حد من الوادي
03-18-2007, 02:09 AM
وقفات شائكة:عسكر موريتانيا وعسكر اليمن
بقلم: في السبت 17 مارس - آذار 2007 07:07:18 م
مأرب برس - نيويورك- خاص
وقفات شائكة:عسكر موريتانيا وعسكر اليمن وإصلاح الإصلاح ، وعواصف الترابي
بات من النادر أن أجد من الوقت ، وأحياناً من الطاقة ، ما يشجع على الجلوس إلى قلمي وأوراقي لكتابة شئ، فصرت أكتفي بمتابعة المجريات وتدوين ملاحظات صغيرة عليها للاستخدام الشخصي ، ومن ثم أطوي أوراقي حتى أجد ما يحفز – أو قل ما يستحق – الكتابة. ولذا فإذا تجرأت وكتبت ، فكثيراً ما أطرق قضية أو أكثر. وهي في نهاية الأمر وقفات سريعة ..في قضايا أجد أنها تستحق التوقف
وقفة أولى: عسكر اليمن ..وعسكر موريتانيا
أدهشني العقيد ولد فال بحق! ولا أنكر أني ، إلى اللحظة ، لا أستطيع تفسير موقفه الطوباوي هذا! كيف أستطاع هذا الرجل – ورفاقه – كسر منظومة عسكرة الحكم والإنقلابات في بلد معدم مثل موريتانيا؟ كيف حطم طوق البؤس السياسي – بشهادة العالم – وهو الذي أفنى الأعوام الطوال في خدمة دكتاتورية ولد الطايع؟! أكتب هذا وأنا بالكاد فرغت من قراءة مقالة الأستاذ أبو بكر السقاف على نيوزيمن ، وهي مقالة لم يترك أستاذنا فيها ما يقال سوى تعليقات خفيفة ربما.
ثم إني أسأل: لماذا عسكر موريتانيا وليس عسكر اليمن؟
ماذا إستطاع عسكر موريتانيا تجاوز الخندق الواسع في النفسية العسكرية؟ .. لماذا تحدوا المشككين وقدموا نموذجاً رائعا في الديمقراطية؟ ولماذا عجز عسكر اليمن في نصف قرن من الإنقلابات والمهاترات والفساد والعبث واللعب على الحبال والمقامرة و المغامرة – بكل شئ تقريباً - عن إدارك حاجة وطنهم إلى موقف واحد سليم منهم؟ أليست التربية العسكرية واحدة ؟ أم أن الأمر مجر فساد ذمم وإنحطاط وعي؟
الرئيس صالح بدد حلم التغيير في 24 ساعة فقط ، وعرّض بفلسفة المطالبين بالتغيير ، و وصفهم بالكهنوتيين والعملاء والخونة و..و.. ، ثم زعم أن التغيير "لايعني دائماً الأفضل" مستنداً إلى إطروحات الـ"عرقنة" و "الصوملة" و"الأفغنة" وسواها من عنعنات الترجمات المترهلة لغوياً والمستلبة فكرياً. وتجاوز الرئيس بعد ذاك المعقول وقدم نفسه كصمام الأمان الوحيد للبلد وللدولة، ولم يسأله أحد (خوفاً ربما ) عما كان يفعله في ثلاثين عاماً إذا كان البلد لايزال غير آمن وغير مستقر؟!
من ناحية أخرى مثلت تلك التهديات - بتناقضاتها الصارخة مع تصريحاته السابقة للإنتخابات - أرضية جديدة لمشروع حكم فشل خلال ربع قرن في تأطير شرعية شعبية حقيقية له. ومع إنتهاء الإنتخابات التي أفسدت أكثر مما أصلحت ، بدا وكأن التهديدات إنتهت ، غير أنها سرعان ما بدأت تطل برأسها من جديد داخلياً وخارجياً بوتيرة أسرع.. أكثر إستفزازاً ..وأكثر تحدياً!
اليوم هناك تحد جديد أمام نظام الرئيس صالح: تحدٍ يقاوم أطروحته في رفض التغيير تحت تلك "عنعنات" ! هذا التحدي يتمثل ثمثلاً كلياً في سؤال من سطر ونصف: ماذا يمكن أن يقول الرئيس صالح وعسكر اليمن إذا نجح عسكر موريتانيا في ما عجزوا عنه: التسامي فوق المصالح الفردية و إخراج ديمقراطية حقيقية وإنتخابات شفافة ستنقذ حتماً ذلك البلد ؟.. أتمنى ألا يعودوا حينها إلى ملصق "الخصوصية" المتهرئ وتبريراته المزرية !
الرئيس صالح والنظام القائم – في جانب - خسرا فرصة ذهبية للخروج من مستنقع السلطة في سابقة كانت ستغير الكثير من واقع اليمن. محمد ولد فال والموريتانيون – في الجانب الآخر - يبدو وكأنهم يسطرون تأريخاً من ذهب. و مع أني أدرك أن من المبكر جداً الحكم على التجربة الموريتانية ، إلا أنها – مع ذلك - مبشرة جداً.
وإذا كان هناك ما يخلص إليه المرء فليس سوى حقيقة مريرة واحدة هي أنه: مرة بعد أخرى يثبت الجميع من حولنا أننا – معشر اليمنيين حكاماً ومحكومين – لا نقوى على تقديم شئياً واحداً مشرفاً لأنفسنا ..ولبلدنا.. ولمستقبل أبنائنا! وأننا نلهو بخلق خيالات ننتشي بها، ونهرب إليها كلما أستفزنا قبح واقعنا و وعار أفعالنا ، حتى إذا ما تهاوت..عضضنا عليها الأنامل غيضاً ..وندماً !
***
وقفة ثانية: إصلاح الإصلاح
لا أعرف في اليمن حزباً سياسياً (حقيقياً) أكثر تخبطاً – بعد المؤتمر الشعبي – من حزب الإصلاح. وهو ما ينبئ بكارثة حقيقية في هذا البلد ، كون هذين الحزبين هما فعلياً السلطة والسلطة البديلة ( الرمضاء والنار )!
فبداية هناك أزمة الهوية: هل حزب الإصلاح حزب ديني أم حزب سياسي؟ أم منه لا هذا ولآذاك ولا يعدو كونه حركة تربوية إجتماعية – فيها الكثير من النرجسية - وتحمل في طياتها أمل المشروع الإسلامي الكبير ، لكن بلا أهداف ولا برامج.
ثم هناك أيضاً معضلة التحدي لنوعية الهوية التي يمكن أن يحددها الإصلاح: فإذا وسم هذا الحزب نفسه بالسمة الإسلامية ، فما هو الذي هو غير إسلامي في غيره من الأحزاب؟ وإذاك كانت "إسلامية العمل والحكم" هي منطلق الحزب ، فإين كلية الإسلام فيه ، ومبادئ الولاء والبراء في حركته السياسية التي تبدو علمانية بحته (كما يبدو من تحالفاته السياسية) تحكمها المصلحة والمكسب المجرد أكثر منها حركة إسلامية (بالمعنى الشائع) قوامها الولاء والبراء.
ثم هناك أيضاً أزمة الهيكلية – والتي ترتبط إرتباطاً وثيقاً – بأزمة الهوية. فلا يبدو أن لحزب الإصلاح منطلقات وركائز ثابتة تحدد سياساته ، ولهذا فخطئه – سياسياً – أكثر من صوابه ، وتجاربه الكارثية المتكررة لا تفتأ تؤكد ذلك ،وهو الأمر الذي سيضع هذا الحزب عاجلاً أم آجلاً على محك خشن قد يؤدي إلى تفككه ، خصوصاً مع تغير المعطيات وزيادة التحديات التي يتوجب التعامل معها.
مؤتمر الإصلاح الأخير كشف عورة هذا الحزب ، وهذا رأي شخصي جداً، و وضعه جنباً إلى جنب مع حزب المؤتمر يتقاربان كثيراً في ضعف إرادة التغيير ، والاستعداد لتجاوز القوانين واللوائح وتغييرها للتناسب الأهواء ، ومن ثم غلبة مؤشرات الهيمنة والنفوذ على تمثيل القواعد الشعبية وعلى الأداء العام. اعتبرته تبرجاً أخلاقيا وصلفاً تنظيمياً – إن جاز التعبير - أن يقفز الأخوة في الإصلاح على ثوابت العمل التنظيمي بتجاهلهم للائحة داخلية تفرض التغيير. قيامهم بإعادة توزيع الأدوار والمناصب بين بعضهم من النافذين تنظيمياً ، بالإضافة إلى نوعية التفسيرات والتبريرات التي صاحبت ذلك ، أقول أن كل ذلك أظهر مقدار التماثل القائم بين هذا الحزب وحزب المؤتمر ، وهو الأمر الذي سيحد دون شك وبشكل كبير من تأثير الحزب في الوسط الشعبي، خصوصاً مع ازدياد الوعي السياسي ، وضعف ورقة الرافد الديني الذي إعتمد عليها الإصلاح طويلاً في العمل والتأثير.
ويقدح هذا التماثل الصارخ بين الإصلاح والمؤتمر - بصوره الكثيرة والمتنوعة - أيضاً في مصداقيه الأول وأمانته قدحاً لا يقبل اللبس. فتبرير الآنسي لتجاوز اللائحة الداخلية بأن "حمى التغيير لا تعني شئياً وأن الأصلاح أدرى بمصلحته " يماثل تماماً تبرير الرئيس لتراجعه عن وعده بعدم الترشح ورفض التغيير تحت دعوى "مصلحة الوطن" ، من ناحية أخرى نجد إستغباء الوعي الجمعي والتلاعب بالألفاظ من قبل عبدالله الأحمر بإعلانه أنه " لن يترشح " لكن في نفس الوقت لن يمانع في أن "يُرشح" ، وهو ما يذكر بقوة بوعد الرئيس عن "عدم الترشح" والسكوت عن مسألة " أن يُرشح" ، وأخيراً هناك فرض قائمة التمثيل وإبقاء 30 إسماً فقط للتصويت الحقيقي ( مع وجود التزكية) ، وهو ما يماثل فرض شخصيات بعينها في مؤتمر المؤتمر!!
يتبع
بقلم: في السبت 17 مارس - آذار 2007 07:07:18 م
مأرب برس - نيويورك- خاص
وقفات شائكة:عسكر موريتانيا وعسكر اليمن وإصلاح الإصلاح ، وعواصف الترابي
بات من النادر أن أجد من الوقت ، وأحياناً من الطاقة ، ما يشجع على الجلوس إلى قلمي وأوراقي لكتابة شئ، فصرت أكتفي بمتابعة المجريات وتدوين ملاحظات صغيرة عليها للاستخدام الشخصي ، ومن ثم أطوي أوراقي حتى أجد ما يحفز – أو قل ما يستحق – الكتابة. ولذا فإذا تجرأت وكتبت ، فكثيراً ما أطرق قضية أو أكثر. وهي في نهاية الأمر وقفات سريعة ..في قضايا أجد أنها تستحق التوقف
وقفة أولى: عسكر اليمن ..وعسكر موريتانيا
أدهشني العقيد ولد فال بحق! ولا أنكر أني ، إلى اللحظة ، لا أستطيع تفسير موقفه الطوباوي هذا! كيف أستطاع هذا الرجل – ورفاقه – كسر منظومة عسكرة الحكم والإنقلابات في بلد معدم مثل موريتانيا؟ كيف حطم طوق البؤس السياسي – بشهادة العالم – وهو الذي أفنى الأعوام الطوال في خدمة دكتاتورية ولد الطايع؟! أكتب هذا وأنا بالكاد فرغت من قراءة مقالة الأستاذ أبو بكر السقاف على نيوزيمن ، وهي مقالة لم يترك أستاذنا فيها ما يقال سوى تعليقات خفيفة ربما.
ثم إني أسأل: لماذا عسكر موريتانيا وليس عسكر اليمن؟
ماذا إستطاع عسكر موريتانيا تجاوز الخندق الواسع في النفسية العسكرية؟ .. لماذا تحدوا المشككين وقدموا نموذجاً رائعا في الديمقراطية؟ ولماذا عجز عسكر اليمن في نصف قرن من الإنقلابات والمهاترات والفساد والعبث واللعب على الحبال والمقامرة و المغامرة – بكل شئ تقريباً - عن إدارك حاجة وطنهم إلى موقف واحد سليم منهم؟ أليست التربية العسكرية واحدة ؟ أم أن الأمر مجر فساد ذمم وإنحطاط وعي؟
الرئيس صالح بدد حلم التغيير في 24 ساعة فقط ، وعرّض بفلسفة المطالبين بالتغيير ، و وصفهم بالكهنوتيين والعملاء والخونة و..و.. ، ثم زعم أن التغيير "لايعني دائماً الأفضل" مستنداً إلى إطروحات الـ"عرقنة" و "الصوملة" و"الأفغنة" وسواها من عنعنات الترجمات المترهلة لغوياً والمستلبة فكرياً. وتجاوز الرئيس بعد ذاك المعقول وقدم نفسه كصمام الأمان الوحيد للبلد وللدولة، ولم يسأله أحد (خوفاً ربما ) عما كان يفعله في ثلاثين عاماً إذا كان البلد لايزال غير آمن وغير مستقر؟!
من ناحية أخرى مثلت تلك التهديات - بتناقضاتها الصارخة مع تصريحاته السابقة للإنتخابات - أرضية جديدة لمشروع حكم فشل خلال ربع قرن في تأطير شرعية شعبية حقيقية له. ومع إنتهاء الإنتخابات التي أفسدت أكثر مما أصلحت ، بدا وكأن التهديدات إنتهت ، غير أنها سرعان ما بدأت تطل برأسها من جديد داخلياً وخارجياً بوتيرة أسرع.. أكثر إستفزازاً ..وأكثر تحدياً!
اليوم هناك تحد جديد أمام نظام الرئيس صالح: تحدٍ يقاوم أطروحته في رفض التغيير تحت تلك "عنعنات" ! هذا التحدي يتمثل ثمثلاً كلياً في سؤال من سطر ونصف: ماذا يمكن أن يقول الرئيس صالح وعسكر اليمن إذا نجح عسكر موريتانيا في ما عجزوا عنه: التسامي فوق المصالح الفردية و إخراج ديمقراطية حقيقية وإنتخابات شفافة ستنقذ حتماً ذلك البلد ؟.. أتمنى ألا يعودوا حينها إلى ملصق "الخصوصية" المتهرئ وتبريراته المزرية !
الرئيس صالح والنظام القائم – في جانب - خسرا فرصة ذهبية للخروج من مستنقع السلطة في سابقة كانت ستغير الكثير من واقع اليمن. محمد ولد فال والموريتانيون – في الجانب الآخر - يبدو وكأنهم يسطرون تأريخاً من ذهب. و مع أني أدرك أن من المبكر جداً الحكم على التجربة الموريتانية ، إلا أنها – مع ذلك - مبشرة جداً.
وإذا كان هناك ما يخلص إليه المرء فليس سوى حقيقة مريرة واحدة هي أنه: مرة بعد أخرى يثبت الجميع من حولنا أننا – معشر اليمنيين حكاماً ومحكومين – لا نقوى على تقديم شئياً واحداً مشرفاً لأنفسنا ..ولبلدنا.. ولمستقبل أبنائنا! وأننا نلهو بخلق خيالات ننتشي بها، ونهرب إليها كلما أستفزنا قبح واقعنا و وعار أفعالنا ، حتى إذا ما تهاوت..عضضنا عليها الأنامل غيضاً ..وندماً !
***
وقفة ثانية: إصلاح الإصلاح
لا أعرف في اليمن حزباً سياسياً (حقيقياً) أكثر تخبطاً – بعد المؤتمر الشعبي – من حزب الإصلاح. وهو ما ينبئ بكارثة حقيقية في هذا البلد ، كون هذين الحزبين هما فعلياً السلطة والسلطة البديلة ( الرمضاء والنار )!
فبداية هناك أزمة الهوية: هل حزب الإصلاح حزب ديني أم حزب سياسي؟ أم منه لا هذا ولآذاك ولا يعدو كونه حركة تربوية إجتماعية – فيها الكثير من النرجسية - وتحمل في طياتها أمل المشروع الإسلامي الكبير ، لكن بلا أهداف ولا برامج.
ثم هناك أيضاً معضلة التحدي لنوعية الهوية التي يمكن أن يحددها الإصلاح: فإذا وسم هذا الحزب نفسه بالسمة الإسلامية ، فما هو الذي هو غير إسلامي في غيره من الأحزاب؟ وإذاك كانت "إسلامية العمل والحكم" هي منطلق الحزب ، فإين كلية الإسلام فيه ، ومبادئ الولاء والبراء في حركته السياسية التي تبدو علمانية بحته (كما يبدو من تحالفاته السياسية) تحكمها المصلحة والمكسب المجرد أكثر منها حركة إسلامية (بالمعنى الشائع) قوامها الولاء والبراء.
ثم هناك أيضاً أزمة الهيكلية – والتي ترتبط إرتباطاً وثيقاً – بأزمة الهوية. فلا يبدو أن لحزب الإصلاح منطلقات وركائز ثابتة تحدد سياساته ، ولهذا فخطئه – سياسياً – أكثر من صوابه ، وتجاربه الكارثية المتكررة لا تفتأ تؤكد ذلك ،وهو الأمر الذي سيضع هذا الحزب عاجلاً أم آجلاً على محك خشن قد يؤدي إلى تفككه ، خصوصاً مع تغير المعطيات وزيادة التحديات التي يتوجب التعامل معها.
مؤتمر الإصلاح الأخير كشف عورة هذا الحزب ، وهذا رأي شخصي جداً، و وضعه جنباً إلى جنب مع حزب المؤتمر يتقاربان كثيراً في ضعف إرادة التغيير ، والاستعداد لتجاوز القوانين واللوائح وتغييرها للتناسب الأهواء ، ومن ثم غلبة مؤشرات الهيمنة والنفوذ على تمثيل القواعد الشعبية وعلى الأداء العام. اعتبرته تبرجاً أخلاقيا وصلفاً تنظيمياً – إن جاز التعبير - أن يقفز الأخوة في الإصلاح على ثوابت العمل التنظيمي بتجاهلهم للائحة داخلية تفرض التغيير. قيامهم بإعادة توزيع الأدوار والمناصب بين بعضهم من النافذين تنظيمياً ، بالإضافة إلى نوعية التفسيرات والتبريرات التي صاحبت ذلك ، أقول أن كل ذلك أظهر مقدار التماثل القائم بين هذا الحزب وحزب المؤتمر ، وهو الأمر الذي سيحد دون شك وبشكل كبير من تأثير الحزب في الوسط الشعبي، خصوصاً مع ازدياد الوعي السياسي ، وضعف ورقة الرافد الديني الذي إعتمد عليها الإصلاح طويلاً في العمل والتأثير.
ويقدح هذا التماثل الصارخ بين الإصلاح والمؤتمر - بصوره الكثيرة والمتنوعة - أيضاً في مصداقيه الأول وأمانته قدحاً لا يقبل اللبس. فتبرير الآنسي لتجاوز اللائحة الداخلية بأن "حمى التغيير لا تعني شئياً وأن الأصلاح أدرى بمصلحته " يماثل تماماً تبرير الرئيس لتراجعه عن وعده بعدم الترشح ورفض التغيير تحت دعوى "مصلحة الوطن" ، من ناحية أخرى نجد إستغباء الوعي الجمعي والتلاعب بالألفاظ من قبل عبدالله الأحمر بإعلانه أنه " لن يترشح " لكن في نفس الوقت لن يمانع في أن "يُرشح" ، وهو ما يذكر بقوة بوعد الرئيس عن "عدم الترشح" والسكوت عن مسألة " أن يُرشح" ، وأخيراً هناك فرض قائمة التمثيل وإبقاء 30 إسماً فقط للتصويت الحقيقي ( مع وجود التزكية) ، وهو ما يماثل فرض شخصيات بعينها في مؤتمر المؤتمر!!
يتبع