أبوعوض الشبامي
06-15-2007, 10:19 AM
عاش الحضرمي قرونا طوال بين غربة واغتراب والغربة عن الوطن والغربة في الوطن ...!!
ودعونا نتحدث عن الغربة في الوطن ...
كان الواقع القديم في القرى والبلدان الحضرمية يعطينا احسن مثال عن تعاون اهل القرية والبلدة واهتمامهم ببعضهم البعض بحيث يصبح القادم ( الغريب ) واحدا من اهل القرية يشاركونه افراحه واتراحه ويبادلونه الشعور نفسه وامام هذا الشعور الطيب يصبح الغريب بعد وقت قصير واحدا من ابناء القرية أوالبلدة وعضوا من اعضاء مجتمعه الذي اختار العيش والاستقرار فيه،،،
أما في زماننا هذا يبقى الغريب غريبا وجسما طارئا حل على ابناء القرية أو البلدة الصغيرة التي جعلها محطة له ..!!
كثيرا ما ينظر الناس للغريب بالريبة والحيطة والتعامل معه بحذر ... ويستاءلون فيما بينهم صباحا مساءا عن سبب مجيئه اليهم واختياره العيش وسطهم ... وحتى في المدن الكبيرة برغم ما فيها من وسائل الترفية فالانسان الحضرمي في هذه المدن يحس بالغربة الداخلية فهو لا يطيب له فيها المقام حتى يؤكد قول الشاعر العربي
شر البلاد بلاد لا صديق لها........
فإذا هو لبقاً و شخصا اجتماعيا استطاع أن يوسّع دائرة اصدقاءه تغلب جزئيا على بعض من شعور الغربة فكانت خفيفة على نفسه ولكنها تبقى ملازما له.. فإذا ما حان وقت اجازات الاعياد او الاجازات الصيفية للمدارس فإنه يسارع بالرحيل من المدينة الى قريته النائية في اقصى وادي حضرموت، واذا علم بمناسبة من المناسبات في قريته ( اعراس تعازي ) فيغتنم الفرصة ويرحل الى القرية بحجة قضاء الواجب الاجتماعي ... لان شعوره بالارتباط بقريته ومحيطها يعوض عنه احساسه بالغربة الداخلية التي يعيشها في تلك المدن الحضرمية التي اختار العمل فيها ...
أما غربة الحضارم خارج الوطن فإنها الغربة والاغتراب بكل ثقلها على النفس وهو الشعور العام المشترك في ما بينهم البين ولو سكنوا في عمارات متجاورة واصبحت لهم كثافة في بعض الأحياء التي يختارونها ليتجاورن مع بعضهم البعض كعادتهم في مهجرهم الخارجي إلا إن ذلك لا يخفف عنهم مرارة الشعور القاسي بالغربة.
وهذا الحال والمثال الاحظ تأثيره بين افراد اسرتي واقاربي فإذا ما حانت الاجازة اراهم يتزلزلون ويتأهبون للاستعداد للسفر في الاجازة للبلاد ... ومن الغريب والملفت للانتباه أن الاطفال أكثر تحمسا من الكبار بغض النظر عن وسائل العيش الطيبة ووسائل الترفية الموجودة هنا في الغربة .... يبدو لي انهم يجدون هناك فضاءات اوسع للعب والتواصل مع الناس دون قيود أوحرمان من الخروج خارج البيت كما هو الحال الذي نفرضه عليهم هنا ....!!
لاشك أن السفر للبلاد من فوائده توثيق علاقة الأولاد بمجتمعهم وأهلهم وبلادهم إلا إنه مجهدا لميزانية الفرد وتزيده على عبئه عبئا آخر ثقيلا ، ولكن السفر خاصة وقت السيول والخريف ومواعيد الزواجات يضيف بهجة ومتعة إلى نفوس الجميع. فيذهب الندم على المصاريف. و إذا الحال كان بعكس ذلك... فإن الحسرة والشعور بالغربة في الداخل تزيد وحين العودة من الاجازة تتضاعف في نفس الفرد.
.
ودعونا نتحدث عن الغربة في الوطن ...
كان الواقع القديم في القرى والبلدان الحضرمية يعطينا احسن مثال عن تعاون اهل القرية والبلدة واهتمامهم ببعضهم البعض بحيث يصبح القادم ( الغريب ) واحدا من اهل القرية يشاركونه افراحه واتراحه ويبادلونه الشعور نفسه وامام هذا الشعور الطيب يصبح الغريب بعد وقت قصير واحدا من ابناء القرية أوالبلدة وعضوا من اعضاء مجتمعه الذي اختار العيش والاستقرار فيه،،،
أما في زماننا هذا يبقى الغريب غريبا وجسما طارئا حل على ابناء القرية أو البلدة الصغيرة التي جعلها محطة له ..!!
كثيرا ما ينظر الناس للغريب بالريبة والحيطة والتعامل معه بحذر ... ويستاءلون فيما بينهم صباحا مساءا عن سبب مجيئه اليهم واختياره العيش وسطهم ... وحتى في المدن الكبيرة برغم ما فيها من وسائل الترفية فالانسان الحضرمي في هذه المدن يحس بالغربة الداخلية فهو لا يطيب له فيها المقام حتى يؤكد قول الشاعر العربي
شر البلاد بلاد لا صديق لها........
فإذا هو لبقاً و شخصا اجتماعيا استطاع أن يوسّع دائرة اصدقاءه تغلب جزئيا على بعض من شعور الغربة فكانت خفيفة على نفسه ولكنها تبقى ملازما له.. فإذا ما حان وقت اجازات الاعياد او الاجازات الصيفية للمدارس فإنه يسارع بالرحيل من المدينة الى قريته النائية في اقصى وادي حضرموت، واذا علم بمناسبة من المناسبات في قريته ( اعراس تعازي ) فيغتنم الفرصة ويرحل الى القرية بحجة قضاء الواجب الاجتماعي ... لان شعوره بالارتباط بقريته ومحيطها يعوض عنه احساسه بالغربة الداخلية التي يعيشها في تلك المدن الحضرمية التي اختار العمل فيها ...
أما غربة الحضارم خارج الوطن فإنها الغربة والاغتراب بكل ثقلها على النفس وهو الشعور العام المشترك في ما بينهم البين ولو سكنوا في عمارات متجاورة واصبحت لهم كثافة في بعض الأحياء التي يختارونها ليتجاورن مع بعضهم البعض كعادتهم في مهجرهم الخارجي إلا إن ذلك لا يخفف عنهم مرارة الشعور القاسي بالغربة.
وهذا الحال والمثال الاحظ تأثيره بين افراد اسرتي واقاربي فإذا ما حانت الاجازة اراهم يتزلزلون ويتأهبون للاستعداد للسفر في الاجازة للبلاد ... ومن الغريب والملفت للانتباه أن الاطفال أكثر تحمسا من الكبار بغض النظر عن وسائل العيش الطيبة ووسائل الترفية الموجودة هنا في الغربة .... يبدو لي انهم يجدون هناك فضاءات اوسع للعب والتواصل مع الناس دون قيود أوحرمان من الخروج خارج البيت كما هو الحال الذي نفرضه عليهم هنا ....!!
لاشك أن السفر للبلاد من فوائده توثيق علاقة الأولاد بمجتمعهم وأهلهم وبلادهم إلا إنه مجهدا لميزانية الفرد وتزيده على عبئه عبئا آخر ثقيلا ، ولكن السفر خاصة وقت السيول والخريف ومواعيد الزواجات يضيف بهجة ومتعة إلى نفوس الجميع. فيذهب الندم على المصاريف. و إذا الحال كان بعكس ذلك... فإن الحسرة والشعور بالغربة في الداخل تزيد وحين العودة من الاجازة تتضاعف في نفس الفرد.
.