأخبار والأنباء القادمة من اليمن لن يأتوا، والمانحون لن يبدؤوا في تقديم دعمهم طالما وأنت عاجز عن تشكيل حكومة وطالما أنت مشغول بالحرب، ما يجعل مستقبل اليمن مخيفاً، مالم يتخذ الحزب الحاكم فعلاً خطوات جادة لإصلاح البلاد ومحاربة الفساد، فالفساد هو عدو الحزب الحاكم رقم واحد.

*ما الخطوات التي يتوجب على الحزب الحاكم القيام بها في سبيل تغيير هذه الصورة القاتمة ومؤشرات المستقبل المخيف كما قلت؟
-أول خطوة هي اختيار رئيس وزراء يثق به الشعب، رئيس وزراء لديه رؤية اقتصادية، رئيس وزراء مستقل وليس تابع، رئيس وزراء شريك في السلطة وليس موظفاً لدى رأس السلطة.
*لكنك قلت إن استشعار قيادة المؤتمر بأنهم شركاء للرئيس، أمر أضعف الرئيس.. فلماذا تدعو إذاً للشراكة في السلطة؟
-أكيد تلك الشراكة أضعفته، لكن أنا الآن أتحدث عن شراكة ربط كل شيء بالرئيس يجعل البلد معرضاً للانهيار في أي لحظة


دستورية وقانونية، أتكلم عن رئيس وزراء لا يستمد اختصاصه من الرئيس ولا من حزب حاكم، وإنما يستمد اختصاصاته، من الدستور ومن القانون ومن رؤيته الاستراتيجية لإصلاح البلاد، أنا لا أتكلم عن أن يكون رئيس وزراء يعمل ما يشاء، لا، أنا أتكلم عن رئيس وزراء يفهم العملية السياسية، ويفهم أين الفاعلون السياسيون ويحشد الدعم لسياساته، لا أن يكون رئيس وزراء يتخذ قراراته اليوم لينقضها الرئيس غدا، كما حدث مع باجمال في أكثر من مناسبة.
*والخطوة الثانية؟
-الخطوة الثانية وهذه خطوة بدونها لن يصلح أي شيء- وهي أن يتم تعيين كبار المسؤولين في الدولة وفقاً للكفاءة، وليس وفقاً للقرابة والمصاهرة والحزبية والمناطقية والمذهبية، وغيرها من المعايير التي طبقت خلال أربعين سنة في تاريخ اليمن، لن يصلح حال البلاد ما لم يتم اختيار الناس للمناصب وفقاً لكفاءاتهم وقدراتهم، وهذا هو مبدأ المواطنة المتساوية، وما لم يتم إعمال هذا المبدأ فإن اليمن تظل في خطر،لا يمكن أن تعطى مناصب الدولة كلها لأصحاب سنحان، الشعب اليمني لن يقبل في الأخير.
*المشكلة أن معيار الكفاءة يمكن أن يتعدد ويختلف من شخص لآخر؟


-يبقى الشعب هو الحكم فمن يرضى عنه وعن كفاءته وقدراته فليعين، لا أن يعين الشخص الذي لا قاعدة له ولا يريده أحد، هذه هي القاعدة.
*د. عبد الله من يتابع كتاباتك وحواراتك يرى أنك معارض أكثر من المعارضة فيما أنت تقول أنك مستقل كيف نفهم ذلك؟
-أعتقد أنني أحاول تقديم رؤى للسلطة والمعارضة على حد سواء أنا أعتبر نفسي مستقلاً لأني لست طالب سلطة، لا أريد أن أتعين وزيراً ، ولا أطمح أن أصل إلى السلطة بأي طريقة، فلذلك معارضتي تختلف عن معارضة شخص آخر داخل حزب، الأحزاب متهمة بأنها تعارض لأنها تريد الوصول إلى السلطة، لكن الفرد يعارض لأنه يريد إصلاح البلاد، أنا أعتقد أني أعارض لأن لدي رغبة في أن تصلح أحوال البلاد بغض النظر عنمن يحكم.
*يعني أنت معارض لكن بنكهة خاصة؟

-أنا لا أريد أن أدعي شيئاً قد لا ينطبق، لكن أنا أعتبر نفسي مصلح، داعية إصلاح أكثر من كوني معارض، وأعتقد أنك لو تابعت خطابي ستجد أنني لا أتحرج في نقد المعارضة، وإن كنت أخاف عندما أنقد المعارضة من إضعافها أكثر فأكثر وبالتالي من التأثير على مصلحة البلاد.عهد علي عبد الله صالح هو عهد العائلات لا المؤسسات


*هل المعارضة ضعيفة لدرجة تجعلها غير قادرة على تحمل النقد؟
-هناك كثيرون ينقدون المعارضة، وهناك توجه داخل الرأي العام غير مواتي للمعارضة بالمرة، وهناك دعاية مضادة للمعارضة تصفها بما ليس فيها وتحاول إضعافها، ولذلك –ولأني أشعر أن هناك من يقرأ لي- فلا أريد أن أوصل الناس الذين يقرؤون لي الفكرة الخطأ، وهي أن المعارضة خلاص لا دور لها، وينبغي أن نيأس منها، وإنما نريد أن نعطي الناس أملاً في المستقبل، وأملاً في التغيير وبأن هناك قوتين في المجتمع وليس قوة واحدة مستبدة، مستأثرة بخيرات البلاد.

*كثيراً ما يتحدث المعارضون السياسيون عن انهيار وشيك للنظام، ويعززون أقوالهم بالتقارير الدولية، بينما النظام هو النظام بل ربما يزداد قوة كيف تفسر هذه المسألة؟
-أنا معك، فيما قلت، لكن أعود وأقول إن ضعف النظام وقابليته للانهيار قد تكون هي المشكلة الجوهرية في هذا الكلام، بمعنى أنه مالم يكن هناك ضمانات لثبوت النظام وررسوخه واستقراره سنظل دائماً نتحدث عن انهياره، لأنه طالما النظام معرض للانهيار وبهذه الهشاشة، وطالما لديك حرب قبلية في جنوب صنعاء فطبيعي أنك تتحدث عن انهيار النظام.
*ما هي هذه الضمانات التي تتحدث عنها؟ ضمانات استقرار وثبات النظام؟
-ضمانات ثبات واستقرار النظام هي أولاً المواطنة المتساوية، بحيث يعامل الدكتور عبد الله الفقيه كما يعامل الدكتور السياني من سنحان، أو يعامل الدكتور الفلاني من إب أو من تعز أو من أي منطقة أخرى، هذه هي الضمانة، شعور الناس بأن هذه بلدهم وهم شركاء فيها، وأنها ليست ملكاً لفئة معينة وصية على الشعب اليمني أو مستأثرة أو مستبدة بالسلطة. الضمانة الثانية هي المؤسسية وتوزيع السلطة بين مؤسسات الدولة، ربط كل شيء برئيس الجمهورية أمر يجعل البلد قابلة للانهيار في أي لحظة، لو حدث للرئيس –لا سمح الله- أي شيء في أي لحظة أنا أؤكد لك أننا سندخل في نفق مظلم.

*يعني أنت مصر على أنه لا مؤسسية؟
-نعم، عندما نذكر عهد علي عبد الله صالح سنذكر بأنه عهد غابت فيه المؤسسية تماماً، وظهرت فيه سلطة الأحزاب والعائلات.
*ما الطريقة التي يدار بها الحكم إذا؟
- يدار الحكم بطريقة فردية، لأنه ما الذي يمنع وزارة الداخلية من إيقاف حرب في جنوب صنعاء بين قبيلتين إحداهما قبيلة الرئيس والأخرى قبيلة من البيضاء.
*ما قصة هذه الحرب؟
- يقال إن جماعة من أصحاب الرئيس أو من قبيلته قتلوا طفلاً من قبيلة بني عواض في البيضاء، الشعب اليمني كله يتحدث أن ناساً من قبيلة الرئيس يقومون بقتل الناس ولا يخضعون لا لقانون ولا لمحاكمة، وأنا شخصياً أقرأ الكثير وأتحرج من الكلام في هذا الموضوع لأنه يهز الوحدة الوطنية.
لكن أنا أدعو الرئيس أن يخضع أصحابه وأن يتعلم من صدام حسين عندما حكم على ابنه بالإعدام حتى يعطي الناس المثل أن كل الناس خاضعون للقانون.الحزب الحاكم يراهن على الضعفاء والأقل كفاءة


أنا أقول إن الرئيس يجب أن يعمل على تحقيق المواطنة المتساوية وبالتالي تعيينه لأقاربه وأبناء قريته وأبناء منطقته على حساب أبناء الشعب اليمني وعلى حساب الكفاءات وعلى حساب التمثيل السياسي اليمني فيه خطورة كبيرة على الرئيس أولاً وعلى قبيلته ثانياً وعلى منطقتهم وعلى الامتيازات التي يتمتعون بها وعلى قصورهم وثرواتهم.
*من أين قد يأتي هذا الخطر؟
-يأتي هذا الخطر من زيادة عدد الناقمين داخل المجتمع اليمني.
* ما الذي أقلقك في الخطاب الذي رافق الحرب بين آل عواض وسنحان؟
-ما أقلقني هو إشارة قبيلة بني عواض إلى أنهم سيطبقون قانون البلاد الحقيقي وهو قانون الثأر وأخذ حقهم بالقوة، وهذا في الواقع ينسف كل مكونات الدولة ويكشف هشاشة الوضع بشكل عام أتمنى احتواء هذه المسائل قبل أن تظهر للإعلام، وأن يخضع القتلة للقانون.
يتبع

حد من الوادي
03-10-2007, 10:26 PM
*هل نستشف من كلامك أن باجمال هو من حال دون تشكيل حكومي جديد؟
-بالتأكيد، فإبطال تشكيل الحكومة يعني أن باجمال وربما قطاع واسع داخل المؤتمر أو ربما شخصيات قيادية كثيرة اعترضت على التشكيل، أو على تغيير رئيس الحكومة.. الصراع داخل الحزب الحاكم واضح، إذا تتبعت صحفهم ومواقعهم ستدرك أن المؤتمر يتكلم بأكثر من صوت.

*لماذا لا يكون هذا التعدد في الأصوات دليل حيوية؟
-لا أعتقد أنه نوع من الحيوية لأنه في الأخير إذا كان الخلاف حول تشكيل حكومة، وأنت بحاجة إلى إعادة تشكيل الحكومة حتى أنك تبدأ في تنفيذ إصلاحات شاملة فهذه إشكالية، فالخلاف الآن حول الإصلاحات، حول الأشياء الأساسية التي ينبغي أن ينفذوها، الخلاف في جزء من أبعاده خلاف حول تنفيذ برنامج الرئيس طالما وأنت بحاجة إلى أن تعيد الهيكلة أو تغير في القيادات حتى تبدأ في التنفيذ، فأصبح الخلاف هذا عائقاً للحركة والعمل.
*تتحدث عن الأخ باجمال وكأنه يمثل مركز قوة داخل المؤتمر في حين أنه جرى حديث واسع أثناء وبعد مؤتمر المؤتمر أن الرئيس هو من فرض باجمال لشغل هذا المنصب؟

-أعتقد أن قواعد اللعبة تغيرت الآن، لأنه في الانتخابات الأخيرة الرئيس نزل ومعه الكثير من القيادات التي نزلت كشريك له وليست تابع، فبالتالي الانتخابات خلقت نوعاً جديداً من التفكير داخل الحزب الحاكم، وهو أنه صار هناك كثير من القيادات تعتقد أنها شريك للرئيس بما حدث في سبتمبر 2006م، ولن يستطيع الرئيس من اليوم فصاعداً أن يتخذ قرارات استراتيجية مثل تشكيل حكومة جديدة أو اختيار رئيس وزراء بدون أن يشاور اللجنة العامة على الأقل.المستقبل يحتاج رئيس وزراء يكون شريكاً لا موظفاً لدى الرئيس


*حرب في صعدة، وحرب بين سنحان وآل عواض، وحديث عن وجود جثث ومقابر جماعية.. ما سر هذا التداعي الخطير؟
-أعتقد أن هذه الحوادث تعد هي الأخرى جزءاً من نتائج الحراك الذي حدث أثناء الانتخابات، والخوف هو أن يتسع نطاق هذه الأحداث ويضعف النظام أكثر فأكثر، والسر في وجود هذه الأحداث كلها هو ضعف النظام العام، أو ضعف لدى الدولة وبالتالي فالشيخ الفاشق يمكن يعمل أي شيء والشيخ/ محمد أحمد منصور ممكن يعمل أي شيء، ونقرأ اليوم في وكالات الأنباء الدولية عن محمد أحمد منصور كما لو كان زعيم حرب في جنوب الصومال وليس عبارة عن مواطن داخل الجمهورية اليمنية، وأعتقد أن الوضع من هذه الناحية مقلق.. ضعف النظام العام أو ضعف قدرة الدولة على الحسم، أو عدم قدرة الرئيس على إخضاع هؤلاء الناس للقانون لكونهم شركاءه في السلطة أمر يبعث على القلق؟

*هل الانتخابات سيئة إلى هذا الحد بحيث أنها تخلق وتتسبب في كل هذه الأوضاع؟
-طبيعي، لأن الانتخابات كانت عبارة عن دعاية وأنت في أثناء هذه الانتخابات تخرج عيوب وأخطاء الطرف المنافس لك، وأعتقد أن خروج أخطاء الرئيس وعيوبه، والنقد الذي تعرضت له سياساته قد أفقده جزءاً كبيراً من الشرعية في عيون أصحابه والملتفين حوله.
*أليس هذا جزء من هدف الدعاية الانتخابية في كل الدول الديمقراطية؟
-هو جزء من هدف الدعاية، لكن السؤال هو هل يحتمل وضعنا السياسي في اليمن أننا نتنافس على كرسي الرئاسة.*

وما المانع من ذلك؟
-لأن السلطة عندنا –كما تعرف- مركبة بطريقة معينة، فالرئيس وأصحابه يمسكون بكل مفاصل الدولة ويعتقدوا أن الشعب اليمني بأكمله عبارة عن ناس وظيفتهم التصفيق لهم.
*لكن الحزب الحاكم أعلن في أكثر من مناسبة أنه استكمل البناء المؤسسي للدولة؟
-المستقبل في الأخير هو الذي سيحسم، إذا استطاع المؤتمر أن ينفذ ولو حتى 40% من وعوده في برنامجه الانتخابي، فسيكون هذا إنجازاً كبيراً له، لكن كما قلت لك الزمان يمر، والظروف تزداد سوءاً، ونحن اليوم نعيش حالة حرب والبلاد لا تحتمل مثل هذه الحرب لأنها تضعفها أكثر فأكثر، والمستثمرون بقراءتهم للأخبار والأنباء القادمة من اليمن لن يأتوا، والمانحون لن يبدؤوا في تقديم دعمهم طالما وأنت عاجز عن تشكيل حكومة وطالما أنت مشغول بالحرب، ما يجعل مستقبل اليمن مخيفاً، مالم يتخذ الحزب الحاكم فعلاً خطوات جادة لإصلاح البلاد ومحاربة الفساد، فالفساد هو عدو الحزب الحاكم رقم واحد.

*ما الخطوات التي يتوجب على الحزب الحاكم القيام بها في سبيل تغيير هذه الصورة القاتمة ومؤشرات المستقبل المخيف كما قلت؟
-أول خطوة هي اختيار رئيس وزراء يثق به الشعب، رئيس وزراء لديه رؤية اقتصادية، رئيس وزراء مستقل وليس تابع، رئيس وزراء شريك في السلطة وليس موظفاً لدى رأس السلطة.
*لكنك قلت إن استشعار قيادة المؤتمر بأنهم شركاء للرئيس، أمر أضعف الرئيس.. فلماذا تدعو إذاً للشراكة في السلطة؟
-أكيد تلك الشراكة أضعفته، لكن أنا الآن أتحدث عن شراكة ربط كل شيء بالرئيس يجعل البلد معرضاً للانهيار في أي لحظة


دستورية وقانونية، أتكلم عن رئيس وزراء لا يستمد اختصاصه من الرئيس ولا من حزب حاكم، وإنما يستمد اختصاصاته، من الدستور ومن القانون ومن رؤيته الاستراتيجية لإصلاح البلاد، أنا لا أتكلم عن أن يكون رئيس وزراء يعمل ما يشاء، لا، أنا أتكلم عن رئيس وزراء يفهم العملية السياسية، ويفهم أين الفاعلون السياسيون ويحشد الدعم لسياساته، لا أن يكون رئيس وزراء يتخذ قراراته اليوم لينقضها الرئيس غدا، كما حدث مع باجمال في أكثر من مناسبة.
*والخطوة الثانية؟
-الخطوة الثانية وهذه خطوة بدونها لن يصلح أي شيء- وهي أن يتم تعيين كبار المسؤولين في الدولة وفقاً للكفاءة، وليس وفقاً للقرابة والمصاهرة والحزبية والمناطقية والمذهبية، وغيرها من المعايير التي طبقت خلال أربعين سنة في تاريخ اليمن، لن يصلح حال البلاد ما لم يتم اختيار الناس للمناصب وفقاً لكفاءاتهم وقدراتهم، وهذا هو مبدأ المواطنة المتساوية، وما لم يتم إعمال هذا المبدأ فإن اليمن تظل في خطر،لا يمكن أن تعطى مناصب الدولة كلها لأصحاب سنحان، الشعب اليمني لن يقبل في الأخير.
*المشكلة أن معيار الكفاءة يمكن أن يتعدد ويختلف من شخص لآخر؟


-يبقى الشعب هو الحكم فمن يرضى عنه وعن كفاءته وقدراته فليعين، لا أن يعين الشخص الذي لا قاعدة له ولا يريده أحد، هذه هي القاعدة.
*د. عبد الله من يتابع كتاباتك وحواراتك يرى أنك معارض أكثر من المعارضة فيما أنت تقول أنك مستقل كيف نفهم ذلك؟
-أعتقد أنني أحاول تقديم رؤى للسلطة والمعارضة على حد سواء أنا أعتبر نفسي مستقلاً لأني لست طالب سلطة، لا أريد أن أتعين وزيراً ، ولا أطمح أن أصل إلى السلطة بأي طريقة، فلذلك معارضتي تختلف عن معارضة شخص آخر داخل حزب، الأحزاب متهمة بأنها تعارض لأنها تريد الوصول إلى السلطة، لكن الفرد يعارض لأنه يريد إصلاح البلاد، أنا أعتقد أني أعارض لأن لدي رغبة في أن تصلح أحوال البلاد بغض النظر عنمن يحكم.
*يعني أنت معارض لكن بنكهة خاصة؟

-أنا لا أريد أن أدعي شيئاً قد لا ينطبق، لكن أنا أعتبر نفسي مصلح، داعية إصلاح أكثر من كوني معارض، وأعتقد أنك لو تابعت خطابي ستجد أنني لا أتحرج في نقد المعارضة، وإن كنت أخاف عندما أنقد المعارضة من إضعافها أكثر فأكثر وبالتالي من التأثير على مصلحة البلاد.عهد علي عبد الله صالح هو عهد العائلات لا المؤسسات


*هل المعارضة ضعيفة لدرجة تجعلها غير قادرة على تحمل النقد؟
-هناك كثيرون ينقدون المعارضة، وهناك توجه داخل الرأي العام غير مواتي للمعارضة بالمرة، وهناك دعاية مضادة للمعارضة تصفها بما ليس فيها وتحاول إضعافها، ولذلك –ولأني أشعر أن هناك من يقرأ لي- فلا أريد أن أوصل الناس الذين يقرؤون لي الفكرة الخطأ، وهي أن المعارضة خلاص لا دور لها، وينبغي أن نيأس منها، وإنما نريد أن نعطي الناس أملاً في المستقبل، وأملاً في التغيير وبأن هناك قوتين في المجتمع وليس قوة واحدة مستبدة، مستأثرة بخيرات البلاد.

*كثيراً ما يتحدث المعارضون السياسيون عن انهيار وشيك للنظام، ويعززون أقوالهم بالتقارير الدولية، بينما النظام هو النظام بل ربما يزداد قوة كيف تفسر هذه المسألة؟
-أنا معك، فيما قلت، لكن أعود وأقول إن ضعف النظام وقابليته للانهيار قد تكون هي المشكلة الجوهرية في هذا الكلام، بمعنى أنه مالم يكن هناك ضمانات لثبوت النظام وررسوخه واستقراره سنظل دائماً نتحدث عن انهياره، لأنه طالما النظام معرض للانهيار وبهذه الهشاشة، وطالما لديك حرب قبلية في جنوب صنعاء فطبيعي أنك تتحدث عن انهيار النظام.
*ما هي هذه الضمانات التي تتحدث عنها؟ ضمانات استقرار وثبات النظام؟
-ضمانات ثبات واستقرار النظام هي أولاً المواطنة المتساوية، بحيث يعامل الدكتور عبد الله الفقيه كما يعامل الدكتور السياني من سنحان، أو يعامل الدكتور الفلاني من إب أو من تعز أو من أي منطقة أخرى، هذه هي الضمانة، شعور الناس بأن هذه بلدهم وهم شركاء فيها، وأنها ليست ملكاً لفئة معينة وصية على الشعب اليمني أو مستأثرة أو مستبدة بالسلطة. الضمانة الثانية هي المؤسسية وتوزيع السلطة بين مؤسسات الدولة، ربط كل شيء برئيس الجمهورية أمر يجعل البلد قابلة للانهيار في أي لحظة، لو حدث للرئيس –لا سمح الله- أي شيء في أي لحظة أنا أؤكد لك أننا سندخل في نفق مظلم.

*يعني أنت مصر على أنه لا مؤسسية؟
-نعم، عندما نذكر عهد علي عبد الله صالح سنذكر بأنه عهد غابت فيه المؤسسية تماماً، وظهرت فيه سلطة الأحزاب والعائلات.
*ما الطريقة التي يدار بها الحكم إذا؟
- يدار الحكم بطريقة فردية، لأنه ما الذي يمنع وزارة الداخلية من إيقاف حرب في جنوب صنعاء بين قبيلتين إحداهما قبيلة الرئيس والأخرى قبيلة من البيضاء.
*ما قصة هذه الحرب؟
- يقال إن جماعة من أصحاب الرئيس أو من قبيلته قتلوا طفلاً من قبيلة بني عواض في البيضاء، الشعب اليمني كله يتحدث أن ناساً من قبيلة الرئيس يقومون بقتل الناس ولا يخضعون لا لقانون ولا لمحاكمة، وأنا شخصياً أقرأ الكثير وأتحرج من الكلام في هذا الموضوع لأنه يهز الوحدة الوطنية.
لكن أنا أدعو الرئيس أن يخضع أصحابه وأن يتعلم من صدام حسين عندما حكم على ابنه بالإعدام حتى يعطي الناس المثل أن كل الناس خاضعون للقانون.الحزب الحاكم يراهن على الضعفاء والأقل كفاءة


أنا أقول إن الرئيس يجب أن يعمل على تحقيق المواطنة المتساوية وبالتالي تعيينه لأقاربه وأبناء قريته وأبناء منطقته على حساب أبناء الشعب اليمني وعلى حساب الكفاءات وعلى حساب التمثيل السياسي اليمني فيه خطورة كبيرة على الرئيس أولاً وعلى قبيلته ثانياً وعلى منطقتهم وعلى الامتيازات التي يتمتعون بها وعلى قصورهم وثرواتهم.
*من أين قد يأتي هذا الخطر؟
-يأتي هذا الخطر من زيادة عدد الناقمين داخل المجتمع اليمني.
* ما الذي أقلقك في الخطاب الذي رافق الحرب بين آل عواض وسنحان؟
-ما أقلقني هو إشارة قبيلة بني عواض إلى أنهم سيطبقون قانون البلاد الحقيقي وهو قانون الثأر وأخذ حقهم بالقوة، وهذا في الواقع ينسف كل مكونات الدولة ويكشف هشاشة الوضع بشكل عام أتمنى احتواء هذه المسائل قبل أن تظهر للإعلام، وأن يخضع القتلة للقانون.
يتبع

حد من الوادي
03-10-2007, 10:40 PM
* ما توصيفك لما يحدث في صعدة؟
-ما يحدث في صعدة هو صراع داخل المذهب الزيدي وليس صراع سني وشيعي، ولا هو صراع الشعب اليمني ضد أصحاب صعدة لكنه صراع حول السلطة داخل جناح معين، كل جناح بالطبع يحاول أن يظهر أسباب مخالفة للواقع، لكن الصراع هو في الحقيقة صراع حول التمثيل السياسي، حول الغنيمة، الموارد،وهو صراع مؤسف وأتمنى من الأطراف المختلفة أن توقفه ويجلسوا للحوار، وأتمنى أن يعطى لهؤلاء الجماعة نصيبهم من الكعكة.
*على أي أساس جاء توصيفك لما يحدث بأنه صراع أجنحة داخل المؤتمر؟

-على أساس أن الحوثيين كانوا جزءاً من المؤتمر، يحيى الحوثي كان عضواً في مجلس النواب عن المؤتمر الشعبي العام، أخوه والشباب المؤمن بشكل عام مدعومون من السلطة، على أساس أن الحرب الأولى تم إيقافها وتم التوصل إلى تسويات معينة، والحرب الثانية كذلك، والواضح أن التسويات لم تنفذ أو أن الاتفاقات لم تطبق مما دفع بالبلاد إلى حرب ثالثة، أنا أقول مهما كانت الأسباب فإن استمرار هذه الحرب خطر كبير على السلطة والبلاد والوحدة الوطنية أكثر من كونها خطر على الحوثيين، لن يستطيع أحد أن يقضي على جماعة فكرية، ولو قضى عليهم ستعتبر جرائم حرب وإبادة، وستفتح المجال لكل أنواع المشاكل فبالتالي ليس هناك حل إلا بالحل السلمي، بالحوار
.
*هل أنت مع الحديث القائل بوجود دعم خارجي للحوثيين؟
-أنا لست مع ذلك، لأنه ليس لأحد مصلحة في دعم تمرد في شمال اليمن، الاتهام دائماً يوجه نحو إيران، لا يمكن لإيران أن تدعم صعدة إلا إذا كانت جمهورية على البحر الأحمر، لكن صعدة منطقة في شمال اليمن وتدعمها إيران هذا مستبعد تماماً، ليس هناك مصلحة استراتيجية لإيران بأن تدعم هذه الجماعة، هذه واحدة، المسألة الثانية أن إيران الآن بظروفها الحالية بحاجة إلى كسب ثقة المجتمع الدولي، وكسب ثقة الدول الإسلامية والدول العربية، ولا يمكن أن تتخذ سياسات طائشة بحيث أنها تدعم تمرداً في دولة مثل اليمن.
*ولو كان هذا الدعم عبارة عن دعم فكري؟
-أعتقد أنه قد يكون هناك تعاطف شيعي، لكن تقول لي إن إيران تدعم، إذا صح هذا الكلام فإن الحرب لن تنتهي، إذا كان هناك دعم خارجي فلن تنتهي، لا يمكن أن تنتهي هذه الحرب، أنظر إلى حزب الله في لبنان.


*هل اطلعت على تقرير الأمن القومي الذي صدر بشأن الأوضاع في صعدة؟
-أطلعت عليه وشعرت بالأسف لأن هذا التقرير يصدر بهذا الهزال وهذا الضعف وهذه اللغة من جهاز يفترض أن يكون نموذجاً للبلاد يعبر عن درجة المؤسسية فيها وعن رصانة وعن سياسات وعن توجهات، لكن للأسف التقرير هزيل ويعكس صورة هزيلة عن اليمن، وكنت أتمنى أن لا ينشروه، لأنه بمثابة فضيحة، سواء في توصيفه للأزمة، أو في ذكره للوساطات وغيره، التقرير يعطي الحوثيين أكثر مما يستحقون ويجعل منهم شيئاً كبيراً لا يستطيع أحد أن يواجههم ولا يستطيع أن يتعامل معهم.
*وهل هذا التضخيم مقصود أم زلة؟
-أنا أعتبر أن ما ورد في التقرير هو من قبيل السياسات القاصرة، السياسات التي لا تستوعب الظروف، أنت اليوم تقول لي إن هؤلاء الناس ضد السعودية، غداً أنت تشتم السعودية لأن إحدى قنواتها عملت مقابلة مع واحد منهم..ينبغي أن نكون حريصين في هذه الأمور، هذه أزمة لا يمكن أن نتعامل معها إلا بمصداقية عالية حفاظاً على مصداقية النظام الداخلية والخارجية، أنت عندما تضخم لي شيئاً اليوم لن أصدقك بكرة، رغم أنك حينها ربما تقول الصدق، فبالتالي أرجو أن لا يتم التعامل مع هذه المسائل الأمنية وبالذات المسائل التي تخص الأمن القومي بهذه الارتجالية وهذه الهشاشة والسطحية، لكن يجب التعامل معها بطريقة منظمة ومن قبل متخصصين وفقاً لتوصيف علمي مقنع وحقائق.

*وهل لديكم رؤية لحل هذه المشكلة؟
-من وجهة نظري قضية صعدة ليست معقدة أبداً تعطي للشيخ الأحمر وأنا أعتقد 90% أنه سيحلها في ظرف خمسة أيام، لكن أعطيها للشيخ واعطيه سلطات واختصاصات وتحل في إطار دستوري من قبل مجلس النواب شكل لجنة برلمانية برئاسة الشيخ الأحمر وستحل لكن إذا كنت تعتقد أنك ستحلها بالقوة فأنت غلطان فالمسائل هذه لا تحل بالقوة.
أعتقد أن النظام بحاجة إلى أن يوظف كل قدرات البلاد وكل الطرق التقليدية والحديثة في حل هذه المسألة حلاً سلمياً لأن المتضرر رقم واحد هي الدولة أكثر من جماعة معينة في محافظة معين أو بفكر معين.

*أطلعت على بيان المشترك كيف تقيمون ما جاء فيه عن أحداث صعدة؟
-أنا قرأت بيان اللقاء المشترك وقرأته أكثر من مرة وأعتقد أنه كان بياناً مناسباً ومنصفاً ويطالب الدولة بتطبيق الدستور والقانون ويحمل الدولة في نفس الوقت مسؤولية أي خروج عن الدستور والقانون، الدولة ليست بحاجة إلى تفويض من اللقاء المشترك، أو من أي شخص آخر لمعالجة مشكلة معينة، لكن إذا كانت القضية سياسية، وإذا كانت هذه الجماعة لها مطالب سياسية وهذه المطالب السياسية ممكن حلها بالحوار فينبغي اتباع الطرق السلمية، هذه الجماعة بحد علمي لم تعلن عزمها على تأسيس نظام جديد، ولا اعتناقها لمذهب جديد، ولا رغبتها في الانقلاب على النظام الجمهوري فبالتالي ينبغي التعامل مع موقفها على أنه موقف سياسي، وبالتالي أنا أعتقد أن موقف المشترك كان موقف سليم، هذا جانب، الجانب الثاني لا تنس أن اللقاء المشترك يتعرض لحملة شرسة من قبل السلطة إلى درجة أنها تقارنه بالإرهابيين وتصف قيادته بالإرهاب وتقول بأنهم شركاء للحوثي، فماذا تتوقع من معارضة تتلقى مثل هذا الهجوم أن تفعل في مواجهة مثل هذا الصراع، اليوم يقولون جماعة الحوثي بكرة سيقولون الإصلاح وقبلها كانوا الاشتراكي وبالتالي ينبغي فعلاً في المواقف الوطنية أن تكون محسوبة بطريقة لا تؤدي إلى الإضرار بفئة اجتماعية معينة -نحن كيمنيين- مسؤولون عن كل ما سيحدث في صعدة، فإذا ارتكبت جرائم قتل جماعي أو جرائم حرب فكل يمني يعتبر مسؤولاً عنها، طبعاً الذين ارتكبوها سيكونون مسؤولين بدرجة أولى، لكن اليمنيين بشكل عام سيكونون مسؤولين وبالذات عن المواقف التي يتخذونها، وأي موقف يتخذه المشترك ضد الحوثي موقف حدي مائة بالمائة سيؤثر على وحدة البلاد، وسيقلب المسألة إلى صراع طائفي.
*لكن القتلى من جانب الجيش أكثر؟
-شيء مؤسف وهنا ينبغي على الجميع أن يدين قيام جماعة الحوثي برفع السلاح ضد الدولة أو محاربة الجيش، لكنني أعود فأقول طالما أن القضية السياسية لا تحل إلا بالجلوس ومناقشة الأمور، لا تستطيع جماعة الحوثي أن تقضي على الجيش ولا يستطيع الجيش القضاء على جماعة الحوثي، أو المتعاطفين أو غيرهم ولا يجوز أصلاً، حتى لو كان يقدر أن يقضي على جماعة بقوة السلاح دون محاكمات.
*لكن الرئيس دعاهم إلى تكوين حزب سياسي، ولم يستجيبوا لهذا الأمر وأنت تقول إن القضية سياسية وليست قضية أخرى؟
الرئيس أو غيره يتخذوا قرار بإيقاف الحرب والدعوة إلى الجلوس على طاولة الحوار كما قلت، تترك القضية لوجاهات اليمن ومشائخها والناس العقال كجماعة وساطة وهذا التدخل لا يضر بالدولة أبداً، بالعكس إنه سيقوي الدولة هذا يحدث في أمريكا إذا في شخص يستطيع أن يساعد فليساعد ويجنب البلاد أنهار الدماء.
*يا دكتور تستبعد قضية أن تكون هذه الجماعة مدعومة من الخارج، إذاً ما سر الصمود الذي تبديه خلال أربع سنوات؟
سر الصمود هو المعالجات الخاطئة، لم يتم إعطاء هذه المشكلة ما تستحقه منذ أول وهلة، من حيث المعالجات السياسية وترتيب الأوضاع، القاضي حمود الهتار -يذكره الله بالخير- حاور الجماعة ولكن كان المفروض ألا يكتفي بقضية الحوار لكن يتم حسم مشكلات معينة، إذا كان هؤلاء الناس يريدون تمثيلاً بالدولة، مناصب، مواقع، فليعطوا، لو كانوا يستحقون مثل ذلك أو لهم مطلب شرعي فليعطوا، لو كانوا يريدوا تعويضات فليعطوا، إذا هم مطالبين بسحب القوات أو بإعادة إنتشارها في مناطقهم فليس هناك مانع ولا يضر هذا بسيادة الدولة.
*كل هذه الأشياء حصلوا عليها من قبل؟

-هذا الذي لا أعرف، لكن أنت تعرف أن جماعة الحوثيين يدعون أن هناك مطالب معينة، بعض أفراد الزيدية على الأقل يدعون أن هناك مطالب معينة، أنا أقول إذا كان النظام سيمنح السنة أو السلفية حق إنشاء جامعة فلماذا لا يعطي الزيدية نفس الحق؟ حتى يكون النظام عادلاً لازم أن يطبق نفس الشيء على كل الجماعات، نحن نحتاج إلى رؤية استراتيجية للتعامل مع التباينات المذهبية أو الفكرية داخل اليمن، رؤية استراتيجية تضع الدولة فوق الناس كلهم ولا تضع الدولة طرفاً في أي خلاف، أنا كما اطلعت أن هناك رسالة موجهة من علماء الزيدية تطالب بأشياء محددة، هناك أشياء السلطة ينبغي أن تتعامل معها بمنطق، وهناك أشياء تضر بسيادة الدولة هذه ينبغي أن ترفض، لكن لا يمكنك أن ترفض الشيء كله، الزيدية موجودة على أرض الواقع، الواضح أن هؤلاء الناس الذين يقاتلون هم من داخل المذهب الزيدي، الواضح أن هناك تعاطفاً واسعاً معهم داخل المذهب فالحل إذاً ليس القضاء عليهم بالقوة، الحل أن ندع علماء المذهب الزيدي يتدخلوا في هذه القضية ويتم احتوائها، وإذا كان هناك مطالب معقولة منطقية فالرجوع إلى الحق فضيلة.
*كيف تقرؤون الوضع الاقتصادي القائم اليوم؟
-أنا أعتقد أن نقطة الضعف في اليمن بشكل عام هي الجانب الاقتصادي، الدولة ماسكة الاقتصاد، لا هم حرروا الاقتصاد وتركوا الناس يعملون ولا هم الذين مسكوا الاقتصاد وأداروه بالطريقة التي تحقق النمو الاقتصادي، بالتالي تخلق وظائف جديدة وتوجد نوع من الاستقرار الاقتصادي، الاقتصاد اليمني دائماً على حافة الانهيار، نحن مرحومون بارتفاع أسعار النفط الدولية، فلو انخفضت أسعار النفط الدولية لأي سبب وهذا محتمل.. فقد تلجأ الدول إلى إغراق السوق، بإنتاج النفط حتى تضعف إيران وبالتالي تضيع اليمن، الاقتصاد اليمني في وضع صعب، وللأسف السلطة تستمر في المغامرة، لم يتم إلى حد الآن البدء بأي إصلاحات حقيقية مثلاً من جانب الفساد وفي الجانب الاقتصادي وهيئة الفساد حتى الآن لم تشكل، حكومة جديدة لا توجد، مؤتمر استثماري تم تأجيله أكثر من مرة، فلوس المانحين لم تتدفق حتى الآن، ما يوجد هو دعاية وتغطية على الوضع، لكن هذا الوضع عندما ينكشف ستنهار البلاد، وانهيار البلاد هو بانهيار اقتصادها.

*هذا الوضع الاقتصادي هل هو سياسة مقصودة أم هو تركة ورثها الرئيس؟
- الوضع الاقتصادي القائم هو أحد الأمور التي يعد الرئيس مسؤولاً عنها، وأنا أعتقد أنه يغيب داخل الحكومة من يمتلك الرؤية الاقتصادية المناسبة، أو قد يكون هناك من يمتلك هذه الرؤية ولكنه ليس قادراً على العمل، لأن الناس الذين لا يمتلكون الرؤية هم الذي يعملون، هناك مشكلة كبيرة لأنه كما تعرف الحزب الحاكم يراهن على الضعفاء، يراهن على الأقل كفاءة، يراهن على غير المقبولين، على الذين لا ثقة بهم، وهذه إشكالية، الآن التحدي هو الانجاز، الآن داخل الحكومة المعيار الذي ينبغي أن يطبق هو الإنجاز، قدرة الناس على إنجاز المهام، وليس قرابتهم من الرئيس أو من أي شخص آخر.


*كيف تقرأ مستقبل اليمن في ظل الأوضاع الراهنة؟
-مستقبل اليمن غير مضمون، لا أقول إن البلاد ستنهار، ولكن أقول إن البلاد معرضة للانهيار في أي لحظة، بمعنى أن أبسط الأزمات ممكن أنها تسبب انهياراً اقتصادياً داخل البلد، لأن الوضع الاقتصادي ليس متماسكاً بالشكل الكافي ولا توجد ضمانات، أنا أقول لك إن أحد الأمور التي أدت إلى انهيار الصومال هو انسحاب المؤسسات المالية الدولية من البلاد، بعد أن أعطت الصومال فرصة كافية لتبني سياسات إصلاح حقيقية، لكن عندما اكتشفت بأن الرئيس سياد بري كان يماطل في تنفيذ الإصلاحات ويحاول كسب المزيد من الدعم الدولي دون استخدام هذا الدعم لإحداث التحول المطلوب، في الأخير خرجوا من الصومال وكان هذا بداية لانهيار الدولة بشكل عام، فنحن في اليمن ينبغي أن نكون حريصين على أوضاع البلاد وأن نأخذ الأمور بجدية، وأن لا نترك الأمور للصدف.
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000000000000000
تعليق
شكرا للدكتوروالبلدبحاجه لمثله وخصوصا وهومستقل منحازللوطن والمواطن ولكن هيهات ان الطغاه لايسمعون
ولايقبلون ولايحبون سماع العقلاءبل والاقبح منه انهم يتهمون المخلصين بالتهم اللتي هي فيهم نفسهم ولايمكن ان
يضل الطغاه وحاشيتهم وقبيلتهم وانسابهم وشركاهم وخدمهم الى مالانهايه بل اقتربة النهايه وعلى نفسهاجنت براقش وننتضراليوم اللذي يهانون ويذلون فيه لانهم اسرفووطغووتجبرو وسيعلم اللذين ظلمواي منقلبا ينقلبون0
حدمن الوادي حضرموت المحتله الجنوب العربي