حد من الوادي
11-27-2007, 12:46 AM
تكتلات قبلية وشعبية واسعة لمواجهة الظلم والاستبداد
النظام في هاوية اضطرابات ما قبل النفس الأخير*
عبد الحكيم هلال
26/11/2007 الصحوة نت - خاص
- ترى أكان الرئيس وحزبه الحاكم يتوقعان أن سياسة "ترقيع الأخزاق" سيستمر أمداً أكثر مما يتحمله ثوب الوطن المهترئ.!!
ثمة أمور لا يمكن السكوت عنها أكثر مما يجب. تلك التي يصل الناس فيها إلى نقطة التشبع..
- لا تسكت الشعوب أبداً أكثر مما تحدده طبيعة المراحل الانتقالية بين الصمت قسراً والثورة على الظلم.
هناك انتفاضات شعبية حقيقية تنبع عن حاجة لرفض الواقع المتدهور يوماً إثر آخر. لا تحركها الضغائن أو شهوة الانتقام أو سباق الحكم والعائلة. إنما هو فساد الإدارة الذي أوصل الوطن إلى التآكل والانهيار الذي طال معظم أبناء الشعب من دون الطبقة الحاكمة العليا..!!
- كم ظل أبناء مأرب على ملكتهم وسجيتهم القبلية يقبلون العيش في الصحاري والتحاف العراء وانعدام مقومات الحياة المدنية. رغم أن أرضهم ولودة بالخيرات لكنها لا تكاد تصلهم إلا بـ"القطارة" كما يقال..!!
هاهم اليوم ينتفضون غضباً على ظلم طال أمده وزادت قساوته. هاكم اسمعوا ما قالوه غضباً في مهرجانهم الجماهيري الحاشد الذي تداعوا إليه الثلاثاء الماضي: قال الشيخ محمد بن احمد الزايدي الشخصية الاجتماعية بمحافظة مأرب: إن ملتقى أبناء المحافظة ناتج عن معاناة يعرفها ويلمسها الجميع. وأكد في كلمته أمام أبناء المحافظة الغاضبين، إن أبناء محافظة مأرب صبروا وتحملوا الكثير برغم مواقفهم الوطنية الشجاعة في مختلف المواقف, وأن سبب معاناتها وإهمالها هو قبول المكافآت المتتالية مقابل التهميش والإهمال والإقصاء والحرمان ومداهمة القرى الآمنة بالحملات العسكرية وزج الأبرياء في السجون بطرق خارجة عن الشرع والقانون. لقد وصل الأمر إلى نقطة التشبع التي مرت علينا حتى أن كبيرهم استدرك في خطابه قائلاً: "مطالب المحافظة حقوق قانونية وشرعية وليست صدقة نطلبها من أحد", داعيا في كلمته جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والشخصيات الاجتماعية الوقوف بجدية لتحقيق ذلك.
وبعد:
- كم ظل أبناء شبوة ينتظرون وعود السلطة بالتوظيف والتنمية ركوناً على خير ما تنجبه الأرض حولهم من ثروات..!! حتى وصلت بهم نقطة التشبع إلى ممارسة أعمال اختطافات لا تليق بهم غير أنها رسائل التذكير الوحيدة التي يعتقدون أنها تصل الرئيس وسلطته الحاكمة لتحقيق مطالبهم..!!
- كم ظل أبناء حجة يصولون ويجولون بحثاً عن عدالة مفقودة لمساجينهم الذين يحاكمون محاكمة وصفوها بأنها سياسية..!! اعتصموا أمام المحافظة. قرروا التصعيد لنيل مطالبهم القانونية المشروعة.. وصل الأمر أن قرر مشائخ عمران نصرتهم والوقوف معهم.. وقد يصل إلى الأمر إلى ماهو أكثر من ذلك بسبب غياب العدالة وفساد الإدارة.
وبعد:
- كم ظل المتقاعدون من أبناء المحافظات الجنوبية يحلمون بعودتهم إلى رواتبهم التي احرموا وأسرهم منها طوال عقد كامل..!! من أين يصرفون على أسرهم؟ كانت نقطة التشبع قد وصلت بهم إلى الخروج للإعتصامات ومواجهة الظلم الذي طال بالرفض والموت والسجن والضرب.. حتى توسعت حركتهم لتصل أسماع الدنيا "إننا مظلومون"
وكم ظل أبناء حاشد يشاهدون ما يحدث لهم من تهميش وإقصاء انتقامي بسبب الانتماءات وينظرون إلى تآكل الوطن.. تقرضه فئران الفساد وهم ينظرون..!! ويوم السبت الماضي شهدت مدينة خمر بمحافظة عمران مهرجانا حاشداً تداعى له الآلاف من أبناء قبيلة حاشد, إحياءً للذكرى الثالثة لوفاة العميد مجاهد أبو شوارب, ورفضاً لما وصفوه بالإساءة الرسمية للقبيلة وأعرافها وتقاليدها. وندد أبناء قبيلة حاشد بإلصاق تهم التخريب بالقبيلة والإساءة لأبنائها ولتضحياتهم النضالية ولتاريخهم البطولي. حوالي (17) قبيلة التأمت في ما سمي بـ"الاجتماع الموسع لأبناء حاشد". قدمت من بلاد الروس وسفيان, وظليمه والعصيمات وعمران وسنحان والسوده, وسفيان, لمشاركتهم في هذا الاجتماع الذي وصفه الشيخ حسين عبد الله الأحمر بـ"ثورة جديدة سلمية لتصحيح الأوضاع والاختلالات التي أنتجتها السياسات الخاطئة للسلطة والنظام" . واتهم حسين الأحمر ـ رئيس مجلس التضامن الوطني ـ السلطة أنها تريد من القبائل أن يكونوا قطاع طرق وأميين في البيوت وعساكر في أبواب بيوت المسئولين.. ولا يريدونهم أن يكونوا في الجامعات والنقابات .. ولا يريدون أن يكون منهم الدكتور والأكاديمي والصحفي والمهندس. وذهب إلى أن السلطة هي من تسيء إلى الوحدة اليمنية بتلك التصرفات الخاطئة. بل وإضرارا بوحدة الوطن وتغذية للمشاريع الصغيرة ومنها الانفصال, ووعد بعدم السكوت تجاه تلك الممارسات وقال "سنقف مع كل المظلومين لنيل حقوقهم, دونما الإضرار بالوحدة" متعهداً للجميع بمواصلة مسيرة الآباء وتضحياتهم، لتقديم كل غالي ورخيص فداءً للوطن والثورة و الوحدة.
- إنها حالة من الاضطرابات التي تنتج عن مكوث طويل تحت نار هادئة أوصلت إلى نقطة الغليان التي لابد من الوصول إليها في نهاية الأمر.
- كم ظل أبناء الجوف يصرخون: أن ليس هناك أدنى مقومات للحياة..!! لم يسمعهم أحد فاخذوا رحالهم تجاه الشمال السعودي بحثاً عن حياة لا تهين من كرمه الله بالعقل دون سائر المخلوقات.
- وبعد : أيمكن للنظام أن يتساءل:
- إلى متى سيظل أبناء الحديدة خانعين لظلم وسطوة الإقطاعيين. وأبناء أب.. تراهم إلى متى سيعكفون على دفن جثث موتاهم دون أن يجدوا من يعيرهم التفاتة عادلة..!! وأبناء تعز إلى متى سيعطشون وسيمرضون وسيتركون مدينتهم الجميلة فارين من قدرها في الإهمال إلى قدرهم في أي مكان آخر..!!
- إن سوء تصرف النظام بمراكمة المشاكل وتأجيل حلها بغرض التفرغ إلى مصالحه الشخصية، أوصل تلك الاضطرابات إلى ما وصلت إليه. بل وسيوصلها إلى مزيد منها إذا ظلت مصالحه الشخصية تحكم تصرفاته.
- اضطرابات تذكرنا بتلك التي حدثت في عهد الرئيس القاضي عبد الرحمن الأرياني وأدت إلى أن يكون الحل الناجع هو تقديم استقالته من رئاسة الجمهورية. بعد أن أدرك أن البلاد ستحترق لو أنه أصر على التمسك بها رغم أنف تلك الاضطرابات.
- واليوم، هناك اضطرابات لا يمكن إنكارها.. حتى وإن منعت السلطة الإعلام من تغطيتها وصادرت كاميراتهم وأقلامهم. فالعالم اليوم أصبح قرية صغيرة لا يمكن أن يخفى عنه شيئ. وكما قال وضاح خنفر – مدير عام شبكة الجزيرة في محاضرته في جامعة صنعاء الأحد الماضي: "لو لم تسمح الدول بحرية الإعلام لفرضته الجماهير بالقوة"
- اليوم إلى جانب تلك التجمعات الشعبية في مناطق مختلفة من الجمهورية هناك اضطرابات أخرى صغيرة لكنها تنمو كقطرات المطر التي تتحول إلى سيل عرم.
- اعتصامات تتزايد وتكبر وتتضخم: للمعلمين- لهيئة التدريس الجامعي- للمحامين- للمتقاعدين- للعائدين إلى وظائفهم مطالبين بمصداقية الحكومة في إعادتهم –للمستثمرين مطالبين بالعدالة – لقبائل مطالبين بتحرير مساجينهم دون ذنب -
- اليوم هناك جمعيات جديدة تتشكل، لم تكن تتشكل مثلها من قبل بالصورة التي بدت فيها مؤخراً.. جمعيات غير التي عرفناها سابقاً لدعم الفقراء وعمل الخير. بل هي جمعيات تضامنية في إطار مواجهة الظلم والمطالبة بالحقوق
- جمعيات للعاطلين عن العمل تتشكل كل يوم في مختلف المحافظات. جمعيات لمناصرة مناضلي الثورة وأسر الشهداء - جمعيات للمتقاعدين القسريين – جمعيات للمرضى وأخرى لمعاقي الحروب وأخرى للمطالبة بالمواطنة المتساوية ووو ألخ
- اليوم هناك عصابات مسلحة تقتحم المدن وتأخذ ما تريده بالقوة. وهناك عصابات تقتل رجال الأمن.. وعصابات تقتل الضعفاء وتسلبهم ما بحوزتهم دون أن تطالها العدالة..
- اليوم تكاثر من يلجأون لأخذ حقهم بأيدهم من السلطة ومن أعدائهم.
- وبعد:
- كل ذلك وهناك من في السلطة من يقول: إن الوطن ما يزال بخير وأنه يزدهر..!! غير أن الحديث عن وطنه الشخصي، يختلف تماماً عن وطننا جميعاً.
- هناك من يسعى لتغذية هذه الاضطرابات ممن هم في السلطة لتصفية حسابات شخصية على حساب أمن الوطن والمواطن. وهناك من يسعى لاستغلالها من الدول المتربصة بأمن اليمن، وهناك من يستغلها لمعاقبة خصومه، وهناك من يعتبرها فرصة لتصفية الحسابات السياسية. غير أن الحقيقة الحقيقية :أن النظام يساعد كل أولئك للوصول إلى أهدافهم عبر تبنيه خطاب القوة والسلطوية والمواجهة إلى جانب تعمق السلطة في وحل الفساد وسياسة إفقار الشعب وتجويعه إلى جانب ما يظهر عليها من عدم الاكتراث إلا بمصالح أقويائها الشخصية.
النظام في هاوية اضطرابات ما قبل النفس الأخير*
عبد الحكيم هلال
26/11/2007 الصحوة نت - خاص
- ترى أكان الرئيس وحزبه الحاكم يتوقعان أن سياسة "ترقيع الأخزاق" سيستمر أمداً أكثر مما يتحمله ثوب الوطن المهترئ.!!
ثمة أمور لا يمكن السكوت عنها أكثر مما يجب. تلك التي يصل الناس فيها إلى نقطة التشبع..
- لا تسكت الشعوب أبداً أكثر مما تحدده طبيعة المراحل الانتقالية بين الصمت قسراً والثورة على الظلم.
هناك انتفاضات شعبية حقيقية تنبع عن حاجة لرفض الواقع المتدهور يوماً إثر آخر. لا تحركها الضغائن أو شهوة الانتقام أو سباق الحكم والعائلة. إنما هو فساد الإدارة الذي أوصل الوطن إلى التآكل والانهيار الذي طال معظم أبناء الشعب من دون الطبقة الحاكمة العليا..!!
- كم ظل أبناء مأرب على ملكتهم وسجيتهم القبلية يقبلون العيش في الصحاري والتحاف العراء وانعدام مقومات الحياة المدنية. رغم أن أرضهم ولودة بالخيرات لكنها لا تكاد تصلهم إلا بـ"القطارة" كما يقال..!!
هاهم اليوم ينتفضون غضباً على ظلم طال أمده وزادت قساوته. هاكم اسمعوا ما قالوه غضباً في مهرجانهم الجماهيري الحاشد الذي تداعوا إليه الثلاثاء الماضي: قال الشيخ محمد بن احمد الزايدي الشخصية الاجتماعية بمحافظة مأرب: إن ملتقى أبناء المحافظة ناتج عن معاناة يعرفها ويلمسها الجميع. وأكد في كلمته أمام أبناء المحافظة الغاضبين، إن أبناء محافظة مأرب صبروا وتحملوا الكثير برغم مواقفهم الوطنية الشجاعة في مختلف المواقف, وأن سبب معاناتها وإهمالها هو قبول المكافآت المتتالية مقابل التهميش والإهمال والإقصاء والحرمان ومداهمة القرى الآمنة بالحملات العسكرية وزج الأبرياء في السجون بطرق خارجة عن الشرع والقانون. لقد وصل الأمر إلى نقطة التشبع التي مرت علينا حتى أن كبيرهم استدرك في خطابه قائلاً: "مطالب المحافظة حقوق قانونية وشرعية وليست صدقة نطلبها من أحد", داعيا في كلمته جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والشخصيات الاجتماعية الوقوف بجدية لتحقيق ذلك.
وبعد:
- كم ظل أبناء شبوة ينتظرون وعود السلطة بالتوظيف والتنمية ركوناً على خير ما تنجبه الأرض حولهم من ثروات..!! حتى وصلت بهم نقطة التشبع إلى ممارسة أعمال اختطافات لا تليق بهم غير أنها رسائل التذكير الوحيدة التي يعتقدون أنها تصل الرئيس وسلطته الحاكمة لتحقيق مطالبهم..!!
- كم ظل أبناء حجة يصولون ويجولون بحثاً عن عدالة مفقودة لمساجينهم الذين يحاكمون محاكمة وصفوها بأنها سياسية..!! اعتصموا أمام المحافظة. قرروا التصعيد لنيل مطالبهم القانونية المشروعة.. وصل الأمر أن قرر مشائخ عمران نصرتهم والوقوف معهم.. وقد يصل إلى الأمر إلى ماهو أكثر من ذلك بسبب غياب العدالة وفساد الإدارة.
وبعد:
- كم ظل المتقاعدون من أبناء المحافظات الجنوبية يحلمون بعودتهم إلى رواتبهم التي احرموا وأسرهم منها طوال عقد كامل..!! من أين يصرفون على أسرهم؟ كانت نقطة التشبع قد وصلت بهم إلى الخروج للإعتصامات ومواجهة الظلم الذي طال بالرفض والموت والسجن والضرب.. حتى توسعت حركتهم لتصل أسماع الدنيا "إننا مظلومون"
وكم ظل أبناء حاشد يشاهدون ما يحدث لهم من تهميش وإقصاء انتقامي بسبب الانتماءات وينظرون إلى تآكل الوطن.. تقرضه فئران الفساد وهم ينظرون..!! ويوم السبت الماضي شهدت مدينة خمر بمحافظة عمران مهرجانا حاشداً تداعى له الآلاف من أبناء قبيلة حاشد, إحياءً للذكرى الثالثة لوفاة العميد مجاهد أبو شوارب, ورفضاً لما وصفوه بالإساءة الرسمية للقبيلة وأعرافها وتقاليدها. وندد أبناء قبيلة حاشد بإلصاق تهم التخريب بالقبيلة والإساءة لأبنائها ولتضحياتهم النضالية ولتاريخهم البطولي. حوالي (17) قبيلة التأمت في ما سمي بـ"الاجتماع الموسع لأبناء حاشد". قدمت من بلاد الروس وسفيان, وظليمه والعصيمات وعمران وسنحان والسوده, وسفيان, لمشاركتهم في هذا الاجتماع الذي وصفه الشيخ حسين عبد الله الأحمر بـ"ثورة جديدة سلمية لتصحيح الأوضاع والاختلالات التي أنتجتها السياسات الخاطئة للسلطة والنظام" . واتهم حسين الأحمر ـ رئيس مجلس التضامن الوطني ـ السلطة أنها تريد من القبائل أن يكونوا قطاع طرق وأميين في البيوت وعساكر في أبواب بيوت المسئولين.. ولا يريدونهم أن يكونوا في الجامعات والنقابات .. ولا يريدون أن يكون منهم الدكتور والأكاديمي والصحفي والمهندس. وذهب إلى أن السلطة هي من تسيء إلى الوحدة اليمنية بتلك التصرفات الخاطئة. بل وإضرارا بوحدة الوطن وتغذية للمشاريع الصغيرة ومنها الانفصال, ووعد بعدم السكوت تجاه تلك الممارسات وقال "سنقف مع كل المظلومين لنيل حقوقهم, دونما الإضرار بالوحدة" متعهداً للجميع بمواصلة مسيرة الآباء وتضحياتهم، لتقديم كل غالي ورخيص فداءً للوطن والثورة و الوحدة.
- إنها حالة من الاضطرابات التي تنتج عن مكوث طويل تحت نار هادئة أوصلت إلى نقطة الغليان التي لابد من الوصول إليها في نهاية الأمر.
- كم ظل أبناء الجوف يصرخون: أن ليس هناك أدنى مقومات للحياة..!! لم يسمعهم أحد فاخذوا رحالهم تجاه الشمال السعودي بحثاً عن حياة لا تهين من كرمه الله بالعقل دون سائر المخلوقات.
- وبعد : أيمكن للنظام أن يتساءل:
- إلى متى سيظل أبناء الحديدة خانعين لظلم وسطوة الإقطاعيين. وأبناء أب.. تراهم إلى متى سيعكفون على دفن جثث موتاهم دون أن يجدوا من يعيرهم التفاتة عادلة..!! وأبناء تعز إلى متى سيعطشون وسيمرضون وسيتركون مدينتهم الجميلة فارين من قدرها في الإهمال إلى قدرهم في أي مكان آخر..!!
- إن سوء تصرف النظام بمراكمة المشاكل وتأجيل حلها بغرض التفرغ إلى مصالحه الشخصية، أوصل تلك الاضطرابات إلى ما وصلت إليه. بل وسيوصلها إلى مزيد منها إذا ظلت مصالحه الشخصية تحكم تصرفاته.
- اضطرابات تذكرنا بتلك التي حدثت في عهد الرئيس القاضي عبد الرحمن الأرياني وأدت إلى أن يكون الحل الناجع هو تقديم استقالته من رئاسة الجمهورية. بعد أن أدرك أن البلاد ستحترق لو أنه أصر على التمسك بها رغم أنف تلك الاضطرابات.
- واليوم، هناك اضطرابات لا يمكن إنكارها.. حتى وإن منعت السلطة الإعلام من تغطيتها وصادرت كاميراتهم وأقلامهم. فالعالم اليوم أصبح قرية صغيرة لا يمكن أن يخفى عنه شيئ. وكما قال وضاح خنفر – مدير عام شبكة الجزيرة في محاضرته في جامعة صنعاء الأحد الماضي: "لو لم تسمح الدول بحرية الإعلام لفرضته الجماهير بالقوة"
- اليوم إلى جانب تلك التجمعات الشعبية في مناطق مختلفة من الجمهورية هناك اضطرابات أخرى صغيرة لكنها تنمو كقطرات المطر التي تتحول إلى سيل عرم.
- اعتصامات تتزايد وتكبر وتتضخم: للمعلمين- لهيئة التدريس الجامعي- للمحامين- للمتقاعدين- للعائدين إلى وظائفهم مطالبين بمصداقية الحكومة في إعادتهم –للمستثمرين مطالبين بالعدالة – لقبائل مطالبين بتحرير مساجينهم دون ذنب -
- اليوم هناك جمعيات جديدة تتشكل، لم تكن تتشكل مثلها من قبل بالصورة التي بدت فيها مؤخراً.. جمعيات غير التي عرفناها سابقاً لدعم الفقراء وعمل الخير. بل هي جمعيات تضامنية في إطار مواجهة الظلم والمطالبة بالحقوق
- جمعيات للعاطلين عن العمل تتشكل كل يوم في مختلف المحافظات. جمعيات لمناصرة مناضلي الثورة وأسر الشهداء - جمعيات للمتقاعدين القسريين – جمعيات للمرضى وأخرى لمعاقي الحروب وأخرى للمطالبة بالمواطنة المتساوية ووو ألخ
- اليوم هناك عصابات مسلحة تقتحم المدن وتأخذ ما تريده بالقوة. وهناك عصابات تقتل رجال الأمن.. وعصابات تقتل الضعفاء وتسلبهم ما بحوزتهم دون أن تطالها العدالة..
- اليوم تكاثر من يلجأون لأخذ حقهم بأيدهم من السلطة ومن أعدائهم.
- وبعد:
- كل ذلك وهناك من في السلطة من يقول: إن الوطن ما يزال بخير وأنه يزدهر..!! غير أن الحديث عن وطنه الشخصي، يختلف تماماً عن وطننا جميعاً.
- هناك من يسعى لتغذية هذه الاضطرابات ممن هم في السلطة لتصفية حسابات شخصية على حساب أمن الوطن والمواطن. وهناك من يسعى لاستغلالها من الدول المتربصة بأمن اليمن، وهناك من يستغلها لمعاقبة خصومه، وهناك من يعتبرها فرصة لتصفية الحسابات السياسية. غير أن الحقيقة الحقيقية :أن النظام يساعد كل أولئك للوصول إلى أهدافهم عبر تبنيه خطاب القوة والسلطوية والمواجهة إلى جانب تعمق السلطة في وحل الفساد وسياسة إفقار الشعب وتجويعه إلى جانب ما يظهر عليها من عدم الاكتراث إلا بمصالح أقويائها الشخصية.