المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثرثرة ملداح


سالم علي الجرو
11-10-2007, 01:33 PM
اليمن لأهله أولا وأخيرا ـ لا يمكن لنا أن نعيش في جزيرة ـ الحسابات الجائرة ـ لا تزال الفرصة سانحة ـ قبل فوات الأوان ـ ولكم في الحياة عبرة يا أولي الألباب.

--------------------------------------------------------------------------------
اليمن لأهله أولا
لا نظنّ بل ظن مؤكد أن أيّ مسئول سيحظى بتقدير و احترام الآخر وهو يضع وطنه وأهله في المرتبة الثانية بحيث يقدم مصالح الغير على مصالح وطنه وأهله ، وفي الصورة المصغّرة فإن ربّ البيت عندما لا يهتم برعيّته يكون عرضة لازدراء أبناءه ، وما أسوأ أن يزدري الأبناء الآباء، وفي ذات الوقت قد يتسبب في تشتيت العائلة الواحدة.
وبالتحديد لا نرضى بأن يظهر اليمن بصورتين:
1- الأولى: في الظاهر وتبدوا جميلة: بساط ، استقبالات ، لقاءات ومؤتمرات ومعارض وفعاليات ثقافية ... الخ وكأنه بخير. هذا الأسلوب عفّه الزمن وأصبح العقل اليوم يميّز بين الصدق والكذب ، وإن تعددت قنوات الإعلام وتنوعّت أنغام الموسيقى والرقص.
2- الثانية:في الداخل وتبدو قبيحة جدا: ( من الخارج الله الله ، ومن الداخل يعلم اللـه )

لا يمكن لنا العيش في عزلة
جرّب اليمن حظه في حياة العزلة التي مثلها شطره الجنوبي خلال سنوات عجاف ، وليس له من خيار الآن إلا أن يتفاعل مع المحيط الإقليمي والدولي ، ولكن:
أن يضع مصلحته الوطنية فوق كلّ اعتبار ، وهذا ما يعجز عنه ، نقولها بصراحة إذ لا يمكن للفقير الجائع ، المتهم بالفوضوى أن يشترط مصلحة لنفسه ما لم تأت هبة من محسن في العامين مرّة ، فأين المحسنين في عالم السياسية؟.
على أن القوة التي تفرض مصالح الوطن لن تكون غير تلك القوة الوحيدة التي أثبتت عبر التاريخ أنها القادرة والقاهرة، وما عداها كلام للاستهلاك . إنها قوة التلاحم والتوافق بين الطلائع والاصطفاف الجماهيري.

الحسابات الجائرة
المشهد المحزن اليوم الذي نقرأ ونشاهد اليوم يعبر عن مواقف غريبة وشاذّة ، ذلك أن حسابات الطلائع تنطلق من قاعدة المصالح الحزبية والفردية بعيدا عن حسابات الوطن والأهل . ولما أن الظرف يغلب عليه النشاط المحموم ضد الإرهاب وهو المسيطر على الساحة في واجهة تمثلها الإدارة الأميركية التي تضع في جدول أعمالها: ( أميركيا أولا ) ، وهناك من يلمم أوراقه من المهزومين والمستضعفين في واجهة تمثل جزءا منها المراهنة على التنافس الأوروبي الأميركي وجزء على التنافس الصيني الأميركي وجزء على محاولة استعادة الدّبّ الروسي لأدواره التاريخية ، فإن المراهنات باتت هنا وليس لها موقع آخر. هنا حيث الإبتزاز المتعدد الأغراض ... هنا حيث كل يرسم مستقبل حياته ووجوده .... هنا حيث يرخص الإنسان ويغلى الشّمام وكل بضاعة تجرّ الدولار جرّا إلى خزائن الأقوياء ، فلا قيمة للإنسان إن لم يقيّم نفسه ، وعسى أن نكون من الذين يثرثرون بما لا يعلمون.........
محق من قال: ( مت يا حمار حتى يأتيك الرّبيع )

لا تزال الفرصة سانحة لمراجعة الحسابات قبل فوات الأوان
لن تخرج الحسابات عن اثنتين:
الأولى: المصالحة والوفاق في اتجاه الوحدة الوطنية ، ومن شروط هذا الخيار المفضل والمحبب أن تظل مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع كعقيدة راسخة ومقدسة ، أي لا تحزيب لكل مفردة تهم الوطن والأهل ، بل توطين لكل عنوان يهم البلاد والعباد في البلاد الشقية.
الثانية: أن يظل العزف على وتر المصالح الضيقة في اتجاه الانقسامات ولنا في الحياة عظات.
لبنان: موعظة ودروس.
الصومال: موعظة ودروس.