المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ محمد العريفي في حضرموت


قمران
11-07-2007, 10:13 AM
http://3rb9.com/uploads/701cf56c1f.jpg

أخبار الوطن: الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العريفي يصل العاصمة صنعاء
الإثنين 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 / مأر ب برس /صنعاء / جــبر صــبر / خاص



وصل العاصمة اليمنية صنعاء الجمعة الماضية الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العريفي يرافقه الشيخ محمد بن سليمان المهنى وذلك للمشاركة في مهرجان اليتيم السادس والتي تقيمه جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وفي زيارته لليمن التي تستغرق أسبوعا يشارك الدكتور العريفي في فعاليات وأنشطة المهرجان المقامة , كما سيقوم بإقامة عدد من المحاضرات في العاصمة صنعاء وعدن ,تتضمن بعض محاضراته التعريف بقضية اليتيم ونشر ثقافة التعاون والتأييد المجتمعي والمؤسسي لصالح قضايا الأيتام.

في الوقت نفسه يقوم الدكتور محمد العريفي بزيارات ميدانية لعدد من بيوت الأيتام للتعرف على أوضاعهم عن قرب وزيارة وافتتاح عدد من مشاريع وبرامج وقطاعات الجمعية وكذا زيارة بعض الأماكن الأثرية والتاريخية في اليمن. هذا وكان الشيخ العريفي قد وصل صباح أمس الأحد مدينة عدن وكان في استقباله العديد من المسئولين والعلماء والشخصيات الاجتماعية في المحافظة , وفي زيارته لعدن قام العريفي بإلقاء عددا من المحاضرات في كلِ من كلية الآداب بجامعة عدن و مسجد أبان , وفي مركز عدن مول .

من جانب آخر يقوم الدكتور محمد العريفي بإلقاء محاضرات في العاصمة صنعاء يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين تنظم لذلك جمعية الحكمة اليمانية الخيرية , وفي صباح الخميس القادم يحضر العريفي المهرجان الخطابي الفني لمهرجان اليتيم السادس والذي تقيمه جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بقاعة مركز رئيس الجمهورية لتأهيل ورعاية الأيتام بصنعاء.

قمران
11-07-2007, 10:14 AM
القى فضيلة الدكتور الشيخ محمد العريفي يوم امس عدد من المحاضرات بمناطق مختلفه بمحافظة حضرموت
حيث بدء محاضراته بقاعة معارض جامعة حضرموت وقد كانت خاصة بالنساء تم توجه بعد ذلك الى الشحر لالقاء محاضرة بجامع الرحمه
بعد صلاة المغرب ،وبعد صلاة العشاء توجه الشيخ الى مدينة المكلا لالقاء محاضرة
واليوم باذن الله سيلقي محاضرتين واحد بكلية التربية بالمكلا والاخرى بثانوية بن شهاب بالمكلا

تكلم الشيخ الفضيل في محاضرته الخاصه بالنساء عن فضل المراءة في الاسلام وكيف كرم المراء وفضلها بامور على الرجل
كانت محاضرة مفيدة ورائعه بالفعل وذكر فيها العديد من القصص الشواهد بذلك
ثم تكلم بعد ذلك الشيخ عن واجبنا وهمنا نحو ذلك الدين العظيم الا وهو الدعوة اليه بالاسلوب المناسب وركز الشيخ في ذلك على الاسلوب .
واجاب في نهاية المحاضرة الى بعض من اسئلة الحاضرات ومنهم سؤال اختكم ..
فجزء الله خير الجزاء جمعية الحكمة اليمانية والقائمين عليها لما فعلوه لخدمة هذا الدين العظيم
ونفعنا واياكم بصالح الاعمال
وجزء الله فضيل الدكتور خير الجزاء

اعذروني لعدم استاطاعتي التقاط بعض الصور لخلل فني في الكميرا حيناها
لكن ساحاول لو توفرت لدي الصور من المحاضرات الاخرى سأضعها هنا



منقول من صاحب الخبر نبراس الهاشمي

ابو عامر راعي الابل
11-07-2007, 11:45 AM
عقب صلاة الجمعه الماضيه في جامع البواردي في حي العزيزيه في الرياض الحبيبه ........ كانت جموع المصلين منتظرة من من فضيلة الشيخ العريفي ان يتربع على كرسيه ويجيب عن الاسئله الوارده الى صندوق المسجد خلال اسبوع ولكن الشيخ اعتذر هذه المره بانه على موعد سفر في تلك الظهيره .... تبادر الى ذهني بان الشيخ سيذهب كعادته الى احدى دول العالم الغربي كعادته ... وسبحان الله فوجئت من احد الاخوان ليلة البارحة بان الشيخ في مدينة المكلا وقبلها كان في صنعاء .
اهلا وسهلا بالشيخ محمد العريفي في ربوع بلاد اليمن وفي حضرموت خاصة . حضرموت ترحب بك ومن حضر معك يرحب بك السهل والجبل الوادي والصحراء يرحب بك الصغير والكبير . يرحب بك الذكر والانثى .
نرحب بك وبمشايخك وبعلمائك . شيخنا العريفي وحللت اهلا ونزلت سهلا .

المحرومه من الحنان
11-08-2007, 02:15 PM
بارك الله فيه

ابن سيؤن
11-09-2007, 12:38 AM
بارك الله في وهدى به الامه

خادم السلف
11-09-2007, 01:59 AM
نرحب بالشيخ العريفي
وما ألقاه من محاضرات نافعة ومفيدة مما يخدم المسلمين فيشكر عليه



وبهذه المناسبة أحب أن أبين أنني قد قرأت قديما في هذا الرابط بحثا في تسليط بعض الضوء على منهج العريفي



أضعه للفائدة وللبحث العلمي والله الهادي إلى سواء السبيل .

وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم)


وهو بعنوان :

[ نقاش صريح مفتوح لكتاب اركب معنا ]


وإن لم يفتح الرابط بالأسفل فضع عنوانه السابق في محرك البحث ( قوقل ) سيظهر لمن أراد الاطلاع عليه .


http://www.ghrib.net//////////////////showthread.php?t=7799

عاشق القبه الخضراء
11-09-2007, 03:55 AM
نرحب بالشيخ العريفي
وما ألقاه من محاضرات نافعة ومفيدة مما يخدم المسلمين فيشكر عليه



وبهذه المناسبة أحب أن أبين أنني قد قرأت قديما في هذا الرابط بحثا في تسليط بعض الضوء على منهج العريفي



أضعه للفائدة وللبحث العلمي والله الهادي إلى سواء السبيل .

وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم)


وهو بعنوان :

[ نقاش صريح مفتوح لكتاب اركب معنا (المفضوح) ]


وإن لم يفتح الرابط بالأسفل فضع عنوانه السابق في محرك البحث ( قوقل ) سيظهر لمن أراد الاطلاع عليه .


http://www.ghrib.net//////////////////showthread.php?t=7799





سأنقل لكم ماكتب من هذا الموضوع :
بسم الله الرحمن الرحيم

حمد لله رب العالمين الذي أرسل نبيه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، الحمد لله حمدا كثيرا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، الحمد لله الذي لم يزل بالنعم منعما وبالكرم موصوفا، الحمد لله الذي لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، جواد لا يبخل وغني لا يفتقر، تعالى الله وتقدست أسمائه كل يوم هو في شأن، يكشف كربا ويغفر ذنبا، ويغيث ملهوفا، ويجبر كسيرا، هو الله الذي لا إله إلا هو.

والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على سيد الإنس والجان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم القائل: : «... إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي. وَلكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ»، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وتركنا على هذه المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، الذي أذن الله تعالى لنا أن نفرح به حيث قال:

{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار، ما تعاقب الليل والنهار، ورضي الله عن التابعين وتابعيهم إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد:

هدي إليّ كتيبٌ صغير، من قبل جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتي، والكتيب ذو وريقات قليلة لا تزيد عن خمسين ورقة، وهي أحد المنشورات الكتب المكفرة والمضللة للأمة، وهذا الكتيب لشابٍ برز في ساحة الدعوة، ويرى حلقات دروسه ومحاضراته ولقاءاته عبر شاشات التلفزيون والفضائيات، وعنوان كتابه هو "اركب معنا" وعلى غلافه رسمة سفينة مكتوب عليها سفينة التوحيد على البحر، وهناك أيدي لأناس أشرفوا على الغرق، وكأنه بحر الشرك بالله – والعياذ بالله من الشرك – فالكتاب من عنوانه والرسمة التي على غلافه يوحي أن الرجل يرمي الأمة بالشرك أو أن لديهم من الشركيات في بعض من الأمور، ويقصد بذلك الشرك الأكبر وليس الشرك الخفي الذي هو الرياء، حيث المتأمل لكتابه يجد فيه ركاكة في الأسلوب، وكذلك حشاه ببعض من قصص لأناس أظنهم من العوام – هذا إن كان ما يقوله حقا - ويبنى عليها القصور والأبنية في تضليله للناس، أما قصص أحد من الصحابة والصالحين من هذه الأمة فجزاه الله بها خيرا، وذلك لا شيء فيها.

صاحب هذا الكتاب وهو محمد عبد الرحمن العريفي دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، مثله كمثل بقية من الشيوخ – هذا إن كانوا فعلا يطلق عليهم بأنهم شيوخ – الذين ضللوا أو كفروا الناس بسبب فهمهم السقيم المعوج في علوم الدين والشريعة الإسلامية، ولا أدري هل تعلموا العلوم الدينية من العقيدة والفقه والحديث وقرأوا كتب الحديث تلقيا أم هو تعصبٌ لآراء فئة من الناس يرون ما يرون ويتعصبون لأفكارهم، كآراء وأفكار محمد صالح العثيمين وصالح فوزان الفوزان و سفر عبد الرحمن الحوالي، فهؤلاء بشر يخطئون وليسوا بمعصومين.

وقد جاء محمد العريفي بما عنده من نصائح ضد الأمور الشركية – حسب فهمه – ويراها من نواقض الإيمان أو أنها معاول تهدم التوحيد والعقيدة الإسلامية ومنها وسائل للشرك، مع إن استخدام السحر كفرٌ وأتيان الكهنة والعرافين وتصديقهم كفر، وكما هو المعروف ليس كل كافر مشرك، ولكنني أخالفه في غيرها من المسائل،ومنها التوسل والمولد وأمور ستأتي في حينها إن شاء الله تعالى .

ولكني سأناقش كتيبه هذا وهو : اركب معنا حتى نرى حقيقة أمر هذا الكتيب الصغير لعل الله أن يطرح فيه الخير والبركة وينير بصائر المؤمنين بما فيه حتى يروا الحق حقا والباطل باطلا، ولا نريد ممن يلبس الحق بالباطل ويجعل الناس حائرين لا يدرون ما يفعلون، فيا ليت الأخ محمد العريفي نقل أقوال أهل العلم الذين يخالفهم بدلا من أن يستشهد بأقواله بقصص أو حكايات العوام فيما يفعلون وما في الصحف والجرائد، فالعوام هوام لم يتلقوا العلوم الشرعية وما أدراهم بها، فإذا رأى محمد العريفي الخطأ منهم ألا ينسبهم للشرك، بل بالعكس تماما، إنما هذه الأمور صدرت منهم عن جهل في الأمور الفقهية, وسواء إن كان الكلام في الجواز العمل بالمولد أو التوسل أو الاحتفال بليلة النصف من شعبان أو السابع والعشرين من رمضان فهذه الأمور لا دخل لها في الشرك وكذلك لا دخل لها بنواقض الإيمان، وأما الجرائد ليست من الأمور التي يعتمد عليها في نقل المعلومات الصحيحة، فأغلبها يعتمد على إشاعة الكذب ، ولكن سأجعل كلامي عبارة عن محاورة لهذا الدكتور في العقيدة والمذاهب المعاصرة محمد عبد الرحمن العريفي، أسأل الله له التوفيق والهداية.

كما أسأله تعالى بجاه سيد المرسلين، قائد الغر المحجلين وشفيعنا يوم الدين، أن يهديني ويوفقني لمرضاته والفوز بجناته ومرافقة سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - ويرزقني السداد في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

الموضوع
إن مجمل ما في هذا الكتيب يتكلم عن الشرك والتحذير منه، وأن للشرك وسائل كثيرة، وطرق متعددة، ولو قرأ الرجل كتيبه من البداية إلى النهاية يحسب أن الأمة الإسلامية مشركة وقعت في وحل الإشراك بالله، وكأن الأمة أخذت تعبد اللآت والعزى، وكأن الأمة قد اتخذت من دون الله أربابا يحبونهم كحب الله، فكتيبه من الكتيبات البدعية المضللة وسوف أريكم ذلك إن شاء الله كيف حشى كتيبه بالأباطيل والظن بالسوء ورمي الأمة بالكفر والشرك جزافا هكذا بسبب قصر تفكيره وعدم إدراكه للأمور.

فلا أدري كيف أصبحت القصص التي يرويها من قِبَلِ بعض الناس – وأظنهم من العوام – على ما يريد أن يبني عليه من تعريفات حول التوسل وغيره، ولم يأخذ حقيقة التوسل من أقوال أهل العلم والفضل حفظهم الله ورعاهم ممن يقول بجوازها حتى تنبلج الحقيقة.

فإني أستسمحكم أن أناقش أفكار هذا الرجل من خلال كتيبه هذا ونرد عليه بعد الاستعانة بالله عز وجل.... أقول:

قال محمد العريفي في كتيبه "اركب معنا" ص7- 8 بعد مقدمته الطويلة العريضة ما نصه:

أول ما حدث الشرك في قوم نوح..
فبعث الله نوحا .. فنهاهم عن الشرك .. فمن أطاعه ووحد الله نجى..
ومن ظل على شركه .. أهلكه الله بالطوفان .. وبقي الناس بعد نوح على التوحيد زمانًا .. ثم بدأ إبليس في الإفساد.. ونشر الشرك بين العباد.. ولم يزل الله تعالى يبعث المرسلين مبشرين ومنذرين .. إلى أن بعث خاتم النبيين محمد – صلى الله عليه وسلم .. فدعا إلى التوحيد..وجاهد المشركين .. وكسر الأصنام" اهـ

يقول العبد الفقير:
إلى هنا وكلامك يا أخ العريفي جيد وليس لي تعليق عليه، ولكن الطامة هو قولك بعد ذلك لأنك أخذت تمهد لأمور سوف نبينها في حينها والتي ولا أوافقك عليها، نكمل كلامك لنرى فقد قلت:

"ومضت الأمة من بعده على التوحيد..إلى أن عاد الشرك إلى بعض الأمة بسبب تعظيم الأولياء والصالحين..حتى بنيت الأضرحة على قبورهم ..وصرف الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر لمقاماتهم" اهـ

يقول العبد الضعيف:
وقعنا في المحظور، والخطأ الفادح، والقول القادح، ضد المسلمين من أمة سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - يا محمد العريفي!!!

أولم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال بأنه لا يخشَ على أمته أن تشرك بالله تعالى من بعده كما جاء به الحديث في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما .

عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرِ الجهني قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «... إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي. وَلكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ»(1). قَالَ عُقْبَةُ: فَكَانَتْ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ.

فكيف تقول أن الأمة من بعده – صلى الله عليه وآله وسلم – عادت إلى الشرك؟!! وتعلل بذلك بأن سبب الشرك هو تعظيم الأولياء والصالحين، وكذلك البناء على القبور، أترى البناء على القبور وتعظيم الصالحين من هذه الأمة واحترامهم شرك بالله تعالى؟!! أتعي ما هو الشرك يا رجل؟!(2)

الشرك الوحيد الذي خشاه – صلى الله عليه وآله وسلم - على هذه الأمة هو الشرك الأصغر والمسمى بالرياء وهو أن يرائي الرجل بأعماله للناس ولا يريد بها وجه الله تعالى، أما الشرك الأكبر المخرج عن الملة فلم يخشاه على أمته صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم قولك صرف الدعاء أو الاستغاثة والذبح لمقاماتهم، لعمري أن الاستغاثة بسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أمر جائز وليس فيه شرك بالله تعالى، فقد جاءت الأحاديث منها ما رواه ابن ماجة في سننه، وكذلك في سنن الترمذي وفي سنن والنسائي وفي مسند الإمام أحمد (4/138) والمستدرك (1/313) وصححه ووافقه الذهبي،

َنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُعَافِيَنِي. فَقَال: «إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ. وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ» فَقَالَ: ادْعُهْ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ. وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ. وَيَدْعُو بِهذَا الدُّعَاءِ:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ. يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ وَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هذِهِ لِتُقْضَى. اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ». قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: هذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

أنظر إلى هذا الحديث ففيه ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ )) وفي مسند الإمام أحمد فيه بلفظ (( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة )) وهذا توسل إلى الله تعالى، فالمقصود بالتوسل والدعاء الله تعالى لا لأحدٍ غيره، فهو الواحد الأحد الذي بيده ملكوت كل شيء، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

وانظر إلى الحديث وفيه ((يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ وَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هذِهِ لِتُقْضَى )) ولفظ آخر ((يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضى لي )) وهذا هو الاستغاثة كما نص عليها العلماء والمحدثون والحفاظ، ولو كان ذلك شركا بالله تعالى لما علّمه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – للضرير وما ذكرها الصحابي الجليل عثمان بن حنيف – رضي الله عنه – وعلمه للرجل وما ذكرها العلماء والمحدثون والحفاظ في كتبهم وخاصة في باب صلاة الحاجة وصححوه واعتنوا به كبقية الأحاديث الأخرى.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/495) يقول:
"روى ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح عن صالح السمان عن مالك الدار وكان خازن عمر قال: أصابَ الناسَ قَحْطٌ شديد في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. فأتي الرجل في المنام فقيل له: (( ائت عمر وأقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون )) ... وأقول لك يا أخ محمد العريفي: وهذا دليلٌ آخر على الاستغاثة.

ودليل ثالث ما رواه البخاري في صحيحه وغيره من حديث سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – من حديث الشفاعة (( إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فيشفع ليقضي بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بِحَلْقَةِ الباب فيومئذ يبعثه الله مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم )).. وهذا صريح في الاستغاثة ... فهل هم مشركون بالله في هذا اليوم وهو يوم القيامة؟!!

ودليل رابع ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد حسن كما نص عليه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري" (8/578 – 579) عن الحارث بن حسان البكري قال: خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - الحديث وفيه- فقلت أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد. قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم: (( وما وافد عاد؟)) وهو أعلم بالحديث ولكن يستطعمه...الحديث

هنا لم نر رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – قال له إنك قد أشركت أو نهاه عن ذلك حيث أن الصحابي الجليل استغاث بالله – عز وجل- وبرسوله – صلى الله عليه وآله وسلم، وكل هذا وتقول أن الأمة قد أشركت بالله تعالى وتذكر منها الاستغاثة، واسمح لي أن أقول لك إن كلامك هذا غير صحيح وقد جانبت الصواب، وذلك لأن أدلة الاستغاثة كثيرة جدا، منها ما جاء في الخبر والأثر ولكني لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك في سرد الأدلة، مع إنها مهمة جدا لمن يرى برأيك أو انغر بما تقول وما تسطره وتنشره للناس من باب الدعاء إلى الله تعالى ورسوله –صلى الله عليه وآله وسلم- لستُ أدري كيف نصبت نفسك في هذا المنصب أن تكون داعية وليس لك معرفة في بعض من الأمور.

أما بالنسبة لقولك صرف الدعاء، فهل تعني به الاستغاثة؟! فقد جئنا بالأدلة على جوازه وأنه ليس بشرك كما تقول.

ويجب أن تعلم أن ليس كل دعاءٍ يُقْصَدُ فيه العبادة، لعله نداءًا، والنداء ليس بعبادة، كما نادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحاب قليب بدر فقد جاء في صحيح مسلم عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلاَثاً. ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ فَقَالَ: «يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا» ( برقم 2873).

وعن نافعٍ أَنَّ ابنَ عُمَرَ كانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ دَخَـلَ الـمَسْجِدَ، ثم أَتَـى القَبْرَ فقالَ: السلامُ علـيكَ يا رسولَ الله، السلامُ علـيكَ يا أَبَا بكرٍ، السلامُ علـيكَ يا أَبَتَاهْ.. سنن البيهقي (5/245) وأحمد (3/576) بسند صحيح(1).

وكذلك قوله تعالى {لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} سورة النور: 63

فليس كل دعاء يقصد فيه العبادة، إلا إذا نوى الداعي أن يدعوا بقصد العبادة وهذا الأمر لا يفعله أجهل جاهل في المسلمين، فكيف حكمت أنهم يعبدون الأضرحة والأموات بهذا الدعاء؟؟

هل نظرت إلى قلوبهم وغصت في ضمائر نياتهم حتى تبيّنت حال أمرهم؟؟
فما تفسير قولك هذا؟؟ وما دليله؟؟ ألا يدل على سوء الظن بالمسلمين!! فاتق الله يا رجل!!!

ثم إذا قلت أن كل دعاء يقصد فيه العبادة فهذا تلاعب منك في المعاني، فقد أتيت لك من الأدلة في الكتاب والسنة ومن الأثر بأن ليس كل دعاء أو نداء يقصد فيه العبادة.

أما الذبح والنذر لمقاماتهم، فهو عبارة عن وصول أجر هذه الذبيحة لهم، طبعا أن يذكر اسم الله عليه ويذبح في مكان طاهر...

وبمناسبة النذر لمقامات الأولياء دعنا نذكرها حتى لا يستشكل على الناس فهمها ولا يستشكل عليك كذلك، فلا تردد كلاما إلا وأنت على علم به، ولا نريد ببغاوات – واعذرني على هذه الكلمة – التي تردد كلاما لا تعي معناه.


ما هو النذر للأموات؟
أخرج أحمد في مسنده ( 5/285 ) وأبو داود ( رقم 1680 ) والنسائي ( رقم 3665 ) عن سعد بن عبادة – رضي الله عنه – أنه قال: يا رسول الله، إن أمّ سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟ قال: (( الماء )) . فحفر بئرًا وقال: هذه لأمّ سعد.

ي أن ثواب هذه الصدقة وهي ماء البئر لأمه وهي صدقة عنها، فهذا هو تعبير الصحابي الجليل وكذلك الناس مثله تماما فإذا قالوا هذه الذبيحة للولي أو لفلان أو للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهم يعنون به ما عناه سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه.

فإذا نذر الرجل أن يذبح أو يتصدق لفلان، فهو يذبح الذبيحة أو يتصدق بالصدقة لله ويريد ثوابها لفلان سواء كان حيا أو ميتا، فالنذر لله متقرب به إليه عز وجل، وصاحبه جعل أجرها صدقة عن الميت ووهب ثوابها له.

ثم تقول:
وسموا هذا الشرك توسلا بالصالحين(1) ومحبة لهم بزعمهم .. وزعموا أن محبتهم لهؤلاء وتعظيم قبورهم .. تقربهم إلى الله زلفى " اهـ

قول الفقير:
ها قد رجعت للنقطة السابقة، وجميعكم حول هذه النقطة تدندنون، فحب أولياء الله والصالحين من هذه الأمة أو التوسل إلى الله عز وجل سواء كان برسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – أو بالصالحين أو بصفات الله تعالى أو بصالح الأعمال أصبح – حسب مفهومك – شركا!! وفي الحقيقة ليس بشرك أبدا، وما هذا الخلط العجيب الذي تخلط به؟!!

ما هو مفهوم الشرك عندك حتى نصحح المعلومات لديك؟؟ فالتوسل والاستغاثة ليس بشرك ولا من وسائلها كما تقدم من الأحاديث النبوية الشريفة وكما جاء الأثر به كذلك مع اعتناء العلماء والحفاظ والمحدثون بتلك الأحاديث والآثار.

جاء في صحيح البخاري كما هو في شرحه للحافظ ابن حجر " فتح الباري" (2/501)
أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب وِجَاهَ المنبر ورسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يخطب فاستقبل رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- قائما فقال: يا رسول الله هلكت المواشي، وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا ( أي يمطرنا ) فقال أنس – رضي الله عنه - : فرفع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يديه فقال: (( اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا )).

فقال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من السحاب ولا قَزَعَةٍ ولا شيئا، وما بيننا وبين سَلعٍ من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ثم انتشرت، ثم أمطرت ... الحديث.

نرى في هذا الحديث أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لم يقل شيئا ولم يقل له بل ادعوا الله فإنه قريب مجيب الدعاء!!!

من ذلك نستفيد في مشروعية طلبُ رجل لآخرٍ يرى صلاحه أن يدعو له.

ثم قولك تعظيم قبورهم!!! فعلا إن لقبور المسلمين حرمة كما جاءت به الشريعة الإسلامية وللميت حرمة كذلك، فالقبر يجب ألا ينبش أو يهان، وإن كان يُحذر من سبعٍ ينبش القبر ويخرج الميت ويعبث بجثته يجوز البناء حول القبر حفاظا وتحقيقا لحرمة الميت، وكذلك إذا خشي من سيلٍ أو سارقٍ فيجوز البناء عليه – كما نص بذلك العلماء الكرام رضي الله تعالى عنهم جميعا، فهل في ذلك شرك بالله تعالى في هذه الناحية؟؟!! يا أخ محمد العريفي!!!

حتى أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – نهر رجلا قد أسند ظهره لقبر من القبور، وذلك لحرمة القبور وتعظيم حرمتها، وليس في ذلك عبادة أو شرك بالله تعالى.

حتى الجلوس عليها فعَنْ أَبِـــــي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ حَتَّى تَحْرِقَ ثِيَابَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ». رواه احمد وأبو داود والنسائي.

ولعلك تقول لا يجوز تعظيم القبور، أقول لك وهل هناك من عظم القبور كتعظيم الله تعالى؟!!

ثم إذا دخلنا في مسألة يجوز أو لا يجوز فأصبح المبحث هنا مبحث فقهي من هذه الحيثية ومن هذه الناحية، فالمسألة ليست لها أي علاقة في تعظيمها كتعظيم الله عز وجل أو في العقيدة، وهذه ليست من مسائل العقيدة.
__________________

وللموضوع بقيه

ابو عامر راعي الابل
11-10-2007, 11:30 AM
وبكل بساطه الى اخينا المشرف عاشق ...... اخينا الكريم لعلك تقوم بمسح ماكتبته او الغائه وليس ذلك لنقص فيه او لأمر مني ومنك ولكن لشيء بسيط وهو ان ماكتبته عن الشيخ محمد العريفي ليس بشيئا مجهولا ولا جديدا فهذا ياأخينا هو المنهج الذي يتبعه شيخنا محمد وشيوخه ومن في شاكلته وهذه معتقدات منهج اهل السلف الصالح رحمهم الله وانت تعرف ذلك الكلام مسبقا فلا داعي اعادة مواضوع كررت ونقاشات لن نصل اليه بشيئ وخلافات وخصومات وطعن كلن منا يطعن في شيوخ الاخر وكل منا يتكلم في الاخر .....فلا داعي لهذا كله .


اذن اخينا الحبيب فلا داعي لما تكلمت عنه لأنه شيئ معروف . والنقطه الاخيره ليتنا نتبع هذه القاعدة وتكون فيصلا بيننا ...وسارسله لك عبر الخاص

عاشق القبه الخضراء
11-10-2007, 10:59 PM
ومن كلام محمد العريفي يقول:
ونسوا أن هذه حجة المشركين الأولين حيث قالوا والعجب أنك إذا أنكرت على هؤلاء شركهم .. قالوا لك .. كلا بل نحن موحدون .. ولربنا عابدون .. ويظنون أن معنى التوحيد هو الإقرار بوجود الله وأحقيته بالعبادة دون غيره.. وهذا مفهوم قاصر للتوحيد..
فأبو جهل .. وأبو لهب .. بهذا المفهوم موحدون .. فإنهم يعتقدون أن الله هو الإله الأعظم المستحق للعبادة .. لكنهم أشركوا معه آلهة أخرى ظنوا أنها توصل إليه .. وتشفع لهم عنده." اهـ

يقول الفقير:
دعنا – يا أخ العريفي – نناقش الآية التي ذكرتها في كلامك ونفهم مقصودها حتى نكون على يقين من أمرك وأمرنا، أتحسب أن من يتوسل إلى الله – عز وجل – ليتقرب إليه زلفى كفعل الكفار حيث أنهم يتقربون إلى الله زلفى كما يزعمون؟؟

فاعلم أن الكفار يكذبون في هذا الادعاء، فلا تقتطع جزءا من الآيات يا أخ محمد العريفي وتبني عليها القصور المشيدة بل انقل النص كاملا حتى نفهم الآية ثم ابني ما تشاء أن تبنيه.

قال تعالى: { أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } سورة الزمر: 3.
أنظر إلى قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } .

فهم لا يعتقدون في الله تعالى ولا يتقربون إليه بشيء من الأشياء، فهم يعبدون تلك الأصنام من أجل عبادتها وليس من أجل التقرب إليه زلفى كما يدعون، فالله تعالى كذّب قولهم هذا، فمن كان يعتقد أن الله تعالى الخالق الرازق وبيده ملكوت كل شيء يحي ويميت وهو الإله الأعظم ثم يقوم ويعبد غيره؟!!!! فهو كاذبٌ في مدعاه.

وإذا سُئِلَ عن السبب يقول إنني بعبادة تلك الأشياء أتقرب بها إلى الله زلفى!!! عذرٌ أقبح من ذنب، يعتقد أن الله تعالى موجود وبيده كل شيء المفروض لا يعبد إلا هو ولا يعبد شيئا سواه، فكيف يدعي أن الله تعالى موجود وبيده ملكوت كل شيء وهو الذي يجير ولا يجار عليه خالق كل شيء، ثم يأتي يعبد صنما أو حجرا أو شيئا آخر، وإذا سُئِلَ عن سبب عبادته لتلك الأشياء، يقول إنني أتقرب بها إلى الله زلفى!! هذا عذرٌ أقبح من ذنب، وهذا دليل على كذب دعواه، لأنه يعبد هذه الأشياء يريد عبادتها وليس من أجل ما يدعيه بالكذب.

لو أن هؤلاء الكفار من يعبدون حجرا أو صنما أو نجما أو شمسا أو قمرا يعتقدون بأن الله رب العالمين وأن هذه الأشياء تحت ملكه وأن هذه من المسلمات عندهم لما أنزل الله تعالى في سورة الأعراف حيث قال: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الْلَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } الآية: 54.

وكذلك قوله تعالى: { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }. كما في سورة الغاشية.

ولو أن الكفار يعتقدون بأن الله تعالى الإله الأعظم المستحق للعبادة - كما تقول يا محمد العريفي – لما انتقصوه كما في سورة الأنعام الآية 136حيث قال: {وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ}

يقول ابن كثير في تفسيره على هذه الآية:

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في تفسيره: كل شيء جعلوه لله من ذبح يذبحونه لا يأكلونه أبداً حتى يذكروا معه أسماء الآلهة وما كان للآلهة لم يذكروا اسم الله معه، وقرأ الآية حتى بلغ {ساء ما يحكمون} أي ساء ما يقسمون، فإنهم أخطئوا أولاً في القسمة، فإن الله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وخالقه، وله الملك وكل شيء له وفي تصرفه وتحت قدرته ومشيئته، لا إله غيره ولا رب سواه، ثم لما قسموا فيما زعموا لم يحفظوا القسمة التي هي فاسدة بل جاروا فيها، كقوله جل وعلا: {ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون} وقال تعالى: {وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين}" اهـ أكتفي إلى هنا

وأقول : بأن هذا دليل على احتقارهم لله تعالى ودليل آخر في نفس هذه السورة المباركة الآية 108 حيث يقول جل وعلا:
{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} .
هذا المشرك الذي يدعو من دون الله ويعبد شيئا غير الله تعالى - الذي يقول إنني أتعبد الأصنام أو الشجر أو الحجر أو الشمس أو القمر أو النجوم تقربا إلى الله زلفى – على استعداد أن يسب الله تعالى نصرة لتلك الأشياء التي يعبدها هذا إن قيل له أن تلك الأشياء التي تعبدها لا تضر ولا تنفع بل الضار والنافع هو الله تعالى لا شريك له، تجده قد تمعّر وجهه وهمّ في شتم الله عز وجل نصرة لهذه الإلهة التي يعبدها وغيرة عليها.

فتتضح حينها حقيقة ذلك المشرك كذب دعواه وهي أن عبادته لتلك الأصنام أو الشجر وغيرها تقربا إلى الله تعالى زلفى، فالله تعالى يقول في سورة الزمر الآية 3 :
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } .

عن ابن عباس، قوله: {وَلا تَسُبوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُون الله فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بغيرِ عِلْمٍ} قال: قالوا: يا محمد لتنتهينّ عن سبّ آلهتنا أو لنهجونّ ربك فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عَدْواً بغير علم.

قال تعالى:{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون }سورة الزخرف الآية 87.

والإفك أشد الكذب فهم يكذبون بادعائهم أن الذي خلقهم هو الله تعالى، فلذلك فهم لا يعتقدون به، مادام إنك أيها الكافر وأنت أيها المشرك – يا أبا لهب وأنت يا أبا جهل وغيرهما من مشركي قريش - تتقربون إلى الله فكيف تريدون أن تشتموه نصرة لآلهتكم؟؟ كيف تتدعون التقرب إليه وأنتم على استعداد أن تشتموه؟! إذن أنتم تدعون بالتقرب كذبا ولستم صادقين في دعواكم!! يا أبا جهل وأنت يا أبا لهب!!! وغيركم من المشركين.

ثم يا أخ العريفي أتحسب أن عقائد الكفار واحدة؟؟!!

بل إن عقائد الكفار مختلفة منهم من يعتقد بوجود الله ولكن ليس له شيء, و أن هذه الأصنام وحدها التي تضر وتنفع كما قالت قريش عندما أصيبت زنيرة بالعمى بسبب ما لاقته من تعذيب سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لها وذلك قبل إسلامه بأن آلهتهم قد أصابتها بالعمى.

ثم فرّق بين التوسل إلى الله تعالى والعبادة من دون الله تعالى!! فرّق بين من يدعوا الله ويقول : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة!! وبين من يقول: أعلوا هبل فقد خذلني اللات!!!

فلا تخلط عمل الكفار الذين يعبدون هذه الأشياء ويدعون كذبا بأنهم يتقربون بها إلى الله زلفى وبين المؤمنين الموحدين الذين يدعون الله تعالى صدقا وحقا ويتوسلون بدعائهم إليه جل وعلا!!

وقوله تعالى:
{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ الاَْرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }

وأغلبكم يستشهد بهذه الآية وبمثيلاتها كما في قول الله تعالى:
{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ }

فاعلم أن الله تعالى كذبهم في ذلك لأن هؤلاء لا يعتقدون بأنه خالقهم كما في قوله تعالى:
:{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون }سورة الزخرف الآية 87.

وكما قال عز وجل: { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }

فانظر قوله تعالى فأنى يؤفكون، أي يكذبون، فهم غير معتقدين به لو أنهم يعتقدون بأنه يخلق ويحي ويميت لما جاء إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أبي بن خلف أو العاص بن وائل ومعه عظم بالي أخذ يفتفته بين يديه ويقول لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم: أتزعم أن ربك يخلق هذا؟؟

فأنزل الله تعالى في سورة يـس:
{ أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مٌّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ *) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * } 77 - 79

وكذلك قوله تعالى:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

يقول ابن كثير في تفسيره:
قول تعالى محتجاً على وجوده وقدرته وأنه الخالق المتصرف في عباده {كيف تكفرون بالله} أي كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره {وكنتم أمواتاً فأحياكم} أي وقد كنتم عدماً فأخرجكم إلى الوجود كما قال تعالى {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السموات والأرض * بل لا يوقنون} ." اهـ

وبعدم إيمانهم بأن الله تعالى يحي ويميت أنكروا البعث يوم القيامة ومعروف من أقوالهم أن هذه الدنيا ما هي إلا أن يحيون ويموتون فيها فقط لا حساب ولا عقاب ولا ثواب ولا جنة ولا نار كما جاءت الآيات البنات، وهناك أدلة كثيرة جدا على ذلك فكيف تقيس عمل الموحدين بعمل الكفار؟!

{ وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } سورة الجاثية الآية: 24.

وللرد بقيه

عاشق القبه الخضراء
11-12-2007, 05:51 AM
يقول محمد العريفي:
[ والعجب أنك إذا أنكرت على هؤلاء شركهم .. قالوا لك .. كلا بل نحن موحدون .. ولربنا عابدون .. ويظنون أن معنى التوحيد هو الإقرار بوجود الله وأحقيته بالعبادة دون غيره.. وهذا مفهوم قاصر للتوحيد].

يقول الفقير:
انظر إلى تناقض أقوالك في الفقرة السابقة

من يقول أنا عابد لله ويعتقد أن الإقرار بوجود الله وأحقيته بالعبادة دون غيره فهذا فهمٌ صحيح للتوحيد، الذي يعتقد بوجود الله تعالى ويعبده حق عبادته دون سواه، فكيف لا يكون موحدًا يا محمد العريفي؟؟!!

لعل هذا خطأ في الطباعة والنشر جعلتها على هذه الصورة، ولعل هذا هو الخطأ فيما تظن وتعتقد، الله أعلم في هذا الأمر ولكنني أتكلم حسب ما هو موجود عندي من تلك المنشورات التي توزّع هنا وهناك.

ثم قولك: [فأبو جهل .. وأبو لهب .. بهذا المفهوم موحدون]

أقول لك قد أخطأت، فأبو جهل وأبو لهب لم يكونا موحدين لله تعالى، وإن سلمنا جدلا أنهما يعتقدان بوجود الله تعالى ولكنهما يشركان به بحيث أنهما يعبدان حجارة مع الله تعالى، فالمؤمنون يعتقدون بوجود لله وأنه المستحق للعبادة وحده دون سواه، ولكن أبو جهل ومن هم على شاكلته يرون العبادة لله ولغيره لتلك الحجارة وتلك الأشجار والنجوم والجن وغيرهم، وليس هذا فقط بل ويفضلونها على الله تعالى مما جعلهم لا يقيمون لله وزنا ولا يقدرونه حق قدره فكيف تقول بأنهما موحدين؟! فهذا يخالف التوحيد تماما، فلابد أن تصحح فهمك يا محمد العريفي في معنى التوحيد لله تعالى.

المشكلة يا محمد العريفي أنك حاصلٌ على الدكتوراه في العقيدة كما هو واضح من تلك المنشورات فكيف تتخبط بهذا التخبط المزري؟؟!! أسأل الله لك الهداية!!

فانظر إلى القصة التي توردها أنت عن أبي عمران حصين بن المنذر الخزاعي(1) في كتيبك ص 8 كيف كان رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يكلمه في عقيدته ويبين له حقيقة تلك الآلهة التي يعتقدون نفعها وضرها، وانظر كيف كان رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يجادلهم بالتي هي أحسن ويقيم الحجة عليهم على الرغم من أنهم يتلاعبون في الأجوبة.

ودليل آخر أن الكفار والمشركين ليسوا على عقيدة واحدة بالنسبة لعقائدهم في الله تبارك وتعالى.

ثم تأتي بقصة ثمامة بن آثال سيد بني حنيفة، وتربطها بقولك أن الكفار يعظمون الله تعالى، وهذا غير صحيح لأن هذا الأمر ليس لعموم الكفار ولأن الله تعالى يقول:

{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} . سورة الأنعام: 108

وكذلك وقوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } سورة الرعد: 30.

وقوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُواْ لِلرَّحْمَنِ قَالُواْ وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً }سورة الفرقان:60

حتى السجود لله تعالى رفضوه، وأثبت الله تعالى بأنهم يكفرون به جل وعلا، فبالله عليك كيف يكون تعظيمهم لله تعالى والقرآن الكريم يقول عكس ما تظنه أنت بهم؟؟!!!

وشتان ما بين الأمرين فالكفار لا يعظمون الله تعالى ولا يقدرونه حق قدره، بل يفضلون تلك الحجارة على الله تعالى، وإذا تبين لهم بالحجة القوية بطلان عقائدهم تجاه أوثانهم قالوا نحن نعبدها تقربا إلى الله، هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وكل ذلك كذب منهم.

ما جئت تقول بأن الذبح عند المقابر من الشرك وكذلك الطواف حولها، دعنا في البداية نتكلم عن الذبح. حيث تقول:
[ ما الفرق بين شرك أبي جهل وأبي لهب ... وبين من يذبح اليوم عند القبر ]

أقول:
من المعلوم أن الذبيحة تحل من مسلم بالغ عاقل على أن يذكر اسم الله على الذبيحة، ولم يحدد الشرع مكانا خاصا لتذبح فيه الذبيحة بل يكون المكان طاهرا كي تذبح فيه، فإذا جاء مسلم بالغ عاقل بذبيحته وذكر سم الله عليها وذكاها في أي مكان كان، فذبيحته تكون حلالا أكلها، فما المشكلة إن ذبح عند القبر أو بعيدا عنه؟؟

كما ترى أن لا عبرة للمكان إلا أن يكون المكان نجسًا فلا يجوز الذبح فيه أما إذا كان المكان طاهرًا فجائز الذبح فيه سواء كان قد ذبح الذبيحة عند البيت أو عند المسجد أو في المجزرة أو بجوار قبرٍ ما، فليس هذا مما حرمه الله تعالى فضلا عن كونه شركا، فإن ذلك ليس بشرك بالله تعالى.

لو ذبح الرجل ذبيحته بجوار قبر نبي أو ولي ويريد تعظيم ذلك النبي أو الولي كتعظيم الله فهو مشرك سواء كان بينه وبين قبره مترا واحدا أو خمسة سنتمترات أو كان بعيدا عنه بمائة كيلوا متر، لأنه يعظم شيئا ما كتعظيم الله ويساويه بالله عز وجل فقد أشرك، فلا دخل للمكان هنا.

لو ذبح الرجل الذبيحة بجوار قبر نبي أو ولي ولا يريد تعظيم ذلك النبي أو الولي كتعظيم الله عز وجل فهو مازال على الإيمان موحدا، سواء كان بينه وبين قبره خمسة سنتمترات أو بعيدا عنه بمائة كيلو متر، لأنه لم يعظم شيئا كتعظيم الله ولا يساويه به عز وجل، ولا دخل للمكان هنا.

إذن فيتضح الأمر جليا أن المسافة والبعد والقرب من القبر أو عن القبر لا دخل له في أن الرجلَ مشركٌ بالله أو لم يشرك به تعالى، والحمد لله فإن أمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) لم تعظم شيئا أو تحب شيئا كتعظيم وكحب الله تعالى أو يساوونه به عز وجل، سواء كان ذلك للنبي أو للولي، لأن الله أحدٌ لا يساويه شيء من خلقه لا ند ولا مثيل ولا نظير، لا في صفاته ولا في ذاته تبارك وتعالى.

ويقول أحد العلماء الأبرار
وهو المحدث العلامة الشيخ / محمود بن سعيد بن ممدوح - حفظه الله ورعاه
في كتابه ( كشف الستور عمّا أشكل من أحكام القبور ) يقول حفظه الله:
" وبعض الناس يذبحون للأنبياء والأولياء لا بقصد تعظيمهم كتعظيم الله تعالى بل إنهم يذكرون اسم الله تعالى على الذبيحة وغرضهم من الذبح التوسعة على الفقراء أو إهداء الثواب للنبي أو الولي أو إكرامه بإكرام زوّاره، وهذا لا غبار عليه سواء أهدى الثواب لصاحب الضريح أم لا، فالذبيحة تحققت شروط الصحة فيها المذكورة في كتب الفقهاء" .

أترى إذا ذبح الرجل الذبيحة بعيدا عن القبر فهذا جائزٌ عندك يا محمد العريفي وإن كان قد نوى عبادة الميت؟!! ليس فيه أي مشكلة؟!!

يعني المهم ألا يذبح عند المقابر!!! سبحان الله!!

ثم تقول: [ أو يسجد على أعتاب ضريح .. أو يذبح له ويطوف ]

بالنسبة السجود أمام أضرحة الأنبياء أو الأولياء مع إنني لم أر من أهل السنة يفعل ذلك، هب أن ذلك قد وقع فهل هذا شرك في نظرك؟! إن قلت نعم فقد كذبت وأثمت، السجود لغير الله منهي عنه في شريعتنا، ولو كان يؤدي إلى الشرك فكيف تشرع لمن كانوا قبلنا؟؟ وكيف يرضاها كلا من سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب عليهما الصلاة والسلام؟؟!!

إذن يتضح الأمر جليا أن السجود ذاته ليس بشرك(1)، ولا يكون شركا إلا إذا قصد الساجد في سجوده العبادة، فيكون مشركا لأنه قصد العبادة في سجوده، وإذا لم يقصد العبادة في سجوده فهو لم يزل موحدا مؤمنا ولكنه ارتكب ما نهى عنه الشارع الحكيم.

من سجد عند أعتاب الأضرحة لا يكون مشركا ولا نستطيع الحكم عليه بالشرك ما لم نطلع على نيته في قلبه، كذلك إذا وقف أمام القبر ويقصد في نيته عباد القبر أو صاحب القبر في وقوفه هذا كما يقف في الصلاة فقد أشرك، على الرغم من أنه لم يسجد.. لماذا؟ !! .. وذلك لأنه قصد العبادة... سواء وقف أمام حي أو ميت و قصد عبادتهما فقد أشرك.

كذا الحال يقع عند الذبح والطواف، فإن طاف الرجل حول الكعبة المشرفة ويقصد عبادة الكعبة فقد أشرك، ولا نستطيع الحكم على من يسجد عند القبر أو يذبح عند القبر أو يطوف حول القبر بالشرك ما لم نطلع على نيته في قلبه، فلا يتأتى لأي رجل أن يعلم ما في ضمائر الناس ونيتهم إلا الذي لا يخفى عليه خافية عز وجل.

مع العلم أن الذبح عند المقابر قد كرهه بعض أهل العلم.

ثم تعقب بعد ذلك بقولك: [وهذا الشرك الذي يقع عند القبور من ذبح لها، وتقرب إلى أهلها وطواف عليها هو أعظم الذنوب نعم أعظم من الزنا. وأعظم من شرب الخمر .. والقتل وعقوق الوالدين..] إلى أخر الهراء

قول العبد الفقير:
ها أنت أخذت تكرر الكلام من جديد فقد سبق وذكرتُ أن الذبح والسجود والطواف للغير ليس بشرك إلا إذا نوى بعبادته من دون الله تعالى، ولو أن الرجل طاف حول الكعبة ويريد عبادتها أو سعى بين الصفا والمروة ويريد عبادتهما ونوى على ذلك فقد أشرك، فطوافنا وسعينا وتوجهنا إلى الكعبة في صلاتنا ليس لعبادتها بل هي عبادة لله وننوي على ذلك.

فقد قال المستشرقون بما معناه بأن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – نقلنا من عبادة الحجارة إلى عبادة حجر، ويقصدون بعبادة الحجارة هي الأصنام وعبادة الحجر الكعبة المشرفة، وذلك لما رأوا طوافنا حولها وتوجهنا إليها في الصلاة، ولا يعلمون أن العبادة ليست في الأعمال إنما في النيات، فمن نوى عبادة الكعبة في طوافه وصلاته فقد أشرك، ولا يوجد في هذه الأمة من يعبد شيئا غير الله تبارك وتعالى، سواء في طوافه حول الكعبة أو حول القبر.

وإن تسألني وتقول : لماذا يطوفون حول القبور؟؟ وما غرضهم من ذلك؟!!

أجيبك وأقول سبب ذلك هو الجهل.. نعم الجهل في الفقه، فإذا تعلموا آداب الزيارة ومشروعية زيارة القبور، لعلموا أن السجود لغير الله لا يجوز فلا يسجدوا إلا الله تعالى، ولا يطوفوا حول المقابر إنما الطواف يكون حول الكعبة المشرفة، وعليهم ألا يأتوا بأعمال مخالفة للشرع كالنواح والعويل واللغط والهجر من القول والاعتراض على قضاء الله تعالى فذلك كله منهي عنه.

والشرك من أعظم الذنوب، وهذا أمر معروف لأنه أعظم من الزنا وشرب الخمر وغيره، والحمد لله لا يوجد من يشرك بالله أو يعبد غير الله تعالى.

فقد روى الإمام احمد في مسنده والحاكم في المستدرك من رواية عن عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي قال: دَخَلْتُ عَلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ فِي مُصَلاَّهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟

قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ . قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إذْ رَأَيْتُ بِوَجْهِهِ أَمْراً سَاءَنِي، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِي أَرَى بِوَجْهِكَ. قَالَ: «أَمْراً أَتَخَوَّفُهُ عَلَى أُمَّتِي: الشِّرْكُ، وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ».

قُلْتُ: وَتُشْرِكُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ:
«يَا شَدَّادُ إنَّهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ شَمْساً وَلاَ وَثَناً وَلاَ حَجَراً وَلكِنْ يُرَاؤُونَ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الرِّيَاءُ شِرْكٌ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: فَمَا الشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ؟ قَالَ: «يُصْبِحُ أَحَدُهُمْ صَائِماً فَتَعْرِضُ لَهُ شَهْوَةٌ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا فَيُفْطِرُ». قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وهناك حديث المسجد الجابية يرويه أحمد في مسنده من حديث شداد بن أوس – رضي الله عنه أنه قال: إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من الشهوة الخفية والشرك، فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء: اللهم غفراً أولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدَّثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب؟!. .. مسند الإمام أحمد ( 4 / 126 ) .

وللرد بقيه...

عاشق القبه الخضراء
11-13-2007, 03:43 AM
ثم في مسألة الذبح لغير الله حتى لا نغفل عنها.

إن الذبح لغير الله والمقصود منه أن يذبح الرجل الذبيحة ولا يذكر اسم الله عليها أي أن يذبح بغير اسم الله تعالى، فلا تحل أكلها لمخالفة أمر الله تعالى، وأما الذي ذبح بغير اسم الله تعالى فليس بمشرك، بل ارتكب المنهي عنه.

أما إذا ذبح لغير الله من حيث أن يسمي بأسم غير اسم الله تعالى ويريد تعظيم ذلك المسمى عليه كتعظيم الله أو تعظيم المذبوح له كتعظيم الله مما يلزم منه العبادة فقد أشرك، وهذا قد ذكره العلماء منهم الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم.

ففي شرح لصحيح مسلم للإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي الشافعي رحمه الله ( 13/141 ) في كتاب الأضاحي باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله، يقول ما نصه:

" ... وأما الذبح لغير الله فالمراد به أن يذبح باسم غير الله تعالى كمن ذبح للصنم أو للصليب أو لموسى أو لعيسى صلى الله عليهما أو للكعبة ونحو ذلك فكل هذا حرام، ولا تحل هذه الذبيحة سواء كان الذابح مسلماً أو نصرانيا أو يهوديا، نص عليه الشافعي واتفق عليه أصحابنا، فإن قصد مع ذلك تعظيم المذبوح له غير الله تعالى والعبادة له كان ذلك كفراً، فإن كان الذابح مسلماً قبل ذلك صار بالذبح مرتداً" اهـ

ولكن من الظريف أن تأتي بقصة من نسج خيالك ليس بدليل كي تثبت ما تريد وتقرر ما تشاء مما ذكرت من قبل بأن الناس يحزنون ويتضايقون عندما يكثر الزنا وشرب الخمر بينما لا يتأثرون من يتمسحون بالقبور ويصرفون العبادة لها.. الخ كلامك المتهافت.

فقد قلنا أن الشرك الأكبر منفي عن هذه الأمة بأن الأمة لا تعبد شيئا إلا الله تعالى ولا تصرف عبادتها لغيره تعالى كما جاء الحديث الشريف، وأما أن تأتي بهذه القصة كي تقرر ما تريد إقراره فهي ليست من الأدلة التي تعتمد عليها هات ما يثبت أن هذه عبادة من قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال العلماء ولكن لا بأس أن اذكرها للطرفة فقط حيث تقول في صفحة من كتابك المتهافت " اركب معنا " ص 12:

[ كان أحد المشايخ قد ألّف كتابا في أهمية التوحيد .. وأخذ يشرحه لطلابه .. ويعيد ويكرر مسائله عليهم .. فقال له طلابه يوما، يا شيخ نريد أن تغير لنا الدرس إلى مواضيع أخرى .. قصص .. سيرة .. تاريخ .. فقال الشيخ: سننظر في ذلك إن شاء الله .... ثم خرج إليهم من الغد مهموما مفكرا .. فسألوه عن سبب حزنه فقال: سمعت أن رجلا في قرية مجاورة .. سكن بيتا جديدا .. وخاف من تعرض الجن له فذبح ديكا عند عتبة باب بيته .. تقربا إلى الجن .. ولقد أرسلت من يتثبت لي من هذا الأمر .. فلم يتأثر الطلاب كثيرا .. وإنما دعوا لذلك الرجل بالهداية .. وسكتوا .. وفي الغد لقيهم الشيخ فقال: تثبتنا من الخبر البارحة .. فإذا الأمر على خلاف ما نقل إليّ .. فإن الرجل لم يذبح ديكا تقربا إلى الجن .. ولكنه زنا بأمه .. فثار الطلاب وانفعلوا .. وسبوا وأكثروا .. وقالوا لابد من الإنكار عليه .. ومناصحته .. وعقوبته .. وكثر هرجهم ومرجهم فقال الشيخ: ما أعجب أمركم.. تنكرون هذا الإنكار على من وقع في كبيرة من الكبائر .. وهي لم تخرجه من الإسلام .. ولا تنكرون على من وقع في الشرك .. وذبح لغير الله وصرف العبادة لغير الله ... فسكت الطلاب فأشار الشيخ إلى أحدهم وقال: قم وناولنا كتاب التوحيد ونشرحه من جديد ]

انتهت القصة الظريفة من حكاياتك يا أخ محمد العريفي.
دعني أن أعلق على هذه القصة الظريفة.

أولا الذبح لغير الله مثلا ليست بعبادة فلا يوجد أحد من يذبح الذبيحة يريد التقرّب للمذبوح له سواء كان من الجن أو الملائكة أو غيرهم... وما هذه القصة إلا قصة خيالية كما هو واضح.

ثانيا: الشرك الأكبر المخرج من الملة وهو عبادة شيءٍ غير الله تعالى أو نجعل له شريكًا في ملكه أو في صفات الكمال الواجبة لله تعالى، فذلك كله منفي كما مر معنا من الأحاديث الشريفة.

ثالثا: التمسح بالقبور ليس بشرك، وتجد أن العلماء قد استكرهوا أن يتمسح الرجل بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم – أو الشبك المحيط بقبره فذلك ليس بشرك كما تتوهم، بل هو فيه عدم الأدب أمام حضرة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وهناك من أجازوه من باب التبرك فقط، فذلك جائز.

رابعا: دع عنك كثرة سرد القصص من قصة يعبدون الجوزة وكذلك سرد بعض الأخبار التي في الجرائد من اكتشاف أضرحة جديدة مثل ضريح الشيخ بركات وأن هذه تلفيقات من رجل يسمى سعيد، وأن هناك أخطاء وادعاءات بضريح الذي فيه رأس سيدنا الحسين – رضي الله عنه – إن كان في مصر بالقاهرة أو بالشام أو بالعراق، وتقول بأن هناك أخطاء منها قبر سيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا عبد الرحمن بن عوف وسيدتنا رقية وأم كلثوم ابتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وغيرها، أقول لك: وكل ذلك لا دخل له في رمي الأمة بالشرك، فإن كانوا قد اخطئوا فاذهب وبين لهم حقيقة أضرحتهم وأين قد دفنوا وجزاك الله خيرا.

قلت في صحيفة رقم 13 من كتابك " اركب معنا " :

[ والشرك له صور متعددة منها ما يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه ]

أقول لك قد صدقت فالشرك المخرج من الملة وهو الشرك الأكبر المنفي عن هذه الأمة كما تقدم ذلك، ولكني أراك تفصل في الموضوع وذكرت أشياء منها حسب قولك:

[ كدعاء غير الله ]

أقول: وهذا الأمر قد فصلناه وذكرناه فليس كل دعاء يقصد فيه العبادة والتضرع، لعل الإنسان يدعوا غيره حيث يريد أن يقبل عليه ويسمع كلامه، أما دعاء الله تعالى فهو دعاء تضرع وعبادة، فكيف لا وقد قال الله تعالى في كتابه في سورة النور:

{لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} سورة النور: 63

فهل تقصد هذه الآية أن لا نجعل عبادتنا لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - كعبادتنا بعضنا لبعض؟؟؟ .. كلا

المقصود منه هو النداء، فمن ينادي ميتا أو حيا لا يقصد منه دعاء التضرع والعبادة ففرق بين الأمرين ولا تخلط بينهما، ودعاء الأموات كمثل دعاء الأحياء، لأنهما يسمعون من يدعوهم.

وقد ذكر ابن قيم الجوزية في كتابه " الروح " في مسألةٍ أن الميت يسمع سلام من يسلم عليه حيث يقول:


فإن السلام من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم مُحال، وقد علَّم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية." اهـ

ثم يعقب بعد ذلك ويقول:
وهذا الخطاب والنداء لموجود يَسْمَعْ ويُخاطَبْ ويعقل، ويرد، وإن لم يسمع المسلم الرد، وإذا صلى قريبا منهم شاهدوه، وعلموا صلاته، وغبطوه على ذلك" اهـ

أنظر كيف عبر عنها بأن نداء الأموات من المسلمين وخطابهم لموجود يسمع ويعقل ويعلم ويحس من هم حوله، وأزيد عليه وينتفعون من أتي وذبح الذبيحة وتصدق بلحمها للفقراء وجعل أجر الصدقة للميت أو أتى بأموال وأخذ يوزعها للفقراء صدقة ويجعل أجرها للميت، فيسر بذلك، وهذا ليس بشرك كما تتوهم يا أخ محمد العريفي، وإن فعل ذلك عند قبر الميت.

وأما قولك من يتقرب للجن أو الأموات بسبب الخوف من الأموات والجن والعفاريت، فهذا هراء, لا يوجد من يتقرب إلى الأموات إنما هي قربة إلى الله تعالى وهذا ما يُقْصَدُ منه، وأما الخوف ربما المقصود أن يقون أنفسهم من شر الشياطين، وليس الخوف منهم كخوفهم من الله كما يفعل اليهود بأنهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد، فأما المؤمنون فلا يحبون ولا يخشون أحدا كحبهم وخشيتهم لله تبارك وتعالى، لأنهم لا يساوون أحدا مع الله تعالى في أي شيء، وحتى يقون أنفسهم من كيد الشيطان فعليهم بالأذكار والأدعية المأثورة لمن نزل منزلا، وهو دعاء النزول تقيهم من مكائد الشيطان.

وأما تأليف القصص وسرد الحكايات وتتخذها دليلا تثبت فيه جهل الجهال وتحملها على أنهم قد أشركوا، أو تتخيل بخيالات وتجعلها هو مرادهم ومقصدهم، فهذا عمل منك غير مقبول بل هو أمرٌ مرفوض.

وقولك بأن من يدعوا الأموات فهو يطلب منهم أشياء لا يقدر عليها إلا الله.. فأجيب عليك:
إن أراد السائل في سؤاله كغفران الذنوب وتفريج الكروب، فهذا لا يعتقده مسلم بل هو باطل، والسؤال عنه جهل وحماقة، وإن أراد في سؤالهم الشفاعة، فهذا في استطاعتهم، لأن أموات المسلمين يشعرون ويردون السلام من يسلم عليهم، ويستغفرون لأهليهم وذويهم إن أساءوا، ويفرحون إن أحسنوا وعملوا الصالحات، فما هو المانع من ذلك؟؟

وبالنسبة لمن يطلب من الأموات شيئا أو الأحياء شيئا لا يقدر عليه لم يشرك وما أشرك أبدا، والدليل سيدنا سليمان – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – ألم يطلب من حرسه وجنوده بأن يأتون له بعرش بلقيس من اليمن وهو في الشام قبل أن يأتوه مسلمين بأسرع من لمح العين؟!!

من يقدر على فعل ذلك، ولكن الله تعالى يمكن عباده على فعل ذلك، فلما جاء هذا العبد الصالح بعرش بلقيس بهذه السرعة الفائقة توجه سيدنا سلمان – عليه الصلاة والسلام – إلى الله تعالى شاكرا له إذ مكن لهذا العبد أن يقوم بهذا الفعل، وأن ذلك تم بتوفيق الله تعالى له.

وكذا الحال معنا لعباد الله تعالى سواء كانوا أحياءا أو أمواتا الكل تحت مشيئة الله وتوفيقه، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

وللرد بقيه

عاشق القبه الخضراء
11-14-2007, 02:00 AM
يقول الفقير

وقولك: [ فالقبور تزار لأجل الاتعاظ والدعاء للأموات كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم – (( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة )) ]

أقول قد صدقت، هي دعاء للأموات والعظة، والمسلمون يفعلون ذلك، ولا بأس بدعاء الأموات وسؤالهم الشفاعة، لأنهم يستغفرون لأهلهم وذويهم... وهذا ليس بدعاء التضرع والعبادة التي لا تجب إلا لله وحده!!

وقولك: [ وذلك للرجال .. واما النساء فلا يشرع لهن زيارة القبور .. لأن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – لعن زوارات القبور .. لأن زيارتهن قد يحصل بها فتنة لهن أو بهن.]

أقول لك:
قد أخطأت، فزيارة المقابر تسن للرجال وللنساء على حد سواء، أما للنساء فتسن زيارتهن إذا لم يصاحب في زيارتهن النواح والعويل ولطم الخدود وشق الجيوب فذلك كله منهي عنه، وقوله – صلى الله عليه وآله وسلم – (( زوروا القبور )) فهذا خطاب موجه لأمته للرجال وللنساء.

وكذلك في حديث آخر في صحيح مسلم يقول : (( قد كنت نيتكم عن زيارة القبور فزوروها )) صحيح مسلم.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( فزوروها )) فيشمل الخطاب الرجال والنساء.

ثم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بامرأة تبكي عند قبر ابنها فقال لها: (( اتقي الله واصبري )) كما في صحيح البخاري ولكنه لم ينهها عن زيارة القبر.

وحديث آخر أيضا حيث سألت السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما تقول عند زيارتها مقبرة البقيع فقال لها:
(( قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون )) أخرجه مسلم في صحيحه.

أما معنى الحديث (( لعن الله زوّارات القبور ))، فإذا قصد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – المرأة التي تزور القبور أو أي امرأة تزور القبور ولو مرة واحدة لكان كلامه " لعن الله زائرات القبور ".

هنا يكون كلامك يا محمد العريفي كلام سليم صحيح، ولكن في الحديث زوّارات القبور لاحظ ذلك، ورسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أفصح الناس من تكلم العربية، إذن فما المقصود من كلمة [ زوّارات ] ؟؟؟!!!

هذا إذا كانت زيارة النساء للمقابر يصحبها البكاء والعويل ويكثرن الزيارة بهذه الطريقة هو حرام بالاتفاق، أما إذا كانت زيارتهن سالمة من هذه الأمور ولا يكثرن الزيارة بهذه الطريقة فليس في زيارتهن داخل في هذا الوعيد.

ففي المستدرك عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه: أن فاطمة بنت النبيّ – صلى الله عليه وآله وسلم - كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة، فتصلّي وتبكي عنده.

فيقول أبو عبد الله الحاكم النيسابوري بعد ذكر هذا الأثر :
" ..... وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحرياً للمشاركة في الترغيب، وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنّة مسنونة، وصلّى الله على محمد وآله أجمعين." المستدرك على الصحيحين ( 1/377 ).

هناك ملاحظات أحب أن أنبهك عليها وهي:-

أولا: أن المتوسلين والمستغيثين بالأنبياء أو بآل البيت الأطهار أو بالصحابة أو بعباد الله الصالحين من الأولياء وسؤال الله بجاههم، ذلك لاعتقاد أن الله تعالى يحبهم ويكرمهم، وحب وإكرام الله لهم صفة فعل له سبحانه، والتوسل بذلك جائزٌ إجماعا.

ثانيا: 2) إن المتوسلين والمستغيثين بالأنبياء وبالأولياء وغيرهم، لا يقصدون التوجه بالدعاء لهم من حيث أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله تعالى، بل إن الضار والنافع هو الله وحده ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

ثالثا: 3) أن المتوسلين والمستغيثين لا يسألون الله بالعصاة والفاسقين بل ولا بمن يشكون في ولايته وصلاحه، وما ذلك إلا لأن الله لا يحبهم ما داموا على حالتهم هذه حتى يتوبوا وينوبوا إلى ربهم ليغفر لهم.

رابعا: 4) أن من توسل أو استغاث بمخلوق حيا كان أو ميتا، فهو يريد أن الله تعالى يحبهم ويحبونه فمحبة الله لهم لا تنقطع بموتهم أو حياتهم.

خامسًا: التوسل ليس بعبادة المتوسَّل به، لأن المتوسل يسأل الله تعالى ويدعوه ويتضرع إليه بأحب الأشياء عنده – جل وعلا- مثلا: بأسماء الله وصفاته أو بأعماله الصالحة أو يطلب الدعاء ممن يرى صلاح أمره أو بالذوات مثل الأنبياء والأولياء أحياءا كانوا أم أمواتا.

سادسًا: 6) التوسل والاستغاثة أمر محبب جائز عند الدعاء وليس أمرا لازما واجبا، واستجابة الدعاء ليست متوقفة عليهما.

سابعًا: التوسل والاستغاثة هذا العمل ليس من أعمال المشركين الذين يدعون كذبا { أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } وذلك لأن من يريد التقرب إلى الله لا يعبد غيره، وأن الكفار هؤلاء يكذبون بدعواهم والدليل في آخر هذه الآية.

إلى هنا انتهينا في مسألة التوسل والاستغاثة والذبح والنذور للأموات عند مراقدهم في المقابر، والتقرب إلى الله تعالى ما بين المؤمنين الصادقين والمشركين الكاذبين.

وللرد بقيه إن شاء الله

عاشق القبه الخضراء
11-16-2007, 01:38 PM
يقول الفقير

وندخل الآن في مسألة أخرى وهي :

المقابر وبناء القباب أو المساجد على الأضرحة.

قد نبهت في ذلك فيما سبق من قولي حيث قلت أنه يجوز البناء حول القبر إذا خُشِيَ من سبعٍ أن ينبش القبر ويخرج الميت ويعبث بجثته، أو سيلٍ حيث يجرف الرمال على القبر مما يخرج الميت من مرقده أو سارق يسرق الجثث أو الأكفان مثلا فالبناء جائز من هذه الناحية.

وأما أن يدفن الرجل داخل حجرة أعدت له لدفنه فهذا جائز بالإجماع حيث أجمعوا الصحابة رضي الله عنهم جميعا بدفن سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر – رضي الله عنهما – داخل الحجرة الشريفة مع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم وقبورهم معروفة في الحرم النبوي الشريف.

وأما البناء على القبر فهو المختلف فيه بيننا وبين من يقول بمنعه حيث يقول بأنه من الشرك، ويحتج بأحاديث رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعي معانيها ومنها:-

 عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، «اللهم لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». مسند الإمام أحمد وسنن النسائي الصغرى كتاب الجنائز باب اتخاذ القبور مساجد.

 عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ تَدَعَنَّ قَبْراً مُشْرِفاً إلا سَوَّيْتَهُ وَلاَ صُورَةً فِي بَـــــيْتٍ إلاَّ طَمَسْتَهَا». سنن النسائي كتاب الجنائز باب تسوية القبور .

 عن أبـي هَيَّاجٍ الأَسْدِيِّ قالَ: قالَ لـي علـيُّ بنُ أبـي طالب رَضِيَ الله عَنْهُ: ابْعَثُكَ عَلَـى مَا بَعَثَنِـي علـيهِ رَسُولُ الله صَلَّـى الله عَلَـيْهِ وَسَلَّـمَ أَنْ لاَ تَتْرُكَ قَبْراً مُشْرِفاً إِلاَّ سَوَّيْتَهُ، ولاَ تِمْثالاً فـي بـيتٍ إِلاَّ طَمَسْتَهُ. ...أخرجه مُسْلِـمُ والبيهقي في سنن الكبرى والحاكم في المستدرك وأبو داود والترمذي .

 وعن جابر يقول: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ تَقْصِيصِ الْقُبُورِ أَوْ يُبْنَى عَلَيْهَا أَوْ يَجْلِسَ عَلَيْهَا أَحَدٌ». سنن النسائي الصغرى.

 عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ أَوْ يُزَادَ عَلَيْهِ أَوْ يُجَصَّصَ»، زَادَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، أَوْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ.

 عن عُروةَ عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت «قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مرضهِ الذي لم يَقُم منهُ: لَعَنَ اللهُ اليَهودَ والنصارَى اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مَساجِد لولا ذلك أُبرِزَ قبرُهُ، غيرَ أنهُ خَشِيَ ـ أو خُشِيَ ـ أن يُتخذَ مَسجداً».َ. أخرجه البخاري وأحمد في مسنده.

وهذه أغلب من يستشهد بها على النهي والتحريم وأن ذلك من الشرك.

فأدلة جواز البناء على القبور منها قوله تعالى .

{وَكَذلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُواْ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً} . سورة الكهف:21.

يقول ابن جرير الطبري في تفسيره:
"حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن عبد العزيز بن أبـي روّاد، عن عبد الله بن عبـيد بن عمير، قال: عمَّى الله علـى الذين أعثرهم علـى أصحاب الكهف مكانهم، فلـم يهتدوا، فقال الـمشركون: نبنـي علـيهم بنـيانا، فإنهم أبناء آبـائنا، ونعبد الله فـيها، وقال الـمسلـمون: بل نـحن أحقّ بهم، هم منا، نبنـي علـيهم مسجدا نصلـي فـيه، ونعبد الله فـيه." اهـ

وقد ذكر المفسرون على قولين فيمن قال باتخاذ المسجد عند مراقدهم أهم المؤمنون أو الكفار، والحقيقة أن اتخاذ المساجد وتعميرها من صفات المؤمنين ففي تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن ( 4/389 ) يقول فيه ما نصه:

" لم يبين الله هنا من هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم، هل هم من المسلمين أم الكافرون؟ وذكر ابن جرير وغيره فيهم قولين: أحدهما ـ أنهم كفار، والثاني ـ أنهم مسلمون، وهي قولهم: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا} لأن اتخاذ المساجد من صفات المؤمنين لا من صفات الكفار. هكذا قال بعض أهل العلم." اهـ

ففي تفسير الإمام البغوي المسمى " معالم التنزيل" يقول:

" {وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَـازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ}، قال ابن عباس: يتنازعون في البنيان، فقال: المسلمون: نبني عليهم مسجداً يصلي فيه الناس لأنهم على ديننا، وقال المشركون: نبني عليهم بنياناً لأنهم من أهل نسبنا." اهـ

فيتضح الأمر جليا أن الذين أمروا ببناء المسجد عند هؤلاء الرجال الصالحين من أصحاب الكهف بكهفهم من باب التبرك وتعبد الله تعالى فيقول الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره:

" وقال آخرون: بل الأولى أن يبني على باب الكهف مسجد" اهـ

ثم يعقب الإمام الرازي بعد ذلك ويقول:

" وهذا القول يدل على أن أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة." اهـ

ومن المعلوم أن الله تعالى أمات أصحاب الكهف بكهفهم فأصبح كهفهم كمقبرة لهم جميعا وهم فتية آمنوا بربهم صالحين، فرأى المشركون أن يبنوا بنيانا عند باب الكهف وقال المؤمنون بل يبنى مسجدا عند مراقدهم ليعبدوا الله تعالى ويتبركوا بهؤلاء الصالحين، ونجد في هذه الآية بأن الله تعالى لم يذم أو يحرم ذلك، فدل هذا الأمر على جوازه، سواء كان هذا البناء عبارة عن بنيان على القبر أو مسجدا فكله جائز.
" للحديث بقيــه "

YemenihoneY
12-23-2007, 01:20 AM
يعطيك العافيه

حسن بن قيران بن حيدره
07-30-2008, 03:05 AM
السلام عليكم
والله اني حزين جداااااا جدا عندما ارى المجادله في السقيفة الدينيه بين من يدعي انه على الصح والاخر يقول لا الصح كذا والله القلب يحزن بالله بسال سؤال من بداية المجادله الى الان ايش استفدنا بالله عليكم كيف لو دخل مثلا شخص من اي دوله غربيه ويريد يبحث عن االاسلام ورا الاختلافات بين المسلمين ماذا يقول
ارجووو واقترح من الاخوان مشرفين السقيفه الدينيه اي موضوع وفيه اختلاف وجدل بين الاعضاء يتم حذفه فورا ولايسمح بكتابته اي موضوع فيه جدل او اي موضوع ايش رايكم ارجووو الرد
كفى من مجادله في الدين لاتظنو من يقراء مواضيعكم يستفيد بل يلومكم وانا اولاهم مادام ربي اعطاكم من العلم نحن في حاجه لكم عسى الله ان يزيدكم من العلم النافع

بدر السقيفه2008
08-07-2008, 09:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتراح الاخ بن حيدرة فضيلة فيها الاجر والثواب انشاء الله

.