المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكاديمي جنوبي يروي قصته مع بلاطجة صنعاء


ابو عهد الشعيبي
09-14-2007, 08:19 AM
في عدن :بلاطجة ...على خط النار!!!
بقلم: علوي اليهري
التاريخ : Sunday, September 09, 2007
الوقت : 14:12


في عدن :بلاطجة ...على خط النار!!!



بقلم: علوي اليهري* اخبار الساعة



مظاهرات واعتصامات في الجنوب ... تنتهج النهج والطرق السلمية بالمطالبة بحقوقها.. والبعض يطالب بإعادة الأوضاع إلى ماقبل 22 مايو 1990م بينما السلطة تواجه ذلك بقوة السلاح والقمع.. هل باعتقادك أن هذا الوضع قد يدعو الجنوبيين لتشكيل..فصائل وأجنحة مسلحة... لمقاومة السلطة... وفي حال قيام ذلك الفصيل العسكري كيف ترى الأوضاع ستكون باليمن ؟

هكذا كان السؤال الوارد من السادة في موقع أخبار الساعة..

قد تكون الإجابة باختصار ان العنف لايولد إلاالعنف ..خصوصاً وقد لاحظنا بام أعيننا الاهانات التي يتعرض لها المتظاهرون وحتى المواطنون العاديون على حداً سوا.فليس هناك شيء اسمه مستحيل.. فالوحدة كانت بنظر الكثير مستحيلة التحقيق.. والانفصال المسلح لن يكون الا اسهل طريقة للرد على نهج السلطة التي جعلت البلاد ساحة للبلطجة السياسية والعسكرية .

هنا لن اكتب تحليلات واجابات عن ماسيكون ولكن ربما من الجيد أن أخبركم عن بعض المشاهد التي عايشتها اثناء تواجدي بالاجازة في عدن... بعد أن كنا نحلم ان نقيم بالوطن... ولكن لم نجد ذلك الوطن...

فمثلاً: تاريخ :2/8/2007م كنت مقيم في مدينة عدن مديرية خور مكسر على مقربة من ساحة الحرية (ساحة العروض) وفي الصباح توجهت بصحبة استاذ بكلية الطب جامعة عدن لشراء (لحمة) من ملحمة القدس الشهيرة ،وبينما نحن في طريقناً لاحظنا الشوارع خالية من اي مركبات إلا سيارات الجيش والشرطة ومن أي بشر إلا عناصر الجيش والشرطة والأمن (تذكرت غربان يا نظيرة ) صحيح أن تلك المظاهر اشمئزت منها نفسي ، ولكن قلت ياصديقي استمر بالسير باتجاه العريش بعد أن تم منعنا من الذهاب باتجاة الطريق البحري (الجسر) ..وقبل وصولنا إلى جولة العريش شاهدنا الخرسانات الاسمنتية وقد قََُطع بها السير باتجاة اليسار وكانت السيارات العسكرية ولسيارات المدنية التي يسمحون بمرورها تمر بهات واحد ((ذهاب واياب .))

وعندما وصلنا وجدنا الدوار مغلق وكانت هناك سيارتين تحملان رشاشات على ما اظن دشكا (14.7) وحوالي من 10-12 فرد وضابطان احدهم برتبة مقدم . سمح لنا بعد أن ذكرنا له السبب الذي يستدعي ذهابنا إلى المنصورة . وكانت الجولة التي امام صالة على اسعد .. مكتظة بالسيارت والعساكر يمنع كل من كان يعتقد انه جنوبي من الخروج او الدخول إلى الشيخ عثمان . وكنت انا وصديقي في موقف لانحسد عليه نزلت من السيارة وتحركت في اتجاه أكبر رتبة لا لكي اطلب منه الاستمرار في السير بل لكي يتأكد من شخصي لاننا سنعود بعد نصف ساعة إلى خور مكسر للقيام بمراسيم استقبال الضيوف .. وبينما المفاوضات مستمرة تقدم ضابط برتبة رائد وقال : يا يافعي (لاتتعذر باللحمة) .. استئت منه كثيراً وفار دمي . من تلك النبرة التي يخاطبني فيها بتعالي ..وللامانه (( عساكر مسفلين لامعنويات لهم لايعرفون كيف يتفاهمون مع لآخرين ولا كيف يؤدون حتى مهامهم العسكرية ))..اقسم بالله لو كان شخص وحد فقط يحمل بندقية آلية وثلاث قنابل هجومية لاسقطهم جميعا بين قتيل وجريح .. لاهدف لهم ولا قضية جوهرية .. واجباتهم فقط الاستيلاء على أموال وممتلكات الناس (كل مهمة لهم بالمحافظات الجنوبية يسيل لها لعابهم لانها تذكرهم بالغنائم العظيمة والعطاءات الضخمة ... تصورو أن واحد من قادة عدوان صيف 94م حصل على مجموعة كاملة من مخططات الرباط كانت مصروفة (128) مواطن كنت انا من ضمنهم .. فالجنوب بل الوحدة بالنسبة لهم ما هي إلا غنائم وليست وحدة مصير (ارض وإنسان )يريدون الارض ولا يريدون الإنسان .وإلا بما يفسر لي المزايدون على الوحدة تسريح معظم الموظفين الجنويين من مرافق عملهم مدنيين وعسكريين ؟

المهم قلت له ماذا تريد منا :هذه بطاقتي الشخصية مواطن يمني محافظة أبين مديرية يافع القارة وهذا معطفي وها انا ذا فتشني واتركني لحال سبيلي . قال له شخص خدوده حمراء من شدة الحر وقد بدت على ملامحه رفاهية العيش اتركهم على أن لايعودوا قبل الساعة الحادي عشر.تحركنا باتجاه الشيخ عثمان وعندما وصلنا الجولة الواقعة بين مدخل الشيخ عثمان ومدخل حي عبدالولي هالني ذلك المنظر المخيف قوات مكافحة الارهاب والشغب والقوات الخاصة ووحدات من الجيش والحرس الجمهوري .....على عتبة الشيخ عثمان (ويش عندهم يادكتور )هل قرروا احتلال عدن اليوم أو سحق البشر ؟حقيقةً البنادق كانت مصوبة باتجاة السيارة اعتقد ان منظر السيارة يثير الشك والريبة والتوجس المصحوب بالحذر واليقظة ((لانها تشبة تلك السيارات التي يتم استخدامها في العراق في العمليات الانتحارية )) وبدلاً من ان يؤشرون لنا باي اتجاة نسلك بايديهم كانوا يؤشرون لنا بفوهات بنادقهم .. اذلال واهانة مابعدها اذلال ... لا اعتقد أن الصهاينة يمارسون مثل هذا .. ارى انهم يفتشون الفلسطينين ثم يتركوهم يدخلون القدس ليمارسون اعمالهم ... ونحن منعنا من الذهاب إلى ملحمة القدس يا للمفارقة بل يا للعجب ...قال وحدة ... وقال مواطنة ... أين الوحدة وأين المواطنة .



المشكلة أننا قد تنازلنا عن رغبة الشراء ونريد أن نعود إلى البيت ولكنهم لم يسمحوا لنا بذلك وهددنا باطلاق النار في حالة تحركنا وكان الشارع الوحيد الذي يسمح لنا بالحركة فيه لا يتجاوز 500مترباتجاة عبدالقوي..

وبعد أن مليت من الانتظار ذهبت إلى العسكري المرابط بالطقم نهاية شارع عبد القوي (لا اعرف اسم لشارع) وقلت له: الان نتحرك قال :(اهجع) يا مواطن الحكومة ما قررت .

ربما علينا السؤال مرة اخرى .. إلى متى ستستمر السلطه الحاكمة .. ان تتجاهل حق ابناء الجنوب... وإلى متى سيستمر هجعانهم... الايام كفيلة بايضاح الصورة...

وكل ما حدث لي وحدث لغيري من مثل هذه الأمور سيوسع الهوة بين المواطنين، ويرسل رسائل مشوشة عن حقيقة الوضع ، ولماذا كل هذا العنف والتحقير والإهانة لشعب دخل الوحدة ذات يوم وهو غير مصدق من شدة الفرحة !!

*اكاديمي يمني– مقيم بالخليج

[email protected]