المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صعدة.. السبابة ما تزال على الزناد


حد من الوادي
03-11-2007, 11:26 PM
11/3/2007

صعدة.. السبابة ما تزال على الزناد

الكاتب : ناس برس - خاص:

كما هي الحياة تنتظر المستقبل.. كذلك هم أبناء صعدة وسكانها على دوي المدافع وأخبار القتل ينتظرون المجهول بقلوب قلقة ترجف تحت أيدٍ مرتعشة.

الحرب الرابعة دخلت شهرها الثاني بأعداد من القتلى والجرحى وكمٍ هائل من غموض يزيد القضية تعقيداً في أوساط السياسيين.. ولا يجد الرأي العام الشعبي ما يسد الحاجة المعلوماتية فيما تنشره الصحف المحلية من أنباء متضاربة عن تفاصيل ما يجري في صعدة التي ما تزال معزولة عن العالم.
وإضافة لقطع اتصالات الـ G.S.M قبل ثلاثة أسابيع.. فصلت قبل أسبوع خدمة الانترنت وفي المناطق التي يطالها القصف تصل الإجراءات إلى فصل الهواتف المنزلية.. عدد محدود من مسئولي المحافظة والمشايخ أعيدت لهم خدمة يمن موبايل.. فيما لجأ أنصار الحوثي وقيادات الحركة للتواصل عبر أجهزة "الثريا" وسط أنباء تتحدث عن استخدامهم لشبكة الجوال السعودي التي تغطي أجزاء من صعدة.

الأسبوع الأخير كان الأكثر إثارة.. مصدر عسكري يطل عبر المواقع الرسمية متفاخراً بمقتل 160 من عناصر الحوثي.. لكن احتراق طائرتين من طراز ميج 29 في مطار صعدة سيطر على نقاش الشارع اليمني وأعاد الشائعات إلى مربع المعجزات الدينية ومناصرة السماء للمقاتلين تحت شعار الموت لأمريكا واليهود.

الحركة اليومية المشلولة داخل مدينة صعدة فاقمت أحاسيس التذمر والسخط في أوساط السكان.. الشعور بتباطؤ التقدم العسكري على أرض الواقع لحسم المشكلة.. يؤثر سلبياً على معنويات الجيش ويستفيد منه الطرف الآخر تكتيكياً.

شلل الحياة العامة وتوقفها عن العمل.. يقابله حركة دءوبة في حركة النقل من وإلى صعدة.. سيارات النازحين من الحرب يتقاطرون بأعداد متزايدة في طريق صعدة - صنعاء.

على ذات الطريق يتواصل مرور أرتال العربات العسكرية محملة بالجنود والعتاد الحربي متجهين إلى تعزيز جبهات المواجهات في مناطق الأحداث.

مصادر صحفية تتحدث عن قدوم 20 ألف جندي لعشرات الآلاف من المرابطين هناك.. وتتحدث أخرى عن تجنيد القوات المسلحة لبعض رجال القبائل الذين يحاولون الاستفادة المادية فقط.. أحدهم قال: "واحدة بواحدة.. المرة الأولى زادوا علينا في مران وقتل منا أكثر من مائة.. هذه المرة وقعنا ذياب.. شلينا البنادق ورجعنا بيوتنا".

على امتداد الطرقات الرئيسية بمحافظة صعدة تنتشر العشرات من نقاط التفتيش الأمنية المستحدثة وأعداد المطبات والخرسانات الإسمنتية في تزايد مستمر يقابله إقبال كبير على أكياس الدقيق الفارغة.

الجنود يملئونها بالرمل لاستخدامها كمصدات حماية لحماية الثكنات العسكرية من الهجمات المباغتة التي يشنها مقاتلو الحوثي في الليل معتمدين على طريقة حرب العصابات والاعتماد على عنصر المفاجأة.

ورغم إعلان يحيى الحوثي عبر قناة الحوار عن سقوط 30 ألف قتيل في هذه الحروب من الجانبين.. إلا أن مصدراً مسئولاً نفى ما أوردته وكالة أسيوشيتد برس عن مقتل نحو 500 جندي في الشهر الأول من حرب صعدة الرابعة.

وتحت الحصار الإعلامي المخيف والتكتيم المتعمد.. لا أحد يستطيع الحصول على معلومات إحصائية دقيقة.. الشائعات تلعب دورا بارزاً لتغطية هذا الفراغ.. وتبقى أسواق القات في صعدة هي محور الحركة النشطة.

في ساعات الظهيرة تتدفق المركبات العسكرية لشراء القات للمقاتلين.. والمدينة التي تعودت النوم مبكراً.. صارت مع حالة الطوارئ المفروضة تغلق أبواب بيوتها على السكان مع غروب الشمس.. النهار الذي يمشي ببطء وملل لا يعكر رتابته سوى ضجيج طائرات الهيلوكبتر وأصوات المقاتلات الحربية المفتوحة بالصوت.

لكن الليل يظل محور الحدث.. مساءات صعدة حافلة بالانفجارات الضخمة ودوي المدافع ورنين القصف المكثف على الجبال لا يشاهدها منها غير لمعات ارتطام القذائف بصخورها.

حد من الوادي
03-12-2007, 10:30 PM
أسرار حرب صعده
بقلم: في الإثنين 12 مارس - آذار 2007 08:48:11 م

مأرب برس – خاص

* كعادتها دائماً.. تأتي دولتنا بعد انتهاء المباراة.. أحياناً تلحق الوقت الإضافي فلا تستطيع تعويض الخسارة أو تقليص الفارق!!

* في صعدة.. الدولة آخر من يحضر المهرجان.. منذ زمن وهي بعيدة جداً عن ميدان الواقع.. جاءت الآن لتغطي سلبياتها المتراكمة منذ عشرات السنين في محاولة يائسة لاستعادة الهيلمان المفترض والهيبة مجروحة الكبرياء!!


ليس في صعدة فقط تحضر الدولة في وقت متأخر.. غالباً ما تكون آخر من يحضر.. وعندما تكون الحاجة القصوى يستدعي وصولها أولاً.. نجدها تتعمد ألا تصل.. وتأتي حينما لا يكون أحداً محتاجاً لحضورها.. وتأتي الدولة –عادة- ولأسباب مثيرة للاشمئزاز لخلط الأوراق واشعال الحرائق بدلاً عن فض الاشتباك!!


* أنها الدولة اليمنية الظافرة.. غريبة التصرف بإمتياز.. والعجيبة الأداء والتعامل حد الشفقة والقهقهة في آن.. هي دولتنا المغوارة.. الغارقة حتى أذنيها في مستنقع الفساد.. والمتورطة حتى الركب في أنهار الدماء المتدفقة من جروح وطن نازف بالحروب الداخلية!!

* لو حاولنا مناقشة ما طرأ في صعدة من انفجار مسلح للوضع منذ ثلاث سنوات.. سنكتشف أن الدولة ظلت غائبة عن المحافظة منذ قيام الثورة وإعلان الوحدة وديولة المؤتمر الشعبي العام.. إذ اقتصر حضورها في صعدة على تواجد شكلي عبر خطط سياسية عقيمة تقيس الأمور بمحاذير خاطئة وعقليات إدارية تتعامل مع الواقع بسطحية لا تستقري العمق.. لذلك ظلت صعدة في حسابات الدولة محافظة زائدة عن الحاجة.. قوبلت بإهمال رسمي وحرمان شبة متعمد!!

* هل سألت الدولة نفسها لماذا يحس أبناء صعدة بأنهم "مظلومين".. وهل وقفت عند هذه الجزئية بجدية واهتمام.. بالتأكيد أنها لم تفعل.. ولو فعلت ذلك لأجدت المعالجات المناسبة ووفرت كل هذا التعب والصداع الذي لحق بها جراء حروب صعدة الأربع.. هذه هي الحقيقة التي يجب ألا يتجاوزها الجميع!!

* أبناء صعدة لا يشعرون فقط بظلم وغبن الدولة فقط.. لأنهم كذلك بالفعل.. من قبل الحوثي ومن بعده.. أبناء صعدة مظلومون.. مهضومون.. محُارَبون.. مواطنون من الدرجة الثالثة في تصنيفات القيادة.. تحاصرهم الدولة بين قوسين وتلاحقهم بعلامات التعجب والاستفهام.. دونما مبررات واضحة ومقبولة!!

* أبناء صعدة.. دون غيرهم من أبناء الوطن اليمني.. مهمشون.. لا يحظون برعاية وتشجيع الدولة.. يؤدون ما عليهم من واجبات دستورية بزيادة وكرم القبيلي الأصيل.. ولا يحصلون على الحد الأدنى من حقوقهم المكفولة.. وبطيب خاطر يتعايشون مع هذا الظلم برضى وصبر.. ورغم كل التنازلات التي يقدمونها.. ما يزالون في نظر الدولة مشكوك في وطنيتهم وغير جديرين بالثقة المتبادلة.. أو يستحقون مبادلة مواقفهم الوطنية بالوفاء المفترض.. وكأن أبناء صعدة في مقاييس السلطة "عيال خالة" وليسوا كالآخرين أبناء تسعة شهور!!

* لم يشفع لأبناء صعدة وقوفهم الدائم مع الحزب الحاكم.. في كل انتخابات رئاسية ومحلية ونيابية يهدون "الخيل" أصواتهم على طبق من طيبة زائدة.. ينتظرون المكافأة في كل موسم.. ولا يجدون غير وعود كاذبة كالتي قبلها.. وهكذا دواليك.. أمور الحياة شغلت أبناء صعدة عن المطالبة بالمواطنة المتساوية.. وظل الجرح يكبر والهوة تتسع!!


* يبدو أن الدولة حددت لـ "صعدة" وأبنائها سقف معين من الحرية والمشاريع والوظائف وبقية الحقوق.. ويفعل فاعل.. ربما نسيت أن هذه المحافظة "الحدودية" البعيدة والنائية بحاجة إلى رعاية استثنائية واهتمام على نحو مختلف لاعتبارات عدة.. قد يكون أهمها.. امتداد نصف مديرياتها على الشريط الحدودي المحاذي للمنطقة الجنوبية السعودية.. حيث النهضة والاهتمام المستفز لمشاعر اليمنيين من أبناء صعدة الذين وصل بهم الحرمان إلى مشاهدة التلفزيون السعودي لعدم وصول بث التلفزيون اليمني إلى قلب المحافظة.. ناهيك عن بقاءهم عشرات السنين بلا مشاريع ماء وطرق وكهرباء وشعاع النور القادم من "نجران" يغرس فصوص الملح في جروح صعدة الملتهبة!!
* النفوذ السعودي في المحافظة.. استغل الفراغ الناتج عن غياب الرعاية الحكومية والاهتمام الرسمي بأوضاع السياسة والتنمية.. ليصل إلى حدود تهدد السيادة الوطنية.. وحتى الآن تكاد الهيمنة السعودية هي المسيطرة على تداعيات الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل صعدة.. وهو الموضوع الذي سيكون محور مناقشة قادمة!!

* المهم.. الظلم هو قاسم المعاناة المشترك لجميع أبناء صعدة من مختلف الشرائح والتكوينات.. هذا الشعور ليس وليد اليوم.. لكنه حصيلة تراكمات مزمنة تمتد إلى الثمانينات من القرن الماضي.. تكرست كمفهوم بمرور الوقت.. ومع استمرارية السياسة المتبعة فيما يخص صعدة.. صار الإحساس ملازماً لتفاصيل الايقاع اليومي.. هناك من ساهم بشكل مباشر في تكريس هذا الإحساس.. وساهم آخرون بصورة غير مباشرة في تعزيز هذا الجرح دون انتباه من دولة ترفع شعار اللامبالاة!!
يتبع

حد من الوادي
03-12-2007, 10:35 PM
* الشواهد على الظلم والتجاهل والإهمال أكثر من أن تحصى.. غير أن الاستدلال بأمثلة قليلة قد يكفي لشد انتباه النوايا المتحمسة لترميم بؤر التوتر من خلال العودة إلى مربع القضية الأول.. وقد يكون التساؤل عمن اغتال حلم أبناء صعدة الأكبر مناسباً كبداية للمرور على الوجع بصراحة وصدق!!





* جامعة صعدة.. ظلت وما تزال حلم كل كبير وصغير في صعدة.. ومنذ عشرين سنة وهذا الحلم مجرد وعد يتحطم على رؤوس المتربصين بأبناء صعدة والمعادين لأي مصلحة تتحقق للمحافظة.. تعود الحكاية إلى مطلع التسعينات.. الرئيس الذي لا يزور المحافظة إلا مرة واحدة كل عشر سنوات.. جاء لإفتتاح كلية التربية بصعدة ومعه وعد قريب بإنشاء جامعة في المحافظة.. ومنذ ذلك اليوم لم تنشأ الجامعة سوى فوق أوراق الوعود الانتخابية مع أن مقومات إنشاءها متوفرة.. الأرض ودراسات الجدوى والتوصيات والمطالب تطرح بقوة ضرورة وجود جامعة في صعدة.. وفي كل لقاء مع الرئيس وكبار قيادات الدولة لا يطلب أبناء صعدة شيء آخر غير الجامعة.. ومع كل طلب، يتجدد الوعد مع ابتسامة تسلية وهزة رأس للمجاملة.. قبل عامين أو أقل كانت هناك جهود جبارة لبلورة هذا الحلم إلى واقع.. وبينما كان الصعديون منتظرين على نيران الشوق صدور قرار جمهوري بإنشاء جامعة صعدة.. إذا بالصدمة تلجمهم مع قرار إنشاء جامعة في عمران.. وأثناء الحملة الانتخابية الأخيرة شدد أبناء المحافظة على مطلب جامعة صعدة.. لكن مشرف المحافظة حينها بطريقته الخاصة أقنع الناس بأن إعلان الموضوع على هامش الدعاية الانتخابية للمؤتمر الشعبي العام سيكون مخالفاً للقانون باعتباره استغلالاً للمقدرات الحكومية.. ليظهر بعد أسبوعين إلى جوار الرئيس معلناً في مهرجان انتخابي بمحافظة حجة عن هدية الدولة لأبناء المحافظة بإنشاء "جامعة حجة".. وهو ما ضاعف استياء أبناء صعدة وزاد آلام جراحهم مع شعور محبط نتيجة الاستخفاف الذي يقابلون به.. ليس هذا فقط.. لقد بلغ الاستخفاف حيزاً يمس كرامة أبناء صعدة.. فالإعلان قبل أشهر عن قرار جمهوري بإنشاء جامعة في "أبين".. عمق في نفوس أبناء صعدة أحاسيس الظلم وزاد مشاعر الإهانة شبه المتعمدة.. كل ذلك يحدث والجميع يعرف أن أنشاء جامعة في صعدة معناه قطع شوط كبير على طريق إحتواء الفتنة ومعالجة أسباب وأثار التمرد الشبابي والفكري المسلح!!

* شباب صعدة يريدون أن يتعلموا.. الناس تواقون للاندماج في المجتمع المدني.. متحمسون لخدمة الوطن والتضحية في سبيل السلام.. لكن سياسة الدولة العوجاء تدفعهم مكرهين إلى العصيان والتمرد والخروج عن النص.. وحينما نجد من يقول أن الحوثي استغل الجهلة وأنصاف المتعلمين لا نجد من يقول بأن الدولة لم تساعد الناس على العلم والمعرفة.. وعندما نرى مئات الدرجات الوظيفية المخصصة لأبناء المحافظة تذهب إلى غير مستحقها من خارج صعدة بطريقة أو بأخرى يجب أن نتلمس العذر لأصحاب المؤهلات الجامعية الذي يقاتلون مع الحوثي بعدما أصابهم الإحباط على رصيف البطالة والفراغ بحثاً عن درجة وظيفة تحفظ آدميتهم!!

* عقب انتهاء حرب "مران" الأولى.. أعلنت القيادة اليمنية عن اعتماد ثلاثة ألف درجة وظيفية لأبناء صعدة في لحظة صحوة ضمير نادرة هدفها معالجة أسباب التمرد.. إلا أن أحداً لا يعلم أين ذهبت تلك الثلاثة آلاف وظيفة.. وأستطيع الجزم أن شاباً واحداً من صعدة حصل على درجة واحدة من تلك الدرجات.. من يدري.. ربما صادرها لوبي الفساد ومنحت حقوق أبناء صعدة لمن لا يستحقها.. شيء آخر يجب الإشارة إليه.. غياب الكوادر المؤهلة من أبناء صعدة عن المناصب الوظيفية العليا.. من يصدق أن قرية صغير في حاشد أو شرعب يعين منها عشرات المسئولين في مواقع إدارية كبيرة وفق حسابات ومحسوبيات تعتمد على غير القانون.. بينما لاتجد من أبناء محافظة بحجم صعدة إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد يتبوأون مناصب رفيعة!!

* أنا لا أبرر للتمرد والحرب بقدر ما أنا ضد استخدام القوة والعنف.. كما لست مباركاً لرفع السلاح في وجه الدولة ما دام هناك هامش ديمقراطي.. لكن ما يحدث هو إفراز طبيعي لإشكاليات سياسية الأمر الواقع.. واتحدى من يثبت العكس.. وفي الجعبة من الشواهد والأمثلة مالا يتسوعب التطرق إليه بهذه المساحة.. في صعدة.. الدولة تأتي بعد فوات الأوان.. وإذا ما حاولنا تفسير أسباب تدهور المحافظة وسوء أوضاعها عما كانت عليه في الثمانينات قد نكون مسكنا خيط العقل الأول.. وما دامت الذكرى تنفع المسئولين.. لابد من تذكير الجميع بحضور الدولة المتأخر أثناء اندلاع شرارة حرب صعدة عام 2004م.. لم تعرف الدولة أهمية طريق "صعدة – ساقين – حيدان" الذي ظلت تماطل في تنفيذه عقدين من الزمن.. إلا حينما نالت من الخسائر في الأرواح والعتاد ما لو كان الطريق موجوداً من قبل لوفر معظم الخسائر.. علماً بأن الطريق لا يتعدى مائة كيلو متر ولم يستكمل العمل فيه حتى اللحظة كما لو التنفيذ يحتاج إلى حرب جديدة كي ينتهي!!


* ما كان مفترضاً أن يكون بدون حرب على صعيد التنمية ومشاريع البنية التحتية.. دأبت الدولة ألا تقوم به في صعدة إلا بالحرب.. فالدولة لم تعرف أهمية وضرورة "الإعلام" لمحافظة صعدة إلا الأسبوع الماضي.. وبكلفتة وتخبط دشنوا ما أسموه "إذاعة صعدة" بالمزمار وأغاني الفنان "أبو نصار" بدلاً من تبني خطاب إعلامي هادف ذا رسالة وطنية تعمل على التعامل بذكاء مع ما تشهده المحافظة من توتر واحتقان شعبي وحرب مسلحة امتدت على نحو أكبر مما كانت عليه في الجولات الثلاث الماضية!!

* في حالة صعدة والدولة.. أن لا تأتي بالمطلق.. أفضل من أن تأتي متأخراً.. لأننا نعيش في سباق مع العصر.. وحين تأتي الدولة متأخرة بلا خطة واضحة وهي لا تعرف ماذا تريد بالضبط.. فإن الثمن يكون باهض الخسارة.. والاعتماد على نزعة العناد ونوازع المكابرة يزيد القضية تعقيد لا حاجة له حالياً.. فالتحديات التي يواجها الوطن لا تحتمل سياساته المزيد من اشعال الحرائق ما دامت قدرات التحكم بها وإمكانيات السيطرة عليها غير متوفرة الآن بما يكفي لمنع تجددها مرات أخرى..... اعتقد أن الفكرة وصلت.. فهل تصل الدولة هذه المرة دون تأخير؟!!

حد من الوادي
03-13-2007, 09:40 AM
وحدات من الجيش ومتطوعون يخوضون اشتباكات عنيفة مع عناصر الحوثي في جبل سودان ببني معاذ
صعدة «الأيام» خاص:
أفادت «الأيام» مصادر محلية بأن جموعاً مسلحة من عناصر الحوثي دخلت يوم أمس منطقة أبو علعل إحدى مناطق بني معاذ، وتعد هذه المنطقة من أقرب مناطق بني معاذ إلى مدينة صعدة. وأضافت تلك المصادر أن عددا من دبابات الجيش شوهدت صباح يوم أمس تتمركز في مكان قريب من منطقة آل جعفر في بني معاذ.

كما أن هجمات الجيش التي يستخدم فيها أسلحته الثقيلة قد انخفضت إلى مستوى كبير طوال ساعات يوم أمس الأول ونهار يوم أمس وعلى وجه الخصوص في المناطق التابعة لمديرية سحار باستثناء عدد قليل من قذائف المدفعية أطلقها ليلة أمس الأول على إحدى مناطق آل سالم بمديرية الصفراء.

بينما شهدت بعض مناطق الطلح ومناطق أخرى قريبة منها اشتباكات طفيفة في أوقات متفرقة من مساء أمس الأول بين الجانبين. وفي صباح يوم أمس دارت بين الجانبين اشتباكات عنيفة في جبل سودان والجبال القريبة منه في منطقة بني معاذ.

وقالت المصادر إن وحدات من الجيش التي استطاعت السيطرة على بعض المواقع في جبل سودان حاولت بمشاركة أعداد كبيرة من المواطنين المتطوعين اجتياح جبل سودان الذي يتمركز الحوثيون بداخله منذ حرب صعدة الثانية في العام 2005م، ودارت بينهم والحوثيين مواجهات استمرت لعدة ساعات سقط خلالها سبع قتلى من المتطوعين واثنان من جنود الجيش، بالإضافة إلى أكثر من ثمانية جرحى من الجيش والمتطوعين.

00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000000000000000
اشتباكات مسلحة على حاجز مائي بالمحويت استخدمت فيها مختلف الأسلحة
المحويت «الأيام» خاص:
أفاد مصدر محلي بمحافظة المحويت (طلب عدم ذكر اسمه) بأن حربا قبلية نشبت في مديرية الطويلة يومي الجمعة والسبت الماضيين بين قبائل آل العليات وآل شذان، واستخدمت فيها الرشاشات ومختلف الأسلحة المتوسطة بعد فشل اللجان التي تم إرسالها لحل الخلاف بين القبيلتين حول حاجز (كيل) المائي الذي يريد كل طرف السيطرة عليه وحرمان الطرف الآخر منه.

وتفيد معلومات بأن الحاجز المائي بني قبل أكثر من ثماني سنوات على نفقة وزارة الزراعة التي لم تحسن اختيار الموقع.

وقد أدى تصرف وزارة الزراعة هذا إلى عدم الاستفادة من الحاجز منذ ذلك التاريخ بسبب الخلافات بين الأهالي التي أدت إلى اقتتالهم بين حين وآخر وقد تطور الخلاف لينتقل إلى شيخي آل قطينة والطويلة اللذين تم توقيفهما في مركز المحافظة .

وعلمت «الأيام» أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة تحركت بحملة عسكرية إلى المديرية استطاعت السيطرة على الموقف وتهدئته بقيادة مدير أمن المحافظة وعلى إثرها تم توقيف الشيخين لوضع المعالجات لهذا الصراع.

00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000000000000000

إحراق سيارة محام مام منزله في صنعاء
صنعاء «الأيام» خاص:
أبلغت نقابة المحامين اليمنيين فرع صنعاء أمس الاثنين في مذكرة وجهتها إلى الأخ اللواء د. رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية عن تعرض سيارة المحامي عبدالحكيم عبدالله قاسم عند فجر يوم أمس للإحراق العمدي أمام منزله في شارع بينون بصنعاء، وأنه قام بإبلاغ الجهات الأمنية بهذا الاعتداء إلا أنها تقاعست عن ضبط الجناة.

وجاء في بلاغ النقابة الذي تلقت «الأيام» نسخة منه: «نود الإحاطة بأن الزميل المحامي الأستاذ عبدالحكيم عبدالله قاسم قد تعرضت سيارته نوع مرسيدس موديل 89م للاحتراق العمدي بالكامل وذلك فجر يومنا هذا الاثنين (أمس) أمام منزله الكائن بشارع بينون وقد قام بإبلاغ قسم شرطة السياغي إلا أنه يشكو تقاعس قسم الشرطة عن ضبط الجناة».

وأفادت نقابة المحامين اليمنيين فرع صنعاء في بلاغها بأن الجريمة قد ارتكبت بسبب قيام المحامي عبدالحكيم عبدالله قاسم بممارسة مهنته، منوهة «وكون المحامي يعتبر موظفا عاما وفق ما نص عليه قانون العقوبات مما يجعل الجريمة المذكورة من الجرائم الجسيمة فضلا عن كون هذه الجريمة يجعلها من الجرائم ذات الخطورة الأمنية والاجتماعية».

وطالبت النقابة اصدار نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية توجيهاته بالاهتمام بضبط الجناة واستكمال اجراءات محاضر جمع الاستدلالات وفقا للقانون والاحالة الى النيابة العامة، مؤكدة تمسك النقابة بتطبيق القانون في ضبط الجناة ومحاسبتهم.
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000000000000000

غرفة عدن التجارية تستنكر بشدة توجيه تهمة الخيانة العظمى لعضو بغرفة الأمانة
عدن «الأيام» خاص:
أعلنت الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة عدن عن شجبها واستنكارها الشديدين للاتهامات التي طالت الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة والصادرة عن المجلس اليمني لرجال الأعمال والمستثمرين.

وقالت غرفة عدن في بيان أصدرته أمس:«لقد ساءنا كثيرا أن يتطاول أموات على أحياء بنعت الأخيار الأطهار الأبرار من زملائنا في غرفة الأمانة بـ(الثعلب) والتشكيك في وطنيتهم والذي بلغ حد رميهم بتهمة الخيانة العظمى».

واكدت الغرفة قائلة :«إن ما صدر عما يسمى بالمجلس اليمني لرجال الأعمال والمستثمرين باتهام غرفة الأمانة زورا وبهتانا بأنها تدعو التجار للإضراب وتحرضهم على التمرد على الدولة، وإن ما نسبه المجلس المزعوم إلى إخواننا من رجال الأعمال في غرفة الأمانة بأنهم يرتكبون جريمة الخيانة العظمى للوطن والتمرد على الدولة برفضهم النصوص غير الدستورية في قانون الضريبة على المبيعات، إنما هي تهم كيدية مردودة إلى نحورهم إن شاء الله».

واعلنت غرفة عدن تضامنها المطلق «مع اخواننا في غرفة الأمانة في الدفاع عن مطالبنا المشروعة وفي مقدمتها الغاء النصوص غير الدستورية في قانون الضريبة على المبيعات، وكذلك اجراء الإصلاحات التشريعية والإدارية الكفيلة بتحقيق المناخ الاستثماري السليم لما فيه مصلحة التنمية الاقتصادية والمصالح الوطنية العليا».

حد من الوادي
03-13-2007, 08:48 PM
هل فشلت ورقة "صعدة" اقليميا!؟
بقلم: محمد الغباري في الثلاثاء 13 مارس - آذار 2007 07:27:34 م

منذ بداية المواجهة بين القوات الحكومية والمؤيدين لحسين الحوثي في محافظة صعدة في صيف عام 2004م تردد تلميحا اسم ايران كطرف داعم لهذه الجماعة, حين اورد الاعلام الرسمي قيام المنتمين لتنظيم الشباب المؤمن برفع علم حزب الله اللبناني بدلا عن علم الجمهورية, وقد زاد من وهج الاتهامات لإيران ورود أنباء عن مخطط شيعي يبغي إيجاد جماعة تدين بالولاء للمرجعيات الدينية في قم, والقول بدخول رجال أعمال وجماعات شيعية في السعودية والبحرين على خط المواجهة بتوفير الدعم المادي لأتباع الحوثي.


ومع أن المواجهة التي انتهت بمقتل حسين الحوثي بعد ثمانية وثمانين يوما قد تسببت في فتور في العلاقة بين صنعاء وطهران بعد ان أدركت مراكز صنع القرار خطأ استدعاء دولة محورية مثل إيران إلى جانب جماعة مسلحة يفترض ان القانون وأدوات تنفيذه كفيلة بالتعامل معها, غير ان اتهام الداعية يحيى الديلمي بالتخابر لصالح ايران واعتبار لقاء جمعه مع السفير الإيراني على مائدة غداء دليلا قاطعا على ثبوت التهمة ومن ثم إدانته والحكم عليه بالإعدام ادخل الدولة الإيرانية حليفا رسميا لأتباع الحوثي ومنح هذه الجماعة حق التمتع بسند إقليمي اعتقد الكثيرون ان انتهاء المواجهة بمقتل قائدها قد أغلق ملف الأزمة العابرة في العلاقة بين الدولتين.


وإذا كان ثابتا قيام مرجعيات دينية بارزة باستنكار ما قالت انه استهداف لأتباع "آل البيت" في اليمن, فان المواجهة في مرحلتها الحالية قد أظهرت رغبة حقيقية لدى صنعاء بإخراج المشكلة من إطارها المحلي المغلق إلى فضاء التجاذبات الإقليمية التي تجتاح المنطقة, وبدى ان الرياض بحكم المكانة التي منحتها لنفسها كحامٍ لأتباع المذهب السني بطبعته الوهابية ولأسباب تتصل بالمشكلة المذهبية القائمة في المجتمع السعودي وبالحضور القوي للمملكة في الشأن اليمني وعلاقاتها المتشعبة مع الجماعات القبلية والسياسية ستكون ابرز طرف يمكن استدعاؤه لمواجهة المشروع الإيراني الليبي في اليمن كما عكس ذلك القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني والذي نص على إعادة النظر في علاقة اليمن مع هاتين الدولتين.


ولان أسباب تجدد المواجهة بين القوات النظامية والمسلحين من أتباع الحوثي بعد هدنة دامت أكثر من عام لا تزال غير معروفة, فان استعراض القوة الذي أظهره المطاردون في الاحتفال بيوم الغدير قد سيق كأبرز سبب لتوقف جهود استكمال قرار العفو العام, كما أن طرد أتباع الديانة اليهودية من آل سالم قدم كسبب وجيه يسوق لدى الغرب وقد زادت على ذلك تهمة قيام أتباع الحوثي بمنع السعودية من شق طريق ترابي داخل أراضيها بالقرب من الحدود مع اليمن.

ومع اتهام عدد من المسئولين ووسائل إعلامية مقربة من الحكم لأتباع الحوثي بالعمل ضمن مخطط اسمي بالمشروع "الصفوي" في المنطقة فان هذا كله قد أعطى إشارات لا لبس فيها عن ان الدولة اليمنية باتت على يقين بتورط إيراني في المواجهة في سياق مخطط يستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة بما يتوافق ورغبة "الفقهاء", وان السعودية تحديدا ودول الخليج من بعدها لا بد وان يكونوا شركاء لليمن في المواجهة لان الخطر يستهدف هذه البلدان في المقام الأول.


وحيث ان السعودية قد تصدرت الدعوة لحماية السنة في العراق مما تقول انها حملة تطهير مذهبي تتهم فيها الحكومة الشيعية هناك فان الأجواء حسب تقديرات المسئولين اليمنيين باتت مهيئة كي تدخل المملكة طرفا مساندا في المواجهة مع أنصار الحوثي وهو ما تجلى في الرسالة التي حملها الشيخ عبد الله الأحمر إلى القيادة السعودية والتي وان لم يكشف عن تفاصيلها فان تعزيزها برسالة أخرى بعد يومين من ذلكم التاريخ حملها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي ومعه وكيلا جهازي الأمن القومي والسياسي ألقت الضوء على الجوانب المظلمة في مواقف الدولتين من القضية حيث أشارت المصادر إلى أن الجانب السعودي تلقى المقترحات اليمنية بهذا الخصوص بفتور حتى ما يتصل بالدور الليبي المزعوم في توظيف أتباع الحوثي من أجل زرع القلاقل على الحدود الجنوبية للمملكة.


الاستعجال اليمني في جعل المواجهة مع أتباع الحوثي مدخلاً لتوثيق العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي وإزالة حالة عدم الثقة القائمة مع جناح ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز غاب عنه الدور الإقليمي للسعودية والثقل المتزايد لإيران في المنطقة والتداخل في النفوذ بين العاصمتين في أكثر من منطقة ولهذا أتت الزيارات المكوكية للمسئولين الأمنيين في الدولتين والتي توجت بزيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد إلى السعودية والاتفاق على اتمام المصالحة داخل لبنان ضمن رؤية شاملة قد تمتد نتائجها إلى العراق قد أبان عن إستراتيجية سعودية تقوم على أساس ان التوافق مع إيران كفيل بعدم تحريك ملف الأقلية الشيعية داخل المملكة وخارجها أيضا وهو أمر سيجنبها عناء البحث عن معالجات جزئية لهذا الملف على الصعيد الداخلي والخارجي.


القلق الذي أظهرته اليمن من التوافق السعودي الإيراني بعد زيارة نجاد, توج بزيارة وزير الخارجية اليمني إلى طهران حيث نقل رسالتين إلى المرشد العام للثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية اهم ما أوضحته تصريحات الجانبين بشأنهما ان صنعاء تريد احتواء التوتر في العلاقة الذي سببها اتهام طهران بالضلوع في أحداث صعدة دون الكشف عن الأدلة الداعمة لهذه الاتهامات, وتعثر مساعيها لتسويق جهودها في مواجهة هذا التمدد المحسوب على الثورة الإيرانية لدى دول الخليج.

----------------------

نقلا عن صحيفة الناس الأسبوعية

حد من الوادي
03-13-2007, 08:58 PM
هل فشلت ورقة "صعدة" اقليميا!؟
بقلم: محمد الغباري في الثلاثاء 13 مارس - آذار 2007 07:27:34 م

منذ بداية المواجهة بين القوات الحكومية والمؤيدين لحسين الحوثي في محافظة صعدة في صيف عام 2004م تردد تلميحا اسم ايران كطرف داعم لهذه الجماعة, حين اورد الاعلام الرسمي قيام المنتمين لتنظيم الشباب المؤمن برفع علم حزب الله اللبناني بدلا عن علم الجمهورية, وقد زاد من وهج الاتهامات لإيران ورود أنباء عن مخطط شيعي يبغي إيجاد جماعة تدين بالولاء للمرجعيات الدينية في قم, والقول بدخول رجال أعمال وجماعات شيعية في السعودية والبحرين على خط المواجهة بتوفير الدعم المادي لأتباع الحوثي.


ومع أن المواجهة التي انتهت بمقتل حسين الحوثي بعد ثمانية وثمانين يوما قد تسببت في فتور في العلاقة بين صنعاء وطهران بعد ان أدركت مراكز صنع القرار خطأ استدعاء دولة محورية مثل إيران إلى جانب جماعة مسلحة يفترض ان القانون وأدوات تنفيذه كفيلة بالتعامل معها, غير ان اتهام الداعية يحيى الديلمي بالتخابر لصالح ايران واعتبار لقاء جمعه مع السفير الإيراني على مائدة غداء دليلا قاطعا على ثبوت التهمة ومن ثم إدانته والحكم عليه بالإعدام ادخل الدولة الإيرانية حليفا رسميا لأتباع الحوثي ومنح هذه الجماعة حق التمتع بسند إقليمي اعتقد الكثيرون ان انتهاء المواجهة بمقتل قائدها قد أغلق ملف الأزمة العابرة في العلاقة بين الدولتين.


وإذا كان ثابتا قيام مرجعيات دينية بارزة باستنكار ما قالت انه استهداف لأتباع "آل البيت" في اليمن, فان المواجهة في مرحلتها الحالية قد أظهرت رغبة حقيقية لدى صنعاء بإخراج المشكلة من إطارها المحلي المغلق إلى فضاء التجاذبات الإقليمية التي تجتاح المنطقة, وبدى ان الرياض بحكم المكانة التي منحتها لنفسها كحامٍ لأتباع المذهب السني بطبعته الوهابية ولأسباب تتصل بالمشكلة المذهبية القائمة في المجتمع السعودي وبالحضور القوي للمملكة في الشأن اليمني وعلاقاتها المتشعبة مع الجماعات القبلية والسياسية ستكون ابرز طرف يمكن استدعاؤه لمواجهة المشروع الإيراني الليبي في اليمن كما عكس ذلك القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني والذي نص على إعادة النظر في علاقة اليمن مع هاتين الدولتين.


ولان أسباب تجدد المواجهة بين القوات النظامية والمسلحين من أتباع الحوثي بعد هدنة دامت أكثر من عام لا تزال غير معروفة, فان استعراض القوة الذي أظهره المطاردون في الاحتفال بيوم الغدير قد سيق كأبرز سبب لتوقف جهود استكمال قرار العفو العام, كما أن طرد أتباع الديانة اليهودية من آل سالم قدم كسبب وجيه يسوق لدى الغرب وقد زادت على ذلك تهمة قيام أتباع الحوثي بمنع السعودية من شق طريق ترابي داخل أراضيها بالقرب من الحدود مع اليمن.

ومع اتهام عدد من المسئولين ووسائل إعلامية مقربة من الحكم لأتباع الحوثي بالعمل ضمن مخطط اسمي بالمشروع "الصفوي" في المنطقة فان هذا كله قد أعطى إشارات لا لبس فيها عن ان الدولة اليمنية باتت على يقين بتورط إيراني في المواجهة في سياق مخطط يستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة بما يتوافق ورغبة "الفقهاء", وان السعودية تحديدا ودول الخليج من بعدها لا بد وان يكونوا شركاء لليمن في المواجهة لان الخطر يستهدف هذه البلدان في المقام الأول.


وحيث ان السعودية قد تصدرت الدعوة لحماية السنة في العراق مما تقول انها حملة تطهير مذهبي تتهم فيها الحكومة الشيعية هناك فان الأجواء حسب تقديرات المسئولين اليمنيين باتت مهيئة كي تدخل المملكة طرفا مساندا في المواجهة مع أنصار الحوثي وهو ما تجلى في الرسالة التي حملها الشيخ عبد الله الأحمر إلى القيادة السعودية والتي وان لم يكشف عن تفاصيلها فان تعزيزها برسالة أخرى بعد يومين من ذلكم التاريخ حملها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي ومعه وكيلا جهازي الأمن القومي والسياسي ألقت الضوء على الجوانب المظلمة في مواقف الدولتين من القضية حيث أشارت المصادر إلى أن الجانب السعودي تلقى المقترحات اليمنية بهذا الخصوص بفتور حتى ما يتصل بالدور الليبي المزعوم في توظيف أتباع الحوثي من أجل زرع القلاقل على الحدود الجنوبية للمملكة.


الاستعجال اليمني في جعل المواجهة مع أتباع الحوثي مدخلاً لتوثيق العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي وإزالة حالة عدم الثقة القائمة مع جناح ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز غاب عنه الدور الإقليمي للسعودية والثقل المتزايد لإيران في المنطقة والتداخل في النفوذ بين العاصمتين في أكثر من منطقة ولهذا أتت الزيارات المكوكية للمسئولين الأمنيين في الدولتين والتي توجت بزيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد إلى السعودية والاتفاق على اتمام المصالحة داخل لبنان ضمن رؤية شاملة قد تمتد نتائجها إلى العراق قد أبان عن إستراتيجية سعودية تقوم على أساس ان التوافق مع إيران كفيل بعدم تحريك ملف الأقلية الشيعية داخل المملكة وخارجها أيضا وهو أمر سيجنبها عناء البحث عن معالجات جزئية لهذا الملف على الصعيد الداخلي والخارجي.


القلق الذي أظهرته اليمن من التوافق السعودي الإيراني بعد زيارة نجاد, توج بزيارة وزير الخارجية اليمني إلى طهران حيث نقل رسالتين إلى المرشد العام للثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية اهم ما أوضحته تصريحات الجانبين بشأنهما ان صنعاء تريد احتواء التوتر في العلاقة الذي سببها اتهام طهران بالضلوع في أحداث صعدة دون الكشف عن الأدلة الداعمة لهذه الاتهامات, وتعثر مساعيها لتسويق جهودها في مواجهة هذا التمدد المحسوب على الثورة الإيرانية لدى دول الخليج.

----------------------

نقلا عن صحيفة الناس الأسبوعية