المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عولمة الحضارم مابين الاستثمار والتوطين


binmahfouz
11-09-2007, 12:16 PM
(1-2 )
ان أبرز مظاهر العولمة الاقتصادية الحديثة ، توجه الدول الي الاستثمار الدولي وتحرير قيود التجارة وتسهيل حركة رؤوس الأموال ، والتركيز على (التعدين – والتطوير التكنولوجي – الطاقة )، لذلك أصبحت اليد الشابة والعاملة الخبيرة إحدى أهم عوامل نجاح أي عملية اقتصادية حديثة، والاقتصاد الصيني اكبر شاهد في هذا المجال. لذلك فان تحريك الكفاءات البشرية ، تتعتبر إحدى أهم القضايا التي تحتل صدارة جدول أعمال المفوضية الدولية لشئون الهجرة، والتي عقدت مؤتمراً لها في العاصمة الألمانية برلين في 31مايو 2006 لمناقشة التحديات المرتبطة بظاهرة الهجرة العالمية في القرن الحادي والعشرين، وتم مناقشة الاستفادة من القوة البشرية الموجودة في أسياوإفريقيا ، واضعين على بساط البحث الآثار المترتبة في مجال حقوق الإنسان الدولية وعملية التنمية في البلدان المصدرة لهم، إضافة إلى الآثار القانونية
لعمليات توطين هذه القوى والانتماء للدول المستقبلة لهم. هذا الموضوع هو ما دفعني للكتابة عن الهجرة الاقتصادية والاجتماعية التي تميز بها الحضارم على مر التاريخ الانساني ، والتي تُسطر عملياً وقائع عولمة اقتصادية
واجتماعية وثقافية وحضارية جرت في العالم الإسلامي قبل قرون عديدة من العولمة التي نعيشها اليوم، والمطلوب تعريف الغرب المتقدم والشباب العربي والإسلامي بمآثر تاريخية تتجاوز حدود حضرموت(الارض)، والتي سطر أبناءها قوتهم الاقتصادية وكفاءتهم البشرية وحسن تعاملهم وأخلاقهم ، لتمتد آثارها من شواطئ بحر الصين شرقاً
الي حدود اسبانيا غرباً . ومقالي هذا هو جزء من كتاب قادم حول هذا الموضوع، سوف ينشر بإذن الله بالتزامن مع شريط وثائقي أعددته لـ (قناة العربية)، وأسعى في هذا الكتاب استكمال جهود العديد من الكتاب والباحثين في قضايا الاستثمار والتوطين في عصر العولمة الحديثة.حضرموت التي اعتبرها المؤرخون الغربيون إحدى أهم وأقدم حواضن الحضارة الإنسانية لما تملكه من بعد حضاري عميق ومتسع عبر الحقب والتطورات المختلفة التي عاشتها البشرية، ويمكن قياس هذا البعد الحضاري عبر دراسة هجرات قبائلها المتعددة، الذي انصهر معظم أفرادها في تضاريس العالم الإسلامي والعربي لتشكل كتلة متميزة، والباحث في تاريخ حضرموت وقبائلها، سواء الذي يعود إلى عصور سحيقة في القدم أو المعاصرة، ونستطيع أن نميز تاريخياً بان هناك خمس مفاصل مهمة في مسيرة هجرة مستمرة من جنوب الجزيرة العربية وهي كالتالي:

الهجرة الأولي: في القرن الأول قبل الميلاد هجرة الحضارم إلي الحبشة، وامتد إلى شرق
أفريقيا، وهي كانت هجرة استقرار وتوطن ونقل حضارة الجنوب العربي (الكتابة – العمارة –
الديانة ) إلى تلك البقاع .

الهجرة الثانية: في القرن الخامس الميلادي هجرة الحضارم الاقتصادية عندما كانت حضرموت مركز التجارة مابين الشرق والغرب وتحرك القوافل الحضرمية للتصدير البخور
والبضائع الهندية.

الهجرة الثالثة: في القرن السابع الميلادي بعد انتشار الدين الإسلامي، وتحرك قبائلها
مع جيوش الإسلامية إلى شمال إفريقيا والأندلس والعراق والهضبة الإيرانية وأواسط
آسيا.

الهجرة الرابعه: في منتصف القرن الثامن عشر ميلادي هجرة الحضارم إلى اندونيسيا والهند وشرق إفريقيا بعد دخول الاستعمار البريطاني إلي عدن.

الهجرة الخامسة: في نهاية القرن التاسع عشر هجرة الحضارم إلى الحجاز ودول الخليج
العربي .
وفي هذا الجانب يقول البروفسور إنغسينغ هو (Engseng Ho)، رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة هارفارد في ابحاثة التي اخرجها في كتابه (قبور تريم ) عام 2000م ، بأن الحضارم صاهروا المجتمعات المحلية التي هاجرو إليها وأسّسوا مناطق حكم، ومجتمعات ترتبط ببلدهم الأمّ عبر صلة الدم ، وكان ذلك عبر قبيلة ( كندة ) في نجد وقبيلة (الصدف) في البحرين، واستطاعت بعد ذلك أجيالهم عبر الثقافة الاجتماعية وعلم الاقتصاد في التجارة من إنشاء مجتمعات تمتد عبر بحر العرب إلي أسيا وإفريقيا. ركز البروفسور (هو) على استحداث نظرية اجتماعية لحركة الهجرة إلى الخارج، حين أمر رسول الله محمد المسلمين في مكة بالهجرة إلي الحبشة في نهاية القرن السادس ميلادي، ومع بداية القرن السابع ميلادي استمرت الهجرات الحضرمية حتى ظهور الدعوة لتطوير شرعية دولية لتنظم التوطين وسن قواعد دولية لحقوق الإنسان. وكانت أشهر تلك الدعوات ، خطاب للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 26 يناير 1941م والذي دعا فيه لضرورة حماية الحقوق والحريات الأربع والمتمثلة في حرية الرأي والتعبير وحرية الدين والحق في التحرر من المطالب المادية وضمان الحياة بدون خوف. ثم عملت الأمم المتحدة على صياغة هذه (الشرعية) وحققت نجاحاً كبيراً عندما تم تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر عام 1948، لذلك فان الحديث العام عن الهجرة الانسانية لدي المجتمعات الدولية، واثر العولمة عليها يسبقها دائماً الصفة القانونية وهي حقوق الإنسان في الحريات الأربعة. وبالنسبة للحضارم لا يمكن للباحث فهم كيفية تشكل (الهوية الحضرمية) بمعزل عن طبيعة الأرض التي عاشت عليها هذا الأمة، ولا يشكل الحضارم خرقاً لهذه القاعدة، فالحضارم مدينون بالشيء الكثير من تمايزهم عن بقية إخوانهم العرب لطبيعة أرضهم، فحضرموت تتألف من واديين كبيرين (للماء) يسيران على امتداد الساحل تحيط بهما الهضاب شمالاً وجنوباً أحدهما يصب في البحر العربي فيما الثاني ينتهي على تخوم صحراء الربع الخالي ، هذه الحقيقة الجغرافية كانت العامل الأساس في تكوين الهوية الحضرمية، فهم أهل البحر الذين يسعون إلى اكتشاف آفاق جديدة وتأسيس أسواق تجارية في مناطق العالم المختلفة وتلقي ونشر الحضارة الإنسانية، وهم أهل الصحراء أهل التمسك بالأصول، وأهل النبل والأخلاق الدمثة والكرم.وأكبر منجزات الحضارم التي حققوها عبر هجراتهم المتعددة على الصعيد الإنساني ، كان نشرهم للدين الإسلامي الحنيف، فعلى يد الحضارم هدى الله أكثر من نصف مليار مسلم اليوم إلى دين الحق في جزر الهند الشرقية والأرخبيل الفلبيني بالإضافة إلى جنوب شرق آسيا وأجزاء من الهند والصين، أما على صعيد التطور التكنولوجي فقد رافق فتح الحضارم لعلوم المحيط الهندي ، فتح بوابة التجارة الدولية التي تحقيق فيها اكتشافات هامة في علم الملاحة والإبحار في المحيطات ، توازي إن لم تتفوق على التقنيات التي استخدمها كولومبوس وغيره من كبار
المستكشفين بعد أكثر من 1600 سنة من استكشاف المحيطين الأطلسي والهادي. ولقد عرفت التجارة الحضرمية بين الشرق والغرب فترات ازدهار كان أبرزها العصر الذهبي في فترة ما قبل فتوحات الإسكندر الأكبر المقدوني، الفاتح الذي حلم بضم حضرموت واليمن إلى قائمة فتوحاته وأعطاهما الاسم الذي عرف في أدبيات الغرب الأوروبي لقرون عديدة باسم العربية السعيدة Arabia Felix واصفاً إياها بأنها أغنى ممالك الأرض قاطبة، وقد كان هذا العصر الذهبي للتجارة الحضرمية نتيجة لاحتكار حضرموت للطريق الوحيد إلى شرق آسيا والذي كان يمر عبر الصحراء الربع الخالي وصولاً إلى موانئ جنوب شبه الجزيرة ومن ثم بحراً إلى الهند والصين . وعند الحديث عن الهجرة الحضرمية ينبغي علينا ألا نكتفي بالتركيز على جانبهم الاقتصادي كمبرر وحيد لتفسير ظاهرة الهجرات عند قبائل حضرموت، بل لا بد من الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل أخرى وهي :

(العامل الأول): العامل المناخي، فمن المعروف أن مناخ شبه الجزيرة العربية كان أكثر اعتدالاً مما عليه اليوم في الأزمان الغابرة، فواديا حضرموت والمسيلة كانا واديين لنهريين دائمي الجريان وليسا مجريان موسميان كما هو الحال عليه اليوم،
وهذا الأمر أدى إلى ازدهار الزراعة وانتشار الرخاء في جنوبي شبه الجزيرة العربية، حيث كان معدل الأمطار السنوية التي تهطل على منطقة حضرموت أكبر بكثير مما هي عليه اليوم، هذا التغير في المناخ فرض واقعاً جديداً أصبحت معه منطقة حضرموت أقل قدرة على دعم الأعداد المتزايدة من السكان بوسائل العيش الضرورية مما جعل العديد من الحضارم يهاجرون من أرض أجدادهم بحثاً عن حياة أفضل.

(العامل الثاني): العامل الديني، فبعد أن أعز الله عباده بالإسلام ، كانت للقبائل الحضرمية شأنها شأن أخواتها من قبائل العرب دور في الفتوحات الإسلامية ، واغلب القبائل الحضرمية استقرت في الأقطار المفتوحة في مصر والعراق والشام
والأندلس ، واستفاد الحضارم من السماحة الاجتماعية الموجودة في الدين الإسلامي وتواكبها مع تميزهم كعرق مسالم من ناحية (أنثروبولوجية) و(فسيولوجية)، واستطاعوا ترسيخ مفاهيم التوطين بمبادئهم المتسامحة والمسالمة .

(العامل الثالث): العامل السياسي فمن المعروف أن حضرموت قد احتضنت مجتمعاً متكاملاً من أبناء الدوحة النبوية الشريفة ( آل البيت) وهؤلاء تعرضوا للاضطهاد السياسي أيام حكم الخلفاء الأمويين والعباسيين ، فهاجر السيد أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن الإمام جعفر الصادق في عام 313 هـ من بغداد إلي حضرموت مع جماعته، ودام تدفق هجرة السادة العلويين من آل البيت حتّى نهاية العصر العباسي الأول ، واستقروا فيها، وقد ساهم السادة (الأشراف) بعد ذلك في إضفاء الميزة الدينية على هجرات الحضارم بقبول اغلب المجتمعات الإسلامية لهم ، لتوافر الحُسنين مكانة آل البيت الدينية وحُسن تجارة ومعاملة الحضارم.

ختاماً العولمة الاقتصادية في مفهوم الحضارم عبرنا عنها تاريخياً ، من خلال علم (الاجتماع) بانة سريع الاندماج في المجتمع الذي يتوطن فيه، ليشكل فرداً متميزاً لامتمايزاً و(دينياً) بانهم خير الأمم تمسكاً بالدين الإسلامي والعقيدة والقيم السامية شرفاً وأمانة، و(اقتصادياً) كون النزاهة والدقة في العمل طباع أصيلة ، والالتزام لديهم مقدس والوقت لديهم ثمين والحقوق محفوظة والأمانة شرف يهون الموت دونه، و(سياسياً) كون الحضارم لا يحبون النزاع ويعزفون عن الدخول فيما لا يعنينهم. وللحديث بقية.


د \ عبدالله بن مرعي بن محفوظ
[email protected]

عبدالله الجعيدي
11-11-2007, 09:43 AM
اخواني الاكارم صباح الخير .
كنت مع العديد من الاخوان في جلسة قبل ايام ودار حديث بيننا حول هذا الموضوع( عولمة الحضارم مابين الاستثمار والتوطين للدكتور/عبداللّه بن مرعي بن محفوظ ) والذي لم اطلع عليه من قبل فطلبت من احدهم ان يزودني بمعلومات اكثر عنه فتفضل مشكورا بتزويدي بصورة منه . فقمت بالبحث عن الموضوع عبر المحرك فاذا به مركونا في سقيفتنا دون ان يلتفت اليه احد للاسف الشديد .
فمثل هذا الموضوع يجب ان لايمر مرور الكرام علينا هنا في سقيفة الشبامي في الوقت الذي تناقلته العديد من المنتديات واثار ضجة كبيرة بين محب للحضارم وحاقد عليهم اتمنى من الاخوان جميعا تسجيل حضورهم . ولايفوتني ان اشكر الكاتب الدكتور / عبداللّه بن مرعي بن محفوظ على هذا الابداع والتألق . لي عودة بعد ان اطلع عليه في اكثر من موقع الكتروني . تحياتي .
تم التثبيت

بن الطيب الشبامي
11-11-2007, 12:19 PM
موضوع جميل وقيّم
شكرا للدكتور بن محفوظ

الشبامي
11-12-2007, 01:15 AM
الف شكر للدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ
الدكتور عبدالله رجل الأعمال الشهير والكاتب الأقتصادي المعروف في الكثير من الصحف المطبوعه والألكترونيه
نرحب به اشد ترحيب هنا في سقيفة الشبامي
ويبدو اننا احيانا ووسط سيول من المواضيع المنقوله والغير هادفه احيانا تضيع درر وجواهر
الشكر موصول لأخي عبدالله الجعيدي

عبدالله الجعيدي
11-12-2007, 05:56 PM
لاشكر على واجب اخوي الشبامي . تحياتي

binmahfouz
11-13-2007, 09:35 PM
صحيفة الاقتصادية الالكترونية
الثلاثاء, 04 ذو القعدة 1428 هـ الموافق 13/11/2007 م - العدد 5146
د. عبد الله مرعي بن محفوظ - 27/10/1428هـ
[email protected]


الاخ الكريم عبدالله وكافة الاخوان الاعزاء في منتدي الرائع الشبامي ، اقدم شكري واعتزازي علي هذا الكلمات الرائعة والترحيب الطيب منكم ، ويسرني التواصل معكم في المقال الثاني والذي وجدت منة ردود فعل مقبولة تلقيتها على الجزء الأول من مقالي، ولكن كان أكثرها إثارة رسالة زميل يقول فيها: (إنه في الوقت الذي لم نزل فيه نعاني تأثير مسابقات شاعر المليون ومزايين الإبل، وما أفرزته من نشر العصبية والتعصب للقبيلة، يطل علينا بن محفوظ، لينزع فتيلاً جديداً في نار العصبية القبلية).

شخصياً، توقعت أن أصابع اتهام العصبية ستنال مني ولا مفر منها، ورسالة الزميل استفزتني، لأنها تحاول اختزال ومقارنة تاريخ أمة في بعض الآثار السلبية لمسابقة شعبية، حتى وإن كانت تمس واحدة من أهم خصوصيات الإنسان العربي وهي الإبل. عموماً أنا لا أريد أن أدافع عن مسابقة مزايين الإبل أو أنتقدها، ولكن أعتقد أن ما حدث من ضجيج إعلامي حولها وصل إلى حد اللجوء إلى الرأي الديني والفتوى، يعبر عن مناخ صحي للرأي العام الذي نعيشه في السعودية، فكما قال أبناء القبائل كلمتهم في دعم هذه المسابقة، كذلك انتقدها أصحاب (الفكر التقدمي). وأياً كان القارئ من مؤيد أو معارض، سيستمر الجدل بين الطرفين، فلن تقف القبيلة في حذوها عن رمز الإبل، ولن يقبل (الفكر التقدمي) بأي تجاوز للخط الأحمر.

وأنا وسطي بقولي إن علم الاجتماع أعمق، لأنها قوة ذاتية لها أثر عميق في تاريخ الشعوب، وأهم أدواتها هي (المساواة الطبقية)، وهي مفتاح التنمية البشرية، ولا يمكن حصرها في مفهوم اجتماعي ضيق، لذلك فإن محور اهتمامي في المقال هو الحديث عن مجتمع منصهر تماماً بسبب هجراتهم، بل وأثر في العولمة الحديثة، ومجتمع الحضارم ذو طبيعة مختلفة وفكر خلاق، وأقرب وصف جمالي لهم أنهم كدوى النحل في العمل إذا أردت عسلاً صافياً، وكدبيب النمل تشبيهاً إذا أردت معنى للصبر والاجتهاد، والحضارم أمة من النسيج العربي في الخليج، متواضع وبسيط، هرب من طبقية الأرض وميزان النسب، إلى معيار العولمة لا فرق بين الصغير والكبير سوى العلم والأدب والاحترام .

سأحاول طرح تصور حقيقي، وكيف نجح الحضارم في تأسيس مفهوم مثالي لـ (العصبية القبلية) والانتقال بها إلى مساحات أرحب، من خلال نشاط بشري معروف وهو الهجرة والتسامح، وليست مبالغة القول إن تلك الهجرات من الناحية النظرية مثلت الغرسة الأولى في مفاهيم (العولمة)! والهجرة في تعريفها العام، توصف أنها نشاط سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، فمن ينتقل من مكان إلى مكان، سيحمل معه كل شيء (نسبه وحسبه ودمه وتاريخه وثقافته وعاداته وسلوكه... إلخ) إلى المكان الجديد، وهذا المكان الجديد تكون فيه أمم وشعوب، فإما أن يلتقي الطرفان ويتأثرا ببعضهما بعضا ويندمجا وينصهرا ويؤسسا نظرية جديدة للتعايش، وإما أن يفترقا! ما حدث حقيقة، أن تاريخ هجرات (الحضارم)، قدم لنا نموذجاً مثالياً في كيفية التعايش الأخلاقي، والحضارم حافظوا في كل المحطات التي وصلوا إليها، على هويتهم، ولم يتنكروا لها، حافظوا على سلالتهم وعرقهم، وفي الوقت نفسه، اندمجوا وانصهروا مع المجتمعات التي وصلوا إليها، وكان أحد أسباب استقرارها وربما (توازنها).

إن تاريخ هجراتهم موغلة في القدم، والتي بدأت في ( إفريقيا) منذ القرن الأول قبل الميلاد، والتي لم تكن على شكل غزوات استعمارية أو نزوح جماعي، بل كانت أشبه بانتقال حضارة جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الساحل الإفريقي، وشكلت قبيلة (الأجاعز) التي غادرت مواطنها الأصلية في جبل (حبيشة) شمال شرق حضرموت لتستقر في إثيوبيا، وفرع (الحبشات) من قبيلة الأجاعز هم من أعطى اسمه للهضبة التي ما زالت تعرف إلى اليوم بهضبة الحبشة، وقد تابع الحضارم سيرة أجدادهم بالهجرات المتعددة إلي شرق إفريقيا ويقدر عددهم الآن نحو ستة ملايين حضرمي في كينيا وجيبوتي وتنزانيا والسودان، وفيهم رجال الأعمال والوزراء والأدباء المعروفون حتى يومنا هذا. كذلك فإن هجرتهم إلى (الهند)، تمثل رافداً عربياً وحضارة إنسانية، واستقرارهم في منطقة (جدروزايا) الواقعة بين جبال (كيرالا) ونهر (السند)، وذكرها الباحثون في مركز الدراسات الإسلامية في جامعة (بيرجن) الألمانية، بعد اكتشاف شبكة من العلاقات التجارية في القرن الخامس الميلادي في حضرموت تشابه بشكل كبير تلك التي قامت في القرون الوسطى في منطقة الهند، الأمر الذي دفع إلى التأكيد أن العلاقات التجارية وحركة الهجرة من حضرموت إلى أقطار المحيط الهندي كانت ثابتة في مرحلة ما قبل الإسلام.

الحضارم شعب مسالم، لم ينزعوا أي شعب في أرضه، كما فعل (الفينيقيون واليونانيون) في العصر القديم أو مثل (الإنجليز والهولنديين) في عصر الاستعمار أو مثل (الصينيين) في العصر الحالي، بل مالوا إلى تعميق التوطين مع الشعوب المختلفة التي تعاملوا معها وأسسوا مجتمعا مسالما في شرق آسيا، وخاصة في (إندونيسيا)، فهم الذين أسهموا في نشر الدين الإسلامي في هذه الأمة من القرن السابع الميلادي، ثم أسهمت الهجرة الثالثة لهم في القرن الثامن عشر الميلادي، بتكوين مجتمع إندونيسي ذي أصول حضرمية، فأسهموا مع أهلها في تحقيق استقلال إندونيسيا وبناء حكومة وطنية، ولعل أشهر شخصياتهم الدكتور علي العطاس وزير الخارجية الإندونيسي وعلوي باشهاب وفؤاد باوزير وزيرا المالية، وسعيد عقيل منور السقاف وزير الشؤون الدينية، ويقدر اليوم عدد الإندونيسيين من أصول حضرمية بثمانية ملايين نسمة.

ومع بداية القرن التاسع عشر الميلادي كان على الحضارم التكيف مع المعطيات الجديدة التي أفرزتها القواعد الدولية من حدود ونظم سياسية ومواطنة، هذا الموضوع دفع الحضارم إلى تبنّي نوع من الانصهار التام، وتأكيد انتماء الحضارم إلى أوطانهم التي ولدوا فيها وأصبحوا جزءا من نسيجها الاجتماعي، وهكذا انتقلت هجرة الحضارم مرة أخرى إلى أرض الحجاز هربا من الاستعمار البريطاني ثم الحكومة الاشتراكية بعد الاستقلال، والحجاز، كما قال عنها محمود صباغ، إنها (لكوزموبوليتانية) وذات جذوراً ممتدة في القدم، حيث تنص (الميثولوجيا) المحلية بأن ترابها يثوي جثمان أم البشريّة سيدتنا حواء عليها السلام بكل ما تحمله تلك الأسطورة من دلالات ترابط وتواصل على أساس كوني، وعلى ماضيها العريق في استقبال جميع الأجناس والترحيب بجميع الثقافات دون انغلاق أو تمييز، والحجاز بها المدينتان المقدستان مكة والمدينة، وهي مبتغي طلب جوار بيت الله الحرام ومسجد رسول الله لطلب العلم، وتتلمذ الحضارم على يد علمائها وبلغوا معها مرتبة عالية في العلم، أهلت العديد منهم لتسلم منصب إمامة الحرمين المكي والنبوي في ذلك الوقت، منهم عبد اللطيف بن أحمد باكثير 911 هـ قاضي قضاة الشافعية في مكة المكرمة، وهناك أيضاً السيد محمد بن أبي بكر شلي عام 1030هـ الذي تولى التدريس في الحرم المكي. والسيد حسين بن محمد الحبشي 1258هـ الذي تولى الإفتاء للشافعية بمكة المكرمة والشيخ عمر أبو بكر باجنيد المستشار الديني للملك حسين بن علي والذي درس في الحرم المكي وأحمد بن حسن العطاس 1257 هـ تولى التدريس في الحرم المكي والشيخ محمد سعيد بابصيل عام 1330هـ الذي تولى الإفتاء للشافعية ومشيخة العلماء في مكة ومحمد صالح المحضار في عام 1367هـ الذي تولي التدريس في المسجد النبوي.

ومع توسع النشاط التجاري للحضارم في آسيا وإفريقيا، تولى كبار تجارها بإرسال أبنائهم للاستقرار والتوطين في الحجاز، حيث أقاموا عدداً من البيوت المالية التي شكلت نظاماً مالياً إسلامياً متطوراً يقدم خدمات الصرافة والتحويل والتمويل للتجار المسلمين الذين يأتون من جميع الأقطار الإسلامية إلى الحجاز بغية الحج والتجارة، ولقد اعتمد العثمانيون عليهم في الشؤون المالية لولاية الحجاز، وكذلك فعل الأشراف من بعدهم، فقد كان عبد الله بامصفر وزيرا للمالية في عهد الشريف عبد المطلب، وعبد الله باناعمة وزيرا للمالية في عهد الشريف عبد الله بن عون، وفي عهد الملك حسين بن علي عام 1916م كان رئيس الديوان الهاشمي أحمد السقاف، وعبد الله باشا باناجة وزيرا للمالية، وشاهبندر التجار في جدة عمر باجنيد، وأحمد باهارون كان عضو مجلس بلدي، وأحمد بن عبد الرحمن باناجة أمين صندوق بلدية جدة، وعبد الله باصبرين ومحمد باعشن من أكبر تجار المواد الغذائية.

وبعد وصول جيش الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله تعالى ـ إلى الحجاز وإعلان توحيد أغلب مناطق الجزيرة العربية باسم المملكة العربية السعودية عام 1932م، كان الحضارم من أوائل أفراد المجتمع الحجازي الذين أعلنوا الولاء والطاعة لمؤسس هذا الوطن، مقرنين نعمة الله عليهم بالشكر والثناء، ثم لثقة آل سعود فيهم بالوفاء والإخلاص، وأسهموا بكل قدراتهم، وأعطو بكل إمكانياتهم، وعلاء مقامهم وحظي علماؤها وتجارها بالثقة والتقدير والمكانة الرفيعة عند الملك الموحد عبد العزيز ومن بعده أبناؤه الملوك الكرام في جميع أوجه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ختاما: خلال أكثر من 100 عام وحتى الآن استطاع السعوديون ذوو الأصول الحضرمية، تعميق الشعور بالانتماء للأرض التي يعيشون عليها، إدراكاَ منهم لواجباتهم في خدمة الوطن (السعودية) الذي يتنعمون بخيراته ويعتزون ويتشرفون بعزه وشرفه، وتعلى مراتبهم بعلو منزلته ومرتبته.

اخوني الكرام انا اعتز بانني سعودي من اصول حضرمية ، وهذا المقال هو تاريخي واجتماعي الهدف منه الترابط
والمحبة والتقدير الي اجدادنا الكرام ، وذكر مناقبهم ، ارجو من كل اعماقي ان لا يتحول الي مهاترات سياسية لا تنفع
احد منا ، واسال الله ان يديم الامن والامان علي كافة بلاد المسلمين عامة وعلي ابناء الجزيرة العربية خاصة ولكم تحياتي وتقديري لكافة القائمين علي هذا المنتدي المبارك
اخوكم المحب
عبدالله بن مرعي بن محفوظ الكندي القحطاني
رابط المقال : [url="http://www.aleqtisadiah.com/article.php?do=show&id=7368"]صحيفة

عبدالقادر صالح فدعق
11-13-2007, 09:50 PM
الشكر موصول للدكتور عبدالله بن مرعي ..

وشكرآ لهذا الجهد المبذول .......... وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد ..

تقبل كل الود والتقدير لشخصك الكريم ..

binmahfouz
11-13-2007, 11:49 PM
الف شكر للسيد الحبيب صالح فدعق، علي هذا الترحيب الجميل

عبدالله الجعيدي
11-14-2007, 10:03 AM
اخي عبد الله من حق الانسان ان يفخر بموطن اجداده ومن حقه ان يفاخر بمسقط راسة والوطن الذي ترعرع فيه وعمت خيراته القاصي والداني والذي كان له الفضل الاول بعد الله سبحانه وتعالى في ماوصلنا اليه نحن المغتبون وغير المغتربون الا وهو وطننا الثاني المملكة العربية السعودية . فما ينكر فضل هذا البلد الا جاحد وبالاخص نحن معشر الحضارم فلافرق بين حضرموت والسعودية . اما بالنسبة لمقالك فلايوجد به مايثير النعرات القبلية او الطائفية على الاطلاق . فذلك المقال يوثق تاريخ حقب زمنية وطباع واسهامات شعب له استقلاليته السياسية والثقافية والجغرافية .دون ان يفرق بين قبيلة وآخرى ومنطقة وغيرها من مناطق حضرموت .

كم كنت سعيدا بهذا المقال عن حضرموت واتمنى ان تسعد كلماتي المتواضعة التالية كل من يمت لحضرموت بصلة. فحبنا لحضرموت يحتم علينا جميعا ابراز دورها في شتى مناحي الحياة . فكما كتبنا عن السعودية واليمن ومصر علينا ان نكتب عن حضرموت كل حضرموت بسهولها ووديانها وجبالها وصحاريها .


=غنتني عن كنوز الارض كلمة حضرموت
لساني حضرمي و أبيات شعري حضرمية = وجدي حضرمي والده . وأمه حضرمية
وتجري في عروق القلب عشقة حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
مع كل طير يتوجه لها برسل تحية = منار العشق والفن والشروع النومسيـة
وبلسم كل داء نسمة تهب من حضرمـوت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
شجر زينه بها تنبت وريحته زكية = وتربتها ذهب و أحجارها فضة نقية
وماها عذب ماشي مثل ماها حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
إذا حل الضما في صبح بي وألا عشيـــة = بكاس العطف تسقيني عسل صافي بغيـة
وتحضني بحنّية ورقّة حضرمـــوت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
مناظر في العليا شفتها والناصرية = وفي لندن مناظر شفتها زينة بهية
وأجمل ما راءت عيني مناظر حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
سكن من طين جدرانه في الأرض الأبية = يعادل في ثمنه المملكة والفيصليــــــة
على القلب المنازل غالية في حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
إذا سافرت منها حطت الدنيا عليـــه = وقضّي وقت في غربتي مجهول الهوية
معذب كل من مثلي مفارق حضرمـوت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
مناطق حبها . فارقتها غصباً عليـه = وفارقت أهل جم وأحباب كلمتهم وفيّه
عسى الأيام تجمعنا بهم في حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
/////////////////////////ها لها من حيث ولّي جاذبيه = ترجعني لها وترجّع البسمات ليه
وتمسح دمع يجري من عيوني حضرمـوت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
في أيام الربيع الباردات ارضي دفيه = وفي عز الحرارة جوها مافيه زيه
تسر الحال عليا نسنست من حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
إذا حط البرد في غيث وأمطاره قويه = وبرقه يلتهب والرعد يرعد في النشية
تكن الرأس من نار الصواعق حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
لها في العصر هذا والعصور الجاهلية = مكانه بارزه وتكون دائم الأوليــــــــة
في العز والكرامة و الأمانة حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
وجوه اللي إليها ينتموا سمحة رضيـة = وطيبتهم تميزهم على كل البريــــــة
ومسقط رأس من هذه صفاته حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
بلادي عند ما فارقتها شفت الأذيــــــــــة = وشفت أشياء تشيّب بالشعر ما هي شوية
وهمي ينجلي من حين لامس حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
ليالي واجدة مرت على العاشق بطيه = متى تشرق في الغربة علي شمس الضحية
وقضّي ما بقي من عمر لي في حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
عبر وقتي في الغربة ويداتي خليه = ولكن يوم جنسي حضرمي نفسي غنية
غنتني عن كنوز الأرض كلمة حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
عيالي قبل ما ينزل علي سهم المنية = بخط واضح لهم بكتب وبوصيهم وصيه
يواروني إذا متّ الثراء في حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
ومن ليف النخيل الباسقات المعتليـــــــة = يجيبون الكفن أو من شجر خضرا ندية
ويلقون الشواهد لي حصي من حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
وفي كل شاهدة يُنقش بفن وإخلاص نية = هنا قبر الذي نفسه من الغربة شقيـة
لانه من وعاده طفل فارق حضرمـوت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
متى يا من ملكتوا في دبي والخاسكيـة = تحطون النقط فوق الحروف الأبجديــــة
وتلتفتوا إلى نبع الأصالة حضرمــــوت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
وفيها توقدوا للحضرمي شمعة مضيه = تنوّر له دروب الشوك فيها والأذيـــة
وتتفانون في خدمة بلدكم حضرموت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت
لها حان الوفاء ارض الوعول المربعية = عطت وانتوا من الواجب تردون العطية
وتعطوها كما ماهي عطتكم حضرمـوت = مرادي في الجبال السود نظرة قبل موت


وهذه قصيدة رد على اغنية استفزتني
نعتز ونتباهى بكلمة حضرمي

=أبديت بك يا من خلقت الكون و أخلقت البشر
=يأرب يا من يطمئن كل قلب لآياتك ذكر
=قال الجعيدي سالت الدمعة كما طش المطر
=من طرف ما قد يوم واحد فاض دمعة وانهمر
=من لي سمعته عن بلد دنت شجرها بالثمر
=عن حضرموت العلم والفن والحضارة جاء خبر
= من ضمن بعض أخبار ما تعجب تشيب بالشعر
=ساعات صدقها وساعة عنها غض النظر
=لكن خبر قاسي وعبر اكبر إذاعات انتشر
= جاني على غفلة وجاب الهم لي هو والكدر
= نكد على الخاطر وعكر صفو قلبي في السمر
= والقلب منه زادت الأوجاع وسطه واعتصر
=مضمونة أن الحضرمي حارس على مال التجر
=وأحيان يلقي له على ظهره مشدة للمدر
=خذها نصيحة يالذي تعزف على هذا والوتـر
=من قلب صادق ما ضمر لك يوم من الأيام شـر
=راجع حساباتك ولا تهبر كما كل من هبــر
=ما في الحراسة عيب آو شي عيب في رعي النشر
=العيب في من سار في درب الرذيلة واستمــر
=والحضرمي روعة في الإخلاص والعفة بــدر
=ما تدري أن ذكره وصيته في السماء حلق و فر
=واسمه وعنوانه بخط منقوش في صلب الحجـر
=شارق على كل بحر في شتى بقاع الله وبــر
=دكتور ومهندس وقاضي في المحاكم معتبر
=في العلم بارع والتجارة من وعاده في الصغـر
=له وضع متميز وفي أعلى تسلسل للتجر
=فيه الشهامة والوفاء والصدق مع بعد النظـر
=في ساعة الشدة إذا ناديت بو حضرم حضر
=في المرجلة قسمه يعادل قسم ستعشر نفــر
=بالظلم ما يرضى ولا يرضى لغيره بالضـرر
=يمشي على السنة و لو ماحج في العام اعتمر
=صمته ذهب خالص وفي الميزان كلماته درر
=ما يعرف الهذرة ويهرج بالمفيد المختصــر
=والطيب طبعه والتواضع حيث ما حل واستقـر
=واكبر شهادة في الأمانـة نالها لله در
=من به كتاب العلم والعلماء تباهى و افتخـر
=كفه يلاف الشمس ويلاف الثرياء والقمـر
=في وقت غيره كل ما حاول يمد كفه قصر
=بالعزم والإصرار يسرها محلات العسـر
=في ساحة الميدان لو دقت نواقيس الخطـر
=خصمه هرب منه وجر خلفه ذيول الخزي جـر
=وأعلن وقال الحضرمي في الحرب قاتل وانتصـر
=والدين لولا الله وهو ما ذاع صيته وانتشـر
=من حيث ما حط القدم في الأرض يبقى له اثر
=فالصين له تاريخ والحبشة وجاوه والمجر
=لا بعد مدا لإيصال دين الله قد صمم وأصر
=في أسيا وأفريقيا له شرع وافي ما قصـر
=واسمه على كل بال في جدة ومكة والخبـــر
=والأندلس والهند وأمريكا وفي دوحة قطر
=هذه طبيعة فيه من بالطيب والخلق اشتهـر
=قبل الصديق الخصم له بالفضل والمعروف قر
=حاضر ومستقبل وماضي من قراء فيه انبهــر
=الحضرمي معروف عن ابّن وجد بين اليشر
=يتبع خطى جده وطبع الحضرمي يتبع الأثـــر
=والابن به يفخر وبين الناس بالبنت افتخـر
=لانه على الحشمة مربيها ويأمرها أمـر
=تسجد لمن سجدت لة الأزهار وأغصان الشجر
=من قبل تبلغ سبع حفظها قصيرات السور
=مرفوعة الهامة بحسن الخلق في بحراَ وبر
=تسرح وتضوي ما تهز الريح خصله من شعر
=في رأس من شافه بعينه يوم فوق الأرض خر
=ديره تكن الرأس من شمس الظهيرة والمطر
=ما تنجب إلا من يزيح الهم عنها والضجر
=هذا هو الواقع وذا تاريخ ما منه مفر
=واضح وضوح الشمس لي ماحد لها مرة نكر
=إلا الذي ما يمتلك ذرة من أخلاق البشر
=لي بالعمى ربي وبالغمشة بلاهم والجهر
=مايقروا التاريخ أو مروا على التاريخ مر
=ما شافوا الأمجاد في دوعن وفي بندر عمر
=والشحر والغناء وفي جردان والغيضة وسر
=وآثار ما تحصى لها وادي قضاعة مستقر
=سيئون والصفراء شبام العالية وام الهجر
=فيها بنا الكندي بنا شامخ يرد البرد حر
=والشاعر أمر القيس كم فيها درر زينة نثر
=وأبو سحاق الحضرمي فيها وبن خلدون بر
=وأبو علاء فيها و الاوزاعي بالأخلاق اشتهر
=وإحنا نواصل ما نقص في عهدهم وألا قصر
=قوة إرادتنا تشق الصخر ودروب الوعر
=وآخر كلامي بيت باقوله يسر الحال سر
=نعتز ونتباهى بكلمة حضرمي بين البشر
=والختم صلوا عد ماتنبت في الأرض الشجر
=وأعداد رعد الخرف والبارق وزخات المطر
=على الذي بالحضرمي قد شاد لو له ذكر مر
=المصطفى لي جاهد الكفرة و حارب وانتصر


حبيت من قلب صادق حضرموت الجميلة=نبع الوفاء والجمـــــال
حبيت فيها المجاني والغصون الطويلة=وأهل الشروع الطوال
=حبيت كل شبر في داخل بلادي وفوت
=مشتاق لك يا كنان الرأس يا حضرمــوت

مشتاق لك شوق يا ديرتي ماشي مثيلـــه=به يضربون المثــــال
واسمك على البال في كل يوم يعبر وليلـــــه=واسهر لأجلك ليـال
=با عيش من غيرماء بارضك ومن غيرقوت
=مشتاق لك يا كنان الرأس يا حضرموت

مفروض كل من يحب لا حان موعد رحيله=لها يشد الرحـــــال
مفروض نرتاح لحظه تحت شجره ظليلة=حتى نحس بالظلال
=فرصه إذا ما استغلت من قبلنا تفــوت
=مشتاق لك يا كنان الرأس يا حضرموت

هل من أمل في لقاء الأحباب هل من وسيله=دمعي من الهجر سال
يا لله عساء نلتقي والخل يلقاء خليلـه=ويصير صدق الخيال
=يا لله بساعة صفا فيها تجي قبل موت
=مشتاق لك يا كنان الرأس يا حضرموت

يامعدن الصدق يا دار الكرم والفضيلـة=لك بايرد كل ضال
لا ضاق صدره من الخبه وتعبت رجيلـه=بايعود مثل الرجــال
=اللي على الجود ربيوا في المدن والخبوت
=مشتاق لك يا كنان الرأس يا حضرموت
الشاعر / عبد الله مبارك بن لجذم الجعيدي

باغوزه
11-18-2007, 09:29 PM
قبل ان نتوجه بالشكر للاستاد الدكتور / عبدالله بن مرعي بن محفوظ لموضوعه القيم . علينا ان نتوجه بالشكر للزميل الاخ / عبدالله الجعيدي لاهتمامه البالغ بمثل هده المواضيع التى تعود بالنفع والمعرفة .

وحقيقة فان موضوع : عولمة الحضارم مابين الاستثمار والتوطين للدكتور/عبداللّه بن مرعي بن محفوظ موضوع يستحق الاشادة والاعجاب لما يتضمنه من مخزون هائل من المعلومات عن الحضارم ما بين الاستثمار والتوطين.

وسرني ما اختتم به حديثه الدكتور بن محفوظ عندما قال :
العولمة الاقتصادية في مفهوم الحضارم عبرنا عنها تاريخياً ، من خلال علم (الاجتماع) بانة سريع الاندماج في المجتمع الذي يتوطن فيه، ليشكل فرداً متميزاً لامتمايزاً و(دينياً) بانهم خير الأمم تمسكاً بالدين الإسلامي والعقيدة والقيم السامية شرفاً وأمانة، و(اقتصادياً) كون النزاهة والدقة في العمل طباع أصيلة ، والالتزام لديهم مقدس والوقت لديهم ثمين والحقوق محفوظة والأمانة شرف يهون الموت دونه، و(سياسياً) كون الحضارم لا يحبون النزاع ويعزفون عن الدخول فيما لا يعنينهم. وللحديث بقية.

شكرا للدكتور بن محفوظ على اثرائه السقيفة بمثل هده الابداعات المتميزة والمواضيع الهادفة والقيمة
شكرا للاستاد الاخ / عبدالله الجعيدي ابو سالم لجهوده الطيبة واشادته المتميزة .
تحياتى