المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يلغوا كل شئ في الجنـوب ويحولوه إلى شمالي


حد من الوادي
03-16-2007, 11:28 PM
عدن نيوز 16-3-2007

يلغوا كل شئ في الجنـوب ويحولوه إلى شمالي

(وجه الحقيقة الخفي)


د. فاروق حمـزه


يا أماه ما شكل السماء وما الضياء وما القمر

بجمالها تتحدثون ولا أرى منها الأثر

يا أماه مدي لي يديك عسى يزيل عني الضجر

هكذا جعلوا الحياة في الجنوب كلها ضجر في ضجر، عذاب في عذاب، وكلها شمالية صرفة، غريبة في العادات والتقاليد والقيم عنا وعن أهلنا، الزعماء السياسيين والقادة السياسيين وبقدرة قادر صاروا كلهم شماليين ومن صنف ولون ومناطق جغرافية واحدة، الحياة السياسية كلها شمالية صرفة والوحدة وكأنها تمت بينهم البين، وكأنها وقعت بينهم البين بل والخديعة على الجنوب قد تناصفوا بها هم وحدهم ولينقضوا بها هم وحدهم على الجنوب، الفن كله شمالي، القيادة السياسية كلها شمالية، أكانت الرسمية لما يسمى بمشروع إعلان الوحدة، أو ولأحزابهم كلهم بغض النظر عن التفكير المناطقي للتداول المناطقي للسلطة، لدرجة أنني أتحدي أي شمالي بأن يؤكد لي أو أي مفكر عربي أو عالمي بأن يؤكد لي بأنه ويمكن وعلى المدى القريب أو البعيد نسبياً وبهكذا حياة سياسية أن يكون هناك عندهم أي تداول سلمي للسلطة، ملاك الأراضي حق الجنوب بل وفي الجنوب كلهم صاروا شماليين بل وقد تحولوا إلى مستثمرين وتجار من أراضي الجنوب والتي توزع عليهم وكأنها مجرد وقف عليهم بل ولهم وهي أراضي أبناء الجنوب ودولة الجنوب، الجيش كله شمالي والأمن كله شمالي والإستخبارات كلها شمالية، الطرابيش كلها شمالية أي أن كل المؤسسات العسكرية قادة وأفراد هم أصلاً شماليين بل وقاداتهم كلهم شماليين بل ومن فصيل ولون واحد، الإدارات صارت كلها شمالية، ويرأسونها كلهم شماليين، الصحافة لا توجد غير الشمالية، بل وكلها شمالية وكتابها كلهم شماليين وموزعين أدوار علينا ولأن كلهم من سلة واحدة نجدهم يحرصون في توزيع أدوارهم وعلينا بحيث لا يطرحون الكل أو أنهم لا يجمعونهم بسلة واحدة بل يوزعونهم في سلل مختلفة، عدى الأيام والطريق فقط، وحتى لم يعذروا إسطوانات غاز الطبيخ كلها حولوها في الجنوب من جنوبية إلى شمالية.

إذا ... ما هذه الأكذوبة وفيما يقولونه بمشروع إعلان الوحدة، بل وهل أية وحدة في العالم أكانت لدولة واحدة مثل ألمانيا على سبيل المثال، أو لدولتين مثل مشروع إعلان الوحدة بين دولتنا جمهورية اليمن الجنوبية ودولة الشمال الجمهورية العربية اليمنية، وبأن يكون مجلس النواب في دولة الوحدة، فيه من يمثل الجنوب وعددهم أقل من ممثلين لبعض المحافظات الشمالية عندهم وهو من حصتهم هم الشمالية الإجمالية في الوحدة، فمن أقر ذلك وعلى أية أسس قامت هذه الوحدة بل ومن نصب نفسه نيابة عن شعب الجنوب في هكذا بيعة لدولة الجنوب ولشعب الجنوب، بل وماهو موقف دولة الشمال من هكذا معادلة غير متكافئة مع شعب ودولة الجنوب بهكذا خيار أعوج، إذا كانت دولة الشمال فعلاً صادقة في مشروع إعلان وحدة مع الجنوب، بل ولماذا لم ترفض هكذا منطق في الخلل بالتوازن أيضاً وإن كانت صادقة، أم أنها هي التي عملت جاهدة في هكذا تخطيط مسبق لطمس وتهميش بل وإلغاء لدولة الجنوب وإبادة شعبها بالكامل، كما أنه ويظل سؤالنا هذا قائم وفي كل شئ تم ويتم في بلادنا أكان بالمشروع الكاذب هذا أو بما تلاه من نهب وسلب وإستيطان، بل وتحول كل شئ في بلادنا إلى شمالي، بل وقد غزو كل شئ وفي كل شئ، وأخذوا كل شئ، ففراشينهم تحولوا إلى متنفذين، بل ومستثمرين، وقد ألغوا عنا بذكاء الفن الجنوبي وحاولوا قتله، وليفرضوا علينا وحتى فنهم الشمالي والذي لا نفهمه ولا نستوعبه بل ولا نهضمه إطلاقاً، بل وقد فبركوا المضايقات الكبيرة لشعبنا وحاصروه في كل شئ لتطلع روحه وليتحول إلى شمالي وأما أن يكون مصيره الموت قهراً. فخيارهم لنا أما أن يرتضي لنفسه شعبنا بأن يكون مجرد شمالي، بل وبدرجة متدنية وللغاية، بل وبأقل من مدعسيهم، أم أن ينطوي وليكون مصيره الموت لا محالة قهراً.

فكل المؤسسات العسكرية والمدنية كلها تحت السيطرة الشمالية، بل وبأيديهم هم، بغض النظر عن أنها تخضع لمنبع واحد وتشتغل بنفس واحد بأوامر لمخرج واحد، موزعين بها الأدوار علينا وبسخرية، كونهم كلهم يعزفون سيمفونية واحدة عنوانها دفن الجنوب وقهر شعبه ونهب أرضه وخيراته، أجهزة الأعلام كلها شمالية وليس فقط الذي عندهم وإنما حتى الذي جابوها للجنوب، كلهم شماليون محترفون في نفس السيمفونية والدجل والكذب، مناهج التعليم كلها شمالية، لدرجة أنهم في السنة التاسعة يدرسون تاريخ الثورات العربية كلها ومنها ثورة 14 أكتوبر لبعض ساعات في يوم واحد، ويدرسون ثورة 26 سبتمبر لمدة أسبوع كامل في الوقت الذي هي كانت مجرد حركة إنقلاب عسكري، ناموا على مملكة متوكلية يمنية وصحوا على جمهورية، وبهكذا تزوير أيضاً يزورون كل شئ وفي الوثائق، ثوارهم يقولون عنهم بأنهم كثيرون وشهدائهم كثيرون ويرعونهم رعاية فائقة، وشهدائنا بل وثوارنا الحقيقيون مصيرهم أللامبالاة بل والموت إن أمكن وبأساليب القهر والفهلوة، وكله بشطارة سياسية. والمنح الدراسية للخارج بما فيها وما تهدى لنا من دول أخرى أجنبية، كلها لهم وحدهم وفقط، حتى وماهي أصلا تأتي في إطار حصة الجنوب، كدولة أتحدت في مشروع إعلان وحدوي معهم بل وإسوة بحصتهم، ونفس الشئ وما ينطبق ومقاعد المعاهد والجامعات بما فيها والتي هي أصلاً حق الجنوب جعلوها كلها شمالية وبالزور، أكان المباشر أم غيره. هذا وإن لم نذكر الحصص في الثمتيل الخارجي والدبلوماسي، أو في المواقع الداخلية والخارجية عامة.

كما لايفوتنا هنا من ذكر ماهو صائر أصلاً للكهرباء والمياة بل والتي تنهب لصالحهم معضمها بل وفتحها وإغلاقها كلها وفقاً لأوامر من صنعاء وهي في الجنوب بل وحق الجنوب، والثروة السمكية كلها تنهب وتسلب لهم جهاراً نهاراً لدرجة أنهم فتحوا لهم شركات شمالية لمقربيهم ويعملون بها ومن أسطول الثروة السمكية المنهوب من دولة الجنوب، علماً بأنهم حالياً يخصخصون هذه المنشئة الحيوية وأكيد بايخصهخصوها لهم بل ويتقاسموها بينهم البين، جهاراً نهارا. والمطار وهو الآخر والذي عنوة يتعرض للإبادة والإلغاء بل والكلي، ولغرض ضرب عدن بل وتهميشها إضافة لما تقوم به اليمنية من تهميشه من خلال منع قدوم الرحلات الخارجية بل والداخلية إليه بل وإغلاقه بكل معنى الكلمة، ينوون الآن وبصورة مفبركة إغلاق مطار عدن وإنشاء مطار أخر في العند عوضاً عنه، والغرض من ذلك هو ضرب عدن كعدن أولاً، وثانيا كعاصمة لدولة الجنوب، وكله مخطط ومبرمج وماشي على قدم وساق، وبأوامر المخرج الواحد لكل شئ، فشأن المطار والميناء والتلفزيون والمؤسسات والأرض بل والسكان في الجنوب كله وبجميع محافظاته كلها واحدة، ولهدف واحد وهو كل شئ في الجنوب يبيدونه ويلغونه ويحولوه إلى شمالي، وهذا هو الوجه الحقيقي الخفي للمشروع الغادر الكاذب المسماة بمشروع إعلان وحدة العذاب والتعذيب للجنوب وأبناءه والذين يصرفون به مليارات النقود والمنهوبة المسروقة من إيرادات الجنوب، يصرفونها على إستخباراتهم وكتابهم بل وعساكرهم لينشروا بل وليدافعوا عن شئ إسمه إغتصاب بل وإحتلال إستيطاني لدولة الجنوب وإستباحتها، وإستعباد شعب الجنوب.

عدن في فبراير 28 2007
[email protected]