حد من الوادي
11-07-2007, 06:31 PM
الفساد ووعود صالح النووية
لم تزل كلمات الرئيس علي عبد الله صالح بعد، عالقة في الإسماع وهو يخطب في أحد مهرجاناته الانتخابية الماضية أمام الجماهير حين أشار أن اليمن ستشهد تحولا كبيرا لم تحلم به من قبل وأن الطاقة النووية هي إحدى صانعات هذا التحول المنتظر. كان ذلك الوعد الانتخابي النبأ الهام الذي تناولته مختلف وسائل الأعلام المحلية والخارجية على حد سواء والذي تسلل حتى إلى أولئك الذين مازالوا يستخدمون "الشموع ومصابيح الكيروسين في المناطق النائية".
لكن حلم توليد الطاقة الكهربائية عبر المفاعلات النووية أمرا بات مستحيلا في اليمن لأنه لم توجد تجربة يمكن القياس عليها والاستئناس بها في دول عربية لها القدرة على توليد الكهرباء بالطاقة النووية والتحكم بإشعاعاتها كـ"مصر" وإن كانت عازمة على ذلك، أو دول الخليج العربي مثلا، وكذلك بسبب قضايا تتعلق بالفساد ووجود صفقات مشبوهة تهدف إلى التلاعب بأموال البلاد –حسب سياسيين- فما إن أعلن وزير الكهرباء والطاقة النووية –بهران- عن أن شركة أمريكية ستنفذ أول محطة طاقة نووية سلمية لإنتاج الكهرباء في اليمن مطلع عام 2009، بكلفة 15 مليار دولار، حتى شككت مصادر صحفية أمريكية في الوضع المالي للشركة المنفذة، وفي جدية المشروع الذي أعلن عنه يوم (29) من سبتمبر الماضي الأمر الذي أدى إلى إحباط صفقة نووية كانت على وشك التنفيذ .
*صفقة غامضة
لم يكن يعلم أحد في اليمن سر تلك الصفقة المشبوهة حتى كشفت تلك المصادر الإعلامية الخارجية ذلك وهو ما جنب البلاد بحسب -محللين سياسيين- كارثتان الأولى: استنفاد ثروات البلاد تحت دعوى إنشاء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة.
والثانية: خطر تصدير مفاعلات الطاقة النووية المستهلكة ومخصباتها إلى البلاد وما ستنتجه من تلوث بيئي على صحة السكان معتبرين تلك المسالة أنها تمس الأمن القومي والأمن الشخصي لكل مواطن، فقد كشفت مذكرات المستشار الألماني السابق "جيرهارد شرويدر" الذي تحدث في بعض صفحات كتابه بإسهاب عن المشكلة التي تعاني منها ألمانيا وغيرها من الدول المتقدمة في التخلص من النفايات الذرية بعد تراكم استخدام الطاقة النووية لسنوات طويلة، لم يتطرق المستشار الألماني إلى أن بلاده توقفت عن بناء محطات نووية ولجأت إلى بدائل أخرى لا تشكل خطرا على البيئة وعلى صحة البشر، كما تطرق إلى ضرورة التعاون مع روسيا لدفن النفايات في أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية "مثل سيبيريا مثلا، وأن ألمانيا كانت دفعت لروسيا عشرة مليارات دولار مقابل نقل ومعالجة ودفن الوقود النووي المستنفذ الذي كانت تستخدمه المحطات النووية الألمانية، وهو ما يعني أن اليمن كانت ستصبح مقبرة نووية في ظل الإصرار الوزير على توليد الكهرباء بالمفاعلات النووية مع أن هناك بدائل آمنة كثيرة يمكن أن تحل مشكلة نقص الطاقة الكهربية في اليمن بشكل جذري بعيدا عن المخاطر إذا ما توفرت الجدية لدى الحكومة.
*عملية فسا
ما كشفه الصحفي منير الماوري من شبهات حول الشركة التي يملكها المهاجر اليمني في أمريكا جلال عبد الغني، ومخاوفه من أن يكون المشروع لتسهيل "دفن نفايات نووية"، وذكر احتمال وجود عملية فساد في الصفقة برأي الكثير أنه أمرا مخيفا خصوصا وأن الذين يتولون أمر هكذا صفقات، شخصيات اعتبارية كان من المفترض أن تراعي المصلحة الوطنية وأن تستشعر مسؤليتها تجاه البلاد لأن مثل هذه الاتفاقيات والصفقات يجب التعامل معها بروح وطنية مسؤلة وحريصة على البلد وأمنه البيئي كما ذكر موقع" التغيير نت "أن هناك مصادر مطلعة أشارت إلى وقوف شخصية سياسية بارزة سبق له وان تولى مناصب عليا , وراء هذه الصفقة .
وقال "الماوري ": أن عشرات الوثائق التي حصل عليها بموجب مبدأ حرية الحصول على المعلومات في أميركا أشارت إلى أن مجلس إدارة شركة أدير اتخذ قرارا بفصل جلال الغني من عضوية مجلس إدارة الشركة لأنه كذب بشأن المؤهلات الدراسة التي قال إنه حصل عليها كما أرتكب مخالفات مالية واتهم بالاحتيال على المساهمين في الشركة" كوربوريشن " التي كانت ستنفذ بناء (5) مفاعيل نووية في اليمن
وأضاف " الماوري" حسبما ورد في وثائق قانونية أن جلال الغني استولى على أموال طائلة بغير حق من شركة كان يعمل بها، وأعلن الإفلاس بموجب القانون الأميركي للهرب من إرجاع الأموال إلى أصحابها، كما نهب أكثر من 165 ألف دولار من شركة أدير في رحلة واحدة قام بها لليمن لأغراض خاصة به لا علاقة لها بالشركة. وتابع الملا قائلا " إن هناك أسرارا كثيرة تحوم حول الرجل وأكاذيب كثيرة حول خبراته العملية التي ثبت عدم صحتها بعد الرجوع للشركات والجمعيات التي زعم عضويته فيها".
ومن أجل التمويه على شخصية جلال الغني فإن الذي تولى إدارة المفاوضات الشكلية مع الجهات الرسمية اليمنية هو الشريك الأميركي "جيمس جيفري" لإبعاد الأنظار عنه كونه صديق الوزير بهران، وإظهار الأمر وكأن الشركة لا تختلف عن الشركات العريقة في مجالها!!
إلى أن سرعة توقيع عقد بمبلغ «17» مليار دولار مع شركة شبه وهمية جعل البعض يتساءل عن دور اللجان التخصصية المساندة لمجلس الوزراء لمناقشة وتحليل مثل هذه الاتفاقيات المرتبطة بقضية استراتيجية على هذا المستوى من الأهمية قبل التورط في الإقدام على مثل هذه التصرفات التي تسيء إلى البلاد .معتبرين ما أقدم عليه مجلس الوزراء خطوة شجاعة، حيث لا يمكن تمرير اتفاقيات بمثل هذه المبالغ دون درسة أو تحليل، وهو الامر الذي ينبغي على المجلس السير عليه بحيث تكون قراراته مدروسة بصورة متكاملة حتى لا تتكرر مثل هذه الصفقات، فمهمة خطيرة كتوليد الكهرباء بالطاقة النووية لاتحتاج إلى قرارت ارتجالية وعشوائية خاضعة لأمزجة استثمارية شخصية بقدر ما تحتاج إلى دراسة مكثفة واستشارة عميقة واستفادة من تجارب الآخرين خصوصا وأن هناك قوى تستثمر مثل هذه الصناعة.
*مقبرة نووية
خيوط تلك الصفقة المشبوهة كانت خفية وفيها من الدقة بحيث لا يستطيع أحدا رؤيتها فما أن أعلن "بهران" جدية تنفيذ المشروع حتى بدأت "ملامح" الفساد المزدوج فيها تظهر فساد يتعلق بقضايا نهب أموال تحت مسمى كبير تجاوز وضع أضحى فيه المواطن اليمني لا يحلم بأكثر من كسرة خبز أصبح نيلها مطلبا عزيزا وفساد آخر يتمثل بخطورة استيراد مفاعيل نووية "خردة" ولم تعد آمنة للاستخدام وتصدرها الدول المتقدمة للدول النامية مستغلة حاجتها للنقص الشديد في الطاقة الكهربائية وهو ما يدعو لفرح هذه الدول بصفقات كهذه لاتدرك مدى خطورتها على أمنها القومي وما قد تسببه من كوارث لم تسلم منها الدول المتقدمة ذاتها والتي تمتلك أرقى تقنيات الوقاية ضد مخاطر تسرب الإشعاعات النووية فقد حدثت كوارث كثيرة في المفاعلات النووية في الولايات المتحدة وأوروبا والاتحاد السوفييتي، ففي الولايات المتحدة حدثت حوادث متشعبة وكثيرة منها ما كان مباشراً في المفاعلات النووية مثل (ثري مايل الاند) والتي سببت كارثة بالرغم من القدرات المتفوقة للولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال. ومنها ما نتج عن النفايات المشعة التي كانت تدفن بمناطق مختلفة تحت الأرض. إلا ان الإشعاعات المتسربة منها أدت إلي كوارث أصابت قري ومجتمعات سكنية بكاملها بالعقم والسرطانات والتشوهات الخلقية. وتقول تقارير قديمه للأمم المتحدة إن هناك 25 ألف مركز لتجميع هذه النفايات في الولايات المتحدة يكلف تنظيفها ما بين 23 ـ 100 مليار دولار بينما يكلف تنظيف مكبات ألمانيا (10) مليارات دولار والدنمارك (1) مليار دولار. لذا عمدت الولايات المتحدة إلي نقل هذه النفايات الي دول العالم الثالث لتدفنها هناك. وتدفن الولايات المتحدة نفايتها في كل من المكسيك وزمبابوي وغينيا ونيجيريا والهند والفلبين وكوريا، حسب تقارير التنمية والتعاون. فرنسا التي زار صالح محطتها (وجور تورماني) الفرنسية لتوليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بالطاقة النووية أواخر شهر يونيو من هذا العام لم تستطع التحكم بتسرب الإشعاعات النووية إلى خزانات المياه الجوفية التي يستعملها المزارعون، حيث بلغ مستوى الإشعاع معدل 750 بيكيرل/ليتر، أي أكثر بسبعة أضعاف حدود السلامة الأوروبية وهي 100 بيكيرل/ليتر. وخلال العام 2005 بلغت نسبة الإشعاع معدل 9000 بيكيرل/ليتر أو 90 مرة من حدود السلامة في خزانات المياه الجوفية في أراضي زراعية قريبة من مرفق "مركز المانش للتخزين" النووي .
*دعاية انتخابية
خبراء أكدوا أنه ليس من المحال على اليمن أن تولد الكهرباء بالطاقة النووية ، إلا أنهم أكدوا إلى أن اليمن في ظل منظومة "الفساد" التي عجزت عن استكمال بناء المرحلة الأولى من محطة الغاز بمأرب أعجز من أن تبني مشروعا أكبر من طموحاتها وبعيدا عن مراعاة أوضاعها الاقتصادية المنهارة على الحكومة -حد قولهم- التوقف عن بيع الأوهام وتسويق الوعود التي قالوا انها مجرد مزايدات ودعايات انتخابية ليس إلا.
ولكن تظل جميع المعلومات بحاجة إلى تحقيقات قضائية في كل ما تحوم حوله الشبهات , بالأخص وان قيمة الصفقة تصل إلى 15 مليار دولار أميركي وهو مبلغ كبير جداً.
بقلم: رداد السلامي في الأربعاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 11:46:29 ص
تجد هذا المقال في بلا قيود نت
لم تزل كلمات الرئيس علي عبد الله صالح بعد، عالقة في الإسماع وهو يخطب في أحد مهرجاناته الانتخابية الماضية أمام الجماهير حين أشار أن اليمن ستشهد تحولا كبيرا لم تحلم به من قبل وأن الطاقة النووية هي إحدى صانعات هذا التحول المنتظر. كان ذلك الوعد الانتخابي النبأ الهام الذي تناولته مختلف وسائل الأعلام المحلية والخارجية على حد سواء والذي تسلل حتى إلى أولئك الذين مازالوا يستخدمون "الشموع ومصابيح الكيروسين في المناطق النائية".
لكن حلم توليد الطاقة الكهربائية عبر المفاعلات النووية أمرا بات مستحيلا في اليمن لأنه لم توجد تجربة يمكن القياس عليها والاستئناس بها في دول عربية لها القدرة على توليد الكهرباء بالطاقة النووية والتحكم بإشعاعاتها كـ"مصر" وإن كانت عازمة على ذلك، أو دول الخليج العربي مثلا، وكذلك بسبب قضايا تتعلق بالفساد ووجود صفقات مشبوهة تهدف إلى التلاعب بأموال البلاد –حسب سياسيين- فما إن أعلن وزير الكهرباء والطاقة النووية –بهران- عن أن شركة أمريكية ستنفذ أول محطة طاقة نووية سلمية لإنتاج الكهرباء في اليمن مطلع عام 2009، بكلفة 15 مليار دولار، حتى شككت مصادر صحفية أمريكية في الوضع المالي للشركة المنفذة، وفي جدية المشروع الذي أعلن عنه يوم (29) من سبتمبر الماضي الأمر الذي أدى إلى إحباط صفقة نووية كانت على وشك التنفيذ .
*صفقة غامضة
لم يكن يعلم أحد في اليمن سر تلك الصفقة المشبوهة حتى كشفت تلك المصادر الإعلامية الخارجية ذلك وهو ما جنب البلاد بحسب -محللين سياسيين- كارثتان الأولى: استنفاد ثروات البلاد تحت دعوى إنشاء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة.
والثانية: خطر تصدير مفاعلات الطاقة النووية المستهلكة ومخصباتها إلى البلاد وما ستنتجه من تلوث بيئي على صحة السكان معتبرين تلك المسالة أنها تمس الأمن القومي والأمن الشخصي لكل مواطن، فقد كشفت مذكرات المستشار الألماني السابق "جيرهارد شرويدر" الذي تحدث في بعض صفحات كتابه بإسهاب عن المشكلة التي تعاني منها ألمانيا وغيرها من الدول المتقدمة في التخلص من النفايات الذرية بعد تراكم استخدام الطاقة النووية لسنوات طويلة، لم يتطرق المستشار الألماني إلى أن بلاده توقفت عن بناء محطات نووية ولجأت إلى بدائل أخرى لا تشكل خطرا على البيئة وعلى صحة البشر، كما تطرق إلى ضرورة التعاون مع روسيا لدفن النفايات في أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية "مثل سيبيريا مثلا، وأن ألمانيا كانت دفعت لروسيا عشرة مليارات دولار مقابل نقل ومعالجة ودفن الوقود النووي المستنفذ الذي كانت تستخدمه المحطات النووية الألمانية، وهو ما يعني أن اليمن كانت ستصبح مقبرة نووية في ظل الإصرار الوزير على توليد الكهرباء بالمفاعلات النووية مع أن هناك بدائل آمنة كثيرة يمكن أن تحل مشكلة نقص الطاقة الكهربية في اليمن بشكل جذري بعيدا عن المخاطر إذا ما توفرت الجدية لدى الحكومة.
*عملية فسا
ما كشفه الصحفي منير الماوري من شبهات حول الشركة التي يملكها المهاجر اليمني في أمريكا جلال عبد الغني، ومخاوفه من أن يكون المشروع لتسهيل "دفن نفايات نووية"، وذكر احتمال وجود عملية فساد في الصفقة برأي الكثير أنه أمرا مخيفا خصوصا وأن الذين يتولون أمر هكذا صفقات، شخصيات اعتبارية كان من المفترض أن تراعي المصلحة الوطنية وأن تستشعر مسؤليتها تجاه البلاد لأن مثل هذه الاتفاقيات والصفقات يجب التعامل معها بروح وطنية مسؤلة وحريصة على البلد وأمنه البيئي كما ذكر موقع" التغيير نت "أن هناك مصادر مطلعة أشارت إلى وقوف شخصية سياسية بارزة سبق له وان تولى مناصب عليا , وراء هذه الصفقة .
وقال "الماوري ": أن عشرات الوثائق التي حصل عليها بموجب مبدأ حرية الحصول على المعلومات في أميركا أشارت إلى أن مجلس إدارة شركة أدير اتخذ قرارا بفصل جلال الغني من عضوية مجلس إدارة الشركة لأنه كذب بشأن المؤهلات الدراسة التي قال إنه حصل عليها كما أرتكب مخالفات مالية واتهم بالاحتيال على المساهمين في الشركة" كوربوريشن " التي كانت ستنفذ بناء (5) مفاعيل نووية في اليمن
وأضاف " الماوري" حسبما ورد في وثائق قانونية أن جلال الغني استولى على أموال طائلة بغير حق من شركة كان يعمل بها، وأعلن الإفلاس بموجب القانون الأميركي للهرب من إرجاع الأموال إلى أصحابها، كما نهب أكثر من 165 ألف دولار من شركة أدير في رحلة واحدة قام بها لليمن لأغراض خاصة به لا علاقة لها بالشركة. وتابع الملا قائلا " إن هناك أسرارا كثيرة تحوم حول الرجل وأكاذيب كثيرة حول خبراته العملية التي ثبت عدم صحتها بعد الرجوع للشركات والجمعيات التي زعم عضويته فيها".
ومن أجل التمويه على شخصية جلال الغني فإن الذي تولى إدارة المفاوضات الشكلية مع الجهات الرسمية اليمنية هو الشريك الأميركي "جيمس جيفري" لإبعاد الأنظار عنه كونه صديق الوزير بهران، وإظهار الأمر وكأن الشركة لا تختلف عن الشركات العريقة في مجالها!!
إلى أن سرعة توقيع عقد بمبلغ «17» مليار دولار مع شركة شبه وهمية جعل البعض يتساءل عن دور اللجان التخصصية المساندة لمجلس الوزراء لمناقشة وتحليل مثل هذه الاتفاقيات المرتبطة بقضية استراتيجية على هذا المستوى من الأهمية قبل التورط في الإقدام على مثل هذه التصرفات التي تسيء إلى البلاد .معتبرين ما أقدم عليه مجلس الوزراء خطوة شجاعة، حيث لا يمكن تمرير اتفاقيات بمثل هذه المبالغ دون درسة أو تحليل، وهو الامر الذي ينبغي على المجلس السير عليه بحيث تكون قراراته مدروسة بصورة متكاملة حتى لا تتكرر مثل هذه الصفقات، فمهمة خطيرة كتوليد الكهرباء بالطاقة النووية لاتحتاج إلى قرارت ارتجالية وعشوائية خاضعة لأمزجة استثمارية شخصية بقدر ما تحتاج إلى دراسة مكثفة واستشارة عميقة واستفادة من تجارب الآخرين خصوصا وأن هناك قوى تستثمر مثل هذه الصناعة.
*مقبرة نووية
خيوط تلك الصفقة المشبوهة كانت خفية وفيها من الدقة بحيث لا يستطيع أحدا رؤيتها فما أن أعلن "بهران" جدية تنفيذ المشروع حتى بدأت "ملامح" الفساد المزدوج فيها تظهر فساد يتعلق بقضايا نهب أموال تحت مسمى كبير تجاوز وضع أضحى فيه المواطن اليمني لا يحلم بأكثر من كسرة خبز أصبح نيلها مطلبا عزيزا وفساد آخر يتمثل بخطورة استيراد مفاعيل نووية "خردة" ولم تعد آمنة للاستخدام وتصدرها الدول المتقدمة للدول النامية مستغلة حاجتها للنقص الشديد في الطاقة الكهربائية وهو ما يدعو لفرح هذه الدول بصفقات كهذه لاتدرك مدى خطورتها على أمنها القومي وما قد تسببه من كوارث لم تسلم منها الدول المتقدمة ذاتها والتي تمتلك أرقى تقنيات الوقاية ضد مخاطر تسرب الإشعاعات النووية فقد حدثت كوارث كثيرة في المفاعلات النووية في الولايات المتحدة وأوروبا والاتحاد السوفييتي، ففي الولايات المتحدة حدثت حوادث متشعبة وكثيرة منها ما كان مباشراً في المفاعلات النووية مثل (ثري مايل الاند) والتي سببت كارثة بالرغم من القدرات المتفوقة للولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال. ومنها ما نتج عن النفايات المشعة التي كانت تدفن بمناطق مختلفة تحت الأرض. إلا ان الإشعاعات المتسربة منها أدت إلي كوارث أصابت قري ومجتمعات سكنية بكاملها بالعقم والسرطانات والتشوهات الخلقية. وتقول تقارير قديمه للأمم المتحدة إن هناك 25 ألف مركز لتجميع هذه النفايات في الولايات المتحدة يكلف تنظيفها ما بين 23 ـ 100 مليار دولار بينما يكلف تنظيف مكبات ألمانيا (10) مليارات دولار والدنمارك (1) مليار دولار. لذا عمدت الولايات المتحدة إلي نقل هذه النفايات الي دول العالم الثالث لتدفنها هناك. وتدفن الولايات المتحدة نفايتها في كل من المكسيك وزمبابوي وغينيا ونيجيريا والهند والفلبين وكوريا، حسب تقارير التنمية والتعاون. فرنسا التي زار صالح محطتها (وجور تورماني) الفرنسية لتوليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بالطاقة النووية أواخر شهر يونيو من هذا العام لم تستطع التحكم بتسرب الإشعاعات النووية إلى خزانات المياه الجوفية التي يستعملها المزارعون، حيث بلغ مستوى الإشعاع معدل 750 بيكيرل/ليتر، أي أكثر بسبعة أضعاف حدود السلامة الأوروبية وهي 100 بيكيرل/ليتر. وخلال العام 2005 بلغت نسبة الإشعاع معدل 9000 بيكيرل/ليتر أو 90 مرة من حدود السلامة في خزانات المياه الجوفية في أراضي زراعية قريبة من مرفق "مركز المانش للتخزين" النووي .
*دعاية انتخابية
خبراء أكدوا أنه ليس من المحال على اليمن أن تولد الكهرباء بالطاقة النووية ، إلا أنهم أكدوا إلى أن اليمن في ظل منظومة "الفساد" التي عجزت عن استكمال بناء المرحلة الأولى من محطة الغاز بمأرب أعجز من أن تبني مشروعا أكبر من طموحاتها وبعيدا عن مراعاة أوضاعها الاقتصادية المنهارة على الحكومة -حد قولهم- التوقف عن بيع الأوهام وتسويق الوعود التي قالوا انها مجرد مزايدات ودعايات انتخابية ليس إلا.
ولكن تظل جميع المعلومات بحاجة إلى تحقيقات قضائية في كل ما تحوم حوله الشبهات , بالأخص وان قيمة الصفقة تصل إلى 15 مليار دولار أميركي وهو مبلغ كبير جداً.
بقلم: رداد السلامي في الأربعاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 11:46:29 ص
تجد هذا المقال في بلا قيود نت