( masterkey )
05-05-2007, 02:46 AM
لاشك بأن بعض التساؤلات تنفض الغبار عن كثير من مفاصل الأحداث والوقائع التاريخية .. وتكشف الغموض الذي يسيطر على بعض المواقف والرؤى والمفاهيم التي يحاول البعض جاهدا سترها وبقاءها في دائرة التعمية والغموض .. وبما أن السقيفة الدينية في الآونة الأخيرة قد شهدت الكثير من الطروحات الفكرية المختلفة المتمثلة في المواضيع الساخنة كموضوع ( مدرسة السادة آل باعلوي .. وهم أم حقيقة ؟؟ ) أو المواضيع التي ناقشت قضية أبو طالب رضي الله عنه والتعقيبات التي توالت عليها .. إلا أننا وجدنا أنفسنا أمام هذا التساؤل المربك والمشاغب الذي يفرض نفسه بقوة .. فهل بمحاولتنا الإجابة عليه سيتمكن القارئ الكريم من كشف بعض الغموض الكامن في بعض المفاصل التاريخية الهامة والأسباب التي أدّت إلى حدوث إنشقاقات وصراعات فكرية حادّة داخل مايسمى المدرسة العلوية ..
الكثير منا يعلم بأنه قد حدثت إنشقاقات فكرية عميقة في مايسمى بالمدرسة العلوية .. ومن اشهرها ماحصل من مطارحات فكرية ساخنة بين العلامة ابوبكر بن شهاب رحمه الله وبين بعض أقطاب مايسمى بمدرسة آل باعلوي .. خصوصا إختلافهم الظاهر حول بعض الوقائع التاريخية وماحدث من صراعات حول مسألة تقويض دعائم الخلافة الراشدة وقيام مملكة الملك العضوض .. ومسألة ظهور الدجل والدروشة في بعض السادة الذين ينتمون للطريقة العلوية .. فطفت على السطح تلك الصدامات الفكرية وظهرت بشكل لايمكن لأحد أن يتجاهله .. ولقد كانت للعلامة ابوبكر بن شهاب رحمه الله بعض الملاحظات على طريقة السادة آل باعلوي أنذاك ومطالبته بتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة في تصوّره حولها .. منها كما اسلفنا مسألة الدروشة والممارسة السلوكية الخاطئة للتصوّف .. وحاول بن شهاب أن يكشف بعض الدجاجلة من الذين يستخدمون التصوّف شعارا لهم فيسيئون للتصوّف وللمتصوفة .. كما حاول أن يصحح بعض المفاهيم الخاطئة حول الإمامة والخلافة في الإسلام .. وأقام كل الحجج القاطعة والبراهين الساطعة التي تثبت ماعليه بعض اقطاب تلك المدرسة من مفاهيم خاطئة ..
إلا أن الصراع الفكري الحاد إنحرف بقصد وتعمّد .. وأخذ شكلا من أشكال القذف والإتهام بالباطل دون النظر للأدلة والبراهين .. وذلك نتيجة لضعف حجج البعض وسقوط براهينهم خصوصا بعد أن كشف العلامة بن شهاب تلك الأخطاء وأقام عليها الحجة والادلة الصحيحة التي لم يستطع من يخالفه دحضها وتضعيفها .. فعمد من يخالفونه الرأي إلى اساليب الإتهامات والقذف والتأليب والإستعداء بالباطل .. ووظفوا الكثير من الجهلة والطغام ودهماء الناس .. ولفقّوا وألصقوا في العلامة بن شهاب أبشع التهم واقذرها كالرفض مثلا .. وحذروا منه ومن أقواله ومصنفاته الأغبياء والجهلة .. وزعموا بأنه محروم من بركات السلف الصالح .. ثم أمعنوا في كيل الإتهامات إليه فوصفوه بأنه يتمذهب بمذهب الرافضة وهم يعلمون بأنه شافعي المذهب .. بل أنه يصرح بذلك ويثني على الإمام الشافعي بقوله في بعض قصائده :
ولـنـا الشافـعـي خـيـر امـامـا = ان وجدنا فـي النقـل عنهـم غبارا
إن يطوفـوا نطـف ونستلـم الركـن = ونرمـي كمـا رمــوا الجـمـارا
أعلـم النـاس بالكتـاب وبالسـنـة = حيـث الهـدى هـنـاك استـنـارا
ونحن هنا لسنا بصدد التحيّز والتعصّب لإبن شهاب رغم أننا لاننكر ولا ننفي بأننا نميل لما مال إليه صراحة .. ونعتقد بأنه هو المحق وهم المخطئون خصوصا في المسألتين التي ذكرناهما سلفا .. بقدر ما نحن بصدد عرض التهم والتشنيعات الفاحشة التي رموها على بن شهاب زورا وعدوانا .. وعرض أقوال إبن شهاب التي يعرفونها سلفا والتي تبث براءته من كل التهم والتشنيعات التي لفقوها والصقوها به .. بغية إسكاته رحمه الله ومنعه من مواصلة كشف الأخطاء والمفاهيم المغلوطة التي دُسّت في أدبيات مايسمى بمدرسة السادة آل باعلوي ..
ومن اشهر قصائد العلامة ابوبكر بن شهاب رحمه الله .. التي ردّ بها رحمه الله على من يتهمونه بالرفض والتمذهب بالمذهب الشيعي كذبا وبهتانا هذه الابيات التي نقتطفها لكم من تلك القصيدة علما بأن هناك الكثير من ابناء السادة اليوم من الذين يغرر بهم .. نجدهم يحتجون علينا بين الحين والآخر بأن أبن شهاب كان شيعيا متكئين على بعض أقواله في مسألة تقويض اسس الخلافة الراشدة وقيام مملكة ظلمة بني أمية وموقفه الصريح منهم .. وهذا غير صحيح فهاهو أبن شهاب يرد على المتقدمين والمتأخرين مفصحا عن تمذهبه ومعتقده في قصيدة مطولة إختصرنا منها الإبيات التالية :
قال لي بعـض مدعـي العلـم ممـن = اضـرم الحمـق بيـن جنبيـه نـارا
هل ترفضت قلت لم ادر ما الرفـض = لـديـكـم حقـيـقـة واعـتـبـارا
فرفـيـع مـقـام قـومـي وســام = ان يجـاروا السفـيـه والمـهـذارا
غـيـر أن الـضـرورة اقـتـضـت = الإيضاح فالصمـت يوهـم الاقـرارا
فاستمـع ماأقولـه ثـم قــل مــا = شئـت بعـد اعـتـذار أو انـكـارا
ان لـي مـن تمسكـي بكـتـاب الله = مــا اتـقـي بــه الاخـطــارا
ولما صح من حديـث ابـي القاسـم = انـقــاد راضـيــا مـخـتـارا
لا اعانـي التأويـل فيه اتبـاعـا = للهوى او تعصـبـا او ضـــرارا
ولـنـا الشافـعـي خـيـر امـامـا = ان وجدنا فـي النقـل عنهـم غبارا
إن يطوفـوا نطـف ونستلـم الركـن = ونرمـي كمـا رمــوا الجـمـارا
أعلـم النـاس بالكتـاب وبالسـنـة = حيـث الهـدى هـنـاك استـنـارا
بالذي صـح عنهـم الاخـذ أحـرى = فأقـرأ الكتـب وأفحـص الاخبـارا
ان تقـل مابـه يـديـنون رفــض = فهـو ديـنـي عقـيـدة و ائتـمـارا
هذه أقوال بن شهاب التي تثبت تمذهبه بالمذهب الشافعي .. فكيف يتهمونه بالرفض ؟؟ وهل إنكار الظلم ونقد الظلمة يعتبر رفضا ؟؟ مع الأسف الشديد أن يلجأ بعض الذين لايستطيعون إقامة الحجة الصحيحة والدليل الساطع على مايقولونه إلى إتهام من يفحمهم ويلجمهم فيألّبون عليه ويستعدون الجهلة والعوام وينفّرون الناس عنه .. ثم نجدهم في أحاديثهم وكتاباتهم عندما يحاولون المبالغة في تمجيد وتعظيم مايسمى بمدرسة آل باعلوي .. يضعون ابوبكر بن شهاب على قائمة أعلامهم ورموزهم .. فكيف يضعون أبن شهاب في سجل الشرف وهم الذين حاربوه وألصقوا فيه كل تلك الاتهامات الشنيعة الباطلة .. ألا يدل هذا على مغالطات وتناقض مزري ؟؟
لم يترك ابن شهاب رحمه الله بابا إلا طرقه .. ولا نصيحة إلا اسداها .. فجادل بالحسنى وحاول تغيير تلك المفاهيم الخاطئة التي ترسخت في أدبيات القوم فجعلوا من تلك الأغاليط والمفاهيم الخاطئة منهاجا .. وطالبهم بالتصحيح وإحتج عليهم بأنه إن كان للمتقدمين عذرا في المداهنة والسكوت .. فلم يعد هذا العذر قائما اليوم .. فماهو مبرر هذا السكوت ومحاربة التصحيح الآن ؟؟ فقال رحمه الله :
انادي وكـم ناديـت سـرا وإعلانـا = وجادلت بالحسنـى وبالرفـق احيانـا
اقول لصحبي سـادة السنـة الاولـى = لهم اصبحت في الشرق والغرب عنوانا
أسنة خيـر الرسـل أم سنـة الـذي = غوى فاستوى فـوق المنابـر لعانـا
تناهوا فـان البعـض مـن علمائكـم = سروا في ظلام النصب رجلا وركبانا
وقولوا لهـم هـل بعـد قـول محمـد = وبعـد كتـاب الله تبـغـون تبيـانـا
ركبتـم بتبريـر المسـيء مطـيـة = الضـلال ولفقتـم أحاديـث بهتـانـا
رويدكـم استحيـوا مـن الله إنـكـم = جعلتم رؤوس البغـي للديـن أركانـا
اذا ما ذكرنـا المصطفـى أو وصيـه = وفاطم والسبطين أعلى الـورى شانـا
وجينا بسادات الصحابـة مثـل صـا = حب الغار والفاروق والصهر عثمانـا
ذكرتم لنـا الباغ معـاوي وابنـه = وصخرا وعمـرا والدعـي ومروانـا
هاهو بن شهاب رحمه الله يثني على الشيخين رضي الله عنهما ومقامهما الكريم فيذكر صاحب الغار والفاروق والصهر عثمان .. فمن أين أتى هؤلاء بتهمة الرفض وألصقوها به كذبا وظلما وزورا ؟؟ هل لأنه كان ينتقد معاوية وينتقد محاربته لعلي رضي الله عنه وخروجه عن طاعة إمام العصر ؟؟ فإذا كان أبن شهاب إنتقد معاوية وذمّه فهو ليس أول من فعل ذلك .. فقد كان قدوته كبار الصحابة من اهل بدر كسيدنا عمار بن ياسر وعبادة بن الصامت وحذيفة بن اليمان وخزيمة بن ثابت يذمون معاوية .. من ذلك يتبيّن لنا بأن أبن شهاب ليس رافضيا كما يكذبون ..
كل تلك الحملات التي وجهت لإبن شهاب .. ليست بسبب موقفة الصريحة تجاه مسألة تقويض دعائم الخلافة الراشدة وقيام مملكة الظلم فحسب .. بل لأن إبن شهاب رحمه الله كان له موقف صريح وواضح ممن يدّعون بأنهم من الصوفية .. وإنتقد سلوكياتهم وإدخال الدجل والخرافة في التصوّف .. وجاهر بذلك صراحة دون مجاملات وبقدرة فائقة ومواجهة صريحة .. فحاول مرارا وتكرارا أن ينصح ولكن ذهبت كل نصائحه أدراج الرياح .. وكان حريصا رحمه الله على بقاء أدبيات الطريقة العلوية صافية لاتشوبها شائبة .. حرصا منه على بقاء روح التصوف الخالص .. فكتب قصيدته الشهيرة التي يذم فيها بعض الذين إتخذوا التصوف ستارا يخفي ممارسات الدجل التي يمارسونها .. إلا أنهم واجهوه ورموه بابشع التهم .. وضيّقوا عليه عيشه في حضرموت حتى إضطروه للرحيل عنها .. فقال في قصيدته الشهيرة في ذم الذين إتخذوا من التصوف وسيلة للدجل :
هل للغرائب من حكيم عاقلِ = اوعالمٌ يقضي بحكمٍ فاصلِ
امن الذئاب المُعط صنفٌ ناطقٌ = في صورة البشر السوي الكاملِ
أأقول كلا والعيان مكذبي = كلا بل المفتي اسير السائلِ
مُعط الذئاب الناطقات هم الاولي = جعلوا التصوف صنعة للداجلِ
فترسّموا برسومه كي يحسبوا = صوفية مثل الفضيل الفاضلِ
يضعون للتمويه والتغرير فـــــــــ = ــــي مشكاة نور الحق نار الباطلِ
لبسوا العبايا والمسابح والحبي = والطيلسان يدار فوق الكاهلِ
والمظهرين البر والتقوى وإد = مان التنسّك خدعة للجافلِ
وإذا خلوا عكفوا على شهوا = تهم من لاعبٍ او شاربٍ او آكلِ
هجروا كتاب الله واستغنوا بالـــ = حان السماع ورقصة المتداولِ
زعما بان الطار والمزمار وال = اوتار تنعش كل قلب ذاهلِ
ايقوم دين الله بالسفهاء من = ذي مزهر او زامر او طابل
بئس الطوائف لامرام لهم ولا = مرمى سوى جمع الحطام الزائل
ولهم حبائل لاجتلاب المال لم = تُدرَك غوائلها لغير الفاتل
ويطوف اطراف البلاد دعاتهم = ودهاتم من كل صل صائل
ممن يبيع ولا يبالي دينه = بيع المزاد ولو بشاة شائل
في كل وادٍ لا تطيش سهامهم = مع كل حاف يجمحون وناعل
ويذيع كل مايفتري من نعت = شيخــهم الغوي ولو خرافة هازل
من صومه وصلاته وقيامه = جنح الظلام وزهده في العاجل
يروون عنه خوارقا للرسل ما = وقعت ولا إتفقت لساحر بابل
ولأجل نفي الريب عما حدّثوا = حلفوا لسامع إفكهم والقابل
وهنالك الاستاذ يجهد فكره = في سلب ثورة كل غرٍ غافل
يترقب الفرص التي فيها = قطيــــع الصيد يبدو مكثبا للنابل
يثني على اهل الثراء مصوّبا = افعالهم مستدرجا للفاعل
زيدٌ ربيع ندى وعمروٌ في مقام = كذا وبكرٌ في الرعيل الواصل
ويشير رمز في الحديث بأن ما = يحكيه من إلهام غيب نازل
حتى اذا اعتقدوا علو مقامه = ومشت عليهم حيلة المتحائل
غمروه جودا واستزادوه التما = ساً للتبرك في المقر العائلي
ولمسحه رأس الصغير ووضعه = يده الكريمة فوق بطن الحامل
ومتى تحكّم مصلحا في حالةٍ = جعل البخيل فريسة للباذل
وتراه يصدع بالمواعظ خاطبا = في القوم يُبهِر كل جمع حافل
يملي زخارف زوره متأوهاً = متباكيا ليرق قلب الناكل
طورا يرغّب في الثواب وتارة = أخرى يندد باللئيم الباخل
وأذا رأى في الجمع من أكياسه = ملئت من التبر الوفير الطائل
اوحى الى احد الشياطين الاولى = منهم تعوذ كل غول غائل
فيقول يامسكين زر شيخ الشيـوخ = تنل به اقصى اماني الآمل
وإذا اتى الفاه في المحراب في = جدٍ وشغلٍ بالعبادة شاغل
ويقال بعد الانتظار هنيهنة = ادخل فأنت اليوم اسعد داخل
ولك البشارة ان رزقت ولاءه = بالانتشال من الحضيض السافل
فإذا تقدم قال شيخ السوء = اهــلا يابُنيّ ومرحبا بالواصل
اني لرؤيتك ابتهجت ولست = أدري سر هذا الابتهاج الحاصل
فلعل في لوح السوابق بيننا = سر إتصال بالاواصر واغل
ولعل حالك في امور الدين والد = نيا على دعةٍ ولطفٍ شامل
ان كنت محتاجا فخذ ماتبتغي = تقوى به وتقيم ميل المائل
لا تخشى املاقا عليّ ولا عليــك = فنحن في كنف الرسول الكافل
اعلمت اني بعد ختم وظيفتي = سحرا عرتني غفوة المتغافل
فرأيته صلى عليه الله مبتسما = يقول : وكان اصدق قائل
ابشر فأنت وتابعوك بذمتي = ورعايتي لمقيمكم والراحل
نب عن نبيك في مواساة العفاة = الموزعين وفي عظاة الجاهل
جد بالنوافل مااستطعت على اليتا = مى والايامى والفقير العائلى
وانا الضمين لمن يعينك بالغنى = طول الحياة وفي الجنان مخاللي
فيصدّق المسكين كاذب قصة = ممزوجة بزعاف سم قاتل
فيُشاطر الاستاذ خالص تبره = لسداد ذي عوز ورفد ارامل
ولكم لهم في السر غامض حيلة = ابليس لم يطمع لها بمماثل
ولهم مع الجنس اللطيف لطائف = أبت المرؤة شرحها للناقل
لكن على الازواج عار المرسلا = ت فهم اشد بلادة من باقل
هذي طرائقهم وهذا شأنهم = تعساً لهم من خائن ومخاتل
افهكذا كانت طريق مشايخ ال = إ سلام ارباب السلوك العادل
كالتستري وكالسري وكالجنيد = الحبر والشبليّ او كالشاذلي
كلا وحاشى بل همُ عُمُد الهدى = وسحائب الفيض العميم الهاطل
الزاهدون المتقون العارفون = بربهم من كل بَرٍ عامل
وهم البراء من الاولى كذبوا على = حضراتهم وخصومهم في الآجل
فإليك ربي المشتكى وبك العيا = ذ من انتقامك والعذاب الهائل
واسمح بإرشاد الجميع الى طريق = الحق وافصح عن خطايا الخاطل
وتغش بالرحمات روح المصطفى = والمرتضى تعداد طش الوابلي
ضاعف صلاتك والسلام عليهما = وبنيهما مدد الوجود الشامل
والصحب من بسيوفهم ثلت عرو = ش الشرك واندرست رسوم الباطل
ماتاب ذو خطاء وآب مفرّطا = وأناب عبدٌ في العتيم الحائل
لاشك بأن ماحملته هذه القصيدة من نقد صريح ومزلزل لكل الذين يستترون بعباءة التصوف لممارسة الدجل والأكاذيب .. سيجعل الدجاجلة يتفجرون غضبا ويكيلون ابشع التهم لهذا الإمام العظيم الذي أراد تصحيح بعض السلوكيات الخاطئة التي ألصقها بعض الجهلة بالتصوّف وبطريقة آل باعلوي الصحيحة .. ولكن التاريخ لايمكن ان يرحم احدا .. فرغم محاولات التنفير والتشويه لإبن شهاب التي لايزالون يحاولون بثها إلى يومنا هذا إلا أننا نجد بأن الكثير اليوم وبحمد الله يدرك الغث من السمين .. والصحيح من السقيم .. فرحم الله هذا الإمام العظيم وأرضاه وبل بوابل المغفرة والرحمة ثراه ..
سلام
.
الكثير منا يعلم بأنه قد حدثت إنشقاقات فكرية عميقة في مايسمى بالمدرسة العلوية .. ومن اشهرها ماحصل من مطارحات فكرية ساخنة بين العلامة ابوبكر بن شهاب رحمه الله وبين بعض أقطاب مايسمى بمدرسة آل باعلوي .. خصوصا إختلافهم الظاهر حول بعض الوقائع التاريخية وماحدث من صراعات حول مسألة تقويض دعائم الخلافة الراشدة وقيام مملكة الملك العضوض .. ومسألة ظهور الدجل والدروشة في بعض السادة الذين ينتمون للطريقة العلوية .. فطفت على السطح تلك الصدامات الفكرية وظهرت بشكل لايمكن لأحد أن يتجاهله .. ولقد كانت للعلامة ابوبكر بن شهاب رحمه الله بعض الملاحظات على طريقة السادة آل باعلوي أنذاك ومطالبته بتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة في تصوّره حولها .. منها كما اسلفنا مسألة الدروشة والممارسة السلوكية الخاطئة للتصوّف .. وحاول بن شهاب أن يكشف بعض الدجاجلة من الذين يستخدمون التصوّف شعارا لهم فيسيئون للتصوّف وللمتصوفة .. كما حاول أن يصحح بعض المفاهيم الخاطئة حول الإمامة والخلافة في الإسلام .. وأقام كل الحجج القاطعة والبراهين الساطعة التي تثبت ماعليه بعض اقطاب تلك المدرسة من مفاهيم خاطئة ..
إلا أن الصراع الفكري الحاد إنحرف بقصد وتعمّد .. وأخذ شكلا من أشكال القذف والإتهام بالباطل دون النظر للأدلة والبراهين .. وذلك نتيجة لضعف حجج البعض وسقوط براهينهم خصوصا بعد أن كشف العلامة بن شهاب تلك الأخطاء وأقام عليها الحجة والادلة الصحيحة التي لم يستطع من يخالفه دحضها وتضعيفها .. فعمد من يخالفونه الرأي إلى اساليب الإتهامات والقذف والتأليب والإستعداء بالباطل .. ووظفوا الكثير من الجهلة والطغام ودهماء الناس .. ولفقّوا وألصقوا في العلامة بن شهاب أبشع التهم واقذرها كالرفض مثلا .. وحذروا منه ومن أقواله ومصنفاته الأغبياء والجهلة .. وزعموا بأنه محروم من بركات السلف الصالح .. ثم أمعنوا في كيل الإتهامات إليه فوصفوه بأنه يتمذهب بمذهب الرافضة وهم يعلمون بأنه شافعي المذهب .. بل أنه يصرح بذلك ويثني على الإمام الشافعي بقوله في بعض قصائده :
ولـنـا الشافـعـي خـيـر امـامـا = ان وجدنا فـي النقـل عنهـم غبارا
إن يطوفـوا نطـف ونستلـم الركـن = ونرمـي كمـا رمــوا الجـمـارا
أعلـم النـاس بالكتـاب وبالسـنـة = حيـث الهـدى هـنـاك استـنـارا
ونحن هنا لسنا بصدد التحيّز والتعصّب لإبن شهاب رغم أننا لاننكر ولا ننفي بأننا نميل لما مال إليه صراحة .. ونعتقد بأنه هو المحق وهم المخطئون خصوصا في المسألتين التي ذكرناهما سلفا .. بقدر ما نحن بصدد عرض التهم والتشنيعات الفاحشة التي رموها على بن شهاب زورا وعدوانا .. وعرض أقوال إبن شهاب التي يعرفونها سلفا والتي تبث براءته من كل التهم والتشنيعات التي لفقوها والصقوها به .. بغية إسكاته رحمه الله ومنعه من مواصلة كشف الأخطاء والمفاهيم المغلوطة التي دُسّت في أدبيات مايسمى بمدرسة السادة آل باعلوي ..
ومن اشهر قصائد العلامة ابوبكر بن شهاب رحمه الله .. التي ردّ بها رحمه الله على من يتهمونه بالرفض والتمذهب بالمذهب الشيعي كذبا وبهتانا هذه الابيات التي نقتطفها لكم من تلك القصيدة علما بأن هناك الكثير من ابناء السادة اليوم من الذين يغرر بهم .. نجدهم يحتجون علينا بين الحين والآخر بأن أبن شهاب كان شيعيا متكئين على بعض أقواله في مسألة تقويض اسس الخلافة الراشدة وقيام مملكة ظلمة بني أمية وموقفه الصريح منهم .. وهذا غير صحيح فهاهو أبن شهاب يرد على المتقدمين والمتأخرين مفصحا عن تمذهبه ومعتقده في قصيدة مطولة إختصرنا منها الإبيات التالية :
قال لي بعـض مدعـي العلـم ممـن = اضـرم الحمـق بيـن جنبيـه نـارا
هل ترفضت قلت لم ادر ما الرفـض = لـديـكـم حقـيـقـة واعـتـبـارا
فرفـيـع مـقـام قـومـي وســام = ان يجـاروا السفـيـه والمـهـذارا
غـيـر أن الـضـرورة اقـتـضـت = الإيضاح فالصمـت يوهـم الاقـرارا
فاستمـع ماأقولـه ثـم قــل مــا = شئـت بعـد اعـتـذار أو انـكـارا
ان لـي مـن تمسكـي بكـتـاب الله = مــا اتـقـي بــه الاخـطــارا
ولما صح من حديـث ابـي القاسـم = انـقــاد راضـيــا مـخـتـارا
لا اعانـي التأويـل فيه اتبـاعـا = للهوى او تعصـبـا او ضـــرارا
ولـنـا الشافـعـي خـيـر امـامـا = ان وجدنا فـي النقـل عنهـم غبارا
إن يطوفـوا نطـف ونستلـم الركـن = ونرمـي كمـا رمــوا الجـمـارا
أعلـم النـاس بالكتـاب وبالسـنـة = حيـث الهـدى هـنـاك استـنـارا
بالذي صـح عنهـم الاخـذ أحـرى = فأقـرأ الكتـب وأفحـص الاخبـارا
ان تقـل مابـه يـديـنون رفــض = فهـو ديـنـي عقـيـدة و ائتـمـارا
هذه أقوال بن شهاب التي تثبت تمذهبه بالمذهب الشافعي .. فكيف يتهمونه بالرفض ؟؟ وهل إنكار الظلم ونقد الظلمة يعتبر رفضا ؟؟ مع الأسف الشديد أن يلجأ بعض الذين لايستطيعون إقامة الحجة الصحيحة والدليل الساطع على مايقولونه إلى إتهام من يفحمهم ويلجمهم فيألّبون عليه ويستعدون الجهلة والعوام وينفّرون الناس عنه .. ثم نجدهم في أحاديثهم وكتاباتهم عندما يحاولون المبالغة في تمجيد وتعظيم مايسمى بمدرسة آل باعلوي .. يضعون ابوبكر بن شهاب على قائمة أعلامهم ورموزهم .. فكيف يضعون أبن شهاب في سجل الشرف وهم الذين حاربوه وألصقوا فيه كل تلك الاتهامات الشنيعة الباطلة .. ألا يدل هذا على مغالطات وتناقض مزري ؟؟
لم يترك ابن شهاب رحمه الله بابا إلا طرقه .. ولا نصيحة إلا اسداها .. فجادل بالحسنى وحاول تغيير تلك المفاهيم الخاطئة التي ترسخت في أدبيات القوم فجعلوا من تلك الأغاليط والمفاهيم الخاطئة منهاجا .. وطالبهم بالتصحيح وإحتج عليهم بأنه إن كان للمتقدمين عذرا في المداهنة والسكوت .. فلم يعد هذا العذر قائما اليوم .. فماهو مبرر هذا السكوت ومحاربة التصحيح الآن ؟؟ فقال رحمه الله :
انادي وكـم ناديـت سـرا وإعلانـا = وجادلت بالحسنـى وبالرفـق احيانـا
اقول لصحبي سـادة السنـة الاولـى = لهم اصبحت في الشرق والغرب عنوانا
أسنة خيـر الرسـل أم سنـة الـذي = غوى فاستوى فـوق المنابـر لعانـا
تناهوا فـان البعـض مـن علمائكـم = سروا في ظلام النصب رجلا وركبانا
وقولوا لهـم هـل بعـد قـول محمـد = وبعـد كتـاب الله تبـغـون تبيـانـا
ركبتـم بتبريـر المسـيء مطـيـة = الضـلال ولفقتـم أحاديـث بهتـانـا
رويدكـم استحيـوا مـن الله إنـكـم = جعلتم رؤوس البغـي للديـن أركانـا
اذا ما ذكرنـا المصطفـى أو وصيـه = وفاطم والسبطين أعلى الـورى شانـا
وجينا بسادات الصحابـة مثـل صـا = حب الغار والفاروق والصهر عثمانـا
ذكرتم لنـا الباغ معـاوي وابنـه = وصخرا وعمـرا والدعـي ومروانـا
هاهو بن شهاب رحمه الله يثني على الشيخين رضي الله عنهما ومقامهما الكريم فيذكر صاحب الغار والفاروق والصهر عثمان .. فمن أين أتى هؤلاء بتهمة الرفض وألصقوها به كذبا وظلما وزورا ؟؟ هل لأنه كان ينتقد معاوية وينتقد محاربته لعلي رضي الله عنه وخروجه عن طاعة إمام العصر ؟؟ فإذا كان أبن شهاب إنتقد معاوية وذمّه فهو ليس أول من فعل ذلك .. فقد كان قدوته كبار الصحابة من اهل بدر كسيدنا عمار بن ياسر وعبادة بن الصامت وحذيفة بن اليمان وخزيمة بن ثابت يذمون معاوية .. من ذلك يتبيّن لنا بأن أبن شهاب ليس رافضيا كما يكذبون ..
كل تلك الحملات التي وجهت لإبن شهاب .. ليست بسبب موقفة الصريحة تجاه مسألة تقويض دعائم الخلافة الراشدة وقيام مملكة الظلم فحسب .. بل لأن إبن شهاب رحمه الله كان له موقف صريح وواضح ممن يدّعون بأنهم من الصوفية .. وإنتقد سلوكياتهم وإدخال الدجل والخرافة في التصوّف .. وجاهر بذلك صراحة دون مجاملات وبقدرة فائقة ومواجهة صريحة .. فحاول مرارا وتكرارا أن ينصح ولكن ذهبت كل نصائحه أدراج الرياح .. وكان حريصا رحمه الله على بقاء أدبيات الطريقة العلوية صافية لاتشوبها شائبة .. حرصا منه على بقاء روح التصوف الخالص .. فكتب قصيدته الشهيرة التي يذم فيها بعض الذين إتخذوا التصوف ستارا يخفي ممارسات الدجل التي يمارسونها .. إلا أنهم واجهوه ورموه بابشع التهم .. وضيّقوا عليه عيشه في حضرموت حتى إضطروه للرحيل عنها .. فقال في قصيدته الشهيرة في ذم الذين إتخذوا من التصوف وسيلة للدجل :
هل للغرائب من حكيم عاقلِ = اوعالمٌ يقضي بحكمٍ فاصلِ
امن الذئاب المُعط صنفٌ ناطقٌ = في صورة البشر السوي الكاملِ
أأقول كلا والعيان مكذبي = كلا بل المفتي اسير السائلِ
مُعط الذئاب الناطقات هم الاولي = جعلوا التصوف صنعة للداجلِ
فترسّموا برسومه كي يحسبوا = صوفية مثل الفضيل الفاضلِ
يضعون للتمويه والتغرير فـــــــــ = ــــي مشكاة نور الحق نار الباطلِ
لبسوا العبايا والمسابح والحبي = والطيلسان يدار فوق الكاهلِ
والمظهرين البر والتقوى وإد = مان التنسّك خدعة للجافلِ
وإذا خلوا عكفوا على شهوا = تهم من لاعبٍ او شاربٍ او آكلِ
هجروا كتاب الله واستغنوا بالـــ = حان السماع ورقصة المتداولِ
زعما بان الطار والمزمار وال = اوتار تنعش كل قلب ذاهلِ
ايقوم دين الله بالسفهاء من = ذي مزهر او زامر او طابل
بئس الطوائف لامرام لهم ولا = مرمى سوى جمع الحطام الزائل
ولهم حبائل لاجتلاب المال لم = تُدرَك غوائلها لغير الفاتل
ويطوف اطراف البلاد دعاتهم = ودهاتم من كل صل صائل
ممن يبيع ولا يبالي دينه = بيع المزاد ولو بشاة شائل
في كل وادٍ لا تطيش سهامهم = مع كل حاف يجمحون وناعل
ويذيع كل مايفتري من نعت = شيخــهم الغوي ولو خرافة هازل
من صومه وصلاته وقيامه = جنح الظلام وزهده في العاجل
يروون عنه خوارقا للرسل ما = وقعت ولا إتفقت لساحر بابل
ولأجل نفي الريب عما حدّثوا = حلفوا لسامع إفكهم والقابل
وهنالك الاستاذ يجهد فكره = في سلب ثورة كل غرٍ غافل
يترقب الفرص التي فيها = قطيــــع الصيد يبدو مكثبا للنابل
يثني على اهل الثراء مصوّبا = افعالهم مستدرجا للفاعل
زيدٌ ربيع ندى وعمروٌ في مقام = كذا وبكرٌ في الرعيل الواصل
ويشير رمز في الحديث بأن ما = يحكيه من إلهام غيب نازل
حتى اذا اعتقدوا علو مقامه = ومشت عليهم حيلة المتحائل
غمروه جودا واستزادوه التما = ساً للتبرك في المقر العائلي
ولمسحه رأس الصغير ووضعه = يده الكريمة فوق بطن الحامل
ومتى تحكّم مصلحا في حالةٍ = جعل البخيل فريسة للباذل
وتراه يصدع بالمواعظ خاطبا = في القوم يُبهِر كل جمع حافل
يملي زخارف زوره متأوهاً = متباكيا ليرق قلب الناكل
طورا يرغّب في الثواب وتارة = أخرى يندد باللئيم الباخل
وأذا رأى في الجمع من أكياسه = ملئت من التبر الوفير الطائل
اوحى الى احد الشياطين الاولى = منهم تعوذ كل غول غائل
فيقول يامسكين زر شيخ الشيـوخ = تنل به اقصى اماني الآمل
وإذا اتى الفاه في المحراب في = جدٍ وشغلٍ بالعبادة شاغل
ويقال بعد الانتظار هنيهنة = ادخل فأنت اليوم اسعد داخل
ولك البشارة ان رزقت ولاءه = بالانتشال من الحضيض السافل
فإذا تقدم قال شيخ السوء = اهــلا يابُنيّ ومرحبا بالواصل
اني لرؤيتك ابتهجت ولست = أدري سر هذا الابتهاج الحاصل
فلعل في لوح السوابق بيننا = سر إتصال بالاواصر واغل
ولعل حالك في امور الدين والد = نيا على دعةٍ ولطفٍ شامل
ان كنت محتاجا فخذ ماتبتغي = تقوى به وتقيم ميل المائل
لا تخشى املاقا عليّ ولا عليــك = فنحن في كنف الرسول الكافل
اعلمت اني بعد ختم وظيفتي = سحرا عرتني غفوة المتغافل
فرأيته صلى عليه الله مبتسما = يقول : وكان اصدق قائل
ابشر فأنت وتابعوك بذمتي = ورعايتي لمقيمكم والراحل
نب عن نبيك في مواساة العفاة = الموزعين وفي عظاة الجاهل
جد بالنوافل مااستطعت على اليتا = مى والايامى والفقير العائلى
وانا الضمين لمن يعينك بالغنى = طول الحياة وفي الجنان مخاللي
فيصدّق المسكين كاذب قصة = ممزوجة بزعاف سم قاتل
فيُشاطر الاستاذ خالص تبره = لسداد ذي عوز ورفد ارامل
ولكم لهم في السر غامض حيلة = ابليس لم يطمع لها بمماثل
ولهم مع الجنس اللطيف لطائف = أبت المرؤة شرحها للناقل
لكن على الازواج عار المرسلا = ت فهم اشد بلادة من باقل
هذي طرائقهم وهذا شأنهم = تعساً لهم من خائن ومخاتل
افهكذا كانت طريق مشايخ ال = إ سلام ارباب السلوك العادل
كالتستري وكالسري وكالجنيد = الحبر والشبليّ او كالشاذلي
كلا وحاشى بل همُ عُمُد الهدى = وسحائب الفيض العميم الهاطل
الزاهدون المتقون العارفون = بربهم من كل بَرٍ عامل
وهم البراء من الاولى كذبوا على = حضراتهم وخصومهم في الآجل
فإليك ربي المشتكى وبك العيا = ذ من انتقامك والعذاب الهائل
واسمح بإرشاد الجميع الى طريق = الحق وافصح عن خطايا الخاطل
وتغش بالرحمات روح المصطفى = والمرتضى تعداد طش الوابلي
ضاعف صلاتك والسلام عليهما = وبنيهما مدد الوجود الشامل
والصحب من بسيوفهم ثلت عرو = ش الشرك واندرست رسوم الباطل
ماتاب ذو خطاء وآب مفرّطا = وأناب عبدٌ في العتيم الحائل
لاشك بأن ماحملته هذه القصيدة من نقد صريح ومزلزل لكل الذين يستترون بعباءة التصوف لممارسة الدجل والأكاذيب .. سيجعل الدجاجلة يتفجرون غضبا ويكيلون ابشع التهم لهذا الإمام العظيم الذي أراد تصحيح بعض السلوكيات الخاطئة التي ألصقها بعض الجهلة بالتصوّف وبطريقة آل باعلوي الصحيحة .. ولكن التاريخ لايمكن ان يرحم احدا .. فرغم محاولات التنفير والتشويه لإبن شهاب التي لايزالون يحاولون بثها إلى يومنا هذا إلا أننا نجد بأن الكثير اليوم وبحمد الله يدرك الغث من السمين .. والصحيح من السقيم .. فرحم الله هذا الإمام العظيم وأرضاه وبل بوابل المغفرة والرحمة ثراه ..
سلام
.