معلاوي
07-10-2007, 11:51 AM
عقيد سابق بالمخابرات اليمنية لاخبار الساعه (1-8)
(الحلقة الأولى)
تصدير:
هناك في بهو احد المولات الكبيرة..التقيته بعد ثلاثة عشر عام منذ أن غادر عدن مساء السابع من يوليو عام 1994م على إحدى السفن مع مجموعه من القيادات التي أعلنت نفسها القيادة الشرعية لجمهورية اليمن الديمقراطية التي لم تدم أكثر من خمسة وأربعون يوماً.. لتسقط سريعاً ويتساقط أولئك القادة ويتركون عدن خائبين على أمل العودة ذات يوم إليها.. ولكنهم لايعلمون كيف ستكون العودة..
الشيب يكاد يكتسح شعرات رأسه المتبقية.. مع صلعه تلمح وتضع علامة مميزة... وشحوب بالوجه وجسم نحيل.. بعد أن انتهت تلك (الكرش) التي كانت تميزه أثناء تواجده في عدن...
بعد العناق.. والسلام صحبني إلى مكتبه المتواضع في إحدى المؤسسات البسيطة..
وماهي إلا دقائق وإذا برجل يدخل مكتبه ويعرفني به (م.ص)ويقول هذا العقيد ركن قائد اللواء ***طيران عمودي..وإذا به يهمس إليه ويعاتبه...فهو لايريد أن يعرف صفته احد... كان يحمل بيده كيس (علاقي) ودفتر سندات .. هكذا عرفت انه يعمل محصل بعد أن يوم ببيع بسيارته بعض قطع الأقمشة والملابس للمحلات الصغيرة... أخذنا الحديث أيضا عن بعض الأسماء والقيادات العسكرية التي كانت تقود الجيش في الجنوب وإثناء قيام الوحدة حتى 1994م.. وإذا به يقول(تعرف أن هناك قادة وضباط كبار الآن البعض منهم يعمل بائع قماش في احد المعارض ينتظر أن تأتي امرأة يبيع لها ويعرض لها الشك والشيفون والدانتيل بعد أن كان يقود الآلاف من الضباط والجنود...ويتحمل مرارة العيش هنا) فبادرته ومن أجبركم على ذلك لما لا تعود وقد صدر عفو عام وعفا الرئيس عن القيادات الكبيرة التي صدر بحقها الإعدام والسجن فكيف ببعض القادة... فقال)) لقد عاد الكثير وتم مضايقتهم وتسريحهم والأن هم بالبيوت...ومن قبل منهم أن يعود لوحدته السابقة فهو رقم هامشي يأمر عليه وينهي جندي شمالي... ونحن لم ولن نقبل هذا فهو إهانة لكل رجل عسكري...)
هناك ضباط.. ومدرسين وقاده امنين ومدنيين ورجال ذو كفاءات عالية.. يفضلون البقاء خارج اليمن..حتى تتحسن الأمور وينتهي هذا السواد الذي يخيم على الوطن..
كان الوقت حينها لايسمح بسماع قصته وكيف ترك عدن ورحلته الشهيرة.. يوم 7-7-1994م...كنت متشوق لسماعها منه..وإذا به يفاجئني بأنه قد دون بعض مذكراته ومرفقه ببعض الوثائق والصور التي احتفظ بها قبل سقوط عدن لدى أحد الأصدقاء..,وبعد أن توقع أن يقوم المنتصرون بتفتيش داره والبحث عن أي شيء..
سألته من أين نبدأ.. هل من أخر لحظات له في عدن.. والساعات الأخيرة لسقوط عدن.. فكان يتنهد وينظر بحسرة وألم وهو يقول.. إنها أيام عصيبة جداً.. فلا زلت أتذكر تلك اللحظات التي كنا بها بعد معركة المطار..وكان عددنا قليل جداً..فتأكدت أن الوضع منتهي وقررت أن اطلب التعزيزات وإذا بقائد الطيران العمودي يقول لي سوف نغادر الأن.. وكان هناك طائرتان عموديتان..ذهب إلى محمد علي احمد في خور مكسر.. والذي رفض أن يغادر.. ولكن بصعوبة اقتنع بعد أن قلت له ليس هناك مجال الأن..انتقلنا إلى دار الرئاسة..كان هناك وزير الدفاع هيثم قاسم يبكي... وكان الجفري نائب الرئيس مبتسماً.. ولم تبدوا على ملامحه علامات الهزيمة.. وهناك صالح عبيد احمد وبعض القادة.. اتصلنا كي تقلنا الطائرات ولكنهم اخذوا أسرهم وغادروا.. هناك بصعوبة خرج هيثم قاسم وكان منهاراً..واتجهنا إلى الميناء بعد أن قلت لهم أن القوات الشمالية ستكون بعد دقائق بدار الرئاسة.. لم يكن أمامنا إلا سفينة تجارية أتذكر أنها بانمية كانت تحمل شحنة قمح..و أمرنا قائدها أن يتحرك بها ويأخذ الشحنة له.. مقابل أن يوصلنا إلى جيبوتي.. وأثناء تحركنا حدث شجار وخلاف بيينا وخصوصا مع صالح عبيد الذي حملناه المسؤولية فهو ناتج لتصرفاته.. أما هيثم قاسم طاهر فلم يكن قائد عسكري..
هكذا كانت الساعات الأخيرة..لنا في عدن.. ومنذ تلك اللحظة لم تطىء قدمي ارض اليمن ولازلت انتظر اليوم الذي نعود فيه إلى عدن.. وليس بهذا الوضع ألإحتلالي..
سألته:" هل لنا أن نأخذ الأمور والأحداث بتسلسل تاريخي.. ومراحل عملك كضابط أمن دولة... وكرجل كان ذو مركز مهم جداً ومطلع على كثير من الأحداث التي تمت باليمن..
انتقلنا إلى مقر سكنه... وكان حوارنا مسجل بالصوت.. وكانت البداية من هنا..
الموضوع هام انتظروا الحلقات القادمة
(الحلقة الأولى)
تصدير:
هناك في بهو احد المولات الكبيرة..التقيته بعد ثلاثة عشر عام منذ أن غادر عدن مساء السابع من يوليو عام 1994م على إحدى السفن مع مجموعه من القيادات التي أعلنت نفسها القيادة الشرعية لجمهورية اليمن الديمقراطية التي لم تدم أكثر من خمسة وأربعون يوماً.. لتسقط سريعاً ويتساقط أولئك القادة ويتركون عدن خائبين على أمل العودة ذات يوم إليها.. ولكنهم لايعلمون كيف ستكون العودة..
الشيب يكاد يكتسح شعرات رأسه المتبقية.. مع صلعه تلمح وتضع علامة مميزة... وشحوب بالوجه وجسم نحيل.. بعد أن انتهت تلك (الكرش) التي كانت تميزه أثناء تواجده في عدن...
بعد العناق.. والسلام صحبني إلى مكتبه المتواضع في إحدى المؤسسات البسيطة..
وماهي إلا دقائق وإذا برجل يدخل مكتبه ويعرفني به (م.ص)ويقول هذا العقيد ركن قائد اللواء ***طيران عمودي..وإذا به يهمس إليه ويعاتبه...فهو لايريد أن يعرف صفته احد... كان يحمل بيده كيس (علاقي) ودفتر سندات .. هكذا عرفت انه يعمل محصل بعد أن يوم ببيع بسيارته بعض قطع الأقمشة والملابس للمحلات الصغيرة... أخذنا الحديث أيضا عن بعض الأسماء والقيادات العسكرية التي كانت تقود الجيش في الجنوب وإثناء قيام الوحدة حتى 1994م.. وإذا به يقول(تعرف أن هناك قادة وضباط كبار الآن البعض منهم يعمل بائع قماش في احد المعارض ينتظر أن تأتي امرأة يبيع لها ويعرض لها الشك والشيفون والدانتيل بعد أن كان يقود الآلاف من الضباط والجنود...ويتحمل مرارة العيش هنا) فبادرته ومن أجبركم على ذلك لما لا تعود وقد صدر عفو عام وعفا الرئيس عن القيادات الكبيرة التي صدر بحقها الإعدام والسجن فكيف ببعض القادة... فقال)) لقد عاد الكثير وتم مضايقتهم وتسريحهم والأن هم بالبيوت...ومن قبل منهم أن يعود لوحدته السابقة فهو رقم هامشي يأمر عليه وينهي جندي شمالي... ونحن لم ولن نقبل هذا فهو إهانة لكل رجل عسكري...)
هناك ضباط.. ومدرسين وقاده امنين ومدنيين ورجال ذو كفاءات عالية.. يفضلون البقاء خارج اليمن..حتى تتحسن الأمور وينتهي هذا السواد الذي يخيم على الوطن..
كان الوقت حينها لايسمح بسماع قصته وكيف ترك عدن ورحلته الشهيرة.. يوم 7-7-1994م...كنت متشوق لسماعها منه..وإذا به يفاجئني بأنه قد دون بعض مذكراته ومرفقه ببعض الوثائق والصور التي احتفظ بها قبل سقوط عدن لدى أحد الأصدقاء..,وبعد أن توقع أن يقوم المنتصرون بتفتيش داره والبحث عن أي شيء..
سألته من أين نبدأ.. هل من أخر لحظات له في عدن.. والساعات الأخيرة لسقوط عدن.. فكان يتنهد وينظر بحسرة وألم وهو يقول.. إنها أيام عصيبة جداً.. فلا زلت أتذكر تلك اللحظات التي كنا بها بعد معركة المطار..وكان عددنا قليل جداً..فتأكدت أن الوضع منتهي وقررت أن اطلب التعزيزات وإذا بقائد الطيران العمودي يقول لي سوف نغادر الأن.. وكان هناك طائرتان عموديتان..ذهب إلى محمد علي احمد في خور مكسر.. والذي رفض أن يغادر.. ولكن بصعوبة اقتنع بعد أن قلت له ليس هناك مجال الأن..انتقلنا إلى دار الرئاسة..كان هناك وزير الدفاع هيثم قاسم يبكي... وكان الجفري نائب الرئيس مبتسماً.. ولم تبدوا على ملامحه علامات الهزيمة.. وهناك صالح عبيد احمد وبعض القادة.. اتصلنا كي تقلنا الطائرات ولكنهم اخذوا أسرهم وغادروا.. هناك بصعوبة خرج هيثم قاسم وكان منهاراً..واتجهنا إلى الميناء بعد أن قلت لهم أن القوات الشمالية ستكون بعد دقائق بدار الرئاسة.. لم يكن أمامنا إلا سفينة تجارية أتذكر أنها بانمية كانت تحمل شحنة قمح..و أمرنا قائدها أن يتحرك بها ويأخذ الشحنة له.. مقابل أن يوصلنا إلى جيبوتي.. وأثناء تحركنا حدث شجار وخلاف بيينا وخصوصا مع صالح عبيد الذي حملناه المسؤولية فهو ناتج لتصرفاته.. أما هيثم قاسم طاهر فلم يكن قائد عسكري..
هكذا كانت الساعات الأخيرة..لنا في عدن.. ومنذ تلك اللحظة لم تطىء قدمي ارض اليمن ولازلت انتظر اليوم الذي نعود فيه إلى عدن.. وليس بهذا الوضع ألإحتلالي..
سألته:" هل لنا أن نأخذ الأمور والأحداث بتسلسل تاريخي.. ومراحل عملك كضابط أمن دولة... وكرجل كان ذو مركز مهم جداً ومطلع على كثير من الأحداث التي تمت باليمن..
انتقلنا إلى مقر سكنه... وكان حوارنا مسجل بالصوت.. وكانت البداية من هنا..
الموضوع هام انتظروا الحلقات القادمة