المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ]من يحكم اليمن


حد من الوادي
08-22-2007, 05:09 PM
]من يحكم اليمن
الأربعاء 22 أغسطس-آب 2007 / تقرير - رداد السلامي



من يحكم اليمن


في اليمن استعدادات مبكرة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة التي يأتي توقيتها متزامناً مع احتقانات متعددة بدأت باعتصامات المتقاعدين من المناطق الجنوبية الذين يصل عددهم إلى (60) ألف متقاعد مروراً بأزمة الحرب في صعدة التي لم يستطع النظام حسمها عسكرياً وكبدته خسائر كبيرة وفشل الوساطة القطرية في حلها وانتهاءً بارتفاع أسعار المواد الأساسية والضرورية كالقمح والحبوب والمواد الغذائية وعجز النظام اليمني عن إيقاف تناميها عند حد معين مما جعله يبرر هذه الارتفاعات بسبب الارتفاع العالمي للأسعار فيما قال خبراء اقتصاديون يمنيون أن الخلل في السياسات الاقتصادية التي أنتجها الحزب الحاكم هو السبب الرئيسي كما يأتي رفع الأسعار من قبل كبار التجار اليمنيين الذي دعموا الدعاية الانتخابية للرئيس صالح والتي أطلقوا عليها "حملة المليار" تعويضاً لما قدموه أثناء ذلك. وهو أمر وضع صالح في مأزق حرج لم يستطع معه عمل شيء لإيقاف تزايد الأسعار مقارنة بوعوده التي كان أغدقها في برنامجه الانتخابي.



الفرص للنجاح والفوز بأغلبية ساحقة أمام أحزاب المعارضة اليمنية المتمثلة بتكتل "اللقاء المشترك" سانحة إذا ما استطاعت امتلاك القدرة على تحريك الشارع اليمني واستخدام آليات جديدة للمنافسة.



كما أن هناك مؤشرات قوية تدل على وجود مخاض تفكيكي في عمق الحزب الحاكم الذي يرأسه صالح بدأت بوادرها بتصريحات لشخصيتين مهمتين الأول أحمد الميسري عضو اللجنة العامة في حزب المؤتمر الحاكم ينتمي إلى محافظة أبين الجنوبية والمسئول السياسي عنها الذي قال في حوار أجرته معه صحيفة "الأهالي" اليمنية المستقلة أنه لا خيار مع الفاسدين في الحزب الحاكم فإما أن يجتث الفساد أو الدخول في صدام معهم وان مصالح البلاد تذهب لأشخاص بعينهم في حزب المؤتمر وهم الذين ينهبون ثروات البلاد كما أشار إلى أن اليمن في مهب الريح إذ لم يتداركها الشرفاء ، على حد قوله.



أما الثاني ، ياسر العواضي ، وهو نائب برلماني وعضو اللجنة العامة في الحزب الحاكم وينتمي إلى محافظة البيضاء التابعة للمناطق الوسطى ، قال في حوار له مع صحيفة "الشارع" المستقلة أن الرئيس صالح يقوي الحزب التقليدي في المؤتمر الحاكم مما أعاق قيام دولة مدنية ذات مؤسسات - على حد قوله - وقال العواضي أن حزبه الذي يمتلك أغلبية مقاعد البرلمان لا يحكم وان "الذي يحكم البلاد ويدير السلطة الآن هو حزب غير معلن يقوده الرئيس" مشيراً إلى "تحالفات تقليدية قديمة جمعتها الجغرافيا والتاريخ وكونت مصالح حولها" وطالب العواضي الرئيس صالح الذي اتهمه بالعصبية وبتغليب مصالح قبيلته الصغيرة "سنحان" بأن "يغادر القوى التقليدية باتجاه الحداثة وان يقف فعلاً مع حزبه الجديد المؤتمر".وشن العواضي هجوماً حاداً على بعض السياسات التي يعتمدها الرئيس وأوضح ذلك بالقول إن "الرئيس لا يتحكم في مصالح قيادات المؤتمر فقط فغالبية القيادات السياسية والاجتماعية والقبلية في البلد ما زالت تحت يد الرئيس".



وحول المشايخ اليمنيين وقادة الدولة الذين يتسلمون مرتبات من الخارج ، قال العواضي "المشايخ الذين يستلمون مرتبات من الخارج يسلمون مبالغ مالية مضاعفة (في اليمن) ويكافئون أكثر على عملهم ، أما الشخصيات التي لا تستلم مرتبات من الخارج تحصل على امتيازات ومرتبات أقل".



وأضاف: لا شك أن مشايخ المحافظات والمناطق التي حول صنعاء يحصلون عل مصالح كبيرة من الرئيس بحكم قربها وبحكم احتكاكها بمصدر القرار بشكل دائم ومباشر". مشيراً إلى أن "هناك مناطق تعطى امتيازات كبيرة ومناطق تغمط ويتم التقليل من شأنها رغم أنها أكبر" ولها تضحيات في الثورة والجمهورية والوحدة أكبر".



وعن دور الرئيس صالح في التجارة التي يحرم الدستور اشتغال الرئيس وكبار المسؤولين بها ، قال العواضي "الرئيس يتحكم بتوجيه اغلب الاستثمارات الكبيرة والتجارة والشركات وهو يحرص على دعم أبناء قبيلته خصوصاً المنتمين إلى حزبه القديم لأنه يعتقد أن هؤلاء إذا امتلكوا المال فهو دعم له أما إذا امتلكه أبناء القبائل الأخرى فهو قد يتحول ضده ، مشيراً إلى الواقع اثبت العكس فهؤلاء الذين امتلكوا لمال وعملوا في التجارة من قبيلته وجهوها ضده" في إشارة واضحة إلى دور القيادي حسين الأحمر إبان الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2006م.



وأكد العواضي على أن الرئيس صالح يتعصب لقبيلته وأن لديه قليلاً من عصبية وحمية لقبيلته سواء "سنحان" أو "حاشد" (قبيلتيه الصغيرة والكبيرة) ويعطي "حاشد" أولوية اهتماماته رغم أن مناطق وقبائل اليمن الأخرى قدمت تضحيات في الثورة والجمهورية والوحدة أكثر مما قدمته قبيلة الرئيس.



سيطرة قبيلة الرئيس صالح كما يرى محللون على قمة النظام ومفاصله أنتج اهتزازات في عمقه وأفقده توازنه بفعل تباين المصالح ورجحان كفة إدارة البلاد وثرواتها لصالح فئة أخرى في ذات الأسرة التي اتسعت وتضاربت طموحات أفرادها في حكم البلد وخلقت لدى الرئيس صالح الذي ينوي توريث الحكم لابنه أحمد قائد الحرس الخاص إرتباكاً في أدائه السياسي بالإضافة إلى وجود تيار خفي كما أطلق عليه سياسيين ومحللين وكتاب يمنيين داخل حزب صالح نفسه يعمل على تشويه شخصيته وإفقاده الثقة والمصداقية لدى الجماهير حيث يمارس هذا التيار الخفي التفافاً على وعود الرئيس صالح ويصنع الأزمات والاحتقانات على عكس ويدير البلاد عكس ما كان وعد به صالح ناخبيه من أن المستقبل سيكون أفضل حين رفع شعار "يمن جديد.. مستقبل أفضل" وهو أمر اعتبره هؤلاء المحللون والكتاب والسياسيون عمل على تعطيل طموحات صالح وأربك أحلامه ليجعلها مجرد نكات يتناولها الشارع اليمني بالسخرية خصوصاً بعد ارتفاع الأسعار وعجزه عن ضبط تناميها المستمر مكتفياً بوعظ التجار أن يتقوا الله في الشعب وان لا يرفعوا الأسعار .



غير أن محللين سياسيين اعتبروا تصريحات القياديين في المؤتمر الحاكم العواضي والميسري محاولة تكتيكية للتنصل من الرئيس صالح الذي اخفق في تنفيذ وعوده وبرنامجه الانتخابي وإدارة البلاد بشكل أفضل بل أن المشاكل تفاقمت بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية مباشرة لتدخل حد تعبير الشيخ عبد الله الأحمر رئيس البرلمان اليمني في نفق مظلم متمثلة في ارتفاع الأسعار وصعوبة العيش الكريم للمواطن اليمني وانعدام السكينة العامة والأمن والاستقرار وتفشي البطالة وانتشار الفساد في كافة مؤسسات الدولة وتدهور التعليم بصورة لم تكن معهودة من قبل إضافة إلى تضييق مساحة الهامش الديمقراطي وتراجع مؤسسات المجتمع المدني وإغلاق الصحف وحجب المواقع الالكترونية الإخبارية وقمع وتهديد الصحفيين ومنع إصدار الصحف ، كل هذه الأزمات كما يرى محللون أنتجتها سوء إدارة صالح للبلاد وأدت إلى خلق تذمر شعبي عام وهددت وحدة اليمن وهي أزمات لم يعد يستطيع المواطن أن يتحمل أكثر منها.

[/color]

حد من الوادي
08-22-2007, 06:23 PM
هل فقد صالح السيطرة على شريكه منصور هادي ؟


يطلق أبناء محافظة الضالع على عبده ربه منصور هادي لقب "مركوز عادي" لأنه كما يرون مجرد وجود شكلي في تركيبة نظام قبلي قائم على العصبية تديره عقلية متخلفة.. ولأنه وقف إلى جانب النظام القبلي الذي حكم شمال اليمن قبل الوحدة كوفئ بمنصب نائب رئيس قبيلة سنحان الملكية الحاكمة. لم يأت هادي كما يرى محللون من خلفية تمتلك حسا وطنيا وقناعة راسخة بالوحدة، ولكن ثمة أحقادا قديمة جعلته يقف ضد خصومه ومن أبناء المناطق الجنوبية التي ينتمي إليها تحت ستار الدفاع عن الوحدة عام 1994م. خاض معركة 1994م بشراسة وصمود وتحد.. فقد كان نائب الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي يتذكر تصفيات عام 1986م بالبطاقة الشخصية التي مورست ضد من ينتمي إلى مسقط رأسه "أبين" من قادة الحزب الاشتراكي الذي كان أغلبهم من محافظة الضالع.


تراءت له ذكريات الدفن الجماعي لألاف من أبناء جلدته وهم أحياء فأوقدت هذه الذكريات جمر الآلام في قلبه ومقلتيه محركة نوازع الثأر في كوامن ذاته المسكونة بقهر تأريخ دموي كان يتجدد كل خمس سنوات تغذيه نظريات "صراع الأضداد" والطبقات.


الرئيس صالح كان من الذكاء بحيث استثمر رصيد الحقد والكراهية لديه، فبقاء صالح على كرسي الحكم (29) عاما ـ كما يرى محللون ـ رغم ما شاب حكمه من وجود خلل في جوانب الإدارة والسياسة والاقتصاد، كان قائما على استثمار الأحقاد والخلافات التي طالما غذاها بقدرته على صناعة الكراهية وإيغار الصدور.. استطاع صالح هدهدة هادي مانحا إياه فرصة التشفي والانتقام من خصومه الذين ساموه سوء العذاب وجعلوا منه بعد انتصارهم في أحداث 1986م مجرد ضابط ومسؤول بسيط في منظومتهم السياسية والعسكرية وأوكلوا إليه تنفيذ المهام الأكثر بشاعة في تاريخهم السياسي. لقد أصبح التابع عقب 1994م كما قال أحد السياسيين: "سيدا وقدم فدية عتقه ولاء مطلقا للرئيس صالح".. لكنه لم يكن يعلم أنه سيظل ذلك التابع ولكن بأشكال مختلفة.. لم يكن يعلم منصور هادي أن يعيش دوما وجودا عاديا لا فعل له ولا أثر ولا يستطيع أن يحرك حبة "رغيف" من أفران معسكرات الرئيس وأبنائه.



وظل "منصور هادي" كما يرى "العقيد شحتور" وهو ـ ضابط عسكري متقاعد، كان أعلن تمرده على نظام صالح ـ ديكورا لسلطة الرئيس صالح وظيفته الأساسية افتتاح مشاريع "تنويمية".. وسارد كلمات تخديرية لشعب ينام على الرصيف طاويا.. ويأكل من قمامات الباذخين مرميا في شوارع الضياع والهوان.. استخدمه صالح استخداما سيئا وجعله مجرد شيء لا قيمة له في بلاطه يمجد أفعاله وأقواله..


لقد كان "منصور هادي" كما يرى ابنا الضالع يقدم الشعب إلى الرئيس قربانا كقطيع يقاد إلى حتفه ويسوقه إلى محافله سوقا.. لكن صالح بحسب مراقبين للأوضاع لم يعد يجد فن إفراغ الشيء من محتواه كما كان من قبل، فقد بدأ هادي يخرج من حالتة الرتيبة التي يحياها إلى حالة صناعة الأهمية الذاتية والفعل بذكاء وحنكة.. فمشاكل الجنوب التي بدأت الاشتعال يقال إنه من وقف وراءها..


وأنه يديرها من وراء الكواليس في دهاليز لا تستطيع عيون صالح أن تراها.. إن عبده ربه منصور يشعل نار الحرب ويقود دعوة انفصال من جنوب اليمن عن شماله مستغلا سوء إدارة صالح للبلاد وتماديه في ترك الفاسدين يعبثون بثروات البلاد من نفط ونهب لأراضي سكان المناطق الجنوبية من قبل متنفذين في الحكومة.. وفي الوقت الذي يقال إن منصور هادي يحرض الجنوبيين على الانفصال بطريقة غير مباشرة يؤكد عبر وسائل الإعلام الرسمية أن ثلاثية الوطن:


"الوحدة والجمهورية والديمقراطية" من الثوابت التي لا يجوز المساس بها بينما ألمحت بعض الصحف اليمنية إلى أنه يبث في الخفاء مع شركاء له دعوات الكراهية والحرب، ويثير في النفوس عقدة المنتصر والمهزوم إشارة إلى يوم 7 يوليو الذي انتصرت فيه قوات صالح على القوات الجنوبية في حرب 1994م.. بدأت الأمور إذن تخرج من يد صالح.. لم تعد "شعرة معاوية" مرنة..


إنها تتقصف في يديه ويغزوها بياض الشيخوخة.. فقدت أفكار صالح التلاعبية مقدرة الصمود في عصر تغيرت وسائله وأدواته وأفكاره وما خروج عبده منصور هادي عن حالته العادية التي كان يحياها إلى حالة الحركة والتأثير بعمق في إذكاء روح المناطقية والكراهية وما يسمى بـ "الدحباشة المحتلين" إشارة الى الشماليين مع التستر بالوحدة وضرورة الحفاظ عليها وكيل مفردات التآمر ضد القوى السياسية والوطنية إلا دليل على أن صالح لم يعد ذلك الراقص على حبال السياسة والتناقضات، فثمة شيء خطير لم يعد بإمكان صالح إدراك خطورته.


بقلم: رداد السلامي في الإثنين 20 أغسطس-آب 2007 08:37:35 م

================================================== ========================

تعليق


الدحباشي ردادالسلامي ليس الا دحباشي ومن جملة الدحابجه الغزاه العنصريين والمحرفين للقول والعايشين على
الفتنه نعم نحن ابناء الجنوب تقاتلنا وغلطنا وان قتالنا كان بفتنت الدحابجه لنا اكانو حكام صنعاءام ثوارالحجريه
اللذي كنا نربيهم ونعلمهم ونؤمن لهم العيش الكريم واليوم مثل الامس لازالو ولازلتوتنفخون الفتنه في صفوفنا 0


ولكن نحن اليوم بلغنا الرشدوتجاوزنا الماضي الكريه اللذي اوقعتمونا فيه والنهايه الكارثيه اللذي اوقعتوناوبلادنا
بها خلاص عفى الله عما سلف من السلاطين وجندهم الى الطغمه والزمره كلنا = الجنوب العربي المحتل وصوتنا
واحدويدناواحدوالعدوواحدوتحيه لكل جنوبي في كل مكان وتحيه لعبدربه منصورورفاقه ولكل ابناءالجنوب الريس علي ناصروالريس البيض والريس العطاس والريس عبدربه منصور والموت للدحابجه اللذي غدرونا واستعمرونا ونحن اليوم يدوحده للتحررمن اليمن وقبيلة سنحان وعملاعصاباتهم؟


حدمن الوادي حضرموت العربية الجنوب العربي المحتل؟

حد من الوادي
08-22-2007, 09:02 PM
على مذهب (الطبنجة)


[email protected]



كل هذا بسبب الحكم على مذهب "الطبنجة" و"الطبنجة" هي المسدس في لهجة إخواننا المصريين والشاميين وهي تركية الاصل وبحسب (القاضي العمراني) أن "مخموراً أمسك بغلام وطلب من شيخٍ أن يعقد له عليه تحت تهديد "الطبنجة" فما كان منه الا أن قال: بسم الله مد يدك..وأوهمه بالعقد فسأله أحدهم مستغرباً: على أي مذهب عقدت له؟ فأجاب: على مذهب الطبنجة!! وهذا كما يروي الدكتور محمد غنيم صاحب "قصص وحكايات من اليمن" مطابق لقول أبي العلاء المعري:

حكوا باطلاً وانتضوا صارماً وقالوا: صدقنا، فقلنا: نعم

ثمة أوطان تزوجها الحكام على هذا المذهب سيما في عالمنا العربي حيث الفحل الأوحد.

يتزوج الحاكم بالسلطات الثلاث، بالخزينة العامة، بالوظيفة، بوسائل الإعلام، بمقاليد الأمور، بكرسي الحكم وبالثوابت والمطلقات دونما عقود من أي نوع على مذهب "الطبنجة" ويكفيه الصمت العام دلالة رضا وتسليم فهو الولي وصاحب العصمة والحل والعقد ومقرر الرضا والقبول وله مزورون مستعدون رغبة أو رهبة لأن يعقدوا للشيطان على كل عزيز محرم.

له ما شاء لا مهر، لا صداق، لا نفقة، لا مسئولية ولا مسائلة.

كنا نتحدث عن غياب الدولة مقابل حضور الرئيس، عن الوطن الذي ابتلعته شخصية الزعيم، ، اليوم ما زالت الدولة تعيش ذات الغياب، واليوم يغيب الرئيس هو الآخر في ذات المتاهة التي أضاع فيها الدولة.

ظل الرئيس علي عبدالله صالح يحاول بدأب طيلة حكمه ملء فراغ الدولة بحضوره الشخصي وبما جمع في يديه من مقومات بناء الدولة من سلطة وقوة ونفوذ دفع بها باتجاه بناء طموحه الخاص.

وخلال 29 سنة من تكريس إمكانات الدولة من أجل الكرسي فقط وضمان الاستمرار فيه لاح المآل فساداً يذرو الطموح المتفرد على أرض يباب وواقع يتسيده الخراب.

الأوطان لا تصلح مطايا للأبد والفارس لا بد أن يترجل فلا مطية دائمة حتى في عرف السوائم. الحاكم الفرد مشروع صغير وحين يعمل على ابتلاع الدولة كمشروع كبير فإنما يحكم على نفسه بالفناء وهذا ما تنطق به التجارب والأيام.

الحاكم الفرد أصغر من أن يختزل الوطن مهما كبرت صورته.

يبدو الرئيس مرهقاً، غارقاً في بحرٍ من فساد متلاطم الامواج يعصف بسفينة محطمة وقواها أضعف من أن تكمل "المشوار" إلى بر آمن.

يدفع الرئيس كثيراً بسبب غياب الدولة وندفع ثمناً أكثر منه بكثير يا لنا من متسامحين.

النظام المشخصن مشروع تحكم صغير ينبني في الغالب على فساد كبير يقوض أسس الدولة والمجتمع، يدمر السياسة والاقتصاد والثقافة والحياة عموماً.

ما نعيشه اليوم نتيجة لاعتماد الفساد كرافعة وقوة سياسية للنظام.

ما نعيشه فوضى حاكمة وحكم فاسدين خرجوا عن السيطرة باتجاه تعزيز مصالحهم الصغيرة الخاصة متكئين على ذات العقلية التقويضية الهابطة من أعلى (شراء ولاءات، بناء مجموعات مصالح).

يغرق الرئيس اليوم في فسادٍ لم يعد قادراً على محاصرته بالخطب والتوجيهات وإبراز العين الحمراء.

انطمست ملامح الوطن ولم يعد المواطن قادراً على إبداء مزيد من التماسك أو الوقوف على معنى محدد للوطن والمواطنة.

ضعف الشعور بالانتماء، تعاظم الإحساس بالغبن والتهميش ومع الفقر، تعاظم الشعور بالاغتراب وحيث لا دولة ولا وطن غير الفساد تبعثرت الروح وضمر الإحساس بالوطن وتوزعت المواطن دوائر انتمائية ضيقة تبعاً للمشروع الصغير للحاكم الفرد.

برز الانتماء للرئيس، الانتماء لحزب الرئيس، لمؤسسة الحكم، لنظام المصالح، صارت البلاد إقطاعية انتخابية.

فرض الفساد الحاكم معايير مواطنة خاصة، احتكر الوطن وتمثيل المواطن، سلب كل شيء معناه ومبناه، أحال البلاد حضيرة.

محافظات الجمهورية فيما نراه لا تعني للنظام سوى حصالات أصوات، دوائر تدور عليها الدوائر وهي تدور حول المؤتمر صاهلة تجيء في كل دورة، ممسكة بالذيل في مهاوي الأسى والويل من فقر إلى فقر، ومن قهر إلى قهر على ظمأ وجوع تشكو الفساد إلى الفساد وتنتظر هيئة المكافحة.

و أرى القوم قد تفيدوا حتى محاربة الفساد ربما رأونا غير صالحين لشيء فقرروا القيام بالأمرين معاً ممارسة الفساد ومكافحته.

كلهم سيكافحون الفساد وهم أفسد من أن يصلحوا أنفسهم. يشعل الجوع غضب البلاد، يصحوا المواطن على رفس الأكاذيب وينام على روثها الوثير.

من يضبط سعر الرغيف؟ من يُحكم سعر البيضة؟ من يعظ الفاسدين؟ من يعلي سعر الإنسان في بلدٍ أرخصه حاكموه؟ من يمسك على أيدي التجار والفجار؟ من ينصفنا من نظام قام على رعاية الفوضى والفساد واستباحة البلاد؟ نظام يحكم علينا بما لا يحكم على نفسه ويحكم لنفسه بما لا يقره لنا على الاطلاق.

تخرج تعز من يأسها وكأبتها إلى الشارع كما خرجت وتخرج أخواتها من المحافظات المحرومة.

تخرج تعز وقد كاد العطش يفتك بالروح الصموت معتصمة تطالب بالخبز والماء وبلا "طبنجة".

جوعنا أصدق من الحاكم، فاضحٌ حد الإهانة، لا يحتاج إلى بيان أو إبانة وكلما طالبناه بإصلاح المعوج من أمره ومأموريه أمسك بالديمقراطية من رجليها ودلق لسانه ساطوراً مهدِّداً بالذبح والسلخ والعودة إلى مذهب "الطبنجة".

الديمقراطية ليست السبب!! أحزاب المشترك ليست السبب!!

الديمقراطية أفضل ما في عهد "علي عبدالله صالح"

الطرق تُسد، تقطع، تتلف بسبب الأمطار والسيول والكهرباء تنطفي وتنقطع ولا تكفي لإضاءة صورته بعد أن تنقطع به الأسباب.

ما يمكن أن يبقى ذخراً للرئيس هو إرساء دولة، نظام، قانون، دولة مؤسسات. فرصة الأخيرة تهيئة انتقال سلمي للسلطة ينأى بها عن أن تظل مشروعاً ضيقاً لوريث صغير.

ما يمكن أن يبقى ذخراً لعلي عبدالله صالح فك ارتباطه طواعية بالسلطات الثلاث ورفع يده عن المؤسسة العسكرية وعن السوق والوظيفة العامة.

كل تنازل له في هذا الطريق هو ما يمكن أن يتدارك به تاريخه المتداعي تحت وطأة الفساد.

من تابع منكم "نوح الطيور"؟ هذا البرنامج الذي تبثه الفضائية كشهادة دامغة لعهد علي عبدالله صالح حيث يسجل ضياع اليمني وذهابه بلا عودة، إهماله، نسيانه، اختفاءه كشيء.

يذهب هارباً من الموت إلى الموت بلا أوراق ثبوتية فاراً من ذاته، من جلده، من وسجنه باحثاً خلف الحدود عن ميتة شاغرة يقضي فيها دهساً، قتلاً، ضرباً لينتهي مجرد جثة لكائن مجهول "بدون" تاركاً خلفه ، أعيناً معلقة بالغياب ودموعاً غزيرة.

الله يا بردوني كم وثقت خطى السندباد في رحلة الطاحونة وضياعه في الارجاء !!!

فأين ألاقيك هذا الزمان وفي أي حي وفي أي بيت؟

ألاقيك مكنسة في الرياض وأوراق مزرعة في الكويت

أقدر القائمين على البرنامج وأستميحهم عذراً إن أيقظت حارس البوابة بإشارتي هذه واستفزيت ريبته حد إيقاف البرنامج باعتباره مما يسيء لوجه الحكم وسمعته العاطرة ما يعني تفويت الفرصة على بقية أهلنا المفجوعين بفقد أحبابهم من ممارسة النوح عبر الأثير.

تتيتم الشعوب إذ يتزوج الحكام الأوطان على مذهب "الطبنجة" يصبح الناس بلا وطن، ويبقى الرهان على معارضي الزيجة ومنكريها والمطالبين بالفصل على مذهب "المهاتما غاندي"يبقى الرهان على خروج الصامتين من حالة الخرس الشيطاني المقيت ليكفوا عن عق الحق وخيانة الحقوق مقابل الوفاء للباطل والبهتان.


بقلم: جمال أنعم في الثلاثاء 21 أغسطس-آب 2007 05:33:50 م



تجد هذا المقال في بلا قيود نت

حد من الوادي
08-22-2007, 09:56 PM
خطط له الحمدي وأسسه صالح..المؤتمر الشعبي: ربع قرن في السلطة كفاية!
التاريخ: الأربعاء 22 أغسطس 2007
الموضوع: تقارير

يمن حر- خاص

يحتفل المؤتمريون بمرور خمسة وعشرين عاما على إنشاء الحزب الذي كان في الأساس فكرة خطط لتنفيذها الرئيس إبراهيم الحمدي، غير أن القدر لم يمهله، فجاء علي عبدالله صالح وجعل من الفكرة أساسا لإنشاء تحالف سياسي كبير يقود الدولة ويثبت أركان الرئيس صالح في الحكم.




وضم المؤتمر الشعبي حين تأسيسه مختلف الطيف السياسي على قاعدة الحوار والولاء الوطني وإعلان دستور جديد للبلاد باسم "الميثاق الوطني" الذي عدّ -وقتها- أهم وثيقة سياسية أنجزها اليمنيون.

المؤتمر الوليد استوعب شخصيات سياسية واجتماعية بارزة وذات ثقل وطني خلفت بصمات إيجابية واضحة تميزت بها فترة التأسيس الأولى للمؤتمر.

ويؤكد معاصرون لتلك الفترة أن الرئيس صالح كان منفتحا على كل الأفكار ومتقبلا كثيرا من الانتقادات والرؤى لمستشاريه المحيطين به!

ولعب المؤتمر الشعبي دورا محوريا في إطار محاولات بناء الدولة في شمال الوطن قبل قيام الجمهورية اليمنية، واعتمد الرئيس عليه بشكل كبير في رسم السياسات والبرامج قبل ان ينحو إلى التفرد والتحكم بخيوط ومفاصل الدولة عبر وسائل كثيرة من ضمنها تقوية نفوذ المشائخ وربط القبيلة بالسلطة، إضافة إلى ربط القوات المسلحة بالأسرة الحاكمة والاستفادة من التيار الإسلامي في حروب المناطق الوسطى.

كل ذلك أدى إلى تراجع دور المؤتمر الشعبي العام وأثر في بنيته التنظيمية، وما إن قامت الوحدة اليمنية، وأعلنت التعددية السياسية، حتى عادت كوادر المؤتمر إلى أحزابها، وظهر التجمع اليمني للإصلاح كحزب منافس للمؤتمر والاشتراكي اليمني شريكا الوحدة.

وأعادت التعددية الحزبية الروح للمؤتمر الذي استطاع البقاء في الحكم رغم الاحتكام إلى صندوق الاقتراع، وقادت سياسات المؤتمر النظام إلى الاستئثار والتفرد مرة أخرى عقب حرب 94م إذ تنكر الرئيس وحزبه لكل الحلفاء الذين تشاركوا معه في الوحدة وفي الحرب وفي تثبيت شكل الدولة اليمنية وملامحها الحديثة.

غير أن نجاحات المؤتمر وإخفاقه، تنسب –في العادة- إلى رئيس الجمهورية باعتباره رئيس الحزب الحاكم، ولولاه لما كان للمؤتمر نصيب من الحكم والسلطة عوضا عن النفوذ في أجهزة الدولة واقتصاد البلاد.

وقد كان حال المؤتمر قبيل الانتخابات الرئاسية دليل على المـآل الذي صار إليه حزب يتهم بالحكم، إذ عبر الجميع في مؤتمرهم الاستثنائي أنهم لا يشكلون رقما صغر أو كبر بدون الرئيس علي عبدالله صالح، وقد بدا الرئيس بقبول ترشيحه منقذا للمؤتمريين والمؤتمر لا منقذا لذاته وهو يخشى تعليقات الناس إزاء تراجعه عن عدم الترشح للرئاسة.

****

ربع قرن في السلطة.. والنتيجة أن المؤتمر الشعبي أضحى عبئا على البلاد قبل رئيسها فغالبية أعضائه من المنتفذين والمفسدين، وإن كان ولاؤهم للرئيس يعد الجامع المشترك لهم!

لقد فشل المؤتمر في بناء الدولة وتثبيت الأمن وترسيخ دعائم الديمقراطية، كما فشل في التنمية والاقتصاد وحماية الحقوق والحريات، وفشل كذلك في إرساء العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد ولاغرو ففاقد الشيء لا يعطيه.

ترى ما الذي يمكن للمؤتمر الإحتفاء به في هذه المناسبة، خصوصا أنها تأتي في ظل احتقان وغليان شعبي جاء نتاج سياسات سلطوية خاطئة عجز المؤتمر عن تصويبها، كما هو عاجز دوما عن إنفاذ الوعود التي يطلقها في برامجه الانتخابية سواء البرلمانية أو المحلية أو الرئاسية.

خمسة وعشرون عاما ونحن إزاء حزب التصق بالسلطة وبالمال العام والإعلام العام حتى غدا من الصعب التفريق بين الرئيس والحكومة والمؤتمر.. وذلك ما تؤكده تقارير المنظمات الدولية التي راقبت عددا من التجارب الانتخابية.. وهو ما يلمسه المواطن العادي أيضا.

وما تزال فكرة استقالة الرئيس صالح عن المؤتمر الشعبي مطروحة كأحد آليات الاصلاح السياسي والرقابة على الأحزاب وتفعيل دورها بعيدا عن استغلال المال العام المسخر لأجندة حزب الحاكم ولجنته الدائمة.

ولا يمكن أن يستقيم عود الديمقراطية إلا بالتداول السلمي للسلطة.. الأمر الذي يفرض على المؤتمريين التفكير الجاد في النزول إلى المعارضة قريبا!

ذلك أن المؤشرات تؤكد فشلهم الذريع في الحكم، وهو ما يستوجب –نظريا- البحث عن بديل يقود الشعب إلى الاصلاح والتغيير فيما الاصرار على الاستئثار يقود حتما إلى الانسداد السياسي الذي بدوره يدفع الناس لخيارات ليست حضارية أو مدنية بالضرورة!

ربع قرن في السلطة كانت كافية لو كان للمؤتمريين ورئيسهم مشروعا نهضويا، يبد أنهم بلا مشروع ويقفون حجر عثرة أمام أصحاب المشاريع الأخرى!

ربع قرن في السلطة.. والنفط مهدد بالنضوب، ومياه صنعاء موعودة بالجفاف، والكهرباء تنقطع دوما.. والأسعار في ارتفاع، والبطالة تتفاقم، والأمن للحكام لا للمجتمع، والمتسولون في كل رصيف.. والريال حسير أمام الدولار.. والمشاريع المنجزة تفتقد للمواصفات ، اما الفساد والرشوات والعمولات والصفقات الوهمية، فحدث ولاحرج!

وماذا تبقى للمؤتمر بعد؟؟

ولا جواب سوى: كفاية!