المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحمـــــة الحبيــــــــب " صلى الله عليه وسلم "


عاشق القبه الخضراء
06-15-2007, 12:08 PM
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم

الْحَمْدُ للهِ الذي أرسل لنا نبيه المصطفى ، الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ؛ ليخرجنا من الظلمات إلى النور ، بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهو الزوج الكريم ، والأب الرحيم يسيل رقة وحناناً ، ويفيض حباً وشفقة ، وفوق كل ذلك هو زعيم خير أمةٍ ، مدبراً أميناً ومشرعاً بأمر الله حكيماً وحاكماً بما أنزل الله عدلاً رحيماً ، وهو القائد النبيه والبطل المغوار عند اشتداد البأس ، لا تبطره نشوة النصر ولا تستفزه القوة والغلبة ..

ولقد منَّ الله على خلقه برسول كريم ، فكان الرحمة المهداة للعالمين يحدو بهم نحو طريق الفلاح ، ويضع خطط التغيير والإصلاح ، محفوفاً برعاية الله ، مستنيراً بهدي الله ، لا يأخذ الناس في دعوته بالمكر والحيلة ولا بالعنف والإكراه ، بل يترفق بهم ، ويلين لفظاظتهم ويخاطبهم بما يفهمون ، وهو يعلمهم ويرشدهم بما فيه مصلحة لهم من خيري الدنيا والآخرة ..

فعن أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه : عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ» حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ..

وسنعرض هنا في هذا الموضوع بعضاً من صور لرحمته صلى الله عليه وسلم مع أهله وأصحابه وأزواجه وأمته ومع الأطفال ومع الحيوان والنبات ليزداد تعلقنا به صلوات ربي وسلامه عليه .........

رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم

قال تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء-107

فمن هم العالمين ؟؟

هل هم المؤمنين والمشركين ؟ أم هم أهل الإيـمان خاصة دون أهل الكفر؟ وقد ذكر بعض أهل التفسير بل هم جميع العالم المؤمن والكافر. فأما مؤمنهم فإن الله هداه به، وأدخـله بالإيمان به وبالعمل بما جاء من عند الله الـجنة. وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بـالأمـم الـمكذّبة السابقة من العذاب والمسخ والخسف والقذف ، فهو أماناً للخلق من العذاب إلى نفخة الصور ، ويدخل معهم الملائكة أيضاً وبه يأمنوا من ما ابتلى به هاروت وماروت ، فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة لهم وجب أن يكون أفضل منهم ، وأن النبـي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال: نعم كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله تعالى علي في القرآن بقوله سبحانه {ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ } (التكوير:20) ..

ويأتي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلاّ مِنْ شَقِّي » - رواه أحمد وأبو داود - ليحضنا على الرحمة مع جميع الخلق ، فيدخل المؤمن والكافر والبهائم والمملوك منها وغير المملوك، ويدخل في الرحمة التعاهد بالطعام والسقي والتخفيف في الحمل وترك التعدي بالضرب ، ويدخل في الرحمة أيضاً نفس الإنسان فهي أولى بالشفقة والمرحمة عليها من غيرها ، بل فائدة شفقته على غيره راجعة إليها لقوله تعالى : {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} ..
فإن الشفقة لا تسلب من قلب امرؤ إلا كان شقياً ، لأن الرحمة في الخلق رقة القلب ، والرقة في القلب علامة الايمان ، فمن لا رقة له لا إيمان له ، ومن لا إيمان له شقي ، فمن لا يرزق الرقة شقي .. وكنتيجة لرحمتنا بمن حولنا يرحمنا الله ويحسن إلينا ويتفضل علينا ، فالرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة ، فإقامة الحدود والانتقام لرحمة الله لا ينافي كل منهما الرحمة ..

وكان صلى الله عليه وسلم رحمة في الدين والدنيا ، أما في الدين فلأنه بعث والناس في جاهلية وضلالة ، وأهل الكتابين كانوا في حيرة من أمر دينهم لطول مكثهم وانقطاع تواترهم ووقوع الاختلاف في كتبهم فبعث الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين لم يكن لطالب الحق سبيل إلى الفوز والثبات . فدعاهم إلى الحق وبين لهم سبيل الثواب . وشرع لهم الأحكام وميز الحلال عن الحرام . ثم إنما ينتفع بهذه الرحمة من كانت همته طلب الحق فلا يركن إلى التقليد ولا إلى العناد والاستكبار . وكان التوفيق قريناً له .. قال تعالى : (( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ )) (فصلت: من الآية44) ..أما في الدنيا فلأنهم تخلصوا بسببه من كثير من الذل والقتال والحروب ونصروا ببركة دينه ..

ومن ذلك قوم شعيب الذين سألوا نبيهم :{أسقط علينا كسفاً من السماء إن كنت من الصادقين} فعاقبهم الله بعذاب يوم الظلة، إنه كان عذاب يوم عظيم، وأما نبي الرحمة ونبي التوبة المبعوث رحمة للعالمين فسأل إنظارهم وتأجيلهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئاً ..

وكذلك الأحزاب لما أجلاهم عن المدينة بما أرسل عليهم من الريح والجنود الإلهية ، ولولا أن جعل الله رسوله رحمة للعالمين، لكانت هذه الريح عليهم أشد من الريح العقيم على عاد، ولكن قال تعالى: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) (لأنفال:33) ، فسلط عليهم هواء فرق شملهم كما كان سبب اجتماعهم من الهوى، وهم أخلاط من قبائل شتى أحزاب وآراء، فناسب أن يرسل عليهم الهواء الذي فرق جماعاتهم، وردهم خائبين خاسرين بغيظهم وحنقهم، ولم ينالوا خيراً لا في الدنيا مما كان في أنفسهم من الظفر والمغنم، ولا في الآخرة بما تحملوه من الآثام في مبارزة الرسول صلى الله عليه وسلم بالعدواة وهمهم بقتله واستئصال جيشه، ومن هم بشيء وصدق همه بفعله، فهو في الحقيقة كفاعله ..

ولقد أرسل الله رسوله رحمة للناس كافة ليأخذ بأيديهم إلى الهدى وما يهتدي إلا أولئك المتهيئون المستعدون وإن كانت الرحمة تتحقق للمؤمنين ولغير المؤمنين ، ولقد كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لقومه ورحمة للبشرية كلها من بعده والمبادئ التي جاء بها كانت غريبة في أول الأمر على ضمير البشرية ، لبعد ما كان بينهما وبين واقع الحياة الواقعية والروحية من مسافة . ولكن البشرية أخذت من يومها تقرب شيئاً فشيئاً من آفاق هذه المبادئ . فتزول غربتها في حسها وتتبناها وتنفذها ولو تحت عنوانات أخرى ..

فـ الرسالة المحمدية كانت رحمة للبشرية وسعادةً لهم في الدارين .. وأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم إنما أرسل رحمة للعالمين من آمن منهم ومن لم يؤمن على السواء . فالبشرية كلها قد تأثرت بالمنهج الذي جاء به طائعة أو كارهة ، شاعرة أو غير شاعرة ، وما تزال ظلال هذه الرحمة وارفة لمن يريد أن يستظل بها ، ويستروح فيها نسائم السماء الرخيمة في هجير الأرض المحرق وبخاصة هذه الأيام .

وإن البشرية اليوم لفي أشد الحاجة إلى حسن هذه الرحمة ونداها وهي طلقة حائرة شاردة في متاهات المادية وجحيم الحروب وجفاف الأرواح والقلوب ، ثم يظهر عنصر الرحمة الأصيل في تلك الرسالة . عنصر التوحيد المطلق الذي ينقذ البشرية من أوهام الجاهلية ومن أثقال الوثنية ومن ضغط الوهم والخرافة والذي يقيم الحياة على قاعدتها الركينة ، قيربطها بالوجود كله وفق نواميس واضحة وسنن ثابتة ، لا وفق أهواء ونزوات وشهوات يكفل لكل انسان أن يقف مرفوع الرأس فلا تنحني الرؤوس إلا لله الواحد القهار .

وما بعث الله محمداً إلا لإنقاذ البشرية من شقاء الجاهلية فهو في سلمه وحربه رحمة للإنسانية ولهذا لم يقل سبحانه رحمة للمؤمنين وإنما قال للعالمين فإن الله تعالى جعله الرحمة المهداة رحم به الإنسانية جمعاء لأنه جاءهم بالسعادة الكبرى والنجاة من الشقاوة العظمى ونالوا على يديه الخيرات الكثيرة الدينية والدنيوية ، فعلَّمهم بعد الجهالة ، وهداهم بعد الضلالة وأنقذهم من براثن الشرك والوثنية فكان رحمة للعالمين ؛ حتى الكفار رُحموا به ، حيث أخرَّ الله عقوبتهم فلم يستأصلهم بالعذاب كالخسف والمسخ والغرق كما حدث للأمم السابقة إكراماً لرسوله عليه الصلاة والسلام : (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ )) ، وحين حمل رسول الله السلاح إنما كان الغرض منه إنقاذ البشرية من الشقاء بقوة الحديد والنار كالطبيب الذي يستعمل المبضع لينقذ المريض من خطر داهم محقق ..

وأنه لولا النبوات لم يكن في العالم علم نافع البتة ولا عمل صالح ولا صلاح في معيشة ولا قوام لمملكة ولكان الناس بمنزلة البهائم والسباع العادية والكلاب الضاربة التي يعدو بعضها على بعض، وكل خير في العالم فمن آثار النبوة وكل شر وقع في العالم أو سيقع فبسبب خفاء آثار النبوة ودروسها فالعالم جسد روحه النبوة ولا قيام للجسد بدون روحه، ولهذا إذا انكسفت شمس النبوة من العالم ولم يبق في الأرض شيء من آثارها البتة انشقت سماؤه وانتشرت كواكبه وكورت شمسه وخسف قمره ونسفت جباله وزلزلت أرضه وأهلك من عليها فلا قيام للعالم إلا بآثار النبوة ..

المراجع : جامع البيان في تفسير القرآن للطبري ، تفسير ابن كثير ، والفخر الرازي وفي ظلال القرآن لسيد قطب ، قبس من نور القرآن ، مفتاح السعادة لابن القيم ..

وللموضوع بقيه إن شاء الله

http://www.asharqalawsat.com/2006/11/15/images/ksa-local.392019.jpg
السيدعبدلله فدعق الهاشمي والشيخ عائض القرني في منزل السيد عبدلله فدعق في حوار إسلامي هادف

مخاوي اليل
06-15-2007, 09:49 PM
كلام طيب يابن هاشم ونعم فيك دايم تجيب كل طيب تسلم يمينك وماقصرت سباق للخير

عاشق القبه الخضراء
06-16-2007, 03:26 AM
كلام طيب يابن هاشم ونعم فيك دايم تجيب كل طيب تسلم يمينك وماقصرت سباق للخير

ياسيـــــــــدي مخاوي الليـــــــــــــــــــل كلك ذوق وأشكرك على مروركم الكريم

عاشق القبه الخضراء
06-16-2007, 03:41 AM
حثه صلى الله عليه وسلم على الرحمة

يربط رحمة الخلق برحمة الله :

عن عبد الله بن عَمرو بن العاص يَبْلُغُ به النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: « الرّاحِمونَ يَرْحَمُهُمْ الرّحمٰن، ارْحَمُوا أَهْلَ الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السّماءِ ، والرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمٰن ، مَنْ وَصَلَها وَصَلَتْهُ، وَمَنْ قَطعها بَتَّتْه » رواه الإمام أحمد والترمذي قال أبو عِيسَى : هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .

وينفي الإيمان على من لا يرحم :

عن أبي موسى رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (لن تؤمنوا حتى تراحموا) قالوا : يارسول الله كلنا رحيم قال: (( إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكن رحمة العامة)) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ..

سماحه بالبكاء على الميت :

عن عمرو بن الأزرق قال: توفي بعض كنائن مروان فشهدها الناس وشهدها أبو هريرة ومعها نساء يبكين، فأمرهن مروان فقال أبو هريرة: دعهن، فإنه «مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة معها بواك، فنهرهن عمر رحمه الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن، فإن النفس مصابة والعين دامعة والعهد حديث» رواه أحمد .

قال الزرقاني : أي لا ترفع الأصوات بـالبكاء، أما دمع العين وحزن القلب فـالسنة ثابتة بإبـاحة ذلك فـي كل وقت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى علـى ابنه إبراهيـم وعلـى ابنة زينب بنت رسول الله ، وقال: " هي رحمة جعلها الله فـي قلوب عبـاده" ..

ترغيبه بالليــــن والسهولـــة :

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بمن يحرم على النار وبمن تحرم النار عليه ؟ على كل هين لين قريب سهل » أي قريب من الناس ، رواه أحمد و الترمذي وقال حديث حسن غريب ..

عن مكحول رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المؤمنون هينون لينون كالجمل الآنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ )) رواه الترمذي مرسلاً ..

ترغيبه بالسماحـــة :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أفضل المؤمنين رجل سمح البيع ، سمح الشراء ، سمح القضاء ، سمح الاقتضاء )) رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( غفر الله لرجل كان قبلكم ، كان سهلاً إذا باع ، سهلاً إذا اشترى ، سهلاً إذا اقتضى )) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والبخاري في البيوع ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( كان الرجلُ يُداينُ الناس، فكان يقولُ لفتاهُ: إذا أتيتَ مُعسِراً فتجاوَز عنه، لعلَّ اللهَ أن يَتجاوَز عنا ، قال : فلَقِيَ اللهَ فَتجاوَزَ عنه )) رواه البخاري ومسلم ..

http://9q9q.net/9q9q.net.gif (http://upload.9q9q.net/file/HIfqplHgE/DSCN0007.wav.html)

الحبيب العيدروسي
06-17-2007, 01:50 AM
اللهم صل وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق كلهم
مااعظم رحمة الله في خلقه وما اجل رحمة النبي عندما تربط برحمة رب الخلق


شكرا لك اخي عاشق القبة الخضراء على هذا الموضوع

عاشق القبه الخضراء
06-17-2007, 02:28 PM
اللهم صل وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق كلهم
مااعظم رحمة الله في خلقه وما اجل رحمة النبي عندما تربط برحمة رب الخلق


شكرا لك اخي عاشق القبة الخضراء على هذا الموضوع

العفو سيدي الحبيب العيدروس وشكرآ على مروركم الكريــــــم

عاشق القبه الخضراء
06-17-2007, 03:21 PM
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بأمته
ولقد اشتهر أن النبي عليه الصلاة والسلام لما كسرت رباعيته قال: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»، فظهر أنه يوم القيامة يقول: «أمتي، أمتي» ، فهذا كرم عظيم منه في الدنيا وفي الآخرة، وإنما حصل فيه هذا الكرم وهذا الإحسان لكونه رحمة فإذا كان أثر الرحمة الواحدة بلغ هذا المبلغ فكيف كرم من هو رحمن رحيم؟ وأيضاً روي أنه عليه السلام قال: «اللهم اجعل حساب أمتي على يدي»، ثم إنه صلى الله عليه وسلم امتنع عن الصلاة على ميت لأجل أنه كان مديوناً بدرهمين، وأخرج عائشة عن البيت بسبب الإفك فكأنه تعالى قال له إن لك رحمة واحدة وهي قوله: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} والرحمة الواحدة لا تكفي في إصلاح عالم المخلوقات، فذرني وعبيدي واتركني وأمتك فإني أنا الرحمن الرحيم، فرحمتي لا نهاية لها ومعصيتهم متناهية، والمتناهي في جنب غير المتناهي يصير فانياً، فلا جرم معاصي جميع الخلق تفنى في بحار رحمتي، لأني أنا الرحمن الرحيم ..

حديث الشفاعة :

سُئل ثابت البناني عن حديث الشفاعة فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا كان يوم القيامة ماج الناس في بعض فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى. فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني
فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي! فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل.

وزاد أنس : " ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك، ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله. رواه البخاري ..

خوفه على أمته من النار :

و قد ورد في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى :{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5] ، أنه لمَّا نزلت عليه هذه الآية قال: " اللهم لا أرضى يوم القيامة و واحد من أمَّتي في النار" .

عَنْ أَبِي مُوسَىٰ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللّهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَىٰ قَوْمَهُ. فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ. وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ. فَالنَّجَاءَ. فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ. فَأَدْلَجُوا فَانْطَلَقُوا عَلَىٰ مُهْلَتِهِمْ. وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ. فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ. فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي وَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ. وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ » رواه مسلم ..
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : « إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَاراً. فَجَعَلَتِ الدَّوَابُّ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهِ. فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهِ » رواه مسلم وقال أبو عيسَى : هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وقد روي من غير وجهٍ ..

محبته لأمتــــه أن لا يهلكهم الله ولو آذوه :

عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : (( هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أحُدٍ ؟ قال: لقد لَقِيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبةِ إِذ عرَضتُ نفسي على ابنِ عبد يا ليل بن عبد كُلال فلم يُجِبني إلى ما أردتْ فانطلقتُ وأنا مَهمومٌ على وَجهِي، فلم أستَفق إلا وأنا بقرنِ الثَّعالب، فَرَفَعتُ رأسي، فإذا أنا بَسحابةٍ قد أظلَّتْني، فنظرتُ فإذا فيها جِبريل، فناداني فقال: إِن الله قد سمعَ قولَ قومكَ لك وما رَدوا عليك، وقد بعث اللهُ إِليكَ مَلَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شِئتَ فيهم، فناداني ملكُ الجبال فسلم عليّ ثم قال: يا محمد، فقال: ذلكَ فيما شئتَ، إن شِئتَ أن أطبِقَ عليهم الأخْشَبَينِ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخرجَ الله من أصلابهم من يَعبُدُ اللهَ وحدَهُ لا يُشركُ بهِ شيئاً )) رواه مسلم ..

وروى ابن المنكدر أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى أمر السماء والأرض والجبال أن تطيعك " فقال : " أؤخر عن أمتي لعل الله أن يتوب عليهم " .

دعاء رسول الله للميت :

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأشجعي رضي الله عنه ، يَقُولُ: صَلَّىٰ رَسُولُ اللّهِ عَلَىٰ جِنَازَةٍ. فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ. وَاعْفُ عَنْهُ. وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ. وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ. وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ. وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ. وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ وَزَوْجَاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ. وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ)». قَالَ: حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذٰلِكَ الْمَيِّتَ ، رواه مسلم (7/27) ..

وفيه أن الاستغفار في حق الصغير لرفع الدرجات، وقيل المراد بالصغير والكبير الشاب والشيخ. وقد يكون سؤال من الله أن يغفر له ما كتب في اللوح المحفوظ أن يفعله بعد البلوغ من الذنوب حتى إذا كان فعله كان مغفوراً وإلا فالصغير غير مكلف لا حاجة له إلى الاستغفار ..

دعاء الحبيب لأمته من ما بدى منه :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اللهم إني أتـَّخذ عندك عهداً لن تُخلفنيه . فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيتُهُ ، شتمتُهُ ، لعنتُهُ ، جلدتُهُ ، فاجعلها له صلاة وزكاة وقُربة تُقربُهُ بها إليك يوم القيامة )) رواه البخاري ومسلم واللفظ له ..

فكأنه يقول : من كان باطن أمره عندك أنه ممن ترضى عنه فاجعل دعوتي عليه التي اقتضاها ما ظهر لي من مقتضى حاله حينئذ طهوراً وزكاة فإنه صلى الله عليه وسلم متعبداً بالظواهر وحساب الناس في البواطن على الله . ويحتمل أن يكون ذلك خرج مخرج الاشفاق وتعليم أمته الخوف من تعدي حدود الله ، فكأنه أظهر الاشفاق من أن يكون الغضب يحمله على زيادة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما وقعت ، أو اشفاقاً من أن يكون الغضب يحمله على زيادة يسيرة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما زادت ..

وقد يكون اللعن والسب يقع من غير قصد إليه فلا يكون في ذلك كاللعنة الواقعة رغبة إلى الله وطلباً للاستجابة . وفي الحديث كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وجميل خلقه وكرم ذاته حيث قصد مقابلة ما وقع منه بالجبر والتكريم ، والاعتناء بمصالحهم والاحتياط لهم والرغبة في كل ما ينفعهم وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ، إذا لم يكن أهلاً للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه وكان مسلماً ..

وربما يكون مما جرت به عادة العرب كقوله: تربت يمينك وعقرى حلقى، لا كبرت سنك. وفي حديث معاوية: لا أشبع الله بطنه ونحو ذلك، لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء، فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهوراً وأجراً، وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ولا لعاناً ولا منتقماً لنفسه،

الأمة المرحومة :

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن هذه الأمة مرحومة ، جعل الله عزَّ وجلَّ عذابها بينها ، فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل امرئ منهم رجل من أهل الأديان فقال : هذا يكون فداءك من النار )) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأحمد ..

وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أمتي أمة مرحومة ، ليس عليها في الآخرة عذاب ، إنما عذابها في الدنيا القتل والبلابل والزلازل» رواه أحمد وأبو داود ..

فهذه الأمة .. الأمة المحمدية هي أمة مرحومة إجماعها حجة لأنها لا تجتمع على ضلالة ولا محرم ، واختلاف علمائها رحمة ، وكان اختلاف من قبلهم عذاباً، روى البيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله «اختلاف أصحابي رحمة» .. وقال: «اختلاف أمتي رحمة» وأن الطاعون لهم رحمة وكان على من قبلهم عذاباً ..

وسواس الصدور هل نحاسب عليه ؟!

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللّهَ تَجَاوَزَ لي عن أِمَّتِي مَا وسوست بِهِ صُدُورُها مَا لَمْ تَعْمَل أو تَتَكَلَّم » رواه البخاري ..

هل نحاسب على الخطأ والنسيان ؟!

عن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " رواه ابن ماجة ..

من دعاء رسول الله لأمته أن لا يهلكها ولا يعذبها :

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قَوْلَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} (إِبراهيم الآية: 36) الآيَةَ. وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ :{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة الآية: 118) فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي» وَبَكَى. فَقَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ : يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ - وَرَبُّكَ أَعْلَمُ - فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَسَأَلَهُ. فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللّهِ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ. فَقَالَ الله : يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ )) رواه مسلم ..

وقال صلى الله عليه وسلم : (( وإني سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة عامة ، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة )) رواه الطبري وقال ابن حجر: إسناده صحيح ..

إنها أمة مخصوصة بمزيد الرحمة وإتمام النعمة ، و بتخفيف الإصر والأثقال التي كانت على الأمم قبلها من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة ، ليس عليها عذاب في الآخرة كعذاب الكفار .. فأنهم مجزيون بأعمالهم في الدنيا بالمحن والأمراض وأنواع البلايا ..

عذابها في الدنيا الفتن والحروب الواقعة بينهم والزلازل وقتل بعضهم بعضاً، فإن عذاب الدنيا أخف من عذاب الآخرة. فإن شأن الأمم السابقة جار على منهاج العدل وأساس الربوبية وشأن هذه الأمة جار على منهج الفضل وجود الإلهية ..

فقد اختصهم الله من بين سائر الأمم بعنايته ورحمته عليهم فإن أصيبوا بمصيبة في الدنيا حتى الشوكة يشاكها يكفر الله بها في الآخرة ذنباً من ذنوبهم، وليست هذه الخاصية لسائر الأمم ، وهذه الرحمة هي المشار إليها بقوله: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُْمِّيَّ } (الأعراف: من الآية 156-157) ..

قد خُيّر لأمته بين أن يكون الصفا ذهباً وبين فتح باب التوبة :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أن قريش قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ونؤمن بك قال : وتفعلون ؟ قالوا : نعم ، قال : فدعا فأتاه جبريل فقال : " إن ربك عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين وإن شئت حسنة لهم باب التوبة والرحمة قال : " بل باب التوبة والرحمة " )) رواه أحمد (1/345) واللفظ له ، وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ..

أشد الناس عذاباً :

عن خالد بن حكيم بن حزام قال: « تناول أبو عبيدة رجلاً بشيء فنهاه خالد بن الوليد، فقال: أغضبت الأمير، فأتاه فقال: إني لم أرد أغضبك، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة أشد الناس عذاباً للناس في الدنيا» رواه الإمام أحمد ..

تبشير الخضر بأننا الأمة المرحومة :

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " كنت قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت زيدة جارية عمر بن الخطاب وكانت من المجتهدات في العبادة وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً فقالت : كنت عجنت لأهلي فخرجت لأحتطب فإذا برجل نقى الثياب طيب الريح كأن وجهه دارة القمر على فرس أغر محجل فقال : هل أنت مبلغة عني ما أقول ؟ قلت : نعم إن شاء الله ، قال إذا لقيت محمداً فقولي له : ( إن الخضر يقرئك السلام ويقول لك ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك لأن الله أعطاك الأمة المرحومة والدعوة المقبولة وأعطاك نهرا في الجنة ) ووقع في رواية أبي سعد أن اسمها زائدة وأن الذي لقيها رضوان خازن الجنة " ..

دعائه على الملك الظالم وللملك العادل :

عن عائشةَ رضيَ اللَّه عنها قالت : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: (( اللهمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شيئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمّتِي شَيْئاً فَرَفِقَ بهم فأَرْفُقْ بِهِ )) رواه مسلم وابن حبان ..

اختياره للأسهل في جميع الأمور :

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله " رواه البخاري ..

وقت صلاة العشاء لولا المشقة :

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ. حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ، وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى. فَقَالَ: (( إِنَّهُ لَوَقْتُهَا. لَوْلاَ أَن أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي )) رواه مسلم ،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء إلى ثلث الليل )) رواه ابن حبان ..

قراءة القرآن بمختلف لهجات العرب :

عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال : (( " إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف ، فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك " ، ثم أتاه الثانية فقال : " إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين " ، فقال : " أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك " ثم جاءه الثالثة فقال : " إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف " فقال : " أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك " ثم جاء الرابعة فقال : " إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا " رواه مسلم ..

استغفاره لأمته :

عن بكر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض علي أعمالكم فإذا رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت الله لكم )) رواه ابن سعد مرسلاً وقال البيهقي رجاله رجل الصحيح ..

مسامحته لأمتــــه رغم ما فعلوه له :

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : (( " كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " )) متفق عليه . .

وروى أبو يعلى عن عبد الله : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم غنائم حنين بالجعرانة فازدحموا عليه فقال : " إن عبداً من عبيد الله بعثه الله إلى قوم فكذبوه وضربوه وشجوه ، قال عبد الله : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر الرحل وقال هكذا : " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " )) ..

وصيتــــه بأهــــل مصــــر :

عَنْ أَبِي ذَرَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : « إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ. وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّىٰ فِيهَا الْقِيرَاطُ. فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَىٰ أَهْلِهَا. فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِماً. أَوْ قَالَ: « ذِمَّةً وَصِهْراً. فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَاخْرُجْ مِنْهَا ». قَالَ: فَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحمَـٰن بْنَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ، يَخْتَصِمَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَخَرَجْتُ مِنْهَا " رواه مسلم واللفظ له والإمام أحمد .

أدى الأضحية عن أمتــــه :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه : « أن رسول الله ذبح كبشاً أقرن بالمصلى، أي بعد أن قال: بسم الله والله أكبر. وقال: اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي ».

جسد الأمــــــــــة :

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ترى المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر جسَدِه بالسَّهَر والحُمَّى )) رواه البخاري ..

عاشق القبه الخضراء
06-19-2007, 10:04 PM
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالصحابة
الوقفة الأولى :
قال تعالى : (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَْمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) (آل عمران:159) .
ويمضي السياق القرآني في جولة جديدة .. جولة محورها شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقيقته النبوية الكريمة وقيمة هذه الحقيقة الكبيرة في حياة الأمة المسلمة ؛ ومدى ما يتجلى فيها من رحمة الله بهذه الأمة وحول هذا المحور خيوط أخرى من المنهج الإسلامي في تنظيم حياة الجماعة المسلمة ، وأسس هذا التنظيم فنجد حقيقة الرحمة الإلهية المتمثلة في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وطبيعته الخيرة الرحيمة الهينة اللينة ، المعدة لأن تتجمع عليها القلوب وتتألف حولها النفوس .

فيتوجه الخطاب إليه صلى الله عليه وسلم بطيب قلبه وإلى المسلمين بشعرهم نعمة الله عليهم به .. ويذكره ويذكرهم رحمة الله الممثلة في خلقه الكريم الرحيم ، الذي تتجمع حوله القلوب .. الذي هو أفضل من الملائكة لأن الملائكة من العالمين ، وأن القوم لما انهزموا عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ثم عادوا لم يخاطبهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالتغليظ والتشديد وإنما خاطبهم بالكلام اللين ، ليستجيش كوامن الرحمة في قلبه صلى الله عليه وسلم فتغلب على ما أثاره تصرفهم فيه ؛ وليحسوا هم حقيقة النعمة الإلهية بهذا النبي الرحيم ثم يدعو أن يعفو عنهم ويستغفر الله لهم .. وأن يشاورهم في الأمر كما كان يشاورهم غير متأثر بنتائج الموقف – غزوة أحد – لإبطال هذا المبدأ الأساس في الحياة الإسلامية .

فهي رحمة الله نالته ونالتهم ؛ فجعلته صلى الله عليه وسلم رحيماً بهم ، ليناً معهم ولو كان فظاً غليظ القلب ما تألفت حوله القلوب ولا تجمعت حوله المشاعر . فالناس في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة ، وإلى بشاشة سمحة وود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم .. في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ؛ ويحمل همومهم ولا يعينهم بهمة ويجدون عنده الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا كانت حياته مع الناس ما غضب لنفسه قط ولا ضاق صدره بضعفهم البشري ، ولا احتجز لنفسه شيئاً من أعراض هذه الحياة بل أعطاهم كل ما كانت يداه في سماحة ندية ووسعهم حلمه وبره وعطفه ووده الكريم . ومامن واحد منهم عاشره أو رآه إلا امتلأ قلبه بحبه ؛ نتيجة لما أفاض عليه صلى الله عليه وسلم من نفسه الكبيرة الرحيمة .

وكأن الله جل جلاله يقول له : فبرحمة الله يا مـحمد ورأفته بك، وبـمن آمن بك من أصحابك، لنت لهم لتبَّـاعك وأصحابك فسهلت لهم خلائقك، وحسنت لهم أخلاقك، حتـى احتـملت أذى من نالك منهم أذاه، وعفوت عن ذي الـجرم منهم جرمه، وأغضبت عن كثـير مـمن لو جفوت به وأغلظت علـيه ، لتركك ففـارقك ولـم يتبعك ولا ما بعثت به من الرحمة، ولكن الله رحمهم ورحمك معهم ..

فطبيعتك يا محمد طبيعة تتناسب لما يطلب منك في هذه المسألة فهم خالفوك ولم يستجيبوا لك حينما قلت : " إليَّ عباد الله . إني رسول الله " ، وهذا شئ يُحفِظ ويُغضب ولكنه لا يُحفظ طبيعتك ولا يُغضب سجيتك لأنك مفطور مع أمتك على الرحمة فكأنه يريد أن يُحنن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته التي أصابته بالغم ، وهذه الآية جاءت عقب أحداث حدثت في أحد :

الحدث الأول : أنه صلى الله عليه وسلم رأى ألا يخرج إلى قتال قريش خارج المدينة بل يظل في المدينة ، فأشار عليه المحبون للشهادة والقتال للتعويض كما فاتهم من شرف القتال في بدر أن يخرج إليهم فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رأيهم ولبس لأمته فلما أحسوا أنهم أشاروا على رسول الله بما يخالف ما كان قد بدر منه تراجعوا وقالوا : يا رسول الله إن رأيت ألا نخرج ، فقال : " ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل " .

الحدث الثاني : تخلف عبد الله بن أُبيّ ابن سلول – رأس المنافقين - بثلث الجيش .

الحدث الثالث : مخالفة الرماة لأمره صلى الله عليه وسلم وتركهم مواقعهم على الرغم من أنه صلى الله عليه وسلم قد حذرهم من ذلك وقال لعبد الله بن جبير الذي أمَّره على الرماة : " أنضح عنّا الخيل بالنَّبل ، لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا فأثبت مكانك من قِبلك " ولكنهم خالفوا أمر رسول الله .

الحدث الرابع : فرارهم حينما قيل : قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الحدث الخامس : حيث كان يدعوهم ؛ فروا لا يلوون على شئ .

كل هذه الأحداث كادت تترك في نفسه صلى الله عليه وسلم آثاراً ، فبالرحمة التي أُودعت في قلبك فاستعملها في كل مجال وبها قد التفوا حولك لأدبك الجم ولتواضعك الوافر لجمال خلقك ، ولبسمتك الحانية ، ونظرتك المواسية ، لتقديرك لظرف كل واحد حتى أنك إذا وضع أي واحد منهم يده في يدك لم تسحب يدك أنت حتى يسحبها هو ، خُلُقٌ عالٍ ، فاجعله حيثيه لتتنازل عن الهفوات وليسعها خُلقك وحلمك ، لأنك في دور التربية والتأديب . وهي لا تقتضي أن تغضب لأي بادرة تبدر منهم " وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " ، لأنك تخرجهم عما ألفوا من أمور الجاهلية والذي يخرج واحداً عما ألف لا يصح أن يجمع عليه اخراجه عما اعتاد بالأسلوب الخشن الفظ لأنه في حاجة إلى التودد والرحمة والملاطفة ، ولتكن معهم ليناً {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَن اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (الشعراء: 215) وقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ }، {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم: 4) ..

الوقفة الثانية :

قال تعالى : ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً )) (النساء:64) ..

وهذه حقيقة لها وزنها .. إن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس مجرد ( واعظ ) يلقي كلمته ويمضي لتذهب في الهواء بلا سلطان – كما يقول المخادعون عن طبيعة الدين وطبيعة الرسل ، أو كما يفهم الذين لا يفهمون مدلول " الدين " . إن الدين منهج حياة واقعية بتشكيلاتها وتنظيماتها وأوضاعها وقيمها وأخلاقها وآدابها وعباداتها وشعائرها كذلك .

وهذا كله يقضي أن يكون للرسالة سلطان يحقق المنهج وتخضع له النفوس خضوع طاعة وتنفيذ . والله أرسل رسله ليطاعوا بإذنه وفي حدود شرعه في تحقيق منهج الدين . منهج الله الذي أراده لتصريف هذه الحياة . ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) فتكون طاعته طاعة لله . ولم يرسل الرسل لمجرد التأثر الوجداني والشعائر التعبدية فهذا وهم في فهم الدين لا يستقيم مع حكمة الله من إرسال الرسل وهي إقامة منهج معين للحياة ..

فحينما تسخطون على قضاء رسول الله أو تحتكمون إلى الطاغوت، أو حينما تصدر المعاصي منكم ، تكونون حينها قد ظلمتم أنفسكم وتحتاجون إلى من يستغفر الله لكم بإخلاص وتعتذروا إليه مما قد بدر منكم من إساءة في حقه وهو الذي يجهد نفسه لهدايتكم ويتحمل الصعاب والمشاق من أجلكم ، فإن استغفاركم قد لا يكون خالصاً لله ، أو قد يظهر فيه نوع من الخلل ، وحتى يتجاوز عن هذا الخلل ويقبل الله توبتكم وعذركم تحتاجون إلى ان يستغفر الرسول لكم ويستشفع لكم لأنكم أسأتم في حقه ..

المعنى اللغوي :

ذكر الله تبارك وتعالى هنا ( وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) ولم تأتي بضمير الخطاب تفخيماً لشأن الرسول، وتعظيماً لاستغفاره، وتنبيهاً على أن الشفاعة منه لها أهمية عند الله تعالى ..

وذكر أيضاً ( إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ ) أداة شرط تحتاج إلى جواب شرط هو ( فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) ، ولا يتحقق جواب الشرط إلا بتحقق الفعل أي لا تتحقق المغفرة من الله جل شأنه إلا بتحقق الإتيان لرسول الله أي من طريقه فلا ينفع أن تستغفر الله وحدك وإنما يجب أن تكون عند رسول الله .. وهذه الآية متحققة في حياته وبعد وفاته إذ أن مماته صلى الله عليه وسلم حياةً له ، حينها فقط تجدون الله تواباً رحيماً قريباً منكم وليس قبل ذلك ، أي أنكم قد لا تجدون الله يقبل توبتكم إن جئتم بطريق غير هذا ..

الوقفة الثالثة :
قال تعالى : (( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )) (التوبة:128) .

أنه تعالى لما أمر رسوله عليه السلام أن يبلغ في هذه السورة إلى الخلق تكاليف شاقة شديدة صعبة يعسر تحملها، إلا لمن خصه الله تعالى بوجوه التوفيق والكرامة، ختم السورة بما يوجب سهولة تحمل تلك التكاليف، وهو أن هذا الرسول منكم، فكل ما يحصل له من العز والشرف في الدنيا فهو عائد إليكم. وأيضاً فإنه بحال يشق عليه ضرركم وتعظم رغبته في إيصال خير الدنيا والآخرة إليكم، فهو كالطبيب المشفق والأب الرحيم في حقكم، والطبيب المشفق ربما أقدم على علاجات صعبة يعسر تحملها، والأب الرحيم ربما أقدم على تأديبات شاقة، إلا أنه لما عرف أن الطبيب حاذق، وأن الأب مشفق، صارت تلك المعالجات المؤلمة متحملة، وصارت تلك التأديبات جارية مجرى الإحسان. فكذا ههنا لما عرفتم أنه رسول حق من عند الله، فاقبلوا منه هذه التكاليف الشاقة لتفوزوا بكل خير ..

أنه تعالى وصف الرسول في هذه الآية بخمسة أنواع من الصفات :

الصفة الأولى : قوله {مّنْ أَنفُسِكُمْ } وفي تفسيره وجوه:

الأول: يريد أنه بشر مثلكم كقوله: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مّنْهُمْ } (يونس: 2) وقوله: {إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ } (فصلت: 6) والمقصود أنه لو كان من جنس الملائكة لصعب الأمر بسببه على الناس ..

الثاني : {مّنْ أَنفُسِكُمْ } أي من العرب قال ابن عباس: ليس في العرب قبيلة إلا وقد ولدت النبي عليه السلام بسبب الجدات، مضرها وربيعها ويمانيها .. والمقصود منه ترغيب العرب في نصرته، والقيام بخدمته، كأنه قيل لهم: كل ما يحصل له من الدولة والرفعة في الدنيا فهو سبب لعزكم ولفخركم، لأنه منكم ومن نسبكم ..

الثالث : {مّنْ أَنفُسِكُمْ } خطاب لأهل الحرم، وذلك لأن العرب كانوا يسمون أهل الحرم أهل الله وخاصته، وكانوا يخدمونهم ويقومون بإصلاح مهماتهم فكأنه قيل للعرب: كنتم قبل مقدمه مجدين مجتهدين في خدمة أسلافه وآبائه، فلم تتكاسلون في خدمته مع أنه لا نسبة له في الشرف والرفعة إلى أسلافه؟ ..

والقول الرابع: أن المقصود من ذكر هذه الصفة التنبيه على طهارته، كأنه قيل: هو من عشيرتكم تعرفونه بالصدق والأمانة والعفاف والصيانة، وتعرفون كونه حريصاً على دفع الآفات عنكم وإيصال الخيرات إليكم، وإرسال من هذه حالته وصفته يكون من أعظم نعم الله عليكم. وقرىء {مّنْ أَنفَسِكُمْ } أي من أشرفكم وأفضلكم، وقيل: هي قراءة رسول الله وفاطمة وعائشة رضي الله عنهما.

والقول الخامس : أنه قال " من أنفسكم " ولم يقل : جاءكم رسول منكم ، وهي أشد حساسية وأعمق صلة وأدل على نوع الوشيمة التي تربطهم . فهو بضعة من أنفسهم تتصل بهم صلة النفس بالنفس ..

الصفة الثانية : قوله تعالى {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } والعزيز هو الغالب الشديد، والعزة هي الغلبة والشدة. وأما العنت هي المشقة والشدة والمعنى أي يشق عليه مكروهكم، وأولى المكاره بالدفع مكروه عقاب الله تعالى، وهو إنما أرسل ليدفع هذا المكروه ..

الصفة الثالثة : قوله {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } وهو الحرص على إيصال الخيرات إليكم في الدنيا والآخرة ، فهو شديدة معزته عن وصول شيء من آفات الدنيا والآخرة إليكم .. لا يُلقى بكم في المهالك ولا يدفع بكم إلى المهاوي فإذا هو كلفكم الجهاد وركوب الصعاب فما ذلك من هوان بكم عليه ولا بقسوة في قلبه وغلظة ، إنما هي الرحمة في صورة من صورها . الرحمة بكم من الذل والهوان والرحمة بكم من الذنب والخطيئة والحرص عليكم أن يكون لكم شرف حمل الدعوة وحفظ رضوان الله والجنة التي وعد المتقون ..

الصفة الرابعة والخامسة: قال ابن عباس رضي الله عنهما: سماه الله تعالى باسمين من أسمائه ، فقال : {بِٱلْمُؤْمِنِينَ * رَءوفٌ * رَّحِيمٌ } ولم يقل : رؤوف رحيم بالمؤمنين، فلم ترك هذا النسق ؟

الجواب أن قوله: {بِٱلْمُؤْمِنِينَ*رَءوفٌ * رَّحِيمٌ } يفيد الحصر بمعنى أنه لا رأفة ولا رحمة له إلا بالمؤمنين. فأما الكافرون فليس له عليهم رأفة ورحمة، وهذا كالمتمم لقدر ما ورد في هذه السورة من التغليظ كأنه يقول: إني وإن بالغت في هذه السورة في التغليظ إلا أن ذلك التغليط على الكافرين والمنافقين. وأما رحمتي ورأفتي فمخصوصة بالمؤمنين فقط ، فلهذه الدقيقة عدل على ذلك النسق.

وقال عليه الصلاة والسلام: «لا حلم أحب إلى الله تعالى من حلم إمام ورفقه ولا جهل أبغض الى الله من جهل إمام وخرقه» فلما كان عليه الصلاة والسلام إمام العالمين، وجب أن أكثرهم حلما وأحسنهم خلقاً .. وروى أن امرأة عثمان دخلت عليه صلى الله عليه وسلم وكان النبي وعلي يغسلان السلاح فقالت: ما فعل ابن عفان؟ أما والله لا تجدونه امام القوم، فقال لها علي: ألا إن عثمان فضح الزمان اليوم، فقال عليه الصلاة والسلام «مه» ، وروي عن بعض الصحابة أنه قال: لقد أحسن الله إلينا كل الاحسان، كنا مشركين، فلو جاءنا رسول الله بهذا الدين جملة، وبالقرآن دفعة لثقلت هذه التكاليف علينا، فما كنا ندخل في الاسلام، ولكنه دعانا إلى كلمة واحدة، فلما قبلناها وعرفنا حلاوة الايمان، قبلنا ما وراءها كلمة بعد كلمة على سبيل الرفق إلى أن تم الدين وكملت الشريعة ..

حبه للجهاد وتقديم مشاعر الضعفاء عليه :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لولا أنْ أشُقَّ على أُمَّتي ما تَخلَّفت عن سَريةٍ ولكن لا أجد حمولةً، ولا أجد ما أحمِلهم عليهِ، ويَشُقُّ عليَّ أن يَتخلَّفوا عني ، ولَوَدِدتُ أني قاتلتُ في سبيلِ الله فقُتِلتُ ثم أحْيِيت، ثمَّ قُتلتُ ثمَّ أُحييت )) رواه البخاري 6(2972) ..

فإن نفوس ضعفاء الصحابة لا تطيب بالتخلف ولا يقدرون على التأهب لعجزهم عن آلة السفر من مركوب وغيره وتعذر وجوده عند النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن فضل الجهاد الشي الكثير الذي جعل رسول الله يتمنى لأجله أن يقتل مرات عديدة ، ومع ذلك قدم عليه البقاء معهم خوفاً على مشاعهرهم وليقول لهم أنه مهما فاتكم من مرافقتي في الغزوات فالقعود معي يحصل معه الأجر ..

النهي عن المشقة في العبادات :

شفقته في الصلاة :

ونهاهم عن الصلاة وهم نعاس فإن النائم لا يدري ما يقول ، فارفق بنفسك ونم قليلاً وخذ قسطاً من الراحة ثم عد إلى صلاتك بعد ذلك ، وهاهي أمنا العظيمة عائشة رضي الله عنها تقول لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه )) متفق عليه ..

أمر الإمام في الصلاة أن لا يطوّل :

عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " أُمَّ قومك " قلت : يارسول الله ، إني أجد في نفسي شيئاً ، قال : " ادنه" . فجلَّسني بين يديه ثم وضع كفَّه في صدري بين ثديي ، ثم قال : " تحوَّل " . فوضعها في ظهري بين كتفي ثم قال : " أُمَّ قومك فمن أَمَّ قوماً فليخفف فإنَّ منهم الكبير ، وفيهم المريض وإنَّ فيهم الضعيف ، وإن فيهم ذا الحاجة ، وإذا صلى أحدكم وحده فليُصلِّ كيف شاء " رواه مسلم ..

..[/color]

عاشق القبه الخضراء
06-19-2007, 10:05 PM
[color=#0000FF]المشقة في الصيـــــــام :

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه وقد ظُلِّلَ عليه ، فقال : ما له ؟ ، قالوا : رجل صائم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس من البر أن تصوموا في السفر عليكم برخصة الله التي رخص لكم " رواه البخاري (1946) .

وقال ابن عمر : " من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة ". وروى الطبري من طريق مجاهد قال : " إذا سافرت فلا تصم ، فإنك إن تصم قال أصحابك : اكفوا الصائم، ارفعوا للصائم، وقاموا بأمرك ، وقالوا فلان صائم، فلا تزال كذلك حتى يذهب أجرك " ..

وأخرج البخاري عن ابن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم في الشمسِ فسأل عنه فقالوا : هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يباع لا يستظل ولا يتكلم ويصوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه " ..

عن عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللّهِ أَنَّهُ يَقُولُ: لأَقُومَنَّ اللَّيْلَ وَلأَصُومَنَّ النَّهَارَ مَا عِشْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : « آنْتَ الَّذِي تَقُولُ ذلِك؟ » فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قُلْتُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : « فَإِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذلِكَ. فَصُمْ وَأَفْطِرْ. وَنَمْ وَقُمْ: وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ» قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِك. قَالَ: « صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ » قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ: « صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً. وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ » قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ : «لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذلِك » قَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا: لأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ الثَّلاَثَةَ الأَيَّامَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللّهِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي » رواه البخاري ومسلم ..

عن أنسٍ رضيَ اللّهُ عنه : « أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى شَيخاً يُهادى بينَ ابنَيهِ قال: ما بالُ هذا؟ قالوا: نَذَرَ أن يمشي قال: إِنَّ اللّهَ عن تعذيبٍ هذا نفسَهُ لغَنيّ ، وأمرَهُ أن يَرْكَبَ» رواه البخاري ..

نهي الصحابة عن الوصال في الصوم :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ )) قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ الله قَالَ: « إِنَّكُمْ لَسْتُمْ فِي ذَلِكَ مِثْلِي. إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِيني فَاكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ )) رواه البخاري ومسلم ..

وذلك رحمة لهم ، فلا يمنع التحريم فإن من رحمته لهم أن حرمه عليهم، وأما مواصلته بهم بعد نهيه فلم يكن تقريراً بل تقريعاً وتنكيلاً، فاحتمل منهم ذلك لأجل مصلحة النهي في أكيد زجرهم، لأنهم إذا باشروا ظهرت لهم حكمة النهي وكان ذلك أدعى إلى قلوبهم لما يترتب عليهم من الملل في العبادة والتقصير فيما هو أهم منه وأرجح من وظائف الصلاة والقراءة وغير ذلك ، والجوع الشديد ينافي ذلك، وقد صرح بأن الوصال يختص به لقوله ” لست في ذلك مثلكم ” وقوله ” لست كهيئتكم ” هذا مع ما انضم إلى ذلك من استحباب تعجيل الفطر ..

وقد اختلف العلماء في هذا الطعام والشراب المذكورين في قوله صلى الله عليه وسلم :

أحدهما : أنه طعام وشراب حسي للفم ، قالوا : وهذه حقيقة اللفظ ولاموجب للعدول عنها .

الثاني : أن المراد به مايغذيه الله به من معارفه ، ومايفيض على قلبه من لذة مناجاته ، وقرة عينه بقربه وتنعمه بحبه والشوق إليه ، وتوابع ذلك من الأحوال التي هي غذاء القلوب ونعيم الأرواح وقرة العين وبهجة النفوس والروح والقلب بما هو أعظم غذاء وأجوده وأنفعه وقد يقوي الجسم .

كرهه أن يحمل حقداً على أصحابه :

وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئاً فأني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " رواه أبو داود والترمذي ..

فقد أُخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسعى في تحصيل مقام سلامة صدورنا من الغل والحسد وغير ذلك ، فإن من كان غير سليم الصدر محروم من الخيرات كلها. فكان صلى الله عليه وسلم أحلم الناس ، وأرغبهم في العفو مع القدرة ، فإنه صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يخرج من الدنيا وقلبه راض عن أصحابه من غير سخط على أحد منهم ، وهذا تعليم للأمة أو من مقتضيات البشرية ..

تأثره بحزن أصحابه ورقة قلبه لهم :

ومن رحمته صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى أحد أصحابه في حالة شدة وبأس يحزن لأجل ذلك حزناً شديداً ويرق قلبه ويبكي متأثراً من ذلك الموقف ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال : قد قضى ، قالوا : لا يا رسول الله ، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال : " ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه " وكان عمر رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا ويرمى بالحجارة ويحثى بالتراب " رواه البخاري ، ومسلم ..

معرفته بجوع أصحابه دون أن يخبروه :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطاب فاستقرأته آية من كتاب الله فدخل داره وفتحها عليَّ فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على رأسي فقال : " يا أبا هريرة " . فقلت : لبيك رسول الله وسعديك ، فأخذ بيدي فأقامني وعرف الذي بي إلى رحله ، فأمر لي بعيس من لبن فشربت منه ثم قال : " عد فاشرب يا أبا هر " فعدت فشربت ، ثم قال : " عد " فعدت فشربت حتى استوى فسار كالقدح ، قال : فلقيت عمر وذكرت له الذي كان من أمري ، وقلت له : تولى ذلك من كان أحق به منك ياعمر ، والله لقد استقرأتك الآية ولأنا أقرأ لها منك . قال عمر : والله لأن أكون أدخلتك أحبُّ من أن يكون لي مثل حمر النعم " رواه البخاري ..

تأثره بموت عثمان بن مظعون :

لمَّا مات عثمان بن مظعون بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبّله حتى قالت عائشة : " فرأيت دموع النبي صلى الله عليه وسلم تسيل على خد عثمان " رواه الترمذي ، وفي رواية : " أنه قبّل بين عينيه ثم بكى طويلاً " رواه ابن الجوزي ..

من يبكي على حمزة ؟

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنساء بني عبد الأشهل يبكين هلكاهن يوم أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولكن حمزة لا بواكي له !! " فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ويحهن ما انقلبن بعد مرورهن فلينقلبن ولا يبكين على هالك بعد اليوم " ذكره الطحاوي في شرح معاني الآثار ..

أهل اليمــــن :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سَيَقْدُمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً لِلإسْلاَمِ مِنْكُمْ » قال: فقدم الأشعريون منهم أبو موسى الأشعري ، فلما قربوا من المدينة ، جعلوا يرتجزون وجعلوا يقولون : غدا نلقى الأحبة .. محمداً وحزبه .. قال: وكان هم أول من أحدث المصافحة " اسناده صحيح أخرجه أحمد ..

لم يدعو على أحد قــط :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَدِمَ الطفيل بن عمرو الدَّوسيُّ وأصحابهُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّ دَوساً عَصَتْ وأبَتْ ، فادْعُ اللهَ عليها ، فقيل: هلَكَتْ دَوسٌ. قال: " اللهمَّ اهدِ دَوساً وائْتِ بهم " رواه البخاري ..

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كأني أَنظرُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضرَبَهُ قومه فأَدموه ، فهوَ يمسحُ الدمَ عن وجهه ويقول : « ربِّ اغفرْ لقومي فإنهم لا يعلمون » رواه البخاري ..

سماحتــــه بالصحابــــة :

عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أَنَّ رَسُولَ اللّهِ اسْتَسْلَفَ مِنْ رَجُلٍ بَكْراً. فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ إِبِلٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ، فَأَمَرَ أَبَا رَافِعٍ أَنْ يَقْضِيَ الرَّجُلَ بَكْرَهُ ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ أَبُو رَافِعٍ فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلاَّ خِيَاراً رَبَاعِياً ، فَقَالَ: « أَعْطِهِ إيَّاهُ ، إنَّ خِيَارَ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً » رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ..

ترغيبه للصحابة للعفو :

عن أبو هريرة رضي الله عنه قال :" لما فتح الله على رسوله مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :" ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يعفو وإما أن يقتل " رواه الترمذي ..

إنه يقتص من رسول الله !!

عن أُسَيْدِ بنِ حُضَيْرٍـ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ - قال: « بَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَكَانَ فِيهِ مُزَاحٌ بَيْنَا يُضْحِكُهُمْ، فَطَعَنَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في خَاصِرَتِهِ بِعُودٍ ، فقَالَ : أصْبِرْني ، قالَ: اصْطَبِرْ، قال: إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصاً وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ ، فَرَفَعَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ قَمِيصِهِ فاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ، قالَ: إِنَّمَا أرَدْتُ هٰذَا يَا رَسُولَ الله » اسناده قوي أخرجه أبو داود ..

لقد خاف على نفسه من الماء البارد !!

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل ، فأشْفَقْتُ إنْ أغْتَسِلَت أن أهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأصْحَابِي الصُّبْحَ فَذَكَروا ذَلِكَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا عمرو صَلَّيْتَ بأصْحَابِكَ وَأنْتَ جُنُبٌ ؟ فأخْبَرْتُهُ بالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الاغْتِسَالِ وَقُلْتُ: إنِّي سَمِعْتُ الله يقولُ { وَلاَ تَقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ إنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } فَضَحِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً » رواه أبو داود ..

إنه لا يجعل أيامهم كلها مواعظ :

قال ابن مسعود رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا " متفق عليه ..

المعلــــم الحنون :

عن مسعود بن الحكم قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم فقلت : رحمك الله. فرماني القوم بأَبصارهم وضربوا بأَيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتُهم يُصْمتوني سكتُّ. قال : فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم : بأبي وأمي ، ما رأيتُ معلِّماً أحسنَ تعليماً منه . ما ضرَبني ولا سبَّني ، ثم قال: « إنّ هذه الصَّلاةُ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيءٌ مِن كَلاَمِ الآدَمِيِّينَ، إنَّمَا هو التَّسْبِيحُ والتَّحْمِيدُ والتَّكْبِيرُ » ..

تجاوزه عن حاطب :
عن أبي عبدِ الرحمنِ وكان عثمانياً، فقال لابنِ عَطيَّةَ وكان عَلَويّاً : إني لأعلم ما الذي جَرَّأ صاحبَكَ على الدِّماءِ، سمِعتُهُ يقول : بعَثَني النبيُّ صلى الله عليه وسلم والزُّبَيرَ فقال : ائْتوا روضة كذا، وَتجِدون بها امرأةً أعطاها حاطِب كتاباً. فقلنا: الكتابَ. قالت: لم يُعطِني. فقلنا : لتُخْرِجنَّ أو لأجرِّدَنَّكِ. فأخرَجَتْ من حُجْزَتها. فأرسلَ إلى حاطبٍ. فقال: لا تعجَلْ، واللهِ ما كفَرْتُ ولا ازدَدْتُ للإسلامِ إلا حُباً، ولم يكنْ أحدٌ من أصحابِكَ إلا ولهُ بمكةَ مَن يدفعُ اللهُ بهِ عن أهلِهِ ومالهِ ، ولم يكنْ لي أحَد، فأحبَبْتُ أن أتَّخِذَ عندَهم يَداً. فصدَّقهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فقال عمرُ: دَعْني أضرِبْ عُنقَه، فإنهُ قد نافق. فقال: وما يدرِيكَ لعلَّ اللهَ اطَّلَعَ على أهلِ بَدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم. فهذا الذي جَرَّأَه» رواه البخاري ..

ماعندك يا ثمامـــــة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ " فقال : عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر . وإن كنت تُريد المال فسل منه ماشئت . فتُرك حتى كان الغد ، ثم قال له : " ما عندك يا ثمامة ؟ " قال : ما قُلتُ لك إن تُنعِم تُنعِم على شاكر . فتركه حتى كان بعد الغد ، فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ " قال : ما قُلتُ لك . فقال : " أطلقوا ثمامة " . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل فقال : " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله . يا محمد ، والله ماكان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه إليَّ . والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك ، فأصبح دينُك أحبَّ الدِّين إليَّ . والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك ، فأصبح بلدك أحبَّ البلاد إليَّ . وإنَّ خيلك أخذتني وأنا أُريدُ العمرة . فماذا ترى ؟ فبشَّرهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة . قال له قائل : صبوت . قال : لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبَّةُ حنطةٍ حتى يأذن فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم )) رواه البخاري ..

شباب المسلمين :

عن أبي سليمانَ مالكِ بن الحُويرث قال : « أتينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ونحنُ شَبَبةٌ متقاربون، فأقمنا عندَه عشرينَ ليلة، فظنَّ أنّا اشتَقنا أهلَنا، وسألنا عمَّن ترَكنا في أهلِنا فأخبرناه ، وكان رقيقاً رحيماً، فقال: ارجعوا إلى أهْليكم فعلِّموهم ومُروهم ، وصَلُّوا كما رأيتموني أصلِّي، وإذا حَضَرَتِ الصلاةُ فلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكم، ثمَّ ليَؤُمّكم أكبرُكم » رواه البخاري ..

وصيـــته بالأنصــــار :

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الأنصار كرشي وعيبتي وإن الناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم" كرشي وعيبتي أي جماعتي وخاصتي ، رواه البخاري ..

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان في حجري جارية من الأنصار فزوجتها قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرسها فلم يسمع غناء ولا لعباً فقال : " يا عائشة هل غنيتم عليها أو لا تغنون عليها ثم قال إن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء " رواه الإمام أحمد .

تفسير فخر الرازي ، تفسير الطبري ، في ظلال القرآن .. تفسير الشيخ الشعرواي البحر المحيط ، قبس من نور القرآن ، الوفا بأحوال المصطفى

الحيدرة
06-27-2007, 12:39 AM
اخي عاشق القبة الخضراء جزاك الله الف الف خير على هذه المشاركة
الجميلة ومنتضرين المزيد من هذه الدرر
واتمنى من المشرفين في هذا المنتدى وضع سقيفة بأسم محمد الانسان الكامل(صلى الله عليه وسلم)
بحيث تتم المشاركة بمواضيع مخصوصة لمناقب وشمايل الحبيب المصطفى صلى الله عليه
وسامحوني ان ماعرفت اوضح المقصود او طلبي بصورة واضحة
وشكراً

al-shibami
08-08-2007, 06:07 PM
غفر الله لك أخينا العاشق وأيدك بنصره وفتح عليك والله ماقصرت جمعت بموضوعك خيرية القائل وخيرية المقال والأعظم خيرية المقال فيه صلى الله عليه وسلم ..... أكرمك الله كما أكرمتنا بهذه الدرر ... أحسنت وللأمام

يارب صلي على النبي محمد ... ماغردت في الأيك ساجعة الربا
يارب صلي على النبي وآله ... ما أمت الزوار مسجد يثربا
صلوا على من تدخلون بهديه ... دار السلامة تبلغون المطلبا
صلوا على من ظللته غمامة ... والجذع حن له وناصر في الصبا
ياأيها الراجون خير شفاعة ... من أحمد صلوا عليه وسلموا
صلى وسلم ذو الجلال عليه ... مالبى ملبٍ أو تحلل محرمُ
وعلى قرابته المقرر فضلهم ... وعلى صحابته الذين همُ همُ
جادو علو سادو حمو ... فهم على الست الجهات الأنجمُ
والتابعين لهم بإحسان فهم ... نقلوا لما حفظوه منهم عنهمُ

تحياتي للجميع
tawhid

al-shibami
08-08-2007, 06:24 PM
تسلم أخينا عاشق القبة وجزاك الله خير ، والله ماقصرت جمعت بموضوعك خيرية القائل وخيرية المقال والأعظم خيرية المقال فيه صلى الله عليه وسلم ..... أكرمك الله كما أكرمتنا بهذه الدرر ... أحسنت وللأمام

يارب صلي على النبي محمد ... ماغردت في الأيك ساجعة الربا
يارب صلي على النبي وآله ... ما أمت الزوار مسجد يثربا
صلوا على من تدخلون بهديه ... دار السلامة تبلغون المطلبا
صلوا على من ظللته غمامة ... والجذع حن له وناصر في الصبا
ياأيها الراجون خير شفاعة ... من أحمد صلوا عليه وسلموا
صلى وسلم ذو الجلال عليه ... مالبى ملبٍ أو تحلل محرمُ
وعلى قرابته المقرر فضلهم ... وعلى صحابته الذين همُ همُ
جادو علو سادو حمو ... فهم على الست الجهات الأنجمُ
والتابعين لهم بإحسان فهم ... نقلوا لما حفظوه منهم عنهمُ

تحياتي للجميع
allahakbr

عاشق القبه الخضراء
08-29-2007, 03:21 PM
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالأطفال والشيوخ

الأدب مع الكبار والصغار :

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قالَ : قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَلم يَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنا )) وفي رواية : " ويعرف لعالمنا " رواه الترمذي وقال : حسن صحيح واللفظ له وأحمد .. أي من لا يكون من أهل الرحمة لأطفالنا ومن التوقير ولم يعظم كبيرنا وهو شامل للشاب والشيخ ..

عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : « مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ » ..
حبه للحسن والحسين وأسامـــة :

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر ، ثم يضُمُّهما ثم يقول : " اللهم ارحمهما فإني أرحمهما " رواه البخاري ..

وروى الشيخان والترمذي عن البراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه يقول صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أحبه فأحبه )) .

عن أنس رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي أهل بيتك أحب إليك ؟ قال : " الحسن والحسين " وكان يقول لفاطمة رضي الله عنها : " أدعي أبني فيشمهما ويضمهما إليه " رواه الترمذي ؛ قال هذا حديث غريب ..

عن عائشة رضي الله عنها : أن أسامة عثر بعتبة الباب فدمي. قال: فجعل النبيّ صلى الله عليه وسلم يمصه ويقول : « لَوْ كَانَ أُسامَةُ جارِيَةً لَحَلَّيْتُها وَلَكَسَوْتُها حَتَّى أُنْفِقَها» ..

تقبيل الأطفال :

عن عائشةَ رضيَ اللّه عنها قالت : (( جاء أعرابيٌّ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : تقبلونَ الصبيانَ فما نُقبّلهم ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " أوَ أملك لك أن نَزعَ اللّهُ من قلبِكَ الرحمة ؟! " )) رواه البخاري ..

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين ابني علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً قط ! فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ( من لا يَرحَمُ لا يُرحَم ) رواه البخاري ..

مسحه على خدود الأطفال :

عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال : (( صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الأُولَى ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ. فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِداً وَاحِداً. قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي. قَالَ : فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْداً أَوْ رِيحاً كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ )) رواه مسلم ..

ابراهيم بن رسول الله :

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه – أي في حالة الاحتضار – فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله ! فقال : " يا ابن عوف إنها رحمة " ، ثم اتبعها بأخرى فقال : " العين تدمع ، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون " رواه البخاري ..

وعن أنس رضي الله عنه قال : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان ابراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخلن – أي يعلو منه الدخان – وكان ظئره قيناً ، فيأخذه – أي فيأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ابنه ابراهيم المسترضع – فيقبله ثم يرجع . قال عمرو : فلما توفي ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن ابراهيم ابني وإنه مات في الثدي وإن له ظئرين تكملان رضاعه في الجنة )) أي مات في سن رضاع الثدي وأن له مرضعتين تتمان له رضاع سنتين ، فإنه توفي وله ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ، رواه مسلم في صحيحه ..

بكائه على الصبي المحتضر :

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : " أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه : إنَّ ابناً لي قُبض ، فأتنا. فأرسل يُقرئ السلام ويقول :" إن لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل عنده بأجل مسمى . فلتصبر ولتحتسب " فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتيها . فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال ، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنَّه قال : كأنها شَنَّ ففاضت عيناه . فقال سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال : (( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )) ..

يحمل أمامة ويصلي بها :

عن أبي قتادةَ رضي الله عنه قال : ( خرجَ علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأُمامَة بنتُ أبي العاص على عاتِقه فصلى ، فإذا ركعَ وضعها، وإذا رفعَ رفعَها) رواه البخاري ..

ومن شفقته صلى الله عليه وسلم ورحمته لأمامة أنه كان إذا ركع أو سجد يخشى عليها أن تسقط فيضعها بالأرض وكأنها كانت لتعلقها به لا تصير في الأرض فتجزع من مفارقته ، فيحتاج أن يحملها إذا قام ، واستنبط منه بعضهم عظم قدر رحمة الولد لأنه تعارض حينئذ المحافظة على المبالغة في الخشوع والمحافظة على مراعاة خاطر الولد فقدم الثاني، ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك لبيان الجواز ..

ويحمل قثم وعبيد الله معه على البعير :

عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : لو رأيتني وقُثَمَ وعبيد الله ابني عبَّاس ونحن صبيان نلعبُ إذ مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على دابة ، فقال : ارفعوا هذا إليّ ، قال : فحملني أمامه وقال لقثم : ارفعوا هذا إليّ فجعله وراءه ، وكان عبيد الله أحب إلى عباس من قثم ، فما استحى من عمِّه أن حمل قثماً وتركه ، قال : ثم مسح على رأسي ثلاثاً وقال كلما مسح : اللهم اخلف جعفراً في ولده » قلت لعبد الله : ما فعل قثم ؟ قال : استشهد ، قلت : الله أعلم بالخير ورسوله بالخير ؟ قال : أجل » رواه أحمد ورجاله ثقات ..

حق اليتيـــــم :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه " رواه ابن ماجة ..

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين أختان " وألصق إصبعيه السبابة والوسطى ، رواه ابن ماجة ..

المسح على رأس اليتيـــــم :

عن أبي هريرة رضي الله عنه « أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له : « إن أردت تلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم » الحاكم في المستدرك ..

عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من مسح رأس يتيم أو يتيمة لم يمسحه إلا لله ، كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ، وقرن بين أصبعيه » رواه أحمد وقال حديث غريب ..

العمير والنغير :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللّهِ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً. وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ. قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: كَانَ فَطِيماً. قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللّهِ فَرَآهُ قَالَ: «أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ )) وفي يوم من الأيام رأى النبي صلى الله عليه وسلم عميراً يبكي فقال : " ما يبكيك يا عمير ؟ " فقال : يارسول الله لقد مات النغير . فجلس النبي صلى الله عليه وسلم ساعة يلاعبه ، فمر الصحابة فوجدوا النبي يلاعب عميراً ، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " مات النغير فأردت أن ألاعب العمير" رواه البخاري ..

لعب البنات :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على بالحق وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم " ، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال : " دعهما " ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال : " تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول: " دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال : " حسبك " قلت : " نعم "، قال : " فاذهبي " رواه البخاري ..

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤوفاً رحيماً ، حسن الخلق والمعاشرة بالمعروف مع الأهل والأزواج وغيرهم وقد قالت السيدة عائشة : « وأنا جارية فاقدروا قدر الجارية العربة حديثة السن» فأنها تحب اللهو والتفرج والنظر إلى اللعب حباً بليغاً ، وتحرص على إدامته ما أمكنها ولا تمل ذلك إلا بعذر من تطويل ..

دعها تلعب بخاتم النبوة :

عن أم خالد بنت خالد بن سعيد رضي الله عنها قالت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعليَّ قميص أصفر . قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : سَنَه سَنه، قال عبدُ اللّه وهي بالحبشية: حسنة ، قالت: فذَهبتُ ألعبُ بخاتم النبوَّةِ، فزَبرَني أبي. قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم: دَعْها. ثم قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : أبلِي وأخْلِقي، ثم أبلي وأخْلِقي ، ثم أبلي وأخْلِقي. قال عبد اللّه : فبقِيتْ حتى ذكر.. يعني من بقائها» رواه البخاري ..

رفقه بخادمه الصغير :

قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه : كَانَ رَسُولُ اللّهِ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقاً. فَأَرْسَلَنِي يَوْماً لِحَاجَةٍ فَقُلْتُ : وَاللّهِ لاَ أَذْهَبُ. وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللّهِ . فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ. فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي. قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقَالَ: « يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ. أَنَا أَذْهَبُ ، يَا رَسُولَ اللّهِ " رواه مسلم ..

شيخ المناصب
09-30-2007, 04:22 AM
بارك الله فيك يا عاشق القبه الخضراء وشكراً لنقلك هذي الصفات الحميدة لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

aljohery.com
11-01-2007, 08:47 PM
يسلموووووووووووووووووووووو

عاشق القبه الخضراء
12-01-2007, 11:34 PM
رحمته صلى الله عليه وسلم بالنســــــــــاء

حبه صلى الله عليه وسلم للنساء :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حُبِّبَ إليَّ : النساء والطيبُ ، وجُعل قرة عيني في الصلاة )) رواه النسائي وأحمد واللفظ لهما حديث حسن ..

عن أنس رضي الله عنه قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان مُقبلين قال : حسبت أنَّهُ قال : من عُرسٍ ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مُمثِلاً فقال : (( اللهم أنتُم مِن أَحبِّ النَّاس إِليَّ )) قالها ثلاث مرار " رواه البخاري ، ولولا هذا الحب منه صلى الله عليه وسلم لما أكثر من توصيته بهم ولما رفع من قدرها بعد أن كانت ضعيفة وليس لها حق في الجاهلية ، فكان هذا مناسباًَ أن تجد المرأة مكاناً عظيماً في قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم وياله من شرف كبير تميزن به ..

حـــــــــــق الأم :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك " رواه البخاري ..

حــق الأرملـــــة والمسكين :

أخرج أبو يعلى ما رواه أبو هريرة رفعه : (( أنا أول من يفتح باب الجنة ، فإذا امرأة تبادرني فأقول : من أنت ؟ فتقول : أنا امرأة تأيمت على أيتام لي )) ..

وكان لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهما الحاجة وقال عنهم في حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو القائم الليل ، الصائم النهار )) رواه البخاري ..

والساعي هو الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين من معونة ونفقة ، والأرملة بالراء المهملة التي لا زوج لها سواء كانت تزوجت أم لا، وقيل هي التي فارقت زوجها، قال ابن قتيبة: سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج ، يقال أرمل الرجل إذا فني زاده ، والمسكين هو من لا شيء له، وقيل من له بعض الشيء ..

بكاء الطفل سبب في تخفيف الصلاة :

عن أبي قتادةَ رضي الله عنه أنه قال: قال النبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( إني لأقومُ في الصلاةِ أُريدُ أن أطوِّلَ فيها، فأَسمعُ بكاءَ الصبيِّ فأَتجوَّزُ في صلاتي كراهِيةَ أن أشُقَّ على أُمِّهِ ) رواه البخاري ..

حق الجـــار والنساء :

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ، واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا )) رواه البخاري ،
فجعل هنا من أساس الإيمان بالله واليوم الآخر وسبباً رئيسياً له أن لا تؤذي جارك بأي شئ كان سواء بالقول والسب والشتم ، أو بالفعل بوضع الأذى أمام بيته أو بتسليط أبناءك يؤذون أبناءه أو بإزعاجه في نومه أو غير ذلك ، وتحسن إليه إلى أبعد الحدود وتترفق به .. والجار هنا ليس فقط الذي يفصل بينك وبينه جدار واحد إنما قال العلماء فيه أنه قد يصل إلى أربعين بيتاً من كل جهة ، وإذا كان هذا الجار قريباً لك فإن له حقان : حق الرحم وحق الجار وقال في رسول الله : " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " ، وحتى وإن كان يهودياً فلا يسقط عنه حق الجار فإنه قد كان لرسول الله جاراً يهودياً وكان هذا الجار يؤذيه كثيراً وفي يوم من الأيام استفقد أذاه فلم يجده فلما ذهب إليه وجده مريضاً وعاده .. وكان هذا سبباً في إسلام الجار اليهودي ..

وبعد هذا العرض لأهمية حق الجار قرن معه حق النساء ووصى بهن ليُظهر عظم حقهن أيضاً فالمرأة هي الأم والأخت والخالة والعمة والجدة والبنت والحفيدة .. فالنساء خلقن من أصل معوج ، وهي عوجاء مثل الضلع لكون أصلها منه .. فعلى الرجل أن يتركها على اعوجاجها في الأمور المباحة ، ويعمل على مداراتها لاستمالة النفوس وتألف القلوب، ويأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمهن فإنه الانتفاع بهن مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه ، فكأنه قال: الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها..

من وصاياه للسرايا التي يبعثها للقبائل المشركة :

عن أنَسُ بنُ مَالِكٍ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: « انْطَلِقُوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله ، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً ، وَلا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُحْسِنِينَ » رواه أبو داود ..

رفقاً بالقواريـــــر :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له ، فحدا الحادِي فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( ارْفقْ يا أَنجَشهُ ، ويحك بِالقَوَارِير )) رواه البخاري .

بساطته وسماحته بالنساء :

عن سعدَ بنَ أبي وقاص قال : « استأذنَ عمرُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعندَهُ نساءٌ من قُريشٍ يُكلِّمنَهُ ويَستكثرنَهُ عاليةً أصواتهنَّ ، فلما استأذنَ عمرُ قمنَ يبتَدرْنَ الحجابَ ، فأذنَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يضحكُ ، فقال عمرُ: أضحَكَ اللهُ سِنَّكَ يارسولَ الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عَجِبتُ من هؤُلاء اللاتي كنَّ عِندي ، فلما سمِعنَ صوتكَ ابتدَرنَ الحجابَ ". قال عمرُ: فأنتَ يا رسولَ اللهِ كنتَ أحقَّ أن يَهبْنَ ، ثم قال : أي عدوّاتِ أنفُسِهنَّ ، أتهبننَي ولا تَهبنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلنَ: نعم، أنت أفظُّ وأغلظُ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيدهِ، ما لِقَيكَ الشيطانُ قطُّ سالكاً فجّاً إِلاّ سَلكَ فجّاً غيرَ فجك » رواه البخاري ..

لم يضرب أحداً قط :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بيده قط ، ولا امرأة ، ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل من شئ قط ، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيئا من محارم الله ، فينتقم لله )) رواه ابن حبان في صحيحه ..

ينصح أهل بيته بالرفق :

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : (( يا عائشة أرفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً دلهم على باب الرفق )) وفي رواية :" إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق " رواه أحمد والمنذري وقال رواتهما رواة الصحيح ..

نساء قريش :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّهُ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نساء قريشٍ خيرُ نساءٍ ركِبنَ الإِبل : أحناهُ على طِفلٍ ، وأرعاهُ على زوجٍ في ذات يدِه » رواه البخاري .

برحمتها لأولادها دخلت الجنة :

عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت : جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا. فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاَثَ تَمَرَاتٍ. فَأَعْطَتْ كُل وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً. وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلُهَا. فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا. فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا، بَيْنَهُمَا. فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا. فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللّهِ . فَقَال َ: « إِنَّ اللّه قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ. أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ » رواه مسلم ..

عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني ، فلم تجد عندي غير تمرة واحدة ، فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته ، فقال : (( من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )) رواه البخاري ..

رحمة الأم بولدها :

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: « قَدِمَ على النبيّ صلى الله عليه وسلم سَبيٌ، فإذا امرأةٌ من السبي تحلب ثَديَها تَسقي ، إذا وَجدَت صَبيّاً في السبي أَخَذَته فألصَقَتْه ببَطنها وأرضَعَتْه. فقال لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أتُرَونَ هذهِ طارحةً وَلدَها في النار؟ قلنا: لا، وهي تَقدِر على أن لا تَطرَحهُ. فقال: اللّهُ أرحمُ بعبادِه من هذهِ بولَدِها» رواه البخاري ..

وصيتـــه بالبنات :

عن محمد بن المنكدر قال: حدثني جابر يعني ابن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ يَؤْويِهُنَّ، وَيَرْحَمْهُنَّ، وَيُكَفُلهُنَّ، وَجِبَتْ لَهُ الجَنَّةُ البَتّة» قال: قيل: يا رسول الله فإن كانت اثنتين؟ قال: «وَإنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ» قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا له: واحدة لقال: «وَاحِدَة» رواه أحمد ..

وزاد ابن ماجه ” وأطعمهن وسقاهن وكساهن ” وفي حديث ابن عباس عند الطبراني " فأنفق عليهن وزوجهن وأحسن أدبهن " وفي حديث جابر عند أحمد وفي الأدب المفرد ” يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن ” ..

حديث ابن مسعود رفعه ” من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعمة الله التي أوسع عليه ” أخرجه الطبراني بسند واه .. وفي الحديث تأكيد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح أنفسهن، بخلاف الذكور لما فيهم من قوة البدن وجزالة الرأي وإمكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال ..

فضل تربية البنات :

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من آوى يتيماً إلى طعامه وشرابه أوجب الله الجنة البتة ، إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر. ومن عال ثلاث بنات أو مثلهن من الأخوات فأدبهن ورحمهن حتى يغنيهن الله أوجب الله له الجنة )) فقال رجل : يارسول الله واثنتين ؟ قال : واثنتين - حتى لو قالوا أو واحدة لقال واحدة - ، ومن أذهب الله بكريمتيه وجبت له الجنة " قيل : يارسول الله ! وماكريمتاه ؟ قال : عيناه )) رواه في شرح السنَّة واسناده حسن ..

ترغيب المسلمين بحب البنات :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من ولدت له ابنة فلم يئدها ، ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده عليها ـ يعني الذكر ـ أدخله الله بها الجنة » مسند الإمام أحمد ..

أسد الله
12-21-2007, 03:41 AM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

YemenihoneY
12-23-2007, 12:31 AM
يعطيك العافيه

عاشق القبه الخضراء
01-06-2008, 12:03 PM
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالخدم والعبيد

لا تعيير غلامك :

عنِ المَعْرورِ قال: لَقِيتُ أبا ذَرٍّ بالرَّبَذةِ وعليهِ حُلَّة، وعلى غُلامِه حُلَّة، فسألتُه عنْ ذلكَ فقال: إِنِّي سابَبْتُ رَجُلاً فعَيَّرتُه بأمِّه، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « يا أبا ذَرّ، أعَيَّرتَهُ بأمِّهِ؟ إِنَّكَ امرُؤٌ فيكَ جاهِليَّة. إخْوانُكمْ خَوَلُكمْ، جَعَلَهمُ اللّهُ تحتَ أيدِيكُمْ. فَمَنْ كانَ أخوهُ تحتَ يدِه فلْيُطْعِمْهُ ممّا يأكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولا تُكلِّفوهمُ ما يَغْلِبُهم، فإنْ كلَّفتموهُم فأعِينوهُم » رواه البخاري ..

أحرج الحقوق :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة " رواه ابن ماجة ..

حقوق المملوك :

روى ابن حبان في صحيحه مرفوعاً : (( للملوك طعامه وشرابه وكسوته ولا يكلف إلا ما يطيق ، فإن كلفتموهم فأعينوهم ولا تعذبوا عباد الله خلقاً أمثالكم )) ..

وعن عمرو بن حريث أن النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما خففت عن خادمك من عمله كان لك أجراً في موازينك )) رواه ابن حبان ..



عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع : « أرقاءَكُمْ أَرقاءَكُمْ أَرقَاءَكُمْ أَطْعِمُوهُمْ مِمّا تَأْكُلُون وَاكْسُوهُمْ مِمّا تَلْبَسُونَ فَإنْ جَاؤوا بَذَنْبٍ لا تُرِيدُونَ أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوهُ عِبَادَ الله وَلا تُعَذِّبُوهُمْ » رواه أحمد وأبو داود ..



تفقده لخدم المسجد النبوي :

نعم لقد كان رسول الله رغم انشغاله في أمور الدعوة والجهاد وأمور الدولة الإسلامية إلا أنه لم ينسى حتى الخادمة أو الخادم الذي كان يخدم المسجد النبوي وينظفه ؛ فإنه افتقده يوماً وهنا يروي لنا أبو هريرة - رضي الله عنه - القصة بتفاصيلها وهي أن أسود رجلاً أو امرأة كان يقم المسجد فمات ولم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم بموته فذكره ذات يوم فقال : ما فعل ذلك الإنسان ؟ قالوا مات يا رسول الله ، قال : أفلا آذنتموني ؟ فقالوا : إنه كان كذا وكذا قصته ، قال : فحقروا شأنه ، قال : فدلوني على قبره فأتى قبره فصلى عليه " رواه البخاري ..

إطعام الخادم أمر ضروري :

وقد كان كثيراً ما يوصي المسلمين بخدمهم الذين يخدمونهم ، ويوصيهم أن يطعموهم معهم ، فإن لم يفعلوا ذلك فيناولونهم بعض الطعام لئلا تنكسر أنفسهم ، وخوفاً على مشاعرهم وهذا مانحتاج إليه في أيامنا هذه ؛ فإنه إن كان من الواجب أن تطعمه معك فإنه من باب أولى أن لا تضربه ولا تهينه ولا تسبه كما يفعل الكثير في وقتنا الحاضر ، فإنها نفسٌ مؤمنة وربما تكون أفضل عند الله من رب الأسرة وهاهو سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يخبرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه " رواه البخاري في كتاب العتق ومسلم ..

لا تضرب الخادم :

وعن معاوية بن سويد قال : كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا إلا خادم واحدة فلطمها أحدنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أعتقوها ) قالوا : ليس لهم خادم غيرها قال : " فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها " رواه مسلم ..

ويشدد أيضاً من ضرب الخادم ولا يجد كفارة له إلا العتق روى مسلم وأبو داود وغيرهما مرفوعاً : (( من لطم مملوكاً له أو ضربه فكفارته أن يعتقه ) ) . .

وهاهو خادمه أنس رضي الله عنه يحدثنا كيف كان تعامله صلى الله عليه وسلم معه فيقول : " خدمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين ، فما سبَّني سبَّةً قط ، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال : « دَعُوه ، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ » ..

التنبيه لطريقة الضرب إن استلزم الأمـــر :

وروى أبو يعلي والطبراني: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا وصيفة له وهي تلعب فلم تجبه وقالت : لم أسمعك يا رسول الله ، فقال : " لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك " ..

اعفو عن خادمك :

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! كم نعفو عن الخادم ؟ فصمت ! ، ثم أعاد عليه الكلام ، فصمت ! فلما كان في الثالثة ، قال : " اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة " رواه أبو داود وإسناده حسن ..

التحذير من لفظ ربي وعبدي وأمتي واستبدالهم :

عن أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك، وضىء ربك ، ولا يقل أحدكم ربي وليقل سيدي ومولاي. ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاتي وغلامي» رواه أحمد ..

حبه صلى الله عليه وسلم للمساكين :

عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: « الَّلهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِيناً وَأَمِتْنِي مِسْكِيناً وَاحْشُرْنِي في زُمْرَةِ المَسَاْكِينِ يَوْمَ القِيَامَةِ » فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لِمَ يَا رَسُولَ الله ؟ قالَ: « إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً ، يَا عَائِشَةُ لاَ تَرُدِّي المِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشَةُ أحِبِّي المَسَاكِينَ وَقَرِّبيهِمْ فَإِنَّ الله يُقَرِّبُكِ يَومَ القِيَامَةِ » قال أبو عِيسَى : هذا حَدِيثٌ غريبٌ ، رواه الترمذي ..

عاشق القبه الخضراء
01-06-2008, 12:07 PM
رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالأعراب

بخل الأعرابي في دعائه :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه ، فقال أعرابي وهو في الصلاة : اللهم ارحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابيّ : لقد حجرت واسعاً . يريد رحمة الله )) رواه البخاري ..

قال ابن بطال : أنكر صلى الله عليه وسلم على الأعرابي لكونه بخل برحمة الله على خلقه ، وقد أثنى الله تعالى على من فعل خلاف ذلك حيث قال : (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِْيمَانِ )) (الحشر: من الآية10) ..

الأعرابي اللين بعد أن كان فظاً :

وروي أن أعرابياً جاءه يطلب منه شيئاً فأعطاه ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي : لا ولا أجملت ، فغضب المسلمون وقاموا إليه ، فأشار إليهم أن كفوا ثم قام ودخل منزله وأرسل صلى الله عليه وسلم إليه شيئاً ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال : " نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً " ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شئ فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك )) ، قال : نعم . فلما كان الغد أو العشي جاء فقال صلى الله عليه وسلم : (( إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك ؟ )) قال : " نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً " ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( مثلي ومثل هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً فناداهم صاحبها خلُّوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها منكم وأعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردّها حتى جاءت واستناخت وشدّ عليها رحلها واستوى عليها وأني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار )) رواه أحمد .

ومن يتأمّل هٰذا الحديثَ العظيم ، يجد كمال حُسن عِشرته، وسياسته مع خلقِ الله، وشَفقته عليهم، ورحمتِه بهم، ومعاشرتِه معهم ، وكمالِ الحرصِ والجِدّ على نفعهم ، وتمامِ مُلاطفته للجاهلينَ لِحَمْلهِ لأذَاهُم ، وتحمّله عنهم ، ولا غرابة في أحوالهِ وصفاتِه لأنّه شَكُورُ لِرَبّه والشّكُور لله يكونُ في غايةِ الرِّفْعةِ والكمالِ في جميع الأفعال، وسائر الخِصال ..

أعرابي آخر فـــظ :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة حتى رأيت صفح أو صفحة عنق سول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ، فقال : يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء » ..

قمة العدل هو عدل رسول الله :

حتى أُتي بقلائد من ذهب وفضة فقسمها بـين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك تعدل، فقال: « وَيْحَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكَ بَعْدِي » فلما ولي قال: «رُدُّوهُ عَلَيَّ رُوَيْداً» ، روى جابر: أنه كان يقبض للناس يوم خيبر من فضة في ثوب بلال فقال له رجل: يا رسول الله اعدل فقال له رسول الله : « وَيْحَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ فَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَخَسِرْتُ إِنْ كُنْتُ لاَ أَعْدِلُ» ، فقام عمر فقال: ألا أضرب عنقه فإنه منافق فقال: « مَعَاذَ الله أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِـي » ..

بول الأعرابي في المسجد :

عن أبو هُريرةَ رضي الله عنه أنَّ أعرابياً بال في المسجد، فثار إليه الناسُ ليَقَعوا به، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( دَعوهُ وأهريقوا على بولهِ ذَنوباً من ماء أو سَجْلاً من ماء ـ فإنما بُعِثتم مُيسِّرين ولم تُبعثوا مُعسرين )) رواه البخاري ..

حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - وَهُوَ عَمُّ إِسْحٰقَ - قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللّهِ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ : مَهْ مَهْ. فقَالَ رَسُولُ اللّهِ : «لاَ تُزْرِمُوهُ. دَعُوهُ» فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللّهِ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ : «إِنَّ هٰذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هٰذَا لِلْبَوْلِ وَالْقَذَرِ. إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» فَأَمَرَ رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ ، فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَنَّهُ عَلَيْهِ " رواه مسلم والبخاري ..

صفح عن الأعرابي الذي أراد قتل رسول الله :

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : « غَزَونا مع رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم غزوةَ نجدٍ، فلمّا أدركَتْهُ القائلة وهو في وادٍ كثيرِ العِضاهِ فنزلَ تحت شجرة واستظلَّ بها وعلَّق سيفَه، فتفرَّقَ الناسُ في الشجر يستظِلُّون. وبَينا نحنُ كذلك إذ دَعانا رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فجِئنا، فإِذا أعرابيٌّ قاعدٌ بين يديه فقال: إِنَّ هذا أتاني وأنا نائم، فاخترَطَ سيفي، فاستيقَظْتُ وهو قائمٌ على رأسي مخترطٌ سيفي صلتاً، قال: من يَمنعُكَ مني؟ قلت : الله. فشامَه ثمَّ قعد ، فهو هذا. قال: ولم يُعاقبْهُ رسول اللّهِ صلى الله عليه وسلم » رواه البخاري ..

زاهــــر الأعرابي :

عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : « أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلاً دميماً، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره ، فقال الرجل : أرسلني من هذا، فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله إذاً والله تجدني كاسداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لكن عند الله لست بكاسد، أو قال: لكن عند الله أنت غال » رواه الإمام أحمد ..

بن الحامد
01-11-2008, 02:07 PM
اللهم صلى وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق
جزاك الله الف خير اخوي على الموضوع الرائع
ونسأل الله ان يجعل ذالك في ميزان حسناتك

عيظه مبارك بن بشر
01-21-2008, 10:28 PM
الله يجزيك بالخير الكثير

القشعورى
01-22-2008, 04:13 PM
الحمد للة ان انعم علينا بنعمة الاسلام فهي من افضل النعم


مبين فها كل امر من امو الدنيا


اللهم دمها علينا نعمة

بدوي رحال
02-29-2008, 03:22 PM
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إبن ليث الكندي
05-11-2008, 02:22 PM
كلام طيب يابن هاشم ونعم فيك دايم تجيب كل طيب تسلم يمينك وماقصرت سباق للخير

الموسطي
05-18-2008, 10:19 PM
تحرير :
رد جاهل بعيد عن صلب الموضوع

الموسطي
05-18-2008, 10:21 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الواثق بالله
04-18-2009, 10:27 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإماماً للمتقين وجعله هادياً للطريق القويم فلزم على العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما أسعد من وفق لذلك ولما لهذا الأمر من أهمية عظمى وأجر عظيم حرصنا على إخراج هذا الكتيب المتواضع والذي فيه حث على الإكثار من الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

فاللهم صل وسلم على نبيك وخليلك محمد ما تعاقب الليل والنهار.


معنى الصلاة والسلام على النبي :

قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

قال ابن كثير رحمه الله: ( المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً ) أ.هـ.

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في جلاء الأفهام: ( والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أنتم أيضاً صلوا عليه وسلموا تسليماً لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة ) أ.هـ.

وقد ذُكر في معنى الصلاة على النبي أقوال كثيرة، والصواب ما قاله أبو العالية: إن الصلاة من الله ثناؤه على المصلي عليه في الملأ الأعلى أي عند الملائكة المقربين - أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً مجزوماً به - وهذا أخص منه في الرحمة المطلقة - وهذا ترجيح سماحة الشيخ محمد بن عثيمين.

والسلام: هو السلامة من النقائص والآفات فإن ضم السلام إلى الصلاة حصل به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب وتنتفي النقائص وبالصلاة يحصل المطلوب وتثبت الكمالات - قاله الشيخ محمد بن عثيمين.


حكم الصلاة على النبي :

أما في التشهد الأخير فهو ركن من أركان الصلاة - عند الحنابلة.

وقال القاضي أبو بكر بن بكير: ( افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه ويسلموا تسليماً، ولم يجعل ذلك لوقت معلوم. فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها ).


المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي ويرغب فيها:

1- قبل الدعاء:

قال فضالة بن عبيد: سمع النبي رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي فقال النبي : { عجل هذا! } ثم دعاه فقال له ولغيره: { إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء } [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد بإسناد صحيح وصححه ابن حبّان والحاكم ووافقه الذهبي].

وقد ورد في الحديث: { الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي } [رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].

وقال ابن عطاء: ( للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات. فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.

فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه الأسباب، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على النبي ).

2- عند ذكره وسماع اسمه أو كتابته:

قال : { رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه والحاكم وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].

3- الإكثارمن الصلاة عليه يوم الجمعة:

عن أوس بن أوس قال، قال رسول الله : { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ.. } الحديث [رواه أبو داود بإسناد صحيح وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي].

4- الصلاة على النبي في الرسائل وما يكتب بعد البسملة:

قال القاضي عياض: ( ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ولم تنكرها: ولم يكن في الصدر الأول، وأحدث عند ولاية بني هاشم - الدولة العباسية - فمضى عمل الناس في أقطار الأرض. ومنهم من يختم به أيضاً الكتب ).

5- عند دخول المسجد وعند الخروج منه:

عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك } [رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني بشواهده].


كيفية الصلاة والتسليم على النبي :

قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] فالأفضل أن تقرن الصلاة والسلام سوياً استجابةً لله عز وجل فهذا هو المجزئ في صفة الصلاة عليه الصلاة والسلام.

وعن أبي محمد بن عجرة قال: خرج علينا النبي فقلت: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: { قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد } [متفق عليه].

وعن أبي حميد الساعد قال: قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: { قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد } [متفق عليه].

وفي هذين الحديثين دلالة على الصفة الكاملة للصلاة على النبي .


فضيلة الصلاة على النبي والسلام عليه:

عن عمر قال سمعت رسول الله يقول: { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة } [رواه مسلم].

قال : { من صلّى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي } [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني].

وقال : { من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً } [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].

وعن عبدالرحمن بن عوف قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال: { أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكراً لله } [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه وقال الألباني: صحيح لطرقه وشواهده].

وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله : { أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشراً } فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: { إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة } [رواه الجهضمي وقال الألباني هذا مرسل صحيح الأسناد].

وعن عبدالله بن مسعود عن النبي قال: { إن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام } [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].

وقال : { من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات } [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه الألباني].

وعن ابن مسعود مرفوعاً: { أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة } [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].

وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي : { من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة } [رواه البخاري في صحيحه].


ذم من لم يصل على النبي :

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ، رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة } قال عبدالرحمن وهو أحد رواة الحديث وعبدالرحمن بن إسحاق وأظنه قال: { أو أحدهما } [رواه الترمذي والبزار قال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح].

وعن علي بن أبي طالب عنه أنه قال: { البخيل كل البخل الذي ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ } [أخرجه النسائي والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع].

عن ابن عباس عن النبي : { من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة } [صححه الألباني في صحيح الجامع].

وعن أبي هريرة قال أبو القاسم : { أيّما قوم جلسوا مجلساً ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على النبي كانت عليهم من الله تره إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم } [أخرجه الترمذي وحسنه أبو داود].

وحكى أبو عيسى الترمذي عن بعض أهل العلم قال: ( إذا صلى الرجل على النبي : { مرة في مجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس } ).


الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه :

ذكر ابن القيم 39 فائدة للصلاة على النبي منها:

1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.

2- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.

3- يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.

4- أن يرفع له عشر درجات.

5- أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.

6- أنها سبب لشفاعته إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها.

7- أنها سبب لغفران الذنوب.

8- أنها سبب لكفاية الله ما أهمه.

9- أنها سبب لقرب العبد منه يوم القيامة.

10- أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه.

11- أنها سبب لرد النبي الصلاة والسلام على المصلي.

12- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.

13- أنها سبب لنفي الفقر.

14- أنها تنفي عن العبد اسم ( البخيل ) إذا صلى عليه عند ذكره .

15- أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.

16- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.

17- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه وذكره عنده كما تقدم قوله : { إن صلاتكم معروضة عليّ } وقوله : { إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي السلام } وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله .

18- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي وفيه: { ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته } [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب والترهيب" وقال: هذا حديث حسن جداً].

19- أنها سبب لدوام محبة الرسول وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك.

20- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدي والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به من معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله.

وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين

باحرس1970
07-20-2009, 06:01 PM
اخي عاشق القبه الخضره جزاك الله الف خير موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ابو بسام
12-02-2009, 10:52 PM
يكفي انه عبدالله بن سلول وهو من اشد من نكل في الرسول صلى الله عليه وسلم

حين مات صلى عليه الرسول

فهل هناك ارحم من ذلك ؟