المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه ديمقراطيتهم يا سعادة السفير : بقلم أحمدعمربن فريد


حد من الوادي
09-12-2007, 04:32 PM
هذه ديمقراطيتهم يا سعادة السفير


أحمد عمر بن فريد:


قبل أيام قليلة مضت , شاهدت صورة (فوتوغرافية) ذات دلالة ومعنى عظيم من حيث تجسيدها قيم ومعاني الديمقراطية وفضيلتها وأخلاقياتها وتحضرها .. ومن حيث احترام الدولة للقانون ولقيمة الإنسان واحترام رأيه الآخر , أياً كان هذا الرأي الذي يطرحه ويتحدث عنه .. كانت هذه الصورة قد التقطت لأبي الحمزة المصري الذي كان يقود خلايا جهادية في مختلف الدول العربية والغربية وهو يحاضر في جماعة كبيرة من أنصاره في ساحة عامة من ساحات لندن !! وفي هذه الصورة لم أشاهد أي طوق أمني حول هذا الرجل!! ولم يكن هناك انتشار لقوات (الأمن المركزي) أو (الأمن السياسي) أو (الأمن القومي) أو (لقوات لمكافحة الشغب).. ولم يكن هناك أي وجود لأي حواجز إسمنتية أو خلافه ..


وكل ما في الأمر كان هناك (رجلا أمن فقط) أحدهما يقف على يمين الرجل والآخر على يساره, واضعين أيديهم خلف ظهريهما وينظران للسماء في حين كان المصري يحاضر جماعته في الساحة عن (الجهاد) وقتل الأجانب في ديار المسلمين !! مع العلم أن هذا الرجل كان قد تحدث في إحدى القنوات الفضائية قبل ذلك بخصوص نظرته لهذه الدولة (بريطانيا) التي تمنحه الحرية والأمان التي يتمتع بها, فوصفها بوصف قبيح ولا يليق حينما قال : إنها لا تعتبر بالنسبة لي إلا بمثابة (الحمام) الذي أقضي فيه حاجتي وأخرج منه !! ومع كل ذلك.. بقي القانون قانوناً .. وبقيت الديمقراطية مبدأ حضارياً وقيمة إنسانية لا مجال للحديث حولها , حتى ولو استغلها رجل لا يحترمها مثل أبي الحمزة المصري!


شاهدت تلك الصورة المعبرة عن ثقة الدولة بنفسها , وثقتها بقوانينها وأنظمتها الديمقراطية (قولاً وفعلاً) وأنا أقارن بين دلالاتها, ودلالة وبشاعة ما يحدث أمامنا في مختلف محافظات الجنوب من (قمع) و(تنكيل) و (اعتقالات) و (ضرب) و(إهانات) و (قتل) للأنفس البشرية البريئة.. لمجرد أن هؤلاء أرادوا أن يعبروا عن معاناتهم وتطلعاتهم المشروعة بطرق سلمية وحضارية وقانونية.. فلم ترق تلك التجمعات للسلطة في بلادنا, ولم يعجبها الحال, ولم تكن - تحت أي مبرر أو ذريعة - ترغب في أن تعكس تلك التجمعات تلك الدلالة السياسية التي تخشاها وتخاف منها ومن مؤشراتها (حد الموت) أمام الرأي العام الداخلي والرأي العام الخارجي .. وإلا لما أوشكت على مبادلة معتصمي بعض المحافظات الشمالية الورود في حين بادلت معتصمي الضالع الرصاص الحي!!


إن صور التنكيل بأبناء الجنوب في مختلف تلك الفعاليات , قد بلغت ذروتها وقمة عنفها على المستويين (الجسدي واللفظي) في أكثر من حالة وفي أكثر من مشهد مؤلم.. فها هو السيد حسن باعوم يعاني الأمرين جراء تدهور حالته الصحية في سجون المكلا, حيث يتوافق في مضاعفة معاناته وإيصالها إلى مرحلة تهديد حياته, صلف بعض مسئولي الأمن هناك, وانعدام الضمير المهني والأخلاقي للطبيب المشرف على تقدير حالته الصحية.. وذلك كما أكدته ابنته الدكتورة (سبأ) التي يوحي اسمها بتجذر هدف الوحدة اليمنية في نفس والدها ووجدانه.. حتى وإن كانت هذه الوحدة التي حلم بها تهدد حياته حالياً في هذه اللحظات العصيبة .


وفي الضالع وردفان كان الرصاص الحي قد استخدم للمرة الأولى يوم الاثنين الماضي بعد أن تم تجريبه في عدن و المكلا , لينتج لنا (مأساة) حقيقية تمثلت في مقتل ثلاثة أفراد وإصابة العشرات من المواطنين وقوات الأمن في مواجهات عنيفة لم تكن الضالع ولا غيرها بحاجة لها على الإطلاق وهي التي خبرت النضال السلمي ونجحت فيها عبر جميع فعالياتها العديدة السابقة .


وربما أن مشهد العنف الجسدي واللفظي الذي تعرض له المواطن عارف عبد الحالمي من قبل قوات الأمن في عدن , ينبئ بشكل واضح بـ (التعبئة الخاطئة) التي تشحن بها عقليات رجال الأمن تجاه (المعتصم الجنوبي).. ففي الوقت الذي كان فيه الرجل يجرجر من قبل مجموعة كبيرة من قوات الأمن ويضرب بأعقاب البنادق بقوة وعنف غير مبررين, كان يطلب منه أن يقول الشهادة.. التي ما أن يذكرها إيماناً منه بمعناها وهو (المسلم الملتزم) حتى يجر من لحيته ويقال له: أسلمت الآن يا كافر !!


إن كبت مشاعر الناس وإيذاء أجسادهم, وجرح كرامتهم في أوطانهم.. هو عمل لا علاقة له بمعاني الوحدة الوطنية, ولا بقيم الديمقراطية التي يقال رسمياً وفي كل مناسبة بأنها خيارنا ولا رجعة لنا عنه, وهو عمل لا يمكن إلا أن يخلق في داخل النفس, الكثير من الغضب والاحتقانات التي إذا ما تراكمت واكتظت في الضمائر، تحولت إلى عنف مضاد, وفقاً لقوانين الطبيعة..


وهو الأمر الذي نبه إليه سعادة السفير الأمريكي في لقائه مع الصحفيين حينما ذكر حرفياً «وفيما يتعلق بالأحداث وبعض الاحتجاجات والمظاهرات التي حدثت مؤخراً في المحافظات الجنوبية, فنحن مهتمون بهذا الأمر بدرجة كبيرة جداً ونتابعه عن كثب, وفي الوقت نفسه نود ألا تتطور الأمور إلى صورة عنيفة وتؤدي إلى مزيد من العنف .. ونتمنى أن تأخذ الأمور مجراها الطبيعي».. لكن الأمور يا سعادة السفير لم تسر بشكل سلمي, ولا بموجب النظام والقانون أو نصوص الدستور .. ولا بموجب قيم وتقاليد الديمقراطية وأعرافها.. وإنما سارت بنهج آخر تماماً قوامه العنف والقمع والقتل والتنكيل.. إذن هذه ديمقراطيتهم يا سعادة السفير.

[email protected]


جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر Designed & Hosted By MakeSolution.com

حد من الوادي
09-12-2007, 04:38 PM
]حرية ونص إلاُ خمسة!


سعيد عولقي:


رمضان جانا وفرحنا به.. أهلاً رمضان، وتهنئة حارة من أعماق القلب لكل الأحباء الأعزاء والقراء الكرام الذين يخصهم بلا استثناء صدور صحيفة «الأيام» وتهنئة رئيس وهيئة تحريرها.. وإذا كانت «الأيام» هي بلسم حرية الرأي فإن هذه الحرية تبقى مخدوشة برغم كل شيء.. ناقصة.. حرية إلا.. مثلما تقول عندما تُسأل عن الوقت وهو غير مكتمل.. وحرية إلا خمسة.. إلا عشرة وهكذا.. والحرية عندنا ناقصة ونص.. أو إنها ناقصة ونص إلا خمسة.. وإذا تشتونا نتكلم بصراحة بانقول إن الحرية في الحياة عندنا ناقصة كثير.. كثير جداً.. وهي برضه علشان ما نتجاوزش الحقيقة أيضاً ناقصة في صحيفة «الأيام» وذه مش لأنه «الأيام» ما تؤمنش بالحرية بل على العكس تماماً من ذلك.. «الأيام» تؤمن بأن أعظم شيء في الوجود هو الحرية و«الأيام» تعرف أن أسوأ شي في الحياة هو أن تكون الحرية ناقصة.. فإذا نقصت فقدت معناها وجدواها ومبرر وجودها.


لكن «الأيام» برغم كل شيء تعلم أنها لا تعيش في عالم من الخيال تلعب فيه دوراً دون كيشوتياً وتحارب طواحين الهواء، وهي تعلم جيداً أنها تعيش في هذا العالم الذي نعرفه ونعيش فيه وتعرف الواقع الذي تمارس دورها فيه، وهي لذلك تمارس هذا الدور بمسئولية وطنية واقتدار مهني.. وأجازف بالقول إن «الأيام» (رئيس التحرير وهيئة التحرير وربما بعض كتاب «الأيام» أو كلهم) يمتنعون عن إطلاق العنان لأقلامهم لتحلق في سماوات الحرية الكاملة التي تملأ الصدر بالهواء النقي الصافي من الشوائب وأدران العيش في مجتمع ملوث بالشوائب التي تتحول بالتكاثر مع مرور الوقت إلى عفن! هناك إدراك بمسئولية عالية للحدود التي ينتهي طريقها عند تابو المقدسات والمحرمات.. وهناك حس لا يخطئ في التمييز بين كرباج الجلاد والرصاصات البلاستيكية والحية.. وهناك علم وافٍ بالفرق بين الحياء والحياة.. وهشام باشراحيل ليس بطلاً تراجيدياً في مأساة إغريقية ندفعه فيها إلى السير إلى حتفه.. ولا نحن نريد له أن يكون كذلك.


ما أريد أن أصل إليه وأريدكم أن تعينوني على ذلك هو أننا لا نريد أن نتحول إلى جمهور من العابثين الذين يصفقون ويهللون مشجعين من يصارع الأسود بوعود براقة بأن في مقدوره أن يتغلب بشجاعته ويصرع تلك الأسود!! أنا هنا لست داعية إحباط أو تخاذل ولقد اكتويت أحياناً بنار المنح والمنع.. بمعنى أن قدراتي المتواضعة مكنتني أن أنشر الكثير مما أكتب وتعثرت في بعض المرات عندما حجبت بعض كتاباتي عن النشر وقد تألمت لذلك ولكنني حمدت الله كثيراً على هذا، فرب ضارة نافعة! وأزعم أنني أفهم دوافع «الأيام» وأعرف مراميها وأهدافها الحريصة ربما أكثر من غيرها على الوحدة الوطنية وعلى العدل والمساواة وعلى الكف عن إهدار الكرامة الإنسانية.. وفي هذا السياق دعوني أروي لكم واقعة قد تكون من بين شواهد كثيرة أقدر على التعبير عن وضع «الأيام» ومكانها ومكانتها.


لنفترض- وقد حدث هذا- أن هناك مقالاً في حجم الألف كلمة نشر في أية صحيفة من الصحف الكثيرة التي تملأ البلاد وتملأ القلوب بالهم والغم، وأن هذا المقال مليان من أوله إلى آخره بانتهاك تابو المحرمات والمقدسات، ويسب ويسخط كل المسئولين الكبار والصغار الفاسدين المفسدين، ويعم الجميع حتى أنه لا يستثني أحداً من رجال السلطة الذين يوجد بينهم بلاشك الكثير من الناس الأفاضل وخيار القوم، ولكن هذا المقال يأخذ الجميع بالشبهات ويتهم الكثيرين بـ «الخيانة» و«العمالة» و«الرزالة» وإلخ.. إلخ، وأنزل بهم شتائم تجعل حتى كلاب السكك تنبح..


ويكتمل المقال ويبروز بفخامة ويطلع مع اسم كاتبه.. وتنزل الجريدة إياها- وقلنا إن من أمثالها كثير- تنزل وفي صفحاتها الكثير من الكلام من بداية الصفحة وإلى الأخيرة.. وهكذا.. هذه وغيرها وغيرها.. أقول إن هذا المقال وأمثاله من الكتابات غير المسئولة لو كان قد نشر- مثلاً يعني يعني مثلاً- في صحيفة «الأيام» إيهيه يالله بالله بللا.. إذا حدث ذلك لكانت القيامة قد قامت ولم تقعد.. ليش؟ لأنه كلام «الأيام» يوجع.. ليش يوجع؟ لأنه يضع السلطة أمام نفسها، بمعنى أنه يكشفها ويعريها بوقائع تعلم السلطة أنها ليست مزيفة ولا مفبركة ولا مشعتلة.. لأن «الأيام» تمارس مهنتها كما قلنا باقتدار لا يبارى.. وبمسئولية تجعلك تنحني لها باحترام وتقدير.. منشان كذا السلطة ما تعولش بالكلام الشيتي بيتى، لأنها تعرف أنه مش مسئول وحق ناس طالبي رزق.. علشان كذا ما يوجعهمش إلا كلام «الأيام» ونحن نعرف هذا الكلام وطبعاً الأستاذ هشام وهيئة التحرير عارفين هذا قبلنا.

لهذا فإن كلام «الأيام» يكسب قيمته الخاصة وتكسب جريدة «الأيام» مكانتها في الصدارة.


جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر Designed & Hosted By MakeSolution.com
[/size]