مشاهدة النسخة كاملة : رمضــان يا شيطان
سالم علي الجرو
09-05-2007, 12:39 PM
أمــا تنتهـي؟
سالم علي الجرو
09-05-2007, 01:26 PM
شيطان من يستغل عواطف المسلمين في هذا الشهر الكريم ، فيجمع الأموال تحت عنوان الخير وينفقها في الشر فيحرق أكباد المسلمين.
سالم علي الجرو
09-05-2007, 01:33 PM
بالأمس قلت كلاما جميلا
فلماذا اليوم جاء فعلك قبيحا؟
سالم علي الجرو
09-05-2007, 03:16 PM
الشيطان من الجن . قال تعالى: ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) .
له ذرية، يقول الله تعالى: ( أتتخذونه وذريته أولياء )
عبيد الشيطان
( يستمتعون بكل ما حرّمته الأديان و يحتقرون كذلك المبادئ الداعية للقيم والأخلاق الحميدة )
قال تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين).
إبراهيم عليه السلام يخاطب والده ويقول (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا)
في الأغلال
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذا دخل رمضان، فتحت ابواب الرحمة، وغلقت ابواب جهنم، وسلسلت الشياطين وفتحت ابواب الجنة .
وعنه ايضاً ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير اقبل، ويا باغي الشر اقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة .
---------------- سالم علي الجرو --------------
سالم علي الجرو
09-06-2007, 08:50 AM
اللهمّ إنكّ سلّطت علينا عدوّا ، عليما بعيوبنا ، يرانا هو وقبيلته من حيث لا نراهم . اللهمّ باعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك.
اللهمّ اجعلنا من هؤلاء:
( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ )
ولا تجعلنا من هؤلاء:
"]{وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(6)إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ(7)تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ(8)قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ(9)وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ(10)فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ(11)}[/SIZE]
-------------- سالم علي الجرو ------------
سالم علي الجرو
09-06-2007, 09:37 AM
فقط ... فقط ... فقط
على مائدة الإفطـار:
تمر فاخر ومقبلات وشوربة خضار وشوربة لحم وأرز وفخذ خروف و .... وحلويات
على مائدة الإفطار:
تمر قديم به حموضة وشوربة ماء فقط.
ماهو شعورك فقط.
----------------------- سالم علي الجرو --------------
سالم علي الجرو
09-06-2007, 10:07 AM
ما هو شعورك لو حدّثك شاهد حال عن منظر طفل جائع جالس على رصيف بجانب أمّه الباكية في مجتمع لا يلتفت إلى الفقراء ، أغلبه لا يعرف الرّحمة؟ .
سالم علي الجرو
09-06-2007, 11:01 AM
ما هو شعورك لو حدّثك شاهد حال عن منظر طفل جائع جالس على رصيف بجانب أمّه الباكية في مجتمع لا يلتفت إلى الفقراء ، وأغلبه لا يعرف الرّحمة؟ .
«قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الانفاق وكان الإنسان قتوراً» «الاسراء : 100»
( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين ) (البقرة:195)
{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} (10) سورة المنافقون
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن لله ملائكه تنزل كل ليله تقول اللهم أعطى منفقاً خلفاً و اللهم أعطى ممسكاً تلفاً ) .
-------------------------- سالم علي الجرو -------------
سالم علي الجرو
09-08-2007, 09:31 AM
حزينة ، توحشها الليالي فقد هجرها أخوها ، وأقسم أغلظ الأيمان بأن لا تره بعد ذاك اليوم الذي قرر فيه أن يكون: ( قاطع الرّحـم )
مـا هو شعورك؟
من أسباب المغفرة صلة الرّحم
صلة الرحم: زياراتهم، والإهداء إليهم، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، ومشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم،
قال الله تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].
وعن أبي هريرةقال: قال رسول الله: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) . [ متفق عليه]
عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ، فقال النبي : { إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك } [رواه مسلم].
عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي قال: { من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله، وليصل رحمه } [رواه الحاكم والبزار بسند جيد].
وعن أنس أن رسول الله قال: { من أحب أن يبسط له في رزقه، ينشأ له في أثره، فليصل رحمه } [رواه البخاري ومسلم].
صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله تعالى
عن رجل من خشعم قال: أتيت النبي وهو في نفر من أصحابه فقلت: أنت تزعم أنك رسول الله؟ قال: { نعم }. قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: { الإيمان بالله }. قال: قلت يا رسول الله، ثم مه؟ قال: { صلة الرحم }. قال: قلت يا رسول الله، أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: { الإشراك بالله }. قال: قلت يا رسول الله، ثم مه؟ قال: { ثم قطيعة الرحم } الحديث [رواه أبو يعلى بسند جيد].
صلة الأرحام سبب لدخول الجنة والنجاة من النار
عن أبي أيوب أن أعرابياً عرض لرسول الله وهو في سفر، فأخذ بحطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله - أو يا محمد - أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ قال: فكف النبي ثم نظر في أصحابه، ثم قال: { لقد وفق أو لقد هدي } قال: كيف قلت؟ قال: فأعادها، فقال النبي : { تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، دع الناقة } وفي رواية: { وتصل ذا رحمك } فلما أدبر قال رسول الله : { إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة } [رواه البخاري].
قاطع الرحم لا يدخل الجنة:
عن جبير بن مطعم أنه سمع النبي يقول: { لا يدخل الجنة قاطع } قال سفيان: ( يعني قاطع رحم ) [رواه البخاري ومسلم].
عن أبي موسى أن النبي قال: { ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر } [رواه أحمد وابن حبان].
------------------- سالم علي الجرو --------------------
سالم علي الجرو
09-08-2007, 11:19 AM
فرص
الشياطين في الأغلال وهذه فرصـة يجب أن لا تضيع إذ لا يدري كلّ منا هل سيحضر شهر رمضان القادم حتى يستفيد من الفرص القادمة: ( إذا درّت نياقك فاحتلبها ).
ترويض النفس على كبح جماحها:
ناضج ، مؤمن ، قوي هو الذي يؤجّل رغبات النفس ، وضعيف يتشبه بطفل هو الذي يسيطر عليه عقله فيلحّ على تلبية رغبات النّفس في الحال.
الذين يغضبون في رمضان هم المدخنين ، فتبدو لهم صورا مشينة وهم غاضبين .
سبب الغضب:
( المدخن الذي يواظب على التدخين يوميًا ولمدة طويلة يكون في الحقيقة مدمنًا على التبغ، وعندما ينقطع عن التدخين لبضع ساعات يبدأ يعاني من أعراض الحرمان من التبغ الذي اعتادت عليه خلايا دماغه، فيشعر بالعصبية وسرعة الغضب والتململ والصداع، وضعف التركيز وانخفاض المزاج، والقلق وضعف الذاكرة، واضطراب النوم، "وهي أعراض تختفي خلال أسبوع إن بقي ممتنعًا عن التدخين"، وهذه الأعراض ناجمة عن الإدمان على التبغ، وليست ناتجة عن الصيام بحد ذاته، فالشخص الطبيعي الذي لم يدمن شيئًا لا يمر بها إن صام ) .
------------------------ سالم علي الجرو ----------------
سالم علي الجرو
09-08-2007, 11:47 AM
• الإرادة تتقوّى في شهر رمضان فتواجه القلق والوساوس والاكتئاب.
• الإقلاع عن التدخين والإدمان الفرصة مواتية في شهر الصيام. الدّتور: لطفي الشّربيني
في اليمن
فرصـة للتوقّف عن مضغ القات القاتل
( اليمن الأولى في سرطـان البلعوم )
D. Mike Y0ung [ إنجليزي ]
-------------------------- سالم علي الجرو -------------------
سالم علي الجرو
09-09-2007, 06:19 PM
الإنسان في خسران ما لم يعمل الصّالحات
نص ألفنا سماعه من قائل ، ننقله لمستمع ، ولكن:
هل سأل أحدنا عن الخسران إذا لم يعمل الصّالحات؟
وهل أحدنا استعرض الأعمـال الصّالحة؟
----------------------------------
من الأعمال الصالحة إغاثة الملهوف وإعانة من به كربة
من الأعمال الصالحـة نصرة المظلوم.
من الأعمال الصالحة عدم إيذاء الآخر بالقول أو العمل.
تصوّر أنّك أنت الملهوف أنت من به كربة وأنت المظلوم وأنت من به أذى من آدمي، أفلا تنتظر وقفة نبل من آدمي؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرّحيم
( والعصر . إنّ الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات ... )
من يقول بأننا غير مؤمنين؟
فأين هي الأعمــال الصّالحة؟
الله يلعنك ويخزيك يا شيطـان
----------------------- سالم علي الجرو
------------------------- سالم علي الجرو ---------------
سالم علي الجرو
09-09-2007, 07:16 PM
ضياع رأس المال في العرف التجاري يعني خسارة ، وضياع عمر الإنسان بدون أعمال صالحة يعني خسارة.
على امتداد الزّمان وامتداد الإنسان لا يوجد منهج رابح إلا لمن:
آمن بالله: والإيمان لا يخمد بل يتحرّك وحركته الأعمال الصالحة ، وتواصى مع أخيه الإنسان بالحق
وتوصى بالصّبر . أمّا إذا خمد ولم يتحرك الحركة الطّبيعية فهو إيمان مزيّف.
معوقات النهوض بالحق كثيرة منها: هوى النفس، ومنطق المصلحة وظروف البيئة، وضغوط العمل، والتقاليد، والعادات، والحرص والطمع، لكن التواصي بالحق ينبه ويذكر ويشجع .
والصبر يعرف على انه (حبس النفس عما لا ينبغي فعله)..
أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم . بسم الله الرّحمن الرّحيم
(والْعَصْرِ . إِن الإنسان لَفِي خُسْرٍ . إِلا الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَق وَتَوَاصَوْا بِالصبْرِ)..
قال الإمام الشافعي في هذه السورة: لو لم ينزل الله تعالى من القرآن سوى سورة العصر لكفت الناس.
------------------------ سالم علي الجرو ----------------
عبدالقادر صالح فدعق
09-09-2007, 08:38 PM
فقط ... فقط ... فقط
على مائدة الإفطـار:
تمر فاخر ومقبلات وشوربة خضار وشوربة لحم وأرز وفخذ خروف و .... وحلويات
على مائدة الإفطار:
تمر قديم به حموضة وشوربة ماء فقط.
ماهو شعورك فقط.
أبكي دون نواح وأشكر الله على نعمه اللتي لاتعد ولاتحصى ....
تقبل محبتي
عبدالقادر صالح فدعق
09-09-2007, 08:40 PM
ما هو شعورك لو حدّثك شاهد حال عن منظر طفل جائع جالس على رصيف بجانب أمّه الباكية في مجتمع لا يلتفت إلى الفقراء ، أغلبه لا يعرف الرّحمة؟ .
أبكي وبنواح شديد شديد ......وأسأل الله اللطف
سالم علي الجرو
09-10-2007, 10:32 AM
أبكي دون نواح وأشكر الله على نعمه اللتي لاتعد ولاتحصى ....
تقبل محبتي
اعوذ بالله من الشيطن الرّجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ )
الرّحمــة
الرحمة خلقا ثابتا ، متأصلا في النفس الأنسانية وشاملا لكل قيم السلوك الفاضل وهي الهدف الأسمى والغاية العظمي للرسالة الإسلامية: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ). الأنبياء 107
( كالحجارة أو أشد قسوة ) . البقرة 74
هم هؤلاء:
أب يقسو علي أبنائه وأولاد يقسون علي آبائهم وزوج الذي يقسوعلي زوجته وزوجة تقسو علي زوجها ورئيس في العمل يقسو على مرءوسيه وموظف يقسو علي المواطنين .
( ارحمو امن في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه الترمذي
(إن المؤمن قويَّ الإيمان يتميّز بقلب حيّ مرهف لين رحيم، يرقّ للضعيف، ويألم للحزين، ويحنّ على المسكين، ويمدّ يده إلى الملهوف، وينفر من الإيذاء، ويكره الجريمة، فهو مصدر خير وبر وسلام لما حوله ومن حوله).
( الراحمون يرحمهم الرحمن ) . رواه الأمام أحمد في مسنده
------------------------ سالم علي الجرو -------------------
سالم علي الجرو
09-10-2007, 10:38 AM
أبكي وبنواح شديد شديد ......وأسأل الله اللطف
( إن رحمتي تغلب غضبي ) . حديث قدسي
( وَقُل رَّبّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرحِمِينَ [المؤمنون:118]،
) فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرحِمِينَ ) [يوسف:64].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله بسبي، فإذا امرأةٌ من السبي تسعى قد تحلَّب ثديها، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته بيطنها فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ((أتُرون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟)) قلنا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، قال: ((فالله تعالى أرحم بعباده من هذه بولدها)) أخرجه البخاري.
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) [آل عمران:159].
( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ ) [التوبة:128].
عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: ((لن تؤمنوا حتى تراحموا))، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: ((إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة)) رواه الطبراني ورجاله ثقات.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) متفق عليه، وفي الحديث الآخر: ((من لا يرحم لا يُرحم)).
----------------------- سالم علي الجرو -------------
سالم علي الجرو
09-10-2007, 10:53 AM
إن المريض الذي يغالب العلة وتغالبه، ويُصارع السُّقْم ويصارعه، لهو من أكثر الناس حاجة إلى كل ما تستطيعه العلاقات الإنسانية من عون وسلوى، وبثٍّ للعزيمة والأمل والطمأنينة والسرور.[/COLOR]( إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم! مرضتُ فلم تعدني... ).لقد
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بعيادة المرضى: "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني (الأسير)". وعن البراء رضي الله عنه قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض..." الحديث.
لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بحث المسلمين على عيادة المرضى، بل كان وهو الذي تحمَّل هموم الأمة يعود المرضى، يخفف عنهم ويسليهم. قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير".وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم عاد بعض أصحابه حين مرضوا، وثبت أنه عاد غلامًا يهوديًا ودعاه إلى الإسلام فأسلم.وانظر إلى الإمام الشافعي – رحمه الله – يبين أثر عيادة المريض على كل من الزائر والمزور:
مـرض الحبيب فعُدْتـه
فمرضت من حذري عليه
فأتى الحبيب يعودني
فشفيت من نظري إليـه
-------------------- سالم علي الجرو --------------
سالم علي الجرو
09-10-2007, 10:57 AM
إن من أولى الناس وأحقهم بالرحمة هما الوالدين:
( وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا ) [الإسراء:24].ثم من بعد ذلك الأولاد فلذات الأكباد، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: ((اللهم ارحمهما، فإني ارحمهما)) أخرجه البخاري.
ثم الأولاد والأرحـام:إن في الناس أجلافاً تخلو قلوبهم من الرقة والحنوّ، في مسالكهم فظاظة، وفي ألفاظهم غلظة، قبَّل رسول الله الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد، ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله وقال: ((من لا يَرحم لا يُرحم))، وفي رواية: ((أَوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟!)) مخرج في الصحيحين من حديث عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما.
وفي الحديث: ((الرحم شجنة من الرحمة، من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله))، إن الغلظة والجفاء والقطيعة والصدود في حق ذي الرحم تحرم العبد بركة الله وفضله، وتعرّضه لسخط الله ومقته، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((الرحم شجنة من الرحمة تقول: يا رب، إني قُطعت، يا رب، إني ظُلمت، يا رب، إني أُسيءَ إليّ، فيجيبها: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟!)) أخرجه أحمد.
سالم علي الجرو
09-10-2007, 11:44 AM
قرروا وتواعدوا:
إجازة عيد الفطر المبارك القادم سيقضونها حيث الملاهي والرّقص والشّراب . تواعدوا قبل أن يحل شهر رمضان وكأنهم علي يقين ببقائهم أحياء ، أصحاء فلن يباغتهم موت ولا مرض . قرروا وهم يضحكون في نشوة شيطانية وكأنهم متأكدين من حضور أيّام عيد الفطر المبارك بعد 33 يوما فيها ليلة القدر خير من ألف شهر.
ليلة القدر تساوي ست وثمانون سنة ، يحضّر لاغتنامها المؤمنون الصّادقون وشياطين الإنس يتواعدون لقضاء أيّام لا تتعدّى السبع في لهو ومجون .
الله يخزيك يا شيطان.
تعبث بإنسان لا يفرق بين غنيمة ثمانين وست سنوات يتوقف عليها الأجر العظيم وبين أيّام سبع يتوقف عليها العذاب الأليم.ما أقواك يا شيطان على من ضعف من عباد الرحمن ، وما أضعفك أمام الأقوياء من عباده.
لعنك الله يا شيطان
سالم علي الجرو
09-10-2007, 02:45 PM
لو تكرر عليك منظر رجل ، رثّ الهيئة ، في زقاق واقف على باب ستمقته باعتباره شحّاذ ثقيل .
ما هو شعورك لو عرفت أنه يتردد لمدّة سنتين ، طالبا أجوره من رجل لا يعبأ به؟
أعوذ بالله من الشطن الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيُّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) ـ (وأوفوا بالعهد إنَّ العهد كان مسئولا)
بين صاحب العمل والأجير
يحدث الوفاء ويحدث الظلم ، ومن الظّلم هضم حقوق الأجير
قصص مأساوية كثيرة تتقطع لها نياط القلب ، ولا أخال كلّ قارئ إلا ولديه قصة حزينة لأجير ضعيف لا حول له ولا قوّة ، والسّؤال:
بما أنّه لا شيء يذهب إلى فراغ فإلى أين يذهب مال الأجير المظلوم؟
أكله طفل . إذن طفل أكل من مال حرام ، فهل يجيز العاقل لنفسه بأن يغذّي أولاده ويكسي بالمال الحرام؟.
سالم علي الجرو
09-10-2007, 03:12 PM
تواضع وطمأنينة أو تكبّر واحتقار
ماذا يمنع السيد من أن يكون متواضعا ، وكذلك الأجير؟
تواضع يؤدّي إلى بساطة وطمأنينة أو تكبّر يؤدّي إلى سخرية واحتقار وتوحّش واضطراب في العلاقات ويقود إلى أحوال الحزن والإكتئاب.
قال تعالى: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ( الشعراء:215].
وقال في وصف المؤمنين: ((أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) [المائدة:54
وقال: ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) [القصص:83].
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في إحدى خطبه: (وإن الله أوحى إليّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) [مسلم (4/2198
وروى حارثة بن وهب الخزاعي، رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف مُتَضَعِّف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر" [البخاري (6/72) ومسلم (4/2190) والجواظ الشديد الغليظ].
سالم علي الجرو
09-11-2007, 07:29 PM
أمــا تنتهـي؟
صراع بين الخير والشرِّ قائم منذ بدء الخليقة وحتَّى قيام الساعة. معركة قائمـة بين عدو يوسوس للمؤمن ويفسد عليه دينه ودنياه ، يجمِّلُ له القبيح، ويزيِّن الرَّذيلة. عدوّ يغوي الإنسان ويشجعه على ارتكاب المعاصي والذّنوب ، والمنتصر فيها المؤمن:
قال الله تعالى: { يا أيُّها النَّاسُ كُلوا مِمَّا في الأَرضِ حَلالاً طيِّباً ولا تتَّبعوا خُطواتِ الشَّيطانِ إنَّه لكم عَدوٌ مبين }
(168)
( إنَّمَا يَأمُرُكُم بالسُّوءِ والفَحشَاءِ وأن تَقُولُوا على الله ما لا تعلمون )(169)
قال الله تعالى: {وكذلك جعلنا لكلِّ نبيٍّ عدوّاً شَياطينَ الإنسِ والجنِّ يُوحي بعضُهُم إلى بعضٍ زُخْرُفَ القولِ غُروراً ولو شاءَ ربُّكَ ما فعلُوهُ فَذَرهُم وما يَفترون } (112)
أخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ياأبا ذر تعوَّذْ بالله من شرِّ شياطين الجنِّ والإنس، قال: يانبي الله وهل للإنس شياطين قال: نعم». وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجنِّ، قيل: ولا أنت يارسول الله، قال: ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم» (رواه مسلم )
سالم علي الجرو
09-11-2007, 09:53 PM
( فإن سابك أحد أو قاتلك فقل إني صائم ) حديث نبوي شريف
يتبادر إلى الذّهن من قول: ( إنّي صائم بأنه الامتناع عن الأكل والشّراب والشّهوة وكأنها الحالة القصوى من العبادة ، وهو كذلك إلا إن حقيقة الصّوم هو الامتناع عن الأكل والشراب والشهوة من طلوع الفجر الصّادق إلى غروب الشّمس بنيّة التعبّد وكذلك الصّوم عن كلّ قول بذيء أو قول فحش .
ليس لأنني صائم لن أرد بغضب فيتوتر الموقف، بل لأنني صائم أيضا عن ردّ القول بغضب وتوتّر .
سالم علي الجرو
09-12-2007, 12:52 AM
في سورة مريم آية تتحدّث عن صيامها، فلنقرأها بتمعّن . قال تعالى:
(فكلي واشربي وقرّي عينا فإمّا ترينّ من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) [ 26 ]
[ فلن أكلّم اليوم إنسيّا ]:
كانت في انتظار الأذى من قومها فصامت.
الصوم عبادة وهو يتجاوز الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة إلى ( التخلص من متعلقات الحيوانية في الإنسان من أكل وشرب وشهوات وكلام كثير وفاحش وسب وشتم والكف عن كل ما يربطنا بوضعنا المادي والحيواني أو الشهواني، وهذا هو أكبر هدف للصوم وإلا فإن الصوم لا يؤدي الغرض منه ، وهذا ما نجده في الحديث الشريف : (( رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش )).
بن الطيب الشبامي
09-12-2007, 07:27 AM
استاذنا العزيز سالم بن علي الجرو
نهنئك بالشهر الفضيل نسال الله ان يجعلنا واياك وجميع المسلمين من المقبولين المعتوقين من النار
شكرا جزيلا على هذه الدرر المتسلسله
تقبل تحياتي
سالم علي الجرو
09-12-2007, 10:40 AM
استاذنا العزيز سالم بن علي الجرو
نهنئك بالشهر الفضيل نسال الله ان يجعلنا واياك وجميع المسلمين من المقبولين المعتوقين من النار
شكرا جزيلا على هذه الدرر المتسلسله
تقبل تحياتي
اللهمّ آمين
--------------------
--------------------
--------------------
سهر ولعب ولهو فإمساك عن الطعام وقول بذاءة وغضب وخصـام ( ونظرة فابتسامة وسلام .................) . المهم عند البعض هو الإمساك عن الطعام حتى يحين موعد الإفطـار ، فماذا ترى؟
في الجوانب المادّية ،نمتنع عن الأكل والشراب ، وهذه إحدى العمليتين الأساسيتين في تشريع الصّوم ، وإذا ما وقفنا على:
ـ تعظيم الأجر ومضاعفته.
ـ تصفيد الشياطين.
ـ فتح أبواب الجنّة وإغلاق أبواب النار
فإنـنا نقف على أمور غيبية وأخروية تدفع بالمؤمن إلى الارتقاء إلى مستوى هذا التّكليف والتّكريم الربّاني ، وهو التعلق بالله وذلك بإتمام شروط وفروض الصّوم كاملة .
سالم علي الجرو
09-12-2007, 12:56 PM
ليلة القدر
( ليلة تغيير العالم كلّه )
في العشر الأواخر من رمضــان
( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ). حديث نبوي شريف
لاقتناصها والتزوّد برصيد وافر من الطّاعات والأعمال الصّالحة لا نحتاج إلا إلى صلاة التّهجّد والدّعـاء وكثرة التّسبيح والاستغفار ومواساة الفقراء والمعدمين وإدخال السرور على الأهل والذّرية.
ليلة خير من ألف شهر ، قدرت بست وثمانين سنة
من ذا سيضيع أجر ست وثمانون سنة في العام الواحد؟
أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
( إنّ أنزلناه في ليلة القدر . ومـا أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خر من ألف شهر . تنزّل الملائكة والرّوح فيها . سلام هي حتّى مطلع الفجر ) .
وقال تعالى في سورة الدخان :
{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }
ـ فيها يُفَرَّق كلّ أمر حكيم
سالم علي الجرو
09-12-2007, 02:10 PM
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ)
إنـا: للتعظيم.
أنزلنـاه: أي القرآن ، نزل وعلى مدى ثلاث وعشرون عاما بلّغ.
في ليلة القدر:[/SIZE][/COLOR] وسميت الليلة بـ"القدر" لتقدير أعمال العباد في هذه الليلة.
وما أدراك ما ليلة القدر؟: (وَمَا أَدْرَاكَ) يا رسول الله أو أيها السامع (مَا) هي (لَيْلَةُ الْقَدْرِ)؟
( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ): ، يعني أن الأعمال الصالحة في ليلة القدر خير من العمل الصالح في ألف شهر - التي هي أكثر من ثمانين سنة ـ فإن الأزمان إنما تفضل بعضها على بعض بما يقع فيها من الأعمال، أو المعنى أن تلك الليلة التي نزل فيها القرآن خير من ألف شهر لما حدث فيه من أمر عظيم وهو نزول القرآن.وهذا لتعظيم شأنها.
(تَنَزَّلُ): أصله "تتنزل"، حذفت إحدى تاءيه
(الملائكة وَالرُّوحُ): تتزل الملائكة ومعهم جبريل في تلك الليلة.
(فِيهَا): أي في تلك الليلة.
(بِإِذْنِ رَبِّهِم): فإن الله يأذن لبيان مقدرات العباد في تلك السنة.
(مِّن كُلِّ أَمْرٍ): فقد جاء جبرائيل وسائر الملائكة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تلك الليلة ومعهم كل أمر مربوط بالأرض من الهداية والإرشاد والتنظيم والتقنين والسعادة والخير.
(سلام هِيَ): أي تلك الليلة، فقد قدر فيها منهاج السلام العام للعالم: سلامة الروح عن الأوضار، وسلامة الجسم عن الأمراض، وسلامة المجتمع عن المفاسد، وسلامة العقل من الخرافة، أو المعنى أن الليلة هي سلام بمعنى كونها سالمة عن البلايا والآفات، فلا يقدّر فيها إلا السلام.
(حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ): فإذا طلع الفجر انتهى تنزل الملائكة ويتم الأمر، كما حين طلع الفجر من ليلة نزول القرآن انتهى تنزل الملائكة وقدر الأمر، ومن المستحب الدعاء والضراعة في هذه الليلة تذكراً لابتداء الوحي، وطلباً لأن يقدر فيها الخير بالنسبة إلى السنة المقبلة.
سالم علي الجرو
09-12-2007, 02:39 PM
عالمية القران وأسراره في عيون كبار المفكرين
[ منقول ]
العالم الايطالي كونت ادواردكيوجا
لقد طالعت وبدقه الاديان القديمة والجديدة وخرجت بنتيجة هى ان الاسلام هو الدين السماوي والحقيقي الوحيد وان الكتاب السماوي لهذا الدين وهو القرآن "الكريم" ضم كافة الاحتياجات المادية والمعنوية للانسان ويقوده نحو الكمالات الاخلاقية والروحية .
الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي
يمكن لاي شخص من خلال تعلم علوم القرآن "الكريم" ،ان يعرف اسرار وحكم الدين دون ان يحتاج الى خصائص نص مصطنعه .لايوجد في القرآن "الكريم" امر باجبار الاخرين عن الرجوع عن مذاهبهم فهذا الكتاب المقدس يقول وبابسط صورة (لا اكراه في الدين ) .
المحقق البريطاني البروفيسور مونتغمري واث
ما يعرضه القرآن "الكريم " من واقع وحقائق متكاملة يعد في نظري من اهم ميزات هذا الكتاب ، والاكيد ان كافة القطع النثرية وما تم تدوينه من روائع الكتابات لايعد شياً في مقابل القرآن " الكريم " .
المؤرخ الايطالي برنس جيواني بوركيز
لقد ابتعدت مصاديق السعادة والسيادة عن المسلمين بسبب تهاونهم في اتباع القرآن والعمل بقوانينه واحكامه وذلك بعدما كانت حياتهم موسومة بالعزة والفخر والعظمة وقد استغل الاعداء هذا الامر فشنوا الهجوم عليهم .نعم ان هذا الظلام الذي يخيم على حياة المسلمين انما من عدم مراعاتهم لقوانين القرآن "الكريم" لالنقص فيه او في الاسلام عموماً فالحق انه لا يمكن اخذ أي نقص على الدين الاسلامي الطاهر .
الخبير الفرنسي جول لابوم
ايها الناس دققوا في القرآن حتى تظهر لكم حقائقه فكل هذه العلوم والفنون التي اكتسبها العرب وكل صروح المعرفة التي شيدوها انما اساسها القرآن . ينبغي على اهل الارض على اختلاف الوانهم ولغاتهم ان ينظروا بعين الانصاف الى ماضي العالم ويطالعوا صحيفة العلوم والمعارف قبل الاسلام ويتعرفوا بان العلم والمعرفه لم تنتقل الى اهل الارض الا عبر المسلمين الذين استوحوا هذه العلوم والمعارف من القرآن كانه بحر من المعارف تتفرع منه الانهار .القرآن لا يزال حيا وكل فرد قادر على ان يستقي منه حسب ادراكه واستعداده .
الفيلسوف الفرنسي المشهور فرانسوا ماري فولتر
انا على يقين انه لوتم عرض القرآن والانجيل على شخص غير متدين لاختار الاول اذ ان الكتاب –الذي نزل على صدر - محمد "ص" يعرض في ظاهره افكارا تنطبق وبالمقدار اللازم مع الاسس العقلية .ولعله لم يوضع قانون كامل في الطلاق مثل الذي وضعه القرآن .
العالم البريطاني فرد غيوم ، استاذ بجامعة لندن
القرآن "الكريم" كتاب عالمي يمتاز بخصائص ادبية فريدة من نوعها لايمكن المحافظة على تاثيرها في الترجمة .
كينت غريك ، الاستاذ بجامعة كمبريج
لم يستطع احد طوال القرون الاربعة عشرة الماضية ، منذ نزول القرآن "الكريم" وحتى الان ، ان ياتي بكلام يشبه كلام القرآن الكريم .
" القرآن الكريم" ليس كتاباً مختصاً بعصر معين بل هو ازلي يمتد لكافة العصور ، ومهما ظل العالم والوجود فان جنس الانسان يمكنه ان يجعل هذا الكتاب دليلاً له ويعمل وفقاً لتعاليمه .اما لماذا كون القرآن "الكريم" اولي ولا يعتق ويبقى دليلاً للانسان ما عاش ، فذلك لاحتوائه على كل صغيرة وكبيرة وليس هناك شيً لم يأت في القرآن "الكريم" .وتاكدت ان تاثير القرآن "الكريم" على الاوروبيين واحد ، ولكن بشرط ان نقرأه بلغته الاصلية اذ ان ترجمته لاتترك الاثر الذى يتركه النص الاصلى في النفس .
الخبير الالماني بشؤون الشرق السيد بلر
لغة القرآن "الكريم" افصح لغات العرب ، واسلوب بلاغته قد صيغ بطريقتة يجلب بها الافكار نحوه .
للقرآن "الكريم" مواعض واضحة لن تجد لها في المستقبل القريب من يعارضها ، وكل من يتبع هذا الكتاب جيداً بحياة هادئة ومناسبة .
المفكر والفيزيائي الالماني المشهور آلبرت انشتاين
القرآن "الكريم" ليس بكتاب جبر او هندسة او حساب ، بل هو مجموعة من القوانين التي تهدي البشرية الى طريق السوي ، الطريق الذي تعجز اكبر النظريات الفلسفية عن تقديمه او تعريفه .
جوزيف آرنست رنان ، الفيلسوف الفرنسي المعروف
تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والادبية وغيرها والتي لم اقرأها اكثر من مرة واحدة ، وما اكثر الكتب التي للزينة فقط ولاكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائما وكتاب المسلمين القرآن .فكلما احسست بالاجهاد واردت ان تنفتح لي ابواب المعاني والكمالات ، طالعت القرآن حيث انني لااحس بالتعب او الملل بمطالعته بكثرة .لو اراد احد ان يعتقد بكتاب نزل من السماء فان ذلك الكتاب هو القرآن لاغير ، اذ ان الكتب الاخرى ليست لها خصائص القرآن .
سالم علي الجرو
09-12-2007, 06:14 PM
السّلام
إن إفشاء السلام هو مفتاح القلوب . نتمنى أن تكون إحدى فوائد شهر رمضان المبارك الإلتزام بإفشاء السلام الذي تناساه بعضنا فحلّت الضّغائن.
السلام تحية أهل الجنة
( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ ) [الأحزاب:44].
( لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً ) [الواقعة:26].
( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ) [إبراهيم:23].
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".
إن الذي يبدأ الناس بالسلام هو أقرب وأحب إلى الله ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام".
نسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن يفشون السلام وأن يدخلنا وإياكم الجنة بسلام، والحمد لله رب العالمين.
سالم علي الجرو
09-12-2007, 08:11 PM
كلمة طيّبة كشجرة طيّبة
قيل في الكلمة الطّيبة أنها: شهادة أن لا إله إلا الله.
هي الفصل بين الحق والباطل
{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } (الأعراف:172)
{ ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } (إبراهيم:24-26) .
{ مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف } (إبراهيم:18)
الكلمة الطّيبة:
( شبّهها بالشجرة الطيبة، ذات الجذور الثابتة والراسخة في الأرض، والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء، لا تنال منها الرياح العاتية، ولا تعصف بها العواصف الهوجاء، فهي تنبت من البذور الصالحة، وتعيش في الأرض الصالحة، وتجود بخيرها في كل حين، ثم تعلو من فوقها بالظلال الوارفة، وبالثمار الطيبة التي يستطيبها الناس ولا يشبعون منها، فكذلك الكلمة الطيبة تملأ النفس بالصدق والإيمان، وتدخل إلى القلب من غير استئذان، فتعمل به ما تعمل ) . ورد في بعض الروايات أن الشجرة الطيبة التي ورد ذكرها في الآية هي شجرة النخل .
الكلمة الخبيثة:
( وهي كلمة الشرك ، كلمة ضارة ، تضر صاحبها، وتضر ناقلها، وتضر متلقيها، وتضر كل من نطق بها، وتسيء لكل سامع لها، إنها كلمة سوء لا خير فيها، وكلمة خُبْثٍ لا طيب فيها، وكلمة مسمومة لا نفع فيها؛ فهي كالشجرة الخبيثة، أصلها غير ثابت، ومذاقها مر، وشكلها لا يسر الناظرين، تتشابك فروعها وأغصانها، حتى ليُخيَّل للناظر إليها أنها تطغى على ما حولها من الشجر والنبات، إلا أنها في حقيقة أمرها هزيلة، لا قدرة لها على الوقوف في وجه العواصف والأعاصير، بل تنهار لأدنى ريح، وتتهاوى لأقل خطر يهددها؛ إذ ليس من طبعها الصمود والمقاومة، وليس من صفاتها الثبات والاستقرار، إنها شجرة لا خير يرتجى منها، فطعمها مر، وريحها غير زاكية، فهي شر كلها، وخبث كلها، وسوء كلها ). وروى الطبري عن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى: { ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة }، قال: تلكم الحنظل، ألم تروا إلى الرياح كيف تصفقها يميناً وشمالاً ؟ .
سالم علي الجرو
09-13-2007, 08:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر مقدمة الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري رحمه الله:
رب يسر ولا تعسر
(وَقُرآَناً فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلى الناسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلاً) ، ذكر لنا أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة أنزل عليه بمكة ثماني سنين قبل أن يهاجر وبالمدينة عشر سنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الحديث إلاّ ما علمتم فإنه من كذب علي متعمداً فيتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار) والسلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازاً عن القول في نزول الآية.
القول في أول ما نزل من القرآن
عن عائشة أنها قالت اول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت ما أنا بقارئ قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد فقال (اِقرَأ بِاِسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ) حتى بلغ ما لم يعلم فرجع بها يرجف فؤاده حتى دخل على خديجة فقال: زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال: يا خديجة ما لي وأخبرها الخبر وقال: قد خشيت علي فقالت له: كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق رواه البخاري عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق.
وعنه صلى الله عليه وسلّم أنّه قال:
(إني جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو على الفرش في الهواء يعني جبريل فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ثم صبوا علي الماء فأنزل الله علي (يا أَيُّها المُدَّثِّرُ قُم فَأَنذِر) رواه مسلم عن زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي
قال: أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في الحديث:
(فبينما أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالساً على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعباً فرجعت فقلت: زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله يا أيها المدثر) رواه البخاري عن عبد الله بن محمد. ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق .
سالم علي الجرو
09-13-2007, 09:01 AM
بالأمس قلت كلاما جميلا
فلماذا اليوم جاء فعلك قبيحا؟
رسالة منقولـة بتصرّف
وصايا إبليس لرمضان قبل اعتقاله
ثلاثون يوما بعيدا عنكم بعد أن كنت معكم على مدار العام ، ولعل عزائي أن فيكم من سيعوض غيابي ويسد فراغي من اللئام.
لا يخفاكم ما حدث في رمضان الماضي ... فعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها معكم وكل الأفكار التي صببتها في آذانكم .. فقد رأينا الملايين من كل مكان يرتادون المساجد .. والملايين يرتدين الحجاب .. وكنت أنا وقتها في معتقلي أكتوي بنار الغضب ...
فهذا جهد عام مع تلك الفتاة الضائعة يضيع في ليلة القدر ... وهذا الذي ما تركت كبيرة إلا وأوقعته فيها تنزل من عينه دمعة تطفئ غضب الرب عليه وتفتح باب التوبة إليه ....
[COLOR="Purple"]يا شياطين الإنس
في خضم غياب فارسكم، أمامكم دور كبير .. فافعلوا ما تؤمرون ..
أريدكم في رمضان لا تعرفون سوى السهر حتى الصباح في الخيام الرمضانية ، والنوم حتى موعد وجبة الإفطار الشهية .. حتى تمتلىء بطونكم وكروشكم المتدليّة ،ثم أتموا عليكم بنعمة البرامج التلفزيونية
نريد رقصا .. نريد هجصا .. نريد شهوة .. نريد نزوة .. نريد أفكارا إبليسية
ولا تنسوا حتى تكتمل التمثيلية .. اختموا بثكم بالتلاوات القرآنية
يا شياطين الإنس
أكثروا من اللقاءات مع الفنانات والراقصات وكل جميلة فتيّة.
ليحدثوكم عن روحانية رمضان وما يقمن به من نضال على عتبات المسارح والمراقص الهرمية.. نريد الجميع أن يتحدث عن ذلك المسلسل اليومي والفيلم الأسبوعي .. والمسرحية النصف شهرية .. نريد مباريات كروية وأغان عربية وقنوات فضائية .. لا أريد أن أرى أحدكم يتوقف ولو لثانية ..
فكما . . تعلمون وقتنا غال وأهدافنا دنيّة ..
يا شياطين الإنس
أتريدون أن تدخلوا الجنة التي حرمنا حتى من شم رائحتها النديّة ؟
كلا لن أدعكم تدخلوها بسلام آمنين ، فأنا بينكم أوسوس .. أغوي .. أزيّن لكم ما تحذرونه
أتريدون أن تمرعليكم لحظات توبة فيضيع ما بذلناه في عشرات السنين الضنيّة
...
أما أنت يا حواء ..
فدورك في الأمة فعّال .. فأنت أقوى مخدّر للرجال .. أعلق عليك الآمال .. فأنت الجواب لكل سؤال .. نريد سهرة .. نريد رقصة وضحكة ... نريدها باختصار .. إثارة ومتعة .. اطرحي التراويح جانبا .. وانسي ثواب القائمة ، ألا يكفي يا حبيبتي أنك صائمة ؟!
يا بني آدم أجمعين
... اسمعوا لي فما أنا لكم إلا ناصح أمين ..
لا تهتموا في رمضان إلا بكل لذيذ سمين ..
ولتنسوا الصلاة لرب العالمين .
وإياكم وقراءة آيات الذكر الحكيم
فإنه المنكر الأثيم .. في منطق سكان الجحيم ..
رمضان سيتكرر سنينا بعد سنين .. فتوبوا حينها لرب غفور رحيم ..
أما الآن فامضوا وقتكم بالقيل والقال ولعب الميسر و القمار.[/COLOR
سالم علي الجرو
09-13-2007, 09:15 AM
بالمرصـاد
ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه " قالوا: وأنت يا رسول الله ؟ قال: " نعم إلاّ أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير". وهذا يذكرنا بحديث وقال صلى الله عليه وآله وسلّم: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ".
وقال: " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فإن ذكر الله خنس ، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس.
" وروي الإمام أحمد عن أبي تميمة يحدث عن رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم حماره فقلت تعس الشيطان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم ،وقال: بقوتي صرعته ، وإذا قلت: بسم الله ، تصاغر حتى يصير مثل الذباب ". قال ابن كثير : فيه دليل على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب ".
سالم علي الجرو
09-13-2007, 09:55 AM
أين المحصول؟
ثمّ إني أرى الأرض غبراء ، شبه صحراء ، فإلى أين ذهبت المياه طوال السنين؟
هناك سرقة وإهمال وتسيّب وكذب وافتراء .. تقولون أنّكم تزرعون ، فأين هو المحصول ، لا بل أين الغذاء؟
أسئلة وجهها شيخ كبير إلى مزارعين.
ونحن نسأل أنفسنا:
أين المحصول بعد ألف واربعمائة سنة؟
طبعنا من القرآن نسخا كثيرة
حفظ الكثيرون منا القرآن الكريم والسنة النبوية
كثر الوعاظ والمحدثون
كثرت المساجد وانتشرت في بقاع الأرض.
فأين المحصول؟
محصول المزارعين: غلال وفواكه وخضار ، وأرض يفترض أن تكون خضراء على مدار العمر.
محصولنا في كلّ وقت وحين يجب أن يكون السّلوك ، فمن يجرؤ على تقييم سلوك معظم المسلمين؟
لكننا أمام فرص الحساب والتقييم كوقفتنا هذه أمام الشهر الكريم شهر رمضان المبارك:
فهل من وقفة صادقة جادّة؟
وهل من عودة إلى المنهج الرّبّاني؟
وهل من توبة نصوحا؟
اللهم حبب إلينا الإسلام وزيّنّـا به.
سالم علي الجرو
09-14-2007, 12:02 AM
من سورة البقرة
أطول سور القرآن ، مدنية اشتملت على معظم الأحكام التشريعية: في العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، وفي أمور الزواج، والطلاق، والعدة، وغيرها من الأحكام الشرعية.
( 1 )
من الآية: 1 ـ 66
صفات المؤمنين وجزاء المتقين ـ صفات الكافرين ـ سبب عدم إيمان الكافرين ـ صفات المنافقين ـ بيان قبائح المنافقين ـ ضرب الأمثال للمنافقين ـ الأمر بعبادة الله وحده وأدلة التوحيد ـ إثبات نبوَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإقامة البرهان على إعجاز القرآن
ما أعدَّه الله لأوليائه ـ الحكمة من ضرب الأمثال في القرآن ـ من مظاهر قدرة الله تعالى ـ استخلاف الإنسان في الأرض وتعليمه اللغات ـ تكريم اللهِ آدمَ بسجود الملائكة له ـ قصة آدم وحواء في الجنة ـ العظة من قصة آدم: ـ ما طلب الله من بني إسرائيل ـ عرض لشيء من أخلاق اليهود السيئة ـ نِعَمُ الله العشر على بني إسرائيل ـ تتمة النِّعَم العشر على بني إسرائيل ـ بعض مطامع اليهود وجزاؤهم ـ عاقبة المؤمنين ـ بعض جرائم اليهود وعقابهم .
---------------------------------------
صفات المؤمنين وجزاء المتقين
أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم
بِســــــمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيِمِ
{الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(5)}.
( الم ): حروف تجذب أنظار المعرضين عن القرآن فينتبهون إلى ما يلقى.
بدأت سورة البقرة بقوله تعالى[ ألم ]
إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ كان أمّيا لا يقرأ ولا يكتب ولذلك لم يكن يعرف شيئا عن أسماء الحروف. فإذا جاء ونطق بأسماء الحروف يكون هذا إعجازاً من الله سبحانه وتعالى .. بأن هذا القرآن موحى به إلى محمد صلى الله عليه وسلم .
إن كلمة كتاب مكونة من الكاف والتاء والألف والباء .. وتكون هذه الحروف دالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاغ عن ربه. وأن هذا القرآن موحى به من الله سبحانه وتعالى.
ونجد في فواتح السور التي تبدأ بأسماء الحروف. تنطق الحروف بأسمائها وتجد نفس الكلمة في آية أخرى تنطق بمسمياتها. فألم في أول سورة البقرة نطقتها بأسماء الحروف ألف لام ميم. بينما تنطقها بمسميات الحروف في شرح السورة في قوله تعالى:
ألم نشرح لك صدرك "1 ( سورة الشّرح )
وفي سورة الفيل في قوله تعالى: ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) " 1[ سورة الفيل ]
ما الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ينطق "ألم" في سورة البقرة بأسماء الحروف .. وينطقها في سورتي الشرح والفيل بمسميات الحروف. لابد أن رسول الله عليه الصلاة والسلام سمعها من الله كما نقلها جبريل عليه السلام إليه هكذا. إذن فالقرآن أصله السماع لا يجوز أن تقرأه إلا بعد أن تسمعه. لتعرف أن هذه تقرأ ألف لام ميم والثانية تقرأ ألم .. مع أن الكتابة واحدة في الاثنين.
( ذَلِكَ الْكِتَابُ ): أي هذا القرآن. وكلمة (كتاب) معناها أنه لا يحفظ فقط في الصدور، ولكن يدون في السطور، ويبقى محفوظاً إلي يوم القيامة، والقول بأنه الكتاب، تمييز له عن كل كتب الدنيا، وتمييز له عن كل الكتب السماوية التي نزلت قبل ذلك، فالقرآن هو الكتاب الجامع لكل أحكام السماء، منذ بداية الرسالات حتى يوم القيامة، وهذا تأكيد لارتفاع شأن القرآن وتفرده وسماويته ودليل على وحدانية الخالق، فمنذ فجر التاريخ، نزلت على الأمم السابقة كتب تحمل منهج السماء، ولكن كل كتاب وكل رسالة نزلت موقوتة، في زمانها ومكانها، تؤدي مهمتها لفترة محددة وتجاه قوم محددين.
( لا رَيْبَ فِيهِ ): أي لا شك في أنه من عند الله .
( هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ): أي هادٍ للمؤمنين المتقين، ، قال ابن عباس: المتقون هم الذين يتقون الشرك، ويعملون بطاعة الله، وقال الحسن البصري: اتقوا ما حُرِّم عليهم، وأدَّوْا ما افتُرض عليهم.
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ): أي يصدقون بما غاب عنهم ولم تدركه حواسهم من البعث، والجنة، والنار، والصراط، والحساب، وغير ذلك من كل ما أخبر عنه القرآن أو النبي عليه الصلاة والسلام.
الغيب هو كل ما غاب عن مدركات الحس. فالأشياء المحسة التي نراها ونلمسها لا يختلف فيها أحد .. ولذلك يقال ليس مع العين أين .. لأن ما تراه لا تريد عليه دليلا .. ولكن الغيب لا تدركه الحواس .. إنما يدرك بغيرهاالأشياء..
ومن الدلالة على دقة التعريف أنهم قالوا أن هناك خمس حواس ظاهرة هي: السمع والبصر والشم والذوق واللمس .. ولكن هناك أشياء تدرك بغير هذه الحواس..
لنفرض أن أمامنا حقيبتين، نفس الشكل ونفس الحجم .. هل تستطيع بحواسك الظاهرة أن تدرك أيهما أثقل من الأخرى؟. هل تستطيع الحواس الخمس أن تقول لك أي الحقيبتين أثقل؟ .. لا .. لابد أن تحمل واحدة منهما ثم تحمل الأخرى لتعرف أيهما أثقل..
بأي شيء أدركت هذا الثقل؟ .. بحاسة العضل .. لأن عضلاتك أجهدت عندما حملت إحدى الحقيبتين، ولم تجهد عندما حملت الثانية .. فعرفت بالدقة أيهما أثقل .. لا تقل باللمس .. لأنك لو لمست إحداهما ثم لمست الأخرى لا تعرف أيها أثقل .. إذن فهناك حاسة العضل التي تقيس بها ثقل
(وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ): أي يؤدّونها على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها، وخشوعها وآدابها.
قال ابن عباس: إِقامتُها: إِتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع.
(وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ): أي ومن الذي أعطيناهم من الأموال ينفقون ويتصدقون في وجوه البر والإِحسان.
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ): أي يصدقون بكل ما جئت به عن الله تعالى.
(وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ): أي وبما جاءت به الرسل من قبلك، لا يفرّقون بين كتب الله ولا بين رسله.
(وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ): أي ويعتقدون اعتقاداً جازماً لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التي تتلو الدنيا.
(أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ): أي على نور وبيان وبصيرة من الله.
(وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ): أي وأولئك هم الفائزون بالدرجات العالية في جنات النعيم.
صفات الكافرين
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ(6)}.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا): أي إِن الذين جحدوا بآيات الله وكذبوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
(سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ): أي يتساوى عندهم.
(ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ): أي سواءٌ أَحذرتهم يا محمد من عذاب الله وخوفتهم منه أم لم تحذرهم.
(لا يُؤْمِنُونَ): أي لا يصدقون بما جئتهم به.
سبب عدم إيمان الكافرين
{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(7)}
(خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ): أي طبع على قلوبهم فلا يدخل فيها نور، ولا يُشرق فيها إِيمان.
(وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ): أي وعلى أسماعهم وعلى أبصارهم غطاء، فلا يبصرون هدى، ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون.
( الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ(6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(7) )
سبب النزول:قال ابن عباس: نزلت هذه الآيات في منافقي أهل الكتاب منهم "عبد الله بن أُبَيَّ ابن سلول، ومعتب بن قشير، والجد بن قيس" كانوا إِذا لقوا المؤمنين يظهرون الإِيمان والتصديق ويقولون: إِنّا لنجد في كتابنا نعته وصفته.
سالم علي الجرو
09-14-2007, 09:25 AM
( 2 )
صفات المنافقين
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ(8)يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(9)فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(10)}
{
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ): أي ومن الناس فريق يقولون بألسنتهم صدَّقنا بالله وبما أنزل على رسوله من الآيات البيّنات. {وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ}: أي وصدَّقنا بالبعث والنشور.
{وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}: أي وما هم على الحقيقة بمصدقين ولا مؤمنين، لأنهم يقولون ذلك قولاً دون اعتقاد، وكلاماً دون تصديق.
وهم الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، وهم أخبث الكفرة وأبغضهم إِلى الله، لأنّهم موَّهُوا الكفر وخلطوا به خداعاً واستهزاءً، ولذلك أطال في بيان خبثهم وجهلهم، واستهزأ بهم، وتهكَّم بأفعالهم، وسجَّل عليهم الضلال والطغيان، وضرب لهم الأمثال.
{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا}: أي يعملون عمل المخادِع بإِظهار ما أظهروه من الإِيمان مع إِصرارهم على الكفر.
قال ابن كثير: النفاق هو إِظهار الخير، وإِسرارُ الشر وهو أنواع: اعتقادي وهو الذي يُخَلَّد صاحبه في النار، وعملي وهو من أكبر الذنوب والأوزار، لأن المنافق يخالف قولُه فعلَه، وسرُّه علانيته.
{وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ}: أي وما يخدعون في الحقيقة إِلا أَنفسَهم لأن وبال فعلهم راجع عليهم.
{وَمَا يَشْعُرُونَ}: أي ولا يحُسّون بذلك ولا يفطنون إِليه، لتمادي غفلتهم، وتكامل حماقتهم.
{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}: أي في قلوبهم شك ونفاق فزادهم الله رجساً فوق رجسهم، وضلالاً فوق ضلالهم، والجملةُ دعائية.
بيان قبائح المنافقين
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11)أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ(13)وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ(14)اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ(15)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ(16)}.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ}: أي وإِذا قال لهم بعض المؤمنين: لا تسعوا في الأرض بالإِفساد بإِثارة الفتن، والكفر والصَدِّ عن سبيل الله.
{قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}: أي ليس شأننا الإِفسادُ أبداً، وإِنما نحن أناسٌ مصلحون، نسعى للخير والصلاح فلا يصح مخاطبتنا بذلك.
{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ}: أي أَلاَ فانتبهوا أيها الناس، إِنهم هم المفسدون حقاً لا غيرهم، ولكنْ لا يفطنون ولا يحسُون، لانطماسِ نور الإِيمان في قلوبهم.
[ وهكذا يعطينا الله سبحانه وتعالى حكمه عليهم بأنهم كما أنهم يخدعون أنفسهم ولا يشعرون ويحسبون أنهم يخدعون الله سبحانه وتعالى والمؤمنين. كذلك فإنهم يفسدون في الأرض ويدعون أنهم مصلحون، ولكنهم في الحقيقة مفسدون لماذا؟ .. لأن في قلوبهم كفراً وعداء لمنهج الله، فلو قاموا بأي عمل يكون ظاهره الإصلاح، فحقيقته هي الإفساد، تماماً كما ينطقون بألسنتهم بما ليس في قلوبهم ]. الشيخ محمد متولّي الشعراوي
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ}: أي وإِذا قيل للمنافقين: آمنوا إِيماناً صادقاً لا يشوبه نفاقٌ ولا رياء، كما آمن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وأَخلِصوا في إِيمانهم وطاعتهم لله .
{قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ}: الهمزة للإِنكار مع السخرية والاستهزاء أي قالوا أنؤمن كإِيمان هؤلاء الجهلة أمثال "صهيب، وعمار، وبلال" ناقصي العقل والتفكير؟ قال البيضاوي: وإِنما سفَّهوهم لاعتقادهم فسادَ رأيهم، أو لتحقير شأنهم، فإِن أكثر المؤمنين كانوا فقراء ومنهم موالي كصهيب وبلال.
[ والسفهاء في قصد المنافقين هم الفقراء، ولكن ما معنى السفه في اللغة: السفه معناه الطيش والحمق والخفة في تناول الأمور، فهل تنطبق صفة السفيه على المؤمنين، الذين آمنوا بالله؟ أم أنها تنطبق على أولئك الذين لم يؤمنوا بالله، إذا كنتم تعتقدون أن الذين آمنوا هم السفهاء فلماذا تدعون الإيمان كذبا، لتكونوا سفهاء؟ لاشك أن هناك تناقضاً موجوداً في كل تصرفات المنافقين ]. الشيخ: محمد متولّي الشعراوي
{أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ}: أي أَلا إِنهم هم السفهاء حقاً، لأن من ركب متن الباطل كان سفيهاً بلا امتراء، ولكن لا يعلمون بحالهم في الضلالة والجهل، وذلك أبلغ في العمى، والبعد عن الهدى. أكَّد وَنبَّه وحصر السفاهة فيهم، ثم قال تعالى منبهاً إِلى مصانعتهم ونفاقهم:
{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا}: أي وإذا رأوا المؤمنين وصادفوهم أظهروا لهم الإِيمان والموالاة نفاقاً ومصانعة.
{وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ}: أي وإِذا انفردوا ورجعوا إِلى رؤسائهم وكبرائهم، أهلِ الضلالِ والنفاق.
{قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ}: أي قالوا لهم نحن على دينكم وعلى مثل ما أنتم عليه من الاعتقاد، وإِنما نستهزئ بالقوم ونسخر منهم بإِظهار الإِيمان.
{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}: أي الله يجازيهم على استهزائهم بالإِمهال ثم بالنكال. قال ابن عباس: يسخر بهم للنقمة منهم ويُملي لهم كقوله
{وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}.
{وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}: أي ويزيدهم - بطريق الإِمهال والترك - في ضلالهم وكفرهم يتخبطون ويتردَدون حيارى، لا يجدون إِلى المخرج منه سبيلاً لأن الله طبع على قلوبهم وأعمى أبصارهم، فلا يبصرون رشداً ولا يهتدون سبيلاً.
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى}: أي استبدلوا الكفر بالإِيمان، وأخذوا الضلالة ودفعوا ثمنها الهُدى. {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ}: أي ما ربحت صَفْقَتهم في هذه المعاوضةِ والبيع.
{وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}: أي وما كانوا راشدين في صنيعهم ذلك، لأنهم خسروا سعادة الدارين.
سالم علي الجرو
09-14-2007, 09:35 AM
( 3 )
ضرب الأمثال للمنافقين
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ(17)صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ(18)أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ(19)يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)}.
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا}: أي مثالهم في نفاقهم وحالهم العجيبة فيه كحال شخص أوقد ناراً ليستدفئ بها ويستضيء، فما اتقدت حتى انطفأت، وتركته في ظلام دامس وخوفٍ شديد.
[ يريد الحق سبحانه وتعالى أن يقرب صفات التمزق في المنافقين إلي فهمنا، ولذلك فهو يضرب لنا الأمثال، والأمثال جمع مثل وهو الشبيه الذي يقرب لنا المعنى ويعطينا الحكمة، والأمثال باب من الأبواب العريقة في الأدب العربي. فالمثل أن تأتي بالشيء الذي حدث وقيل فيه قولة موجزة ومعبرة، رأى الناس أن يأخذوا هذه المقولة لكل حالة مشابهة.
ولقد استخدم الله سبحانه وتعالى الأمثال في القرآن الكريم في أكثر من موضع .. ليقترب من أذهاننا معنى الغيبيات التي لا نعرفها ولا نشاهدها .. ولذلك ضرب لنا الأمثال في قمة الإيمان .. وحدانية الله سبحانه وتعالى .. وضرب لنا الأمثال بالنسبة للكفار والمنافقين .. لنعرف فساد عقيدتهم ونتنبه لها .. وضرب لنا الأمثال فيما يمكن أن يفعله الكفر بالنعمة .. والطغيان في الحق .. وغير ذلك من الأمثال .. قال الله تعالى:
{ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثلٍ فأبى أكثر الناس إلا كفرواً "89" }
(سورة الإسراء)
وقد ضرب الله جل جلاله لنا الأمثال في الدنيا وفي الآخرة، وفي دقة الخلق .. وقمة الإيمان .. ومع ذلك فإذا الناس منصرفون عن حكمة هذه الأمثال .. كافرون بها .. مع أن الحق تبارك وتعالى .. ضربها لنا لتقرب لنا المعنى .. تشبيها بماديات نراها في حياتنا الدنيا .. وكان المفروض أن تزيد هذه الأمثال الناس إيمانا .. لأنها تقرب لهم معاني غائبة عنهم .. ولكنهم بدلا من ذلك ازدادوا كفرا!!
ولابد قبل أن نتعرض للآية الكريمة: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون" .. أن نتحدث عن بعض الأمثال التي ضربت في القرآن الكريم .. لنرى كيف أن الله سبحانه وتعالى حدثنا عن قضايا غيبية بمحسات دنيوية:
ضرب الله تبارك وتعالى لنا مثلا بالقمة الإيمانية .. وهي أنه لا إله إلا الله .. وكيف أن هذه رحمة من الله سبحانه وتعالى .. يجب أن نسجد له شكرا عليها لأن فيها وقاية لنا من شقاء .. ومع ذلك فإن الله تبارك وتعالى يريد بعباده الرحمة، ولكن بعض الناس يريد أن يشقي نفسه فيشرك بالله جل جلاله .. وبدلا من أن يأخذ طريق الإيمان الميسر .. يأخذ طريق الكفر والنفاق والشرك بالله الذي يملك كل شيء في الدنيا والآخرة .. يقول الحق جل جلاله:
{[B]ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجلٍ هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون "29" }
(سورة الزمر)
بهذه الصورة المحسة التي نراها .. ولا يختلف فيها اثنان .. يريد الله تبارك وتعالى أن يقرب إلي أذهاننا صورة العابد لله وحده، وصورة المشرك بالله .. ويعطينا المثل في عبد مملوك لشركاء .. رجل مملوك لعشرة مثلا .. وليس هؤلاء الشركاء العشرة متفقين .. بل هم متشاكسون أي أنهم مختلفون .. ورجل آخر مملوك لسيد واحد .. أيهما يكون مستريحا يعيش في رحمة؟ .. طبعا المملوك لسيد واحد في نعمة ورحمة .. لأنه يتبع أمرا واحدا ونهيا واحدا .. ويطيع ربا واحدا .. ويطلب رضا سيد واحد .. أما ذلك الذي يملكه شركاء حتى لو كانوا متفقين .. سيكون لكل واحد منهم أمر ونهي .. ولكل واحد منهم طلب .. فما بالك إذا كانوا مختلفين؟ أحد الشركاء يقول له تعال .. والآخر يقول له تأت، وأحد الشركاء يأمره بأمر، والآخر يأمره بأمر مناقض .. ويحتار أيهما يرضي وأيهما يغضب؟ .. وهكذا تكون حياته شقاء وتناقضا..
إن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقرب لنا الصورة .. في قضية هي قمة اليقين .. وهي الإيمان بالواحد الأحد .. يريدنا أن نلمس هذه الصورة .. بمثل نراه ونشهده .. وأن نرى فيض الله برحمته على عباده .. ويمضي الحق سبحانه ليلفتنا إلي أن نفكر قليلا في مثل يضربه لنا في القرآن الكريم:
{وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم "76"}
(سورة النحل) الشيخ: محمد متولّي الشّعراوي
{فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}: أي فلما أنارتْ المكان الذي حوله فأبصر وأمِن، واستأنس بتلك النار المشعة المضيئة ذهب الله بنورهم أي أطفأها الله بالكلية، فهم يتخبطون ولا يهتدون.
{صُمٌّ}: أي هم كالصُمِّ لا يسمعون خيراً.
{بُكْمٌ}: أي كالخرس لا يتكلمون بما ينفعهم.
{عُمْيٌ}: أي كالعمي لا يبصرون الهدى ولا يتبعون سبيله.
{فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ}: أي لا يرجعون عمَّا هم فيه من الغي والضلال.
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ}: أي أو مثلهم في حيرتهم وترددهم كمثل قومٍ أصابهم مطر شديد، أظلمت له الأرض، وأرعدت له السماء، مصحوبٍ بالبرق والرعد والصواعق.
{فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}: أي في ذلك السحاب ظلماتٌ داجية، ورعدٌ قاصف، وبرقٌ خاطف .
{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ}: أي يضعون رءوس أصابعهم في آذانهم لدفع خطر الصواعق، وذلك من فرط الدهشة والفزع كأنهم يظنون أن ذلك ينجيهم.
{حَذَرَ الْمَوْتِ}: أي خشية الموت من تلك الصواعق المدمرة.
{وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}: جملة اعتراضية أي والله تعالى محيط بهم بقدرته، وهم تحت إِرادته ومشيئته لا يفوتونه، كما لا يفوتُ من أحاط به الأعداء من كل جانب.
{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}: أي يقارب البرقُ لشدته وقوته وكثرة لمعانه أن يذهب بأبصارهم فيأخذها بسرعة.
{كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ}: أي كلما أنار لهم البرق الطريق مشوا في ضوئه.
{وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}: أي وإِذا اختفى البرق وفتر لمعانه وقفوا عن السير وثبتوا في مكانهم .. وفي هذا تصويرٌ لما هم فيه من غاية التحير والجهل، فإِذا صادفوا من البرق لمعة - مع خوفهم أن يخطف أبصارهم - انتهزوها فرصة فَخَطَوْا خطواتٍ يسيرة، وإِذا خفي وفتر لمعانه وقفوا عن السير، وثبتوا في أماكنهم خشية التردي في حفرة.{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ}: أي لو أراد الله لزاد في قصف الرعد فأصمهم وذهب بأسماعهم، وفي ضوء البرق فأعماهم وذهب بأبصارهم.
{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: أي إِنه تعالى قادر على كل شيء، لا يعجزه أحدٌ في الأرض ولا في السماء، قال ابن جرير: إِنما وصف تعالى نفسه بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع، لأنه حذَّر المنافقين بأسه وسطوته، وأخبرهم أنه بهم محيط، وعلى إِذهاب أسماعهم وأبصارهم قادر.
B]
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ(17)صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ(18)أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ(19)يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)}.
سالم علي الجرو
09-14-2007, 10:00 AM
( 4 )
الأمر بعبادة الله وحده وأدلة التوحيد
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21)الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(22)}."
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}: أي يا معشر بني آدم اذكروا نِعَم الله الجليلة عليكم، واعبدوا الله ربكم الذي ربَّاكم وأنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئاً، اعبدوه بتوحيده، وشكره، وطاعته.
{الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}: أي الذي أوجدكم بقدرته من العدم، وخلق مَن قبلكم من الأمم.
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}: أي لتكونوا في زمرة المتقين، الفائزين بالهدى والفلاح.
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا}: أي جعلها مهاداً وقراراً، تستقرون عليها وتفترشونها كالبساط المفروش مع كرويتها، وإِلا ما أمكنكم العيش والاستقرار عليها.
{وَالسَّمَاءَ بِنَاءً}: أي سقفاً للأرض مرفوعاً فوقها كهيئة القبة.
{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}: أي مطراً عذباً فراتاً أنزله بقدرته من السحاب.
{فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}: أي فأخرج بذلك المطر أنواع الثمار والفواكه والخضار غذاءً لكم.
{فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: أي فلا تتخذوا معه شركاء من الأصنام والبشر تشركونهم مع الله في العبادة، وأنتم تعلمون.
( أندادا" جمع ند، والند هو النظير أو الشبيه. وأي عقل فيه ذرة من فكر يبتعد عن مثل هذا، فلا يجعل لله تعالى شبيهاً ولا نظيراً ولا يشبه بالله تعالى أحداً. فالله واحد في قدرته، واحد في قوته، واحد في خلقه. واحد في ذاته، وواحد في صفاته.
ولا توجد مقارنة بين صفات الحق سبحانه وتعالى وصفات الخلق. والله خلق لكل منا عقلاً يفكر به، لو عرضت هذه المسألة على العقل لرفضها تماماً، لأنها لا تتفق مع عقل أو منطق، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: "وأنتم تعلمون"
أي تعرفون هذا جيداً بعقولكم لأن طبيعة العقل ترفض هذا تماماً. فمنذا الذي يستطيع أن يدعي أنه خلقكم والذين من قبلكم؟! ومنذا الذي يستطيع أن يدعي ولو كذبا، أنه هو الذي جعل الأرض فراشاً، وجعل السماء سقفاً محفوظاً، أو أنزل المطر وأنبت الزرع؟ لا أحد. إذن فأنتم تعلمون أن العقل كله لله وحده، ومادام لا يوجد معارض ولا يمكن أن يوجد. فالقضية محسومة للحق تبارك وتعالى.
والحق سبحانه وتعالى يقول:
{ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله " (من الآية 165سورة البقرة)
لماذا اتخذ هؤلاء الناس لله تعالى أنداداً؟ لأنهم يريدون دينا بلا منهج. يريدون أن يرضوا فطرة الإيمان التي خلقها الله فيهم. وفي نفس الوقت يتبعون شهواتهم. عندما فكروا في هذا وجدوا أن أحسن طريقة هي أن يختاروا إلهاً بلا منهج، لا يطلب منهم شيئاً، ولذلك كل دعوة منحرفة تجد أنها تبيح ما حرم الله، وتحل الإنسان من كل التكاليف الإيمانية كالصلاة والزكاة والجهاد وغيرها.
أما الذين آمنوا. فإنهم يعرفون أن الله سبحانه وتعالى إنما وضع منهجه لصالح الإنسان: فالله لا يستفيد من صلاتنا ولا من زكاتنا. ولا من منهج الإيمان شيئاً، ولكننا نحن الذين نستفيد من رحمة الله. ومن نعم الله ومن جنته في الآخرة.
ولأن الذين آمنوا يعرفون هذا فإنهم يحبون الله حبا شديداً، والذين كفروا رغم كل ما يدعون فإنهم ساعة العسرة يلجأون إلي الله سبحانه وتعالى باعتباره وحده الملجأ والملاذ. واقرأ قوله تبارك وتعالى: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلي ضرٍ مسه } (من الآية 12 سورة يونس ) الشيخ: محمد متولّي الشعرواي
المناسبة:
بعد أن صنّف القرآن الناس إلى أقسام ثلاثة: متقين موحدين، وجاحدين معاندين، ومنافقين مذبذبين، وبعد أن أثبت الوحدانية والربوبية لله، ونفى الشركاء بالمنطق والبرهان، أثبت الله تعالى أن القرآن كلام الله، وأنه نزل من عنده، بدليل أنه معجز، لم يتمكن أحد من الجن أو الإنس مجاراته والإتيان بمثله، مع أن العرب فرسان البلاغة، وأساطين الفصاحة، ولا فخر لهم إلا بالكلام شعراً ونثراً وخطابة، وبما أنهم عجزوا، ولم يستطيعوا الإتيان بمثل أقصر سورة من القرآن، فقد ثبت صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما ادعاه من النّبوة، وما أتى به من الرسالة الإلهية. وكان مُنْكِرُ نبوته ورسالته مستحقاً العقاب والجزاء في نار جهنم.[/B]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21)الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } 22.
سالم علي الجرو
09-14-2007, 10:29 AM
( 5 )
إثبات نبوَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإقامة البرهان على إعجاز القرآن
{وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(23)فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ(24)}.
{
وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا}: أي وإِذا كنتم أيها الناسُ في شك وارتياب من صدق هذا القرآن، المعجز في بيانه، وتشريعه، ونظمه، الذي أنزلناه على عبدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
{فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}: أي فأتوا بسورةٍ واحدةٍ من مثل هذا القرآن، في البلاغة والفصاحة والبيان.
[ "وإن كنتم في ريب" الخطاب هنا لكل كافر ومنافق غير مؤمن، لأن الذين آمنوا بالله ورسوله ليس في قلوبهم ريب، بل هم يؤمنون بأن القرآن موحى به من الله، مبلغ إلي محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي المنزل من السماء.
والريب: هو الشك. وقوله تعالى: "إن كنتم في ريب" أي إن كنتم في شك. من أين يأتي هذا الشك والمعجزة تحيط بالقرآن وبرسوله صلى الله عليه وسلم؟
فمن إين دخل الريب إلي قلوبهم؟ لاشك أنه دخل من باب الباطل. والباطل لا حجة له.وبلا شك لقد فضحوا أنفسهم بأنهم لا يرتابون في القرآن ولكنهم كانوا يريدونه أن ينزل على سيد من سادة قريش . واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى:
{وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجلٍ من القريتين عظيم " 31" }
(سورة الزخرف)
وهؤلاء المرتابون لم يجدوا حجة يواجهون بها القرآن، فقالوا ساحر، وهل للمسحور إرادة مع الساحر؟ إذا كان ساحرا فلماذا لم يسحركم أنتم؟ وقالوا مجنون. والمجنون يتصرف بلا منطق .. يضحك بلا سبب. ويبكي بلا سبب. ويضرب الناس بلا سبب. ولذلك رد الحق سبحانه عليهم بقوله تعالى:
{ن والقلم وما يسطرون } "1" ما أنت بنعمة ربك بمجنونٍ "2" وإن لك لأجر غير ممنون "3" وإنك لعلى خلقٍ عظيم "4" }
(سورة القلم) [/COLOR
[COLOR="Indigo"]إذن فكل أسباب الشك غير موجودة وأسباب اليقين هي الموجودة ومع ذلك ارتابوا وشكوا. وقوله سبحانه وتعالى: "مما نزلنا على عبدنا". فالقرآن الكريم وجد في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الإنسان، وعندما جاء وقت مباشرته لمهمته في الكون نزل من اللوح المحفوظ إلي السماء الدنيا دفعة واحدة ثم أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم بقدر ما احتاجت إليه المناسبات والأحداث. إذن فقوله" نزلنا" أي نزل من اللوح المحفوظ إلي السماء الدنيا دفعة واحدة. وقوله تعالى "أنزل" أي أنزله آيات على محمد صلى الله عليه وسلم بحسب اقتضاء الأحداث والمناسبات.
الحق سبحانه وتعالى يقول: "على عبدنا" وهذه محتاجة إلي وقفة. فالله جل جلاله. له عبيد وله عباد. كل خلق الله في كونه عبيد لله سبحانه وتعالى. لا يستطيعون الخروج عن مشيئة الله أو إرادته. هؤلاء هم العبيد. ولكن العباد هم العبيد. ولكن العباد هم الذين اتحدت مراداتهم مع ما يريده الله سبحانه وتعالى .. تخلوا عن اختيارهم الدنيوي، ليصبحوا طائعين لله باختيارهم، أي أنهم تساووا مع المقهورين في أنهم اختاروا منهج الله وتركوا أي اختيار يخالفه. هؤلاء هم العباد، وإذا قرأت القرآن الكريم تجد أن الله سبحانه وتعالى يشير إلي العباد بأنهم الصالحون من البشر فيقول الحق تبارك وتعالى:
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "186" }
(سورة البقرة) ] .الشيخ: محمد متولي الشعراوي.
{وَادْعُوا شُهَدَاءكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ}: أي وادعوا أعوانكم وأنصاركم الذين يساعدونكم على معارضة القرآن غير الله سبحانه، والمراد استعينوا بمن شئتم غيره تعالى.
{إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}: أي في أنه مختلق وأنه من كلام البشر، وجوابُه محذوف دلَّ عليه ما قبله.
{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا}: أي فإِن لم تقدروا على الإِتيان بمثل سورةٍ من سوره، وعجزتم في الماضي عن الإِتيان بما يساويه أو يدانيه، مع استعانتكم بالفصحاء والعباقرة والبلغاء.
{وَلَنْ تَفْعَلُوا}: أي ولن تقدروا في المستقبل أيضاً على الإِتيان بمثله، والجملةُ اعتراضيةٌ للإِشارة إِلى عجز البشر في الحاضر والمستقبل كقوله {لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} أي معيناً..
{فَاتَّقُوا النَّارَ}: أي فخافوا عذاب الله، واحذروا نار الجحيم التي جعلها الله جزاء المكذبين.
{الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}: أي اتقوا النار التي مادتُها التي تُشعل بها وتُضرم لإِيقادها هي الكفار والأصنام التي عبدوها من دون الله كقوله تعالى {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال مجاهد: حجارةٌ من كبريت أنتُن من الجيفة يعذبون بها مع النار.
{أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}: أي هُيّئت تلك النارُ للكافرين الجاحدين، ينالون فيها ألوان العذاب المهين.
ما أعدَّه الله لأوليائه
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(25)}.
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: أي وبَشِّرْ يا محمد المؤمنين المتقين، الذين كانوا في الدنيا محسنين، والذين جمعوا بين الإِيمان والعمل الصالح.
{أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}: أي بأن لهم حدائق وبساتين ذاتِ أشجار ومساكن، تجري من تحت قصورها ومساكنها أنهار الجنة .
{كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا}: أي كلما أعطوا عطاءً ورُزقوا زرقاً من ثمار الجنة.
{قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ}: أي هذا مثلُ الطعام الذي قُدِّم إِلينا قبل هذه المرة.
قال المفسرون: إِن أهل الجنة يُرزقون من ثمارها، تأتيهم به الملائكة، فإِذا قُدّم لهم مرةً ثانية قالوا: هذا الذي أتيتمونا به من قبل فتقول الملائكة: كلْ يا عبد الله فاللونُ واحدٌ والطعم مختلف.
{وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا}: أي متشابهاً في الشكل والمنظر، لا في الطعم والمَخْبر، قال ابن جرير: يعني في اللون والمرأى وليس يشبهه في الطعم، قال ابن عباس: لا يشبه شيء مما في الجنة ما في الدنيا إِلا في الأسماء.
{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}: أي ولهم في الجنة زوجاتٌ من الحور العين مطهَّرات من الأقذار والأدناس الحسية والمعنوية.
{وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: أي دائمون، وهذا هو تمام السعادة، فإِنهم مع هذا النعيم في مقام أمين، يعيشون مع زوجاتهم في هناءٍ خالد لا يعتريه انقطاع.
{وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ(24)وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(25)}.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 01:51 AM
( 6 )
الحكمة من ضرب الأمثال في القرآن
{إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ(26)الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(27)}.
{إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا}: أي إِن الله لا يستنكف ولا يمتنع عن أن يضرب أيَّ مثلٍ كان، بأي شيءٍ كان، صغيراً كان أو كبيراً {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}: أي سواء كان هذا المثل بالبعوضة أو بما هو دونها في الحقارة والصغر، فكما لا يستنكف عن خلقها، كذلك لا يستنكف عن ضرب المثل بها.
( وعندما ضرب الله مثلا بالبعوضة .. استقبله الكفار بالمعنى الدنيوي دون أن يفطنوا للمعنى الحقيقي .. قالوا كيف يضرب الله مثلا بالبعوضة ذلك المخلوق الضعيف .. الذي يكفي أن تضربه بأي شيء أو بكفك فيموت؟. لماذا لم يضرب الله تبارك وتعالى مثلا بالفيل الذي هو ضخم الجثة شديدة القوة .. أو بالأسد الذي هو أقوى من الإنسان وضرب لنا مثلا بالبعوضة فقالوا: "ماذا أراد الله بهذا مثلا" .. ولم يفطنوا إلي أن هذه البعوضة دقيقة الحجم خلقها معجزة .. لأن في هذا الحجم الدقيق وضع الله سبحانه وتعالى كل الأجهزة اللازمة لها في حياتها .. فلها عينان ولها خرطوم دقيق جدا ولكنه يستطيع أن يخرق جلد الإنسان .. ويخرج الأوعية الدموية التي تحت الجلد ليمتص دم الإنسان..
والبعوضة لها أرجل ولها أجنحة ولها دورة تناسلية ولها كل ما يلزم لحياتها .. كل هذا في هذا الحجم الدقيق .. كلما دق الشيء احتاج إلي دقة خلق اكبر .. ونحن نشاهد في حياتنا البشرية أنه مثلا عندما اخترع الإنسان الساعة .. كان حجمها ضخما لدرجة أنها تحتاج إلي مكان كبير .. وكلما تقدمت الحضارة وارتقى الإنسان في صناعته وحضارته وتقدمه، أصبح الحجم دقيقا وصغيرا، وهكذا أخذت صناعة الساعات تدق .. حتى أصبح من الممكن صنع ساعة في حجم الخاتم أو أقل .. وعندما بدأ اختراع المذياع أو الراديو كان حجمه كبيرا .. والآن أصبح في غاية الدقة لدرجة أنك تستطيع أن تضعه في جيبك أو أقل من ذلك .. وفي كل الصناعات عندما ترتقي .. يصغر حجمها لأن ذلك محتاج إلي صناعة ماهر وإلي تقدم علمي..
وهكذا حين ضرب الله مثلا بالبعوضة وما فوقها .. أي بما هو أقل منها حجما .. فإنه تبارك وتعالى أراد أن يلفتنا إلي دقة الخلق .. فكلما لطف الشيء وصغر حجمه احتاج إلي دقة الخلق .. ولكن الكفار لم يأخذوا المعنى على هذا النحو وإنما أخذوه بالمعنى الدنيوي البسيط الذي لا يمثل الحقيقة. فالله سبحانه وتعالى حينما ضرب هذا المثل .. استقبله المؤمنون بأنه كلام الله .. واستقبلوه بمنطق الإيمان بالله فصدقوا به سواء فهموه أم لم يفهموه .. لأن المؤمن يصدق كل ما يجئ من عند الله سواء عرف الحكمة أو لم يعلمها ..) الشيخ محمد متولي الشعرواي.
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ}: أما المؤمنون فيعلمون أن الله حق، لا يقول غير الحق، وأن هذا المثل من عند الله.
{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً}؟: وأما الذين كفروا فيتعجبون ويقولون: ماذا أراد الله من ضرب الأمثال بمثل هذه الأشياء الحقيرة؟
{يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا}: أي يضل بهذا المثل كثيراً من الكافرين لكفرهم فيزيد به، ويهدي به كثيراً من المؤمنين لتصديقهم به، فيزي أولئك ضلالة، وهؤلاء هدىً.
{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ}: أي ما يضل بهذا المثل أو بهذا القرآن إِلا الخارجين عن طاعة الله، الجاحدين بآياته.
{الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ}: أي ينقضون ما عهده إِليهم في الكتب السماوية، من الإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من بعد توكيده عليهم، أو ينقضون كل عهد وميثاق من الإِيمان بالله، والتصديق بالرسل، والعمل بالشرائع.
{وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}: من صلة الأرحام والقرابة، واللفظ عام في كل قطيعة لا يرضاها الله كقطع الصلة بين الأنبياء، وقطع الأرحام، وترك موالاة المؤمنين.{وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ}:بالمعاصي، والفتن، والمنع عن الإِيمان، وإِثارة الشبهات حول القرآن.
{أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}: أي أولئك المذكورون، الموصوفين بتلك الأوصاف القبيحة هم الخاسرون لأنهم استبدلوا الضلالة بالهدى، والعذاب بالمغفرة، فصاروا إِلى النار المؤبدة.
( أن الفاسقين هم المبتعدون عن منهج الله. وأراد الحق أن يبين لنا صفات الفاسقين. فحددها في ثلاث صفات .. أولا: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه .. ثانيا: الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل. ثالثا: الذين يفسدون في الأرض. ثم حدد لنا الحق تبارك وتعالى حكمهم فقال: أولئك هم الخاسرون. والخسران أن الذي وصلوا إليه هو من عملهم. لأنهم تركوا المنهج وبدأوا يشرعون لأنفسهم بهوى النفس. ولذلك يقول الحق جل جلاله عنهم:
{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين "16" }
(سورة البقرة)
إذن هم الذين اختاروا، وهم الذين اشتروا الضلالة ودفعوا ثمنها من هدى الله. فكأنهم عقدوا صفقة خاسرة. لأن هدى الله هو الذي يقودنا إلي الحياة الخالدة والنعيم الذي لا يزول. والحق سبحانه وتعالى يعطينا الصورة في قوله تعالى:
{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم "111" }
(سورة التوبة) الشيخ: محمد متولي الشعراوي.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 02:00 AM
( 7 )
من مظاهر قدرة الله تعالى
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(28)هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(29)}.
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ}:استفهام للتوبيخ والإِنكار، والمعنى كيف تجحدون الخالق، وتنكرون الصانع
{وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا}: أي وقد كنتم في العدم نُطفاً في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات
{فَأَحْيَاكُمْ}: أي أخرجكم إِلى الدنيا
{ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}: عند انقضاء الآجال
{ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} بالبعث من القبور
{ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} للحساب والجزاء يوم النشور.
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}: أي خلق لكم الأرض وما فيها لتنتفعوا بكل ما فيها، وتعتبروا بأن الله هو الخالق الرازق
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}: أي ثم وجّه إرادته إلى السماء
{فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}: أي صيّرهن وقضاهن سبع سماوات محكمة البناء وذلك دليل القدرة الباهرة
{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}: أي وهو عالم بكل ما خلق وذرأ، أفلا تعتبرون بأن القادر على خلق ذلك - وهي أعظم منكم - قادر على إعادتكم؟! بلى إنه على كل شيء قدير.
(كيف في اللغة للسؤال عن الحال. والحق سبحانه وتعالى أوردها في هذه الآية الكريمة ليس بغرض الاستفهام، ولكن لطلب تفسير أمر عجيب ما كان يجب أن يحدث. وبعد كل ما رواه الحق سبحانه وتعالى في آيات سابقة من أدلة دامغة عن خلق السماوات والأرض وخلق الناس .. أدلة لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يخطئها .. فكيف بعد هذه الأدلة الواضحة تكفرون بالله؟ .. كفركم لا حجة لكم فيه ولا منطق .. والسؤال يكون مرة للتوبيخ .. كأن تقول لرجل كيف تسب أباك؟ أو للتعجب من شيء قد فعله وما كان يجب أن يفعله .. وكلاهما متلاقيان. سواء كان القصد التوبيخ أو التعجب فالقصد واحد .. فهذا ما كان يجب أن يصح منك. ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى بأدلة أخرى لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يكذب بها .. فيقول جل جلاله: "وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم".
وهكذا ينتقل الكلام إلي أصل الحياة والموت. فبعد أن بين الحق سبحانه وتعالى .. ماذا يفعل الكافرون الفاسقون والمنافقون من إفساد في الأرض .. وقطع لما أمر الله سبحانه وتعالى به أن يوصل .. صعد الجدل إلي حديث عن الحياة والموت. وقوله تعالى "كنتم أمواتا فأحياكم" قضية لا تحتمل الجدل .. ربما استطاعوا المجادلة في مساءلة عدم اتباع المنهج، أو قطع ما أمر الله به أن يوصل .. ولكن قضية الحياة والموت لا يمكن لأحد أن يجادل فيها. فالله سبحانه وتعالى خلقنا من عدم .. ولم يدع أحد قط أنه خلق الناس أو خلق نفسه .. وعندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للناس أن الذي خلقكم هو الله .. لم يستطع أحد أن يكذبه ولن يستطيع .. ذلك أننا كنا فعلا غير موجودين في الدنيا .. والله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدنا وأعطانا الحياة..
وقوله تعالى: "ثم يميتكم" .. فإن أحدا لا يشك في أنه سيموت .. الموت مقدر على الناس جميعا .. والخلق من العدم واقع بالدليل .. والموت واقع بالحس والمشاهدة .. إن قضية الموت هي سبيلنا لمواجهة أي ملحد .. فإن قالوا إن العقل كاف لإدارة الحياة .. وأنه لا يوجد شيء اسمه غيب .. قلنا: الذي تحكم في الخلق إيجادا، هو الذي يتحكم فيه موتا .. والحياة الدنيا هي مرحلة بين قوسين .. القوس الأول هو أن الله يخلقنا ويوجدنا .. وتمضي رحلة الحياة إلي القوس الثاني .. الذي تخمد فيه بشريتنا وتتوقف حياتنا وهو الموت. أي أننا في رحلة الحياة من الله وإليه .. إذن فحركة الحياة الدنيا هي بداية من الله بالحق ونهاية بالموت..
إنهم عندما تحدثوا عن أطفال الأنابيب .. وهي عملية لعلاج العقم أكثر من أي شيء آخر .. ولكنهم صوروها تصويرا جاهليا .. وكل ما يحدث أنهم يأخذون بويضة من رحم الأم التي يكون المهبل عندها مسدودا أو لا يسمح بالتلقيح الطبيعي .. يأخذون هذه البويضة من رحم الأم .. ويخصبونها بالحيوانات المنوية للزوج .. ثم يزرعونها في رحم الأم. إنهم أخذوا من خلق الله وهي بويضة الأم والحيوان المنوي من الرجل .. وكل ما يفعلونه هو عملية التلقيح ومع ذلك يسمونه أطفال الأنابيب .. كأن الأنبوبة يمكن أن تخلق طفلا!! والحقيقة غير ذلك .. فبويضة الأم، والحيوان المنوي للرجل هما من خلق الله .. وهم لم يخلقوا شيئا .. أننا نقول لهم: إذا كنتم تملكون الموت والحياة فامنعوا إنسانا واحدا أن يموت .. بدلا من إنفاق ألوف الجنيهات في معالجة عقم قد ينجح أو لا ينجح .. ابقوا واحدا على قيد الحياة .. ولن يستطيعوا..
إن الموت أمر حسي مشاهد .. ولذلك فمن رحمة الله بالعقل البشري بالنسبة للأحداث الغيبية أن الله سبحانه وتعالى قربها لنا بشيء مشاهد .. كيف؟ .. عندما ينظر الإنسان إلي نفسه وهو حي .. لا يعرف كيف أحياه الله وكيف خلقه .. الله سبحانه وتعالى ذكر لنا غيب الخلق في القرآن الكريم فقال جل جلاله أنه خلق الإنسان من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون ثم نفخ فيه من روحه..
واقرأ قول الحق سبحانه:
{إن كنتم في ريبٍ من البعث فإنا خلقناكم من تراب }
(من الآية 5 سورة الحج)
وقوله تعالى:
{ولقد خلقنا الإنسان من سلسلةٍ من طين "12" }
(سورة المؤمنون)
وقوله تعالى:
{إنا خلقناهم من طينٍ لازب }
(من الآية 11 سورة الصافات)
وقوله تعالى:
{ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ من حمأٍ مسنونٍ "26" }
(سورة الحجر)
وقوله تعالى:
{فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين "72" }
(سورة ص) الشيخ محمد متولي الشعرواي
سالم علي الجرو
09-16-2007, 02:12 AM
( 8 )استخلاف الإنسان في الأرض وتعليمه اللغات[/COLOR]{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ(30)وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(31)قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32)قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(33)}.
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ}: أي اذكر يا محمد حين قال ربك للملائكة واقصص على قومك ذلك
{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}: أي خالق في الأرض ومتخذ فيها خليفة يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم، أو قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل.
(الحق سبحانه وتعالى يريد أن يعرفنا كيف بدأ الخلق. وقصة عداوة إبليس لآدم وذريته .. فتكلم الله سبحانه وتعالى عن أول البشر. عرفنا اسمه. وهو آدم عليه السلام. وتكلم عن المادة التي خلق منها. وتكلم عن المنهج الذي وضعه لآدم. وحدثنا عن النقاش الذي دار مع الملائكة. كما أخبرنا بأن آدم سيكون خليفة في الأرض. وأنه علمه الأسماء كلها ليقود حركة حياته. وعلمنا منطق علم الأشياء. وعلم مسمياتها. وحدثنا عن الحوار الذي حدث بين إبليس أمام ربه حينما أبى السجود. وبين لنا حجة إبليس في الامتناع عن السجود، وخطة إبليس ومدخله إلي قلوب المؤمنين بالإغواء والوسوسة وغير ذلك. إذن فهناك أشياء كثيرة تتعرض لها قصة آدم، ولو أن بشرا يريد أن يؤرخ لآدم ما استطاع أن يأتي بكل هذه اللقطات. ولكن الحق سبحانه وتعالى جعل كل لقطة تأتي للتثبيت.
والآية الكريمة التي نحن بصددها لم تأت في الأعراف ولا في الحجر ولا في الإسراء ولا في الكهف ولا في طه. وبهذا نعرف أنه ليس هناك تكرار .. فالله سبحانه وتعالى أخبر ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة. هنا لابد لنا من وقفة. أخلق آدم كفرد. أم خلقه الله وكل ذريته مطمورة فيه إلي يوم القيامة، إذا قرأنا القرآن الكريم نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول:
{[COLOR="Red"]ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} (من الآية 11 سورة الأعراف)
الخطاب هنا للجميع. لآدم وذريته. فكأنه سبحانه وتعالى يشير إلي أن الأصل الأول للخلق آدم، وهو مطمور فيه صفات المخلوقين من ذريته إلي أن تقوم الساعة وراثة. أي أنه ساعة خلق آدم .. كان فيه الذرات التي سيأخذ منها الخلق كله. هذا عن هذا .. حتى قيام الساعة. ولقد قلت إن كل واحد منا فيه ذرة أو جزئ من آدم، فأولاد آدم أخذوا منه والجيل الذي بعدهم أخذ من الميكروب الحي الذي أودعه آدم في أولاده. والذين بعدهم أخذوا أيضا من الجزيء الحي الذي خلق في الأصل مع آدم. وكذلك الذين بعدهم. والذين بعدهم. والحياة لابد أن تكون حلقة متصلة. كل منا يأخذ من الذي قبله ويعطي الذي بعده. ولو كان هناك حلقة مفقودة. لتوقفت الحياة. كأن يموت الرجل قبل أن يتزوج. فلا تكون له ذرية من بعده. تتوقف حلقة الحياة. فكون حلقة الحياة مستمرة. دليل أنها حياة متصلة. لم تتوقف. ومادامت الحياة من عهد آدم إلي يومنا هذا متصلة. فلابد أن يكون في كل منا ذرة من آدم الذي هو بداية الحياة وأصلها. وانتقلت بعده الحياة في حلقات متصلة إلي يومنا هذا وستظل إلي يوم القيامة.
فأنا الآن حي. لأنني نشأت من ميكروب حي من أبي. وأبي أخذ حياته من ميكروب حي من أبيه. وهكذا حتى تصل إلي آدم، إذن فأنت مخلوق من جزيء حي فيه الحياة لم تتوقف منذ آدم إلي يومنا هذا. ولو توقفت لما كان لك وجود. إذن فحياة الذين يعيشون الآن موصولة بآدم. لم يطرأ عليها موت. والذين سيعيشون وقت قيام الساعة حياتهم أيضا موصولة بآدم أول الخلق. والحق سبحانه وتعالى. حين أمر الملائكة بالسجود لآدم. فإنهم سجدوا لآدم ولذريته إلي أن تقوم الساعة. وذرية آدم كانت مطمورة في ظهره. وشهدت الخلق الأول. إذن فقول الحق سبحانه وتعالى: "لقد خلقناكم ثم صورناكم" فيه جزئية جديدة لقصة الخلق.
وقوله تعالى: "وإذا قال ربك للملائكة" أي أن الله سبحانه وتعالى يطلب من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أن يقول أنه عند خلق آدم. خلقه خليفة في الأرض. والكلام هنا لا يعني أن الله سبحانه وتعالى يستشير أحدا في الخلق. بدليل أنه قال "أني جاعل" إذن فهو أمر مفروغ منه. ولكنه إعلام للملائكة .. والله سبحانه وتعالى. عندما يحدث الملائكة عن ذلك فلأن لهم مع آدم مهمة. فهناك المدبرات أمرا. والحفظة الكرام. وغيرهم من الملائكة الذين سيكلفهم الحق سبحانه وتعالى بمهام متعددة تتصل بحياة هذا المخلوق الجديد. فكان الإعلام. لأن للملائكة عملا مع هذا الخليفة.
قد يقول بعض الناس. أن حياة الإنسان على الأرض تخضع لقوانين ونواميس نقول ما يدريك أن وراء كل ناموس ملكا؟ ولكن هذا الخليفة سيخلف من؟ قد يخلف بعضه بعضا. في هذه الحالة يكون هنا إعلام من الله بأن كل إنسان سيموت ويخلفه غيره. فلو كانوا جميعا سيعيشون ما خلف بعضهم بعضا. وقد يكون الإنسان خليفة لجنس آخر. ولكن الله سبحانه وتعالى .. نفى أن يخلف الإنسان جنسا آخر. واقرأ قوله جل جلاله:
{... إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ "19" وما ذلك على الله بعزيز "20" }
(سورة إبراهيم)
{قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا}: أي قالوا على سبيل التعجب والاستعلام: كيف تستخلف هؤلاء، وفيهم من يفسد في الأرض بالمعاصي
{وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}: أي يريق الدماء بالبغي والاعتداء!!
{وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}: أي ننزهك عما لا يليق بك متلبسين بحمدك {وَنُقَدِّسُ لَكَ} أي نعظّم أمرك ونطهّر ذكرك مما نسبه إِليك الملحدون
{قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}: أي أعلم من المصالح ما هو خفيٌ عليكم، ولي حكمة في خلق الخليقة لا تعلمونها.
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}: أي أسماء المسمّيات كلها، قال ابن عباس: علّمه اسم كل شيء .
{ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ}: أي عرض المسميات على الملائكة وسألهم على سبيل التبكيت.
{فَقَالَ أَنْبِئُونِي}: أي أخبروني.
{بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء}: أي بأسماء هذه المخلوقات التي ترونها.
{إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}: أي في زعمكم أنكم أحق بالخلافة ممن استخلفته.
والحاصل أن الله تعالى أظهر فضل آدم للملائكة بتعليمه ما لم تعلمه الملائكة، وخصّه بالمعرفة التامة دونهم، من معرفة الأسماء والأشياء، والأجناس، واللغات، ولهذا اعترفوا بالعجز والقصور
{قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا}: أي ننزهك يا الله عن النقص ونحن لا علم لنا إِلا ما علمتنا إِياه
{إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ}: أي الذي لا تخفى عليه خافية
{الْحَكِيمُ} الذي لا يفعل إِلا ما تقتضيه الحكمة.
{قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}: أي أعلمهم بالأسماء التي عجزوا عن علمها، واعترفوا بتقاصر هممهم عن بلوغ مرتبتها
{فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}: أي أخبرهم بكل الأشياء، وسمَّى كل شيء باسمه، وذكر حكمته التي خلق لها
{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}: أي قال تعالى للملائكة: ألم أنبئكم بأني أعلم ما غاب في السموات والأرض عنكم
{وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ}: أي ما تظهرون
{وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}: أي تسرون من دعواكم أن الله لا يخلق خلقاً أفضل منكم. وروي أنه تعالى لما خلق آدم عليه السلام رأت الملائكة فطرته العجيبة، وقالوا: ليكن ما شاء فلن يخلق ربنا خلقاً إِلا كنا أكرم عليه منه.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 02:23 AM
( 9 )
تكريم اللهِ آدمَ بسجود الملائكة له
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِن الْكَافِرِينَ(34)}
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ}: أي اذكر يا محمد لقومك حين قلنا للملائكة
{اسْجُدُوا لآدَمَ}: أي سجود تحية وتعظيم لا سجود عبادة
{فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ}: أي سجدوا جميعاً له غير إبليس
{أَبَى وَاسْتَكْبَرَ}: أي امتنع مما أمر به وتكبر عنه
{وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ}: أي صار بإبائه واستكباره من الكافرين حيث استقبح أمر الله بالسجود لآدم.
(أصدر الله تعالى أمره للملائكة ليسجدوا لآدم. وهذه القضية أخذت جدلا طويلا. قال بعض الناس: كيف يسجد الملائكة لغير الله؟ والسجود لله وحده. وقال آخرون: هل معنى سجود الملائكة لآدم أنهم عبدوه؟ وقالت فئة أخرى: السجود لغير الله لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف. نقول لهؤلاء: أنكم لم تدركوا المعنى، فالله سبحانه وتعالى بعد أن ميز آدم على الملائكة بعلم الأسماء .. طلب منهم أن يسجدوا لآدم، وهنا لابد أن نعرف أن السجود لآدم .. هو إطاعة لأمر الله .. وليست عبادة لآدم. فالله سبحانه وتعالى هو الذي أمر الملائكة بالسجود. ولم يأمرهم بذلك آدم. ولا يحق له أن يأمرهم. فالأمر بالسجود هنا من الله سبحانه وتعالى، من أطاعه كان عابدا. ومن لم يطعه كان عاصيا. ومن رد الأمر على الأمر كان كافرا.
ولكي نفهم معنى العبادة نقول: أن العبادة هي طاعة أوامر الله. واجتناب نواهيه. فما قال لي الله: افعل. فإني افعل. وما قال: لا تفعل. فإنني لا افعل .. لأن العبادة هي طاعة مخلوق لخالقه في أوامره ونواهيه. ولذلك عندما نذهب إلي الحج فأننا نقبل الحجر الأسود في الكعبة، ونرجم الحجر الذي يمثل إبليس في منى. نقبل حجرا ونرجم حجرا .. هذا هو معنى عبادة الله واتباع منهجه. كما أمرنا نفعل. لا شيء مقدس عندنا .. إلا أمر الله ومنهجه. الملائكة هنا لم يسجدوا لآدم. ولكنهم سجدوا لأوامر الله بالسجود لآدم. وفرق كبير بين السجود لشيء، وبين السجود لأمر الله. السجود لأمر الله سبحانه وتعالى .. لا يعتبر خروجا على المنهج، لأن الأساس هو طاعة الله. وهل سجد كل الملائكة لآدم؟ لا. وإنما سجد لآدم الملائكة الذين لهم مهمة معه، وتلك المهمة قد أوضحها الله سبحانه وتعالى في قوله:
{وإن عليكم لحافظين "10" كراماً كاتبين "11" يعلمون ما تفعلون "12"}
(سورة الإفطار)
وقوله سبحانه:
{وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "18"}
(سورة ق)
وقوله سبحانه:
{فالمدبرات أمراً "5"}
(سورة النازعات)
إذن هناك من الملائكة من سيسجل على الإنسان أعماله. وكل قول يقوله وكل فعل يفعله. بل ويكتبون هذه الأفعال. ومنهم من يحفظه من الشياطين، ومنهم من ينفذ أقدار الله في الأرض. هؤلاء جميعا لهم مهمة مع الإنسان. ولكن الأمر بالسجود لم يشمل أولئك الملائكة العالين من حملة العرش وحراس السماء وغيرهم ممن ليست لهم مهمة مع الإنسان. ولذلك عندما رفض إبليس السجود. قال له الله تعالى:
{قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين "75"}
(سورة ص)
قوله تعالى .. كنت من العالين ـ أي أنك كنت من الملائكة العالين .. الذين لم يشملهم أمر السجود. إذن فأمر السجود لآدم .. كأمر الله لنا بالسجود إلي القبلة في الصلاة. فنحن لا نسجد للقبلة ذاتها .. ولكننا نسجد لأمر الله بالسجود إلي القبلة .. سجد الملائكة الذين شملهم أمر السجود لأمر الله سبحانه وتعالى .. ولكن إبليس رفض أن يسجد. وعصى أمر الله. بعض الناس يقولون: أن إبليس لم يكن من الذين أمرهم الله تعالى بالسجود لأن الأمر شمل الملائكة وحدهم .. وإبليس ليس ملكا. ولكنه من الجن. كما يروي لنا القرآن الكريم في قوله تعالى:
{إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه }
(من الآية 50 سورة الكهف)
ونقول: أن كون إبليس من الجن هو الذي جعله يعصي أمر الله بالسجود. فلو أن إبليس كان من الملائكة ـ وهم مقهورون على الطاعة ـ كان لابد أن يطيع أمر الله ويسجد. ولكن كونه من الجن الذين لهم اختيار في أن يطيعوا وأن يعصوا فذلك الذي مكنه أن يعصي أمر السجود. ولذلك فإن الذين يأخذون من الآية الكريمة أن إبليس كان من الجن. بأنه لم يشمله أمر السجود. نقول لهم: أن الحق سبحانه وتعالى قد اخبرنا عن جنس إبليس حتى نفهم من أي باب إلي المعصية دخل .. ذلك أنه دخل من باب الاختيار الممنوح للإنس والجن في الحياة الدنيا وحدها، ولو أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون إبليس مقهورا على الطاعة ما كان يستطيع أن يعصي. ولكن معصيته جاءت من أنه خلق مختارا .. والاختيار هو الباب الذي دخل منه إلي المعصية هذه حقيقة يجب أن نفهمها. ولذلك يرد الحق سبحانه وتعالى على كل من سيخطر بباله أن أمر السجود لم يشمل إبليس لكونه من الجن لقوله سبحانه وتعالى:
{قال ما منعك ألا تسجد إذا أمرتك}
(من الآية 12 سورة الأعراف)
وكان كفر إبليس وخلوده في النار أنه رد الأمر على الأمر. وقال:
{ءأسجد لمن خلقت طيناً}
(من الآية 61 سورة الإسراء)
وقد كان وجود إبليس مع الأعلى منه وهم الملائكة. مبررا اكبر للسجود. فمادام قد صدر الأمر إلي الأعلى بالسجود فإنه ينطبق على الأدنى. وقد كان إبليس كما جاء في الأثر يسمى طاووس الملائكة .. وكان يزهو بخيلاء بينهم .. وهذه الخيلاء أو الكبر هو الذي جعله يقع في المعصية، ولأن إبليس خلق مختارا. فقد كان مزهوا باختياره لطاعة الله .. قبل أن يقوده غروره إلي الكفر والمعصية. ولذلك لم يكد يصدر الأمر من الله بالسجود لآدم. حتى امتنع إبليس تكبرا منه .. ولم يجاهد نفسه على طاعة الله .. فمعصية إبليس هي معصية في القمة. لأنه رد الأمر على الآمر وظن أنه خير من آدم .. ولم يلتزم بطاعة الله، ومضى غروره يقوده من معصية إلي أخرى. فطرده الله من رحمته وجعله رجيما. ولما عرف إبليس أنه طرد من رحمة الله طلب من الله سبحانه وتعالى أن يبقيه إلي يوم الدين، وأقسم إبليس بعزة الله أن يغري بني آدم .. حدد الأماكن التي يأتي منها الإغواء. فقال:
{ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين "17"}
(سورة الأعراف)
نلاحظ هنا أن الجهات بالنسبة للإنسان ستة. اليمين والشمال. والأمام والخلف وأعلى وأسفل، ولكن إبليس لم يذكر إلا أربعة فقط. أما الجهتان الأخيرتان وهما الأعلى والأسف. فلا يستطيع إبليس أن يقترب منهما. أما الأسفل فهو مكان السجود والخضوع لله. وأما الأعلى فهو مكان صعود الصلاة والدعاء. وهذان المكانان لا يستطيع إبليس أن يقترب منهما. وهكذا نرى أن إبليس لم يمتنع عن السجود فقط. وإنما رد الأمر على الآمر. وهذا أول الكفر. ثم بعد ذلك مضى في غيه فتوعد آدم وذريته بأن يضلهم عن سبيل الله ). الشيخ: محمد متولّي الشعراواي
سالم علي الجرو
09-16-2007, 02:39 AM
( 10 )
قصة آدم وحواء في الجنة
{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ(35)فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36)فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(38)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(39)}
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}: أي اسكن في جنة الخلد مع زوجك حواء
{وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا}: أي كلا من ثمار الجنة أكلاً رغداً واسعاً
{حَيْثُ شِئْتُمَا}: أي من أي مكان في الجنة أردتما الأكل فيه
{وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}: أي لا تأكلا من هذه الشجرة، قال أبو عباس: هي الكرمة {فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ}: أي فتصيرا من الذين ظلموا أنفسهم بمعصية الله.
{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا}: أي أوقعهما في الزلة بسببها وأغواهما بالأكل منها. هذا إذا كان الضمير عائداً إلى الشجرة، أما إِذا كان عائداً إلى الجنة فيكون المعنى أبعدهما وحوّلهما من الجنة
{فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}: أي من نعيم الجنة.
(
بدأ الشيطان مهمته. مهمة عداوته الرهيبة لآدم وذريته. والحق سبحانه يقول: "فأزلهما الشيطان" أي أن الشيطان باشر مهمته فأوقعهما في الزلة وهي العثرة أو الكبوة. كيف حدث ذلك والله تعالى قد نصح آدم وزوجه ألا يتبعا الشيطان. وأبلغه أنه عدو لهما. في قوله تعالى:
{.. إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى "117" }
(سورة طه)
إذن فالعداوة معلنة ومسبقة. ولنفرض أنها غير معلنة. ألم يشهد آدم الموقف الذي عصى فيه إبليس أمر الله ولم يسجد لآدم؟ ألم يعرف مدى تكبر إبليس عليه. في قوله "أنا خير منه" وقوله "أأسجد لمن خلقت طينا" كل هذا كان ينبغي أن ينبه آدم إلي أن إبليس لن يأتي له بخير أبدا. والحق سبحانه وتعالى لم يكتف بالدلالات الطبيعية التي نشأت عن موقف إبليس في رفضه السجود. بل أخبر آدم أن الشيطان عدو له ولزوجه .. يقول الحق سبحانه وتعالى: "فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه" من ماذا أخرجهما؟ من العيش الرغيد. واسع النعمة في الجنة. ومن الهدوء والاطمئنان في أن رزقهما يأتيهما بلا تعب. ولذلك سيأتي الحق في آية أخرى ويقول: "فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى" وهنا لابد أن نتساءل: لماذا لم يقل فتشقيا؟
أن هذه لفتة من الحق سبحانه وتعالى .. إلي مهمة المرأة ومهمة الرجل في الحياة فمهمة المرأة أن تكون سكنا لزوجها عندما يعود إلي بيته. تذهب تعبه وشقاءه. أما مهمة الرجل فهي العمل حتى يوفر الطعام والمسكن لزوجته وأولاده. والعمل تعب وحركة. وهكذا لفتنا الحق تبارك وتعالى إلي أن مهمة الرجل أن يكدح ويشقى. ثم يأتي إلي أهله فتكون السكينة والراحة والاطمئنان. إذا كانت هذه هي الحقيقة. فلماذا يأتي العالم ليغير هذا النظام؟ نقول أن العالم هو الذي يتعب نفسه. ويتعب الدنيا. فعمل المرأة شقاء لها. فمهمتها هي البيت. وليس عندها وقت لأي شيء آخر. فإذا عملت فذلك على حساب أولادها وبيتها وزوجها .. ومن هنا ينشأ الشقاء في المجتمع. فيضيع الأولاد. ويهرب الزوج إلي مكان فيه امرأة تعطيه السكن الذي يحتاج إليه. وينتهي المجتمع إلي فوضى..
وكان يجب على آدم أن يتنبه إلي أن إبليس يعتبره السبب في طرده من رحمة الله. فلا يقبل منه نصيحة ولا كلاما ويحتاط .. كيف أزل الشيطان آدم وزوجه؟ لقد شرح الله سبحانه وتعالى لنا هذا ولكن ليس في سورة البقرة وإنما في آية أخرى .. فقال تعالى:
{فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين "20"}
(سورة الأعراف)
إذن فإبليس قال كاذبا أن من يأكل من هذه الشجرة يصبح ملكا. ويصبح خالدا لا يموت .. ووسوسة الشيطان تتم بكلام كاذب لتزيين المعصية، والشيطان لا يهمه أي معصية ارتكبت. وإنما يريدك عاصيا على أي وجه. ولكن النفس عندما توسوس لك بالمعصية، تريد شيئا بذاته. وهذا هو الفرق بين وسوسة الشيطان. ووسوسة النفس. فالشيطان يريدك عاصيا بأي ذنب. فإن امتنعت في ناحية أتاك من ناحية أخرى. فقد قال لآدم: هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى" ولكن هذه المحاولة لم تفلح. فقال لهما: "ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين" وفات على آدم أنه لو كان هذا صحيحا .. لأكل إبليس من الشجرة .. ولم يطلب من الحق سبحانه وتعالى أن يمهله إلي يوم الدين .. ما الذي اسقط آدم في المعصية؟ أنها الغفلة أو النسيان. والحق سبحانه وتعالى يقول:
{ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزماً "115" }
(سورة طه)
وهل النسيان معصية. حتى يقول الحق سبحانه وتعالى:
{وعصى آدم ربه فغوى}
(من الآية 121 سورة طه)
نعم النسيان كان معصية في الأمم السابقة. لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" ونسى وعصى. وتؤدي معنى واحدا .. وقوله تعالى:
{قال اهبطوا بعضكم لبعٍض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين "24"}
(سورة الأعراف)
هذا الهبوط هو بداية نزول الإنسان إلي الأرض ليباشر مهمته في الدنيا. ومادام الحق سبحانه وتعالى قال: "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين". فهي إذن حياة موقوته على قدر وقتها، وعلى قدر حجمها .. والذين يقولون بأنه لابد من وجود بشر نسميه مخلصا. ليفدي العالم بصلبه أو بغير ذلك من الخطيئة التي ارتكبها آدم. نقول له: أنك لم تفهم عن الله شيئا، لأن القصة هي هنا خطأ قد حدث وصوب. وفرق بين الخطأ والخطيئة. فالخطأ يصوب. ولكن الخطيئة يعاقب عليها. وآدم أخطأ وصوب الله له. وتلقى من ربه كلمات فتاب عليه. إذن لا توجد خطيئة بعد أن علمه الله التوبة وتاب إلي الله. ثم ماذا فعل آدم. حتى نقول تخلص العالم من خطيئة آدم. أنه أكل من الشجرة. وهل خطايا العالم كلها أكل؟!
من الذين أوجد القتل وسفك الدماء، والزنا والاغتصاب والنميمة والغيبة؟ لو أن كلامهم صحيح لكان لابد ألا توجد خطيئة على الأرض مادام قد وجد المخلص الذي فدى العالم من الخطيئة. ولكن الخطيئة باقية. ومن الذي قال أن الخطيئة تورث. حتى يرث العالم كله خطيئة آدم؟!. والله سبحانه وتعالى يقول: "ولا تزر وازرة وزر أخرى".. وقول الحق سبحانه وتعالى "وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو" العداوة هنا بين الشيطان والإنسان. والعداوة أيضا بين شياطين الإنس والمؤمنين، هذه العداوة التي تؤدي بنا إلي نشاط وتنبه. فالمستشرقون يعادون الإسلام. ولكن معاداتهم هذه تعطينا نشاطا لكي نبحث ونطلع حتى نرد عليها. وجنود الشيطان من الإنس يعادون المؤمنين. وعداواتهم هذه تعطينا مناعة ألا نخطئ ولا نغفل. فأنت مادام لك عدو .. فحاول أن تتفوق عليه بكل السبل.
ولعل الحضارة الإنسانية لا ترتقي بسرعة قدر ارتقائها وقت الحروب. ففيها يحاول كل خصم أن يتغلب على خصمه. وتجند كل القوى للتفوق علميا على الدول الأخرى. هذه الارتقاءات والاختراعات. قد تكون للتدمير والقتل. ولكن بعد أن تنتهي الحرب توجه إلي ارتقاءات الإنسان في الأرض. فتفتيت الذرة وصلوا إليه في الحروب. والصواريخ التي وصل الإنسان بها إلي القمر كانت نتيجة حرب، والارتقاءات العلمية المختلفة التي تمت في أمريكا والاتحاد السوفيتي كان أساسها عداء كل معسكر للآخر.
وقوله تعالى "اهبطوا بعضكم لبعض عدو" .. الهبوط قد يكون من مكان أعلى إلي مكان أسفل. وقد يكون لهبوط معنويا. بأن تقول هذا الإنسان هبط في نظري منذ فعل كذا. هو لم يهبط من مكان أعلى إلي مكان أسفل. ولكنه هبط في قيمته. والمسافات لا تعني قربا أو بعدا. فقد يكون إنسان يجلس إلي جوارك وأنت بعيد عنه لا تحس به. وقد يكون هناك إنسان بعيد عنك بمئات الأميال ولكنه قريب إلي قلبك أكثر من ذلك الجالس إلي جوارك. وسواء كان الهبوط ماديا أو معنويا. فإنه حدث ليباشر آدم مهمته على الأرض .. والعداوة بين الإيمان والكفر مستمرة.
وهكذا بعد معصية آدم. وهبط هو وحواء من الجنة ليمارسا حياتهما على الأرض .. وقوله تعالى "اهبطوا" معناه أن آدم وحواء وإبليس هبطوا إلي الأرض بعد أن تمت التجربة الإيمانية. لقد بين الله تعالى لآدم عمليا أن إبليس عدو له. لا يريد له الخير. وأنه كاذب في كل ما يعد به الإنسان. وقد حدد الله الحياة الدنيا بأنها حياة موقوتة. قدراتها محدودة. ومتاعها محدود .. في قوله تعالى: "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين". أي لا أحد سيبقى في الأرض إلا بمقدار ما قدر الله له من عمر ثم يموت. وبهذا حذر الله آدم وذريته من أن يتخذوا من الحياة هدفاً لأن متاعها قليل، وأمدها قصير ).
{وَقُلْنَا اهْبِطُوا}: أي اهبطوا من الجنة إلى الأرض والخطاب لآدم وحواء وإبليس
{بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}: أي الشيطان عدوّ لكم فكونوا أعداء له كقوله {إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}.
{وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ}: أي لكم في الدنيا موضع استقرار بالإقامة فيها {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} أي تمتع بنعيمها إلى وقت انقضاء آجالكم.
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}: أي استقبل آدم دعواتٍ من ربه ألهمه إياها فدعاه بها وهذه الكلمات مفسّرة في موطن آخر في سورة الأعراف {قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا} الآية
{فَتَابَ عَلَيْهِ}: أي قَبِل ربه توبته
{إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}: أي إن الله كثير القبول للتوبة، واسع الرحمة للعباد.
{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا}: كرر الأمر بالهبوط للتأكيد ولبيان أنَّ إقامة آدم وذريته في الأرض لا في الجنة
{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى}: أي رسول أبعثه لكم، وكتاب أنزله عليكم
{فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}: أي من آمن بي وعمل بطاعتي
{فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}: أي لا ينالهم خوف ولا حزن في الآخرة
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}: أي جحدوا بما أنزلت وبما أرسلت.
{أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: أي هم مخلدون في الجحيم أعاذنا الله منها.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 03:27 AM
( 11 )
ما طلب الله من بني إسرائيل
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(42)وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}.
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}: أي يا أولاد النبي الصالح يعقوب
{اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}: اذكروا ما أنعمت به عليكم وعلى آبائكم من نعم لا تعد ولا تحصى
{وَأَوْفُوا بِعَهْدِي}: أي أدّوا ما عاهدتموني عليه من الإِيمان والطاعة
{أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}: بما عاهدتكم عليه من حسن الثواب {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}: أي اخشوني دون غيري.
"اذكروا نعمتي"
" (الذكر" هو الحفظ من النسيان، لأن روتين الحياة يجعلنا ننسى المسبب للنعم. فالشمس تطلع كل يوم. كم منا يتذكر أنها لا تطلع إلا بإذن الله فيشكره. والمطر ينزل كل فترة. من منا يتذكر أن المطر ينزله الله. فيشكره. فالذكر يكون باللسان وبالقلب. والله سبحانه وتعالى غيب مستور عنا. وعظمته أنه مستور. ولكن نعم الله سبحانه تدلنا عليه .. فبالذكر يكون في بالنا دائما. وبنعمه يكون ذكره وشكره دائما. والحق سبحانه وتعالى طلب من بني إسرائيل أن يذكروا النعمة التي أنعمها عليهم فقط. وكان يجب عليهم أن يطيعوا الله فيذكروا المنعم. لأن ذكر الله سبحانه وتعالى يجعلك في ركن ركين. لا يصل إليك مكروه ولا شر. إن ذكر الله المنعم يعطينا حركة الحياة في كل شيء. فذكر الله يوجد في القلوب الخشوع. ويقلل من المعاصي وينتفع الناس كل الناس به، ويجعل حركة الحياة مستقيمة. وحين يقول الحق سبحانه وتعالى. "اذكروا نعمتي" معناها اذكروني حتى بالنعمة التي أنعمت عليكم. وقوله تعالى: "وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم" العهد هو الميثاق. واقرأ قوله سبحانه وتعالى:
{ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزماً "115"}
(سورة طه)( إذا وفيت بالعهد أوفى الله. وإذا ذكرت الله ذكرك. وإذا نصرت الله نصرك .. والحديث القدسي يقول: وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وأن أتاني يمشي أتيته هرولة" وهكذا يريد الحق سبحانه وتعالى أن ينبهنا أن المفتاح في يدنا نحن. فإذا بدأنا بالطاعة. فإن عطاء الله بلا حدود. وإذا تقربنا إلي الله تقرب إلينا. وإذا بعدنا عنه نادانا. هذا هو إيمان الفطرة.
هل هذا هو العهد المقصود من الله سبحانه في قوله: "أوفوا بعهدي أوف بعهدكم" أو هو العهد الذي أخذه الله على الأنبياء ليبلغوا أقوامهم بأنهم إذا جاء رسول مصدق لما معهم فلابد أن يؤمنوا به وينصروه؟ فالحق سبحانه وتعالى أخذ على الأنبياء جميعا العهد لرسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. أو هو العهد الذي أخذه الله بواسطة موسى عليه السلام على علماء بني إسرائيل الذين تلقوا التوراة ولقنوها وكتبوها وحفظوها. عهد بألا يكتموا منها شيئا .. واقرأ قوله تعالى:
{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلاً فبئس ما يشترون "187"} (سورة آل عمران)
والهدف من هذا العهد. ألا يكتموا ما ورد عن الإسلام في التوراة. وألا يخفوا صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي جاءت بها .. والله سبحانه وتعالى قد أعطى صفات رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة وفي الإنجيل .. واقرأ قوله تعالى:
{ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين "89"} (سورة البقرة) الشيخ: محمد متولّي الشّعراوي.
{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ}: من القرآن العظيم
{مُصدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ}: أي من التوراة في أمور التوحيد والنبوة
{وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}: أي أول من كفر من أهل الكتاب فحقكم أن تكونوا أول من آمن
{ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً}: أي لا تستبدلوا بآياتي البينات التي أنزلتها عليكم حطام الدنيا الفانية
{وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} أي خافون دون غيري
{وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ}: أي لا تخلطوا الحق المنزل من الله بالباطل الذي تخترعونه، ولا تحرفوا ما في التوراة بالبهتان الذي تفترونه
{وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ}: أي ولا تخفوا ما في كتابكم من أوصاف محمد عليه الصلاة والسلام
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: أنه حق أو حال كونكم عالمين بضرر الكتمان.
{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}: أي أدوا ما وجب عليكم من الصلاة والزكاة، وصلوا مع المصلين بالجماعة، أو مع أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 10:22 AM
12 )
عرض لشيء من أخلاق اليهود السيئة
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ(44)وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ(45)الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(46)يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(47)وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ(48)}
سَبَبُ النّزول:
نزلت هذه الآية في بعض علماء اليهود، كانوا يقولون لأقربائهم الذين أسلموا: اثبتوا على دين محمد فإِنه حق، فكانوا يأمرون الناس بالإِيمان ولا يفعلونه.
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ}: أي أتدعون الناس إِلى الخير وإِلى الإِيمان بمحمد {وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ}: أي تتركونها فلا تؤمنون ولا تفعلون الخير
{وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}: أي حال كونكم تقرؤون التوراة وفيها صفة ونعت محمد عليه الصلاة والسلام
{أَفَلا تَعْقِلُونَ}: أي أفلا تفطنون وتفقهون أنّ ذلك قبيح فترجعون عنه؟!.
الخطاب في الآية لا ينطبق على اليهود فقط، بل على كل من سلك مسلكهم.
فالدين كلمة تقال وسلوك يفعل فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة، لأن من يراك تفعل ما تنهاه عنه يدرك أنك خادع وغشاش، ولذا قال الحق سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3].
فلا بد للقول من عمل وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أمر أصحابه بشيء إلا كان أسبقهم إليه، ولذا أمرنا الله تعالى باتخاذه قدوة فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
{وَاسْتَعِينُوا}: أي اطلبوا المعونة على أموركم كلها
{بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}: أي بتحمل ما يشق على النفس من تكاليف شرعية، وبالصلاة التي هي عماد الدين
{ وَإِنَّهَا}: أي الصلاة
{لَكَبِيرَةٌ}: أي شاقة وثقيلة
{إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ}: أي المتواضعين المستكينين الذين صفت نفوسهم لله {الَّذِينَ يَظُنُّونَ}: أي يعتقدون اعتقاداً جازماً لا يخالجه شك
{أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ}: أي سيلقون ربهم يوم البعث فيحاسبهم على أعمالهم {وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}: أي معادهم إِليه يوم الدين.
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}: بالشكر عليها بطاعتي {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ}: أي فضلت آباءكم
{عَلَى الْعَالَمِينَ}: أي عالمي زمانهم بإِرسال الرسل، وإِنزال الكتب، وجعلهم سادة وملوكاً، وتفضيل الآباء شرفٌ للأبناء.
{وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}: أي خافوا ذلك اليوم الرهيب الذي لا تقضي فيه نفسٌ عن أخرى شيئاً من الحقوق
{وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ}: أي لا تقبل شفاعة في نفس كافرة بالله أبداً
{وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}: أي لا يقبل منها فداء
{وَلا هُمْ يُنصَرُونَ}: أي ليس لهم من يمنعهم وينجيهم من عذاب الله.
هذه الآية وردت مرتين والصدد ذاته، ولكن الآية الأولى {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ}، والثانية {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ...} ولا تكرار في ذلك، لأن الأولى تتعلق بالنفس التي تريد أن تشفع لمن أسرف على نفسه فلا يقبل منها، ثم تطلب العدل وهو الفدية فلا يقبل منها، وأما الثانية فهي تخص النفس المسرفة، فتطلب العدل أولاً (ارجعنا نعمل صالحاً) فلا يقبل منها، ثم تبحث عن الشفعاء فلا تنفعها الشفاعة.
ما يستخلص من الآيات [44-48]:
1- الصدق مع الناس من الصفات الأساسية التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ومِنْ مقتضى هذا الصدق أن يكون قوله مطابقاً لفعله حتى يؤثر في الآخرين، ومَنْ خالف ذلك فهو ممقوت عند الله لقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3] خصوصاً إذا كان هذا المُخالِف مِنَ العلماء.
2- لا بد للطاعة من صبر، ولا بد لترك المعصية من صبر، وخير معين على ذلك الدخول على الله تعالى وطلب العون منه أثناء الصلاة بكل خضوع وتذلل وافتقار، لأن أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد في صلاته.
3- موازين الآخرة غير موازين الدنيا، فالمجرم في الدنيا يمكن تخليصه وتبرئته بالوساطة والشفاعات عند مَنْ لا يخافون الله تعالى، وأما في الآخرة فهو خاضع لقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ}، {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}.4- الشفاعة المرفوضة يوم القيامة هي شفاعة الكافرين، فقد أجمع المفسرون على أن المراد بقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ…} النفس الكافرة، لا كل نفس. أما المؤمنون فتنفعهم الشفاعة بإذن الله تعالى لقوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28]، وقوله: {وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23]، وقد وردت أحاديث كثيرة تفيد ذلك.
5- تفضيل بني إسرائيل على العالمين ليس على إطلاقه.
فمن حيث الزمان فهو مرتبط بفترة زمانية سابقة لالتزامهم بشرع الله تعالى {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}، وغضب عليهم ولعنهم.
ومن حيث الأشخاص، لا تقتضي هذه الأفضلية بأن يكون كل فرد منهم أفضل من كل فرد من غيرهم، فهو تفضيل من حيث الجملة لا من حيث التفصيل.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 10:37 AM
( 13 )
نِعَمُ الله العشر على بني إسرائيل
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ( 49)وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(50)وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ(51)ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(53)وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(54)}
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ}: أي اذكروا يا بني إسرائيل نعمتي عليكم حين نجيت آباءكم
{مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}: أي من بطش فرعون وأشياعه العتاة، والخطاب للأبناء المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم إِذ أنّ النعمة على الآباء نعمة على الأبناء
{يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ}: أي يولونكم ويذيقونكم أشد العذاب وأفظعه. والسوء هو المشتمل على ألوان شتى من العذاب كالجلد والأعمال الشاقة ونحوها.
{يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ}: أي يذبحون الذكور من الأولاد
{وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ}: أي يستبقون الإِناث على قيد الحياة للخدمة
{وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}: أي فيما ذكر من العذاب المهين من الذبح والاستحياء، محنة واختبارٌ عظيم لكم من الله تعالى بتسليطهم عليكم ليتميز البرُّ من الفاجر.
قوله تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} ورد في موضع آخر بـ {وإذ أنجيناكم من آل فرعون…}، وهناك فرق كبير بين كلمة "نَجَّى" وكلمة "أَنْجى"، فكلمة نَجّى تكون وقت نزول العذاب، وكلمة أَنْجى تمنع عنهم العذاب، الأولى للتخليص من العذاب والثانية لإبعاده نهائياً ففضل الله عليهم كان على مرحلتين: الأولى أنه خلّصهم من عذاب واقع عليهم، والثانية أبعدهم عن آل فرعون فخلّصهم منه نهائياً.
{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ}: أي اذكروا أيضاً إِذ فلقنا لكم البحر حتى ظهرت لكم الأرض اليابسة فمشيتم عليها
{فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ: أي نجّيناكم من الغرق وأغرقنا فرعون وقومه، وذلك أن موسى عليه السلام عندما رأى فرعون وجيشه يتّجهون إلى البحر ليعبروه أراد أن يضرب البحر ليعود إلى السيولة، فلا يلحق بهم آل فرعون، أوحى الله تعالى إليه: {وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ} أي اتركه كما هو حتى يتبعكم فرعون وجيشه ليهلكوا
{وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ}: أي وأنتم تشاهدون ذلك فقد كان آية باهرة من آيات الله في إِنجاء أوليائه وإِهلاك أعدائه.
وفرعون: لقب لكل مَنْ ملك مصر قبل البطالسة، مثل قيصر لملك الروم، وكسرى لملك الفرس، وتُبّع لملك اليمن، والنجاشي لملك الحبشة.
{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}: أي وعدنا موسى أن نعطيه التوراة بعد أربعين ليلة وكان ذلك بعد نجاتكم وإِهلاك فرعون
{ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ}: أي عبدتم العجل
{مِنْ بَعْدِهِ}: أي بعد غيبته عنكم حين ذهب لميقات ربه
{وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ}: أي معتدون في تلك العبادة ظالمون لأنفسكم.
{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ}: أي تجاوزنا عن تلك الجريمة الشنيعة
{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}: أي من بعد ذلك الاتخاذ المتناهي في القبح
{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أي لكي تشكروا نعمة الله عليكم وتستمروا بعد ذلك على الطاعة.
{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ}: أي واذكروا نعمتي أيضاً حين أعطيت موسى التوراة الفارقة بين الحق والباطل وأيدته بالمعجزات
{لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}: أي لكي تهتدوا بالتدبر فيها والعمل بما فيها من أحكام.
والكتاب: هو التوراة. وأمّا الفرقان: فقد اختلفوا في تفسيره، فقيل هو مرادف للكتاب من باب التأكيد، وقيل هي الأشياء التي يُفَرق الله بها بين الحق والباطل ولقد عَلَّمها الحق تعالى لموسى عليه السلام، وتطلق هذه الكلمة على كل ما يُفَرق بين الحق والباطل ولذلك سمى الله يوم بدر بقوله: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}.
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ}: أي واذكروا حين قال موسى لقومه بعدما رجع من الموعد الذي وعده ربه فرآهم قد عبدوا العجل يا قوم لقد ظلمتم أنفسكم
{بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}: أي بعبادتكم للعجل
{فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ}: أي توبوا إِلى من خلقكم بريئاً من العيب والنقصان {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ} أي ليقتل البريء منكم المجرم
{ذَلِكُمْ} أي القتل
{خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}: أي رضاكم بحكم الله ونزولكم عند أمره خير لكم عند الخالق العظيم
{فَتَابَ عَلَيْكُمْ}: أي قبل توبتكم
{إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}: أي عظيم المغفرة واسع التوبة.
وقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ} جزاء لها على عبادة غير الله، فكان تكفير الذنب أن ترد هذه النفس إلى بارئها بالقتل، وقد أوقفهم موسى عليه السلام صفوفاً وأمر الذين لم يعبدوا العجل بقتل الذين عبدوا العجل وعندما قتل منهم قرابة سبعين ألفاً استصرخ موسى وهارون ربهما وقالا: "البكية البكية، أي: أبكوا عسى أن يعفوا الله عنهم، ووقفوا يبكون أمام حائط المبكى فرحمهم الله.
ما يستخلص من الآيات [49-54]:
1- لكل ظالم متكبر نهاية وخيمة، ففرعون كان هلاكه بالإغراق، وقارون بالخسف وغيرها بشتى أنواع البلاء الذي ذكره القرآن {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} الذين جاؤوا من بعدهم إلى يوم القيامة.
ولكل مستضعف مظلوم فرج قريب ونصر محقق طال الزمن أو قصر، كما جاء في الحديث القدسي: "وعزتي وجلال لأنصرنك ولو بعد حين".
2- نصرة المظلوم على عدوه نعمة إلهية تستوجب الشكر، ولذا اتخذ بنو إسرائيل يوم عاشوراء الذي أنجاه الله فيه من الغرق عيداً يتقربون فيه إلى الله بالصيام، وعندما قدم رسول الله صلى اللهعليه وسلم المدينة ووجدهم على ذلك، قال لهم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه بصيامه [رواه مسلم]. وقال الترمذي: وروي عن ابن عباس أنه قال: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود"، واحتج بهذا الحديث الشافعي وأحمد وإسحاق.
والشكر هو: الاجتهاد في بذل الطاعة مع الاجتناب للمعصية في السر والعلانية، كما قال سهل بن عبيد الله.
3- المبادرة إلى التوبة هي السبيل إلى التخلص من المعصية، والله جل جلاله {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ} [غافر: 3]، بل إنه تعالى يغفر جميع الذنوب {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53].4- الصبر هو مفتاح الفرج، قال القشيري: من صبر في الله على قضاء الله عوضه الله صحبة أوليائه، هؤلاء بنو إسرائيل صبروا على مقاساة الضر من فرعون وقومه فجعل منهم أنبياء وجعل منهم ملوكاً وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين [البحر المحيط 1/194].
إلا أن الصبر لا يعني أبداً الرضا بالضيح، فالمسلم لا يعرف الذل والخنوع، بل عليه أن يقاوم الظلم والاستبداد بالوسائل التي شرعها الله له {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.
5- إن الله تعالى ذكر لنا في هذه الآيات طريقة تخلص بني إسرائيل من أوزارهم بالقتل ليظهر عظيم فضله على هذه الأمة المحمدية حيث إنه تعالى خَفَّف عنها ووضع عنها الأغلال التي كانت على الأمم السابقة، قال تعالى في وصف نبيه عليه الصلاة والسلام: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157] استجابة لدعاء عباده الذي علمهم إياه في سورة البقرة {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286].فمن ارتكب من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وِزْراً لا يتعلق بحقوق الآخرين أجزأته التوبة النصوح بينه وبين الله تعالى.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 11:09 AM
( 14 )
تتمة النِّعَم العشر على بني إسرائيل
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(55)ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(56)وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(57)وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(58)فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59)وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(60)}
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى}: أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين خرجتم مع موسى لتعتذروا إِلى الله من عبادة العجل فقلتم:
{ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ}: أي لن نصدّق لك بأنَّك رسول من عند الله.
{حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}: أي حتى نرى الله علانية.
وسؤالهم رؤية الله جهرة، هو سؤال عناد وحماقة، لأن الله تعالى فوق المادة، {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103].
{فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ}: أي أرسل الله عليهم ناراً من السماء فأحرقهم
{وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ}: أي ما حلّ بكم
{ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ}: أي أحييناكم بعد أن مكثتم ميتين يوماً وليلة، فقُاموا وعاشوا ينظر بعضهم إِلى بعض كيف يحيون
{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: أي لتشكروا الله على إِنعامه عليكم بالبعث بعد الموت.
{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ}: أي سترناكم بالسحاب من حر الشمس وجعلناه عليكم كالظُلَّة.
{وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}: أي أنعمنا عليكم بأنواعٍ من الطعام والشراب من غير كدٍّ ولا تعب،والمنُّ كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه، والسلوى: طير يشبه السماني لذيذ الطعم.
{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}: أي وقلنا لهم كلوا من لذائذ نعم الله.
وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ:
قال الشيخ الشعراوي: إن الدنيا عالم أغيار، والنعمة التي أنت فيها زائلة عنك، إما أن تتركها بالموت أو تتركك وتزول عنك. وتخرج من الدنيا تحمل أعمالك فقط، كل شيء زال وبقيت ذنوبك تحملها إلى الآخرة، ولذلك فإن كل من عصى الله وتمرّد على دينه قد ظلم نفسه لأنه قادها إلى العذاب الأبدي طمعاً في نفوذ أو مال زال عنه فترة قصيرة ولم يدم. فكأنه ظلمها بأن حرمها من نعيم أبدي وأعطاها شهوة قصيرة عاجلة.
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ}: أي واذكروا أيضاً نعمتي عليكم حين قلنا لكم بعد خروجكم من التيه، ادخلوا بيت المقدس.
{فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا}: أي كلوا منها أكلاً واسعاً هنيئاً.
{وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}: أي وادخلوا باب القرية ساجدين لله شكراً على خلاصكم من التيه.
{وَقُولُوا حِطَّةٌ}: أي قولوا يا ربنا حطَّ عنا ذنوبنا واغفر لنا خطايانا
{نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}: أي نمح ذنوبكم ونَكَفِّرْ سيئاتكم
{وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}: أي نزيد من أحسن إحساناً، بالثواب العظيم، والأجر الجزيل.
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا}: أي غَيَّر الظالمون أمر الله فقالوا
{قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}: حيث دخلوا يزحفون على "أدبارهم" وقالوا على سبيل الاستهزاء "حِنْطة" وهي القمح، ليطوعوا اللفظ لأغراضهم فكأن المسألة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في المخالفة وسخرية من أوامر الله.
{فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ}: أي أنزلنا عليهم طاعوناً وبلاءً.
{بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}: أي بسبب عصيانهم وخروجهم عن طاعة الله، روي أنه مات بالطاعون في ساعة واحدة منهم سبعون ألفاً.
{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ}: أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين طلب موسى السقيا لقومه وقد عطشوا في التيه.
{فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ}: أي اضرب أيّ حجر كان تتفجر بقدرتنا العيون منه.
{فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}: أي فضرب فتدفق الماء منه بقوة وخرجت منه اثنتا عشرة عيناً بقدر قبائلهم.
{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ}: أي علمت كل قبيلة مكان شربها لئلا يتنازعوا {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ}: أي قلنا لهم: كلوا من المنّ والسلوى، واشربوا من هذا الماء، من غير كدّ منكم ولا تعب، بل هو من خالص إِنعام الله.
{وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}. أي ولا تطغوا في الأرض بأنواع البغي والفساد.
ما يستخلص من الآيات [55-60]:
1- تذكير القرآن بني إسرائيل المعاصرين بما أنعمه الله من نعم على أصولهم فيه دلالة على أن الفرع يتأثر بسلوك الأصل إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً. ولذا قال الحق تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25]. وقال أيضاً في كنز الغلامين اليتيمين: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الكهف: 82]، فكان صلاح الأب أو الجد سبباً في صلاح الابن وحفظ ما تركه له من مال.
2- أفاد قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}، أن الله تعالى لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة الطائع، وهو معنى قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: 23].
3- تفجير الماء من الحجر، هي من المعجزات التي أجراها الله على يد موسى عليه السلام. وكان الله قادراً على تفجير الماء وفلق البحر من غير ضرب عصا، ولكنه جلّت قدرته أراد أن يعلم عباده ربط المسببات بأسبابها، لكي يسعوا إلى الأخذ بها. وكذلك الحال بالنسبة لسائر المعجزات، وكذلك تقريب لفهم المعجزة.
4- تحريف الكالم وتبديله صفة عريقة في بني إسرائيل، فقال لهم الله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ} فقالوا: حِنْطَة، أي: القمح، وموسى عليه السلام بين أظهرهم، فكيف وقد غاب عنهم؟ فاليوم يتفقون معك على شيء وغداً يحرفونه ويبدلونه والعرب في سباتهم نائمون.
5- أفادت آية: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى} تقرير سنة الاستسقاء بإظهار سنة العبودية والفقر والذلة مع التوبة النصوح، وتكون بخروج الإمام -أو من ينوب عنه- مع المسلمين إلى المصلى للخطبة والصلاة والدعاء لما رواه مسلم عن عبد الله بن زيد المازيني قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى وحول رداءه ثم صلى ركعتين".
وذهب أبو حنيفة إلى أنه ليس من سنة الاستسقاء صلاة ولا خروج، وإنما هو دعاء لا غير، واحتج بحديث أنس في الصحيحين، وردّ عنه القرطبي بقوله: ولا حجة له فيه، فإن ذلك كان دعاء عُجِّلت إجابته فاكتفى به عما سواه ولم يقصد بذلك بيان سنته، ولما قصد البيان بيّن فعله بحديث مسلم السابق. [انظر القرطبي ج1/418].
6- دَلَّ قوله تعالى {كُلُوا واشْرَبوا} وقوله { وَلا تَعْثَوا في الأرْضِ مُفْسِدين} على إباحة النعم والتمتع بها، والنهي عن المعاصي والإنذار بعقوبتها وأضرارها.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 11:43 AM
( 15 )
بعض مطامع اليهود وجزاؤهم
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(61)}
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى}: أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين قلتم لنبيكم موسى وأنتم في الصحراء تأكلون من المنّ والسلوى.
{لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ}: أي على نوع واحدٍ من الطعام وهو المنُّ والسلوى وقد وُصِفَ الطعام هنا بأنه واحد مع أنه مكوّن من صنفين لأنه كان يأتيهم من جهة واحدة من السماء، فتطلعت أنظارهم الأرض، فقالوا:
{فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ}: أي ادع الله أن يرزقنا غير ذلك الطعام فقد سئمنا المنَّ والسلوى وكرهناه ونريد ما تخرجه الأرض من الحبوب والبقول.
{مِنْ بَقْلِهَا}: من خضرتها كالنعناع والكرفس والكراث
{وَقِثَّائِهَا}: يعني القتَّة التي تشبه الخيار
{وَفُومِهَا}: أي الثوم
{وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا}: أي العدس والبصل المعروفان.
{قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}: أي قال لهم موسى مُنْكِراً عليهم: ويْحَكُم أتستبدلون الخسيس بالنفيس! وتفضلون البصل والبقل والثوم على المنّ والسلوى؟
فائدة: تدخل الباء بعد كلمة الاستبدال على المتروك، فتقول: اشتريت الثوب بدرهم، أي أخذت الثوب وتركت الدرهم. فبنو إسرائيل تركوا الذي هو خير وهو المنّ والسلوى وأخذوا الذي هو أدنى، بمعنى أنه دونه رتبة في الخيرية، لا بمعنى أنه دنيء لأن رزق الله المباح لا يوصف بالدناءة.
{اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}: أي ادخلوا مصراً من الأمصار وبلداً من البلدان أيّاً كان لتجدوا فيه مثل هذه الأشياء.
ومن الممكن أن تكون مصر التي عاش فيها فرعون.
وكلمة مصر تطلق على كل مكان له مفتي وأمير وقاض، وهي مأخوذة من الاقتطاع، لأنه مكان يقطع امتداد الأرض الخلاء.
ثم قال تعالى منبهاً على ضلالهم وفسادهم وبغيهم وعدوانهم
{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ}: أي لزمهم الذل والهوان وضرب عليهم الصغار والخزي الأبدي الذي لا يفارقهم مدى الحياة
{وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ}: أي انصرفوا ورجعوا بالغضب والسخط الشديد من الله
{ذَلِكَ}: أي ما نالوه من الذل والهوان والسخط والغضب بسبب ما اقترفوه من الجرائم الشنيعة
{بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُون النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}: أي بسبب كفرهم بآيات الله جحوداً واستكباراً، وقتلهم أنبياء الله ظلماً وعدواناً
{ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}: أي بسبب عصيانهم وطغيانهم وتمردهم عَلى أحكام الله.
فائدة: فإن قيل: كيف جاز أن يخلى بين الكافرين وقتل الأنبياء؟ أجيب: بأن ذلك كرامة لهم، وزيادة في منازلهم، كمثل من يُقتل في سبيل الله من المؤمنين، وليس ذلك بِخذْلان لهم. قال ابن عباس والحسن البصري: لم يُقتل نبي قط من الأنبياء إلا من لم يؤمر بقتال، وكلّ من أمر بقتال نُصِر.
]("لن نصبر على طعام واحد" .. نلاحظ هنا أن الطعام وصف بأنه واحد رغم أنه مكون من صنفين هما المن والسلوى .. ولكنه واحد لرتابة نزوله .. الطعام كان يأتيهم من السماء .. ولكن تعنتهم مع الله جعلهم لا يصبرون عليه فقالوا ما يدرينا لعله لا يأتي .. نريد طعاما نزرعه بأيدينا ويكون طوال الوقت أمام عيوننا .. وكأن هذه المعجزات كلها ليست كافية .. لتعطيهم الثقة في استمرار رزق الله .. إنهم يريدون أن يريدون أن يروا .. ألم يقولوا لموسى: "أرنا الله جهرة" .. ماذا طلبوا؟ .. قالوا: "فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض" .. "ادع لنا ربك" أي أطلب من الله .. ولأن الدعاء لون من الطلب فإنك حين تتوجه إلي الله طالبا أن يعطيك .. فإنك تدعو بذلة الداعي أمام عزة المدعو .. والطلب إن كان من أدنى إلي أعلى قيل دعاء .. ومن مساوٍ إلى مساوٍ قيل طلب .. ومن أعلى إلي أدنى قيل أمر..
لقد طلب بنو إسرائيل من موسى أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخرج لهم أطعمة مما تنبت الأرض .. وعددوا ألوان الأطعمة المطلوبة .. وقالوا: "من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها" .. ولكنها كلها أصناف تدل على أن من يأكلها هم من صنف العبيد .. والمعروف أن آل فرعون استعبدوا بني إسرائيل .. ويبدو أن بني إسرائيل أحبوا حياة العبودية واستطعموها .. الحق تبارك وتعالى كان يريد أن يرفع قدرهم فنزل عليهم المن والسلوى .. ولكنهم فضلوا طعام العبيد .. والبقل ليس مقصوداً به البقول فحسب .. ولكنه كل نبات لا ساق له مثل الخس والفجل والكرات والجرجير .. والقثاء هو الفئة صنف من الخيار .. والفوم هو القمح أو الثوم. والعدس والبصل معروفان .. والله سبحانه وتعالى قبل أن يجيبهم أراد أن يؤنبهم: فقال "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"..
عندما نسمع كلمة استبدال فاعلم أن الباء تدخل على المتروك .. تقول اشتريت الثوب بدرهم .. يكون معنى ذلك إنك أخذت الثوب وتركت الدرهم. قوله تعالى: "الذي هو أدنى بالذي هو خير" .. أي انهم تركوا الذي هم خير وهو المن والسلوى .. وأخذوا الذي هو أدنى .. والدنو هنا لا يعني الدناءة .. لأن ما تنتجه الأرض من نعم الله لا يمكن أن يوصف بالدناءة .. ولكن الله تبارك وتعالى يخلق بالأسباب ويخلق بالأمر المباشر .. وما يخلقه الله بالأمر المباشر منه بكلمة "كن" .. يكون خيرا مما جاء بالأسباب .. لأن الخلق المباشر لا صفة لك فيه .. عطاء خالص من الله .. أما الخالق بالأسباب فقد يكون لك دور فيه .. كأن تحرث الأرض أو تبذر البذور .. ما جاء خالصا من الله بدون أسبابك يقترب من عطاء الآخرة التي يعطي الله فيها بلا أسباب ولكن بكلمة "كن" .. ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:
{ولا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى "131"}
(سورة طه)
فالله تبارك وتعالى يصف رزق الدنيا بأنه فتنة .. ويصف رزق الآخرة بأنه خير منه .. مع أن رزق الدنيا والآخرة، وكل رزق في هذا الوجود حتى الرزق الحرام هو من الله جل جلاله .. فلا رازق إلا الله ولكن الذي يجعل الرزق حراما هو استعجال الناس عليه فيأخذونه بطريق حرام .. ولو صبروا لجاءهم حلالا .. نقول إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق .. ولكنه سمى رزقا فتنة وسمى رزقا خيرا منه .. ذلك أن الرزق من الله بدون أسباب أعلى وأفضل منزلة من الرزق الذي يتم بالأسباب ..
إذن الحق سبحانه وتعالى حين يقول: "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" .. يكون المعنى أتستبدلون الذي هو رزق مباشر من الله تبارك وتعالى وهو المن والسلوى يأتيكم "بكن" قريب من رزق الآخرة بما هو أقل منه درجة وهو رزق الأسباب في الدنيا .. ولم يجب بنو إسرائيل على هذا التأنيب .. وقال لهم الحق سبحانه وتعالى: "اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم" .. ولا يقال لهم ذلك إلا لأنهم أصروا على الطلب برغم أن الحق جل جلاله بين لهم أن ما ينزله إليهم خير مما يطلبونه .. نلاحظ هنا أن مصر جاءت منونة .. ولكن كلمة مصر حين ترد في القرآن الكريم لا ترد منونة .. ومن شرف مصر أنها ذكرت اكثر من مرة في القرآن الكريم .. نلاحظ أن مصر حينما يقصد بها وادي النيل لا يأتي أبدا منونة واقرأ قوله تعالى:
{تبوءا لقومكما بمصر بيوتناً }
(من الآية 87 سورة يونس)
وقوله جل جلاله:
{أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي }
(من الآية 51 سورة الزخرف)
وقوله سبحانه:
{وقال الذي اشتراه من مصر لأمر أته أكرمي مثواه }
(من الآية 21 سورة يوسف)
وقوله تبارك وتعالى:
{ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين }
(من الآية 99 سورة يوسف)
وقوله تعالى: "وباءوا بغضب من الله" .. أي غضب الله عليهم بذنوبهم وعصيانهم. حتى أصبح الغضب ـ من كثرة عصيانهم ـ كأنه سمة من سماتهم لماذا؟: "ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق" أي أنهم كانوا يكفرون بالنعم ولا يشكرون .. ويكفرون بالآيات ويشترون بها ثمنا قليلا .. ولم يكتفوا بذلك بل كانوا يقتلون أنبياء الله بغير حق ..
الأنبياء غير الرسل .. والأنبياء أسوة سلوكية ولكنهم لا يأتون بمنهج جديد .. أما الرسل فهم أنبياء بأنهم أسوة سلوكية ورسل لأنهم جاءوا بمنهج جديد .. ولذلك كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. والله سبحانه وتعالى يعصم أنبياءه ورسله من الخطيئة .. ولكنه يعصم رسله من القتل فلا يقدر عليهم أعداؤهم .. فمجيء الأنبياء ضرورة .. لأنهم نماذج سلوكية تسهل على الناس التزامهم بالمنهج، وبنو إسرائيل بعث الله لهم أنبياء ليقتدوا بهم فقتلوهم .. لماذا؟ .. لأنهم فضحوا كذبهم وفسقهم وعدم التزامهم بالمنهج .. ولذلك تجد الكافر والعاصي وغير الملتزم يغار ويكره الملتزم بمنهج الله .. ويحاول إزالته عن طريقه ولو بالقتل .. إذن فغضب الله عليهم من عصيانهم واعتدائهم على الأنبياء وما ارتكبوه من آثام .)[/COLOR] الشيخ: محمد متولّي الشعراوي.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 12:22 PM
( 17 )
بعض جرائم اليهود وعقابهم
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(63)ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ(64)وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(65)فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(66)}.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ}: أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين أخذنا منكم العهد المؤكد على العمل بما في التوراة.
وذلك بعد أن أنجاكم وأهلك عدوكم بالغرق ورجع موسى عليه السلام بالألواح والتوراة ووجدكم قد عبدتم العجل، ثم أعرضتم عن اتباع ما جاء فيها زاعمين أنها فوق طاقتكم، عندها كان التأديب الإلهي لكم بأن رفع جبل الطور فوقكم وخيّركم بين الامتثال لأوامره وبين أن يطبق عليكم الجبل.
{وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ}: أي نتقناه حتى أصبح كالظلة فوقكم وقلنا لكم
{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ}: أي اعملوا بما في التوراة بجدٍّ وعزيمة
{وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ}: أي احفظوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه.
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}: أي لتتقوا الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة، أو رجاء منكم أن تكونوا من فريق المتقين.
{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}: أي أعرضتم عن الميثاق بعد أخذه.
{فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}: أي بقبول التوبة.
{وَرَحْمَتُهُ}: بالعفو عن الزلة.
{لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ}: أي لكنتم من الهالكين في الدنيا والآخرة.
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ}: أي عرفتم ما فعلنا بمن عصى أمرنا حين خالفوا واصطادوا يوم السبت وقد نهيناهم عن ذلك.
والقصة معروفة عند اليهود -ولذا جاء التعبير القرآني {ولقد علمتم}- وهي أنتهم أرادوا يوماً للراحة فأعطاهم الله يوم السبت، وكانوا يعيشون على صيد السمك فأراد الله ابتلاءهم فحرم عليهم العمل يوم السبت، وجعل الحيتان تأتي في هذا اليوم وتطفوا على سطح الماء لتفتنهم، فإذا جاء صباح الأحد ذهبت بعيداً، فأرادوا التحايل على الله فصنعوا حياضاً عميقة، وكان السمك إذا دخلها صعب عليه الخروج منها فيصطادونه صبيحة الأحد. فبحماقة من يحتال على من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور! فكان جزاؤهم:
{فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}: أي مسخناهم قردة بعد أن كانوا بشراً مع الذلة والإِهانة.
{فَجَعَلْنَاهَا}: أي المسخة.
{نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا}: أي عقوبة زاجرة لمن شاهدها وعاينها.
{وَمَا خَلْفَهَا}: وعبرة لمن جاء بعدها من الأمم ولم يشاهدها
{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}: أي عظةً وذكرى لكل عبدٍ صالحٍ متّقٍ لله سبحانه وتعالى
الشيخ: محمد صالح بن عثيمين:
{ وإذ أخذنا ميثاقكم } يعني اذكروا إذا أخذنا ميثاقكم؛ و "الميثاق" : العهد الثقيل المؤكد؛ وسمي بذلك من الوَثاق . وهو الحبل الذي يُشد به المأسور، كما في قوله تعالى: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} (محمد: 4)
قوله تعالى: { ورفعنا فوقكم } أي فوق رؤوسكم { الطور } هو الجبل المعروف؛ رفعه الله . تبارك وتعالى . على بني إسرائيل لما تهاونوا في طاعة الله سبحانه وتعالى إنذاراً لهم، وقال تعالى لهم: { خذوا ما آتيناكم بقوة } أي: اقبلوا ما أعطيناكم من التوراة . كما قال تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب} [البقرة: 121] . واعملوا به بقوة؛ والمراد بالـ "قوة" هنا الحزم، والتنفيذ؛ والتطبيق؛ وضده أن يأخذ الإنسان أخذاً ضعيفاً متساهلاً على كسل؛ والباء في قوله تعالى: { بقوة } للمصاحبة؛ أي خذوا هذا الكتاب . أي التوراة التي جاء بها موسى صلى الله عليه وسلم. أخذاً مصحوباً بقوة، فلا تهملوا شيئاً منه..
قوله تعالى: { واذكروا ما فيه } أي اذكروا كل ما فيه، واعملوا به؛ لأن { ما } اسم موصول يفيد العموم..
قوله تعالى: { لعلكم تتقون }: "لعل" للتعليل؛ أي لأجل أن تتقوا الله عزّ وجلّ؛ فالأخذ بهذا الميثاق الذي آتاهم الله على وجه القوة، وذكر ما فيه وتطبيقه يوجب التقوى؛ لأن الطاعات يجر بعضها بعضاً، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة: 183] ؛ فالطاعات يجر بعضها بعضاً، لأن الطاعة إذا ذاق الإنسان طعمها نشط، وابتغى طاعة أخرى، ويتغذى قلبه؛ وكلما تغذى من هذه الطاعة رغب في طاعة أخرى؛ وبالعكس المعاصي: فإنها توجب وحشة بين العبد وبين الله عزّ وجلّ، ونفوراً، والمعاصي يجر بعضها بعضاً؛ وسبق قوله تعالى: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} [البقرة: 61] ؛ ثم بعد هذا الإنذار، وكون الجبل فوقهم في ذلك الوقت خضعوا، وخشعوا، قال الله تعالى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة} [الأعراف: 171] ؛ ففي تلك الساعة هرعوا إلى السجود؛ وسجدوا؛ ولكنهم مالوا في سجودهم ينظرون إلى الجبل خائفين منه؛ ولهذا يقال: إن سجود اليهود إلى الآن سجود مائل كأنما ينظرون إلى شيء فوقهم؛ وقالوا: إن هذا السجود سجدناه لله سبحانه وتعالى لإزالة الشدة؛ فلا نزال نسجد به؛ فهذا سجودهم إلى اليوم..
.{ 64 } قوله تعالى: { ثم توليتم } أي أعرضتم وأدبرتم عن طاعة الله سبحانه وتعالى { من بعد ذلك }: المشار إليه: رفع الجبل في قوله تعالى: { ورفعنا فوقكم الطور }؛ والمعنى: بعد هذه الإنابة وقت رفع الطور توليتم، ولم تذكروها؛ ما ذكرتم أن الذي خوفكم بهذا الجبل قد يعيد عليكم ذلك مرة أخرى..
قوله تعالى: { فلولا فضل الله عليكم ورحمته } بإرسال الرسل، وبيان السبل، وغير ذلك فـ "الفضل" بمعنى التفضل؛ و "لولا" حرف امتناع لوجود؛ و "فضل" مبتدأ، وخبره محذوف، كما قال ابن مالك:.
(وبعد لولا غالباً حذف الخبر حتم وفي نص يمين ذا استقر) والتقدير: فلولا فضل الله عليكم موجود..
قوله تعالى: { لكنتم من الخاسرين }: اللام واقعة في جواب "لولا" ..
وقوله تعالى: { الخاسرين } أي الذين خسروا الدنيا، والآخرة، فلم يربحوا منهما بشيء؛ لأن أخسر الناس هم الكفار؛ فلا هم استفادوا من دنياهم، ولا من آخرتهم..
.{ 65 } قوله تعالى: { ولقد }: اللام موطئة للقسم؛ وعلى هذا فالجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات، وهي: القسم المقدر، واللام، و "قد" ؛ والتقدير: والله لقد؛ و{ علمتم }: الخطاب لبني إسرائيل؛ أي علمتم عِلم اليقين، وعرفتم معرفة تامة { الذين اعتدوا منكم } أي تجاوزوا الحدود، وطغوا منكم..
قوله تعالى { في السبت } أي في الحكم الذي حكم الله به عليهم يوم السبت؛ وذلك أن الله حرم عليهم العمل والصيد في ذلك اليوم ليتفرغوا للعبادة؛ فابتلاهم بكثرة الحيتان يوم السبت حتى تكون فوق الماء شُرَّعاً، ثم لا يرونها بعد ذلك؛ فتحيلوا على صيدها بحيلة، حيث وضعوا شباكاً يوم الجمعة، فتدخل فيه الحيتان إذا جاءت يوم السبت، ثم يأخذونها يوم الأحد، ويقولون: نحن لم نصدها يوم السبت، فقال لهم الله تعالى: { كونوا قردة خاسئين } أي ذليلين، فصاروا كذلك..
.{ 66 } قوله تعالى: { فجعلناها } أي صيرناها؛ واختلف المفسرون في مرجع الضمير المفعول به؛ فقيل: يعود على القرية؛ لقوله تعالى في سورة الأعراف: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت} ؛ فيكون مرجع الضمير مفهوماً من السياق؛ وقيل: يعود على العقوبة . أي فجعلنا العقوبة؛ لقوله تعالى: { فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين * فجعلناها نكالًا }؛ فيكون المعنى: فجعلنا هذه العقوبة نكالاً..
قوله تعالى: { نكالًا }: النكال، والتنكيل أن يعاقب الإنسان بعقوبة تمنعه من الرجوع إلى ما عوقب عليه..
قوله تعالى: { لما بين يديها وما خلفها }: اختلف في مرجع الضمير "ها" ؛ فقيل: يرجع إلى القرية؛ فيكون: { لما بين يديها }: ما قرب منها من القرى من أمامها؛ و{ ما خلفها }: ما كان من القرى من خلفها؛ لأن أهل القرى علموا بما نزل بها من العقوبة، فكان ذلك نكالاً لهم؛ وقيل: إن المراد بـ "ما بين يديها" : ما يأتي بعدها: "وما خلفها": ما سبقها؛ ولكن في هذا إشكالاً؛ لأن من سبقها قد مضى، فلا يكون منتفعاً، ولا ناكلاً إلا أن يراد بـما بين يديها" من عاصرها، و "ما خلفها" : من يأتي بعدهم، ويكون "الخَلْف" هنا بمعنى الأمام، كما جاء "الوراء" بمعنى الأمام في قوله تعالى: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً} [الكهف: 79] ..
قوله تعالى: { وموعظة للمتقين } أي موضع اتعاظ للذين يتقون الله..
سالم علي الجرو
09-16-2007, 12:51 PM
الشيخ: محمد متولّي الشعراوي
بدأت سورة البقرة بقوله تعالى"ألم" .. وهذه الحروف مقطعة ومعنى مقطعة أن كل حرف ينطق بمفرده.
بأسمائها وتجد نفس الكلمة في آية أخرى تنطق بمسمياتها. فألم في أول سورة البقرة نطقتها بأسماء الحروف ألف لام ميم. بينما تنطقها بمسميات الحروف في شرح السورة في قوله تعالى:
{ألم نشرح لك صدرك "1" }
(سورة الشرح)
وفي سورة الفيل في قوله تعالى:
{ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل "1" }
(سورة الفيل)
----------------------------------------------
في الآية الثانية من سورة البقرة وصف الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم بأنه الكتاب. وكلمة (قرآن) معناها أنه يقرأ، وكلمة (كتاب) معناها أنه لا يحفظ فقط في الصدور، ولكن يدون في السطور، ويبقى محفوظاً إلي يوم القيامة، والقول بأنه الكتاب، تمييز له عن كل كتب الدنيا، وتمييز له عن كل الكتب السماوية التي نزلت قبل ذلك، فالقرآن هو الكتاب الجامع لكل أحكام السماء، منذ بداية الرسالات حتى يوم القيامة.
-------------------------------------------
الغيب هو كل ما غاب عن مدركات الحس. فالأشياء المحسة التي نراها ونلمسها لا يختلف فيها أحد .. ولذلك يقال ليس مع العين أين .. لأن ما تراه لا تريد عليه دليلا .. ولكن الغيب لا تدركه الحواس .. إنما يدرك بغيرها..
-------------------------------------------
واجه الإسلام صنفين من الناس .. الصنف الأول هم الكفار وهم لا يؤمنون بالله ولا برسول مبلغ عن الله .. الصنف الآخر هم أهل الكتاب يؤمنون بالله ويؤمنون برسل عن الله وكتب عن الله..
والإسلام واجه الصنفين .. لأن أهل الكتاب ربما ظنوا أنهم على صلة بالله .. يؤمنون به ويتلقون منه كتبا ويتبعون رسلا وهذا في نظرهم كاف .. نقول لا .. فالإسلام جاء ليؤمن به الكافر، ويؤمن به أهل الكتاب، ويكون الدين كله لله.. والله سبحانه وتعالى في كتبه التي أنزلها أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اسمه وأوصافه .. وطلب من أهل الكتاب الذين سيدركون رسالته صلى الله عليه وسلم أن يؤمنوا به..
---------------------------------------------
والكافرون قسمان .. قسم كفر بالله أولا ثم استمع إلي كلام الله .. واستقبله بفطرته السليمة فاستجاب وآمن .. وصنف آخر مستفيد من الكفر ومن الطغيان ومن الظلم ومن أكل حقوق الناس وغير ذلك .. وهذا الصنف يعرف أن الإيمان إذا جاء فإنه سيسلبه جاها دنيويا ومكاسب يحققها ظلما وعدوانا.. إذن الذين يقفون أمام الإيمان هم المستفيدون من الكفر .. ولكن ماذا عن الذين كانوا كفارا واستقبلوا دين الله استقبالا صحيحا..
هؤلاء قد تتفتح قلوبهم فيؤمنون. والكفر معناه الستر .. ومعنى كفر (أي) ستر .. وكفر الله أي ستر وجود الله جل جلاله .. والذي يستر لابد أن يستر موجودا، لأن الستر طارئ على الوجود .. والأصل في الكون هو الإيمان بالله .. وجاء الكفار يحاولون ستر وجود الله. فكأن الأصل هو الإيمان ثم طرأت الغفلة على الناس فستروا وجود الله سبحانه وتعالى .. ليبقوا على سلطانهم أو سيطرتهم أو استغلالهم أو استعلائهم على غيرهم من البشر..
---------------------------------------
الناس في الحياة الدنيا على ثلاثة أحوال: إما مؤمن، وإما كافر، وإما منافق. والله سبحانه وتعالى في بداية القرآن الكريم في سورة البقرة .. أراد أن يعطينا وصف البشر جميعا بالنسبة للمنهج وأنهم ثلاث فئات: الفئة الأولى هم المؤمنون، عرفنا الله سبحانه وتعالى صفاتهم في ثلاث آيات في قوله تعالى:
"الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون"
والفئة الثانية هم الكفار، وعرفنا الله سبحانه وتعالى صفاتهم في آيتين في قوله تعالى:
"إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم"
وجاء للمنافقين فعرف صفاتهم في ثلاث عشرة آية متتابعة، لماذا..؟ لخطورتهم على الدين.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 01:17 PM
بالأمس قلت كلاما جميلا
فلماذا اليوم جاء فعلك قبيحا؟
خطورة النفاق
دراسة قرآنية في النفاق وأثره في حياة الأمة [رسالة ماجستير]
د. عادل بن علي الشدي
. النفاق مأخوذ في اللغة من نافقاء اليربوع، وهو أحد بابي جحره، وهو في الاصطلاح الشرعي :إظهار الإيمان وإبطان الكفر، وهو بهذا المعنى لفظ إسلامي لم تكن العرب تعرفه قبل الإسلام، ولكن الصلة قائمة بين المعنيين اللغوي والاصطلاحي.
2. النفاق واحد من أخطر الأمراض التي تصيب القلوب وقد تقضي عليها، ومبعث النفاق في القلب داء الشبهات والشك غالباً، وداء الشهوات أحياناً.
3. ينقسم النفاق إلى نوعين:
أ. نفاق عادي : وهو النفاق الأكبر المخرج من الملة، وينعقد قلب صاحبه على الكفر والبغض للإسلام، وهو المعنى المتبادر عند إطلاق لفظ النفاق دون تقييد.
ب. نفاق عملي: وهو اختلاف السر والعلانية في الواجبات، ويرتبط ببعض الأعمال التي يظهر فيها ما لا يبطن مع صحة إسلامه وسلامة معتقده، وإذن فهو نفاق لا يخرج من الملة ، وأبرز خصاله: الكذب في الحديث، والخلف في الوعد، وخيانة الأمانة، والفجر في الخصومة.
4. الخوف على النفس والمال والجبن عن المواجهة أكبر الأسباب التي أدت إلى تستر مجموعة من الكفار في بواطنهم بالنفاق، الذي يقتضي منهم إظهار الإسلام والإيمان، وهذا السبب مستمر منذ هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم – وإلى يومنا هذا.
5. من الأسباب الأخرى التي أدت إلى ظهور النفاق في عصر التنزيل التذبذب وعدم القدرة على اتخاذ القرار ، والرغبة في الفتنة بين المسلمين، والطمع في المكاسب الدنيوية، إضافة إلى وقوع حادثتي تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وهزيمة المسلمين في يوم أحد.
6. ومن الأسباب الأخرى التي ساعدت على ظهور النفاق في الواقع المعاصر: الخوف من الصحوة الإسلامية المتصفة بالشمول لطبقات المجتمع، والوعي لمخططات الأعداء، وانحراف كثير من مناهج التعليم التي تنشئ الطالب على الانسلاخ عن دينه ومجتمعه، فتبذر في نفسه بذرة النفاق الأولى، إضافة إلى فساد أكثر أجهزة الإعلام، ومحاربتها للمنهج الإسلامي في تربية المجتمع.
7. اهتمام القرآن الكريم بذكر صفات المنافقين، ومناهج عملهم، وطرائق تفكيرهم، دون التركيز على ذكر أسمائهم وأشخاصهم، ليبقى النظر في الصفات ومدى تحققها في كل عصر وحين هو الضابط الصحيح في معرفة المنافقين.
8. انقسام صفات المنافقين إلى قسمين:
أ. صفات تعد خصائص ذاتية للمنافق، بمعنى أنه يتصف بها لكونه منافقاً.
ب. صفات طارئة أثمرتها البيئة أو المناسبة، بمعنى أن المنافق قد يتصف بها حيناً، وقد لا يتصف بها. 9. من أبرز صفات المنافقين الذاتية: ادعاء الإيمان كذباً، والخداع، والسخرية من المؤمنين ودينهم، ومعاداة المؤمنين والتآمر ضدهم، وموالاة الكفار وتقوية عزائمهم ولا سيما اليهود، والتحاكم إلى الطاغوت وترك الشريعة ، والإعراض عن القرآن الكريم، والاستكبار عن التوبة وإتيان الصالحين، والمتاجرة بالعقيدة والدين، ومحبة انتشار الفاحشة في المؤمنين، والإفساد في الأرض ، وسوء الظن بالله .
10. من أبرز الصفات التي أثمرتها المناسبة أو البيئة للمنافقين: السفه وقلة الفقه والعلم، والتذبذب في المواقف وعدم الثبات في الرأي، وقلة ذكر الله ونقض العهد معه، والحلف الكاذب والتستر بالإيمان ، وإيذاء النبي – صلى الله عليه وسلم – ووصفه بما لا يليق، والظهر في الرخاء والاختفاء عند الشدائد، وحسن المظهر وسوء المخبر، وتهديد المؤمنين ، والتواصي بالحصار الاقتصادي عليهم حتى يتركوا دينهم .
11. للقرآن الكريم منهج واضح في التعامل مع المنافقين ومواجهة النفاق من خلال الإطارين، النظري، والعلمي.
12. التصريح بوجود ظاهرة النفاق، وعدم الملاينة لأهلها، واعتبارهم كفاراً يعلن عن أوصافهم وأفعالهم، وتهديدهم بالفضح والنفي والقتل، والنهي عن قبولهم في الجيش المجاهد، وتحريم موالاتهم ، كل ذلك من معالم منهج القرآن في التعامل مع المنافقين، ومواجهة ظاهرة النفاق.
13. ومن معالم ذلك المنهج القرآني : التحذير من الاغترار بهم، وذمهم بأخوتهم ليهود أعداء الله ورسله، ووصفهم بالتذبذب والتبعية المذمومة، والأمر بإعداد القوة المستطاعة لإرهابهم وتقليل شرورهم، والتوجيه إلى جهادهم ومدافعتهم في كل ميدان والغلظة عليهم.
14. التأكيد القرآني على تحريم الاستغفار لهم، والترحم عليهم، والصلاة على ميتهم، والقيام على قبره، والإخبار عن عدم قبول نفقاتهم وأعمالهم الصالحة في ظاهرها، بسبب كفرهم بالله ورسوله، ونفاقهم في معتقدهم وأعمالهم.
15. للمنافقين أهداف رئيسة ثابتة لا تتغير بتغير الظروف والأحوال، كما أن لهم أهدافاً جزئية ووسائل عملية ينتهجونها ويعملون بها، يمكن أن تتغير بحسب تغير الزمان والمكان والظروف والمحيطة بهم.
16. أبرز هدفين للمنافقين هما:
أ. حماية أنفسهم وأموالهم بالتظاهر بالإسلام نفاقاً.
ب. القضاء على الإسلام وأهله ومحاربتهم بكل وسيلة وفي كل ميدان .
17. ومما يهدف إليه المنافقون: الاشتراك مع المؤمنين في مكاسبهم وغنائمهم، والحصول على المنزلة العالية والإكرام وال؛سان بين المؤمنين، والاطلاع على أسرار المؤمنين تمهيداً لإفشائها لأعدائهم، وإفساد المجتمع المسلم من داخله.
18. ومع اشتراك منافقي واقعنا المعاصر مع أسلافهم في الأهداف والوسائل السابقة، فقد أضافوا إليها جديداً يتمثل في : محاربة الصحوة الإسلامية؛ باعتبارها الخطر الحقيقي الذي يتهدد حركة النفاق اليوم، وتشويه صورة المتمسكين بالإسلام؛ لتنفير الناس منهم ومما يحملونه من الكفر، واستعداء السلطة ضد دعاة الإسلام، وتصويرهم بصورة الأعداء الطامعين في تقويض كل الأنظمة، والتستر بالنفاق للوصول إلى مراكز القيادة التوجيه والتعليم والإعلام، والتأييد المادي والمعنوي لكل طريق يخالف منهج الإسلام، مع التشكيل في جدوى أي مشروع إسلامي يطرح ، تمهيداً لتحطيمه والقضاء عليه ، واستخدام كل وسيلة يطرحها التطور في التشكيك والدس على المسلمين.
19. خطورة النفاق البالغة على حياة الأمة الإسلامية، بالنظر إلى أهداف المنافقين ووسائلهم؛ وبالنظر إلى اختلاطهم بالمسلمين ومعرفتهم بمكامن القوة والضعف فيهم.
20. التأثير البالغ للنفاق على عقيدة الأمة، بدليل ظهور بذور أول انحراف في العقيدة في تاريخ المسلمين على يد أحد المنافقين؛ الذي أسس فرقة السبئية ذات المعتقدات المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وبدليل ظهور حرجة الوضع في الحديث على يد الزنادقة المظهرين للإسلام نفاقاً وتلبيساً.
21. خطورة النفاق البالغة على الوضع السياسي في الأمة الإسلامية منذ عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وإلى يومنا هذا، بدليل وجود المنافقين خلف ثلاثة أحداث سياسية مؤثرة في تاريخنا: قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان وما تبعه من فتن عظيمة بين صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وإسقاط الخلافة العباسية سنة (656هـ ) واستباحة بغداد على يد التتار، وإسقاط الخلافة العثمانية سنة (1924م) وبقاء المسلمين على يومنا بلا خلافة تجمع شملهم، وقد كان المنافقون وراء كل هذه الأحداث السياسية التي أثرت على الأمة الإسلامية.
22. شدة تأثير المنافقين على المجتمعات المسلمة في كل زمان ومكان وخطورتهم المتناهية لعدم التزامهم بضوابط الدين والخلق القويم، ولخفائهم وتلبيسهم على الناس، ومخاطبتهم للغرائز والشهوات ومكامن الضعف في الأفراد والمجتمعات، بدليل قدرتهم على التأثير في مجتمع الصحابة – رضي الله عنهم – في بعض الحالات الثابتة ، وبدليل كونهم خلف دعوات تحرير المرأة وأختلاطها بالرجال، وتفكك الأسرة، وانحلال المجتمع المسلم بداية بالمجتمع التركي المسلم، ومروراً ببقية المجتمعات المسلمة، لأن من أهدافهم إفساد المجتمعات وتغريبها ونشر الفواحش فيها.
23. المواجهة الفورية للنفاق كفكرة وللمنافقين كأشخاص واجب شرعي وضرورة قصوى تحتمها مصلحة الأمة المسلمة ، ولا يجوز التخلف عن هذه المواجهة لأي سبب من الأسباب.
24. إتباع الوسائل الشرعية التي بينها لنا ربنا جل جلاله، كفيل بصيانة الأمة من شرور هذه الطائفة، وبالحد من أخطارها، وتحجيم دورها وتأثيرها في دائرة ضيقة غير مؤثرة على المجتمع المسلم إلا بشكل محدود .
25. يمكن قسمة الوسائل الشرعية الواجب إتباعها لمواجهة النفاق وأهله إلى قسمين:
أ. وسائل وقائية : يغلب عليها جانب حماية المجتمع ووقاية أفاده من الانزلاق إلى هاوية النفاق، وتوفير الوقاية للمجتمع من المنافقين بعد حصرهم في أضيق دائرة ممكنة.
ب. وسال علاجية: يغلب عليها جانب التعامل مع الحالات النفاقية القائمة واتخاذ التدابير اللازمة للزجر والردع والمعاقبة. 26. من أبرز الوسائل الشرعية الوقائية: التنفير من النفاق والمنافقين والتحذير من الاغترار بهم، وتذكير الناس بشدة عقوبتهم وعذابهم عند الله، وتنقية وسائل التأثير في المجتمع كالجيش والإعلام والتعليم من أشخاص المنافقين وأفكارهم، وعدم تعيينهم في المناصب المؤثرة، ومراقبة تصرفاتهم من يظن فيه النفاق والشك فيه والحذر منه.
27. ومن أبرز الوسائل الشرعية العلاجية: وعظهم وتذكيرهم وتخويفهم بالله، والبراءة منهم ومقاطعة مجالسهم، وعدم الرضاع عنهم أو قبول أعذارهم، وتهديدهم بفضح خباياهم وينفيهم وقتلهم، وحرمانهم من المشاركة في القتال مع المسلمين، وجهادهم والغلظة عليهم، بل وقتل من ثبت عليه النفاق منهم بالبينة الواضحة.
28. تغلغل المنافقين في كثير من جوانب حياة المسلمين اليوم سببه البعد عن تطبيق الوسائل الشرعية الكفيلة بالحد من خطورتهم.
29. شدة خفاء النفاق وخطورته على المسلم مما جعل الصحابة والسلف الصالح يخافونه على أنفسهم خوفاً عظيماً، وهكذا يجب أن يكون حال المؤمنين اليوم.
وختاماً فلا أجد بين يدي أجمع من كلام الإمام ابن القيم – رحمه الله – حول النفاق والمنافقين، لأختم به هذا البحث ، سائلاً الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، نافعاً لعباده المؤمنين ، وأن يتجاوز عن الزلات الهفوات .
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى - : "وأما النفاق: فالداء العضال الباطن، الذي يكون الرجل ممتلئاً منه، وهو لا يشعر فإنه أمر خفي على الناس، وكثيراً ما يخفى على من تلبس به، فيزعم أنه مصلح وهو مفسد.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 02:26 PM
النفاق
ثقافته ... وسائلة
من الصعب التخلي عن ثوابت قيمية ، لكنه النفاق
النفاق يؤدي إلى فساد والفساد يطرد الفضيلة.
كثيرون من الموظفين والعمال يعبرون عن قبولهم لسلوك المدراء أو من له التسلّط عليهم ، بابتسامات ، ومن خلفهم يهمسون بسوء متمنين زوالهم . هذه الظاهرة أضحت سلوك عادي يمارسه الكثيرون دون شعور.
(والنفاق كما نراه في مؤسساتنا العربية هو محاولة من قبل الموظف للتماهي الشكلي لا الداخلي مع بيئة الأعمال التي يرتزق منها، أو بتعبير آخر: أن يسلك الموظف عكس ما يعتقد؛ لأن مصلحته قد لا تتحقق إذا عبّر عن مكنونات نفسه أو رأيه بصراحة ).حيث ثقافة التسلط تجد النفاق: ( فمدير الشركة في مؤسستنا العربية يعتقد أنه رئيس دولة مستبد يخرج كل مشاكله النفسية على موظفيه، ومن ثم يدفعهم إلى استيعابه واتقاء شره، خاصة أنه يملك كل السلطات التي تخوله طرد أو مضايقة من يخالفونه في العمل دون محاسبة حقيقة ).
ولما لهذه الظاهرة من خطورة فقد عمدت بعض المؤسسات في الدول الغربية ( إلى إنشاء برامج للمصارحة الإدارية، وإنشاء وحدة للتعامل النفسي مع الموظفين وتحسين أدائهم قيميًّا، فضلا عن ضبط بيئة العمل. وهو الأمر الذي لم تُعِره المؤسسات العربية أي اهتمام على الرغم من وجود مقوم ديني يحذر من خطر النفاق، ويعتبر ممارسيه في الدرك الأسفل من النار؛ أي إنهم الأشد خطر ) .حريّ بنا أن نلفت إلى الأسباب ، منها:
1-( ثقافة الشلة والتشابك المصلحي بين الأفراد بمنطق "فلنخدمه اليوم وسيخدمنا غدا، وهكذا الأيام تدور).
2-التسلط من قبل المدراء أو المتحكمين.
3-البطالة.
سالم علي الجرو
09-16-2007, 03:18 PM
اليهودية في الإسلام
هي ديانة توحيدية نبيها موسى المرسل إلى بني إسرائيل، والذي تكلم إليه الله في طور سيناء، حيث أوحى له التوراة التي حرفها اليهود في وقت لاحق.
الديانة اليهودية و علاقتها بالماسونية و الصهيونية العالمية
و لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود
اليهودية Judaism
اليهودية إحدى الديانات السماوية التي نزلت على النبي موسى في مصر أثناء وجود بني إسرائيل أو ما يعرف بالعبرانيين في مصر. تعتبر اليهودية أقدم الديانات التي تعرف حاليا بالديانات الابراهيمية أو الديانات السماوية كما يسميها البعض .
تعريفها: هي الملة التي يدين بها اليهود وهم أمة موسى عليه السلام .
- سميت اليهودية بذلك نسبة إلى اليهود ، وهم أتباعها ، وسموا يهوداً : نسبة إلى (يهوذا) ابن يعقوب الذي ينتمي إليه بنو إسرائيل الذين بعث فيهم موسى عليه السلام ، فقلبت العرب الذال دالا.؟
- عقيدة اليهود :
- كانت عقيدة اليهود قبل أن يحرفوها ، عقيدة التوحيد والأيمان الصحيح المنزلة من الله تعالى على موسى عليه السلام ، لكنهم حرفوها وبدلوها وابتدعوا فيها ما لم ينزله الله .
- بداية الانحراف:
- بدأ انحراف بني إسرائيل (اليهود) في عهد موسى عليه السلام ، وهو حي بين أظهرهم ، حيث طلبوا منه أن يريهم الله تعالى ، فقالوا له ((أرنا الله جهرة)) .
- ثم لما مات موسى عليه السلام ، أخذوا يحرفون دين الله ويبدلون في التوراة فقالوا ((عزيزٌ أبن الله )) 30 التوبة، وقالوا ((نحن أبناء الله وأحباؤه )) 18 المائدة .
- إضافة ألي تبديلهم في أحكام الشريعة المنزلة على موسى عليه السلام ،وحرفوا نصوص التوراة ، وقدسوا آراء أحبارهم المتمثلة بما يسمى عندهم ( بالتلمود ) وهو شروح واجتهادات علمائهم الذين أحلوا لهم لحم الحرام وحرموا عليهم الحلال بأهوائهم .
- لذلك قال الله تعالى شانة فيهم ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله )) التوبة
- وقد فسر حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا في حديث بأن معنى اتخاذهم أرباباً أي طاعتهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله .
- نسبهم الابن إلى الله تعالى :
- قال الله تعالى عنهم : ( ( وقالت اليهود عزيزاً أبن الله )) فزعموا أن عزيزاً وهو أحد أنبيائهم ابن الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا ً.
- ومن ادعاتهم الضالة :
- انهم أبناء الله وأحباؤه .
- أن الله فقير وهم أغنياء .
- أن يد الله مغلولة .
- وكذلك قولهم لموسى ((لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ))
- وزعمهم أن الله تعالى تعب من خلق السموات والأرض .
- إنكار اليهود وجحودهم لنبوة خاتم الأنباء محمد صلى الله عليه وسلم رغم أنهم يعرفون أنه رسول الله حقاً ، ولديهم الأدلة على ذلك كما ذكر الله ذلك عنهم .حيث ذكر أنهم يعرفونه ويعرفون نبوته كما يعرفون أبناءهم . قال تعالى (( الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ))146 البقرة.
الصهيونية Zionism
الصهيونية حركة قومية يهودية حديثة نشأت في أوروبا ساهم في تشكيلها عدة مفكرين يهود. -. لكن الصهيونية السياسية التي اعتمدت على وجه الخصوص على مؤلَّف تيودور هرتسل "Der Judenstaat" - الدولة اليهودية - هي التي لقيت انتشارا واسعا أدى إلى إعلان قيام دولة يهودية على أرض فلسطين في 14 مايو 1948.
تعريفها : هي منظمة يهودية تنفيذية ، مهمتها تنفيذ المخططات المرسومة لإعادة مجد بني إسرائيل -اليهود- وبناء هيكل سليمان ، ثم إقامة مملكة إسرائيل ثم السيطرة من خلالها على العالم تحت ملك (ملك يهوذا) المنتظر . سميت بذلك : نسبة إلى (صهيون) جبل يقع جنوب بيت المقدس يقدسه اليهود .
أهداف الصهيونية :
- ذكرنا أن الصهيونية حركة يهودية خالصة . اما أهدافها فهي ذات جانبين : ديني وسياسي :
----أما الجانب الديني فيتلخص فيما يلي :
1. إثارة الحماس الديني بين أفراد اليهود في جميع أنحاء العالم ، لعودتهم إلى أرض الميعاد المزعومة ( أرض فلسطين ) .
2. حث سائر اليهود على التمسك بالتعاليم الدينية والعبادات والشعائر اليهودية والالتزام بأحكام الشريعة اليهودية .
3. إثارة الروح القتالية بين اليهود ، والعصبية الدينية والقومية لهم للتصدي للأديان والأمم والشعوب الأخرى .
---- أما الجانب السياسي فيتلخص فيما يلي :
1. محاولة تهويد فلسطين ( أي جعلها يهودية داخلياً ) وذلك بتشجيع اليهود في جميع أنحاء العالم على الهجرة إلى فلسطين وتنظيم هجرتهم وتمويلها ، وتأمين وسائل الاستقرار النفسي والوظيفي والسكني وذلك بإقامة المستوطنات داخل أرض فلسطين (( وهي عبارة عن مجمعات سكنية حديثة كاملة المرافق تمولها الصهيونية من تبراعات اليهود والدول الموالية لهم في العالم )) ، وتوطيد الكيان اليهودي الناشئ في فلسطين سياسياً واقتصادياً وعسكرياً .
2. تدويل الكيان الاسرائيلي في فلسطين عالمياً ، وذلك بانتزاع اعتراف اكثر دول العالم بوجود دولة إسرائيل في فلسطين وشرعيتها وضمان تحقيق الحماية الدوليه لها ، وفرضها على العالم ، وعلى المسلمين على وجه الخصوص . لذلك نجد أن الصهيونية تقوم بدور رئيس في دفع أمريكا وروسيا وأكثر الدول في أوربا لحماية اسرائيل سياسياً وعسكرياً ودعمها اقتصاديا وبشريا ، فبالرغم من ان امريكا ودول أوربا - دول نصرانية - ، وبالرغم من ان روسيا شيوعية تحارب الأديان وبالرغم ايضا من ان شعوب هذه الدول تكره اليهود بحق الا انها لا تزال تحمي دولة اسرائيل وتدعمها . وما ذك إلا بتأثير الصهيونية الواضح.
3. متابعة وتنفيذ المخططات اليهودية العالم السياسية والاقتصادية ، خطوة بخطوة ، ووضع الوسائل الكفيلة بالتنفيذ السريع والدقيق لهذه المخططات ، ثم التهيئة لها إعلاميا وتمويلها اقتصاديا ، ودعمها سياسياً .
4. توحيد وتنظيم جهود اليهود في جميع العالم أفراد وجماعات ومؤسسات ومنظمات ، وتحريك العملاء والمأجورين عند الحاجة لخدمة اليهود وتحقيق مصالحهم ومخططاتهم.
________________________________________
الماسونية في سطور
الماسونيه .. إشتقاق لغوى من الكلمه الفرنسيه ( ْMacon ) ومعناها ( البناء ) والماسونيه تقابلها ( Maconneries ) .. أى الباؤون الأحرار .. وفى الإنخليزيه يقال : فرى ماسون ( Free-mason ) ( البناؤون الأحرار ) . وبذلك يتضح أن هذه المنظمه يربطها أصحابها ومؤسسوها بمهنة البناء . وبالفعل يزعم مؤرخوها ودعاتها أنها فى الأصل تضم الجماعات المشتغله فى مهن البناء والعمار . وفى هذا التبرير التخفيفى يحاولون إظهارها وكأنها أشبه بنقابه للعاملين فى مهن البناء! ولو كانت الماسونيه نقابة محترفي أعمال بناء فما الداعى لسريتها وإخفاء أوراقها ..؟!
والماسونيه تعتمد المنهج اليهودى فى الحط من شأن الخالق سبحانه وتعالى . فكما اليهود فى توراتهم المحرفه يقولون فى الإتحاد بين الله والإنسان . فيعطون على أساس ذلك لله تعالى أوصاف بشريه كقولهم مثلا :
بكى حتى تورمت عينيه ..!
ندم على خراب الهيكل ..!
سمع آدم وقع أقدام الرب فى الجنه ..!
( منقول )
سالم علي الجرو
09-18-2007, 01:09 AM
أضــرار
ـ 1 ـ
الرّشــوة
لن يرضى المرء ، أيّ امرىء على نفسه بالضرر ، فكيف يضر بالآخرين؟.
الرشوة: الرشوة ظاهرة سلوكية خطيرة ضارة بالفرد و المجتمع والأمّة ، يتعاطاها البعض دون حرج كي يقضي مصالحه بصرف النظر عن الأذى الذي يلحقه بالآخرين . ومن أجل ماذا؟. من أجل قضاء مصالحه . إن للاخرين مصالح أيضا يا أيّها الرّاشي ....
أضرار الرشوة:
أضرارها كثيرة منها:
ـ إنعدام الرّحمة بين الناس.
ـ غياب العدالة.
ـ الإخلال بالآداب الإجتماعية .
ـ تزرع في النفوس الحقد والكراهية .
ـ تعطل مصالح الآخر .
تفسد الأخلاق بطرد الفضيلة وإحلال الرّذيلة.
يتحدثون عن طرق علاج الرّشوة ، وهي في التزام الفرد بالخلق الآدمي وبقاء شعوره الإنساني وحياة الضّمير . هذا كأيّ إنسان غير أن الذي يدين بالإسلام هو الذي عليه ان يراقب الله ويخافه." لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الراشي و المرتشي و الرائش يعني الذي يمشي بينهم ".
حديث نبوي شريف.
سالم علي الجرو
09-18-2007, 01:14 AM
أتمنى على القراء الكرام المشاركة في تحديد الأضرار التي لحقت بالأمة من جراء الخطايا التي يرتكبونها حسب التسلسل الرقمي.
نوع الخطأ ـ تعريفه ـ أضراره ـ علاجة.
مع الشكر الجزيل.
سالم علي الجرو
09-18-2007, 11:13 AM
ـ 2 ـ
التّدخين
ـ أمراض القلب والشرايين.
- زيادة نسبة أمراض الرئتين وحدوث السرطانات المختلفة .
- زيادة نسبة أمراض الجهاز الهضمى وخاصة القرحة.
- حدوث ضعفى جنسى مبكر ناتج عن ضعف الغدد الصماء المفرزة للهرمونات الجنسية.
- تأثير مباشر على جنين المرأة الحامل ونقص الوزن وتأخر نمو وحدوث الموت المفاجئ للجنين أحياناً
- زيادة نسبة إصابة الأطفال بأمراض الرئة والتهابات الأذن الوسطى الناجمة عن الإستنشاق السلبى لتدخين الكبار. إضافة إلى أضرار خطيرة تشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والصحية, ومن ذلك ما اوردته منظمة الصحة العالمية من ان عدد ضحايا التدخين سوف يصل الى اكثر من 10 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030م, منهم 7 ملايين في الدول النامية والعالم الثالث.
مكونات التبغ : هو مادة كيميائية منها
ـ 400 مادة سامة و22 مادة شديدة السمية و40 مادة تسبب السرطان منها النيكوتين مادة شبه قلوية شديدة السمية تسبب الإدمان
ـ حامض الكبريتيك مادة حمضية حارقة.
الوقاية:
التوعية بمضار التدخين
العناية بالتربية
منع ممارسة التدخين في أوساط المربين والمدرسين أمام الطلاب وصغار السن .
العلاج
الاعتماد على قوة الإرادة الذاتية.
عقاقير طبية
"العلاج بوخز الإبر الصينية".
العقاقير الطبية:
دواء زيبان (Zyban) وهو أحدث دواء يستخدم في مكافحة آفة التدخين ، ويستخدم على النحو التالي:
حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أيام ثم حبة مرتين في اليوم بعد ذلك
ويستمر الكورس لمدة 8 أسابيع هذا مع العلم أنه يتم متابعة المريض بعد 10 أيام ثم بعد أسبوعين ثم بعد ثلاثة أسابيع والهدف من هذه المتابعة الطبية للمريض حتى يتم الحصول على أفضل النتائج.
ويعتبر دواء زيبان في الأصل دواء مخصص لعلاج الاكتئاب لكنه يساعد الأشخاص الذين يودون الإقلاع عن التدخين، ويعتقد بأنه ينشط مادة الدوبامين في المخ، وهي مادة تأثيرها مماثل للنيكوتين.
وهذا الدواء لا يحتوي على النيكوتين ولا يسبب الإدمان ولا يجب أن يتناول المريض هذا الدواء إذا كانت لديه أي من الحالات التالية:
1. الصرع
2. ورم بالمخ
3. جراحة بالمخ
4. أمراض نفسية متعلقة بالطعام (بوليميا أو أنوركسيا)
5. إصابة بالغة في الرأس
من الأفضل تناول الدواء مع الأكل لتخفيف اضطرابات المعدة. وفي حالة نسيانك تناول أحد الجرعات انتظر موعد الجرعة القادمة ولا تتناول جرعتين في نفس الوقت. 3.
بدائل النيكوتين:
تستخدم بدائل النيكوتين مثل اللاصقة الجلدية والبخاخ والعلكة لكن ما هو مستخدم في العيادة هو اللاصقة الجلدية Nicotine Patch فقط وذلك لسهولة استخدامها وقلة الأعراض الجانبية.
( منقول بتصرف من عدّة مصادر )
سالم علي الجرو
09-18-2007, 12:58 PM
3 _القات
( الدين والنفس والعقل والعرض والمال) ، هي المصالح الضرورية للناس كما حصرها الشرعيون..
المقومات الأساسية والسليمة لحياة الناس
القات يضر بهذه دون جدال:
- سهر وهجر للزوجات وأولاد مما يتسبب في ضياع حقوق الزوجة وتشرد الأولاد وتشردهم.
_ واجبات دينية يتركها أو يهملها المتعاطي كتركه للصلاة أو تأخيرها عن وقتها، أو معصية للوالدين وعدم البر بهما، أو قطع لصلة الرحم، وكم من معـاصٍ يقترفها أثناء تعاطيه القات كمشاهدة الأفلام الخليعة.
ـ أمراض عضوية ونفسية تصيب المتعاطين للقات..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟، وعن شبابه فيم أبلاه؟، وعن ماله من أين اكتسبه؟
وفيم أنفقه؟، وعن علمه ماذا عمل به؟
الأضرار
الصحية
-يتسبب القات والإدمان عليه في عديد من الأمراض الجسدية والنفسية.
- يعاني مدمنو القات من تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان.
- القات مسبب رئيسي في عمليات عسر الهضم و فقدان الشهية و الإمساك مما يؤدي إلى مرض البواسير و سوء التغذية ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين.
- إن المواد الكيميائية في نبتة القات تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتضيق في الأوعية الدموية مما يرفع ضغط الدم عند المصابين بالضغط .
- القات سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية الغير إرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ وذلك لتأثير القات على البروستات والحويصلة المنوية وما يحدثه مـن احـتقان وتقلص فيساعد على تضخم البروستات .
- يمتاز متعاطي القات بحدة الطبع والعصبية بعد إنقضاء فترة النشاط الكاذب كما يميل متعاطي القات للكسل الذهني بعد ساعات من التعاطي ثم سرعان ما يبدأ شعور بالقلق المصحوب بالإكتئاب والنوم المتقطع .
_ لاحظ الأطباء إرتباطاً بين ازدياد حالات سرطانات الفم والفك وبين إدمان القات خاصة في السنوات الأخيرة إذ انتشرت عمليات استخدام مواد كيميائية غير مسموح بها عالميا ترش عليه أثناء زراعته . بالإضافة إلى عملية التخريش للفم أثناء عملية التخزين والتي تؤدي إلى تغيرات في بطانة الفم مما يساعد في حدوث السرطان.
الإقتصادية:
_ عدم التماسك العائلي بسبب النزيف المالي للموارد العائلية, والذي ينعكس على مستوى العائلة الصحي والتعليمي, حيث يفقد المستهلك الرغبة في العمـل, وتنخفض إنتاجيته, وتتعطل قـواه العقلية، ويفقده التعاطي الاهتمام بأسرته, و عدم مقدرته على تأمين احتياجاتهم من المال بسبب الإدمان والحاجة المستمرة للمال, فتزداد تكاليف الضمان الاجتماعي ونفقات الرعاية الصحية في المناطق والدول المنتشر بها آفة تعاطي القات.
_ تنتشر البطالة بين مزارعي القات ومروجيه اعتماداً على ما يدره القات من أموال طائلة على حساب صحة وأسرة المستهلك ، وبالتالي إفساد المجتمع ، ولا هم لمزارعي القات سوى البحث عن متعهم وجلساتهم المكلفة لتخزين القات ( التي تختلف تماماً عن جلسات المستهلكين الضعفاء ) والاهتمام بامتلاء جيوبهم دون كد أو عرق ، غير مبالين بحل كسبهم أو حرمته.
_ نظراً للآثار الضارة المترتبة على مضغ وتخزين القات نجد المدمنين لا يذهبون إلى أعمالهم إلا متأخرين بسبب السهر في جلسات تخزين القات، كما أن الفتور والخمول الملازم لهم بسبب تعاطي القات يجعل إنتاجيتهم في العمل منخفضة, بسبب مزاجهم غير المعتدل, وفتورهم المضني, وشعورهم بالكآبة، إضافة إلى الوقت الذي يهدرونه في تعاطي القات دون التفكير في مشاريع تزيد من دخلهم.
_ يسبب تعاطي القات ارتباكات مالية في الأسر التي بها أفراد مدمنون ينفقون على تعاطي القات جزءاً غير قليل من دخلهم ، وقد يستدين بعضهم , وما أن يسدد إلا ويستدين مرة أخرى , مما يجعله في حالة فقر مستمر, مما يحثهم على ارتكاب الجرائم لتغطية النفقات الضرورية، وبعض المدمنين قد يزيد دخله الشهري عن عشرة آلاف ريال ولا يأتي نصف الشهر إلاّ وهو صفر اليدين من جراء الإنفاق على جلسات القات.وبعبارة أخرى يمكننا القول أن تعاطي القات يؤدي إلى التقليل من دخل الفرد بسبب الإنفاق المستمر عليه , وبسبب الوقت المهدر فيه , وبالتالي يؤثر على الدخل القومي الذي هو مجموع دخل الأفراد.
الإجتماعية:
_ يؤدي إلى تقبل السلوك الانحرافي الإجرامي و الشعور بالأنانية وضعف الإحساس بالواجب الاجتماعي وبالتالي اختفاء الولاء للأسرة والوطن مما قد يؤدي إلى تأثر الحياة الاجتماعية وإلى التفكك الأسري.
_ يقدم المدمن للقات نموذجاً سيئاً من السلوك لأبنائه , حيث يتركهم يعانون الحرمان والحاجة , بسبب انشغاله بنفسه , واهتمامه بتأمين ما يحتاجه هو من أجل تعاطيه القات، فيحس الأبناء بالنقص تجاه أقرانهم الذين يجدون الملبس الجديد ويتنـزهون مع أسرهم، ويحرمون أيضاً من الدورات التعليمية، أو المشاركات في الأندية الرياضية بسبب عدم توفر المبالغ المالية، أو بسبب ضياع وقت آبائهم في مجالس القات، وعدم تخصيصهم جزءاً من الوقت للترويح عن أبنائهم، فيفقد الأبناء الثقة في أنفسهم، ويزرع الحقد في صدورهم بسبب الحرمان الذي يعيشونه مقارنة مع غيرهم، مما يدفع الأبناء إلى سلوكيات غير سوية, وعدم تحمل للمسؤولية, وقد يحترفون السرقة , ويتعاطون القات وغيره من المخدرات.
_ يؤدي تعاطي القات إلى مفاسد اجتماعية , بسبب ما تكلفه هذه العادة السيئة من أموال تجبر المستهلك على كسب المزيد من المال ليرضي رغبته، والغاية عنده تبرر الوسيلة ، فلا مانع من استغلال مركزه الوظيفي في الحصول على الرشوة , وتقديم الخدمة لمن لا يستحقها , مقابل مبلغ من المال أو دعوة إلى مجلس قات مقابل هذه الخدمة التي تقدم لمن قد لا يستحقها.
العلاج
يمتنع عن مضغ القات كلّ من عرف أضراره
حملة توعية وقرارات حكومية حاسمة
سالم علي الجرو
09-19-2007, 02:45 PM
ـ 4 ـ
الفراغ
( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك )
الفراغ لا يبقى فراغًا أبدًا، فلا بد أن يُملأ بخير أو شر
داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية
في المال ندقق: إلى أين ذهب القرش؟ ، وفي الوقت لا نسأل: كيف مضت الأيام والشهور والسنون؟
أضراره:
- هو المحرك لكل النوازع المكبوتة والرغبات الشهوانية.
- من السهل أن ينقاد شاب يعيش في فراغ ليقع فريسة لتأثير الآخرين.
((اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)) أخرجه الحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
سالم علي الجرو
09-19-2007, 03:45 PM
5 _
السهر1-
السهر المحمود:
أ ) السهر في إحياء الليل بالقيام والتلاوة قال تعالى { كانوا قليلاً من الليل مايهجعون وبالأسحار هم يستغفرون} . الآية .
ب ) السهر في مصالح المسلمين العامة كالجهاد والرباط في الثغور .2-
السهر المباح :
العمل ليلاً في الأمن والمستشفيات .3-
السهر في معصية الله :
في مشاهدة الأفلام والقنوات الفضائية والألعاب المحرمة كلعب الورق أو ممارسة السهر في أكل لحوم البشر بالغيبة والنميمة والشتائم والبهتان ...
الأضرار1
- عدم أخذ القسط الكافي من النوم يؤدي إلى ظهور أعراض وأمراض منها : التعب - الصداع - الغثيان - واحمرار العينين وانتفاخهما - والتوتر العصبي - والقلق - وضعف الذاكرة والتركيز - وسرعة الغضب - والألم في العضلات وبعض المشكلات الجلدية كالبثور وغيرها ..
2- إن قلة النوم تسبب خللاً في جهاز المناعة وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض.
3- تضييع الواجبات الشرعية مثل التخلف عن صلاة الفجر جماعة .
4- فوات بركة البكور في أول النهار : الذين يسهرون يحرمون أنفسهم هذا الوقت الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( بورك لأمتي في بكورها ) .
فارس الميدان
09-19-2007, 09:44 PM
شهر كريم وشكرا شكرا على مابدعتم
سالم علي الجرو
09-20-2007, 11:41 AM
- 6 -
الإستعانة بغير المسلمين على المسلمين
من القرآن
قال تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا )
وقال عزّ وجل:
( بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين )
وقال: ( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )
وقوله تعالى: ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار )
وقال جلّ جلاله:
( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا )
وقوله تعالى:
( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون )
وقوله تعالى:
( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )
من السنة المطهرة
حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر، فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأتبعك وأصيب معك.قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تؤمن بالله ورسوله)؟ قال: لا، قال: (فارجع فلن أستعين بمشرك)
قالت: ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة، أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة قال (فارجع فلن أستعين بمشرك) قال ثم رجع فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: (تؤمن بالله ورسوله)؟ قال: نعم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (فانطلق) » [صحيح مسلم، برقم (1817)]
ومنها حديث خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده رضي الله عنه، قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل أن نسلم، فقلنا: إنا نستحيي أن يشهد قومنا مشهدا، فقال (أأسلمتما)؟ قلنا: لا. قال: (فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين) فأسلمنا وشهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلت رجلا وضربني الرجل ...فتزوجت ابنته فكانت تقول: لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح. فقلت لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار »
[أخرجه الحاكم في المستدرك، برقم (2563) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وخبيب بن عبد الرحمن بن الأسود بن حارثة، جده صحابي معروف وله شاهد عن أبي حميد الساعدي"]
ومنها حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا خلف ثنية الوداع، إذا كتيبة، قال: (من هؤلاء)؟ قالوا بنو قينقاع، وهو رهط عبد الله بن سلام، قال: (وأسلموا)؟ قالوا: لا بل هم على دينهم، قال: (قل لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين) » [نفس المصدر، برقم (2564)]
أخطار وأضرار
الخطر الأول: إزهاق الأرواح بالأسلحة الفتاكة.
الخطر الثاني: تدمير مقومات الأمة الاجتماعية والاقتصادية والصناعية والثقافية والزراعية والتجارية>
الخطر الثالث: نزوح السكان من مدنهم وقراهم التي تشتد فيها المعارك، وتشردهم بنسائهم وأطفالهم وشيوخهم ومرضاهم طلبا للمأوى والأمن والإعاشة.
الخطر الرابع: تقسيم وتفتيت الأمة .
الخطر الخامس: تضليل عقول الأجيال القادمة ، بتغيير ثقافتهم .
سالم علي الجرو
09-20-2007, 12:57 PM
عناصر الخير في البشرية
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ، وليس للمسلمين فقط
قيم الحرية والمحبة والسلام والعدالة والمساواة وكل القيم الإنسانية العليا لدى البشر جميعاً
روى صديق أنه كان ذات يوم في إحدى منتزهات لندن وكان إلى جواره أطفال عرب يلعبون وبالقرب منهم امرأة يهودية مع أولادها. كانت توجههم باللغة العبرية:
( ... ابتعدوا عن أولاد الوحوش العرب ) ، وفجأة سقط طفل صغير من أولاد العرب فكانت اليهودية السباقة إلى احتضانه والتخفيف عنه.
تعال واقرأ هذا الخبر:
( منقول )
وجهت منظمة إسلامية الشكر لأحد المعابد اليهودية ، لمساعدته في توفير مكان للصلاة للمسلمين ، بعد أن تسبب حريق في إتلاف مسجد محلي في إحدى المدن بولاية بنسلفانيا الأمريكية.
ونقلت وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" عن فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" في فيلادلفيا ، بيان جاء فيه : "إن مركز معبد أوهيب زيديك في مدينة بوتسفيل بالقرب من مدينة فيلادلفيا قد عرض توفير مكاناً لصلاة الجماعة للجمعية الإسلامية في مقاطعة شويكيل ، لتعرض المسجد في المنطقة لأضرار بعد أن شب فيه حريق عارض ، كما جاء عرض آخر بتوفير مكان للصلاة من شركة ميكانيكس فيل لإطفاء الحرائق
خطاب شكر
من ابن عساكر المعاصر . القاهرة
.
إلى السادة الكرام
:
أعضاء مركزمعبد أوهيب زيديك
واسرة شركة ميكانيكس فيل لإطفاء الحرائق"
في مدينة بوتسفيل بالقرب من مدينة فيلادلفيا .بالولايات المتحدة الإمريكية
تحية المودة والتقدير لكم جميعا لموقفكم الكريم وعرضكم الطيب بتوفير مكاناً لصلاة الجماعة للجمعية الإسلامية في مُقاطعة شويكيل ، لتعرض المسجد في المنطقة لأضرار بعد أن شب فيه حريق عارض وهدا الموقف ليس بغريب على من قال فيهم ربنا فى القرآن الكريم :
• لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * آية رقم : (13-15) من سورة آل عمران.• وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * آية رقم : (199) من سورة آل عمران.
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى = إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلما
وواسـى الرجـال الصـالحـين بنفسـه = وفارق مذموماً وخالف مجرما
سالم علي الجرو
09-21-2007, 10:27 AM
شهر كريم وشكرا شكرا على مابدعتم
من أسوأ المشاهد والممارسات أن تجد العمل يناقض القول بدون غضاضة ولا إحراج وكأنّما هو الحق.
( أحيوا الحق بذكره وأميتوا الباطل بتركه )
نقول بتكريم الآدمي ، والقوي منا يذل الضعيف
لا نؤمن بقانون وضعي لأنه من إنسان ضعيف ، ونؤمن بشرع الله وعند التطبيق نهاب قانون الإنسان وندع شرع الله خلف ظهورنا ولا نتهيّب من عقاب الله.
نستشهد بضياع الكفار بالتفسخ والإنحلال الأخلاقي وتحليل المحرمات وهم يكرّمون الآدمي في ديارهم.
تكريمهم للآدمي حق
إستغلالهم للوقت حق
التفكر والتّدبير الدائمين حق
فأين كرامة الآدمي في ديار المسلمين؟
هل يستغل المسملون الوقت للإنتاج من أجل رقي المسلم وتطوره؟
هل نفكر ونتدبّر كي تتوافق حياتنا مع نواميس الكون؟
في الغرب المسيحي تقف الحكومة غاضبة من أجل اقتلاع شجرة ، وفي ديار الإسلام لا نعبأ بإنسان مظلوم.
ويذهب رمضان ويأتي رمضان ونقول كلاما محببا يرق له الفؤاد وتخشع له القلوب ، وفي السلوك ما ينبىء عن تناقض.
ونحن على مشارف الشهر الكريم تبدأ المظاهر الإحتفالية من خلال الإعداد والتهيئة بشراء الأثاث والأواني المنزلية . يهل الشهر الكريم فينهض الغافل والعاصي ويشرع المعنيون من وعاظ يخطبون فينا ونحن نستمع إليهم ونصلّي ونبكي.
لا جديد بين رمضان ورمضان سوى تجديد البعض للعهد مع المرافق ، إبليس اللعين فتزداد الخطايا وتتنوّع ، والغريب أننا لم نتعظ ، فكلّما فارقنا آدميا نحبه وآخر نعرفه ذرفنا الدموع واستحضرنا لحظة العذاب وفعل خطايانا على الآخرين.
شكرا أخي فارس الميدان
سالم علي الجرو
09-21-2007, 01:45 PM
بين التعاليم والمذهب
تعاليم أخلاقية
الصدق ـ الأمانة ـ الحث على الصبر وحسن الخلق ـ نهي عن الغش والنّميمة ـ الأمر بمعونة الفقراء ـ النهي عن الظّلم ـ ترغيب الأغنياء في مواساة البائسين ـ نهي الأقوياء عن سلب حقوق الآخرين ـ التحذير من اكتساب الثروة بطرق غير مشروعة .
كل هذه التعاليم التي جاءت في شكل أوامر ونصائح وإرشادات لا تعدو عن كونها تعاليم أخلاقية، تستهدف، تنمية الطاقات الخيرة في نفس الفرد المسلم والمزيد من شده الى ربه، والى أخيه الإنسان، ولا يعني ذلك مذهباً اقتصادياً . إنها ذات طابع فردي أخلاقي، هدفها اصلاح الفرد، وتنمية الخير فيه، وليست ذات طابع اجتماعي، تنظيمي.
الفرق بين التعاليم الأخلاقية والمذهب الإقتصادي:
كالفرق بين واعظ يعتلي المنبر، فينصح الناس بالتراحم والتعاطف، ويحذرهم من الظلم والاساءة، والاعتداء على حقوق الآخرين، وبين مصلح اجتماعي، يضع تخطيطاً لنوع العلاقات، التي يجب أن تقام بين الناس، ويحدد الحقوق والواجبات.
المذهب الإقتصاديلم تقتصر تعاليم الإسلام على تربية الفرد خلقياً، وترك تنظيم المجتمع. ولا ان الإسلام، كان واعظاً للفرد، فحسب، ولم يكن الى جانب ذلك، مذهباً ونظاماً للمجتمع، في مختلف مجالات حياته، بما فيها حياته الإقتصادية.
ان الإسلام، لم ينه عن الظلم، ولم ينصح الناس بالعدل ولم يحذرهم من التجاوز على حقوق الآخرين، بدون ان يحدد مفاهيم الظلم والعدل، من وجهة نظره، ويحدد تلك الحقوق التي نهى عن تجاوزها.
ان الإسلام، لم يترك تلك المفاهيم، مفاهيم العدل والظلم والحق، غائمة غامضة، ولم يدع تفسيرها لغيره، كما يصنع الوعاظ الاخلاقيون. بل انه جاء بصورة محددة، للعدالة وقواعد عامة للتعايش بين الناس، في مجالات انتاج الثروة وتوزيعها وتداولها، واعتبر كل شذوذ وانحراف، عن هذه القواعد، وتلك الصورة، التي حددها للعدالة، ظلماً، وتجاوزاً على حقوق الآخرين.
وهذا هو الفارق، بين موقف الواعظ، وموقف المذهب الإقتصادي. فان الواعظ، ينصح بالعدل، ويحذر من الظلم ولكنه لا يضع مقاييس العدل والظلم، وانما يدع هذه المقاييس الى العرف العام المتبع، لدى الواعظ وسامعيه. واما المذهب الاقتصادي، فهو يحاول أن يضع هذه المقاييس، ويجسدها في نظام اقتصادي، مخطط، ينظم مختلف الحقول الاقتصادية.
الإسلام، حين قال للناس، اتركوا الظلم، وطبقوا العدل، قدم لهم في نفس الوقت، مفاهيمه عن العدل والظلم وميز بنفسه، الطريقة العادلة، في التوزيع والتداول والانتاج عن الطريقة الظالمة. فذكر مثلاً، ان تملك الارض بالقوة، وبدون احياء، ظلم، وان الاختصاص بها، على أساس العمل والاحياء، حق، وأن حصول رأس المال، على نصيب من الثروة المنتجة باسم فائدة، ظلم، وحصوله على ربح، عدل. الى كثير من الوان العلاقات، والسلوك، التي ميز فيها الإسلام بين الظلم والعدل.
ان الزكاة، جزء من مخطط اسلامي عام، لايجاد التوازن، وتحقيق مستوى عام، موحد من المعيشة، في المجتمع الإسلامي. ومن الواضح، ان التخطيط المتوازن، ليس وعظاً، وانما هو فكر تنظيمي، على مستوى مذهب اقتصادي.
( منقول بتصرف )
سالم علي الجرو
09-21-2007, 10:10 PM
ـ 7 ـ
البذخ والإسراف
أنت وأنا والمدعوين الثلاثة على مائدة المضيف ، طولها ثلاثة أمتار أو تزيد ، فعن ماذا تحدثك نفسك؟ .
أما أنا فأنظر إلى المضيف وأقرأ في صمت:
{وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السبيل ولا تبذّر تبذيراً* إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً} [الإسراء:26ـ27]
"وفّر قرشك الأبيض ليومك الأسود".
(ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه } [أخرجه أحمد:4132، وصححه الألباني في صحيح الجامع:5674
أتخيل الفقراء والجياع ، متسائلا: أين هم الآن ، وكيف هم الآن ونحن على هذه المائدة؟.
وأعيد ما قرأت عن الاستنزاف الإقتصادي وأجزم بأن المجتمع توزّع إلى طبقتين :
فقراء محرومين وأغنياء متخمين.
يا زميلي على مائدة الإسراف:
هل ستتذكر وليمتنا هذه إذا ما علمت بأن خدم مضيفنا ألقوا بما يكفي لعشرة جياع في حاوية المخلفات؟
أمّا أنا فسأظل غاضبا على مضيفنا دون أن يدري ، أو تدري لماذا؟
لأنه صاحب العمل.
المجاملة في الحق
المجاملة في الحق نفاق..
( يا أيُّهَا الَّذين آمَنوا اتَّقُوا اللَّه وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أعْمالَكُمْ، ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً ) ، الآية.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)، الآية.
أستغفر الله العظيم
أستغفر الله العظيم
أستغفر الله العظيم
سالم علي الجرو
09-23-2007, 02:18 AM
ـ 8 ـ
الرّبــا
بلغت فوائد ديون العالم الثالث عام 1992 أربعمائة مليار دولار ولك أن تقدر حجم الأضرار التي لحقت بشعوب هذا العالم المكبل بالديون الرّبوية. [SIZE="2"]مجلة التابلت الكاثوليكية عن: مؤتمر الأرض في ريوديجانيرو [ البرازيل ].
الربا في اللغة:
هو الزيادة. قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾[الحج:5], وقال تعالى: ﴿أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ﴾ [النحل:92]، أي أكثر عدداً يقال: ”أربى فلان على فلان، إذا زاد عليه“
النصوص الواردة في تحريم الربا:
الربا محرم بالكتاب والسنة والإجماع, وهو من الكبائر, ومن السبع الموبقات, ولم يؤذن الله تعالى في كتابه عاصياً بالحرب سوى آكل الربا, ومن استحله فقد كفر - لإنكاره معلوماً من الدين بالضرورة - فيستتاب, فإن تاب وإلا قتل, أما من تعامل بالربا من غير أن يكون مستحلاً له فهو فاسق.
ودليل التحريم من الكتاب قول الله تبارك وتعالى : ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾[البقرة:275], وقوله عز وجل: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَس ...﴾ [البقرة:275].
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات قالوا: يا رسول الله وما هن ؟ قال: الشرك بالله, والسحر, وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والتولي يوم الزحف, وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» (8).
وما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه» ), وقال: هم سواء. وأجمعت الأمة على أصل تحريم الربا. وإن اختلفوا في تفصيل مسائله وتبيين أحكامه وتفسير شرائطه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمِن الحلال أم مِنَ الحرام» (10).
[COLOR="Red"][SIZE="4"][B]
سالم علي الجرو
09-23-2007, 09:56 AM
أضرار الربا من الناحية الاجتماعية:
للربا أضرار عديدة من الناحية الاجتماعية، منها:
1ـ الربا له أضرار أخلاقية وروحية، لأننا لا نجد من يتعامل بالربا إلا إنساناً منطبعاً في نفسه البخل، وضيق الصدر، وتحجر القلب، والعبودية للمال، والتكالب على المادة وما إلى ذلك من الصفات الرذيلة.
2 ـ المجتمع الذي يتعامل بالربا مجتمع منحل، متفكك، لا يتساعد أفراده فيما بينهم، ولا يساعد أحد غيره إلا إذا كان يرجو من ورائه شيئاً، والطبقات الموسرة تعادي الطبقات المعدمة. ولا يمكن أن تدوم لهذا المجتمع سعادته، ولا استتباب أمنه، بل لا بد أن تبقى أجزاؤه مائلة إلى التفكك، والتشتت في كل حين من الأحيان حيث بالربا تزرع بوادر الحقد والعداوة وهذا ما نشاهده اليوم بين أطراف الربا سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الدولي.
[/SIZE]3ـ الربا إنما يتعلق في نواحي الحياة الاجتماعية لما يجري فيه التداين بين الناس، على مختلف صوره وأشكاله. وهذه القروض ضررها يعود على المجتمع بالخسارة، والتعاسة مدة حياته، سواء كانت تلك القروض لتجارة، أو لصناعة، أو مما تأخذه الحكومات الفقيرة من الدول الغنية، فإن ذلك كله يعود على الجميع بالخسارة الكبيرة التي لا يكاد يتخلص منها ذلك المجتمع أو تلك الحكومات، وما ذلك إلا لعدم اتباع المنهج الإسلامي، الذي يدعو إلى كل خير ويأمر بالعطف على الفقراء والمساكين، وذوي الحاجات، قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[المائدة: 2]. وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ), فلا نجاة، ولا خلاص، ولا سعادة، ولا فكاك من المصائب، إلا باتباع المنهج الإسلامي القويم واتباع ما جاء به من أحكام وتعاليم.
4ـ تعطيل الطاقة البشرية، فإن البطالة تحصل للمرابي بسبب الربا وتقاعسه عن العمل الجاد، والإنتاج المؤدي إلى صلاح الفرد والمجتمع؛ بما يوفره من توفير فرص أكبر للأيدي العاملة.
5ـ وضع مال المسلمين بين أيدي خصومهم، وهذا من أخطر ما أصيب به المسلمون، وذلك لأنهم أودعوا الفائض من أموالهم في البنوك الربوية في دول الكفر، وهذا الإيداع يجرّد المسلمين من أدوات النشاط، ويعين هؤلاء الكفرة أو المرابين على إضعاف المسلمين، والاستفادة من أموالهم
6ـ آكل الربا يحال بينه وبين أبواب الخير في الغالب، فلا يقرض القرض الحسن، ولا ينظر المعسر، ولا ينفس الكربة عن المكروب، لأنه يصعب عليه إعطاء المال بدون فوائد محسوسة، وقد بيّن الله فضل من أعان عباده المؤمنين ونفّس عنهم الكرب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» ) .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة» ) .
وثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله» .
7ـ الربا يقتل مشاعر الشفقة عند الإنسان، لأن المرابي لا يتردد في تجريد المدين من جميع أمواله عند قدرته على ذلك، ولهذا جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي» , وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس» وقال عليه الصلاة والسلام: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» [/COLOR() .
[COLOR="red"]8ـ الربا يسبب العداوة والبغضاء بين الأفراد والجماعات، ويحدث التقاطع والفتنة ويجرّ الناس إلى الدخول في مغامرات ليس باستطاعتهم تحمّل نتائجها.
وأضرار الربا لا تُحصى، ويكفي أن نعلم أن الله تعالى لا يحرم إلا كلّ ما فيه ضرر ومفسدة خالصة أو ما ضرره ومفسدته أكثر من نفعه . [/SIZE][/COLOR
سالم علي الجرو
09-23-2007, 12:19 PM
الدنيا بخير
صلى الله وسلم على نبي الهدى وعلى آله وصحبه وسلّم ، القائل:
( الجنّة تحت أقدام الأمهات )
ورحم الله الشاعر ، القائل:
لو كانت النساء مثل هذه = لفضّلت النّساء على الرّجال
***
أين الحرّة ، وأين السائلة؟:
أو تزني الحرّة يا رسول اللـه؟
ماذا ستقول وتفعل لو شاهدت السائلة القنوات الفضائية الفاضحة؟.
__________________________
( الرّجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ) النساء/34
من لي برجل لا تحتجّ عليه امرأة؟
إن سألها: إلى أين أنت ذاهبة؟
أجابها بصدق عندما تسأله ذات السؤال. إن صدق فالدنيا بخير وإن لم يصدق فأين التفضيل؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" (رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني).
عندما لا يصدق هذا الزوج ، فأيّ قيمة للسجود؟
من لي برجل يعزّ ابنته وأخته؟.
وهل يعز ابنته وأخته ويكرّمهما من يغري ابنة آخر وأخت آخر إلى ممارسة الفحش؟
___________________________
( ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمروف ) ، الآية.
( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ )، أمرهم بالغض من أبصارهم، لم يقل: غضوها، وإنما قال: غضوا من أبصاركم، أي: غضوا من أبصاركم فلا تنظروا إلى ما حرُم عليكم النظر إليه، واجعلوا النظرَ فيما ينفعكم، لا فيما يضرُّكم .
( وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) . [النور:31].
هم يغضّون من أبصارهم ، وهنّ يغضضن من أبصارهن...........
مــاذا تقول يا أخي الكريم؟
الزوجان
العلاقة التي تربط الزوجين بعضهما ببعض ليست كأيّ علاقة ، إنه ميثاق غليظ وشراكة وحبل متين يمسك كل واحد منهما بطرف حبله، ويهتم كل بطرفه ويراعي الطرف الآخر بما يسعده ويرضيه وفق حدود الشرع .
-الحقوق المشتركة بين الزوجين:
حل العشرة الزوجية واستمتاع كل من الزوجين بالآخر: وهذا الحل مشترك بينهما، فيحل للزوج من زوجته ما يحل لها منه، وهذا الاستمتاع حق للزوجين، ولا يحصل إلا بمشاركتهما معا لأنه لا يمكن أن ينفرد به أحدهما.
-الحقوق الواجبة للزوجة على زوجها:
صيانتها: بأن يحفظها من كل ما يخدش شرفها ويمتهن كرامتها.
الحقوق الواجبة للزوج على زوجته:
الطاعة ، عن عمرو بن الأحوص الحبشي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه وذكَّر ووعظ ثم قال «ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة بينة ، ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فحقكم علهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن» رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وروى الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال زوجها، قالت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال أمه».
سالم علي الجرو
09-23-2007, 01:45 PM
ـ 9 ـ
الطابور الخامس
جماعة من أنصار العدو السريين يقومون بأعمال التجسس أو التخريب ضمن خطوط الدفاع أو حدود البلاد.
تعبير نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936 م وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال كويبو كيللانو أحد قادة القوات الثائرة الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار وقال: إن هناك طابورًا خامساً يعمل مع الثوار من داخل مدريد ويقصد به مؤيدي الثورة من الشعب.
ويشمل الطابور الخامس مسئولين وصحفيين وبعض من يزعمون أنهم مثقفون.
يعملون لحساب اعداء الأمة في الخارج.. ويساهمون في تعريض أمنها وسلامتها للخطر، ربما بدرجة اكبر مما تتعرض له من قبل أعدائها الخارجيين..
أخطار الطابور الخامس
يعملون على تفكيك أوصال الأمة ويزرعون بذور الشكوك والتفرقة بداخلها...
------------------------ سالم علي الجرو ----------------------
سالم علي الجرو
09-24-2007, 08:55 AM
ـ 10ـ
أضرار .... أخطار ... تهتّك ... ضياع ... تمزّق
1- يغتالون القيم والفضائل من خلال القنوات الفضائية المبتذلة:
بالبرامج (المتدنية ).
والاغاني التافهة
والمسلسلات الهابطة
كلّ هذه تؤثر على الشباب المسلم وتقوده إلى الجهل والضّياع.
2- يثيرون الفتن ويشعلون النيران:
تحريض الأخ على أخيه
إثارة الفتن الطائفية
كلّ هذه تؤدّي إلى الكراهية والبغضـاء
إذا رأيت الهوى في أهله حكماً = فاحكم هنالك أن العقل قد ذهبا
أحمد شوقي
سالم علي الجرو
09-25-2007, 10:53 AM
محاسبة الضمير
المسلم يبحث دائما عن الكمال وعن الحكمة في كل طاعة يؤديها لأنه يريد أن ينتفع بها ليعيش حياة وجدانية راقية ... فالصلاة
تنهي عن الفحشاء والمنكر .
أما الصيام فإن الوظيفة الاولى والعظمى له هي الوصول الى تقوى الله تعالى وإلى الضمير الحي الذي يخشى الله تعالى لأن الصيام عبادة قوامها ان يملك المرء نفسه وأن يحكم هواه وغرائزه.. أي تحرير الإرادة وتقوية الضمير .. وتحرير الإرادة هو الفرق الهائل بين الحر والعبد بل بين الإنسان وسائر المخلوقات .. فالصيام حياة وجدانية قبل أن يكون أشياء بدنية .. إنه عبادة تزكية للنفس وترقية للضمير الإنساني.
والنبي عليه الصلاة والسلام كان رسول المساكين رغم أنه رسول العالمين لكنه كان يقف معهم يرحمهم ويعلمهم ويرفع من شأنهم ويعيش مأساتهم ويعرف ظمأهم وجوعهم ويرحم دموعهم .. فرحمة المساكين في كل وقت واجبة وخاصة في رمضان والمعنى أن يعيش مأساتهم وأن نعيش قضية المشردين في هوان قضية الشعوب التي نبذها الزمان والمكان فصوتهم ضعيف لايصل وخطواتهم قصيرة لا تمتد تغلق الأبواب في وجوهم لأنهم مساكين.
سالم علي الجرو
09-25-2007, 11:02 AM
التوبة
هل نتحرك في خط تصاعدي نحو الله أم نتحرك في خط تنازلي نحو الشيطان؟
لا تقل كم صمت وكم قرأت إنما قل كم فهمت وكم عملت
التوبة:
وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون [ النور:31]
يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً [التحريم:8]،.
عن أبي موسى الأشعري عن النبي قال: { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [أخرجه مسلم:4/2113، 2759].
وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله : { من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه } [أخرجه مسلم:4/2076،2703].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر } أخرجه أحمد (2/132،1532) والترمذي (3537) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (3/218) (3143) والمشكاة (2343،2449).
عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله : { أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات ولم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين... } أخرجه ابن حبان في صحيحه والطبراني في الكبير. انظر صحيح الجامع (75).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له... } أخرجه الترمذي (3545) وصححه الألباني في الإرواء (1/36)(6) والمشكاة (7،9). عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين }، وفي رواية مسلم: { فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين } رواه البخاري (1898) ومسلم (1079). عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: { والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة } أخرجه البخاري (6307)، وعن الأغر بن يسار المزني قال: قال رسول الله : { يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة } أخرجه مسلم (2702).
عن أنس قال: قال رسول الله : { لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فأفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك، إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح } رواه البخاري (6309) ومسلم واللفظ له (2747). عن أنس قال: سمعت رسول الله يقول: { قال الله: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة } أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في الصحيحة (1/249-250) (127) والمشكاة (4336).
سالم علي الجرو
09-25-2007, 11:57 AM
العشر الأواخر
كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر حرصا على اغتنام هذه الليالي المباركة .
فرصة للاعتكاف والإكثار من قراءة القران وتدبره وتفهمه، والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى.
ليلة القدر
قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1-3].
وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال في شهر رمضان: ( فيه ليلة خير من ألف شهر، منَ حُرم خيرها فقد حُرم )
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) رواه البخاري 4/260) .
[رواه أحمد والنسائي
خصائص هذه الليلة المباركة:
1- نزل فيها القرآن
2- خير من ألف شهر
3- ليلة مباركة: ( إنا أنزلنه في ليلة مباركة ) سورة الدخان الآية 3 .
4- أنها تنزل فيها الملائكة ، والروح .
5- ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) الدخان /4
6- أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه ، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه . وقوله : ( إيماناً واحتساباً ) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه . فتح الباري 4/251 .
هناك إخوان لنا نزلت بهم نوازل عظيمة ، يتعذّبون تحت حراب الأعداء ، فلا ينبغي أن ننساهم ولو بدعاء خالص . وهناك أخوان لنا يطحنهم الفقر يجب أن لا نغفل عنهم خاصة وأن العيد مقبل عليهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله وسلّم علي نبي الهدى والرحمة ، محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سالم علي الجرو
10-12-2007, 01:10 AM
من العائدين الفائزين ، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ، وأن يعيد هذا العيد والأمّة جمعـاء في أحسن حال وأنعم بال.
أشكر القراء الجميــع ودمتم ودامت أيّامكم كلّها أعياد.
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir