قيس الجفري
11-02-2007, 12:51 PM
أحبتي جميعاً ...
أرجو أن لا نبتعد عن الهدف الأساسي لهذا المنتدى وان لا نهتم في ذكر أخطاء الناس بطرق غير لائقة .
نعم .. يجب أن نفرق بين الإنتقاد المطلوب وإبداء الرأي و التجريح
أرى أن حرية التعبير مهمة في كل الأحوال وان لكلا منا الحرية بأن يعبر بحرية عن أفكاره وبالشكل الذي يراه مناسباً لذلك (مقال ، كتاب مدونة ،...) وتتضمن بالتالي حرية الصحافة وأيضاً كافة الاتصالات السمعية البصرية . وذلك تحقيق مفاهيم احترام الاختلاف وقبول الرأي الآخر ، بالطبع مع التوازي في عملية هدم آليات التفكير الاستبدادية وأشكال الاستئثار بالرأي في كافة المستويات وكسر قوقعة التعصب للرأي وإلغاء الآخر .
الحرية مطلوبة والإنتقاد وارد من صعب أن نجد إنسان خالي من العيوب أحيانا يكون النقد قاسي يفرض علينا مواقف نحن بغنى عنها لكن الإنسان الذي يستطيع أن يجمع بين قلبه وعقله يستطيع أخذ ما ينفعه ويترك ما يضره من النقد و لا يقف عند خط التجريح بالنهاية جميعا بشر نخطئ ونصيب وليس محمودين من الخطأ قد نكون افتقدنا أسلوب الحوار الصحيح وابتعدنا كثير عن أساسياته لكن لنحاول أن نصلح ونوضح ونفهم العاجز عن الفهم الحقيقي لمعنى الحوار ومدى ضرر النقد والتجريح المبالغ فيه ولنملك من الصبر حيزا كبيرا .
لقد دافع ابن رشد عن علوم "الغير"، أي آراء ومعتقدات الآخرين ، في الله والكون والإنسان ، وأفتى بضرورة الإطلاع عليها والاستفادة منها وعذر أصحابها إن هم جانبوا الصواب ، وذلك كما يقول ابن رشد نفسه في مؤلفه الهام " فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من اتصال " :
"سواء كان ذلك الغير مشاركاً لنا في الملة أو غير مشارك " ثم يضيف في معرض رده على المتكلمين والفقهاء الذين كانوا يرفضون " علوم الأوائل" منبهاً إلى الطابع التاريخي التراكمي للمعرفة البشرية , فيقول : " يجب علينا إن ألفينا لمن تقدمنا من الأمم السالفة نظراً في الموجودات واعتباراً لها بحسب ما اقتضته شرائط البرهان أن ننظر في الذي قالوه من ذلك وما أثبتوه في كتبهم ، فما كان منها موافقاً للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه ، وما كان منها غير موافق للحق نبهنا عليه وحذرنا منه وعذرناهم ".
ويبلغ التسامح قمته في موقف ابن رشد من آراء المخالفين والخصوم في مؤلفه " تهافت التهافت "، حينما يلوم الغزالي على كونه لا يحاول أن يتفهم موقف "الخصم "، بل يحكم بفساده دون اعتبار المقدمات التي أدت إليه : "إن من العدل أن يُقام بحجتهم في ذلك ويناب عنهم ، إذ لهم أن يحتجوا بها"، والضمير هنا يعود على المعتزلة والفلاسفة الذين حكم الغزالي على آرائهم بالخطأ واتهمهم بالإتيان بالشناعات ، ويضيف ابن رشد ليرتفع بالتسامح إلى الأقصى فيقول : "ومن العدل كما يقول الحكيم أرسطو أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه وأن يقبل لهم من الحجج النوع الذي يقبله لنفسه".
قلما يمكن العثور في الفكر والفلسفة (قديماً وحديثاً) على أبلغ من هذا الخطاب الذي يرفع فيه ابن رشد احترام الرأي الآخر إلى مستوى أعلى بكثير من التسامح ، إنه يسمو به إلى مستوى العدل ، لا ، بل إلى مستوى الإيثار .
فحري بنا إذاً ، ونحن نعيش في عالم بات الانعزال والتقوقع سمات شبه مستحيلة فيه ، أن نتعلم كيف نختلف ، لأننا بذلك فقط سننقذ أنفسنا من ويلات الاستبداد والجهل والتعصب الأعمى ، وسنصمد أمام أية ريح عاتية تهب علينا وتحاول اقتلاع جذورنا ، كي لا نكون أمة لا تتعلم من دروسها ولا تقدر تجارب مبدعيها وروادها .
دعونا نبدي الرأي .... فالرأي مطلوب والرأي الآخر مطلوب ..
وللجميع الحرية في إبداء رأيه ..
ولكن ..
ليس لك الحق في التجريح في أي إنسان مهما كثرت أخطاءه .. وخاصة إذا كان ينطوي تحت مظلة الإسم المستعار
وآسمحوا لي ...
مع تقديري ،،،،،
[email protected]
أرجو أن لا نبتعد عن الهدف الأساسي لهذا المنتدى وان لا نهتم في ذكر أخطاء الناس بطرق غير لائقة .
نعم .. يجب أن نفرق بين الإنتقاد المطلوب وإبداء الرأي و التجريح
أرى أن حرية التعبير مهمة في كل الأحوال وان لكلا منا الحرية بأن يعبر بحرية عن أفكاره وبالشكل الذي يراه مناسباً لذلك (مقال ، كتاب مدونة ،...) وتتضمن بالتالي حرية الصحافة وأيضاً كافة الاتصالات السمعية البصرية . وذلك تحقيق مفاهيم احترام الاختلاف وقبول الرأي الآخر ، بالطبع مع التوازي في عملية هدم آليات التفكير الاستبدادية وأشكال الاستئثار بالرأي في كافة المستويات وكسر قوقعة التعصب للرأي وإلغاء الآخر .
الحرية مطلوبة والإنتقاد وارد من صعب أن نجد إنسان خالي من العيوب أحيانا يكون النقد قاسي يفرض علينا مواقف نحن بغنى عنها لكن الإنسان الذي يستطيع أن يجمع بين قلبه وعقله يستطيع أخذ ما ينفعه ويترك ما يضره من النقد و لا يقف عند خط التجريح بالنهاية جميعا بشر نخطئ ونصيب وليس محمودين من الخطأ قد نكون افتقدنا أسلوب الحوار الصحيح وابتعدنا كثير عن أساسياته لكن لنحاول أن نصلح ونوضح ونفهم العاجز عن الفهم الحقيقي لمعنى الحوار ومدى ضرر النقد والتجريح المبالغ فيه ولنملك من الصبر حيزا كبيرا .
لقد دافع ابن رشد عن علوم "الغير"، أي آراء ومعتقدات الآخرين ، في الله والكون والإنسان ، وأفتى بضرورة الإطلاع عليها والاستفادة منها وعذر أصحابها إن هم جانبوا الصواب ، وذلك كما يقول ابن رشد نفسه في مؤلفه الهام " فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من اتصال " :
"سواء كان ذلك الغير مشاركاً لنا في الملة أو غير مشارك " ثم يضيف في معرض رده على المتكلمين والفقهاء الذين كانوا يرفضون " علوم الأوائل" منبهاً إلى الطابع التاريخي التراكمي للمعرفة البشرية , فيقول : " يجب علينا إن ألفينا لمن تقدمنا من الأمم السالفة نظراً في الموجودات واعتباراً لها بحسب ما اقتضته شرائط البرهان أن ننظر في الذي قالوه من ذلك وما أثبتوه في كتبهم ، فما كان منها موافقاً للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه ، وما كان منها غير موافق للحق نبهنا عليه وحذرنا منه وعذرناهم ".
ويبلغ التسامح قمته في موقف ابن رشد من آراء المخالفين والخصوم في مؤلفه " تهافت التهافت "، حينما يلوم الغزالي على كونه لا يحاول أن يتفهم موقف "الخصم "، بل يحكم بفساده دون اعتبار المقدمات التي أدت إليه : "إن من العدل أن يُقام بحجتهم في ذلك ويناب عنهم ، إذ لهم أن يحتجوا بها"، والضمير هنا يعود على المعتزلة والفلاسفة الذين حكم الغزالي على آرائهم بالخطأ واتهمهم بالإتيان بالشناعات ، ويضيف ابن رشد ليرتفع بالتسامح إلى الأقصى فيقول : "ومن العدل كما يقول الحكيم أرسطو أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه وأن يقبل لهم من الحجج النوع الذي يقبله لنفسه".
قلما يمكن العثور في الفكر والفلسفة (قديماً وحديثاً) على أبلغ من هذا الخطاب الذي يرفع فيه ابن رشد احترام الرأي الآخر إلى مستوى أعلى بكثير من التسامح ، إنه يسمو به إلى مستوى العدل ، لا ، بل إلى مستوى الإيثار .
فحري بنا إذاً ، ونحن نعيش في عالم بات الانعزال والتقوقع سمات شبه مستحيلة فيه ، أن نتعلم كيف نختلف ، لأننا بذلك فقط سننقذ أنفسنا من ويلات الاستبداد والجهل والتعصب الأعمى ، وسنصمد أمام أية ريح عاتية تهب علينا وتحاول اقتلاع جذورنا ، كي لا نكون أمة لا تتعلم من دروسها ولا تقدر تجارب مبدعيها وروادها .
دعونا نبدي الرأي .... فالرأي مطلوب والرأي الآخر مطلوب ..
وللجميع الحرية في إبداء رأيه ..
ولكن ..
ليس لك الحق في التجريح في أي إنسان مهما كثرت أخطاءه .. وخاصة إذا كان ينطوي تحت مظلة الإسم المستعار
وآسمحوا لي ...
مع تقديري ،،،،،
[email protected]