المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب .. تاريخ وجغرافيا وهوية سياسية أيضا


حد من الوادي
12-12-2007, 10:26 AM
;kai ;kai


الجنوب .. تاريخ وجغرافيا وهوية سياسية أيضا

أحمد عمر بن فريد:

لا يمكن أن يمر أو يتجاوز هذا المقال , ذلك (المقام المهيب) الذي جسده مئات آلاف من أبناء الجنوب يوم أمس الأول في موكب تشييع جثامين أبناء ردفان ... أبطال وشهداء يوم 13 أكتوبر الماضي, فعلى قدر الحدث وضخامته ورفعته على مختلف المستويات والأصعدة من حيث الدلالة السياسية والاجتماعية والإنسانية العميقة له , فإنه وبنفس القدر والرفعة قد سجل لأبناء الجنوب قدراً عالياً من الوعي السياسي الخلاق, القادر على رسم معادلة سياسية جديدة, حددت أرقامها ووزنها وأهميتها من فوق تراب الجنوب الساخن وليس من وسط صالونات الترف السياسي العقيم, ففي تلك الملحمة الوطنية الكبيرة , برهن «الجنوبيون» للعالم أجمع أن لديهم «إرادة فولاذية» يراهن عليها جهة تحديد مستقبلهم المقذوف به عمداً إلى المجهول.. كما أن تفاعلهم على الأرض, يمثل في حقيقة الأمر ظاهرة (اجتماعية - سياسية) جديرة بالدراسة والتمعن والبحث, بالنظر لتفردها النوعي على مستوى الوطن العربي أجمع.. ولا أبالغ إن قلت على مستوى دول العالم الثالث بشكل عام .

وكنا نود في حقيقة الأمر , أن يشاهد العالم هذا العنفوان الجنوبي المهيب .. كنا نود لقنواتنا الفضائية العربية, أن تبرهن حتى على الحد الأدنى من الحيادية والمهنية , فتتواجد «كناقلة خبر وحدث» لا أقل من ذلك ولا أكثر.. كنا نود أن تسمح الديمقراطية المزعومة في هذه البلاد لمراسلي تلك القنوات بالمرور عبر نقطة دار سعد إلى موقع الحدث، لتكون العين الناقلة لذلك الحراك الجماهيري العظيم الذي كان يستحق بكل جدارة أن يكون متاحاً للمشاهدة, في أي بقعة من الأرض عبر النقل الحي والمباشر .. ولكن هذا للأسف الشديد لم يحدث, في حين كنا نشاهد في مناسبات عديدة تواجداً إعلامياً مكثفاً لندوات ومؤتمرات «سمجة» يصرف عليها مئات الملايين من الريالات من قوت الشعب الجائع, لتنتج في أغلب الأحوال.. زيفاً وعبثاً وطمساً وتشويهاً للتاريخ .

لكن عشمنا الكبير أننا قد أصبحنا اليوم في قرية واحدة, وبات ما يحدث هنا وهناك مكشوفاًً ومرصوداً على الأقل لمن يهمهم معرفة «الحقيقة» .. كما أننا نراهن أيضا على أن هذا الحراك الجماهيري الهادر لأبناء الجنوب , قد بدأ مشواره وليس العكس من ذلك كما يظن ويعتقد البعض, ولعل شاهد العيان الذي تواجد في خضم ذلك اليوم التاريخي الكبير , قد تعرف على الكثير من الحقائق الأكيدة, التي سطرتها الجماهير بكل صلابة وبسالة وتحد .. فلابد وأنه قد شاهد كيف كان تعاطفت الجماهير «غير المشاركة» مع الجماهير «المشاركة» في صناعة الحدث, وكيف ارتصت على الطرقات تطلق الأعيرة النارية الترحيبية في الهواء, وتنشد الأهازيج في حين وقفت النسوة على الطرقات نفسها ينثرن الورود على كل عناصر ذلك المسار الجنوبي المتجه نحو ردفان الإباء والشمم والكبرياء .

ومن خضم ذلك الواقع «الأكيد» حيث كنا نقف ونصطف.. فليخبرني أياً كان من الذين يحاولون «وهماً» و«كذباً» ومغالطة لأنفسهم, إن كان جميع ما حدث , ويحدث هنا وهناك لا يشكل حالة سياسية قلما سجل لها تاريخنا السياسي الحديث مثيلاً من قبل .. وليخبرني الإنسان ذاته, دون هروب أو قفز على الواقع .. ما هي عناصر تلك المعادلة السياسية الجنوبية الجديدة التي صنعتها الجماهير وأبرزتها على المشهد السياسي بشكل لافت وحاضر ومؤثر.. و ما هي دلالاتها؟ ...وليكن قليلاً واقعياً وبراجماتياً و ليعترف لنا بأن العنوان الأكبر والأبرز لكل ذلك , إنما يتمثل في عبارة واضحة وصريحة تقول للقاصي وللداني معاً «هنا الجنوب ... إن الجنوب حاضر وتلك رجاله .. وتلك تضحياته» .

لقد كنت أود في الحقيقة أن يكون حاضراً إلى جانبي يوم أمس الأول, ذلك السياسي المخضرم الذي تفتقت مداركه السياسية في يوم قريب وقال لنا في منطق موارب للسلطة : «عليكم أن تعلموا أيها السادة.. أن الجنوب الذي تتحدثون عنه, لا يوجد إلا في الجغرافيا فقط .. وأما في السياسية فلا وجود له» !! .. وعلى الرغم من ردنا عليه بكل ما هو دامغ وأكيد ومؤكد لتواجد «الجنوب» في السياسية وفي الجغرافيا معاً , إلا أنني كنت أتمنى لو كان حاضراً معنا لنجعل من عينيه شاهداً حقيقياً على تواجد الجنوب في السياسة, وعلى عظمة هذا التواجد وعنفوانه وقوته .. وحتى غطرسته.

إلى شهداء ردفان .. وشهداء الضالع .. وشهداء حضرموت , لكم منا سلام .. لكم منا أمنيات سمعتها بالأمس من أغلبية كبيرة من الشباب, الذين تحدثوا بنوع من الشوق ليكونوا أبطالاً في نفس مقامكم المهيب ... وعلى الرغم من علمنا بأن العدالة قد انتقلت معكم من صقيع الثلاجات إلى سخونة التراب الذي ضم جثامينكم , إلا أننا على يقين تام بأن دماءكم وأرواحكم قد قدرها أبناء الجنوب «حق قدرها» وبأنكم كنتم قمماً شامخة ستظل حاضرة في وجداننا , ومطلة علينا وأمام أعيننا كلما مررنا والتفتنا يساراً صعوداً إلى ردفان ... إلى تلك «التلة» التي حوت جثامين الشرف والكبرياء والوطنية .

[email protected]

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر Designed & Hosted By MakeSolution.com

حد من الوادي
12-12-2007, 10:29 AM
لماذا تعادون قضية الجنوب

أبوبكر السقاف:

قبل نحو شهرين أعادت «الأيام» نشر حديث صحافي مع الأخ عبدالوهاب الآنسي كانت صحيفة «الخليج"»قد نشرته، وفي الحديث إشارة صريحة وواضحة تدرج ما يسميه الجنوبيون «قضية الجنوب» في إطار السياسة الإمبريالية والصهيونية التي تسعى إلى تفتيت العالمين العربي والإسلامي، وهكذا بخطوة حصان كما يقال في لعبة الشطرنج انتقل حديث «الإصلاح» إلى معاداة سافرة لآمال وآلام أهل الجنوب، وكأنه يجدد ذكرى التكفير التي شارك «المؤتمر» بها غزو الجنوب في العام 1994 تحت شعار امتد من شارع تعز في صنعاء حتى عدن «من جهز غازياً فقد غزا».

وقبل نحو أسبوعين حاضر الأخ اليدومي شباب الحزب، فإذا به ينبري للدفاع عن الوحدة، وهو دفاع يتحمس له صحافيون يجمعون ألوان طيف سياسي لا تعرف الوحدة إلا غزواً أو استعباداً، استيقظوا جميعاً ليعزفوا لحن الكراهية والظلم ضداً على الجنوب، وكانوا صامتين حتى هدد الجياع والمظلومون والشهداء الذين سقطوا في عدن والمكلا وردفان برصاص دولة وحدة 7/7/94 التي غدت أكذوبة مسلحة بصورة جلية لأول مرة بعد يوم النصر المجيد.

كان الأخ اليدومي هو الذي أطلق مشروع تهجين أهل الجنوب، وكأنه عالم بيولوجي يتقن فنون علم النسالة، (اليوجينية) وتجريبه على البشر كما فعل الفاشيون في ثلاتينات القرن الماضي. وهاهو في موقعه داخل «المشترك» يذكرنا أنه مثل السلطة «لا ينسى شيئاً ولا يتعلم شيئاً» كما كان الفرنسيون يقولون عن البوربونيون الأسرة المالكة في فرنسا قبل الثورة. وهذا الملمح هو الرباط المتين بينه والسطة القائمة وما تفعله هي في الميادين والساحات واستخدام الطيران في قمع المتظاهرين السلميين يقوله مسترخياً في كرسي محاضر فيتحد الكلام العنف بالفعل العنف.

إذا كان لاهوت الوحدة غير ديني عند بعض الوحدويين الدنيويين العلمانيين فإنه في الإسلام السياسي لاهوت مغموس في تفكير ديني يقوم بتديين السياسة وجعلها أمراً عبادياً، فالوحدة ليست شأناً يتعامل معه الناس بشروط عصرهم فتكون بذلك أمراً تاريخياً محكوماً بتاريخيته، وتقرر أمورها في إطار سوسيولوجيا السياسة وتصبح «فريضة شرعية، رغم اتهامات السلطة للمعارضة بأنها تقف خلف الدعوات الانفصالية» (سعيد شمسان، رئيس الدائرة السياسة في الإصلاح ، «الأيام» 24/11/2007).

ولأن الأخ شمسان يخاف من «الانزلاق إلى مراحل كارثية» (م.ن) فإنه يرى أن «القضية صارت معلنة وليست خفية، إن هناك أيادي تقف وراء هذه القضية» إذاً لم تعد المسألة استنتاجاً نظرياً عاماً في سياق دولي استراتيجي كما عند أخيه بل قضية معلنة.. ولأنه وحزبه يناصبان السلطة العداء يضيف «لكن حقيقة السبب الرئيسي يعود إلى فشل الدولة بمعالجات الإشكالات القائمة في البلاد، مما دفع بعض القوى الخارجية لاستثمار هذا الوضع والدفع به إلى الأمام» (م.ن).

ليس غريباً على تفكير ممثلي الإسلام السياسي أن يروا وراء كل فعل إنساني لا يتفق وتصوراتهم أنه من فعل الشيطان الذي يتخذ صوراً متعددة: الخارج، الاستعمار، الصهيونية، أعداء الإسلام، الكفار.. إلخ.. وصاحب هذه الكلمات لا يرى في الظلم العميم الذي يلف الجنوب سبباً كافياً لمقاومته، فلابد من أن يعزى الأمر إلى (أياد) خارجية، وهذا القول يضع الحزب المعارض بأجنحته الثلاثة كلها في تحالف صريح مع السلطة، ويتميز عنها بأنه يحمل راية التكفير وفكرة الفتوى الشهيرة التي لاتزال تتعفن في حلوق أصحابها. وخطباء الجمعة منهم يرددون منذ أشهر تأييدهم لـ «ولي الأمر» وتنديدهم بالمعتصمين المدنيين والعسكريين في الجنوب.

واستبدال «ولي الأمر» في قولهم السياسي بـ «أولي الأمر منكم» وإن كان يقوم على رأي معروف لابن حنبل، إلا أنه في الفهم السلفي- الوهابي أصبح أشد جموحاً وضراوة في خدمة السلطان المعاصر في البلدان العربية، وشعاراً مفضلاً لديهم من أقصى المغرب العربي حتى شبة جزيرة العرب. وهذا تفكير يدور في فلك الطاعة حتى عندما يعلن الرفض، فما رفضه في جوهره إلا امتداد للواقع القائم ومماحكات في إطار العصبية السياسية القائمة، فهو بحكم تكوينه وبالتعريف لا يملك مشروع إصلاح بلْْهَ تغيير حقيقي. إن الإصلاح بسلفييه وإخوانه وقبيلييه يكون وحدة مضفورة من الأمس وضلالاته، يوحدهم حنين قمص إلى الخلافة يراه السلفيون منهم ولياً للأمر أميراً يأخد السلطة بسيف الغلبة، ويقرنه الإخوان، كما جاء في بيانهم في مصر بمجلس من العلماء يضعونه فوق السلطات الثلاث كلها ويحرمون على المرأة الاقتراب من أي موقع له صلة بالسلطة العامة، ويقبل القبليون منهم بأية صورة على أن يكونوا هم الشعب والدولة، كما يتضح لا من مذكرات الأحمر الأب شفاه الله وعافاه، بل ومن الثورية الحمراء لأحد أنجاله ومحاربة الفساد عند نجله الآخر، وهم والنظام لحمة وسوى الفساد القائم على نهب الثروات في الشمال والجنوب، وإنما الخلاف على القسمة ووراثة النظام، ويهدفون من التأييد الشعبي في المناسبات لانتفاضة الجنوب السلمية إلى استخدام ضحايا الاستعمار الداخلي وقوداً لبلوغ مآربهم، ويشهد كل موقع منهوب أو ثروة مصادرة في الجنوب بالشراكة الأخوية الحميمة بين السلطان وعشيرته، وهم لا يفهمون الجمهورية إلا في هذ السياق وكذلك الوحدة، فهي غنيمة وبحجم دولة في حال الجنوب.

لقد كشر ذئب القبيلة والإسلام السياسي عن أنيابه بعد أن لبس مسوح الوداعة والمدنية والشعارات العصرية مدعياً بأنه في إطار المشترك قد تخلى عن الأيديولوجيا لصالح العمل المشترك، وعلى الرأي العام أن يودع عقله ويصدق أن حزباً سياسياً يتوحد بالإسلام هو الحل ويهتدي بنجمة الخلافة يحيد عن الأيديولوجيا الدينية. والسؤال هو ما موقف أحزاب المشترك؟ يبدو أنهم بدرجات متفاوتة وبشروط متفاوتة لا يتميزون بموقف صريح وقاطع في تأييد القضية الجنوبية، وبذلك يكونون في موقف ذيلي من النظام، ويشكلون كل على شاكلته احتياطياً مناسباً توظفه الدولة السلطانية في حربها ضداً على الجنوب، قد لا يذهب زعماء الأحزاب إلى الحد الأقصى فيعلنون استعدادهم للموت في سبيل الوحدة كما قال اليدومي، لكنهم مثله يجعلون من الدفاع عن الوحدة القائمة طريقاً مفتوحاً للحوار الخاص مع القصر الجمهوري.

الانتفاضة السلمية هي الاسم الجديد لقضية الجنوب بعد تسعة أشهر من الاعتصامات السلمية. انتفاضة بحجم الجنوب تعادل تاريخه وبشاعة الظلم الذي يصطلي بناره منذ 7/7/94 وشموله، ولذا فإن الانتفاضة ليست بحاجة إلى من يملثها من الأحزاب القائمة لأنها نشأت مستقلة عنها، وإن شارك فيها بنشاط حزبيون لاسيما من الاشتراكي، ولكن بما هم أفراد لم تستطع سياسة حزبهم في إطار المشترك منحهم راية يناضلون تحتها، وهذا في الواقع العربي السياسي كله ملمح يشهد على ما يسميه الزميل محمد السيد سعيد موت الرأي العام في البلدان العربية، فحتى قضية بسمو وعدالة القضية الفلسطينية لم تعد تحرك الناس. في تقديري أن الأحزاب أصبحت جزراً على صورة الواقع الوحدوي الاجتماعي بدلاً من أن تكون كيانات قادرة على الدمج الوطني بوساطة النضال، أي أن الجمهور لايزال في أفق السلبية الذي عرفناه، فالوحدة اليمنية كانت صفقة في القمة ولم تتأثر بأي ضغط من الجمهور الذي كانت مشاركته الوحيدة هي التصفيق بدءاً من التنقل بالبطاقة الشخصية حتى إعلانها دون استفتائه، وكانت هذه السمة تقتل التجربة- الصفقة، وها نحن نحصد ثمن تمثيل الطليعة للشعب، الذي يكون في غياب الممارسة الديمقراطية العملية والفكرية عملاً سياسياً خارج العصر.

إن جهر الإصلاح بالعداء خيار سياسي ليس له ما يبرره إذا كان فعلاً يحترم حق الناس في تقرير مصيرهم، ويبدو أن هذا غير وارد في الإسلام السياسي فالسياسة فيه ذات هرمية دينية تنتهي بالخليفة وهو ما يسمى المرشد العام أو أمير الجماعة. إن الانتفاضة السلمية لم تعاد أحداً فرداً أو جماعة أو حزباً أو كتلة حزبية، فذلك ليس من مصلحتها في شيء، ولكنها تتمسك بأهدافها. ونقترح الابتداء بتجديد الثقافة السياسة السائدة التي حالت بين الناس وبناء دولة بلْهَ أن تكون دولة حديثة وعصرية وديمقراطية، وهي حتى اللحظة تتوحد بعسكرة السياسة ورفض الدولة المدنية وجعل الجيش مصدر السلطات، وحزب الأحزاب والبداية والنهاية، وهاهم إخوتنا في الباكستان يكسبون نصف المعركة بإجبار مشرف على لبس البذلة المدنية، ويقسم اليمين الدستورية بها وفي ظلالها.

تغيير الثقافة السياسية أمر آن أوانه بعد أن ساقتنا إلى الفشل القاتل في كل تجاربها في البلدان العربية، فالدولة التي ورثت ذهنية الدولة السلطانة تعجز عن بناء الثقة بين «المواطنين»، لأنها لا تمثلهم جميعاً بل تمثل جهة أو فئة أو طائفة.

إن الأنموذج الوطني الذي تاق إليه عبدالله النديم عندما أكد قبيل مستهل القرن العشرين لايزال حلما «يا بني مصر، ليعد المسلم منكم إلى أخيه تأليفاً للعصبة الدينية، و ليرجع الاثنان إلى القبطي والإسرائيلي تأييداً للجامعة الوطنية، وليكن المجموع رجلاً واحداً يسعي خلف شيء واحد هو حفظ مصر للمصريين» ورأى في مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية التي فتحت أبوابها أمام الفقراء من التلاميذ المسيحيين والمسلمين وعداً بميلاد مواطن جديد «إنها تعلم الصغار الأخوة في الوطن، وتبعدهم عن التعصب الديني أو العنصري وتنشئهم على حب الوطن والإنسانية» (جريدة الأستاذ - ارجع إن شئت إلى عبدالعزيز الدوري التكوين التاريخي للأمة العربية: دراسة في الهوية والوعي، ص 145).

حكم الناس برضاهم (هارون لايكي) أبسط وأعمق تعريف للديمقراطية، لقد علمتنا التجارب المرة أن تقديم صنم الوحدة أو الاشتراكية على حرية الناس يؤجل الوحدة والاشتراكية ويجعل النكوص المستمر سمة أساسية وملمحاً فاجعاً في حياة العرب السياسية، ولذا انحدرنا بانتظام مدهش من الجمهورية إلى توريث العرش الجمهوري، ومن نظام برلماني وانتخابات إلى برلمان الحزب الواحد والسلطة الواحدة والدولة الأمنية، تحول مرعب يناظر «مسخ الكائنات» أو تحولاتها كما في مؤلف روماني مشهور.

جاء رد المتحدثين باسم الانتفاضة السلمية وكأنه يرد أقوال قادة الإصلاح، وفي اليوم التالي لتصريحات الأخ شمسان، ولا أظنه إلا مصادفة، ولكنها جيدة.

«قضيتا هي الجنوب» وهذه التسمية الأخرى للقضية الجنوبية. «نرفض مجرد العودة إلى أحواش المعسكرات..» والذين جربوا ذاقوا الأمرين. «نحن جزء من الجنوب ونرفض كل توصيفاتهم لنا عبر الخطباء والعلماء.. كوننا انفصاليين.. نحن كنا دولة ولنا شعب وموروث ولذا نريد أن يقرر شعب الجنوب مصيره وحقه بنفسه» (د. عبده المعطري، «الأيام»، 25/11/2007).

إن ركام المصالح القائمة والغنائم المستدامة منذ 7/7/94 تحول بين تحقيق المطالب الحقوقية والتنفيذ، فهي في خاتمة المطاف تعني تنازل المنتصر عن نصره وتوحده به إلى درجة لا يستطيع معها أن يرى وجوده خارج هذا التوحد، أما ما فوق الحقوق والمرتبطة بالقرارات الأممية ورسالة الراحل العطار باسم القائم بأعمال رئيس الوزراء في 7/7/94 فلا يلوح أفق الحديث عنها وفيها إلا في إطار حق تقرير المصير، ومهما صعب التسليم به على الحاكم/ الحكام وعلى من هم على شاكلتهم ويمتحون من معين الذهنية نفسها فإنه قرار يفرضه تعذر الخروج من مأزق الدولة الآفلة بالوسائل نفسها التي صنعت بها الدولة مآزقها حتى وصلت إلى مأزقها الوجودي الأخير. يمكن أن يسمي أصحاب هذه الذهنية الأمر انفصالاً أو خيانة أو فتنة تقوض الشريعة.. فكل هذا لا يجدي فتيلاً، فالانفصالية موقف سياسي وليست جريمة أو كفراً، والتخوين لا معنى له في السياسة التي تقوم على المصالح، والفتنة هي الاسم الديني لموقف سياسي دنيوي شديد الضراوة، لا يضر بالحرية في أي من تجلياتها العصرية، فلا أحد يهدد دين ممثلي الإسلام السياسي، ولكن الحرية والعدالة تهدد جيوبهم، وهي في انتفاضها تعادل انتقام جيوب شركائهم القبليين. تحرر الجنوبيون من وهم الحل بالقطعة أو على مراحل، فرأس السلطة نفسه لا يقر بوجود قضية جنوبية، ولذا لا يستطيع حلها، فهي عنده «حالات» و«بقايا فتنة» 1994!!

ما أكثر التجارب التي فشلت وخرج الناس من أتون فشلها بالاعتراف بالفشل أولاً والبحث عن المخرج بعد ذلك، لأن الاستمرار في طريق الخطأ السياسي لا يجلب إلا الدمار وعنواناته ماثلة في حياتنا. فلنحتكم إلى مبدأ حق تقرير المصير ففيه الحل السلمي والبداية الصحيحة لطريق التطور العصري.
30/11/2007

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر Designed & Hosted By MakeSolution.com

حد من الوادي
12-12-2007, 04:18 PM
عدن نيوز -صحيفة الطريق - 12-12-2007

تيار اصلاح مسار الوحده ينفي توجيه مسدوس

رساله مفتوحه الى سالم صالح


الطريق عدد الثلاثاء 11 ديسمبر 2007

نفى مصدر في تيار اصلاح مسار الوحده قيام الاخ/ الدكتور

محمد حيدرة مسدوس القيادي في التيار بتوجيه رساله مفتوحه

الى الاخ سالم صالح محمد رئيس لجنة تقييم الظواهر السلبيه

والاجتماعيه المخله بالسلم الاجتماعي .

وقال المصدر ان تيار اصلاح مسار الوحده له موقف حول هذه اللجنه

ومسؤوليتها سبق للتيار ان اشار اليها في بيان سابق, وهو يأتي

في اطار عام للتيار حول الموقف من القضيه الجنوبيه والذي يتبناه

التيار منذ زمن بعيد.

واوضح المصدر في بيان صادر تسلمت "الطريق" نسخه منه- ان

اي حل للقضيه الجنوبيه التي اصبحت تنذر بخطر كبير قادم ينطلق

من ضرورة اعتراف النظام وكل هيئاته ولجانه بوجود قضيه جنوبيه

..مؤكدا بأن اي حل لا يعترف بالقضيه حلا كاملا وشاملا لن يؤدي

الا الى كارثه..وان تمسك النظام بعدم الاعتراف بالقضيه وحلها سيعطي

المقهورين في الجنوب الحق بالمطالبه (بحق تقرير المصير).

حد من الوادي
12-12-2007, 06:00 PM
الوحدة.. وثقافة المكابرة 12/12/2007

فيصل الصفواني- نيوزيمن:



الإصرار الرسمي على التعامل مع الوطن على إنه غنيمة والتمادي في مغبة تقسيمه أفضيا، إلى ما نحن عليه من صراعات سياسية ناهيك عن أحداث العنف الدامية التي جرت وستجري تحت ظلال الشعارات الوحدوية المتهالكة، وبحجة حماية الوحدة يواصل الحاكم شن حربا خفية وغير معلنه ضد سكان المحافظات الجنوبية والشرقية بهدف إجبارهم على القبول بمشروع "اليمن الجديد" الذي بدأت تتضح معالمه في الأفق على إنه " بلد بلا دولة ورعايا بلا مواطنه ".

هذا المشروع يواجه برفض شديد من قبل سكان الجنوب وهنا تبرز موضوعية الخلاف حول الوحدة اليمنية، حيث كان أبناء الجنوب يعتقدون أن الوحدة ستجلب معها مشروع الدولة اليمنية الحديثة لكنهم أدركوا متأخرين إن هناك نوايا رسمية لجعشنة الجنوب (تحويل الجنوب إلى جعاشن أخرى) بحسب أقوال الداعري لصحيفة الشارع العدد(23).

كانت المشكلة الحقيقية لوحدة 22مايو إنها لم تنتج دوله حديثة ولم تحدث تغير في أساليب الإدارة السياسية وشون الحكم بقدر ما كانت محاولة فاشلة لجمع نظامين شموليين وإقناعهم بتقاسم السلطة والمال في دهاليز ثقافة سلطوية لاتقبل القسمة على أكثر من واحد.

وأسوأ ما جلبته وحدة94 م العسكرية، أنها دمرت مشاعر الإخاء بين اليمنيين وأقنعتهم بانهيار الحلم الوحدوي وعدم جدواه في شؤونهم الحياتية، وهذا ما يبعث الأسى والحسرة في نفوس الكثيرين ومنهم كاتب هذه السطور.
ومن مآثر حكماء الفكر السياسي إن الاتحاد الذي لايولد فرقا لايعول عليه، والأهمية الإستراتيجية للوحدة اليمنية تكمن في اعتبارها محطة بناء دولة حديثة تنتمي إلى عالم اليوم وهذا هو الفرق الذي كان يجب أن يولده الاتحاد بين الشمال والجنوب، ليتمكن المجتمع اليمني من الاندماج في الحياة الإنسانية المعاصرة، ليس هذا فحسب بل إن شروط بقاء الوحدة واستمراريتها مرهون ببناء الدولة المدنية التي تمثل كل اليمنين وتكفل لهم حقوق المواطنه المتساوية، وبدونها يبقى الحديث عن استمرارية الوحدة نوعا من المزايدة لا أكثر.

إن اختزال وظيفة الوحدة في تنمية مصالح فئة الحكام ومن يدور في فلكهم من الجنوب والشمال، أفقدها أهميتها في نظر غالبية سكان اليمن وضاعف من أخطار بقائها على سكان الجنوب كونهم لايرون فيها سوى مشروع ضم المحافظات الجنوبية والشرقية إلى حظيرة الغنائم الرسمية السابقة {التي يتم تحويلها من ملكيات عامة إلى أرصدة وثروات خاصة} .

ليس هذا فحسب بل إن بعض المتحدثين باسم الجنوب يطرحون أن الوحدة تحولت إلى مشروع انتقامي منهم وتنكيل بهم على أساس الهوية الجغرافية دونما يجدون مبررا لذالك.

وبغض النظر عما يقال هنا وهناك فالواضح أن الأساليب المتبعة في إدارة البلد منذ صيف 94م ، كثفت حدة الشعور بالقهر في نفوس سكان المحافظات الجنوبية الأمر الذي يدفعهم إلى التلويح بالانفصال والبحث عن الهويات الجغرافية والسياسية في أنفاق الماضي المظلمة، وفي هذه الحالة يكون النزوع الانفصالي رد فعل طبيعي

انتجته جهوية الممارسات السياسية والعسكرية على مدى 15 عاما.

وعلى الرغم مما ألت إليه الأوضاع من تداعيات إلا إن ثقافة المكابرة مازالت هي السائدة في الموقف الرسمي المتمحور حول حماية الوحدة با لأساليب القديمة الصدئة، مع إن الوضع لم يعد يحتمل التذاكي عليه بقدر ما يستدعي الاعتراف بالأخطاء وجدية المعالجات، بالرغم أن الذي حدث في موكب الزهو الوحدوي لايمكن ادراجه ضمن قائمة الأخطاء، ومن الغباء ان نصف الممارسات التدميرية المتعمدة والتي دمرت كل شروط التصالح مع الواقع أنها مجرد أخطاء.

ولأن المكابرة تغيب العقل وتلغي الحكمة في التعامل مع نوعية المواقف وطبيعة الأحداث فلا غرو ولاعجب من توصيف أحداث المشهد الراهن بـــ( الضجيج، البلبلة،التخريب،التآمر، افتعال الأزمات) وغيرها من الالفاظ التحريضية المستهلكة في صيغ الخطاب الرسمي عموما والرئاسي على وجه الخصوص والتي لا تعزز سوى مساحة الشعور باليأس في نفوس اليمنين .

إذ لم يعد خافيا على أحد أن حماية الوحدة وشروط استمراريتها مرهونا بسيادة المواطنة والحكم المحلي وتحديث الإدارة العامة وإخضاعها لسلطة القانون وتوفر القناعات الكاملة بان إدارة اليمن والمشاركة في بنائه حقا مكفولا للجميع دون وصاية أو احتكار، واجتراح هذه البدايات هو وحده كفيلا بإقناع اليمنيين في الشمال والجنوب أن يقولوا نعم للوحدة عندما لايجدون مبررا للانفصال.

أما اجترار الأساليب الماضوية وتغليب قوة العادة والتمادي في المكابرة السياسية (الثقافة المتحوصلة في أذهان حكام الجمهوريات العسكرية ) فانه لا يودي إلا إلى الهاوية والانتحار الجماعي.

وكذالك فإن المراهنة على استخدام القوة لاخضاع أبناء الجنوب رهان خاسر في عالم اليوم، وإذا بقي الحال على ماهو عليه فستجد نفسها القوات العسكرية التابعة لرئاسة الجمهورية في مواجهات مع المجتمع اليمني وفي أكثر من جبهة وليس في الجنوب وحده.

[email protected]

حد من الوادي
12-12-2007, 06:04 PM
نقد سياسات أثرت سلباً على الوحدة والسلم الاجتماعي
12/12/2007
محمد قاسم نعمان*- نيوزيمن



** ضعف العمل الثقافي الذي يجسد وحدة الشعب اليمني الفني / الغنائي / المسرح / اللقاءات الثقافية التي يشترك فيها الشعراء والأدباء والمثقفين في عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية .. (إذا ماحصل بعض من هذه الفعاليات تكون في صنعاء ..) بينما المفروض تنتقل إلى المحافظات باتجاه ترسيخ العمل الوحدوي بين الناس الخالي من المنابزات السياسية والحزبية ، والخالي من ثقافة المنتصر والمهزوم ، والخالي من التمييز بين كفاح الشعب اليمني والذي تبرز إحدى صوره في القول أن هذه الثورة هي الأم والأخرى هي البنت أوالخالة وأن الشمولية في الحكم لم تكن الا في الجنوب وأن اصراعات على السلطة لم تكن إلا في الجنوب وهو مايعكس ثقافة أقل ما يمكن القول عنها أنها ليست متناسقة إيجابا مع ثقافة الوحدة التي يفترض أن تجسد التسامح والحب والتصالح بين اليمنيين الذين أصبحوا يشكلون مكونات الوحدة اليمنية وأن ثقافة الوحدة يجب أن تجسد مبدأ ( الوحدة جبت ما قبلها ) وأن تناول ما قبل الوحدة يجب أن يركز على أفضل ما تحويه مسيرة الثورة اليمنية ونضال الحركة الوطنية وقوى الثورة ، دون التوظيفات الخاطئة.. كنا

ولازلنا في حاجة الى ثقافة وحدوية توحد الناس والمجتمع وتحمي السلم الإجتماعي بعد انشطار دام سنوات طويلة ..

** ضعف أداء القناة الثانية للتلفزيون – قناة عدن –في هذه المجالات واكتفائها فقط في أحسن الأحوال بإعادة نقل الأغاني العدنية القديمة ..

** دور الصحافة والإعلام في عدن والمحافظات الجنوبية ضعيف جداً في مجال نشر ثقافة الوحدة والثرات والتاريخ اليمني الذي توحد فيه الإنسان وضع حضارة وفعلاً إنسانيا في مراحل مختلفة من التاريخ القديم والحديث .

** ارتبطت عدن عند البعض بأنها بقع ، ومصيف وبناء شاليات وتنفيذ مقاولات .. ونزهة .. ولم ترتبط بفعاليات ونسج العلاقات الاجتماعية والثفاقية .. حتى القطاع الخاص الذي قدم من المحافظات الشمالية إلى عدن والمحافظات الجنوبية لم يخرج من فكرة الاستثمار في العقارات وفتح فروع للشركات الاستهلاكية والخدمة والمقاولات أو إستيلائهم على الشركات المملوكة للشعب والناجحة – مثل ( منشئات النفط بحجيف ) و ( مصنع الطلاْء والأملشن ) وحتى عمال وموظفي هذه المنشئات أصبحوا يعانون لحرمانهم من حقوقهم المشروعة .. لكن الاستثمار في المجالات التي تستوعب عمالة من شباب عدن والمحافظات الجنوبية فهي محدودة جداً ويمكن ربطها بمشاريع مجموعة هائل سعيد أنعم الذين أقاموا عدداً من المشاريع الاستثمارية استوعبت مئات من الشباب من مدينة عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية .

** الفعاليات التي يتم تنظيمها وبالذات في عدن من قبل الأجهزة والمؤسسات الحكومية يكون طابعها الرئيسي مهاجمة المعارضة وخلق المشكلات بين الناس .. وإبراز الطابع الدعائي للحاكم – وهو مايسيئ له أكثر مما يقيده ..

والمفروض أن تكون هنا فعاليات وأنشطة ثقافية وسياسية (حكومية )تعمل من أجل تعزيز وحدة الإنسان اليمني ونشر ثقافة التسامح والترابط والحوار والتقارب من القضايا التي لازال الخلاف حولها ..

حتى وأن برزت خلافات بين الحاكم والمعارضة لايجب أن يتم تعميقها وتوسيعها بل لابد أن نتعلم كيف نتعامل معها فالخلافات بين القيادات السياسية لايجب أن تنتقل وتتعزز بين الناس والمجتمع ..

فالذي يجب أن وينشر ويتعزز بين الناس هو ثقافة المساهمة والمشاركة الايجابية بين الناس والمجتمع وثقافة التسامح والتصالح .. ومعالجة التباين والخلاف في الآراء بالحوار الحميمي الجاد الذي يحافظ على ترابط المجتمع ويحافظ على العلاقات الطيبة بين الناس والمجتمع ويحافظ على السلام الاجتماعي ..

** منذ الوحدة عام 1990 م وبتوسع أكبر بعد 1994م كان الاهتمام المرتبط بعدن والمحافظات الجنوبية يتركز في (الأمن المركزي وكيف يتواجد ويتوسع ووحدات الجيش وتواجدها ومواقع تمركزها وتواجدها وتحديد المعسكرات ومساحات الأرض التي تتبعها .. والقيادات الأمنية والعسكرية في عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية وكيفية اختيارهم من اصجاب (الثقة ) وليس من أصحاب المؤهل العلمي والخبرة العملية والقدرة على تجسيد أهداف الوحدة والديمقراطية وكيفية السيطرة على منافذ الإيرادات المالية من خلال اختيار المسئولين من أصحاب الثقة الذين يجب أن يكونوا من خارج عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية (مثل مدير البنك الأهلي – مدير المالية – مدير الضرائب / مدير الجمارك / مدير المنطقة الحرة .. الخ

وكان يفترض بدلاً من تطبيق هذه السياسات الخاطئة الاهتمام بما يمكن أن يرسخ تعزيز الوحدة والسلم الاجتماعي .

***وما يتعلق باختيار الكوادر والقيادات كان يفترض أن يتم إخضاعها لشروط قانون الخدمة المدنية والمتطلبات والاستناد للمؤهلات التي تحدد المؤهل والخبرة والكفاءة ويتم احترام إعطاء الأولوية في الاختيار المرتبط بهده الشروط لأبناء المحافظات المعنية بتغطية الوظائف فيها ولا يمنع أن تكون هناك مناقلات في بعض المواقع والوظائف بين المحافظات لفترات محدودة لتبادل الخبرات وتعزيز التفاعل والعلاقات بين الناس في مختلف محافظات البلاد ..

** ثم التعامل مع الناس في عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية وبالذات بعد حرب 1994م أنهم جميعاً متهمين بالانفصالية إلى أن تثبت براءتهم !! والبراءة هنا تعني عند هولاء المتنفذين لتلك السياسات هي تملئت استمارات الانتماء للمؤتمر الشعبي .. حتى وان كان من حقيقة الأمر غير مقتنع به ولكن شاءت مصلحة وحاجته إلى ذلك ..ولهذا تواجد كثيرون داخل المؤتمر لكنهم في حقيقة الأمر يمارسون وينفذون كل شيء يسيء للمؤتمر الشعبي وأهدافه والإكتفاء بتأييدهم للمؤتمر وقياداته في الجلسات العلنية بالتصفيق أو يعملون على المبالغة في رفع صورالرئيس في المكاتب.. في المكتب الواحد يمكن أن ترفع أربع صور للرئيس !! وفي حقيقة قناعات هولاء يقولون العكس ويفعلون مايسيئ للرئيس وللحكم وهذه الحالات المرضية أفرزت سياسات وممارسات متناقضة إساءة للوحدة وإساءة للديمقراطية وعمقت الجراح والآلام والمظالم وهددت السلم الاجتماعي وفيها تمثلت العديد من صور الانتهاكات للحقوق الإنسانية والقانونية..

** لم تمر أيام أو لنقل أسابيع على الوحدة (بعد 22 مايو 1990) إلا وبدأت القوى المعادية للوحدة بتنفيذ مخططاتها لإجهاض الوحدة ومشروعها الوطني والديمقراطية والإنساني ..

ولهذا انشغل الجميع بتلك المشكلات والصعوبات المختلفة أمام الوحدة ومشروعها .. وتحول بعد ذلك إلى أزمة توسعت وكبرت وصلت حد تفجير حرب 1994م ولهذا طوال الفترة (الانتقالية) لم تشهد اليمن جهود لترسيخ الوحدة في المجتمع .. ولم يتم وضع خطط تتعلق بالثقافة والإعلام والاجتماع ، من أجل ترسيخ وتعزيز الوحدة وأهدافها الوطنية والإنسانية والديمقراطية بين الناس وفي المجتمع اليمني وبالذات بين القاطنين في المحافظات الشمالية وأشقائهم القاطنين في المحافظات الجنوبية والشرقية وثم الاكتفاء فقط في الحديث بالعناوين والشعارات عن الوحدة التاريخية / إعادة توحدي اليمن / الوحدة في خطابات وأدبيات بعض الأحزاب السياسية .. الخ ) دون الدخول في مضامينها والخوض في تفاصيلها لنشر ثراتها وثقافتها بين الناس .. ناهيكم عن بروز شعارات أضرت بالوحدة وأهدافها ولم يتم الرد عليها وتغيرها ولكن جرى التعامل معها ونشرها في إطار التعامل السلبي مع برامج وأهداف أعداء الوحدة .. تلك الشعارات التي كانت ترفع من قبل أعداء الوحدة قبل 22 مايو ثم تم تكرارها والتوسع في نشرها بعد الوحدة وبالذات بعد حرب 1994م باعتبارها شعارات تحمي الوحدة لكنها في حقيقة الأمركانت تدعوا إلى خلق العداء والتمزق بين أبناء الشمال وأبناء الجنوب ..

وأبرز تلك الشعارات هي ( عودة الابن الضال – عودة الفرع إلى الأصل - عودة الجنوبيين إلى الإسلام .. الخ ) وتم التنظير لها من خلال رفع الشعارات وتبنيها وتكرارها البعض بوعي يستهدفها آخرون بدون وعي ولكن لاعتقادهم أن ذلك تجسيد لحماية الوحدة وبأنها شعارات المرحلة .. وهي شعار (واحديه الثورة اليمنية ) أي إلغاء وقائع واحدات تاريخية (تؤكد وجود ثورة 26 سبتمبر عام 1962م في الشمال وثورة 14 أكتوبر 1963م في الجنوب .. وهي ثورتين يمنيتين تولدت منهما الوحدة اليمنية .. في 22 مايو 1990م . ومنهم في هذا الشعار أنه تواصل لإلغاء ثرات وتاريخ كفاح ونضال أبناء الجنوب .. وأنه يتواصل مع شعارات (عودة الابن الضال وعودة الفرع إلى الأصل .. الخ )..

** إلغاء أسماء رموز الثورة من الشهداء الذين أسهموا في الكفاح الوطني المسلح ضد الاحتلال البريطاني من المدارس والشوارع والإحياء في مدنية عدن والذين كان كان يهدف إلى خلق العداء بين الشمال والجنوب وكان يمس السلم الاجتماعي ويمس أهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة وكذا أهداف ثورة 26 سبتمبر المجيدة .. لأن مسح وشطب أسماء من قدموا حياتهم ثمناً لتحرير هذا الجزء في الوطن اليمني يعني محاولة للإساءة ومحو الذاكرة الشعبية والوطنية لثورة 14 أكتوبر التي يفترض أن تكون احترام أهدافها خط أحمر كاحترام أهداف ثورة 26 سبتمبر ..

ونفس الشيء بالنسبة للتعامل مع رموز ثورة 14 أكتوبر ومناضليها الإحياء منهم والأموات حيث يفترض أن يتوحد أسلوب التعامل معهم ودون أي تميز كما هو حاصل اليوم بين المناضلين في الشمال وفي الجنوب ..
** أعداء وحدة 22 مايو 1990م بعد أن استطاعوا إيصال الأمور إلى حرب 1994م وتحقيق النتائج التي أرادوا الوصول إليها .. عملوا على تنفيذ مخطط لضمان تحقيق أهدافهم من حرب 1994م وذلك بتحويل شريك الوحدة (الحزب الاشتراكي اليمني ) إلى عدو للوحدة .. وتبني سياسات العداء مع كل المنتمين للحزب الاشتراكي وحتى مع أصدقائه والمؤيدين له ( غير المنتمين إلى عضويته) وكانوا بسياستهم تلك قد وسعوا من الخلاف والانقسام داخل المجتمع، وليزيدوا الوضع أكثر تمزقا عملوا على توسيع حلقة العداء من خلال ممارساتهم وقراراتهم وسياساتهم التي نفذوها ومنها إقصاء الكوادر والكفاءات من مواقعهم مستغلين نفوذهم وسلطاتهم لتشمل رموز اجتماعية وثقافية (جنوبية) لضمان اللأعودة للتلاحم المجتمعي الذي يعكس متطلبات الوحدة والسلم الاجتماعي .. وكان هدفهم الرئيسي تجسيد مبدأ (فرق تسد) ليضمنوا تحقيق أهدافهم المعادية للوحدة وللمشروع الديمقراطي والتحديث والحضاري الذي أرتبط بوحدة 22 مايو 1990.. وليضمنوا ثانياً انفرادهم وتوسيع نفوذهم وثرواتهم.. ولهذا يمكننا أن نتعرف على هولاء بكل بساطة من خلال (مواقع نفوذهم.. وثرواتهم الكبيرة التي ارتبطت لدى معظمهم في سياسات مابعد حرب 1994م والتي ترتبط اليوم بالفساد..

*رئيس تحرير صحيفة التحديث

حد من الوادي
12-13-2007, 03:04 PM
العميد السعدي: القضية الجنوبية أصبحت أمراً واقعاً

عدن «الأيام» خاص:

صرح لـ «الأيام» يوم أمس العميد ركن علي محمد السعدي، عضو مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين في المحافظات الجنوبية وأحد المؤسسين لملتقيات التصالح والتسامح والتضامن الجنوبية، قائلا: «إن القضية الجنوبية أصحبت أمراً واقعاً، ومن لا يعترف بها فهو واقع في وهم بعيد عن المشهد السياسي الملموس في الجنوب، وإن قضية الجنوب هي قضية كل أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية على قاعدة عدم الإلغاء والتهميش لأحد بمن فيهم إخواننا أبناء الجنوب الذين لا زالوا يقفون إلى صف نظام 7يوليو هم أيضا إخواننا ولا نكن لهم العداء، وندرك أن السير في طريق سلبيات الماضي في الجنوب سيعيدنا إلى نقطة الصفر، وإلى زمن الفرقة والتناحر الذي عشناها منذ الاستقلال حتى أوصلتنا إلى هذا الزمن التعيس، الذي يعيشه المجتمع الجنوبي اليوم، ولأن وعينا أصبح اليوم في أرقى مراكز النضوج، والاستفادة من سلبيات الماضي التي أقدمنا وبكل صدق ووفاء لطي صفحاتها من خلال دعوتنا جميعا لملتقيات التصالح والتسامح والتضامن، التي نفذت في كل محافظات الجنوب وأضحت مبدأ ثابتا لنا جميعا.

إننا اليوم بمختلف انتماءاتنا الحزبية ومستقلين أصبح لدينا أكبر من هذه الولاءات وهي القضية الوطنية الجنوبية وجميعنا بمختلف الانتماءات نلتقي عند هذا الهدف الكبير».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر Designed & Hosted By MakeSolution.com


تعليقات الزوار
ابن شبوة
انتهينا من زمن الفتن | 12/13/2007 5:25:00 AM
الحمد لله الذي فشلت جهود حكام صنعا في الفرقة بين ابنا الجنوب وكلنا خسرنا في تناحرنا في السابق والذي استفاد هم حكام صنعاولاكن كلنا ثقه في قياداتنا الجنوبيه الذي هي تعمل على رص الصفوف من اجل نيلنا من حقوقنا وسيرو وعين الله ترعاكم
--------------------------------------------------------------------------------

ابو العز .
القضيه الجنوبيه | 12/13/2007 6:54:00 AM
نشكر العميد ركن علي محمد السعدي اطال الله بقائه احد مؤسسي ملتقيات التصالح والتضامن لابناء الجنوب علي هذا التوجه القيادي الرائع .وان وعينا كما قال اصبح اليوم في ارقى مراكز النضوج ويشمل هذا التسامح كل ابناء الجنوب على اختلاف مناطقهم وانتماءاتهم الحزبيه والفكريه حتى الذين وقفوا في صف 7 يوليو المشئوم الذى نحر الوحده في عيدها الرابع . لنرص الصفوف ونتوحد نحن ابناء الجنوب خلف هدفنا الكبير وهو ( القضيه الوطنيه الجنوبيه)وتحقيق اهدافها المشروعه فى الحريه والكرامه والرفاهيه وحق تقرير المصير.
--------------------------------------------------------------------------------

ابن يافع
الحمد لله | 12/13/2007 7:49:00 AM
تكاتفوا يا ابناء الجنوب العربي. والله انكم منتصرن ونحن كلنا معكم في الداخل والخارج
--------------------------------------------------------------------------------

الرياشي
الله يهديكم | 12/13/2007 8:44:00 AM
أخواني كلنا ضائقين من النظام ولكن ، هل يدفعنا إلى التفريق بين أبناء الوطن والعودة إلى التشطير ، أرجوكم أتقوا الله لا تعيدونا إلى الوراء ، نريد جمع الشمل بين المسلمين كافة وأنتم تريدون العودة إلى التشطير الله يهديكم
--------------------------------------------------------------------------------

لاخطل
كلمة حق | 12/13/2007 8:48:00 AM
نعم انها كلمة حق والله يعطيك العافيةياسعدي وكثر من امثالك والله يبعدنا عن الفتن ونكون صف واحد لمصلحة الجميع
--------------------------------------------------------------------------------

صوت الحق
ابواق | 12/13/2007 9:21:00 AM
أخواني لايمكن العودة الى الوراء والذي لا زال عنده وهم فليذهب للعلاج بلاش تضيعوا الوقت وتنفروا المستثمرين من مناطقكم .... والسلام على الوحديون
--------------------------------------------------------------------------------

ابواحمد
العميدالسعدي | 12/13/2007 9:28:00 AM
الوطن للجميع صححواالمسار
--------------------------------------------------------------------------------

البيحاني
الوحده | 12/13/2007 10:20:00 AM
الوحده لا للاحزاب نحنامن وحداليمن وهم الانفاصلين هم من شلو ثرؤت الجنوب
--------------------------------------------------------------------------------

غريب في الوطن
وثيقة ا لعهد والاتفاق | 12/13/2007 10:29:00 AM
لايمكن الاخلال بالوحده مهما اساءوا لها المتنفذين ولكن العوده الى وثيقة العهد والاتفاق هي الحل الوحيد لكل ابناء اليمـــــــن .
--------------------------------------------------------------------------------

YemenihoneY
12-23-2007, 03:32 PM
يعطيك العافية