المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يأكل الآخر؟


سالم بامخشب
04-18-2007, 03:56 PM
وجبة بروتين أم كارثة.. الجراد القادم واليمنيين..
ما إن عرف دخول الجراد حتى بدأ يستعد لموسم طويل بين تجارة مربحة وغذاء لذيذ.
صحراء ثمود بمحافظة حضرموت استقبلت اسراب جراد أصفر جاهز لوضع البويضات، وفي صنعاء بدأ الحاج محمد حسين يجهز أكياس للاصطياد ومحل صغير في باب اليمن للبيع فيه بالكيلو كما سنوات ماضية.
بعد 3 أسابيع سيخرج الجراد من بويضاته متكاثرا ويبدأ مهاجمة الزرع والثمر ، لكنه ذكر المسنين بأعوام ماضية حين كان لاصطياده ولأكله مراسيم وطقوس.
تحذيرات المتخصصين من أن الجراد القادم يحمل سموما نتيجة مكافحته في بلدان قادم منها
- حد تعبير الدكتور علي العسلي أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة صنعاء، جعل أم سمير تقول" سيأتينا اليوم وأحشائه مليئة بسموم المبيدات ، ومع أوراق القات المسمومة يتضاعف حجم السم ويصبح موسم الجراد مأساة لنا".

اصطياد وتحضير متعدد لوجبة الجراد:
لكن خوف أم سمير لم يمنعها من التأكيد أن وجبة الجراد لذيذة, " أفضل أكل الجراد مشوياً.. كنا نجففه ونضيف عليه الملح ونخزنه في سلال ومن ثم يتم انتزاع الرأس والأجنحة وناكل البقية ".
اصطياد الجراد يتم بعدة طرق حسب (عباس الفران)، " منهم من يصطادها بعصا ويربط بها شباك وترمى بها الجرادة حتى تسقط في الشبك ويلتقطها ومنهم من يصطادها بأكياس النايلون ومنهم من يطاردها حتى يقترب منها ويصطادها ومن ثم يقومون بحصدها ويضعونها بأكياس الكتان والخصف".
ومن ثم يقوم فريق آخر " بإشعال النار تحت براميل معدنية فيها ماء يغلي حيث تطرح أكياس الجراد فتصب للماء للحظات ثم تخرج للعراء لتجففها أشعة الشمس".
ويضيف الفران " كنا نرى الجراد بالماضي هبة الله ويطاردها الصغار والكبار وطعمها لذيذ".
ويطبخ اليمنيون الجراد بطريقتين إما بالشوي او الغلي بين الماء، ويعلق على ذلك الحاج محمد عصمان آل مشيف الذي تجاوز عمره الـ 120 عاماً من شبوة انهم كانوا " يصيدون الجراد حيث يتم طبخه في الماء والملح أو يتم شويه ليقدم للضيوف".
وتضيف الحاجة محسنة " كنا نحرق الأعواد والأوراق اليابسة تحت شجر كبيرة نتوقع مجيء الجراد اليها ويكون ذلك ليلا وحين تمشي أسراب الجراد من فوق الشجر تتساقط بين النيران وحتى الفجر نجمع الجراد المشوي في أكياس ونأكل منه".
يحي شائع يقول " نجمع الجراد ونسلقه بالماء الحار، وبعد ساعات يصبح كطعم صفار البيض"، لكن شائع يشير إلى أن الجراد في السابق حجمه أكبر ".
ويؤكد الحاج صالح أنه حين يهبط بمكان يتم الانقضاض عليه وقت الفجر " لأن الجراد تتجمد ولا تقوى على الحراك في هذا الوقت "

طبق الجراد وجبة بروتين:
تقول الطبيبة الروسية جينيا بلاتين : " إن اليمنيين ينتظرون وصول الجراد إلى بلادهم بفارغ الصبر، متسائلة إن كان اليمنيون يوقفون زحف الجراد بأكله؟
وقالت الطبيبة التي تعمل في أحد مستشفيات العاصمة" لماذا قرر اليمنيون أن الجراد جدير بالأكل وليس بالرعب والخوف ", وتجيب" الجراد يتغذى بأفضل النبات والتهامه يوفر لآكله مادة البروتين وبالتالي فإن اعتباره وجبة غذائية مفضلة امر صحيح".

اجراءات متأخرة لمكافحته:
في يناير الماضي حذرت منظمة الأغذية الزراعية ( الفاو) من وصول أسراب الجراد إلى اليمن خلال شهرين وبعد 3 أشهر وصلت لكن لم يكن هناك استعداد باية اجراءات.
مدير المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي عبده فارع الرميح طمأن المزارعين من أن " الجراد في طوره الحالي لايشكل خطورة خاصة وهو في حالة وضع بيض حيث لا يتغذى وبالذات الإناث لكون بطونها ممتلئة بالبيض"، , لكن الرميح أكد أن " الخطورة في الجيل القادم بعد 3 أسابيع والذي سيفقس من بيض هذا الجراد الغازي ونتوقع ظهوره".
الدكتور العسلي اقترح عمل خطة طواريء واستخدام الطيران الزراعي كوسيلة عاجلة لرش الأراضي الزراعية وتوعية المزارعين بضرورة التأمين على محاصيلهم.
ودعا الجهات المتخصصة إلى تفعيل مراكز الأبحاث وعمليات الرقابة والرصد حتى يتم تفادي الخسائر الناجمة عن الآفات الزراعية.